
مشاهير يدفعون بعالم سباقات القوارب الكهربائية إلى الواجهة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عادة ما يجتمع الممثل الأمريكي النجم ويل سميث، والرياضيان الأمريكي توم برادي، والإسباني رافائيل نادال، لإجراء مكالمة عبر تطبيق "Zoom"، إذ أنه في عالم سباقات "E1" الزاخر بالنجوم، يُعدّ هذا الأمر اجتماعًا دوريًا لأصحاب الفرق.
في عام 2024، انطلقت سلسلة "E1" كأول بطولة على الإطلاق لسباقات القوارب الكهربائية بالكامل، وهي مموّلة جزئيًا من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وتضم تسعة فِرَق يقودها نخبة من أشهر نجوم الرياضة والترفيه.
تضم قائمة أصحاب الفرق في السلسة لاعبين بارزين في رياضات منها كرة القدم الأمريكية، والتنس، والكريكيت، وكرة القدم، وكرة السلة.
مع ذلك، بالنسبة للرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك الإيطالي لسلسة "E1"، رودي باسو، فإن سمعة هذه الشخصيات ليست وحدها ما يجعل السباق يتمتع بقيمة كبيرة لهذه المنصة الناشئة للرياضة والترفيه، بل يشمل أيضًا متابعيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يصل عددهم إلى 1.1 مليار متابع.
على سبيل المثال، حضر سميث أحدث فعاليات "E1" في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير/شباط، وشارك لقطات من فعاليات نهاية الأسبوع في جزيرة اللؤلؤة مع متابعيه البالغ عددهم 69.6 مليون على موقع "إنستغرام".
انتهى المطاف بفريقه " Westbrook Racing"، في المركز الرابع، بينما حقق نادال فوزه الأول في السلسلة، متقدمًا على فرق بقيادة الـ"دي جي"، ستيف أيوكي، ونجم كرة القدم، ديدييه دروغبا.
وقال باسو لـ CNN: "كجزء من اتفاقنا، يجب عليهم نشر المحتوى قبل السباق، وخلاله، وبعده".
وأضاف: "هذا العدد الهائل من المتابعين (على وسائل التواصل الاجتماعي) لهذه الرياضة حديثة العهد هو رقم مذهل، ونعلم من تجربتنا أنّه من بين جميع المنصات الرياضية الأخرى، استغرق الأمر ما بين خمس إلى عشر سنوات للوصول إلى مستوى قريب من مؤشرات الأداء الرئيسية هذه".
أسّس باسو، المهندس السابق في وكالة "ناسا" الفضائية وسباقات "فورمولا 1"، سلسلة "E1" إلى جانب رئيس مجلس إدارتها، أليخاندرو أغاغ، السياسي الإسباني الذي تحول إلى رائد أعمال، وأطلق بطولة "فورمولا إي" للسيارات الكهربائية بالكامل عام 2014.
استثمر أغاغ لاحقًا في شركة ناشئة تُدعى "Seabird Technologies" تهدف إلى بناء قوارب تجمع بين الدفع الكهربائي وتقنية الأجنحة المائية، وتستخدم هياكل تشبه الأجنحة أسفل الهيكل.
في عام 2020، وعند بحثه عن شخص لمساعدته في تحقيق هذه الرؤية، تواصل أغاغ مع باسو، الذي أشرف على تطوير بطارية "ليثيوم أيون" يمكنها تشغيل سيارة "فورمولا إي" طوال السباق من دون الحاجة إلى التوقف، وذلك أثناء عمله كمدير لرياضة السيارات في شركة "McLaren Applied" التكنولوجية.
جاء رد باسو في اليوم التالي على شكل اقتراح، إذ قال آنذاك: "لماذا لا نبتكر سباق فورمولا 1 كهربائية ولكن على الماء"؟
وأكّد باسو: "لا أندم على تلك الأيام (في فورمولا 1)". ولكن في الوقت ذاته، أدركتُ أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على مصدر طاقة واحد فقط أي الوقود".
