logo
من الاستقبال للمغادرة.. هذا ما جرى في قمة ترمب وبوتين

من الاستقبال للمغادرة.. هذا ما جرى في قمة ترمب وبوتين

الشرق السعوديةمنذ 21 ساعات
توجهت أنظار العالم الجمعة، إلى ألاسكا، حيث عقد الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، أول قمة أميركية روسية منذ 2018، في الولاية التي تعد أقرب نقطة تماس بين البلدين.
وبعد استقبال بالسجاد الأحمر، شهد تحليق مقاتلات وقاذفات قنابل، عقد الزعيمان قمة استمرت 3 ساعات، شهدت محادثات "مثمرة"، والكثير من الثناء المتبادل، ومؤتمر صحافي، جرى دون استقبال أي أسئلة، انتهت القمة دون اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا، أبرز قضايا القمة.
وفيما، امتنع ترمب وبوتين عن الإدلاء بأي تصريحات قبل قمتهما في ألاسكا، إلا أن "المراسم الفخمة"، التي أُحيط بها الرئيس الروسي قالت كل شيء.
واستقبل ترمب بوتين بالتصفيق على بساط أحمر مفروش على مدرج قاعدة "إلمندورف" الجوية، وسط حرس الشرف. وأثناء التقاط الصور، حلّقت مقاتلات F-22 وقاذفة B-2 في السماء فوقهما.
سيارة الليموزين الروسية الفاخرة "أوروس" كانت بانتظار بوتين على أرض المطار، لكنه اختار أن ينضم إلى ترمب في الليموزين الأميركية بدلاً منها. وشوهد الرئيس الروسي مبتسماً ويضحك وهما يغادران معاً.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن الاستقبال الذي خصّصه ترمب لبوتين يليق بأقرب حلفاء الولايات المتحدة، لكن في الواقع، "قُدِّم لزعيم خصم، أطلق أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنظر إليه كأحد أعقد أعداء أميركا"، وفق الوكالة.
وكرر ترمب مراراً مناشدته لبوتين بإنهاء الغزو في أوكرانيا والموافقة على وقف إطلاق النار، بعد أن أصر خلال حملته الانتخابية العام الماضي على أنه سيكون قادراً على إنهاء الصراع خلال 24 ساعة. وأوضح ترمب في الأسابيع الأخيرة أنه غير راضٍ عن الهجوم الروسي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهدد بـ"عواقب وخيمة" وفرض عقوبات إضافية إذا لم يتحقق تقدم الجمعة.
لكن التوترات بين الزعيمين لم تكن واضحة من خلال مصافحتهما الحارة وابتساماتهما حين رحب ترمب ببوتين مجدداً على الأراضي الأميركية لأول مرة منذ عقد من الزمن. غير أنه عند مغادرتهما، لم يُعرف الكثير عما سيحدث بعد ذلك.
تفاصيل استقبال ترمب لبوتين
وفي مشهد نظم بعناية، خرج الزعيمان من طائرتيهما بشكل متزامن تقريباً وسارا جنباً إلى جنب على طول سجادة حمراء ممدودة على أرض المطار.
وارتدى ترمب ربطة عنق حمراء بلون الياقوت. أما بوتين فارتدى ربطة عنق بلون أحمر داكن.
وصفّق ترمب لبوتين بشكل مقتضب بينما كان ينتظر وصوله. ومد يده مصافحاً بينما اقترب بوتين، وتبادلا مصافحة طويلة، تبادلا خلالها الربت على المرفقين، وتبادلا الحديث والابتسامات
حينها حلّقت مقاتلات F-22 وقاذفة B-2 فوق قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" المشتركة في أنكوراج.
وصُممت هذه الطائرات الحربية الشبحية جزئياً لاحتمال اندلاع صراع مع الاتحاد السوفيتي. ولم تدخل أي منهما الخدمة الفعلية إلا بعد انتهاء الحرب الباردة، لكن تطويرهما بدأ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في ذروة التنافس الأميركي-السوفيتي، وفق "أسوشيتد برس".
وتجاهل الزعيمان أسئلة الصحافيين الصاخبة بينما كانا يقفان على منصة تحمل عبارة "ألاسكا 2025" لالتقاط الصور ومصافحة أخرى. "الرئيس بوتين، هل ستتوقف عن قتل المدنيين؟" صاح أحد الصحافيين. فأشار بوتين إلى أذنه، موحياً بأنه لم يسمع السؤال.
ولعب ترمب دور المضيف، ووجّه بوتين نحو سيارة الليموزين الرئاسية الأميركية التي كانت بانتظارهما. صعد الاثنان إلى المقعد الخلفي، وكان يمكن رؤيتهما يتحدثان عبر النوافذ المظللة. وأثناء انطلاق الموكب، ابتسم بوتين.
