logo
"ناشيونال إنترست" الأمريكية: طلقة الحوثيين الأخيرة على دونالد ترامب

"ناشيونال إنترست" الأمريكية: طلقة الحوثيين الأخيرة على دونالد ترامب

نشرت مجلة 'ناشيونال إنترست' الأمريكية تقريرا بعنوان: 'طلقة الحوثيين الأخيرة على دونالد ترامب'، أوضحت فيه أن ما يجري في الشرق الأوسط اليوم ليس مجرد تغيرات سياسية عابرة، بل هو انحسار لامعنى له عنوانه الولايات المتحدة الأمريكية، وصعود لنظام إقليمي جديد يخضع لمنطق مختلف تمامًا.
ما حدث من إطلاق صاروخ من قبل الحوثيين أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية لم يكن عملًا عسكريًا تقليديًا فقط، بل كان رمزًا صريحًا لإعلان نهاية هيمنة واشنطن في المنطقة.
في اللحظة التي كان فيها ترامب يلتقي العائلة المالكة السعودية ويُحيط نفسه بزخم إعلامي ضخم، أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى من اليمن. مرّ الصاروخ فوق الأجواء السعودية، مُصوَّرًا عبر مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتجه نحو إسرائيل. كانت هذه الإشارة واضحة: لا وجود بعد الآن لسلطة أمريكية تمنع خصومها من التصرف بجرأة تحت أنظارها.
ولم يكن هذا الحدث معزولاً عن سياقه الأكبر، فقد اعترفت إدارة ترامب ضمنيًا بأن الحوثيين، المعروفين باسم 'أنصار الله'، قد حققوا تفوقًا عمليًا على البحرية الأمريكية خلال سنوات الصراع الطويلة حول السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي أكثر من مناسبة، تعرضت حاملات الطائرات الأمريكية لتهديدات مباشرة، كادت أن تتسبب بأضرار جسيمة، خاصة عندما اضطرت حاملة الطائرات 'هاري إس ترومان' إلى تنفيذ مناورات متطرفة لتجنب ضربات محتملة، وهو ما أسفر عن فقدان طائرتين من نوع F/A-18E/F سوبر هورنت. كما تم رصد محاولة أخرى ناجحة لإجبار طائرة F-35 الحديثة على التراجع بسرعة فائقة أمام صواريخ الحوثيين.
كل هذا دفع إدارة ترامب إلى إعادة حساباتها، وأنه لم يعد بمقدورها الفوز في مثل هذه المواجهات دون خسائر باهظة. ومن هنا جاء قرار الإدارة بالانسحاب التدريجي من الصراع المباشر مع الحوثيين، والتركيز على مصالحها الكبرى الأخرى، واعتبار أن استمرار الحرب مع جماعة محلية مدعومة من دول إقليمية لن يكون سوى إهانة إضافية لو واصلته.
ومن جانبهم، رحب الحوثيون بوقف التصعيد باعتباره انتصارًا معنويًا عليهم، وأرادوا أن يؤكدوا ذلك بإطلاق الصاروخ فوق سماء السعودية بينما ترامب لا يزال هناك.
لكن الأثر الحقيقي لهذا الحدث لم يقتصر على أمريكا أو حتى على الحوثيين، بل امتد إلى إسرائيل أيضًا، حيث وجدت نفسها في وضع حرج. فالانسحاب الأمريكي المتزايد عن المنطقة يعني أن الدعم العسكري غير المشروط الذي اعتادت عليه إسرائيل بدأ يتقلص، لكن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تدرك بعد خطورة هذا التحوّل.
ظلّت تخطط لتوسعات عسكرية جديدة، من غزو شامل لقطاع غزة إلى توغلات في سوريا، وتوجيه تهديدات مباشرة للحوثيين، وكأن القوة الأمريكية لا تزال الركيزة الأساسية لاستقرارها الأمني. الواقع يقول غير ذلك. الحوثيون أعلنوا بصراحة أنهم مستعدون للتوقف عن استهداف إسرائيل إذا تخلّت حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن خطط الغزو والاحتلال في قطاع غزة، وهو شرط يبدو للكثيرين إهانة، لكنه في الوقت ذاته ضرورة استراتيجية.
فإسرائيل لم تعد تستطيع تحمل مغامرات عسكرية جديدة في ظل ضعف الدعم الخارجي، ويجب عليها الآن إعادة النظر في سياساتها الخارجية والداخلية، والتركيز على بناء مجتمعها وتعزيز دفاعاتها الذاتية بدلًا من التورط في صراعات لا تملك الوسائل الكافية لإدارتها.
إن ما يجري في الشرق الأوسط ليس مجرّد تحوّل سياسي، بل انهيار لأسطورة الهيبة الأمريكية في المنطقة، واستبدالها بنظام إقليمي متعدد الأقطاب، تتنافس فيه القوى المحلية على رسم الخريطة الجديدة.
والمثال الحوثي ليس فريدًا، لكنه مؤشر واضح على أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على فرض إرادتها بنفس القدر الذي كانت عليه من قبل. وعلى إسرائيل، كما على باقي الدول، أن تتكيف مع هذا الواقع الجديد، وإلا فإنها ستواجه مصيرًا لا يمكن التنبؤ به.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: الطائرة القطرية تبرع من قطر للقوات الجوية الامريكية
البيت الأبيض: الطائرة القطرية تبرع من قطر للقوات الجوية الامريكية

