
مبادرات لتعزيز البنية التحتية وتوسيع مشروعات التحليةالمياه في المملكة.. من التحدي إلى التخطيط الذكي
مياه التنمية
تُعد المياه ركيزة أساسية لأي عملية تنموية، نظرًا لدورها الحيوي في دعم الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي وحماية البيئة. وفي المملكة العربية السعودية، حيث يسود المناخ الصحراوي وتعاني البلاد من ندرة الموارد المائية الطبيعية، تتضاعف أهمية هذا المورد لتُصبح قضية مركزية ترتبط بالأمن الوطني والازدهار المستقبلي. فالماء ليس مجرد عنصر من عناصر الحياة، بل هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة في جميع مجالات الحياة، تواجه المملكة منذ عقود طويلة تحديات كبيرة في مجال الموارد المائية، أبرزها الاعتماد على المياه الجوفية، والتباين في توزيع السكان، والتوسع العمراني، والنمو السكاني المتسارع، وارتفاع الطلب على المياه في القطاعات المختلفة. هذه التحديات دفعت الدولة إلى التفكير في حلول جذرية وغير تقليدية تضمن استدامة هذا المورد النادر، وتواكب الاحتياجات المتزايدة، وتحقق التوازن بين العرض والطلب، تؤثر المياه بشكل مباشر على مجموعة من القطاعات الحيوية، منها الزراعة، التي تُعد من أكثر الأنشطة استهلاكًا للمياه، إضافة إلى الصحة العامة التي تعتمد على توفر مياه شرب نظيفة وآمنة، وكذلك القطاع الصناعي والسياحي، حيث تتطلب المشروعات الكبرى والمجمعات الصناعية والسياحية بنية مائية متطورة. ومن هنا، فإن أي خلل في منظومة المياه يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ في التنمية، أو تهديد للأمن الغذائي والصحي، أو تراجع في جودة الحياة للمواطن والمقيم، وعلى المستوى البيئي، تلعب المياه دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي للنظام البيئي. فاستنزاف المياه الجوفية، وتلوث مصادر المياه، وغياب الإدارة الرشيدة، كلها عوامل تسهم في الإضرار بالتربة والنباتات والحياة الفطرية، مما ينعكس سلبًا على البيئة بشكل عام. لذا فإن إدارة الموارد المائية بحكمة تُعد مسؤولية بيئية إلى جانب كونها مسؤولية تنموية، وتبرز أهمية قطاع المياه أيضًا من الناحية الاقتصادية، إذ إن ضمان توفر المياه واستدامتها يسهم في تعزيز الاستثمارات، ويزيد من تنافسية المدن والمناطق الصناعية، ويدعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل، ورفع كفاءة البنية التحتية، وخفض التكاليف المرتبطة بالفقد المائي أو سوء التوزيع. فالماء هنا لا يُنظر إليه كمورد فقط، بل كعنصر محفز للاقتصاد والتنمية، ولأن التحديات التي تواجه المملكة في هذا المجال ليست آنية بل استراتيجية، جاء التركيز ضمن رؤية المملكة 2030 على بناء قطاع مائي قوي وفعّال، يُدار بكفاءة عالية، ويعتمد على الابتكار والتقنية، ويشرك القطاع الخاص، ويرفع من كفاءة الترشيد، ويضمن الاستدامة البيئية في كل مراحله. فالرؤية لا ترى الماء فقط كمورد للاستهلاك، بل كأحد المحركات الأساسية في تحقيق الطموحات الوطنية الكبرى، كما أن الأمن المائي في ظل هذه الرؤية لا ينفصل عن الأمن الغذائي، والصحي، والبيئي، والاجتماعي، بل هو متداخل معها جميعًا، مما يجعل تطوير قطاع المياه أولوية قصوى. ومن هنا جاءت مبادرات عديدة في هذا المجال لتعزيز البنية التحتية، وتوسيع مشاريع التحلية، وتحديث الشبكات، وتبني أنظمة ذكية، مما أسهم في خفض الفاقد ورفع الكفاءة وتحسين الخدمة، إن أهمية قطاع المياه في المملكة لا تكمن فقط في ارتباطه بالحياة اليومية، بل في كونه حجر الأساس في مستقبل التنمية، ومحورًا رئيسيًا في تحقيق طموحات الدولة، ومؤشرًا دقيقًا على مستوى الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل. لذلك فإن أي خطة تنموية شاملة لا بد أن تضع المياه في قلبها، وهو ما تم بالفعل من خلال رؤية 2030 التي أعادت تعريف مفهوم الإدارة المائية، وربطته بالاستدامة، والابتكار، والكفاءة، والحوكمة الرشيدة.