بعد تأمين تمويل صندوق الاستثمارات العامة، وبعد أكثر من ستة أشهر بقليل، انتقل التركيز إلى عملية ابتكار مركبة رياضية، وهنا جاء دور قارب "RaceBird" من "Seabird"، الذي يستطيع الوصول إلى سرعات تبلغ 93 كيلومترًا في الساعة.
استوحت مؤسِّسة "Seabird"، صوفي هورن، تصميم القارب الذي يبلغ طوله 7 أمتار من انسياب الطيور عبر الماء.
صُمِّم القارب ليُقلل بشكل ملحوظ من آثار الأمواج أثناء التسابق، وذلك باستخدام أجنحة مائية ترفع الهيكل فوق الماء عند تجاوز سرعة 31 كيلومترًا في الساعة.
رأى باسو، الذي يعتقد أن هذه التقنيات ستُصبح حجر الأساس للنقل البحري المستدام، أنّ تقليل الأمواج قد يُحدث "تأثيرًا هائلاً" في الحد من تآكل المناطق الساحلية.
لكن قد تُقوَّض هذه الأهداف البيئية بسبب انبعاثات الكربون المرتبطة بنقل الأشخاص والمعدات إلى كل سباق.
تحديات لوجستية..ماذا يحصل خلف كواليس سباقات "فورمولا 1"؟
على سبيل المثال، تستخدم فرق "فورمولا 1" بانتظام السفر الجوي لنقل ما يصل إلى 4 آلاف موظف، و25 طنًا من البضائع الأساسية إلى مواقع السباق.
لكن، أشار باسّو إلى أنّ ما بين 2% و5% فقط من إجمالي الشحن الخاص بعطلة نهاية أسبوع سباق "E1" يتم نقله جوًا، بينما تُنقل الكمية المتبقية عبر الشحن البحري أو البري، مضيفًا أنه تم تقليص عدد الموظفين الذين يسافرون بالطائرة بنسبة 20% مقارنة بالموسم الافتتاحي.
لا تزال هناك حاجة لإثبات مستقبل البطولة على المدى الطويل، خصوصًا بعد النهاية المبكرة للموسم الافتتاحي، حيث لم يتم إقامة ثلاثة أحداث كانت مدرجة ضمن الخطط الأصلية، كما تم تقليص تقويم هذا العام من سبعة سباقات مُخطط لها إلى خمسة فقط.
يُعتبر أسلوب الحياة "أولوية قصوى" بالنسبة لباسو عندما يتعلق الأمر بسلسلة "E1"، إذ تُعدّ مشاركة المشاهير عاملاً رئيسيًا في ترسيخ هذه الرياضة كتجربة مميزة تتمتع بضيافة راقية في بعض أفخم وجهات العالم.
بالنسبة لتلك الوجهات، تُمثّل هذه الرياضة أيضًا فرصة لإثبات مكانتها على الخريطة الرياضية.
ورأت قطر، التي استضافت كأس العالم لكرة القدم 2022، أنّ شراكتها مع سلسلة "E1" سوف "تُثري المشهد الرياضي في البلاد بشكلٍ أكبر"، في ظل "استمرارها في تعزيز بنيتها التحتية الرياضية واستضافة البطولات الرياضية الدولية الكبرى"، وفقًا لما ذكره الرئيس التنفيذي لهيئة السياحة القطرية، عبد العزيز علي المولوي، في بيان صحفي.
وقال باسو: "لا بدّ لي من أن أقرص نفسي عندما أشارك في مكالمة عبر تطبيق زوم مع توم برادي، ومارك أنتوني، وديدييه دروغبا، ورافائيل نادال، وويل سميث، وفيرات كوهلي، وآخرين".أما القائمة الحالية لمالكي الفرق فلا تضم رجالاً فقط، حيث أعرب باسو عن ثقته في الإعلان عن أول مالكة فريق قبل نهاية الموسم في مدينة ميامي الأمريكية خلال نوفمبر/تشرين الأول، مشيرًا إلى أن هناك محادثات جارية مع خمس مرشحات.
