دردشة مع عضو "نوبل" الموعود
وصرّح القائمون على الجائزة أنّ تدخلاً بشرياً سيحدث في عمليّة التحكيم، لكن فقط في مراحلها النهائيّة، وأنّه "سيتمّ تقييم المشاركات بناءً على إمكانات المبيعات، وملاءمتها للنوع الأدبيّ، والعناصر الأسلوبيّة عبر أكثر من 30 معياراً، بما في ذلك صعوبة القراءة، ووتيرة السرد، والتأثير العاطفيّ".
أمور كثيرة غامضة، وعلينا انتظار هذا الحدث وفهم آليّة التحكيم الكمبيوتريّة الآليّة بمعاونة بشريّة محدودة. الأمر، بطريقة ما، مغامرة تخوضها "ماي بوليتزر" ولا تعرف إلى أين ستأخذها وتأخذ الأدب معها. الأدب الذي لطالما حضّ على المغامرة والتجريب وخوض المجهول، يفعل هذا اليوم وأكثر، يخوض المخاطر التي تهدّد كنهه. هذا الفعل الإنسانيّ يستسلم للآلة ويترك التكنولوجيا تتحكّم فيه وتقيّمه. وبما أنّ الآلة لن تستطيع تقييم المشاعر والانفعالات، تتزايد المخاوف من أن يُدفع الأدب إلى التخلّي عنها تدريجيّاً، تحديداً الإنتاج الأدبيّ في بلادنا المصابة بسعار كلّ ما هو "دوليّ" أو "عالميّ" و"ترجمات أجنبيّة"، والمهووس بكلّ ما يدفعه نحو الساحة الأدبيّة والثقافيّة الدوليّة والغربيّة تحديداً.
وبما أنّه يتمّ تدريب التطبيقات الذكيّة كلّ يوم وساعة، على تحسين أدائها ودقّة إجاباتها، بما في ذلك تقييمها وتحليلها للأعمال الأدبيّة، فقد خطر لي أن أجرّب أداءها بنفسي في أثناء انتظار ظهور نتائج أوّل مسابقة أدبيّة يحكّمها الذكاء الاصطناعيّ. لذا طلبتُ بالانجليزية من تطبيقَي "تشات جي.بي.تي" و"غروك" ترشيح أدباء عرب لنيل نوبل للآداب، فكانت إجابة الأوّل الأسماء التالية: أدونيس – نوال السعداوي – إبراهيم الكوني - إلياس خوري. وفي لائحة أقل شيوعاً- كما سمّاها- ومن دون أن أطلبها منه، أضاف الأسماء التالية: هدى بركات – محمد خير – زكريا تامر – أحمد سعداوي.
بعد أيّام، عدت وطرحتُ على التطبيق، لكن بالعربيّة هذه المرّة، السؤال نفسه، فأتت الأسماء التي رشّحها بالترتيب التالي: أدونيس – إلياس خوري – الطاهر بن جلّون – جمال الغيطاني – سحر خليفة – هدى بركات – علاء الديب – إبراهيم الكوني. واللافت في لائحتَي "تشات جي بي تي"، أنهما تضمّنتا كتّاباً راحلين (إلياس خوري ونوال السعداوي وجمال الغيطاني وعلاء الديب)، وكاتباً لا يكتب بالعربيّة (بن جلّون).
أمّا تطبيق "غروك" فقد أعطاني الأسماء التالية لنيل نوبل للآداب: نجيب محفوظ - أدونيس – الطيب صالح – محمود درويش. ورشّح أسماء "معاصرة" كما وصفها: إبراهيم الكوني – إلياس خوري - هدى بركات. تكرّرت هنا أسماء كتاب متوفّين، أوّلهم محفوظ الذي نال نوبل بالفعل. وقدّم التطبيقان شروحاً مختصرة لحيثيّات ترشيحاتهما هذه، ومميزات إنتاج كلّ كاتب اقترحاه، كما أوضحا أنّ ترشيح كاتب لنوبل يخضع لمعايير الجائزة ولوائح نظامها الداخلي.
