
الخطيب: الشعب اللبناني سيقف في وجه العدو إن تجرأ على لبنان
شهد مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على طريق المطار عصر السبت، لقاء علمائيا حاشدا، بدعوة من نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، "دعما للجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الحرب العدوانية الصهيونية الغربية عليها".
شارك في المناسبة علماء دين مسلمون، شيعة وسنّة من مختلف المناطق، في حضور القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت توفيق الصمدي والمفتين وقضاة الشرع وعدد كبير من العلماء. وألقيت في المناسبة كلمات عدة دانت العدوان ودعت إلى أوسع حملة تضامن مع الجمهورية الإسلامية، وخلص اللقاء إلى بيان مشترك.
قدم الخطباء المستشار الإعلامي لرئاسة المجلس الشيعي الإعلامي واصف عواضة ، فأكد أن "المجلس الشيعي كان من الأساس شريكا في الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال مؤسسه الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي احتضن عددا من أركان هذه الثورة وبينهم الشهيد الدكتور مصطفى شمران الذي عاش عشرين سنة في لبنان".
وكانت الكلمة الأولى الخطيب قال فيها: "إن شاء الله سيكون هناك لقاء آخر قريبا بإذن الله نحتفل به بإنتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الحرب العدوانية التي شُنت عليها من دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي أو قيمي، وإنما كانت بكل المعايير حربا عدوانية إستهدفت ليس الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنظام، وإنما تستهدف كل بلدان المنطقة وشعوبها، وهي حرب على الشعار الذي وضعته الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى هدفها الذي كان على رأسها القضية الفلسطينية وكلمة الإمام المشهورة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه الذي عبر عن هذا الكيان بأنه سرطان يجب إجتثاثه، ودعا إلى توحد المسلمين في جميع أقطارهم، وبيّن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي السند الحقيقي للعرب والمسلمين في كل قضاياهم في مواجهة الغرب الذي يقوم اليوم بالعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
أضاف: "الغرب هو الذي يقوم ويدفع بهذه الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمويلاً وإعلاماً وتدريباً في كل ما تحتاجه الحرب وبث الفتن بين العرب والمسلمين في بلدانهم. لقد وصل الأمر إلى هذا الحد أن تشوه صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويقال للبعض منها أنه خطر عليها، خطر على البلدان العربية، خطر على السنّة. لقد قلبوا المفاهيم وعكسوا الأمور، وبينما الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمل همهم وتحمل قضيتهم وتدفع أثمانا باهظة في سبيل الدفاع عنهم وإنقاذهم. اليوم كانت الحقيقة ليس هناك لأحد مبرر ومن عذر أن يرى اليوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدك تل أبيب وتدك حيفا وكل قواعد هذا الكيان المزروع ظلما وعدوانا ومفروضا على الشعب الفلسطيني الذي هُجر من أرضه. لا عذر لأحد اليوم ألا يقف بجانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليس دفاعاً عنها، فهي قادرة أن تدافع عن نفسها كما ترون، ولكن دفاعا عن بلادنا وعن أنفسنا وعن ثقافتنا وعن تاريخنا وعن مستقبلنا. الجميع اليوم يجب أن يقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنه ،لا سمح الله، لو تمكن العدو من إسقاطها سنسقط جميعا وسيسقط العالم العربي والإسلامي واحداً بعد واحد، ولكن بإذن الله وبوعده القاطع أنهم لن يستطيعوا وسيبقى الشعب الإيراني يساند قيادته الحكيمة الشجاعة التي أثبتت لشعبها وللعالم ولنا جميعا أنها قادرة".