الرؤية والمياه
مع إطلاق رؤية المملكة 2030، بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة تحول جذري في طريقة تعاملها مع التحديات التنموية، وكان من أبرز هذه التحديات وأكثرها تعقيدًا ملف المياه. فقد أدركت القيادة الرشيدة أن ندرة المياه، وارتفاع معدلات الاستهلاك، والاعتماد على مصادر محدودة وغير متجددة، تمثل معوّقات حقيقية أمام تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المدى الطويل لذلك، وضعت رؤية 2030 تطوير قطاع المياه في صميم أولوياتها، كونه ليس مجرد مرفق خدمي، بل عنصر حاسم في بناء المستقبل وضمان جودة الحياة. وتركّزت توجهات الرؤية على معالجة التحديات المائية من جذورها، من خلال إصلاح البنية المؤسسية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتوسيع الشراكات، وتعزيز الابتكار التقني، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية المياه كمورد محدود، من أبرز الأهداف التي طرحتها الرؤية في هذا القطاع، تحقيق أمن مائي مستدام، يضمن توفير المياه بشكل مستقر وآمن للأجيال الحالية والمقبلة، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم استنزافها. كما سعت الرؤية إلى تقليل الاعتماد على المياه الجوفية غير المتجددة، من خلال التوسع في مشاريع تحلية مياه البحر، وتبني حلول لإعادة استخدام المياه المعالجة، والاستفادة من مياه الأمطار والسيول، وهو ما يُعد نقلة نوعية في التفكير المائي الوطني، وتحت مظلة الرؤية، أطلقت المملكة الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، والتي تُعد الإطار التنفيذي لتحقيق أهداف الرؤية في هذا القطاع. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توحيد الجهود، وتحديد أولويات الاستثمار، وتقنين الاستهلاك، وتطوير شبكات المياه والصرف الصحي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. كما أكدت الاستراتيجية على أهمية المواءمة بين الطلب المتزايد والموارد المتاحة، وضرورة إدماج جميع القطاعات ذات العلاقة ضمن منظومة متكاملة لإدارة المياه، واحدة من أبرز التحولات التي أحدثتها الرؤية، هو تبنّي مفهوم الاستدامة في كل ما يتعلق بإدارة المياه، فلم يعد الهدف مجرد إيصال المياه للمستهلك، بل أصبح المطلوب هو إيصالها بكفاءة، وجودة، وبتكلفة عادلة، مع مراعاة أثر ذلك على البيئة والموارد المستقبلية. وقد تم ذلك من خلال تعزيز كفاءة الاستخدام، والحد من التسربات، واستخدام العدادات الذكية، وتطبيق التعرفة التصاعدية التي تُشجع على الترشيد، كما شملت توجهات الرؤية العمل على تحفيز الابتكار وتبني التقنيات الحديثة، كأحد الأدوات الأساسية لتطوير القطاع. فدخلت المملكة مرحلة جديدة من استخدام التكنولوجيا في مراقبة الشبكات، وتحسين جودة المعالجة، وإدارة العمليات عن بُعد، وهو ما ساهم في خفض التكاليف التشغيلية، ورفع سرعة الاستجابة للأعطال، وتحسين أداء الشبكات في المدن الكبرى والمناطق النائية على حد سواء، ولا يمكن تجاهل أن الرؤية ركزت أيضًا على تمكين القطاع الخاص من المشاركة الفاعلة في إدارة وتشغيل مشاريع المياه، من خلال أنظمة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في مشروعات التحلية، والمعالجة، والبنية التحتية. وقد أسهم ذلك في خلق سوق مائي أكثر تنافسية وكفاءة، يعزز من فرص الابتكار، ويخفف العبء المالي عن الدولة، توجهات رؤية 2030 في قطاع المياه لم تكن مجرد شعارات طموحة، بل تحولت إلى خطط تنفيذية واضحة ومرقّمة، ومؤشرات أداء تقيس مدى التقدم، وتتابع الأثر الفعلي للمبادرات والمشاريع. وبرز ذلك