"صنعنا التاريخ معًا".. لويس هاميلتون يوّدع "مرسيدس" بعد إحدى أكثر القصص شهرة في تاريخ "الفورمولا 1"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك". عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل. خلال مقابلات عفوية في الشارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب". قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد". اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات. نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن. التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء. لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي". في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته. لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم. انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية. وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا". ألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا. أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية. بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية. وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل. لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا. بدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية". من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر. لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية. وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية". أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة. يتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا. عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا. A post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza) مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه "القُبلة" بفارغ الصبر يستطيع بيليزا قول عدّة عبارات بأكثر من 40 لغة الآن، ولكنه لا يزال يتلعثم أحيانًا، وفقًا لما قاله، إذ شرح: "اللغة العربية صعبة عليّ، وخاصةً من ناحية النطق. كما أنّ لغات جنوب شرق آسيا، مثل الفيتنامية، والتايلاندية، تُشكّل تحديًا خاصًا". رُغم ما توحي به مقاطع الفيديو التي ينشرها، إلا أنّه لا يعتبر نفسه موهوبًا بشكلٍ طبيعي، حيث أوضح: "في الواقع، لم أكن أحبّ تعلم اللغات في المدرسة. لم أجد دافعًا حقيقيًا إلا بعد رحلتي إلى أيرلندا".يعمل بيليزا، بالتعاون مع مصوره ومدير أعماله الحالي على تطوير منصة لتعلم اللغات تُسمى " Zero to Fluent"، وهي مصممة لجعل تعلم اللغات أكثر متعة وسهولة. على المدى البعيد، يحلم الشاب بالسفر حول العالم، وتسليط الضوء على اللغات والثقافات من خلال مقاطع فيديو قصيرة ومشاريع قصصية سردية أعمق. وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقضي المصورة البريطانية روزي لاغ غالبية وقتها مع والدتها هايلي تشامبيون. قالت لاغ لـCNN: "والدتي هي أفضل صديقة لي. نتناول الفطور معًا، نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معًا، نخرج في نزهات معًا، ونتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبًا". لذلك، عندما بدأت لاغ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، التخطيط لمغامرة سفر مدتها ثلاثة أشهر إلى جنوب شرق آسيا، وهي أول رحلة طويلة لها مع حبيبها، شاركت أفكار السفر فورًا مع والدتها. بدورها، بدأت والدة لاغ تتحدث عن ذكرياتها خلال فترة إقامتها في تايلاند وماليزيا، حيث عملت لفترة في منتصف فترة التسعينيات. وأخبرت ابنتها أن لديها مجموعة من الصور من تلك الفترة، مخبأة داخل صندوق في مكان ما بالمنزل. شجعتها لاغ للبحث عن الصور، إذ كانت مهتمة بذلك جزئيًا كمصورة، خاصة أنها أحبت أيضا فكرة إلقاء نظرة على سنوات شباب والدتها وقصة الحب التي جمعت بين والديها. علمت لاغ أن والدتها ووالدها التقيا خلال فترة التسعينيات