وتابع: "اليوم هناك اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في تركيا. نريد من هذه المنظمة الموقف الصريح والواضح القوي في وجه الغرب وفي وجه العدو الإسرائيلي، وأن تقف موقف الرجال في مواجهة العدوان. فالعدوان ليس على إيران فقط، وإنما هو عدوان على العالم العربي وعلى العالم الإسلامي. لن يبقى نظام من أنظمتكم أيها العرب وأيها المسلمون بمنأى، ولا بلد من بلدانكم بمنأى عن هذا العدوان وعن ترددات هذا العدوان. ستؤخذون فرداً فردا فلتقفوا معاً وليكن هذا الموقف رسالة قوية إلى الغرب وإلى هذا العدو الإسرائيلي لكي يوقف عدوانه. إيران تتلقى هذه الضربات والتآمر عليها نتيجة دعمها لغزة. نحن تلقينا ما تلقيناه من جراح لأننا وقفنا موقف المساند للشعب الفلسطيني ولغزة، ولذلك اليوم المطلوب وأنتم تعلمون ذلك، المطلوب اليوم من العالم العربي والإسلامي أن يقف بشجاعة وقوة لأن تخبئة الرأس لن تنجي أحدا، وإنما الأمور في تداعيات أكبر وأكبر حتى تصل إلى الجميع".
وقال: "هذا الحيوان المتوحش لن يفرق بين عربي وتركي وفارسي وإلى آخره من القوميات التي يتشكل منها العالم العربي والعالم الإسلامي. لن يفرّق بيننا والغرب سيقطف الثمار، فلتقفوا وقفة واحدة في مواجهة هذا العدو. والمطلوب منا نحن المعنيون مباشرة اليوم في هذا العدوان أن نقف بقوة إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كما قال الأستاذ واصف نحن شركاء فيها، وحينما يُعتدى عليها يُعتدى علينا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتوانى عن الوقوف إلى جانبنا في مواجهة العدو الإسرائيلي منذ قيامها ومنذ إنتصارها، ومواقف الإمام الخميني الراحل تشهد بذلك، واليوم وبالأمس مواقف سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي الذي سمعتم قوله في جبل عامل وعن إرتباط جبل عامل بإيران وأنهم مدينون لنا بالتشيع، هم مدينون لنا ونحن مدينون لهم. كلنا في هذه المعركة واحد. سنقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمواقف قوية وصلبة حتى ينتصر الحق على الظلام، وحتى ينتهي هذا العدوان وحتى يعود الفلسطينيون إلى أرضهم وحتى تفرح قلوب اليتامى والنساء والآباء والأمهات من أباء وأمهات الشهداء الذين سقطوا بكل غدر وبكل وحشية وقسوة أمام كل العالم في غزة وما زالوا وفي جنوب لبنان وفي اليمن والعراق واليوم في إيران. هذه المعركة ستنتهي بنصر بإذن الله بقيادة سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله".
وختم: "أشكركم جميعا على الحضور في هذا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشاركتكم بهذا اللقاء دعما للجمهورية الإسلامية الإيرانية. التحية للشعب الإيراني ولقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التحية لقادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وللشهداء في لبنان وفي غزة وفلسطين وفي العراق وفي اليمن. التحية للشعب الإيراني الصامد والقوي والثابت على موقفه وهو يواجه العالم كل العالم. واتوجه بالتقدير إلى الدولة اللبنانية وإلى مقاماتها الرسمية الذين أبدوا موقفا قويا وصريحا في إدانة هذا العدوان على لبنان وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبقى هذا البلد آمناً في مواجهة أي عدوان سيرتكبه العدو الذي يقول ويهدد بأنه سيضرب لبنان. إن شاء الله إذا إرتكب هذه الحماقة، فلسوف يقف الشعب اللبناني كله في وجه هذا العدو وسنقاتله بأسناننا وأظافرنا إن هو تجرأ على لبنان".