قمة الـ3 ساعات
وبعد الاستقبال عقد بوتين وترمب محادثات امتدت لـ3 ساعات، ودخل الصحافيون في البداية إلى القاعة، لكن الزعيمين لم يجيبا عن أي أسئلة.
وانضم إلى ترمب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، فيما رافق بوتين وزير الخارجية سيرجي لافروف ومستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.
وقال المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف للتلفزيون الرسمي، إن المحادثات مضت على نحو جيد "للغاية"، وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، إن "الأجواء ممتازة" في القمة.
وقال السفير الروسي لدى واشنطن ألكسندر دراتشييف، إن بلاده روسيا أعدت وثائق لاستعادة الحركة الجوية مع الولايات المتحدة وهي قيد النقاش.
عودة بوتين إلى الأضواء
أعادت القمة بوتين إلى المسرح العالمي، منهية بشكل مفاجئ سنوات من محاولات الغرب لجعله معزولاً بسبب غزو أوكرانيا. وسرعان ما جاء التفاخر من موسكو.
وكتبت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على مواقع التواصل الاجتماعي: "وسائل الإعلام الغربية على وشك أن تفقد صوابها تماماً. لقد أمضوا ثلاث سنوات يخبرون الجميع أن روسيا معزولة، واليوم شاهدوا البساط الأحمر الجميل المفروش للرئيس الروسي في الولايات المتحدة".
مؤتمر صحافي من دون أسئلة
بعد 3 ساعات، وبعد اجتماع بين مسؤولي البلدين، دخل ترمب وبوتين إلى قاعة مليئة بالصحافيين ووفدي الولايات المتحدة وروسيا.
تحدث بوتين أولاً، قائلاً إنهما توصلا إلى "تفاهم" بشأن أوكرانيا، لكنه لم يقدم أي تفاصيل. وأيّد تأكيد ترمب المتكرر بأن روسيا ما كانت لتغزو أوكرانيا عام 2022 لو كان ترمب رئيساً بدلاً من الديمقراطي جو بايدن.
وقال بوتين: "أقول ذلك لأن الرئيس ترمب وأنا قد أقمنا علاقة قوية تقوم على الثقة والعملية".
وأعاد التأكيد على موقف موسكو بأنها "مهتمة بصدق بإنهاء" الحرب في أوكرانيا، ولكن فقط بعد أن يتم "القضاء على جميع الأسباب الجذرية للأزمة".
وأضاف بالروسية: "آمل أن يسمح لنا التفاهم الذي توصلنا إليه بالاقتراب من ذلك الهدف ويفتح الطريق نحو السلام في أوكرانيا".
واستمع ترمب عبر الترجمة في أذنه. وعندما حان دوره للحديث، قال للصحافيين إنه لطالما كانت لديه "علاقة رائعة للغاية" مع بوتين
وقال الرئيس الأميركي إن "تقدماً عظيماً" قد تحقق خلال "اجتماع بالغ الأهمية". وأوضح ترمب أن "العديد من النقاط تم الاتفاق عليها" وأنه لم يتبق سوى "عدد قليل جداً" من القضايا لحلها. لكنه لم يقدم تفاصيل.
وذكر أنه سيطلع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تفاصيل لقائه مع بوتين في ألاسكا، وأضاف ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين، أنه سيتصل بقادة أوروبيين وقادة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لإبلاغهم بما تم التوصل إليه خلال لقائه مع بوتين.
ولم يشر ترمب إلى وقف إطلاق النار، وعند اختتام اللقاء، قال بوتين إنه يأمل أن يلتقي الاثنان مجدداً قريباً. وأضاف بالإنجليزية مبتسماً: "المرة القادمة في موسكو".
وشكر ترمب بوتين على الدعوة لزيارة موسكو، قائلاً: "شكراً ولكن هذا أمر يمكن أن يسبب إلى المتاعب، شكراً جزيلاً فلاديمير".
ورفع الصحافيون أيديهم وصاحوا بأسئلة، فيما كانوا يصورون الزعيمين بهواتفهم المحمولة وهما يتصافحان مرة أخرى ويغادران القاعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الأرض مقابل السلام".. مصادر غربية تكشف تفاصيل مقترحات بوتين في قمة ألاسكا
"الأرض مقابل السلام".. مصادر غربية تكشف تفاصيل مقترحات بوتين في قمة ألاسكا

