السلام الضائع
سبعة واربعون عاما مرت على السلام الذي أسسه الرئيس السادات. وكانت بداياته في منطقة كامب ديفيد في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الامريكية، في ١٧ سبتمبر عام ١٩٧٨، حيث وقع كل من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية وضمانة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، فقد تم التوقيع على اتفاقيتين هما: للسلام في الشرق الأوسط، ومعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، والتي تم التوقيع عليها في ٢٦ مارس ١٩٧٩. وطوال هذه السنوات حافظت مصر على التزاماتها طبقا لنصوص المعاهدة، ومن جانبها كانت تحرص الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الوفاء بالتزاماتها وعدم خرق الاتفاقية.
لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو عبر ممارساتها العنصرية وحربها الجنونية في غزة وقتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وأخيرا خرقها للسلام وتواجد جيشها في محور فيلادلفيا الحدودي، والمعروف انه منطقة عازلة بين الدولتين. وتكون إسرائيل قد انتهكت فعليًا معاهدة السلام.
كان الرئيس السادات قد عرض مبادرته بلسان عربي فصيح، وخطاب تاريخي بليغ بلغة وأسلوب يندر وجود مثله، وضح فيه الرئيس السادات الخطوط العريضة للسلام والفلسفة التي يستند عليها، أمام الكنيسيت الإسرائيلي يوم 20 نوفمبر 1977. في سابقة تاريخية غير مسبوقة، حيث فاجأ العالم بشجاعة نادرة وأعلن امام مجلس الشعب المصري عن رغبته في زيارة إسرائيل، وعقد سلام معها.
رغم مضي أكثر من عامين، ما بين إطلاق المبادرة التاريخية وعقد معاهدة السلام مضى عامان في مماطلات ومماحكات اسرائيلية وخوف من السلام، غير أن الرئيس السادات خلالها بدل وغير ثلاثة وزراء للخارجية، غير أن تصميم السادات وامريكا على ضرورة إحلال السلام، اجبرا اسرائيل على الانصياع للسلام، وتوقيع المعادة التي ظلت اليوم اطارا للسلام الشامل بين دولتين متقاتلتين.
صحيح أن الأصوات المعارضة للسلام كانت صاخبة وحادة وتأثيرها واضح، سواء في الدول العربية أو في داخل مصر، ودفعت مصر ثمنا غاليا، حيث تمت مقاطعتها، ومقاطعة مؤسساتها ومنظماتها في الدول العربية، وتم نقل جامعة الدول العربية من القاهرة الى تونس كعقوبة على مصر لتوقيعها معاهدة السلام، وتشكلت جبهة عربية سميت بجبهة الصمود والتصدي تزعمتها العرق وسوريا وليبيا وبعض الدول العربية، وقطعت دول الخليج دعمها الذي تقرر بموجب مؤتمر القمة العربي في السودان عام 1968.
السلام حالة مطلوب للعالم للتوقف عن استخدام آلة الحرب والتدمير التي اخترعتها البشرية من قديم الزمان. والتي أصبحت تدمر بدقة متناهية. عن بعد وبالريموت، وباستعمال الزكاء اصناعي ولا تحتاج لمجهود لتشغيلها.
السلام ليس مجرد رؤية نبيلة للإنسانية، بل هو دعوة للعمل. ويمكن لكل واحد منا أن يعالج الانقسامات وأن يحتضن السلام والتفاهم. كما يمكننا أن ندعو عائلاتنا ومجتمعاتنا إلى أن تحذو حذونا. تحدثوا وتعلموا ومارسوا الاحترام واحتضنوا التنوع واحتجوا على الظلم. كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه.
في عالم اليوم المليء بالانقسامات، من الضروري أن يتردد صدى الدعوات الصريحة للسلام بشكل أعلى من أي وقت مضى. هناك العديد من الطرق للتحدث من أجل السلام ويمكن للجميع أن يكونوا جزءًا من المحادثة. افتح باب حوار على الإنترنت وخارجها حول الحاجة الملحة إلى التفاهم واللاعنف ونزع السلاح. استخدم صوتك وكلماتك للتصدي للكراهية ومناصرة السلام. انضم إلى حركة السلام يجب أن يبدأ الآن، التابعة للأمم المتحدة وشاركوا قصص الأمل الملهمة.