من خلال تحسين ترتيب المملكة في المؤشرات العالمية لإدارة المياه، وزيادة نسب تغطية المياه المحلاة، ورفع كفاءة استخدام الموارد، كما تم تعزيز التكامل بين قطاع المياه وقطاعات أخرى، مثل الطاقة والبيئة والزراعة، ضمن نموذج 'الإدارة المتكاملة للموارد'، والذي يضمن أن تكون السياسات المائية متوافقة مع بقية مكونات التنمية، ولا تُعالج بمعزل عنها، في المجمل، فإن رؤية 2030 أعادت تشكيل مسار قطاع المياه في المملكة بشكل جذري، وأدخلته في مرحلة جديدة من الاحترافية والاستدامة والمرونة، من خلال التوجهات الواضحة، والالتزام بالتنفيذ، والشراكة المجتمعية، والاعتماد على البيانات والتقنيات. وبهذه التوجهات، بات قطاع المياه السعودي نموذجًا ملهمًا للعديد من الدول ذات الظروف المناخية المشابهة، في كيفية تحويل التحدي إلى فرصة.
تشريعات جديدة
لم يكن تطوير قطاع المياه في المملكة العربية السعودية ممكنًا دون إعادة هيكلة جذرية للمنظومة المؤسسية والتشريعية التي تُدير هذا القطاع الحيوي. ومع انطلاق رؤية المملكة 2030، اتضح أن أي إصلاح أو تقدم في إدارة الموارد المائية لا بد أن يُبنى على أسس إدارية وتنظيمية متينة، تضمن الكفاءة والشفافية وتفتح المجال للتطوير والابتكار. ومن هنا، بدأت المملكة أولى خطواتها في التحول المؤسسي والتشريعي، بوصفه شرطًا أساسيًا لتحقيق الاستدامة المائية، أحد أبرز مظاهر هذا التحول كان دمج قطاعات البيئة والمياه والزراعة تحت مظلة وزارة واحدة، هي وزارة البيئة والمياه والزراعة، بهدف تعزيز التكامل بين هذه القطاعات الثلاثة التي ترتبط ببعضها ارتباطًا وثيقًا. هذا الدمج أتاح توحيد السياسات، وتنسيق الجهود، وتجنّب الازدواجية في المشاريع والخطط، مما رفع كفاءة الإنفاق، وسهّل تنفيذ المبادرات الوطنية، إضافة إلى ذلك، جاء تأسيس الشركة الوطنية للمياه كمؤسسة تنفيذية مستقلة تتولى مسؤولية تشغيل وإدارة شبكات المياه والصرف الصحي في جميع مناطق المملكة. وقد ساهم وجود كيان مركزي متخصص في تحسين جودة الخدمة، ورفع كفاءة التشغيل، وزيادة الاعتمادية، من خلال تطبيق الأنظمة الحديثة والرقابة على الأداء. وتُعد الشركة اليوم واحدة من أبرز أذرع الدولة في تنفيذ مشروعات الرؤية ذات الصلة بقطاع المياه، أما على الصعيد التشريعي، فقد شهد القطاع سلسلة من التحديثات القانونية والتنظيمية، كان من أهمها إصدار الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، التي وضعت خارطة طريق واضحة لتنظيم استخدام الموارد المائية، وتقنين الاستهلاك، وضبط العلاقة بين مقدمي الخدمات والمستهلكين، وتعزيز دور القطاع الخاص. كما تم تحديث عدد من الأنظمة واللوائح، مثل لائحة ترشيد المياه، ولوائح التعرفة الجديدة، وأنظمة الرقابة على الجودة والصرف الصحي، وقد شملت هذه التحولات أيضًا إرساء مبادئ الحوكمة والشفافية، من خلال تحديد الأدوار والمسؤوليات بين الجهات الحكومية المختلفة، وإطلاق مؤشرات لقياس الأداء، وتحقيق الرقابة الفعالة على شبكات المياه، وجودة الخدمة المقدمة، والامتثال للمعايير البيئية والصحية. كما تم العمل على تحسين الكفاءة المؤسسية، ورفع القدرات البشرية، وتدريب الكوادر الفنية، لتكون قادرة على إدارة وتشغيل القطاع بكفاءة عالية وفق أفضل الممارسات العالمية وفي إطار هذا التحول، أصبح قطاع المياه يعمل ضمن منظومة متكاملة تشمل الأنظمة والسياسات والتشريعات والبنية المؤسسية، بما يضمن تنفيذ مشاريع الرؤية الكبرى، مثل 'مشروع التحلية بالطاقة الشمسية'، ومبادرات 'إعادة الاستخدام'، وتطوير 'البنية الرقمية' لإدارة المياه. فالإصلاح المؤسسي لم يكن هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة للوصول إلى قطاع مائي يتمتع بالمرونة، ويستجيب للطلب، ويضمن الاستخدام الأمثل للموارد، ولا شك أن هذه التحولات التنظيمية، بما تحمله من تحديث في الأنظمة وتطوير في الهياكل، أسهمت بشكل مباشر في رفع جودة الخدمات، وتقليل الفاقد، وزيادة كفاءة الاستثمار في القطاع، وجعلت المملكة أقرب من أي وقت مضى لتحقيق أمنها المائي بأدوات مؤسسية فعالة ومستدامة.
