logo
من "شلل المناعة" إلى "تحفيز الخلايا الوحيدة".. دواءٌ في الأسواق قد يعالج مرضى تسمّم الدم

من "شلل المناعة" إلى "تحفيز الخلايا الوحيدة".. دواءٌ في الأسواق قد يعالج مرضى تسمّم الدم

صحيفة سبق٢٠-٠٤-٢٠٢٥

أثبت باحثو المركز الطبي بجامعة رادبود نايميخن الهولندية، أن دواءً يُوجد حالياً في الأسواق، يمكنه إنعاش الخلايا المناعية التي توقفت عن العمل بشكلٍ صحيح؛ ما يبشّر بعلاج شلل المناعة لدى مرضى تسمّم الدم.
وبحسب تقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، يرتبط نحو 20% من الوفيات العالمية بتسمّم الدم، الذي يعد السبب الرئيس للوفاة في وحدات العناية المركّزة. ويتميّز تسمّم الدم بفشل الأعضاء، مثل الكلى والرئتين، نتيجة خلل في الاستجابة المناعية للعدوى.
"شلل المناعة" وليس المناعة العدوانية
ولفترة طويلة، اعتقد الأطباء أن الوفيات الناتجة عن تسمّم الدم ترجع فقط إلى استجابة مناعية حادّة مفرطة العدوانية تؤدي إلى تلف الأعضاء. لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الوفيات قد تنجم أيضاً عن توقف الجهاز المناعي عن مكافحة المرض، تُعرف هذه الحالة بـ"شلل المناعة".
ويعاني مرضى شلل المناعة، صعوبة في مكافحة العدوى؛ ما يعرّضهم للإصابة بعدوى جديدة، مثل العدوى الفطرية.
وللتصدّي لهذا التحدّي، درس فريقٌ من الباحثين في مركز رادبود الطبي في نايميخن، الاستجابة المناعية لدى متطوّعين أصحاء، حيث تمّ تحفيز المناعة عن طريق حقنهم بقطع من البكتيريا الميتة، تُسمى "السموم الداخلية".
واستخدم الفريق تقنيات متقدمة لتتبع كيفية تغير الجهاز المناعي خلال كل من مرحلة الالتهاب الحاد والمرحلة التي يصاب فيها الجهاز المناعي بالشلل.
وفي المختبر، فحص الباحث الرئيس، فريد كراماتي؛ الخلايا المناعية المأخوذة من دم ونخاع عظام المشاركين، ولاحظ أن بعض الخلايا المناعية، مثل الخلايا الوحيدة، لم تنضج بشكل صحيح بعد الاستجابة المناعية الحادة؛ ما أثّر في أدائها.
لـ"الخلايا الوحيدة" دورٌ حاسمٌ ضدّ العدوى
وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "Nature Immunology" المتخصّصة في المناعة، فقد تمكّن الباحثون من تحديد آلية حاسمة تسهم في شلل المناعة، حيث تلعب الخلايا الوحيدة دوراً حيوياً في دفاع الجسم ضد العدوى.
ويوضح كراماتي؛ قائلاً: "منحنا هذا التحليل الشامل فهماً دقيقاً لما يحدث خلال الاستجابة المناعية. وزودنا بأدلة قد تكون مفيدة في تطوير علاجات لتحفيز الدفاعات الضعيفة للجسم ضد العدوى".
وبهذا الصدد، أضاف الباحثون الدواء المتاح في الأسواق "إنترفيرون بيتا"، إلى الخلايا الوحيدة في المختبر.
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، يستخدم هذا الدواء في علاج التصلُّب اللويحي (MS)، حيث يعاني الجسم خللاً في الجهاز المناعي يؤدي إلى التهابٍ في الجهاز العصبي المركزي.
وكان لـ"إنترفيرون بيتا" تأثيرٌ إيجابي على الخلايا الوحيدة المشلولة، حيث نضجت وعادت للعمل بشكل أفضل.
ويؤكّد الباحث الرئيس، ماتيس كوكس؛ أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه لا يزال هناك مزيدٌ من الخطوات التي يجب اتخاذها.
حتى الآن، اقتصرت الدراسات على اختبار تأثير "إنترفيرون بيتا" على الخلايا في المختبر. وتتمثل الخطوة التالية في إعطاء هذا الدواء للمشاركين الأصحاء خلال المرحلة اللاحقة بعد تحفيز الاستجابة المناعية باستخدام السموم الداخلية، للتحقّق من قدرته على مواجهة شلل المناعة.
كما يهدف الباحثون إلى اختبار قدرة "إنترفيرون بيتا" على تحسين وظيفة الخلايا الوحيدة لدى مرضى الإنتان في وحدة العناية المركّزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ
دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ

سعورس

timeمنذ 2 أيام

  • سعورس

دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ

كشفت نتائج بحث أولي؛ أجراه باحثون في جامعة جاتشون بكوريا الجنوبية، أن ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ، وخاصةً مناطق التنظيم العاطفي والوظيفة التنفيذية؛ مثل الذاكرة العاملة وحل المشكلات، ما يسبب مشاكل في الإدراك والصحة العاطفية. وبحسب تقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، ارتبطت ساعات العمل الطويلة بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات التمثيل الغذائي، ومشاكل الصحة العقلية. وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن الإفراط في العمل يودي بحياة أكثر من 800 ألف شخص سنويًا، وفقًا للباحثين.

خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة
خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة

الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • الوطن

خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة

وجد الباحثون أن السياسات الذكية للحد من انبعاثات النقل البري يمكن أن تنقذ 1.9 مليون شخص حول العالم من الموت المبكر، وتقي من 1.4 مليون إصابة جديدة بالربو بين الأطفال بحلول عام 2040. وتظهر هذه الأرقام الصادمة حجم الفرصة التاريخية المتاحة أمام الحكومات لتحسين الصحة العامة على نطاق غير مسبوق. وشملت الدراسة تحليلًا دقيقًا لأكثر من 180 دولة و13 ألف منطقة حضرية، توصلت إلى أن انبعاثات النقل البري كانت مسؤولة عن نحو 252 ألف حالة ربو جديدة بين الأطفال خلال عام 2023 فقط، وهو ما يمثل خُمس إجمالي حالات الربو المرتبطة بتلوث الهواء بثاني أكسيد النيتروجين. ووفقا لـ«ميديكال إكسبريس»، تبرز التجربة الأوروبية كنموذج إيجابي يمكن الاقتداء به، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث النقل البري بنسبة 50 %، وحالات الربو الجديدة بين الأطفال بنسبة 70 % بحلول عام 2040، وذلك بفضل السياسات الصارمة المعمول بها حاليا مثل معايير انبعاثات Euro 6/VI وEuro 7 (وهي معايير أوروبية لتحديد الحدود المقبولة لانبعاثات العوادم من السيارات الجديدة التي تباع في الدول الأعضاء لاتحاد الأوروبي). لكن الباحثين يحذرون من أن هذه المكاسب الصحية ليست مضمونة، بل تتطلب التزامًا مستمرًا بتطبيق هذه المعايير وتطويرها. وتكشف الدراسة عن تفاوت صارخ في التأثيرات الصحية المتوقعة بين الدول المتقدمة والنامية. ففي الوقت الذي تشهد فيه الدول الأكثر تقدمًا تحسنًا ملحوظًا في المؤشرات الصحية، تواجه الدول الأقل نموًا خطر تضاعف الوفيات المبكرة وحالات الربو بين الأطفال خلال الفترة نفسها. وهذا التفاوت يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعاون دولي لضمان انتقال عادل نحو أنظمة نقل أكثر نظافة.

من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة
من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة

المدينة

timeمنذ 4 أيام

  • المدينة

من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة

طوَّر فريق من الباحثين، جهازًا قابلًا للارتداء، يتيح مراقبة مستمرَّة للقلب والرئتين لدى مرضى المستشفيات أثناء استراحتهم في السرير، مقدِّمًا بديلًا مبتكرًا للتصوير المقطعي المحوسب التقليدي.ويُثبَّت هذا الجهاز (يشبه الحزام) حول صدر المريض، ويستخدم الموجات فوق الصوتيَّة لإنتاج صور ديناميكيَّة عالية الدقَّة لأعضاء الصدر، ما يمنح الأطباء رُؤية مستمرَّة لوظائف القلب والرئتين وأعضاء أُخْرى، بدلًا من الاعتماد على صور منفصلة في أوقات متقطعة.ويعتمد الجهاز، الذي طُوِّر في جامعة باث بالتعاون مع شركة التكنولوجيا البولنديَّة «نيتريكس» على مصفوفة مستشعرات ناعمة توضع مباشرة على الجلد، وتستخدم تقنية التصوير المقطعي بالموجات فوق الصوتيَّة لتوليد صور آنية ومتابعة التغيُّرات في وظائف وبنية الأعضاء على مدى ساعات أو أيام.وحسب »ميديكال إكسبريس»، فيتيح هذا الابتكار مراقبة سريريَّة غير جراحيَّة للمرضى الذين يعانون من حالات مثل قصور القلب، والالتهاب الرئوي، أو ضائقة التنفس، ما يقلل الحاجة لنقل المرضى المتكرر إلى قسم الأشعة ويحد من تعرضهم للإشعاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store