سؤال آخر طرحتُه على "تشات جي.بي.تي": "لو كنتَ عضواً في جائزة نوبل للآداب فأيّ كاتب عربيّ سترشّح للجائزة؟"، فأتى جوابه مفاجئاً: "محمد سمير ندا"، وهو صاحب الرواية التي صدرت قبل أقلّ من عام ونالت "الجائزة العالمية للرواية العربيّة" في أبوظبي مؤخّراً. وعن أسباب اختيار ندا، قال التطبيق: "بسبب رؤية الكاتب الإنسانيّة العميقة، تأثيره الأدبيّ الواسع، وملامسة قضايا عالميّة، وإسهامه في الأدب العربيّ المعاصر". وهي عبارات عموميّة وفضفاضة تنطبق على الكثير من الكتّاب العرب، لكنّ اختيار ندا "يبرز أهمّية دعم الأصوات الجديدة التي تقدّم رؤى مبتكرة في الأدب العربيّ"، كما أوضح لي التطبيق.
تابعتُ النقاش معه وأخبرته أنّه من غير الشائع أن تُمنح نوبل لصاحب روايتين فقط، وأنّ ثمّة أسماء عربيّة أخرى لديها مشاريع روائيّة راسخة ومترجمة لعدد من اللغات الأجنبيّة، وأعطيته أوّل اسم خطر لي بينها، وهو حنان الشيخ. وافقني على أفكاري هذه وأشاد بحنان الشيخ، معدّداً مزاياها وأسباب استحقاقها للتقدير العالميّ، بل كاد أن يعتذر، فاقترح أن نكتب لجائزة نوبل كتاباً بذلك! ولأنّي أعرف زُهد حنان الشيخ بالجوائز، أخبرته أن نوفّر تلك الرسالة لكتّاب آخرين.
تأخذ التطبيقات الذكيّة معلوماتها من الانترنت، من المقالات والمحاضر والتقارير المتوافرة في الشبكة العنكبوتية، وتتلقّى تدريبات من قِبل بشر لتقوم بالتحليل الأدبيّ والنقد وكتابة المراجعات والتعليقات وفق مدارس أدبيّة مختلفة. لكن ما يُنتظر أن يقوم به "أيريس" هو قراءة الروايات المرشّحة لـ"ماي بوليتزر" وتقييمها، وليس الاعتماد على القراءات المتوافرة على الانترنت فقط، إذ يتمّ تعليمه أساليب التحليل وطرق النقد ومدارسه المختلفة.
ومرّة جديدة، دفعني الفضول لأعرف كيف تقوم تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ بتحليل نصّ أدبيّ ونقده، فأعطيتها نصّ قصّة قصيرة، وأتت النتيجة غير متوقّعة. بين كلّ ما قدّمه الذكاء الاصطناعيّ من إنجازات مبهرة، وجدتُ تحليل تلك القصّة الأكثر إبهاراً، لقد أعطاني تحليلاً نقديّاً ملمّاً وعميقاً لم أتوقّعه.
سيرفض كتّاب كثيرون أن تقيّم الآلة إبداعهم، وسيعتبر آخرون، التجربة، مغامرة تستحق أن تُخاض. سيكون هناك فضول برونق جديد بعدما دخلت الجوائز العربيّة في الرتابة وفقر الخيال، هي التي كان من أبرز أهدافها، كما أعلنت، أن تثري الخيال وتوسّع آفاق المعرفة وتذوّق الفنّ والأدب. لكنّها لم تنجح في شيء أكثر من نجاحها في إثارة النعرات بين أوساط الكتّاب والناشرين والمؤسّسات المموّلة، وتراشق الاتّهامات والانشغال في إثبات عدم أحقّية كلّ رواية فائزة وافتقارها للجودة، واتهامات الانتحال والسرقة الأدبيّة والرشوة والمحاصصات... وللمفارقة الساخرة تعرّض محمد مير ندا، "مرشّح تشات جي.بي.تي لنوبل"، للكثير من سهام الافتراءات والاتّهامات الكفيلة بالتشويش على قيمة روايته، وإن لفترة وجيزة.
