logo
حسابات الحقل مرهونة لحسابات البيدر

حسابات الحقل مرهونة لحسابات البيدر

جريدة الاياممنذ 6 أيام
على غير رغبته، يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية بناءً على طلب يشبه حالة الاستدعاء. الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعوّد على أن يستقبل ضيوف البيت الأبيض من الرؤساء بطريقة غير لائقة، ولكنه على ما يبدو هذه المرّة يحضّر لنتنياهو، أو لنقُل: سيصطنع له شكلاً من أشكال الاحتفالية بمن سبق أن وصفه بالبطل.
البطل عليه أن يبتلع وجبة من المظاهر الاستعراضية، التي تعمّق شعوره بالإحباط وبأنه يتعرّض إلى التلاعب من قبل ترامب.
كان هذا الشعور بالإحباط لدى نتنياهو قد وقع أكثر من مرّة، وآخرها حين اضطرّ لإصدار أوامره بعودة الطائرات الحربية الإسرائيلية التي كانت تحلّق فوق إيران لتوجيه المزيد من الضربات القاسية؛ ردّاً على الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت آخرها بئر السبع.
لا مجال للمزاح مع ترامب، فهو الذي يحتفظ لنفسه بقول كلمة الفصل الأخيرة، باعتباره سيّد القرار وصانع الأدوار والسيناريوهات التي تخدم بلاده، حتى لو تعارضت مع مصالح حلفائه الأقربين.
أميركا، لا تعرف الشراكة في المكاسب، وتخضع الحلفاء لسياسة الاستخدام، ثم حين يأتي موسم الحصاد فإنها تدير ظهرها لمن يدفعون معها الثمن في مغامراتها.
لقد حصل ذلك مرّات عديدة، والكلّ لا يزال يتذكّر الحشد الدولي الذي جنّدته أميركا في «حرب الخليج» ثم تركت الحلفاء يلوكون العلقم، لا يملكون سوى الشكوى، فكيف حين يكون رئيس كالملك ترامب، الذي تتسم سياساته بالأنانية، وإعلاء مصلحة بلاده على حساب حلفائه؟
حين يقول ترامب: كفى، ولديه ما يكفي من الأسباب، فإن نتنياهو لا يجد أمامه سوى خيار الموافقة، ومحاولة تكييف أوضاع حكومته التي تدرك هي، أيضاً، أنها لا تملك خيارات لأنها تدرك ويدرك كل إسرائيلي أن بقاء الدولة مرهون تماماً بالرعاية والدعم والحماية الأميركية.
لذلك، أجرى نتنياهو مشاورات مكثّفة على مختلف المستويات الأمنية والسياسية، مع محاولات استخدام ما يملك من حقن التخدير، لمن يعارضونه، لضمان بقاء التحالف الحكومي الفاشي صامداً إلى أن يجد لنفسه مخرجاً.
دولة الاحتلال وافقت على الاقتراح الذي قدّمته قطر، تحت مسمّى «خطّة ويتكوف»، وبما ينطوي عليه من مرونة في بعض النقاط، وغموض في نقاط أخرى.
بقي الأمر والقرار بيد حركة «حماس»، التي تذرّعت بأنها بحاجة إلى إجراء مشاورات مع الفصائل الفلسطينية لتقديم ردّها، غير أنها لعبت في الوقت المتاح للإعلان عن أنّها تتعاطى إيجابياً مع الصيغة التي قبلتها الإدارة الأميركية والدولة العبرية مسبقاً.
الردّ الإيجابي من قبل «حماس» حظي بترحيب ترامب فيما يبدو منه أنه ينطوي على ضغط على دولة الاحتلال.
ردّ «حماس» المبدئي الإيجابي تضمّن جملة من الملاحظات، التي لا تنسف مبدأ الموافقة، ولكنها ترغب في توضيح تلك النقاط التي تتّسم بالغموض في محاولة لتحسين شروط الاتفاق.
بالتأكيد تدرك «حماس» أن قرار وقف القتال قد صدر عن ترامب، في سياق فهمها لرغبته في تحقيق أهداف سياسية تتوّج ما يراه انتصاراً على إيران. نتنياهو أرسل وفده للمفاوضات غير المباشرة مع «حماس» لإزالة ما يمكن من العقبات قبل وصوله إلى واشنطن، حيث يفكّر ترامب في الإعلان عن الاتفاق بينما يكون نتنياهو إلى جانبه، وكأنّه انتصار، أيضاً، لدولة الاحتلال فضلاً عن أنّه انتصار لترامب أساساً.
سيكون على الوفد الإسرائيلي المفاوض أن يتمتّع بالمرونة الكافية لتحقيق الاتفاق، حتى لا يفسد على ترامب وضيفه ترتيبات إعلان الانتصار.
في الواقع، فإن أميركا بحاجة إلى هذا الاتفاق للدخول في مرحلة ترتيب هندسة الشرق الأوسط، وكذلك الحال بالنسبة لفصائل المقاومة للتخفيف من عبء الضغط الشديد على سكّان قطاع غزّة، الذين بلغ بهم الحدّ ما يفوق قدرة البشر على الاحتمال.
دولة الاحتلال هي الطرف الوحيد الذي لا مصلحة له في وقف الحرب، التي لم تحقق أهدافها حتى الآن.
معلوم أن نتنياهو لا يهتمّ وليس من أولوياته موضوع الرهائن، فهو قد خسر خلال الشهر الأخير عدداً من الجنود والضبّاط قتلى وجرحى بما يفوق عدد الرهائن، فضلاً عن أنّه فشل رغم مرور 21 شهراً في استعادتهم بالقوة العسكرية.
إن من يركّزون تحليلاتهم على الخلافات الداخلية في إسرائيل وعلى ما يعاني منه جيشها، والصراخ الذي جرى في «المجلس الأمني» بين رئيس هيئة الأركان إيال زامير، وبعض الوزراء، أن هؤلاء عليهم أن يتذكّروا أن نتنياهو تمكّن كل الوقت السابق من إخضاع أو إبعاد الجميع.
نتنياهو لا يزال يتحدث عن مواصلة الحرب الإبادية لتحقيق أهدافها، لكن الأمر منوط برؤية ترامب. أجندة اللقاء بين ترامب ونتنياهو طويلة، من إيران إلى سورية ولبنان، إلى «التطبيع»، وغزّة والضفة، ومستقبل المنطقة عموماً.
أما عن احتمال وقف الحرب، أو مجرّد وقف القتال لاحقاً، فإن الأمر يتصل بالنتائج التي يعمل ترامب على تحقيقها في الإقليم خلال الـ 60 يوماً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يستدعي سموتريتش وبن غفير بشأن مفاوضات الأسرى
نتنياهو يستدعي سموتريتش وبن غفير بشأن مفاوضات الأسرى