التحلية وبنية المستقبل
في إطار رؤية المملكة 2030، أدركت القيادة الرشيدة أن تطوير قطاع المياه لا يقتصر فقط على تحسين الإدارة والسياسات، بل يشمل بناء بنية تحتية متطورة تُلبّي الطلب المتزايد، وتُعزز من قدرات المملكة على توفير المياه بكميات وجودة عالية تلبي احتياجات السكان والصناعات المختلفة. ومن هنا، جاءت مشاريع البنية التحتية والتحلية في مقدمة أولويات الرؤية، باعتبارها مفتاح الحل لأزمة ندرة المياه التي تواجه المملكة، واحدة من أبرز المشاريع التي تعكس هذا التوجه هي مشاريع التحلية الكبرى التي شُيّدت أو تم تطويرها خلال السنوات الأخيرة، مثل محطة الشعيبة لتحلية مياه البحر، ومشروع الجبيل المتكامل، وغيرها من المحطات التي تستخدم تقنيات متقدمة في تحلية المياه، وتعمل بطاقة إنتاجية عالية تلبي احتياجات المناطق الصناعية والسكنية. هذه المشاريع اعتمدت على التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك استخدام الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، لتقليل البصمة الكربونية وتحقيق استدامة بيئية أكبر، كما شملت مشاريع البنية التحتية توسيع شبكات توزيع المياه وشبكات الصرف الصحي، بهدف تقليل الهدر وتحسين جودة الخدمة، خصوصًا في المدن الكبرى التي تشهد نموًا سكانيًا متسارعًا. وقد تم تنفيذ شبكات ذكية تعتمد على أنظمة مراقبة متطورة ترصد تدفق المياه وتحدد نقاط التسرب بشكل فوري، مما يساهم في رفع كفاءة الشبكة وتقليل الخسائر المائية، وفي مجال معالجة المياه، طُبقت تقنيات متقدمة لإعادة استخدام المياه المعالجة في أغراض متعددة مثل الزراعة، والصناعة، والتبريد، مما يُعد من الحلول الفعالة لخفض استهلاك المياه العذبة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وقد تم اعتماد محطات معالجة مياه متطورة تلتزم بالمعايير البيئية والصحية، لضمان عدم تأثير المياه المعالجة سلبًا على البيئة أو صحة الإنسان، ولا يمكن إغفال مشاريع تخزين المياه التي تُسهم في استيعاب فائض الأمطار والسيول خلال فصول الأمطار، وتخزينها لاستخدامها في الفترات الجافة، وهي مشاريع استراتيجية تدعم الأمن المائي وتقلل من الاعتماد على المصادر التقليدية. وقد تم تحديث الخزانات وإنشاء أخرى جديدة بسعات كبيرة، مع اعتماد تقنيات ذكية لإدارة التخزين والتوزيع، كل هذه المشاريع لم تكن ممكنة بدون استثمارات ضخمة ودعم حكومي مباشر، إضافة إلى شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص المحلي والعالمي، مما أدى إلى تسريع وتيرة التنفيذ وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. كما رافق هذه المشاريع وضع معايير صارمة للجودة والسلامة، وضمان استمرارية الخدمة في جميع الظروف، في المجمل، يُعتبر قطاع البنية التحتية والتحلية في المملكة نموذجًا متقدمًا يجمع بين الكفاءة التقنية، والوعي البيئي، والحاجة التنموية، وقد أثبت قدرة المملكة على تجاوز التحديات المائية بالاعتماد على التخطيط السليم والتنفيذ المحكم، مما يعزز موقعها الريادي في مجال إدارة الموارد المائية على مستوى المنطقة.