الشرق السعودية

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق السعودية

"الأرض مقابل السلام".. مصادر غربية تكشف تفاصيل مقترحات بوتين في قمة ألاسكا

قال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، إن روسيا ستتخلى عن جيوب صغيرة تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن مساحات من أراضيها في شرق البلاد، بموجب مقترحات السلام التي ناقشها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب في قمة ألاسكا. جاء هذا بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبوتين في قاعدة للقوات الجوية الأميركية بألاسكا، وهو أول لقاء بين رئيس أميركي وبوتين منذ ما قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا. ومن المقرر أن يسافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، الاثنين، ليبحث مع ترمب تسوية محتملة للحرب التي تشهدها بلاده مع روسيا منذ فبراير 2022. وعلى الرغم من أن القمة لم تنجح في التوصل لاتفاق من أجل وقف إطلاق النار الذي عبر ترمب عن رغبته في التوصل إليه، إلا أن الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع Fox News، إنه ناقش مع بوتين نقل ملكية الأراضي والضمانات الأمنية لأوكرانيا، وأضاف: "اتفقنا إلى حد كبير". وتابع الرئيس الأميركي: "أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً: "على أوكرانيا أن توافق على ذلك. ربما سيقولون لا". وذكر المصدران، اللذان طلبا عدم كشف هويتهما لمناقشة مسائل حساسة لـ"رويترز"، أن معرفتهما بمقترحات بوتين تستند في الغالب إلى المناقشات بين القادة في أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وأشارا إلى أنها "ليست كاملة". وأطلع ترمب زيلينسكي والقادة الأوروبيين على مناقشات القمة في وقت مبكر السبت. ولم يتضح حتى الآن، ما إذا كانت المقترحات التي قدمها بوتين "مناورة افتتاحية" لتكون نقطة انطلاق للمفاوضات، أو أشبه بعرض نهائي غير خاضع للنقاش. الأرض مقابل السلام في ظاهر الأمر، فإن بعض المطالب على الأقل من شأنها أن تمثل تحديات كبيرة للقيادة الأوكرانية لقبولها بحسب "رويترز". ويستبعد عرض بوتين وقف إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل، ما يعرقل مطلباً رئيسياً لزيلينسكي الذي تتعرض بلاده للقصف اليومي من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الروسية. وقال المصدران إنه بموجب الاتفاق الروسي المقترح، ستنسحب كييف بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين مقابل تعهد روسي بتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين. ورفضت كييف بالفعل أي انسحاب من الأراضي الأوكرانية مثل منطقة دونيتسك، حيث تتحصن قواتها والتي تقول إنها تشكل بنية دفاعية أساسية لمنع الهجمات الروسية في عمق أراضيها. وذكر المصدران، أن روسيا ستكون مستعدة لإعادة مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في