اضطررت إلى إنهاء الحوار حين نعست وتعبت، بينما محدّثي لم يفعل. الحوار بين محدّث مُتعب وآخر نشيط، ليس عادلاً. فهل سيكون عادلاً أن تُقيّم أداءنا وإنتاجنا جهةٌ لا تتعب ولا تقدّر الخذلان والخوف والقلق وكلّ ما يتنازع الكتّابَ وهم يكتبون، أقصد يكتبون لأجل الكتابة فقط وروعتها الخالصة التي لا تُقدّر بشهرة أو مال؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المردة
منذ 4 ساعات
- المردة
ابنة ستيف جوبز تستعد لزفاف أسطوري بتكلفة 6.7 مليون دولار
تخطط إيف جوبز ابنة مؤسس شركة 'آبل' ستيف جوبز لزفاف أسطوري بقيمة 6.7 مليون دولار في الريف البريطاني هذا الأسبوع، حيث من المتوقع حضور نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس وهي الصديقة المقرّبة لوالدتها لورين باول جوبز، مع عرض خاص من المغني إلتون جون. ومن المقرّر أن تتزوج من خطيبها الفارس الأولمبي الحائز على الميدالية الذهبية هاري تشارلز (26 عاماً)، ويُشرف على تنظيم على هذا الحدث منسّق حفلات الزفاف الشهير ستانلي غاتي، ووصفه أحد المصادر بأنّه 'حكاية خيالية بملايين الجنيهات بدأت تقلب منطقة أوكسفوردشير الريفية رأساً على عقب'. وقال المصدر لصحيفة 'ذا صن' إن كامالا هاريس، التي فشلت في الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، ستحضر الحفل، إلى جانب شخصيات بارزة مثل جيسيكا سبرينغستين، ومات هيلدرز من فرقة 'Arctic Monkeys'، والأميرة بياتريس، كما يُتوقع حضور وريثتي التكنولوجيا جينيفر وفيبي غيتس. وكانت إيف وهاري قد أعلنا عن علاقتهما للمرّة الأولى علناً خلال أولمبياد باريس 2024، حيث كان تشارلز يشارك كمنافس، ومنذ تخرّجها من جامعة ستانفورد، شاركت جوبز في عروض أسبوع الموضة في باريس لعلامات فاخرة مثل'Coperni'، وفي نهائيات كأس العالم للفروسية. وتُعد جوبز الآن من ضمن عارضات وكالة DNA Model' Management'، وقد ظهرت أخيرا على غلاف مجلة 'فوغ اليابان'، كما كانت وجهاً بارزاً في حملة دعائية ضخمة لدار 'لويس فيتون'.


