
ماذا سيفعل ترامب إذا لم تعد إيران إلى التّفاوض واستأنفت التّخصيب "في غضون أشهر"؟
بصرف النظر عن النتائج التي أسفرت عنها الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، بات واضحاً أن حسم مسألة البرنامج النووي الإيراني التي ستبقى عالقة من دون اتفاق أميركي - إيراني، سيشكل استراتيجية الخروج للرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران.
ترجيح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية للتلفزيون السبت، أن تتمكن إيران من معاودة إنتاج اليورانيوم المخصب "في غضون أشهر"، برغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، ليس نبأً ساراً بالنسبة لترامب، الذي يصر على أن البرنامج النووي الإيراني "قد تراجع عقوداً".
يوحي كلام غروسي ضمناً، بأن الخيار العسكري وحده قد لا يكون كافياً لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، لا سيما أن تقارير إيرانية وغير إيرانية، تتحدث عن نجاح طهران في إخراج أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة من المنشآت المستهدفة، قبل الحرب، علماً أن ترامب يرفض الأخذ بهذا الاحتمال ويعتبره من صنع وسائل الإعلام المضللة.
ووسائل الإعلام نفسها في الولايات المتحدة وإسرائيل، تتحدث استناداً إلى صور بالأقمار الاصطناعية، عن عودة بعض النشاط الإيراني حول المنشآت التي تعرضت للقصف.
يعزز مثل هذا التطور، بمعزل عن صحته من عدمه، من وجهة النظر المؤيدة لضرورة معاودة المفاوضات الأميركية - الإيرانية في أسرع وقت ممكن، لأن عودة إيران للتخصيب تعني عودة أميركا وإسرائيل لتجديد الحرب، وفق ما يهدد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما أن عودة ترامب إلى استخدام نبرة تصعيدية حيال النظام الإيراني في اليومين الأخيرين، بعد خطاب مرن عقب وقف النار في 24 حزيران/ يونيو، تشي باعتزام الرئيس الأميركي تصعيد الضغوط القصوى على طهران. وهو كان واضحاً بإعلان عدوله عن احتمال رفع بعض العقوبات، وجدد حملته على مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لأنه أعلن "الانتصار" ولم يشكره على الجهود التي بذلها لإقناع نتنياهو بالتراجع عن استهدافه شخصياً، وصولاً إلى التهديد بقصف إيران مجدداً.
التردد الإيراني في الموافقة على العودة إلى المفاوضات في أقرب وقت، يجعل ترامب أمام مهمة غير منجزة، ويعرّض وقف النار الهش للسقوط، وينذر بتجدد الحرب، مع ما ستجره من اضطراب إقليمي على المدى البعيد، يهدد بزعزعة مبدأ ترامب القائم على فرض السلام من خلال القوة. أي اللجوء إلى التحرك منفرداً لتحقيق أهداف محددة، من دون التورط في "حروب أبدية".
ويرى ترامب أن النظام في إيران لم يعد يملك من أوراق الضغط ما يمكّنه من عدم الذهاب إلى اتفاق يتخلى بموجبه عن تخصيب اليورانيوم. فقد جعلت الحرب الأخيرة الحكم في أضعف وضعية منذ 1979، بينما القوى الحليفة له في المنطقة تميل إلى انتهاج أجندات محلية أكثر من الانخراط في معركة الدفاع عن إيران وفق ما كان عليه الأمر قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من حروب إسرائيلية. يصح هذا الوضع على العراق ولبنان وغزة واليمن، بينما سوريا صارت في المقلب الآخر تماماً.
هل يكفي هذا الواقع السياسي والعسكري الجديد في الشرق الأوسط، لدفع النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات والتسليم بالتخلي عن برنامجه النووي؟
حتى الآن، تتمسك إيران، برغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الحرب والتوازنات الجديدة التي فرضتها الحروب الإسرائيلية منذ 21 شهراً، بالشروط نفسها على صعيد حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مع مرونة حيال النسبة التي يمكن أن يتفق عليها مرفقة برقابة مشددة.
