
وقفة مع ومضات تراث السيد باقر الصدر(قدس)
طالما انه كتاب صدر للقراء فلنا الحق ان نتوقف عند ما يستشكل علينا ، بداية ان مصادر جمع التراث وكلما يخص السيد الشهيد لا اشكال فيه الا ما يذكره ممن عاصره بعد وفاته وهذه الذكريات محل توقف فبعضها قد نجد قرينة على وثاقتها لكن هنالك ما نقف عنده باستغراب ولا انكر اذا قلت انا لا اثق بها .
كرامة للمقدس الاردبيلي في البناية التي كان يسكنها وملخصها انه كلما سحب الدلو من البئر للحصول على الماء كي يتوضأ يجد في الدلو كمية كبيرة من الليرات الذهب فيرميها في البئر تتكرر الحالة ثلاث مرات ، وهنا يعقب السيد على علو ايمان المقدس ، وسؤالي من نقل هذه الحادثة ؟ هل نقلها نفسه المقدس فهي ليست بحجة ؟
الان اقف عند ما جاء في ص / ٤٤٣تحت عنوان ( عدم الشعور التفصيلي بالارتباط بالله سبحانه ) حيث ذكر ان ' حياة الطالب الاعتيادي الذي يهاجر من بلده ويأتي إلى هنا متحملاً آلام الغربة، وآلام السفر، وآلام الوحشة، وآلام فراق الأحبة والأهل والوطن …. كل هذا التحمل يكون في اللحظة الأولى قائماً على أساس شعور تفصيلي يشده إلى الله تعالى…… ولكن بعد أن يدخل إلى إطار هذه الحوزة ويكون هذا الشعور التفصيلي موجوداً في نفسه، فينخرط في مناهجها، ويسلك مسالكها ويعيش دروبها . بعد هذا تنطفئ بالتدريج، تتضاءل بالتدريج جذوة شعوره بالاتصال بالله تعالى …… هناك فراغ نفسي كبير في قلبه، في وجدانه، في ضميره، هذا الفراغ النفسي الكبير لا يمكن أن يملأ بمطالب من الفقه والأصول : لأن مطالب الفقه والأصول تملأ عقل الإنسان ولكنها لا تملأ ضميره، لا تملأ وجدانه، سوف يمتلئ عقله علماً، …..
هنا يؤكد السيد الصدر ان الاتصال بالله عز وجل او ان ضميره يصبح فارغا من الاتصال بالله عز وجل .
حقيقة هنا اتوقف باستغراب واستعجاب واستفهام ، فالمعلوم لدى الكل ان ترجمة الايمان بالله عز وجل وهو نفسه الاتصال بالله عز وجل يكون من خلال تصرفات المسلم ، وهل تصرفات طلاب الحوزة في الدراسة والتعلم الا تدل على قوة ايمانهم بالله عز وجل ؟ فالفقه والاصول التي يدرسونها ماهي مصادرها ؟ القران والسنة ، والقران والسنة صادرة عن من ؟ اليست عن الله عز وجل ، وهذا جعلهم يحرصون على دراسته .
الامر الاخر كيف علم السيد الصدر ان ضمائرهم ووجدانهم فارغ من الاتصال بالله عز وجل ؟ فان كان القصد هو الفلسفة وما الى ذلك ، فالكثير من الطلبة لا ترغب بالفلسفة ، وسيدنا يعلم ماذا جنى البادكوبي الذي درسه الفلسفة من معارضة شديدة ، ونسال هل صدر عن الطلاب تصرف بخلاف مرضاة الله عز وجل ؟ الم يستدل الطالب بالفقه والاصول بالايات القرانية التي يؤمن بها ؟
الفلسفة علم جدلي وهنالك من فطاحله الذين ندموا على ضياع بعض سنوات عمرهم في دراسة الفلسفة ، واقول ذلك لربما يكون الرد على اشكالي باسلوب فلسفي لمن قد يقرا مقالي وهذا الرد حقيقة ليس من تخصصي ولا التفت اليه .