منطقتي سومي الشمالية وشمال شرق خاركيف. وتسيطر روسيا على جيوب في منطقتي سومي وخاركيف تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 440 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لمشروع رسم خرائط ساحة المعركة في أوكرانيا. وتسيطر أوكرانيا على حوالي 6 آلاف و600 كيلومتر مربع من دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك وتطالب بها روسيا. وعلى الرغم من أن الأميركيين لم يوضحوا ذلك، إلا أن المصدران قالا لـ"رويترز"، إنهم يعلمون أن بوتين يسعى أيضاً، على أقل تقدير، إلى الاعتراف الرسمي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014. ولم يتضح ما إذا كان ذلك يعني اعترافاً من قبل الحكومة الأميركية أو، على سبيل المثال، جميع القوى الغربية وأوكرانيا. وترفض كييف وحلفاؤها الأوروبيون الاعتراف الرسمي بسيادة موسكو على شبه الجزيرة. رفع العقوبات وقال المصدران، وفق ما نقلته "رويترز"، إن بوتين يتوقع أيضاً رفع مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا على الأقل. ومع ذلك، لم يتمكنا من تحديد ما إذا كان هذا ينطبق على العقوبات الأميركية وكذلك الأوروبية. وقال ترمب، الجمعة، إنه لا يحتاج في الوقت الراهن إلى النظر في فرض رسوم جمركية مضادة على دول مثل الصين لشرائها النفط الروسي، الذي يخضع لمجموعة من العقوبات الغربية، ولكن قد يضطر إلى ذلك "في غضون أسبوعين أو 3 أسابيع". وذكر المصدران أن أوكرانيا ستُمنع أيضاً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، رغم أن بوتين بدا منفتحاً على حصول أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية. ومع ذلك، أضافا أنه من غير الواضح ما يعنيه ذلك عملياً. وقال الزعماء الأوروبيون، إن ترمب ناقش الضمانات الأمنية لأوكرانيا خلال محادثتهم السبت، كما طرحوا فكرة ضمانات على غرار "البند الخامس" خارج حلف شمال الأطلسي. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم يشن على أحد أعضائه هجوماً على الجميع بموجب البند الخامس من اتفاق الناتو. والانضمام إلى الحلف هدف استراتيجي لكييف منصوص عليه في دستور البلاد. اللغة والدين وقال المصدران لـ"رويترز"، إن روسيا ستطالب أيضاً بمنح اللغة الروسية وضعاً رسمياً داخل أجزاء من أوكرانيا أو في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى حق الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في العمل بحرية. ويتهم جهاز الأمن الأوكراني الكنيسة المرتبطة بموسكو بالتحريض على الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال نشر الدعاية المؤيدة لروسيا وإيواء الجواسيس، وهو ما تنفيه الكنيسة التي تقول إنها قطعت علاقاتها الكنسية مع موسكو. وأصدرت أوكرانيا قانوناً يحظر المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، والتي تعتبر الكنيسة واحدة منها. ومع ذلك، لم تبدأ بعد في تطبيق الحظر.