هناك أمران مهمّان في هذا السياق: الأول، أن تقود الولايات المتحدة خطوات جدّية للسلام، لأن المنطقة عانت من إفشال كل خطط السلام، ولم تستفد من أي فرص يمكن أن توفرها. والآخر، أن البحث عن السلام يجب أن يعيد الاعتبار إلى القانون الدولي الذي تكاد الحروب والانتهاكات أن تفرغه من أي معنى.
هاشتاغز
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
مصرس
منذ 7 دقائق
- مصرس
إعلام إسرائيلي: مروحيات عسكرية تجلي مصابين في "حدث أمني خطير" وسط غزة
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن وسائل إعلام عبرية، أن مروحيات عسكرية إسرائيلية نفذت عملية إجلاء لعدد من المصابين من وسط مدينة غزة، وذلك على خلفية حدث أمني خطير لم تُكشف تفاصيله حتى اللحظة. ووصفت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال العملية بأنها استثنائية من حيث التوقيت والموقع، ما يشير إلى احتمالية وقوع اشتباكات مباشرة أو انفجار عبوة ناسفة أو كمين للمقاومة داخل المناطق التي تسلل إليها الجيش الإسرائيلي.أونروا تطالب برفع الحصار عن غزة ووقف المجاعة: الوضع الإنساني لا يحتملإعلام إسرائيلي: سقوط قتلى من قوات الاحتلال في كمين محكم وسط غزة المقاومة تُصعد من تكتيكاتها الميدانيةويُرجح مراقبون أن يكون الحدث الأمني ناتجًا عن كمين نفذته فصائل المقاومة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة، لا سيما في المناطق الشرقية والوسطى من مدينة غزة، والتي تشهد نشاطًا مكثفًا لعناصر المقاومة المسلحة.وتأتي هذه التطورات بعد إعلان سابق عن سقوط قتلى من جنود الاحتلال في كمين محكم، ما يزيد من ترجيح فرضية تعرض وحدة عسكرية إسرائيلية لهجوم منظم.الوضع الإنساني يتدهور تحت القصف المتواصلفي موازاة التصعيد الميداني، يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق متفرقة من القطاع، بما في ذلك:المناطق السكنية المكتظةالمرافق الطبيةمراكز إيواء النازحينوذلك وسط تحذيرات من انهيار كامل في القطاع الصحي والبيئي بسبب الحصار المستمر ونقص الإمدادات الأساسية.
أهل مصر
منذ 7 دقائق
- أهل مصر
وثائق بريطانية تدعي: السادات عرض دعمًا عسكريًا وإعلاميًا على المعارضة الإيرانية لإسقاط حكم الخميني
كشفت وثائق بريطانية رُفعت عنها السرية أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات، قد عرض دعمًا عسكريًا وإعلاميًا على المعارضين الإيرانيين في المنفى، وذلك بهدف الإطاحة بنظام آية الله الخميني في إيران، وذلك في عام 1981، أي بعد عامين فقط من انتصار الثورة الإيرانية. ووفقًا للوثائق التي راجعتها وزارة الخارجية البريطانية، فقد التقى السادات بشابور بختيار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، خلال زيارة قام بها إلى باريس، حيث استمر اللقاء 55 دقيقة، عبّر خلاله السادات عن دعمه لتحركات بختيار ضد النظام الثوري، وعرض عليه استخدام محطة إذاعية في الإسكندرية أو تسهيلات عسكرية مصرية كوسيلة للمساعدة. لكن بختيار أبدى تحفظًا على البعد الجغرافي لمصر عن إيران، وصرّح بأنه يأمل في الحصول على دعم إضافي من دول أخرى، مثل تركيا. وأكد أحد مساعدي بختيار أن لديهم شبكة تنظيمية قائمة على نظام الخلايا، وتتمتع بدعم متنامٍ داخل إيران، يشمل ضباطًا في الجيش والقوى الجوية، فضلًا عن دعم من بعض رجال الدين المعتدلين. ورغم محاولة المجموعة النأي بنفسها عن نظام صدام حسين، فإن الوثائق لاحقًا كشفت عن حصول بختيار على تمويل كبير من العراق، وصل إلى مليوني دولار شهريًا، ما أثار استياء بعض حلفائه الذين اتهموه باستخدام الأموال لمصالحه الخاصة. وقد عبّر دبلوماسيون بريطانيون عن شكوكهم تجاه فعالية المعارضة الإيرانية في المنفى، معتبرين أن نظام الخميني أو شبيهًا به سيظل قائمًا لفترة طويلة.