هذه عينة مما استوقفت عندها بل ان ما ذكره شيخ احمد عبد الله العاملي في موسوعته سيرة ومسيرة فيها ما يستحق الرد ان ثبت صدوره عن السيد وانا اجزم انه نسب للسيد ، وفي بعض كتاباته يذكر المؤلف على ما يبدو ، قيل لي ، قد يكون هذا المقصود وغيرها من التعابير التي لا تدل على حقيقة تاريخية بل استنتاج ولا يعتبر حقيقة .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الجهل… موت بطيء في هيئة حياة
الجهل ليس غياب معلومة فحسب، بل غياب روح. هو عتمة تسكن في العقول، وتتمدد بصمت في الأزقة والبيوت والمدارس والمجالس، حتى يصبح صوتها أعلى من الحقيقة، وأثقل من الحلم، وأخطر من السلاح. الجاهل لا يعرف، وتلك مصيبة، لكن الكارثة أن يظن أنه يعرف، فيكذب بثقة، ويظلم بجهل، ويُفسد وهو يظن أنه يُحسن صنعًا. هو لا يشك، لا يتردد، لا يسأل. يمشي بثبات نحو الهاوية، وقد يُغنّي في الطريق! الفرد الجاهل، يضيّع طريقه في الحياة. لا يعرف كيف يختار، لمن يستمع، أو ماذا يرفض. يمتلئ بالخوف، أو بالغرور. يعبد الأقوى، أو يظن نفسه نبيًا. يفتح قلبه للدجال، ويغلق عقله عن الحكيم. فتجده عبدًا لعقيدة زائفة، أو تابعًا لأيديولوجيا عمياء، ويحيا حياة بلا حياة. أما المجتمع الجاهل، فصورة من الأسى المركّب. تنبت فيه الخرافة كما تنبت الأعشاب في المقابر، وتعلو فيه الأصوات الفارغة، وتُكمم فيه أفواه العارفين. يتعصب الناس فيه لأسمائهم، طوائفهم، قبائلهم، لا لقيمهم. يقتتلون على وهم، ويتخاصمون على رماد. وحين يحكم الجهلُ أمّةً، تصير فريسة سهلة لكل من هبّ ودبّ. تنكفئ على ذاتها، تتغنّى بماضيها، وتخاف من الغد. يموت فيها العلم، ويُضرب فيها العقل، وتُهدر الطاقات، وتُسرق الثروات، ثم يُقال لها: هذه إرادة الله! الجهل لا يقتل رصاصة، بل يقتل ببطء. يُميت الضمير، ويُضعف الإحساس، ويُخدّر الغضب. يُربّي الطغاة، ويُبرّر الفساد، ويمنح الخونة غطاء الفضيلة. إنه ليس غفلة عابرة، بل مرض خبيث، لا يُشفى منه إلا بنور الوعي، وسؤال الشك، وجرأة المعرفة، وسكينة الحكمة. فالحرية لا تسكن عقلًا جاهلًا، والنهضة لا تقوم على أكتاف العميان، والكرامة لا تُمنح لمن لا يدرك قيمتها. فلنحذر الجهل… فإنه الموت، لكنّه موتٌ في هيئة حياة.