وألقى الصمدي كلمة قال فيها: "نحن اليوم على مشارف أيام معدودة تفصلنا عن ذكرى واقعة كربلاء، عاشوراء الإمام الحسين(ع) بما تختزنه تلك الحادثة التاريخية من معاني وعبر تتصل بالتضحية ورفض الظلم والخنوع أمام المتجبرين. أُحيي وأبارك للشعب الإيراني العظيم الذي هبّ بالأمس من مختلف المحافظات في "جمعة الغضب والنصر" مواجهاً العدوان الإسرائيلي. أبارك له عطاءاته وتضحياته، ولأرواح شهدائه الأبطال الخالدين من قادة وعلماء ومدنيين نساءً ورجالاً وأطفالاً وقوات مسلحة، الذين افتدوا بلدنا العظیم ورووا ترابها العزيزة بدمائهم الطاهرة حفظاً لسيادتها واقتدارها. وأُعرب عن خالص شكري لهذه الفعالية الجليلة والقائمين عليها وأُثمّن عالياً هذا التضامن اللبناني العارم والوقوف الواضح إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوجه ما تتعرض له من عدوانية صهیونية سافرة طالت منشآت نووية سلمية ومناطق سكنية مأهولة ومقرات مدنية رسمية كمبنى الإذاعة والتلفزيون، و3 مستشفيات حتى الآن أخرها في العاصمة طهران، في انتهاك وقح للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية. ووصل بها الغلو والتشدّق إلى حدّ الإعلان الصريح على لسان وزير حربها "كاتس" بنيتها اغتيال قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) الذي يمثل أحد المراجع العظام عند المسلمين الشيعة في العالم".
أضاف: "إن هذا العدوان الآثم على ايران الإسلامية في خِضَمّ العدوان الهمجيّ المستمرّ على غزة هاشم منذ نحو 20 شهراً، يمثل أولاً جريمة كاملة الأوصاف ضد سيادة إيران في محاولة يائسة لترهيب شعبنا الباسل وسلبه حقوقه العلمية والمعرفية وثنيّه عن مواقفه المبدئية الداعمة لفلسطين والمقاومة. كما ويكشف حجم التهديد الوجودي الذي يمثله هذا الكيان النازي والعنصري، ليس لفلسطين وحدها، بل لكل المنطقة وللأمم والشعوب الساعية للاستقلال والرافضة للخضوع للابتزاز السياسي والعسكري. وتصدّياً لهذا العدوان، أجری معالي وزير الخارجية الدكتور عراقجي مروحة اتصالات مع نظرائه وخاصة دول الجوار والمنظمات الدولية كالأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، كما وشارك في اجتماع في جنیف وبعث دبلوماسيونا عشرات الرسائل لأصحاب النفوذ والقرار في العالم. وقد أوضحنا الوضع الراهن للجميع، وطالبنا المجتمع الدولي والدول والمنظمات الدولية بتنفيذ مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة: بإدانة العدوان رسمياً، اتخاذ الإجراءات الفورية لوقف العدوان، وهو واجب أساسي لمجلس الأمن الدولي يتجاوز مجرد إصدار البيانات".
وتابع: "وعلى المستوى الدفاعي، نفّذت قواتنا المسلحة الباسلة (بمشاركة الجيش والحرس الثوري، وبدعم من وزارة الاستخبارات وقوات الباسيج) - بفضل الله وتوفيقه - ضربات تأديبية قاصمة استهدفت بدقة مواقع عسكرية واستخباراتية وأمنية واقتصادية حيويّة للكيان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، شملت مقار "الموساد" و"أمان" وقواعد الطائرات الحربية ومؤسسة "وایزمن" للعلوم الداعم للجیش علمیا ومؤخراً "حديقة الفضاء السيبراني" في مدينة بئر السبع. وفي هذا الإطار نؤكد أن عملياتنا الدفاعية حتى الآن كانت تحذيرية ورادعة وهي تسير بصورة تصاعدية. أما العملية العقابية الكبرى فستُنفَّذ قريباً - بإذن الله – في حال لم يرتدع المجرم "نتنياهو" وباقي عصابته المتطرفة التي تتحكم برقاب المستوطنين وتضحي بهم وبممتلكاتهم من أجل نزواتها، وفي سبيل مشروع شرق أوسط جديد إسرائيلي الهوى، وُلد ميتاً".