لقد أثبتت رؤية المملكة 2030 قدرتها على تحويل التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع المياه إلى فرص حقيقية للنمو والتطور، من خلال وضع استراتيجيات واضحة وشاملة ترتكز على الاستدامة والكفاءة والابتكار. لم يعد توفير المياه مجرد هدف خدمي، بل أصبح ركيزة أساسية في بناء مستقبل المملكة، وتحقيق الأمن الوطني، ورفع جودة حياة المواطنين والمقيمين، بفضل التحول المؤسسي والتشريعي، والاستثمار الكبير في مشاريع التحلية والبنية التحتية، وتبني أحدث التقنيات، والاهتمام بالترشيد والتوعية، استطاعت المملكة أن تُحدث نقلة نوعية في قطاع المياه، جعلتها نموذجًا يُحتذى به في المنطقة وعلى المستوى العالمي، ومع استمرار الجهود في تطوير القدرات البشرية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والحرص على التناغم بين القطاعات المختلفة مثل البيئة والطاقة والزراعة، تبدو المملكة اليوم في موقع قوي يؤهلها لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق أهدافها الطموحة، إن نجاح رؤية 2030 في قطاع المياه يؤكد أن الإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية، والالتزام بخطط التنمية المستدامة، والاعتماد على الابتكار والتقنية، هي السبيل لضمان مستقبل مزدهر وآمن للمملكة، حيث لا تقتصر التنمية على تحقيق رفاهية الحاضر، بل تمتد لتشمل أجيال المستقبل وتضمن لهم حقوقهم في موارد المياه التي هي أساس الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 11 دقائق
- صحيفة سبق
شاشات إحصائية لمتابعة الصفقات والمبيعات تعزز شفافية المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025
استحدث نادي الصقور السعودي، ضمن فعاليات المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025، شاشات عرض إحصائية محدثة على مدار اليوم، تُظهر بشكل تفصيلي مجريات المبيعات، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية أمام الحضور، وتمكينهم من متابعة الصفقات اليومية، بما يسهم في دعم قرارات البيع والشراء استنادًا إلى بيانات واضحة ودقيقة. وتعرض هذه الشاشات معلومات شاملة عن الصقور المبيعة، والمزارع المشاركة، والدول الممثلة في المزاد، بما يعكس حرص النادي على تقديم تجربة مزاد منظمة وموثوقة تجمع المنتجين والهواة من مختلف الدول، في بيئة تنافسية تسير وفق أعلى المعايير. ويأتي هذا التطوير في إطار أهداف نادي الصقور السعودي الرامية إلى دعم مزارع الإنتاج المحلية وتمكينها من الوصول إلى أسواق جديدة، وتطوير سلالات الصقور، وتعزيز استدامة هذا القطاع، بما يرفع من كفاءة الإنتاج وتحفيز الاستثمار، إلى جانب توفير منصة لتبادل الخبرات بين المشاركين، مما رسّخ مكانة المزاد وجهة موثوقة على المستويين الإقليمي والدولي. يُذكر أن المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025، الذي ينظّمه نادي الصقور السعودي في مقره بملهم (شمال مدينة الرياض) تتواصل فعالياته حتى 25 أغسطس الجاري، ونجح خلال أربعة أعوام في بيع أكثر من (2,300) صقر، بإجمالي مبيعات تجاوز (29) مليون ريال


