
الوطن.. أم
عُلمنا منذ نعومة أظافرنا، بأن الوطن عبارة عن أُم، ونشأنا وتربينا على وجوب أن تُقطع كُل يد تمتد على الأُم (الوطن)، ويُقتلع كُل لسان يتكلم عليها باطلًا أو زورًا أو بُهتانًا، وإن كان النقد البناء المبني على حقائق ووقائع، مطلوبًا، لا بل ومحمودًا أيضًا.
اضافة اعلان
وهُنا يتبادر إلى ذهني مقطع من مُسلسل يقول فيه أحد أبطاله: "يُمكن أن يولد شخص بلا أب، لكن مُستحيل أن يولد بلا أُم.. نحن لنا أُم واحدة، هي الوطن.. ولن أندم على حُبي لوطني".
هذه كلمات، سببها حملة التشكيك التي أصابت وطني، قُبيل أيام، فالأردن قدم وما يزال وسيبقى الكثير الكثير لقضايا أُمته العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فشهداؤنا على ثرى الشقيقة المُحتلة فلسطين خير دليل على ذلك، وكذلك ما يتعرض له الأردن من هجمات جراء مواقف عجزت عنها الكثير من الدول القوية ماديا وعسكريا وتعدادا.
لست من دعاة التسحيج أو التهليل أو التهويل، وإن كان في سبيل الوطن فلا ضير، أو من أصحاب المنة على ما يقدمه وطني وأبنائه لفلسطين المُحتلة، فهذا واجب عروبي وإسلامي، وقبل ذلك واجب الشقيق تجاه شقيقه، والوقوف في وجه الظالم نُصرة للمظلوم.
لكن تلك الهجمة تضعنا أمام تحديات جديدة قديمة، فلا يُعقل أن تتصرف دولة، بعد أكثر من قرن على تأسيسها، بهذه البساطة تجاه هجمة، إذا ما ما قورنت بما تعرض له الأردن، من هجمات سابقة أو أزمات بعضها مفصلي، فإنها تعتبر في خانة "التافهة"، وتُشكل صفرًا على الشمال.
يبدو أننا نفتقر إلى خطة مُحكمة، أو استراتيجية واضحة المعالم، للرد على أي هجمة، فعند وقوع الأزمات لا ينفع بمقياس الدول، أو حتى المؤسسات والإدارات، مثل هذه الفزعات، وعلى رأي المثل الشعبي القائل: "العليق عند الغارة ما بنفع".
ما المانع من وجود خطط جاهزة للرد على أي هجمة، أو عند تعرض الوطن لأزمة مفصلية، أو حادث طارئ؟، فما هو مُلاحظ أن الأردن كُل فترة وأُخرى يتعرض إما لهجمة إفتراء أو تشكيك بمواقفه، أو أزمة أو جائحة.. وللأسف تبدأ عملية الرد أو النفي، لكن بطريقة غير مُنظمة أبدًا، سمتها الأساس العشوائية، والاعتماد على معلومات شخصية، مصدرها غير الجهات المعنية، فضلًا عن "انتهازية" أشخاص يُتقنون فرد الرقص على الأزمات.
لماذا غاب الإعلام الوطني؟، سؤال دائمًا يُطرح عند وقوع مُصيبة أو أزمة أو حملة تشكيك أو تضليل.. الغريب أن المُصطلحات التي يُطلقها بعض المسؤولين، والتي تتمثل بأنهم يعتمدون الشفافية والسرعة والانفتاح، ويعتبرونها منهاجًا وأساسًا لعملهم، لكنهم للأسف بعيدون كُل البعد عن ذلك وقت الأزمة، فتراهم حينًا يغيبون عن المشهد كاملًا، وحينًا آخرًا يتحدثون بشكل مُتأخر كثيرًا، أو على خجل ووجل!، ولا يتم الاعتماد على رواية واحدة موحدة، وكأن لسان حالهم يقول "كُل يُغني على ليلاه".
كُل ذلك، يتسبب بوجود بيئة خصبة للإشاعات، وجعلها حقيقة غير قابلة للنقاش، بدلًا من اعتماد معلومة واضحة، لا لُبس فيها، الأمر الذي يوحي بأننا نفتقر إلى مرجعيات تُعتمد، وإذا وجدت فإن أصحابها يفتقرون لرؤية، لا يمتلكون خطابا موحدا.
نقطة ثانية، مُعظم إن لم يكن كُل من أدى بدلوه، في حملة التشكيك تلك، كان خطابه موجهًا إلى الداخل، مُتناسيًا الرأي الخارجي، أو غير مُهتمًا به، مع أن مصدر هذه الحملة هو الخارج، وهذه لها مُتابعيها وقُرائها.
نقطة ثالثة، تتعلق بأبناء الوطن، الذين تقع عليهم مسؤولية عدم الانجرار إلى تصريحات أو حملات أو هجمات، من شأنها المساس بالوطن، أو حتى الترويج لها، ولو من غير قصد، خصوصًا وقت الأزمات.. صحيح بأن هُناك فجوة ثقة ما بين المواطن والمسؤول أو الحُكومة ككُل، لكن وقت الأزمات الأمر مُختلف تمامًا.