يحاذر النظام التنازل في هذه النقطة، لأنه يرى فيها نقطة الانهيار الفعلي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 33 دقائق
- الديار
حكومة إيران: لم نتخذ أي قرار بشأن المفاوضات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن 'مواقعهم النووية تضررت بشدة'، في أعقاب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وردا على ادعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إيران طلبت إجراء المفاوضات ومزاعمه بشأن التدمير الكامل للمواقع النووية الإيرانية، قالت مهاجراني: 'نعم، مواقعنا النووية تضررت بشدة، وقد أید العديد من المسؤولين ذلك'. وأضافت: 'كما أعلن الوزير والمتحدث باسم وزارة الخارجية، لم يعلن بعد عن موعد المفاوضات، ومن المحتمل ألا يكون قريبا جدا، ولكن لم يتخذ قرار بهذا الشأن'، مشيرة إلى أن 'الأعداء لا يعرفون إيران والإيرانيين لأنهم لا يمتلكون حضارتنا التي تمتد لآلاف السنين وأضافت أن هذا التراث الثقافي والثروة الحضارية يمنعاننا من السماح للعدو بأن يضع أدنى غبار على رداء قائد الثورة الإسلامیة وإلحاق أدنى أذى بسماحته'.


الميادين
منذ 37 دقائق
- الميادين
التدخل الأميركي المباشر في الحرب على إيران: دوافع وأهداف
لم يعد من الممكن مقاربة العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان وفق السياقات نفسها التي كانت صالحة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران يوم 13 حزيران/يونيو. فالموقف الأميركي الذي عبّر عنه ترامب في اليوم الأول للضربة، لناحية الثقة بالآلة الحربية الإسرائيلية وعدم الحاجة إلى المشاركة الأميركية المباشرة، بالإضافة إلى الثقة المفرطة التي أبداها لناحية حجم الضربة الأولى التي تلقتها إيران ويقينه بعدم قدرتها على المواجهة ودعوته لها للاستسلام غير المشروط، فقد قيمته بعد الوابل الصاروخي الإيراني الذي بدأ يسقط على "تل أبيب" ومدن الكيان الأخرى، بعد أقل من 18 ساعة من بدء الهجوم، مع الإشارة إلى فاعلية هذه الضربات ودقتها بما أكّد امتلاك الجمهورية الإسلامية لمعطيات دقيقة عن الداخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي الأميركي المشترك في مواجهة ترسانة مخيفة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. فالمسار الأميركي - الإسرائيلي الذي أمكن من خلاله توصيف الهجوم الأول كان يفترض توجيه ضربة سريعة قاسمة تتخطى مجرد إرباك القيادة الإيرانية لتؤدي إلى إخضاعه أو إسقاطه بسرعة قياسية. فمن خلال حجم الهجوم والأهداف، التي لم تكن محصورة بالمنشآت النووية بل تعدّتها لتطال مراكز القيادة والسيطرة والاغتيال الممنهج للقادة العسكريين والأمنيين من دون أن ننسى تعطيل الدفاع الجوي باستخدام وسائل جمعت بين قصف بواسطة الطائرات والمسيرات والصواريخ وبين تحريك مجموعات كبيرة على الأرض جرى تدريبها وتجهيزها وتنظيمها في الداخل الإيراني، بحيث تؤدي دوراً حاسماً في إثارة الفوضى وضمان إرباك الدولة الإيرانية، يمكن التقدير أن الأهداف الأميركية- الإسرائيلية لا ترتبط فقط بالحؤول دون امتلاك إيران قنبلة نووية، إذ يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال اتفاق تقني تتكفل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذه وإنما تتعداها لدفع الجمهورية الإسلامية إلى الاستسلام والخضوع للمشروع الأميركي- الإسرائيلي في المنطقة تحت تهديد تضييق الخناق العسكري والأمني عليها بما قد يؤدي إلى تحضير أرضية تساعد، إذا فشل الخيار العسكري المباشر، في