
"شيفرون" تستكمل الاستحواذ على "هيس" بقيمة 53 مليار دولار
الحكم الصادر الجمعة عن غرفة التجارة الدولية في باريس يضع حداً لنزاع طويل ومتوتر في كثير من الأحيان بين أكبر شركتين من ورثة احتكار "ستاندرد أويل" لجون د. روكفلر، حول أحد أكثر مشاريع النفط إثارة للمنافسة في العالم. وكانت "شيفرون" أبرمت الصفقة لشراء "هيس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وفي العام الماضي أعاقت شركة "إكسون" خطط "شيفرون" عندما أكدت حقها في أولوية شراء حصة 30 في المئة من شركة "هيس" في "بلوك ستابروك" البحري المنتج في غيانا، محاولة إحباط عرض منافستها. من جانبها، جادلت "شيفرون" بأن حق الأولوية هذا لا ينطبق على عملية الاستحواذ على شركة "هيس" كشركة كاملة.
وفاجأ تحرك "إكسون" لعرقلة الصفقة صناعة النفط، التي لم تشهد صراعاً بهذه الحدة بين عملاقين في القطاع منذ معركة قضائية بين بنزويل وتيكساكو أدت إلى إفلاس الأخيرة في ثمانينيات القرن الماضي.
"شيفرون" وصفقة الاستحواذ على "هيس"
وبعد ساعات فقط من إعلان قرار الجمعة، أعلنت شركة "شيفرون" إتمام صفقة الاستحواذ على "هيس"، وأوضحت أنها تخطط لترشيح الرئيس التنفيذي لشركة "هيس"، جون "هيس" فترة طويلة، لعضوية مجلس إدارة "شيفرون". وكانت لجنة التجارة الفيدرالية ألغت الخميس أوامر سابقة كانت تمنع "هيس" من شغل هذا المنصب في مجلس إدارة "شيفرون".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون"، مايك ويرث، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، "لقد كانت عملية طويلة، ولم يكن من الضروري أن تكون كذلك. من المؤسف أن موظفي ومساهمي هيس اضطروا إلى تحمل هذا الجدول الزمني الممتد. كان من المفترض أن تحل الأمور بشكل أسرع، وكانت النتيجة ليست موضع شك أبداً".
وقالت شركة "إكسون" إنها لا تتفق مع تفسير لجنة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية، لكنها تحترم عملية التحكيم. وأضافت الشركة أنها تتحمل مسؤولية تجاه مستثمريها للنظر في حقوقها وفي حق الشفع (يعرف باسم خيار الشراء الأول، هو حقوق تعاقدية تمكن طرفاً من شراء عقار أو أسهم قبل طرحها على آخرين).
وتملك شركة "إكسون" حصة تبلغ 45 في المئة في مشروع غيانا، وتدير سفناً تضخ حالياً نحو 650 ألف برميل من النفط يومياً. أما شركة "سينوك" الصينية، التي وقفت إلى جانب "إكسون" في النزاع، فتملك حصة بنسبة 25 في المئة، وتطمح شركات النفط إلى رفع الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027، مما يحول هذا البلد الصغير في أميركا الجنوبية، الذي لا يتجاوز عدد سكانه 800 ألف نسمة، إلى أحد أكبر منتجي النفط في العالم من جهة نصيب الفرد.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتركز النزاع على تفسير عدد من البنود الواردة في اتفاق تشغيل مشترك وقع قبل أكثر من عقد، وينظم عمل التحالف، وكانت "هيس" انضمت إلى الشراكة عام 2014 عندما استحوذت على حصتها من "شل". وتتيح بعض اتفاقات التشغيل المشترك للشركاء القائمين الحق في المشاركة عند حدوث تغييرات في الملكية، ومنحهم أولوية تقديم عرض مقابل أي عرض استحواذ.
وعرضت كل من "إكسون" و"سينوك" و"هيس" مواقفها خلال جلسة تحكيم خاصة عقدت في لندن في أواخر مايو (أيار) الماضي.
معركة حاسمة لـ"شيفرون"
في حين اعتبر التحكيم بمثابة معركة حاسمة لشركة "شيفرون"، فشركة النفط التي تتخذ من هيوستن مقراً لها تعيد هيكلة نفسها بعد عام صعب، إذ تعيد تنظيم أجزاء من أعمالها وتستعد للاستغناء عن نحو 8 آلاف موظف بحلول نهاية العام المقبل، في محاولة لخفض الكلفة، وقد تخلف أداء سهم "شيفرون" في السوق عن منافستها "إكسون" خلال الأعوام القليلة الماضية.
وكان المستثمرون والمحللون أشاروا إلى أن محفظة "شيفرون" من النفط والغاز في حاجة إلى دفعة لتعزيز نمو الإنتاج بعد عام 2030. ولو تعثرت صفقة الاستحواذ على "هيس"، لكان لزاماً على "شيفرون" البحث عن هدف استحواذ كبير آخر.