أوروبا تخطط لـ"مؤازرة" زيلينسكي في لقاء ترمب المرتقب بعد قمة ألاسكا
أوروبا تخطط لـ"مؤازرة" زيلينسكي في لقاء ترمب المرتقب بعد قمة ألاسكا

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

أوروبا تخطط لـ"مؤازرة" زيلينسكي في لقاء ترمب المرتقب بعد قمة ألاسكا

قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، السبت، إن المسؤولين الأوروبيين سيقررون في مطلع الأسبوع ما إذا كان مسؤولون أوروبيون سيرافقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، في أعقاب قمة ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما قالت مصادر، إن الأوربيين يخططون لإرسال "شحصيات بارزة" لتعزيز موقف كييف خلال الزيارة. وأثار لقاء الرئيس الأميركي ترمب مع نظيره الروسي بوتين، الجمعة، مخاوف أوروبية واسعة، بشأن احتمالية ألا يحظى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمعاملة ودّية مماثلة، ما دفع القادة الأوروبيين إلى التحرك سريعاً لتعزيز موقف كييف قبيل لقائه المرتقب مع ترمب في واشنطن، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان المستشار الألماني فريدريش ميرتس يمكن أن يرافق زيلينسكي إلى واشنطن، قال فاديفول، إن الكثير من الأوروبيين سيكونون على استعداد للسفر مع الرئيس الأوكراني إذا تم اتخاذ هذا القرار. وأفاد فاديفول لهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية ARD: "سيتم الاتفاق على ذلك في مطلع الأسبوع، واستعداد فريدريش ميرتس لتحمل المسؤولية واضح، وأظهر ذلك بوضوح شديد في الأيام القليلة الماضية. سنناقش هذا الأمر معاً". مؤازرة زيلينسكي ونقلت المجلة، السبت، عن دبلوماسيين أوروبيين ومصدر مطّلع على الملف، أن أوروبا تُخطط لإيفاد أحد أبرز الشخصيات المقربة من ترمب، وهو الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، لمرافقة زيلينسكي خلال زيارته إلى واشنطن، الاثنين المقبل، حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأميركي. ويهدف هذا التحرك، وفقاً لـ"بوليتيكو"، إلى المساهمة في تهدئة أي توتر محتمل بين ترمب وزيلينسكي، وكذلك الدفع باتجاه إشراك الأوروبيين في أي محادثات مقبلة تتعلق بمستقبل الأزمة الأوكرانية. وأشارت إلى أن لقاء ترمب وبوتين الذي عُقد في ألاسكا، الجمعة، لم يُسفر عن اختراقات حقيقية، ما أضفى مزيداً من الغموض على المسار الدبلوماسي المقبل. وأكد ترمب عقب اللقاء، أنه سيجتمع مع زيلينسكي في واشنطن، الاثنين، وأنه سيحاول لاحقاً عقد جلسة ثلاثية تجمعه بالرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. وترى أوروبا وأوكرانيا في هذه القمة محطة حاسمة لضمان عدم استجابة ترمب لأي مطالب روسية "غير مقبولة"، وعلى رأسها التنازل عن أراضٍ أوكرانية لصالح موسكو، التي تفرض سيطرة جزئية على بعض تلك المناطق. كما يسعى الحلفاء الأوروبيون إلى تجنّب تكرار سيناريو اللقاء السابق بين ترمب وزيلينسكي، الذي جرى في البيت الأبيض خلال فبراير الماضي، والذي وُصف بأنه "كارثي"، بعدما تسبّب في تراجع العلاقات بين الطرفين لأشهر، بحسب المجلة. مشاركة محتملة لأمين عام الناتو وأشارت "بوليتيكو"، نقلاً عن مصدر مطّلع، إلى احتمال انضمام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، الذي يتمتّع بعلاقة قوية مع ترمب، إلى الوفد المتوجّه إلى واشنطن. وقالت كاميل جراند، وهي مسؤولة سابقة رفيعة في الناتو على تواصل مباشر مع مسؤولين أوروبيين مشاركين في المشاورات، إن "نتائج قمة ألاسكا أثارت قلقاً كبيراً في أوروبا، إذ بدا أن ترمب تبنّى العديد من طروحات بوتين". وأضافت جراند: "الاجتماع لم يُعتبر كارثة كاملة، لكن الأوروبيين يشعرون بقلق واضح حيال الاتجاه العام للمفاوضات، ولهذا يسعون جاهدين لتجنّب أزمة جديدة خلال زيارة زيلينسكي". ورغم اللهجة الإيجابية التي تبنّاها المسؤولون الأوروبيون والأوكرانيون علناً، فقد أعربوا في الكواليس عن قلقهم من الترحيب الذي حظي به بوتين في الغرب، والذي منح الرئيس الروسي مظهراً من مظاهر الشرعية الدولية، دون أن يُقدم على أي خطوات فعلية نحو السلام، الذي تطالب به واشنطن وأوروبا وكييف. ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أوروبي قوله: "المخاوف كانت قائمة طوال هذا العام، ولقاء الجمعة لم يُسهم في تهدئتها". ولفتت المجلة إلى التغيّر المتكرر في مواقف ترمب تجاه الحرب، ففي حين كان يُحمّل أوكرانيا مسؤولية اندلاع النزاع خلال الأشهر الماضية، اتّخذ موقفاً أكثر انتقاداً لبوتين قبيل القمة، ووصل الأمر إلى تحذير موسكو من "عواقب وخيمة" إذا لم تُوقف الحرب بعد اللقاء. لكن بعد ساعات من المحادثات في ألاسكا، تراجع ترمب عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري، وأعاد التأكيد على أن إنهاء القتال "مسؤولية أوكرانية"، داعياً كييف إلى "قبول الصفقة"، دون أن يُفصح عن تفاصيل ما اقترحه بوتين. كما كشف ترمب، بعد القمة، عن تفاوضه مع بوتين بشأن تبادلات أراضٍ، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل. تحالف الراغبين وفي سياق متصل، ذكرت المجلة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، سيقودان، الأحد مؤتمراً عبر الهاتف، يضم ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين"، وهم مجموعة من الدول التي أبدت استعدادها لتقديم دعم عسكري وأمني لأوكرانيا بعد نهاية الحرب. وقبيل القمة، أعلن ترمب تأييده لأن تلعب الولايات المتحدة دوراً في تقديم "ضمانات أمنية" لكييف، في شكل التزامات لردع موسكو عن تكرار الهجوم، ورحّب قادة دول شمال أوروبا ودول البلطيق (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا) بهذه التصريحات، بعد اتصالات أجراها ترمب مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، مساء الجمعة. ورغم أن ترمب كثّف مشاوراته مع الأوروبيين قبل وبعد لقائه مع بوتين، وهو أمر غير معتاد، فإن هذه الاتصالات لم تؤتِ ثماراً ملموسة، وفقاً للمجلة. ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤولين أوروبيين قولهم، إنهم شعروا بالارتياح لعدم توصّل ترمب إلى اتفاق مباشر مع بوتين، لكنهم أعربوا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم حيال تأجيل طرح عقوبات ثانوية صارمة، كانت تستهدف الدول التي تواصل شراء النفط الروسي. وقال جوزيبي سباتافورا، وهو مسؤول سابق في الناتو، إن "الأوروبيين يسعون للتأثير قدر الإمكان على مسار المفاوضات، لأنهم يدركون أن ترمب يفضّل إدارة الملف بهذه الطريقة، ولا يرغبون في ترك زمام المبادرة لبوتين". وأضاف: "عموماً، الأوروبيون يتواصلون مع ترمب أكثر بكثير مما فعلوا خلال المئة يوم الأولى من ولايته، وهو أمر إيجابي، لديهم نفوذ، لكنه محدود". وشهدت زيارة زيلينسكي الأخيرة إلى المكتب البيضاوي في فبراير الماضي توتراً حاداً، بعدما وجّه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ولاحقاً ترمب، انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني، متهمينه بعدم إظهار الامتنان الكافي للدعم الأميركي لبلاده منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022، والمبالغة في الدفاع عن موقف دبلوماسي وصفاه بـ"الضعيف". كما زادت الأجواء توتراً بسبب اختيار زيلينسكي الظهور بزي غير رسمي، بدلًا من ارتداء بدلة رسمية. إلا أن العلاقات بين ترمب وزيلينسكي شهدت تحسناً في الاجتماعات الأخيرة، في ظل مساعٍ من حلفاء كييف لتقريب وجهات النظر، وتزامناً مع تصاعد إحباط الرئيس الأميركي من بوتين.