تحضير الظروف التي قد تساعد في تحقيق هدف إسقاط النظام لاحقاً. بحسب المعطيات الميدانية، لم تؤدِ الضربة الأولى إلى تحقيق الغايات المرجوة أميركياً وإسرائيلياً، إذ نجحت الجمهورية الإسلامية في استعادة توازنها بعد نحو 12 ساعة، وبدأت ردها الممنهج بكلمة وجّهها المرشد الأعلى للشعب الإيراني ثم تلاها بدء عمليات إطلاق الصواريخ على الكيان الإسرائيلي وفق بنك أهداف محدد يدلل على جهد استخباري دقيق. وإذا كان الكيان الإسرائيلي أراد تحقيق أهدافه من خلال ضربة سريعة ومفاجئة يمكن بعدها الاعتماد على الإرباك الإيراني والهشاشة المفترضة في ردّه من أجل الدفع لتكريس واقع مناسب عنوانه استسلام الجمهورية الإسلامية، فإن الجانب الإيراني قد أظهر تماسكاً دلل على توقعه لهذا الهجوم، وأرسل إشارات أوحت إلى تخطيطه المسبق للرد على الضربات من خلال العمل سريعاً على إعادة ملء المراكز التي شغرت بسبب الاستهدافات الأمنية، وإظهار جهوزية وتخطيط لحرب استنزاف طويلة هدفها إغراق الكيان في دوامة من الصواريخ، وإظهار قدرة غير عادية على استيعاب الضربات التي يتلقاه في المقابل. اليوم 12:18 اليوم 12:14 وعليه، أظهرت المواجهة التي استمرت 12 يوماً عجزاً إسرائيلياً مزدوجاً؛ إذ مع الفشل الإسرائيلي في تنفيذ مخطط إسقاط النظام أو استسلامه، لم يكن يتوقع مدى سرعة الجانب الإيراني في استعادة تماسكه وذهابه لتنفيذ عملية دفاعية منظمة ظهرت على أنها نتاج تخطيط مسبق بالتوازي مع صدمته من القدرة التدميرية للصواريخ والمسيرات الإيرانية، وعدم فاعلية الدفاعات الجوية في تحييد خطرها. وإذا ربطنا هذا الواقع بإستراتيجية "الجيش" الإسرائيلي في إدارة معاركه، والتي بات من الممكن تعريفها بالقدرة على الحسم السريع وحصر ساحة العمليات في أراضي العدو وعدم الغرق في استنزاف يطال أراضي الكيان لفترة طويلة، فإن الحرب الحالية مع الجمهورية الإسلامية ستشكل فشلاً ذريعاً للتطبيق العملي لهذه الإستراتيجية التي تبناها وعمل عليها منذ عام 2015. فعلى الرغم من الإنجازات التي ادّعى الكيان الإسرائيلي تحقيقها لناحية الضربات الدقيقة التي اعتقد أنها ستكون كفيلة بإخضاع النظام وانتزاع أدوات القوة التي يمتلكها، خصوصاً لناحية تركيزه على إطباق هيمنته على الأجواء الإيرانية وادّعاء تدميره الجزء الأكبر من منصات الإطلاق والمخازن والقدرات التصنيعية للصواريخ، أبدت الجمهورية الإسلامية صلابة وقدرة على امتصاص الضربات عكستا قوة النظام وقدرته على تحويل المعركة من معركة خاطفة إلى معركة استنزاف أدخلت الكيان في دائرة الخوف من فشل قادته في بلورة إستراتيجية للخروج من المعركة، وبالتالي فقدانه زمام المبادرة في تقرير المسار المناسب، إن كان على مستوى إستمرار المعركة أو إنهائها، فقد ظهر واضحاً أن المستوى العسكري الإيراني قد بدأ منذ الأيام الأولى للعدوان باختبار مناورات إطلاق صواريخ جرى التحضير لها مسبقاً بما يؤكد إصراره على إدارة المعركة بالطريقة التي تناسبه. وعليه، يمكن اعتبار النتيجة غير المرضية للهجوم الإسرائيلي والرد الإيراني دافعاً لتغيير إستراتيجية الولايات المتحدة في إدارة المعركة. فإذا كان التحليل السائد يفترض إدارة الولايات المتحدة لهذه المعركة من ناحية المساعدة الفاعلة في جمع المعلومات وإقامة جسر جوي لإمداد الكيان بما يحتاجه من ذخيرة وتأمين الحماية للكيان عبر دمج الدفاعات الجوية الأميركية المتمركزة في العراق والأردن ودول الخليج، وكذلك تلك التي تم استقدامها على متن البوارج إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر، فإن