معا الاخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • معا الاخبارية

نتنياهو يستدعي سموتريتش وبن غفير بشأن مفاوضات الأسرى

بيت لحم معا- على خلفية الصعوبات التي واجهتها مفاوضات إطلاق سراح الاسرى، وبعد عودته من زيارته للولايات المتحدة، استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شريكيه في الائتلاف الحكومي، رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش ورئيس حزب عوتسما يهوديت إيتامار بن غفير، إلى اجتماع مساء اليوم. وفي الأسبوع الماضي، وأثناء وجود نتنياهو في الولايات المتحدة، وفي ضوء التقارير التي أفادت بتقدم ومرونة في المفاوضات، أوضح بن غفير وسموتريتش لرئيس الوزراء معارضتهما للتنازلات الإسرائيلية ومطالبتهما باستمرار الحرب. على مدار العام ونصف العام الماضيين، وفي كل مرة كان يُحرز فيها تقدم في المفاوضات، كان شركاء نتنياهو من اليمين يحذرونه ويهددونه بأن إنهاء الحرب سيؤدي إلى حل الحكومة.

جيش الاحتلال يستعد للمرحلة التالية ويتردد في إنشاء"مدينة خيام"في رفح
جيش الاحتلال يستعد للمرحلة التالية ويتردد في إنشاء"مدينة خيام"في رفح

معا الاخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • معا الاخبارية

جيش الاحتلال يستعد للمرحلة التالية ويتردد في إنشاء"مدينة خيام"في رفح

بيت لحم معا- في ظل رفض اسرائيل الانسحاب من غزة وإصرارها على مواصلة احتلال مناطق في جنوب القطاع لا سيما ما يسمى بمحور موراج العسكري والبقاء في مدينة رفح حيث تخطط لسجن الغزيين هناك . هذا الموقف يعطل المفاوضات الجارية في قطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وهدنة. في تل ابيب، تستعد المؤسسة الحربية لاحتمال انهيار المفاوضات والعودة إلى التصعيد العسكري. ومن المتوقع أن يُعقد اليوم الأحد نقاش أمني في مكتب نتنياهو، بمشاركة رئيس اركان جيش الاحتلال زامير، ورئيس الشاباك. وسيُطرح في النقاش بحسب القناة 12، سلسلة من الخطط، تشمل السيطرة على معاقل حماس في المعسكرات المركزية، وتنظيم المناطق المدنية في جنوب قطاع غزة، مما سيمنح إسرائيل حرية عمل أكبر في الشمال والوسط. فيما تتضمن مبادرة رئيسية روج لها نتنياهو ووزير حربه كاتس إنشاء ما يسمى "مدينة خيام" - وهي مساحة واسعة جنوب خان يونس، على أنقاض مدينة رفح التي دمرها جيش الاحتلال - حيث سيتم تجميع الفلسطينيين هناك. وهي الخطة التي رفضها العالم. لكن في تل ابيب يقولون إن الهدف من هذه الخطوة هو تمكين الجيش الإسرائيلي من العمل بحرية أكبر في المناطق المكتظة بالسكان، مع السعي إلى تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين. مع ذلك، يُبدي الجيش الإسرائيلي تحفظات على هذه الخطوة، بل إنه عرض موقفه الواضح على القيادة السياسية. ووفقًا لمصادر في الجيش، تُعد هذه مبادرة مُعقدة تتطلب وجودًا ميدانيًا مُستمرًا لقواته. ويُوضح الجيش الإسرائيلي أن "مدينة الخيام" هذه ليست مجرد مساحة إنسانية، بل هي في الواقع ترسيخ لحكم عسكري شامل، مع تداعياتٍ قانونية ودولية جسيمة. في الوقت نفسه، أمر رئيس الأركان بنقل مركز الثقل العسكري إلى شمال قطاع غزة، وتحديدًا إلى منطقة بيت حانون. في الساعات الأخيرة، شن سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات على ما أسماه مواقع وأهداف في المدينة استعدادًا لما يصفه الجيش بـ"المرحلة الحاسمة". ويزعم جيش الاحتلال أن تلك المنطقة والمقصود بيت حانون تُعد من آخر المعاقل المتبقية لحماس في الشمال. ويرى جيش الاحتلال في حسم بيت حانون هدفا ضروريا لاستعادة ما أسماه الشعور بالأمن لدى المستوطنين في غلاف غزة . في هذه الأثناء، تستمر المحادثات في الدوحة. وتؤكد مصادر مطلعة على تفاصيلها أن المفاوضات لم تتوقف، وأن الطرفين يواصلان مناقشة الثغرات المتبقية. ويتمثل جوهر الخلاف في خطوط انتشار جيش الاحتلال بعد التوصل إلى اتفاق محتمل، وخاصة حول منطقة موراج بين خان يونس ورفح.

نتنياهو لترامب: إذا اضطررنا سنهاجم إيران مجددا
نتنياهو لترامب: إذا اضطررنا سنهاجم إيران مجددا

معا الاخبارية

timeمنذ 21 ساعات

  • معا الاخبارية

نتنياهو لترامب: إذا اضطررنا سنهاجم إيران مجددا

بيت لحم- معا- أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال لقائهما هذا الأسبوع في البيت الأبيض بأنه إذا طوّرت طهران أسلحةً نوويةً مجددًا، فإن إسرائيل ستتحرك. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فجر اليوم السبت، عن مسؤولين رفيعي المستوى في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، أن ترامب ردّ بأنه يفضل حلاً دبلوماسيًا لمسألة البرنامج النووي الإيراني، لكنه لم يبدِ معارضة مباشرة لفكرة الهجوم. وجرت هذه المحادثة بين الطرفين عقب تصريح لترامب أمام وسائل الإعلام، قال فيه إنه يأمل ألا تكون هناك حاجة لمزيد من الضربات العسكرية الأميركية ضد إيران، وأضاف: "لا أستطيع أن أتخيل أننا سنرغب في القيام بذلك". وبحسب الصحيفة، فإن تصريحات نتنياهو تؤكد على "تباين الحسابات" بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران بشأن مدى التهديد الذي يشكله برنامج طهران النووي، وخيارات التعامل معه. ووفقا للادعاءات الأميركية الصادرة غالبا عن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب يأمل "بإطلاق مفاوضات جديدة تؤدي إلى اتفاق مع طهران تتخلى فيه عن سعيها لامتلاك سلاح نووي" ولكن في إسرائيل تسود شكوك عميقة بشأن جدوى أي تسوية دبلوماسية يمكن أن تمنع إيران من تطوير السلاح سرًا وبسرعة، بحسب ما أفادت به "وول ستريت جورنال". في المقابل، تطالب طهران بضمانات بألا تتعرض لهجوم جديد كشرط أساسي لعودتها إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن. ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن إسرائيل "لن تطلب بالضرورة موافقة أميركية صريحة" قبل تنفيذ هجوم آخر على إيران، لكنها تدرك أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد يواجه معارضة من ترامب إذا لم تكن تحركات إيران النووية ملموسة أو سريعة بما يكفي لإقناع الرئيس الأميركي بالتخلي عن المسار الدبلوماسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store