وختم: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تُحمِّل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية الكاملة عن دعمها للكيان المعتدي وعلمها المسبق بالهجمات وصمتها ودعمها اللوجستي كما تسمعون في وسائل الإعلام الأميركية من خلال الذخائر والعتاد وطائرات التزود بالوقود. ونحذر من أن استمرار هذا الدعم ستكون له عواقب استراتيجية وقانونية خطيرة. مع التأكيد على أن ردنا الحالي يستهدف الكيان الصهيوني باعتباره المعتدي الرئيسي، ما لم تثبت أدلة جديدة على مشاركة عسكرية أمريكية مباشرة في هذا العدوان. وفي هذا الإطار، لا بد لأعدائنا أن يفهموا بأن محاولات فرض تسويات عرجاء ومنطق الاستسلام على إيران أمر لا يمكن القبول به ونتيجته معروفة مسبقاً، والحلّ لا يمكن إلا أن يكون من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات بعد وقف كافة أشكال العدوان. إن إيران القوية بقيادتها وشعبها ومبادئها لا تبتغي الحرب، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن نفسها وعن مصالحها، ولن تسمح بأن تتحول أرضها إلى ساحة للقوى الظالمة. وهي في ظل قيادتها الحكيمة وقواتها المسلحة المقتدرة، ستبقى أولاً وأخيراً صاحبة اليد الطولى في الميدان لأننا أصحاب حق ورسالة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 20 دقائق
- صدى البلد
علي جمعة يوضح علامات يوم القيامة الكبرى.. بدأت تقترب
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن علامات الساعة الكبرى. علامات الساعة الكبرى وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن علامات القيامة الكبرى هي: خروج الدجال، ونزول سيدنا عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها. وأشار إلى أن هناك تداخل بين العلامات الصغرى والكبرى، ففي الحديث الذي روته فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : (ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت: أنا الجساسة، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال : لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال : فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خَلْقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا : ويلك، ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا : ويلك ما أنت؟ فقالت : أنا الجساسة، قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال : أخبروني عن نخل بيسان، قلنا : عن أي شأنها تستخبر، قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم، قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا : عن أي شأنها تستخبر، قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال : أخبروني عن عين زغر، قالوا : عن أي شأنها تستخبر، قال : هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء العين، قلنا له : نعم، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم، قال : كيف صنع بهم، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم : قد كان ذلك، قلنا : نعم، قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت - أي فاطمة - : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر، هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس : نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق) [رواه مسلم].


صدى البلد
منذ 33 دقائق
- صدى البلد
مفتي الجمهورية: جرائم البطش الصهيوني بحق أهل غزة عار على الإنسانية