الشرق الأوسط
منذ 11 دقائق
- الشرق الأوسط
إطلاق مبادرة «ابتعاث الإعلام» لتأهيل المواهب السعودية عالمياً
أبرمت وزارتا «التعليم» و«الإعلام» في السعودية مذكرة تعاون لإطلاق مبادرة «ابتعاث الإعلام»، الهادفة إلى تدريب الكفاءات وتأهيل المواهب الوطنية في أفضل الشركات والمؤسسات التعليمية الإعلامية عالمياً. وشهد توقيع المذكرة وزيرا «التعليم» يوسف البنيان، و«الإعلام» سلمان الدوسري، الذي كشف خلال مؤتمر صحافي جمعهما في الرياض، الأربعاء الماضي، عن مشروع «ابتعاث الإعلام»، لتأهيل الطلاب والطالبات إلى سوق العمل. وتأتي المبادرة انطلاقاً من حرص الوزارتين على تعزيز علاقتهما التكاملية المؤسسية، ودعم صناعة الإعلام الوطني، وصقل الكوادر المبدعة، وتطوير الكفاءات والمواهب المتوافقة مع متطلبات القطاع، بما يتيح الاستفادة منها واستقطابها، وفق مستهدفات «رؤية السعودية 2030». شاركتُ أخي معالي @SalmanAldosary إطلاق برنامج #ابتعاث_الإعلام، والذي يُعزّز شراكتنا الاستراتيجية لإعداد كفاءات وطنية بقدرات مهنية عالية، ومهارات نوعية متميّزة في مجالات الإعلام عبر أفضل جامعات العالم، بما يدعم حضور المملكة الإعلامي عالميًا، ويواكب مستهدفات #رؤية_السعودية_2030. — يوسف البنيان (@minister_moe_sa) August 15, 2025 من جانبه، ذكر الوزير البنيان في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي عقب توقيع المذكرة، أن البرنامج «يُعزّز شراكتنا الاستراتيجية لإعداد كفاءات وطنية بقدرات مهنية عالية، ومهارات نوعية متميّزة في مجالات الإعلام عبر أفضل جامعات العالم، بما يدعم حضور المملكة الإعلامي عالمياً، ويواكب مستهدفات (رؤية السعودية 2030)». بدوره، قال الوزير الدوسري في منشور على منصة «إكس»: «حين نؤهل الكفاءات الوطنية في التخصصات الإعلامية المتقدمة؛ فإننا نصنع جيلاً من المحترفين القادرين على قراءة المشهد، وتحليل محتواه، وصياغة رسالته بأدوات عالمية»، لافتاً إلى أن البرنامج سيسعى «لصناعة إعلام سعودي مؤثر يقود الكلمة والصورة والفكرة». حين نؤهل الكفاءات الوطنية في التخصصات الإعلامية المتقدمة؛ فإننا نصنع جيلًا من المحترفين القادرين على قراءة المشهد، وتحليل محتواه، وصياغة رسالته بأدوات عالمية. أطلقت مع أخي @minister_moe_sa برنامج ابتعاث الإعلام، لصناعة إعلام سعودي مؤثر يقود الكلمة والصورة والفكرة — سلمان الدوسري (@SalmanAldosary) August 15, 2025 المبادرة تُعنى بعدة مسارات، وتستهل رحلتها عبر مسار «واعد» لقطاع الإعلام، أحد مسارات «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث»، الذي يسعى إلى «الابتعاث المبتدئ بالتوظيف» في المجال، بتعاون مشترك بين الوزارتين. وتضمنت المذكرة بحث فرص التدريب والتأهيل، وتصميم برامج مبتكرة وتنفيذها في مختلف مجالات الإعلام، بهدف تطوير المواهب الوطنية الشابة بالقطاع وفق أعلى المعايير العالمية، وتمكين تطوير الأعمال فيه، ودعم نموه بما يعزّز التنافسية محلياً ودولياً، في الوقت الذي سيتيح فيه فرص عمل بتخصصات جديدة ومتنوعة للكوادر