يمنات الأخباري

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمنات الأخباري

البيت الأبيض: الطائرة القطرية تبرع من قطر للقوات الجوية الامريكية

صرّحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي 'مشروع القوات الجوية' وأن ترامب 'لا علاقة له بها'. نفت ليفيت التقارير التي تفيد بأن العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية. وانتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ'التضليل الإعلامي' حول هذه الهدية. وقالت ليفيت: 'لنكن واضحين تمامًا، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية. سيتم تحديثها وفقًا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية – هذه الطائرة ليست تبرعًا شخصيًا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية'. أفادت شبكة CNN أن وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، والتي سيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته. نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته. ألمح ترامب في مقابلة بُثت الأسبوع الماضي إلى أن المسؤولين القطريين تواصلوا معه مباشرةً بشأن إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية، مدعيًا أن أحد المسؤولين القطريين قال: 'إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك'. أثار كل من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس مخاوف بشأن الطائرة. قال السيناتور الجمهوري تيد كروز الثلاثاء إن الطائرة 'تُشكل مشاكل تجسس ومراقبة كبيرة'. وقال السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، إن قبول ذلك من شأنه أن يشكل 'مخاطر هائلة فيما يتعلق بمكافحة التجسس من خلال منح دولة أجنبية إمكانية الوصول إلى أنظمة واتصالات حساسة'.