أكد أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مبدأ التّعارف الإنسانيّ يعدّ من أهمّ المبادئ الدّينيّة، والقيم الحضاريّة في الإسلام، وهو ما أمر به الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ﴿يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم إنّ اللّه عليم خبير﴾، موضحًا أنه الأصل الّذي ينبني عليه مبدأ التّعارف الإنسانيّ في الإسلام هو الخلق من نفس واحدة. وأضاف فضيلة مفتي الجمهورية، خلال كلمته في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الذي يعقد بعنوان "التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش"، أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد ترجم هذا المبدأ ترجمةً عمليّةً من خلال وثيقة المدينة المنوّرة، وما حدّده من عهود مع نصارى نجران، وهو الأمر الذي يؤكّد احترام الإسلام لثقافات الشّعوب ومعتقداتها، وسعيه لفتح آفاق التّعاون بين البشر، مبينًا أن من حقّ كلّ أمّة أن تكون لها ثقافتها، ومنظومتها الاجتماعيّة والسّياسيّة والقيميّة الخاصّة، وأن الحوار المستمرّ بين الثّقافات هو الذي يرسّخ قيم التّسامح والاحترام المتبادل والتّعدّديّة الثّقافيّة، موضحا أننا إذا أردنا أن نناقش آليّات تفعيل مبدأ التّعارف الإنسانيّ، فإنّه لا ينبغي لنا أن نناقشها بمعزل عن التّحدّيات الكبيرة الّتي نواجهها بشكل صارخ، والمتمثلة في حروب الإبادة الّتي تمارسها بعض الكيانات بحقّ الضّعفاء والمساكين، والّتي أصبحت عارًا كبيرًا في جبين الإنسانيّة إلى يوم الدّين. في السياق ذاته أكد فضيلة المفتي أن أبشع صور هذا التحدي الإنساني الجسيم تتمثل فيما يرتكبه الكيان الصهيوني الغاصب بحقّ أهلنا في غزّة الجريحة؛ إذ تمارس آلة البطش الصهيونيّ جرائمها البشعة في وضح النهار، بلا وازع من ضمير، ولا رادع من قانون، مشيرا إلى أن البيوت باتت تقصف على رؤوس قاطنيها، والأطفال يُنتزعون من بين أكفّ أمهاتهم جثثًا هامدة، والنساء تُستهدف في مآوي النزوح، لتتحول الحياة في هذه البقعة من الجغرافيا إلى جحيم دائم لا يطاق في ظل تواطؤ عالمي سافر. وشدد فضيلة المفتي، على أنّ هذه الحروب قد سبقتها نظريّات عنصريّة، ومعارف متطرّفة، كرّست لمبدأ صدام الحضارات، وحتميّة المواجهة بين الأديان، وضرورة الصّراع بين الشّرق والغرب، موضحا أننا توقّفنا في كثير من جهودنا عند مبدأ التّعارف الدّينيّ ولم نتجاوزه إلى مرتبة التّعارف الحضاريّ،، ومن ثم بذلنا جهودًا كبيرةً في سبيل تعزيز التّعارف والتّقارب الدّينيّ، وأنجزنا إنجازات نوعيّةً في هذا المسار، توّجت بـ"وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" الّتي وقّعها الأزهر الشّريف مع الكنيسة الكاثوليكيّة، ووصلنا إلى صيغة تفاهم رشيدة نحو تعزيز مبادئ "الحوار الإسلاميّ–الإسلاميّ". و دعا فضيلته، إلى ضرورة أن تكون فكرة "التّعارف الحضاريّ" بين الشّعوب والأمم من أهمّ الأفكار الارتكازيّة والمحوريّة في المنظومة الفكريّة والميدانيّة للمؤسّسات الدّينيّة – الإسلاميّة والمسيحيّة – حتّى تضطلع بدور محوريّ في وقف الصّراعات الدّائرة اليوم، مشددا على أنّ من أهمّ عوامل تحقيق "التّعارف الحضاريّ" هو: السّعي نحو امتلاك أدوات العلم والقوّة، الأمر الّذي يحقّق التّوازن بين الشّعوب والأمم، ومن هذا المنطلق يأتي دورنا لدعم قياداتنا السّياسيّة والوطنيّة والعسكريّة، الّتي تيقّظت لهذا الأمر، وتسلّحت بسلاح الإيمان والعلم والمعرفة، وتمكّنت من تحقيق هذا التّوازن القويّ. وفي ختام كلمته نبه فضيلة المفتي إلى أن الله أنعم على البشريّة في هذا العصر ببرامج وأدوات الذّكاء الاصطناعيّ المتنوّعة، إلا أنّ الإنسان أصبح الآن يستخدم الذّكاء الاصطناعيّ لقتل أخيه الإنسان، وتدمير أرضه، وأصبحت جماعات الصّدام الحضاريّ وحركاته تروّج لضرورة استخدام هذه البرامج وتلك الأدوات في تدمير الآخر، مشددا على ضرورة استخدامه في مجالات الإغاثة الإنسانيّة، ومواجهة الفقر والجهل والمرض، وهو ما يحتّم على المؤسّسات الدّينيّة والعلميّة أن توجّه خطابها وبرامجها