اذاعة طهران العربية
منذ يوم واحد
- اذاعة طهران العربية
زيارة الأربعين وأول من زار الإمام الحسين عليه السلام
ومن هنا بدأت زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام حيث إنه اليوم الذي رجعت فيه رؤوس أهل البيت عليهم السلام إلى أبدانهم في كربلاء. ولأهمية هذا اليوم عدّ من علامات المؤمن فيه أن يزور قبر الحسين عليه السلام فقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين و زيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. من هو جابر الأنصاري؟ إسمه جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام الأنصاري صحابي جليل القدر وانقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام وجلالته اشهر من أن يذكر مات رحمه الله سنه (78) ه وانه كان بدرياً أحدياً شجرياً وكان ممن يحظ من أصحاب رسول الله في مودة أمير المؤمنين عليه السلام. الروايات في فضل جابر كثيرة ويكفيه فخراً انه هو الذي بلغ الإمام الباقر عليه السلام سلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكذلك أن جابر سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة يوم القيامة فضمن رسول الله صلى الله عليه وآله له ذلك. جابر وزيارة الأربعين ووقف جابر الأنصاري على القبر فأجهش بالبكاء وقال يا حسين ثلاثاً، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شطحت أوداجك على أنباجك، وفُرقَّ بين رأسك وبدنك،فأشهد أنك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك ما تكون كذلك وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وقطمت بالإسلام فطبت حياً وطبت ميتاً غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك المجتبى، ثم جال بصرة حول القبر وقال: "السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبيا، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال له عطية العوفي: كيف؟ ولم نهبط وادياً ولم نعل جبلاً ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأؤتمت أولادهم وأرملت الأزواج، فقال له جابر: إني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحب قوماً كان معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبيا إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه." إنّ الشرط الأول من شروط تحصيل النيّة في أيّ عمل عبادي هو اليقظة، وعدم الإتيان بالعمل على نحو العادة. وكي تتحقّق هذه اليقظة لا بدّ من حصول المعرفة بالمزور، ولمَ فرض الله طاعته، وثواب زيارته. هذه معرفة بمراتب ثلاث: التي تعني معرفة حقّه، ومقامه، وشأنه، وموقعه في مشروع الهداية الإلهيّة، ومعرفة الأثر المترتّب على الاتصال به؛ لأنّ الزيارة هي تقرير شفهيّ لجدول الاعتقادات، فالزائر يقف بين يدي المزور ويصرّح عنده بمعتقداته: "أشهد أنّك تشهد مقامي وتسمع كلامي"، "أشهد أنّك كنتَ نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة"، أو "أشهد أنّك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرتَ بالمعروف ونهيتَ عن المنكر". فالزيارة لا تعني عبادة المزور، وإلّا كان الحجّ عبادةً للكعبة ولا يختلف عن عبادة الأصنام في شيء. ب- معرفة فلسفة الامتحان بطاعةِ الوليّ: يجب أن نعلم أنّ النفس لا يحصل عندها الانكسار العبوديّ بمجرد الالتفات المباشر إلى عظمة الله تعالى؛ لأنّ عظمة الله أكبر من كلّ منافسة، فلا يُختبر الإنسان في عبوديته وتواضعه إلّا بالأوامر الإلهيّة التي صدرت منه تعالى، مثل: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»، «ص: 73-74». واعتقادنا بأهل البيت عليهم السلام هو أنّهم محلّ اختبار العبوديّة الحقيقية في الأوامر الإلهيّة، فنحن نزور أهل البيت عليهم السلام لأنّهم أبواب رحمة الله التي أمرنا الله بالتوسل بها وزيارتها. ج- معرفة ثواب الزيارة: إذا التفتنا إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام والثواب المترتّب عليها، نجد أنّها شعيرة ركّز عليها أهل البيت عليهم السلام لمحورية القضية الحسينية في بقاء الدين والتوحيد. وبقدر ما يكون الإنسان موحداً، ينعكس توحيده في احترام وتقدير وتوقير من ضحَّى بنفسه لأجل بقاء هذا الدين التوحيدي. فإذا كنت محمديّاً بحقّ عليك أن تكون مَديناً للحسين عليه السلام بحقّ. مراعاة المستحبات المعروفة على الزائر مراعاة المستحبات المعروفة، كالغُسل قبل الخروج إلى الزيارة، والبقاء على طهارة، وارتداء اللّباس الطاهر والنظيف والجديد، ويُفضَّل الأبيض، إلّا في مناسبات العزاء فيُستبدل البياض بالسواد، الذي أصبح جزءاً من شعيرة الحداد على سيّد الشهداء عليه السلام، والدخول إلى كربلاء بحالة الأشعث الأغبر بغبرة الطريق، كل هذه الآداب لكي تتناسب طبيعة الزائر مع حالة سيد الشهداء عليه السلام عندما كان في كربلاء. ومنها: لحضور القلب يفضّل عدم التلفّت أثناء المشي، والانشغال بذكر الله سبحانه وتعالى أثناء الطريق والإطراق إلى الأرض، والتأمل والتدبّر، وتقصير الخطى والمشي بوقار وبهيبة، وقراءة الأدعية الخاصّة. عندما نصل إلى مشارف الحرم، نكون قد أزلنا بعض الموانع والانشغالات، فنبدأ بالزيارة دون عناء، وعندما نصل إلى إذن الدخول وقد دخلنا في أجواء الحرم، نحتاج إلى المقدّمات المعرفية التي تحدّثنا عنها. كان بعض العلماء ينبّه أبناءه قائلاً: إيّاكم أن تكونوا كاذبين في قولكم: "أشهد أنّـك تشـهــد مقامي". كما يُلـفــت العلمــاء إلى أنّ الهيبــة التي سيزرعها الحضـور بيــن يدي المعصوم عليه السلام، يجب أن لا تشغـلنا عن عظمــة المولى عزّ وجلّ. ولا ينبغي الغفلة عن اختيار الصحبة، فصاحِب مَن لديه توجّه روحيّ ومعنويّ، ليرفدك ويقوّي همّتك ونيّتك.


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
من أجمل ما قرأت..
في صباح هذا اليوم، وبينما أتصفح منصات التواصل الاجتماعي، استوقفتني كلمات مؤثرة خطّها الأخ أبو بسام، وأخرى كتبها أبناؤه، وهم يهنئون ابنتهم بمناسبة إحالتها إلى التقاعد، بعد رحلة حافلة بالعطاء والتفاني في السلك التربوي. لقد كانت واحدة من القيادات التربوية المتميزة في محافظة نينوى، تولّت مهام التعليم والإدارة في عدد من المدارس، وخلّفت بصمة لا تُنسى في قلوب طالباتها وزميلاتها. لكن أكثر ما أثار اهتمامي وتأثري، هو ما خطّه والدها، الأستاذ علاوي المديد، في منشورٍ ملؤه الفخر والحنين، حين قال: (( بسم الله الرحمن الرحيم اليوم وأنا أطالع الفيسبوك، لفت نظري ما كتبه كادر ثانوية إمام غربي للبنات بمناسبة إحالة ابنتي، باسمه علاوي مديد، إلى التقاعد. وفي هذه اللحظات، استعدت شريط ذكرياتها الطويلة… فقد أكملت دراستها الابتدائية في مركز مدينة الموصل، ثم انتقلت إلى متوسطة تلعفر للبنات بحكم وظيفتي آنذاك، وأتمّت دراستها الإعدادية في سنجار، لتلتحق بعدها بكلية