ما سرّ رسالة السيدة الأولى في أمريكا لبوتين؟
ما سرّ رسالة السيدة الأولى في أمريكا لبوتين؟

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

ما سرّ رسالة السيدة الأولى في أمريكا لبوتين؟

قال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سلّم نظيره الروسي خلال لقائهما في ألاسكا رسالة من زوجته ميلانيا. ولم يفصح المسؤولون عن محتوى الرسالة، موضحين فقط أنها تتعلق بمصير أطفال ادُعي اختطافهم خلال النزاع في أوكرانيا. إذ وجهت المحكمة الجنائية الدولية عدداً من الاتهامات للرئيس الروسي عام ٢٠٢٣، لدوره المزعوم في جريمة الحرب المتمثلة في اختطاف هؤلاء الأطفال ونقلهم من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي. ومع ذلك، فإن نص الرسالة، الذي حصلت عليه قناة «فوكس نيوز» ونشرته على الإنترنت، لا يُشير إطلاقاً إلى عمليات اختطاف أو نقل الأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا. وتبدأ الرسالة بعبارة «عزيزي الرئيس بوتين». يتشارك كل طفل نفس الأحلام الهادئة في قلبه، سواءً وُلِد عشوائياً في ريف أمةٍ ريفية أو في قلب مدينةٍ رائعة. يحلمون بالحب، والفرص، والأمان من الخطر. «مفهومٌ بسيطٌ وعميقٌ يا سيد بوتين، وأنا متأكدةٌ من أنك تُوافقني الرأي، هو أن أحفاد كل جيلٍ يبدأون حياتهم بنقاءٍ - براءةٍ تتجاوز الجغرافيا والحكومة والأيديولوجيا»، وأضافت السيدة الأولى في أمريكا: «لكن في عالم اليوم، يُجبر بعض الأطفال على الضحك بهدوء، لا يتأثرون بالظلام المحيط بهم، في تحدٍّ صامتٍ للقوى التي قد تُسيطر على مستقبلهم». واختتمت ميلانيا ترمب رسالتها قائلة: «إنها فكرةٌ جريئةٌ تتجاوز كل الفوارق الإنسانية، وأنت يا سيد بوتين، أهلٌ لتنفيذ هذه الرؤية بجرّة قلمٍ اليوم»...«لقد حان الوقت». ميلانيا ترمب، المولودة في سلوفينيا، لم تحضر قمة السلام بين ترمب وبوتين في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج، ألاسكا، يوم الجمعة. لكنها سبق أن صرحت بأن طموحها كسيدة أولى للولايات المتحدة هو أن تكون شبيهة بإليانور روزفلت، التي اشتُهرت بعملها في الدفاع عن حقوق الأطفال ورفاهيتهم خلال رئاسة فرانكلين روزفلت. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيه يوم السبت إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعرب عن امتنانه للسيدة الأولى للولايات المتحدة في مكالمته مع ترمب يوم السبت. «خلال المحادثة، أعرب الرئيس زيلينسكي أيضاً عن امتنانه للسيدة الأولى ميلانيا ترمب على اهتمامها الصادق وجهودها لإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين قسراً». وقال سيبيه على «X»: «هذا عمل إنساني بحق». وقبيل قمة يوم الجمعة، صرّح البيت الأبيض بأن اختطاف روسيا أكثر من 20 ألف طفل أوكراني «لا يزال مصدر قلق» لترمب بعد سبعة أشهر من رئاسته الثانية. وكانت موسكو قد صرّحت سابقاً بأنها تحمي الأطفال المعرضين للخطر من مناطق الحرب. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store