أثناء تدريسهما لرياضة الغوص في ماليزيا، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن تلك الفترة من حياتهما هناك. وتتذكر قائلة: "أخذتني أمي في جولة بين جميع صور الأفلام التي تحتفظ بها في العلّية". وكانت قد التقطت الصور باستخدام كاميرا "Olympus mju"، وهي كاميرا فيلم صغيرة فضية اللون طُرحت للبيع لأول مرة في عام 1991، وكانت تشامبيون تحملها في حقيبتها بالعقد الذي تلى ذلك. وقد شهدت هذه الكاميرا نهضة في موقع "eBay" خلال السنوات الأخيرة، لكن لاغ وقعت في حب صور والدتها التي التقطتها بهذه الكاميرا في أوائل العشرينيات من عمرها، حيث كانت تبتسم للكاميرا، وتتناول الزلابية، وتستكشف الأسواق، وتسير على الشواطئ الرملية. كانت تلك الصور بمثابة نافذة رائعة تطل بها على حياة والدتها ورحلاتها قبل ثلاثة عقود. التقوا بإجازة في المكسيك.. 3 أصدقاء يعيدون إنشاء صورة عمرها 30 عاما لكن، ما أثار دهشة كل من الأم والابنة في ذلك اليوم، هو الشبه الكبير بينهما كأم وابنتها. بينما كانت تتصفح الصور، تشكلّت فكرة في ذهنها، حيث التفتت إلى والدتها وقالت: سيكون من الرائع لو تمكنت من إعادة إنشاء هذه الصور". وقد ترسخت هذه الفكرة عندما اكتشفت تشامبيون أنها ما زالت تحتفظ بالكاميرا القديمة، رغم أنها توقفت عن استخدامها منذ وقت طويل لصالح هاتفها الذكي. وهكذا، وضعت لاغ الكاميرا التي مضى عليها 30 عامًا داخل حقيبة ظهرها، واستقلت طائرتها إلى تايلاند. وصلت لاغ إلى جنوب شرق آسيا وهي تحمل الكاميرا القديمة، وصور والدتها المحفوظة في هاتفها، ومن دون أي خطة واضحة، بدأت رحلتها في إندونيسيا، إذ كانت تخطط لاستكشاف كل من سنغافورة، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، والفلبين. لم تكن لاغ تمتلك المواقع الدقيقة التي التُقطت فيها صور والدتها في التسعينيات. وبدلًا من محاولة العثور على الأماكن ذاتها، قررت لاغ أن تبحث فقط عن أماكن تُشبه تلك التي تظهر بصور والدتها. كانت تريد أن تركز أكثر على التقاط لحظة مماثلة في الزمن. على سبيل المثال، ظهرت تشامبيون بإحدى الصور من التسعينيات، وهي تمشي مبتعدة عن الكاميرا على شاطئ رملي فارغ، إذ تعتقد أن هذه الصورة التقطت في جزيرة "Ko Phi Phi Don" التايلاندية. بعد ثلاثة عقود، وجدت لاغ نفسها جالسة على شاطئ "Selong" بجزيرة لومبوك في إندونيسيا، تنظر إلى الأفق. ولاحظت أن خط الساحل كان مشابها لذلك الموجود في صورة والدتها. رغم أن جزيرة "Ko Phi Phi Don" تبعد حوالي 2،600 كيلومتر عن لومبوك، شعرت لاغ أن هناك تشابهًا جماليًا بينهما يستحق التوثيق. 4 صديقات يعدن إنشاء صورة التقطت لهن أثناء إجازة في عام 1972 كان لون السماء أزرق بشكل مشابه، كما أنها شعرت بالسعادة الهادئة التي بدت بالصورة الأصلية. قامت لاغ بضبط زاوية التصوير، ثم سلّمت الكاميرا إلى حبيبها، وبدأت تمشي مبتعدة عن الكاميرا، تمامًا كما فعلت والدتها في الصورة من التسعينيات. نظرًا لطبيعة التصوير الفوتوغرافي على الفيلم، لم يكن بوسع لاغ أن تفكر كثيرًا في النتيجة، إذ أن شريط الفيلم يحتوي على 36 صورة فقط، إذ تذكرت موضحة: "كل صورة التقطناها كانت بمحاولة واحدة فقط". وأضافت أن هذا القيد كان جزءًا من مشروعها لإعادة إنشاء صور والدتها. بعد حوالي عقدين..طيار وابنته يعيدان إنشاء الصورة ذاتها بقمرة القيادة في لحظة "رائعة" في وقت لاحق من رحلتها، أثناء وجودها في الفلبين وفيتنام، قامت لاغ بتحميض بعض الصور التي التقطتها، وشاهدت لأول مرة صورها المعاد تجسيدها. وقد أسعدتها النتائج كثيرًا، وأرسلت بعض الصور إلى والدتها في المملكة المتحدة. لفتت لاغ إلى أن والدتها أحبت الصور، ولم يكن الشبه بينهما يومًا بهذا الوضوح. عند وضع الصور جنبًا إلى جنب، كان من الصعب أحيانًا التمييز ما إذا كانت الصورة للاغ أم لوالدتها تشامبيون، وما إذا كانت التُقطت في عام 1994 أم عام 2024. وأكدّت لاغ: "كان من الممتع جدًا إعادة تجسيد الصور ورؤية مدى التشابه بيننا في الواقع".