الآداب – قسم اللغة العربية في جامعة الموصل. وبعد نجاحها في المرحلة الأولى، شاءت الأقدار أن يتوفى عمها وزوجته، فتوقفت عن الدراسة عاماً كاملاً لتتولى رعاية أبنائهما، ثم عادت في العام التالي بعزم وإصرار لتكمل طريقها. ولفتت انتباه أستاذتها الدكتورة بشرى البستاني ، التي لقبتها بـ(الأبلة) تقديراً لصبرها وظروفها الصعبة. في عام 1999، عُيّنت في متوسطة الخنساء للبنات بمنطقة 17 تموز، ودرّست مادة اللغة العربية، محققة نسبة نجاح بلغت 100% لمرّتين متتاليتين. ثم انتقلت إلى ثانوية إمام غربي للبنين، واستمرت برسالتها التربوية بروح المعلّمة المخلصة. وفي عام 2011، تسلّمت إدارة متوسطة إمام غربي للبنات منذ تأسيسها، فكانت الأم الحانية والمربية القدوة، تتابع كل صغيرة وكبيرة بروح المحبة والمسؤولية، وتشيد بها المدرّسات وأولياء الأمور على حدّ سواء. وفي عام 2021، أُسّست ثانوية إمام غربي للبنات، وكان لها دور ريادي في تأسيسها، لتقود المدرسة نحو النجاح رغم صعوبات المرحلة. وكان من أبرز إنجازاتها حصول المدرسة على المركز الثالث على مستوى العراق عام 2013، في شهادة تخلّد في سجلها المهني الزاخر.لم تكن مجرد مديرة، بل قدوة في الإخلاص والانضباط، تحمل رسالة تربوية خالصة تركت أثراً طيباً في نفوس كل من عرفها. واليوم، وبعد هذه المسيرة، تغادر موقعها التربوي، ولكنها تترك أثراً لا يُمحى في الذاكرة والقلوب. هنيئاً لها هذا الختام المشرف، وأدعو الله أن يرزقها الصحة والعافية، والسعادة الدائمة مع عائلتها، وأن يحفظها من كل سوء.)) كلمات تنضح بالفخر الأبوي، وتحمل بين سطورها حكاية نجاح، وعبرة في الصبر، ووفاء لمهنة التعليم. تحية لكل معلم مخلص، ولكل أم تربوية حملت الأمانة، وبورك الراحلون عن الميدان بعد أن أودعوا فيه من النور ما يضيء طريق الأجيال. هنيئًا لكِ أيتها السيدة الفاضلة 'أم بسّام' هنيئًا لكِ هذه المسيرة التربوية الناجحة، وهنيئًا لكِ هذه العائلة الكريمة التي رفدت الوطن بالكفاءات، وقدّمت الكثير من الخدمات النبيلة في مختلف الميادين. ما أروع تلك الكلمات التي قرأتها، وهي تنبع من قلوب محبة وممتنة… تهاني والدك، وأبنائك، وإخوانك، وكل من مرّ بكِ في دروب العلم والعمل، من طلاب وطالبات، وزملاء وزميلات، وكل من تتلمذ على يديكِ أو نهل من نبع عطائك. نعم، أنتِ النخلةُ المثمرةُ التي تنحني لها القلوب احترامًا، وترتفع الأبصار نحوها تقديرًا، لأنها بقيت شامخة، ثابتة الجذور، متصلة الفروع، تُظلّل من حولها وتمنحهم الثمر والخير دون منٍّ أو انتظار لردّ الجميل. أيتها النبيلة… لقد كنتِ أكثر من معلّمة، كنتِ أمًّا حنونًا، ومرشدةً حكيمة، وقائدةً عادلة، رسمتِ الطريق لمن بعدكِ، وزرعتِ القيم في نفوس من تعاملوا معك، فأثمرتِ أجيالًا من الطيبين والمبدعين. نعم، ستبقى ذكراكِ طيبةً في أفواه الطالبات، وفي أروقة المدارس التي احتضنتِها، وفي قلوب من عرفكِ عن قرب، لا تُنسى ولا تُمحى، لأن أثركِ كان بصمت لا ضجيج فيه، وعطاء لا ينضب. هنيئًا لكِ التقاعد… لا بوصفه نهاية، بل كبداية لمرحلةٍ تستحقين فيها الراحة والسكينة، بعد أن أدّيتِ الأمانة، ورفعتِ الرأس، وتركتِ إرثًا من العز والمحبّة. أسأل الله أن يبارك في عمركِ، ويزيدكِ عزًّا ووقارًا، ويحفظكِ لعائلتكِ الكريمة، ويجعل ما قدمتِ في ميزان حسناتكِ… فأمثالكِ لا يُكرَّمون مرة، بل تُردد أسماؤهم كلما ذُكر الوفاء والعطاء…