وقال الرئيس التنفيذي مايك ويرث إن الصفقة تعزز محفظة الشركة في قطاع الاستكشاف والإنتاج، وترفع إنتاجها إلى ما يقارب 4 ملايين برميل من المكافئ النفطي يومياً، وأشار إلى نمو مشروع الشركة الرئيس في كازاخستان، والفرص المستقبلية المحتملة في الأرجنتين وشرق البحر المتوسط وقطاع البتروكيماويات.
وأضاف ويرث "هذه الصفقة تجعل محفظتنا القوية أكثر قوة. لدينا أعلى هامش نقدي في القطاع، وانبعاثات كربونية منخفضة، كما أننا متنوعون عبر مجموعة واسعة من الأصول".
أما بالنسبة إلى شركة "إكسون"، فإن خسارتها في التحكيم لم تحدث تأثيراً كبيراً على مسارها الانتعاشي بعد الجائحة. ففي عام 2022 حققت أرباحاً قياسية، وفي عام 2023 وزعت مبالغ غير مسبوقة على المساهمين من خلال توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم. وعلى رغم تراجع الأرباح العام الماضي واصلت "إكسون" ضخ الأموال في جيوب المستثمرين.
ويمثل ذلك تحولاً حاداً عن عام 2020، حين سجلت "إكسون" خسارة سنوية قدرها 20 مليار دولار، وهي الأولى في تاريخها، واضطرت إلى تسريح آلاف الموظفين في واحدة من أندر موجات التسريح الجماعي. وواجهت خطة الرئيس التنفيذي دارن وودز، التي هدفت إلى المضي قدماً في جدول استثمارات طموح وسط تراجع الطلب، مقاومة شديدة من المستثمرين.
وطردت "إكسون" من مؤشر "داو جونز الصناعي" بعد قرابة قرن من وجودها فيه، وانخفضت قيمتها السوقية بصورة حادة لتتراجع فترة وجيزة عن قيمة "شيفرون".
وتغيرت حظوظ "إكسون" بسرعة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، ومنذ ذلك الحين، أعطى الرئيس التنفيذي دارن وودز وكبار التنفيذيين الأولوية للمشاريع الأعلى ربحية، وعينوا أول مدير مالي في تاريخ الشركة، وأجروا تخفيضات هيكلية.
وكانت "إكسون" أعلنت سابقاً أنها تتوقع الفوز في التحكيم، لكنها أوضحت أنه في حال خسارته، فإنها ستواصل أعمالها كالمعتاد في غيانا. وفي بيان أمس الجمعة رحبت الشركة بانضمام "شيفرون" إلى التحالف.
في المقابل ألغت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية أيضاً قراراً كان يمنع سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بايونير ناتشورال ريسورسز"، من الانضمام إلى مجلس إدارة "إكسون" بعد استحواذها على الشركة. وكانت اللجنة وجهت في العام الماضي انتقادات إلى كل من جون "هيس" وشيفيلد بدعوى إجرائهما محادثات غير مشروعة مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 40 دقائق
- Independent عربية
ترمب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري ضخم مع اليابان لا يشمال الانفاق الدفاعي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق تجاري مع اليابان ينص خصوصاً على فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 15 في المئة على البضائع اليابانية، بينما تحدث الإعلام المحلي الياباني اليوم الأربعاء عن نية رئيس الوزراء الاستقالة بعد نكسة انتخابية. في المقابل، أعلن المفاوض الياباني ريوسي أكازاوا الأربعاء أن الاتفاقية التجارية "الضخمة" التي توصل إليها لتوه مع إدارة ترمب لا تشمل الإنفاق الدفاعي. وقال أكازاوا للصحافيين في واشنطن إن "الاتفاقية لا تتضمن أيّ شيء يتعلق بالإنفاق الدفاعي"، في ملف كان ترمب قد دعا اليابان، الحليف الوثيق لبلاده، إلى زيادة إنفاقها العسكري، مع تكهّن البعض بأن هذا الشرط يمكن أن يُدرج في اتفاقية تجارية أوسع نطاقاً. وفي منشور على منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، قال ترمب "لقد أبرمنا لتونا اتفاقية ضخمة مع اليابان، ربما تكون أكبر اتفاقية على الإطلاق"، مشيراً إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية "ستستثمر اليابان، بتوجيه مني، 550 مليار دولار في الولايات المتحدة التي ستحصل على 90 في المئة من الأرباح". ولم يقدم الرئيس الجمهوري مزيداً من التفاصيل عن هذه الاتفاقية لكنه أكد أنها "ستخلق مئات الآلاف من فرص العمل". وأضاف "لعل الأهم من ذلك هو أن اليابان ستفتح بلادها للتجارة، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى، وغيرها. اليابان ستدفع رسوماً جمركية متبادلة للولايات المتحدة بنسبة 15 في المئة". وتعرض ترمب لضغوط لإبرام اتفاقات تجارية مع شركاء بلاده التجاريين بعد أن وعد بدفق من هذه الاتفاقات قبل الأول من أغسطس (آب)، الموعد النهائي الذي حدده قبل زيادة الرسوم الجمركية على الدول التي لا يتم التوصل لاتفاق معها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتأتي هذه الاتفاقية في أعقاب اتفاقات تجارية أخرى أبرمتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة مع الفيليبين وإندونيسيا