فالمُفكر والشاعر السعودي، علي الهويريني، يقول: "فانظروا في وطنكم وشاركوا في بنائه.. وطن لا نُشارك في بنائه لا نستحق العيش في فنائه.. وطن يُعطينا ولا نُعطيه، هذا هو الظلم بعينه"، وإن كان ذلك يتطلب أيضًا حقوقًا وحماية وحُرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 32 دقائق
- رؤيا نيوز
'المتقاعدين العسكريين' تشكل لجنة خاصة للنظر في اعتراضات التعيين ل 100 شاغر
في ضوء ما يتم تداوله بشأن شواغر التعيين لأبناء المتقاعدين العسكريين، والبالغ عددها (100) شاغر، والتي تأتي ضمن مكرمة جلالة القائد الأعلى، حفظه الله ورعاه، تؤكد المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى أن هذه الفرص تُدار وفق أعلى معايير النزاهة والشفافية، وبالتنسيق المباشر مع هيئة الإدارة العامة، حيث تخضع كافة الطلبات الواردة للفرز والتدقيق وفق أسس عادلة ومعايير واضحة. وقد استقبلت المؤسسة أكثر من (45,000) طلب لهذه الشواغر، وتم التعامل معها وفق نظام تنافسي عادل ضمن عملية فرز دقيقة ترتكز على معايير منصفة، وهي : أقدمية تاريخ تقاعد الأب، وسنة تخرج الطالب، بالإضافة إلى وجود أشقاء متقدمين، مما يمنح الأخ الأسبق في التخرج نقاطاً إضافية. وإذ تشدد المؤسسة على أن عملية التقديم والتقييم تتم بأعلى درجات الدقة والانضباط، فإنها تؤكد رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التلاعب أو المحاباة. كما تدعو أبناءها المتقاعدين إلى التحلي بروح المسؤولية، وتجنب إطلاق الأحكام المسبقة أو التشكيك بآليات العمل، مطمئنين إلى أن حقوقهم وحقوق أبنائهم أمانة غالية في أعناقنا، ولن ندّخر جهداً في صونها وحمايتها. وفي هذا السياق، تعلن المؤسسة عن تشكيل لجنة خاصة للنظر في الاعتراضات، حيث يحق لأي متقدِّم لديه شك في نتيجته أو ترتيب ابنه/ابنته أن يتقدّم بطلب اعتراض رسمي، وسيتم تمكينه من الاطلاع على علاماته ونتائجه بكل وضوح وشفافية، مع الالتزام الكامل بالتعامل مع كل اعتراض بجدية تامة واهتمام بالغ. وتُشير المؤسسة إلى أن الإعلان عن أسماء المرشحين للتعيين من المتقدمين لعام 2024 بات وشيكاً، وسيتم وفق الإجراءات الأصولية المتبعة.


رؤيا نيوز
منذ 32 دقائق
- رؤيا نيوز
معلومات استخباراتية تكشف عن تجهيز إسرائيل ضربة ضد النووي الإيراني
كشفت معلومات استخباراتية أمريكية حديثة، حصلت عليها الولايات المتحدة، أن إسرائيل تجهز لضربة عسكرية 'محتملة' تستهدف منشآت إيران النووية. ونقلت شبكة 'سي.إن.إن'، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين أمريكيين مطلعين قولهم إن معلومات مخابرات جديدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. وأشارت الشبكة، نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً. يذكر أن محللاً سابقاً في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية 'سي آي إيه'، قد أقر، الجمعة، بالذنب في تسريب 'سجلات سرية للغاية'، بحسب صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية. وتتضمن السجلات الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لضربة انتقامية ضد إيران، وتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي، ما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى تأجيل الهجوم.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الكشف عن تفاصيل جديدة حول الحدث الأمني "الصعب" في غزة
اضافة اعلان وأفادت منصات للمستوطنين بمقتل جندي وإصابة 3 آخرين بعد أن استهدفت المقاومة مبنى كان الجنود بداخله، ما أدى إلى انهياره وهم فيه.وأشارت إلى أن عمليات الإنقاذ استغرقت ساعات وكانت معقدة للغاية؛ نظرا لطبيعة ما دار من اشتباكات مع المقاومة في موقع الحدث، ولفتت إلى أنه بعد ساعات طويلة عثر جنود الاحتلال على جثة الجندي في مبنى مجاور، ما يُرجح أن المقاومة حاولت احتجاز جثته.وقالت المنصات العبرية إن مروحيات الإنقاذ نقلت الجنود الثلاثة إلى المستشفيات ووصلوا في حالة صحية صعبة للغاية.ويعد الحادث الأمني هو الثاني الذي يعلن عنه الثلاثاء وتفرض الرقابة الإسرائيلية حظرا على نشر المعلومات بشأنه. (الجزيرة نت)