صدى البلد
منذ 7 ساعات
- صدى البلد
مهيب عبد الهادي غاضبا: بلاش تصدق أي لاعب يقولك أنا أهلاوي ولا زملكاوي
شارك الإعلامي مهيب عبد الهادي جمهوره منشور غاضب عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وكتب مهيب عبد الهادي : بلاش تصدق أي لاعب يقولك أنا أهلاوي ولا زملكاوي لأن في الآخر هيقولك هتتدفع كام؟؟! علي الجانب الآخر يغادر وسام أبوعلي مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي مطار القاهرة خلال ساعات للخضوع للكشف الطبي في كولومبوس كرو بعد الاتفاق مع الأهلي علي كافة التفاصيل، وسيحصل الأهلي علي 7.5 مليون دولار دفعة واحدة بمجرد اجتياز اللاعب الكشف الطبي بجانب 2 مليون دولار امتيازات بنسب المشاركات في الموسم الأول والثاني وعدد الأهداف بخلاف 15% من نسبة إعادة البيع. وقدم وسام أبوعلي اعتذاره لجماهير القلعة الحمراء بعد تغيبه عن التدريبات الفترة الماضية ، وقال وسام :" أعتذر لاي شخص غضب منه فقد كنت أعاني من ضغوط أسرية ولكنه احترم النادي الأهلي وجماهيره ومحمود الخطيب رئيس النادي". وأضاف:" النادي الأهلي زادج من نجوميتي ومنحني كل شئ ورجو ان لا يغضب مني أحد ..الظروف التي مريت بها اثرت في، لعبت هنا أحلي عام ونصف في حياتي وهي الافضل في مسيرتي ولقد قمت بشراء منزل في القاهرة لأنها أشعر حقيقي أنها بلدي ". وأوضح:" اعتذر مرة أخري للاهلي ولرئيسه محمود الخطيب وللإدارة وللجماهير ولزملائي اللاعبين إن كنت قد قمت بشئ اغضبهم ، اشكر الاهلي ايضا علي الفترة التي قضيتها، فعلت كل شئ في الأهلي بطولات واهداف ، هنا كلنا عائلة واحدة خاصة جماهير الاهلي ولا انسي دعم الجماهير لي". وأضاف:" الاهلي هو من جعلني العب في منتخب فلسطين وشرف ليا ان العب في منتخب وشعب فلسطين، فخور الاهلي وفلسطين، مصر بلد امنة تماما وعشت فيها افضل عام ونصف في حياتي وليس لي علاقة بمن تحدث مع اسمي ، انا موجود بالاهلي ولا اعرف مستقبلي ومصيري من العرض الذي تلقاه من كولومبوس كرو الامريكي".


MTV
منذ 7 ساعات
- MTV
ابنة ستيف جوبز تستعد لزفاف أسطوري بتكلفة 6.7 مليون دولار
تخطط إيف جوبز ابنة مؤسس شركة "آبل" ستيف جوبز لزفاف أسطوري بقيمة 6.7 مليون دولار في الريف البريطاني هذا الأسبوع، حيث من المتوقع حضور نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس وهي الصديقة المقرّبة لوالدتها لورين باول جوبز، مع عرض خاص من المغني إلتون جون. ومن المقرّر أن تتزوج من خطيبها الفارس الأولمبي الحائز على الميدالية الذهبية هاري تشارلز (26 عاماً)، ويُشرف على تنظيم على هذا الحدث منسّق حفلات الزفاف الشهير ستانلي غاتي، ووصفه أحد المصادر بأنّه "حكاية خيالية بملايين الجنيهات بدأت تقلب منطقة أوكسفوردشير الريفية رأساً على عقب". وقال المصدر لصحيفة "ذا صن" إن كامالا هاريس، التي فشلت في الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، ستحضر الحفل، إلى جانب شخصيات بارزة مثل جيسيكا سبرينغستين، ومات هيلدرز من فرقة "Arctic Monkeys"، والأميرة بياتريس، كما يُتوقع حضور وريثتي التكنولوجيا جينيفر وفيبي غيتس. وكانت إيف وهاري قد أعلنا عن علاقتهما للمرّة الأولى علناً خلال أولمبياد باريس 2024، حيث كان تشارلز يشارك كمنافس، ومنذ تخرّجها من جامعة ستانفورد، شاركت جوبز في عروض أسبوع الموضة في باريس لعلامات فاخرة مثل"Coperni"، وفي نهائيات كأس العالم للفروسية. وتُعد جوبز الآن من ضمن عارضات وكالة DNA Model" Management"، وقد ظهرت أخيرا على غلاف مجلة "فوغ اليابان"، كما كانت وجهاً بارزاً في حملة دعائية ضخمة لدار "لويس فيتون".