الوطنية، مما يُسهم في تحقيق جاهزية الكوادر الوطنية لمتطلبات المستقبل وتطورات سوق العمل الإعلامي. من ناحيته، أوضح المهندس ماجد الثقفي وكيل وزارة الإعلام للاستراتيجية وتحقيق الرؤية، عقب توقيعه المذكرة، أن الابتعاث سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيوفر برامج تدريبية في 15 دولة للمبتعثين مبتدئاً بالتوظيف، بالإضافة إلى درجات علمية متنوعة تبدأ من دبلوم وبكالوريوس وماجستير في تخصصات الإعلام المتنوعة لدى أهم الشركات والجامعات الدولية. ورشة عمل لتفعيل المبادرة شهدت مشاركة نحو 35 جهة من القطاع الخاص الإعلامي (واس) وأضاف أن اختيار التخصصات سيكون بحسب احتياج القطاع والأكثر طلباً في السوق؛ ومنها الإعلام الرقمي، ومجالات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتقنيات إنتاج المحتوى المرئي والمسموع، واستخدام الواقع المعزّز والافتراضي، والصحافة الرقمية، والنشر الرقمي، وإدارة المنصات، وغيرها من التخصصات الأكثر احتياجاً. وأوضح الثقفي أن مسار «واعد» يهدف إلى ابتعاث الطلاب في القطاعات والمجالات الواعدة، بحسب المتطلبات الوطنية للمشروعات والمبادرات الكبرى، مبيناً أن وزارة الإعلام سترفع بطاقات الاحتياج للمنشآت الراغبة في الاستفادة من المبادرة إلى «التعليم»، لاستكمال إجراءات اعتماد البرامج، وتوقيع الاتفاقيات مع منشآت القطاع الخاص. وتستهدف المبادرة التوظيف الجديد على الوظائف الفنية والمهنية والبرامج التدريبية، وغير المتوفرة بالمملكة. جرى خلال الورشة الاتفاق على الخطوات المقبلة لمبادرة «ابتعاث الإعلام» (واس) وتفعيلاً لبنود المذكرة، أقيمت ورشة عمل يوم الخميس، بمشاركة نحو 35 جهة من القطاع الخاص تمثل مجالات الإعلام، والإعلان، والصحافة، والألعاب، والإنتاج المرئي والمسموع، وغيرها، للتعريف بآلية تحديد الاحتياجات التدريبية والتوظيفية عبر نماذج «بطاقة الاحتياج»، و«تصميم البرامج»، و«خطة الإطلاق». وجرى خلال الورشة الاتفاق على الخطوات المقبلة، وتشمل استكمال حصر الاحتياجات، واعتماد البرامج من الجهات المختصة، وإعلان المقاعد المتاحة للطلاب خلال 60 يوماً. وسيتاح التقديم للشركات الراغبة في الانضمام للمبادرة عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الإعلام.


مباشر
منذ 11 دقائق
- مباشر
انخفاض أسعار الذهب في مصر خلال منتصف تعاملات الجمعة
القاهرة - مباشر: تراجعت أسعار الذهب في مصر خلال منتصف تعاملات اليوم الجمعة، مقارنةً بأسعار بداية التعاملات. وفيما يلي، يرصد لكم "معلومات مباشر" أسعار الذهب؛ بحسب منصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، دون حساب مصنعية الجرام: سعر الذهب عيار 24 سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 5205.75 جنيه. سعر جرام الذهب عيار 21 سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4555 جنيهاً. سعر الذهب عيار 18 سجل سعر الذهب عيار 18 نحو 3904.25 جنيه. سعر الذهب عيار 14 سجل سعر الذهب عيار 14 نحو 3036.75 جنيه. سعر الجنيه الذهب سجل سعر الجنيه الذهب نحو 36440 جنيهاً.