هل من متعظ؟
هل من متعظ؟

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

هل من متعظ؟

صالح علي الدويل باراس حين نستذكر 21 مايو من كل عام فانما نستذكر الاستفاقة من وهم اليمننة والتحرر من وهمها الذي ظل يغالط الوعي فتحول خديعة ظاهرها وحدة ضم والحاق وعمليا احتلال ولو أخذنا الحالة الالمانية وهي نفس المرحلة فان الدولة الألمانية استوعبت ألمانيا الشرقية شريكا وطنيا ولم تتعامل معها انها من ارث الحرب الباردة او "ضم والحاق" وعملت ضمانات حتى يستقيم الجانب الشرقي ويصبح شريكا سياسيا واقتصاديا وماليا..الخ اما النظام العصبوي اليمني بكل أحواله فلم يتعامل بمؤسسية وطنية تسع الحقوق والواجبات بشكل مؤسسي وطني مثل ألمانيا إنما اسس مافيهات سلطوية على خلفيات سلطة ونهب وفيد و"خليك في البيت" مع ان العوامل التي اتحدت فيها ألمانيا هي نفس عوامل وحدة الجنوب مع الشمال لكن صنعاء واحزابها جعلته "فيد" من ارث الحرب الباردة أرفقتها بتعبئة تكفيرية وان الجنوب "فرع عاد للاصل" فلم يتعامل بشكل مؤسسي وطني مثل ألمانيا بتأسيس دولة تسع الجميع حقوقا وواجبات وشراكة سلطة وثروة وحين اختلفت مصالحهم انتخبوا رئيسا من الجنوب سمّوه "الرئيس الجنوبي!!" وعملوا رزمانة في صحفهم للعامين المحددة له!! وتحوّل رئيسهم إلى "زعيم" وتحالف مع انقلاب الحوثي وتحولت معظم العساكر معه واحتاج الجنوب وألآن في المرحلة "التعزية" من اليمننة تقوم بحرب خدمات وحرب مرتبات وانهيار عملة في الجنوب لكي لا يفكر الجنوب مجرد تفكير في استقلاله. لم يتجاوبوا مع مطالب الحراك السلمي الجنوبي وتوافقت احزابهم على حوار للالتفاف على قضية الجنوب فاستدراجوا بعض الوطنيين الذين مالبثوا ان انسحبوا حين اكتشفوا انها مجرد تدوير لفكرة الاحتلال بتقسيم الجنوب كجغرفيا وهوية وتضييعه في سياق لا يعطي الجنوب حتى القضايا الحقوقية والتفوا على تلك المخرجات بالسلم والشراكة ثم بالانقلاب والاجتياح والآن الحرب بالخدمات* ان من يراهن على ان حرب الخدمات في عدن والجنوب بصورة عامة قد تجعل شعب الجنوب بسبب المعاناة ان يتخلى عن قضيته وعن مشروعه التحرري فهو واهم ويلعب بورقة خطيرة من شأنها ان تفجر الغضب ضد كل من يعتقد انه مضطلع بشكل او بآخر في هذه الحرب القذرة التي ستؤدي الى انهيار الاوضاع والدخول في دائرة الفوضى والانفلات الامني حيث لم يعد الحقد في مستويات النخب بل وصل إلى مستويات شعبية وهي جرس انذار سيتضرر منها الجميع ولن يكون النازحون ولا غيرهم في مأمن من تداعيات انهيار مجمل الاوضاع لا سمح الله. فهل من متعظ !!؟

تصريح جديد من البيت الأبيض حول طائرة قطر الفاخرة
تصريح جديد من البيت الأبيض حول طائرة قطر الفاخرة

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

تصريح جديد من البيت الأبيض حول طائرة قطر الفاخرة

صرّحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الاثنين، أن الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي "مشروع القوات الجوية" وأن ترامب "لا علاقة له بها". نفت ليفيت التقارير التي تفيد بأن العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية. وانتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ"التضليل الإعلامي" حول هذه الهدية. وقالت ليفيت: "لنكن واضحين تمامًا، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية. سيتم تحديثها وفقًا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية - هذه الطائرة ليست تبرعًا شخصيًا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية". أفادت شبكة CNN أن وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، والتي سيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته. نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته. ألمح ترامب في مقابلة بُثت الأسبوع الماضي إلى أن المسؤولين القطريين تواصلوا معه مباشرةً بشأن إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية، مدعيًا أن أحد المسؤولين القطريين قال: "إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك". أثار كل من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس مخاوف بشأن الطائرة. قال السيناتور الجمهوري تيد كروز الثلاثاء إن الطائرة "تُشكل مشاكل تجسس ومراقبة كبيرة". وقال السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، إن قبول ذلك من شأنه أن يشكل "مخاطر هائلة فيما يتعلق بمكافحة التجسس من خلال منح دولة أجنبية إمكانية الوصول إلى أنظمة واتصالات حساسة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store