أهل مصر
منذ 7 دقائق
- أهل مصر
رئيس الوزراء يتفقد مشروع إنشاء محور السادات "كوبري 45" بالإسكندرية
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، مشروع إنشاء محور السادات "كوبري 45"، وذلك خلال جولته بمحافظة الإسكندرية اليوم لتفقد عدد من المشروعات التنموية والخدمية. وفي مستهل التفقد، أوضح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن هذا المشروع ينفذه الجهاز المركزي للتعمير التابع لوزارة الإسكان، من خلال جهاز تعمير الساحل الشمالي الأوسط، مؤكدا أن مشروع إنشاء كوبري 45 يأتي تنفيذه في إطار مُخطط تطوير منطقة شرق الإسكندرية، وتتمثل أهميته في كونه يربط عددًا من المحاور الرئيسية. ولفت وزير الإسكان إلى أنه قد وجه بتسريع العمل بمشروع إنشاء الكوبري، والتواجد الميداني والتنسيق الدائم مع الجهات المختصة لسرعة الانتهاء من المشروع؛ نظرا لأهميته في تسهيل حركة المرور، وتقليل الازدحام والوقت، وربط المناطق ببعضها البعض. قائلا: سيتم توفير منطقة مسطحات خضراء تضم أنشطة ترفيهية، بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع، لتسهم في تحسين الرؤية البصرية بمحيط المشروع. فيما أشار الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، إلى أن مشروع إنشاء كوبري 45 يعد ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية بالمحافظة، منوها إلى أن الكوبري يتكون من أربع اتجاهات، الأول باتجاه شارع السادات (45)، والثاني باتجاه الساحلي الدولي، والثالث باتجاه ميدان الساعة، والرابع باتجاه المعمورة، ويهدف إلى تسهيل حركة المرور. وقدم اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، شرحًا حول أعمال الإنشاءات بالمشروع ومكوناته، موضحًا أن إجمالي أطوال محور السادات "كوبري 45" يبلغ حوالي (2,6) كم، ويصل إجمالي اتجاهات الحركة إلى 12 حارة مرورية (3 حارات مرورية بكل اتجاه "مستوى")، المستوى الأول يربط بين شارع السادات في اتجاه الطريق الدولي الساحلي، والمستوى العلوي يربط من الطريق الدولي الساحلي إلى شارع السادات مع الربط في اتجاه ميدان الساعة. ونوه أيضا إلى أن المشروع يشمل موقف سيارات سعة 100 سيارة بمساحة 6500 متر مربع أسفل الكوبري تجاه الدولي الساحلي، وموقف سيارات سعة 60 سيارة بمساحة 4 الاف متر مربع تجاه شارع محمد أنور السادات (45). ولفت رئيس الجهاز المركزي للتعمير إلى أن شارع السادات (45) يعد أحد أهم المحاور المرورية بالإسكندرية، كما يربط المدينة بالطريق الدولي الساحلي والطريق الزراعي عند التقاطع مع شارع "مصطفى كامل" ومحور "المحمودية"، ويعد أيضا المدخل الرئيسي لشرق مدينة الإسكندرية وطريق الكورنيش. وأوضح اللواء محمود نصار أن مشروع إنشاء كوبري 45 يعظم الاستفادة من نفق وكباري السادات للسيارات والمشاة بمنطقة تقاطع شارع محمد أنور السادات مع طريق الكورنيش الذي قام بتنفيذها جهاز تعمير الساحل الشمالي الأوسط وتم افتتاحها رئاسيا في شهر يونيو 2023. وقال اللواء طارق موافي، رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الأوسط، إنه في ضوء ذلك، يعد المشروع من أهم مشروعات الطرق التي يتم تنفيذها بالمحافظة، حيث يعمل على حل مشكلات الاختناقات المرورية في منطقة تقاطع شارع محمد أنور السادات مع شارع مصطفى كامل، وتقليل أزمنة الرحلات بين الطريق الزراعي والطريق الدولي الساحلي جنوب مدينة الإسكندرية وشرق وغرب المدينة. وفي ختام التفقد، أشاد رئيس الوزراء بالجهود التي تتم لتنفيذ محور السادات "كوبري 45"، موجهًا بتسريع الأعمال بالمشروع، لأهميته في تسهيل حركة الأفراد والتيسير على المواطنين ودعم السياحة بالمدينة.