ذلك كان يفترض تقدير الولايات المتحدة أن ذلك كافٍ لتحقيق أهداف الحرب على الجمهورية الإسلامية. وعليه، بعد أن لمست الولايات المتحدة تمكن الجمهورية الإسلامية من امتصاص صدمة الضربة الأولى وشعور الكيان بأنه قد أُدخل في حرب استنزاف غير محددة زمنياً، ذهبت الولايات المتحدة في اتجاه محاولة أخذ المعركة إلى بُعد مختلف من خلال دخولها المباشر في عملية هجومية استخدمت فيها درّة قدراتها التدميرية عدّت بعدها أن مهمة تدمير البرنامج النووي الإيراني قد أُنجزت، وأن الظروف الحالية باتت مناسبة لوقف الحرب. في هذا الإطار، يمكن بالاستناد إلى تقييم أولي للمخابرات الأميركية كشفت عنه الـ"سي إن إن"، حيث خلص إلى أن الضربات قد أخرت البرنامج لبضعة أشهر فقط، وأن الإعلان عن تحقيق الأهداف من الحرب على إيران ليس حقيقة إستراتيجية، وإنما مجرد رغبة أو إعلان يستهدف وقف المعركة. وحتى لا نغوص في الفرضيات التي تحاول سبر حقيقة من تمكن من جر الآخر إلى هذه المغامرة، رغم إيماني بأن إدارة ترامب هي العقل المدبر لمخطط ضرب إيران، فإن السيناريو الذي انتهت المعركة وفقه يؤكد تقاطع كل من نتنياهو وترامب حول الأهداف نفسها والخلاصات نفسها، إذ يمكن اعتبار التدخل الأميركي الهجومي محاولة لتقييد آليات الإستراتيجية الإيرانية لإدارة المعركة بمجموعة من المحاذير التي عبّرت من خلالها الولايات المتحدة باستعدادها لتصعيد من دون أفق من أجل دفع إيران إلى القبول بوقف إطلاق النار والتقليل من قيمة الإنجاز الإيراني، وذلك عبر الدخول في مواجهة بين سرديات متناقضة في تقديرها لنتائج المعركة وتجنيب الجانب الإسرائيلي مرارة الاعتراف بالفشل في تحقيق الأهداف التي أعلنها نتنياهو يوم 13 حزيران/يونيو.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
صراع العمالقة.. ترامب يدفع ماسك للرحيل إلى جنوب أفريقيا
طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم فكرة أن تقوم "إدارة الكفاءة الحكومية" — المعروفة اختصارًا بـ DOGE — بمراجعة الدعم الفيدرالي الموجه إلى شركات إيلون ماسك مثل تسلا وسبايس إكس. وأوضح ترامب، عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن ماسك "ربما يحصل على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ" وأن حذف هذا الدعم قد يضطره إلى "وقف أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا"، مما سيوفر "ثروة طائلة" للخزانة الأمريكية. في الأثناء، شدد ترامب على ضرورة محاسبة DOGE لأي دعم حكومي مخصص لشركات ماسك، بما في ذلك إنتاج السيارات الكهربائية، إطلاق الصواريخ، والأقمار الصناعية. خلفية الصراع كانت العلاقة بين ترامب وماسك قد بدأت بشكل تحالفي، حيث دعم ماسك حملة ترامب الانتخابية في 2024، وشغل لاحقًا منصبًا قياديًا في DOGE. لكن منذ طرح مشروع القوانين الضخمة للضرائب والإنفاق العام ("Big, Beautiful Bill")، بدأ التوتر يتصاعد، مع انتقادات متبادلة حادة: ماسك اعتبارًا لها "انتحار سياسي" وترامب ردًّا بمهاجمة الدعم الحكومي الذي تلقته شركات ماسك. حجم الدعم الحكومي وأشار تحليل صحفي إلى أن ما مجموعه قدر بحوالي 20 إلى 38 مليار دولار من عقود، قروض، إعفاءات وإعانات لعدة شركات ماسك خلال السنوات الماضية. وحسب تقارير سابقة، تلقت تسلا وحدها أكثر من 2.8 مليار دولار فقط في شكل دعم حكومي. وجاء رد فعل الأسواق سريعًا، حيث انخفضت أسهم تسلا بنسبة نحو 5% في التداولات قبل فتح السوق بعد تصريحات ترامب حول خصم الدعم. التحليل والتوقعات