نحو تأصيل هذه الرّؤية الرّشيدة، ووضع ميثا أخلاقي عالمي يؤطّر لاستخدام الذّكاء الاصطناعيّ وفق ضوابط تضمن تكريس ثقافة السّلام والتّعايش الآمن بين الشّعوب والثّقافات كافّةً، بما يسهم في خدمة الإنسانيّة وتقدّمها. وتأتي مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية في هذا المؤتمر؛ اضطلاعًا بدور دار الإفتاء المصرية في تفعيل الحضور العلمي والدعوي في المحافل الدولية التي تُعنى بتعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب، وتأكيدًا على الدور الريادي للمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي في بناء الجسور الفكرية بين الثقافات، وترسيخ مبادئ السلام الإنساني، ويُشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة قضايا التعايش المشترك، وسبل مواجهة التحديات الفكرية والإنسانية الراهنة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
العلامة فضل الله: لا يمكن لأحد أن يكون بديلا من الدولة
عقد العلامة السيد علي فضل الله لقاء حواريا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحدث فيه عن "آليات محاسبة النفس"، حيث أجاب خلاله على العديد من الأسئلة والاستفسارات. بداية، أكد أن التحديات التي تواجه الإنسان في سعيه لتعزيز إيمانه كثيرة، وأبرزها تحدي الشيطان الذي أعلن عداءه للإنسان. وأشار إلى أن "الإنسان قد يلجأ إلى الكذب والغش والتلاعب إذا لم يردع نفسه ويروضها"، داعيا إلى "ضرورة محاسبة النفس التي قد تسقط أمام الغرائز والشهوات والمناصب". وقال ان هذه "المحاسبة ترتب مسؤوليات كبيرة لتطهير النفس من الشوائب التي قد تعلق بها". وأضاف أن "الإسلام لم يترك الإنسان يواجه شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء من دون سلاح، بل اهتم بتربيته الروحية وبناء شخصيته من خلال تزكية النفس وتدريبها. وشدد على "أهمية تحصين النفس من التلوث بالموبقات والذنوب والمفاسد والانحراف". وتحدث عن أهمية الرقابة الذاتية والمراجعة المستمرة للأعمال، مشيرا إلى أن "هذه الرقابة تنعكس إيجابا على الفرد والمجتمع. واعتبر أن من يعتاد على الرقابة الذاتية يتقبل بسهولة رقابة المجتمع أو المؤسسات، ويصبح أكثر شفافية ووضوحا في شخصيته. وتابع قائلا: "للأسف، روح النقد الذاتي بدأت تختفي من مجتمعاتنا. الفرد لم يعد يتقبل النقد أو المساءلة، بل يراها اتهاما شخصيا ويتخذ منها موقفا عدائيا." وأكد أن "النقد الذاتي هو البداية لصلاح المجتمعات ومحطة الانطلاق نحو تطويرها ونهوضها". وحذر فضل الله من محاولات التلاعب بالمجتمعات من خلال بث الإشاعات والأكاذيب التي تؤدي إلى انقسامات وعصبيات تؤثر سلبا على استقرار المجتمع وتماسكه. ونبه إلى مخاطر زرع المخاوف الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تستغل الأحداث والتطورات لضرب وحدة المجتمع وثقته، ما يؤدي إلى استسلامه للإملاءات الخارجية. وأشار إلى "ظاهرة الفوضى والصراعات الداخلية التي تضر بالاستقرار العام وتهدد حياة الناس". ودعا الدولة وجميع المعنيين إلى "مواجهة هذه الآفات الخطيرة التي تعزز العقلية العشائرية والحزبية والمناطقية، والصراع على المصالح والحصص، مما يترك آثارا سلبية يستغلها من لا يريد خيرا للمجتمع". وختم: "التجارب السابقة أثبتت أنه لا أحد يمكن أن يكون بديلا عن الدولة". ودعا إلى العمل على بناء دولة قوية وعادلة تحفظ استقرار الوطن وأمنه، وتتصدى لكل من يهدد أمنه. وعن انتشار ظاهرة المضافات مع قدوم عاشوراء، أشار السيد فضل الله إلى "أهمية هذه الروحية التي تعكس محبة الناس وإخلاصهم للإمام الحسين. ودعا البلديات والقائمين على المضافات إلى تنظيمها لتظهر بصورة حضارية تؤدي دورها في إيصال الرسالة الإنسانية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News