وبريطانيا وفيتنام. كما تأتي هذه الاتفاقية بعد أن واجه رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا انتخابات صعبة في نهاية الأسبوع الماضي تركت ائتلافه بدون أغلبية في مجلس الشيوخ. وأعلن رئيس الوزراء الياباني الأربعاء أنه لا يزال بحاجة لأن يدرس تفاصيل الاتفاق التجاري الذي أعلنه الرئيس الأميركي قبل أن يعلق عليه. وقال إيشيبا للصحافيين في طوكيو إنه "بالنسبة لنتائج المفاوضات، فلا يمكنني مناقشتها إلا بعد دراسة تفاصيلها وتفاصيل الاتفاق بعناية". وأضاف "كحكومة، نعتقد أن (الاتفاق) سيحمي المصالح الوطنية". وأفادت وسائل إعلام يابانية اليوم أن الاتفاقية التجارية التي توصلت إليها طوكيو وواشنطن تنص على خفض الرسوم الجمركية الأميركية على صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة إلى 15 في المئة. رئيس الوزراء يعتزم الاستقالة في الموازاة يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعلان استقالته قريباً، وفق ما أفاد الإعلام محلي الأربعاء، بعد الانتكاسة الانتخابية التي تركت ائتلافه بدون أغلبية في مجلسي البرلمان. وذكرت التقارير الإعلامية أن إيشيبا أبلغ المقربين منه بنيته التنحي عن منصبه، عقب إعلان اتفاق تجاري الأربعاء بين الولايات المتحدة واليابان. وجاءت نتائج انتخابات مجلس المستشارين الذي يعد بمثابة مجلس الشيوخ في اليابان والتي جرت الأحد الماضي كارثية بالنسبة إلى حزب إيشيبا الليبرالي الديمقراطي الذي يحكم بشكل متواصل تقريباً منذ العام 1955. واختار الناخبون الذين يشعرون بالغضب حيال ارتفاع معدلات التضخم أحزاباً أخرى، لا سيما حزب "سانسيتو" الذي يرفع شعار "اليابان أولاً" والذي تحاكي حملته "المناهضة للعولمة" أجندات حركات شعبوية في بلدان أخرى. وذكرت صحيفة "ماينتشي" أن إيشيبا ينوي مغادرة المنصب بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل. وذكرت صحيفة "يوميوري" أنه سيعلن استقالته في يوليو (تموز) الحالي لكنها لم تعلن موعد مغادرته المنصب. وأفادت هذه التقارير وتقارير أخرى بأن الدعوات لرئيس الوزراء البالغ 68 سنة للاستقالة تزايدت ضمن صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي منذ نتائج انتخابات مجلس المستشارين. لكنه تحدث عن قراره بعدما توصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن يخفض الرسوم الجمركية البالغة نسبتها 25 في المئة التي هدد بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى 15 في المئة قبيل مهلة نهائية بتاريخ الأول من أغسطس. وخلال انتخابات الأحد، فشل الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر "كوميتو" في المحافظة على الأغلبية بفارق ثلاثة مقاعد. وجاء ذلك بعد أشهر من اضطرار ائتلاف إيشيبا للدخول في حكومة أقلية في مجلس النواب الأكثر نفوذاً، في أسوأ نتيجة يحققها الليبراليون الديمقراطيون منذ 15 سنة.


صحيفة عاجل
منذ ساعة واحدة
- صحيفة عاجل
تراجع أسعار الذهب مع تحسن الإقبال على المخاطرة
تراجع الذهب اليوم مع تحسن الإقبال على المخاطرة بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية لكن ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات حد من الخسائر. ونزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3423.44 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى نقطة له منذ 16 يونيو في وقت سابق من الجلسة، فيما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2%، لتصل إلى 3437.70 دولارًا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% مسجلةً 39.15 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1437.83 دولارًا، وانخفض البلاديوم 0.8% ليصل إلى 1264.96 دولارًا.


رواتب السعودية
منذ ساعة واحدة
- رواتب السعودية
تراجع أسعار الذهب مع تحسن الإقبال على المخاطرة
نشر في: 23 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي تراجع الذهب اليوم مع تحسن الإقبال على المخاطرة بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية لكن ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات حد من الخسائر. ونزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3423.44 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى نقطة له منذ 16 يونيو في وقت سابق من الجلسة، فيما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2%، لتصل إلى 3437.70 دولارًا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% مسجلةً 39.15 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1437.83 دولارًا، وانخفض البلاديوم 0.8% ليصل إلى 1264.96 دولارًا. المصدر: عاجل