
فورين بوليسي: لقد فشلت الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن والحوثيون ما زالوا أقوياء كما كانوا
يمن إيكو|ترجمة:
كيث جونسون| مجلة فورين بوليسي:
خلال الأسابيع الخمسة التي مرت منذ أن صعدت إدارة ترامب هجماتها على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، أصبحت بعض المشاكل الكبيرة واضحة، مما يؤكد مدى صعوبة تحويل الخطاب العضلي إلى نتائج واقعية بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لقد فشلت العملية، التي نوقشت بشكل مشهور في محادثة عبر تطبيق سيجنال والتي تضمنت عن طريق الخطأ صحفيًا، حتى الآن في تحقيق أي من هدفيها المعلنين: استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وإعادة إرساء الردع.
لا يزال الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس المجاورة يعاني كسادًا مستمرًا، رغم الحملة الأمريكية الشرسة ضد الحوثيين، والتي تجاوزت تكلفتها مليار دولار . ولا يزال الحوثيون متحدين كما كانوا دائمًا، محذرين خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن ترامب قد دخل في ' ورطة '، ومكثفين هجماتهم على إسرائيل والسفن الحربية الأمريكية في المنطقة.
كان هناك أيضًا نقص صارخ في الشفافية بشأن العملية، وهي أكبر مناورة عسكرية أمريكية في ولاية ترامب الثانية. لا تُعقد وزارة الدفاع إحاطات إعلامية حول الحرب الجارية، وتكتفي القيادة المركزية الأمريكية، التي تُشرف على العمليات في الشرق الأوسط، بنشر مقاطع فيديو مُبهرجة لعمليات طائرات الهليكوبتر على منصات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بوسم '#الحوثيون_إرهابيون'.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن وتيرة العمليات الأمريكية، بما في ذلك الضربات المستمرة التي تنفذها مجموعتان كاملتان من حاملات الطائرات الأمريكية، تُستنزف ذخائر دقيقة محدودة، يرى العديد من خبراء الدفاع أنها ستكون الأفضل استخدامًا لأي صراع مستقبلي مع الصين. ويكتسب هذا أهمية خاصة نظرًا لمحدودية مخزون الصواريخ المُطلقة جوًا من بُعد، والتي ستكون حاسمة في أي صراع حول تايوان.
قال أليسيو باتالانو، الخبير البحري في كلية كينغز كوليدج لندن: 'إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فهو غير مجدٍ'. وأضاف: 'كيف يُمكن دعم فكرة أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي الأولوية، ومع ذلك تُسحب عناصر بالغة الأهمية في معركة المحيطين الهندي والهادئ لعمليات في الشرق الأوسط؟'
الخبر السار، على ما هو عليه، هو أن الحاجة لإعادة فتح البحر الأحمر وقناة السويس أمام الشحن التجاري أصبحت أقل إلحاحًا من أي وقت مضى منذ أن أغلقها الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بموجة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على السفن التجارية، ظاهريًا دعمًا للفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي. لقد أدت حرب ترامب التجارية إلى تدهور كبير في توقعات الشحن العالمي، لدرجة أن أسعار سفن الحاويات تشهد انخفاضًا حادًا، ولا يوجد ما يدعو شركات الشحن للقلق بشأن تحويل مسار بضائعها إلى الطريق الطويل حول قاع أفريقيا.
عندما اختار الحوثيون في البداية استغلال موقعهم الاستراتيجي على شواطئ أحد أهم المعابر البحرية في العالم، مضيق باب المندب، للضغط على إسرائيل والغرب، استجاب الغرب. أرسلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قوات بحرية لضرب الحوثيين، بينما أرسل الاتحاد الأوروبي قوة بحرية خاصة به للمساعدة في توجيه السفن التجارية عبر ما سرعان ما أصبح منطقة محظورة.
على الرغم من اختلاف أهداف المهمتين الأمريكية والبريطانية والأوروبية اختلافًا طفيفًا – إذ سعت الأنجلو-أمريكية إلى 'إضعاف' قدرات الحوثيين البرية لاعتراض حركة الملاحة التجارية، بينما اقتربت العملية الأوروبية من عملية حرية الملاحة التقليدية – إلا أن كلتا المهمتين لم تُجدِ نفعًا يُذكر . ظلت أسعار التأمين مرتفعة للغاية، وانخفضت حركة الملاحة عبر قناة السويس.
وتدخل إدارة ترامب الجديدة، مصممة على تحقيق النجاح حيث فشلت إدارة بايدن المنتهية ولايتها.
كتب وزير الدفاع الأمريكي المحاصر ، بيت هيسغيث، في محادثةٍ سيئة السمعة على تطبيق سيجنال، شاركها هو وزملاؤه مع صحفي خلال الأيام والساعات التي سبقت وخلال هجمات مارس/آذار على الحوثيين: 'الأمر لا يتعلق بالحوثيين . أرى الأمر من منظورين: 1) استعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية جوهرية؛ و2) إعادة إرساء الردع الذي قوضه [الرئيس جو] بايدن'.
قوبلت فكرة أن حرية الملاحة مصلحة وطنية أمريكية جوهرية برفض من نائب الرئيس جيه دي فانس خلال محادثة سيجنال. وكان جميع أعضاء فريق الأمن القومي لترامب يرغبون في ضمان أن تدفع أوروبا، بطريقة أو بأخرى، ثمن المغامرة العسكرية الأمريكية غير المطلوبة. وتعتقد القيادة المركزية الأمريكية بالتأكيد أن الأمر كله يتعلق بالحوثيين.
لكن التناقضات الكامنة في سياسات الولايات المتحدة وأولوياتها برزت من خلال الرسائل النصية الخرقاء. وأبرزها: ماذا حدث للتوجه نحو آسيا؟
قال باتالانو: 'البحرية الأمريكية بارعةٌ جدًا في ضرب الأهداف البرية. لكن النجاح العملياتي والتكتيكي لا يُخفي حقيقة أن التأثير الاستراتيجي لا يزال بعيد المنال، إن لم يكن مُحددًا تمامًا'. وأضاف: 'إذا كان الهدف من هذا ردع القيادة الصينية تجاه تايوان، فأنا لست متأكدًا من أنها تفعل ذلك بالفعل'.
منذ عهد توماس جيفرسون، ناضلت الولايات المتحدة من أجل حرية الملاحة، أحيانًا في مياه ليست بعيدة عن الصراع الحالي. ما يصعب فهمه الآن هو سبب إنفاقها أموالًا طائلة في محاولة عقيمة لفتح ممر بحري لا داعي لفتحه، في ظل وجود تحديات أخرى أكثر إلحاحًا. والأسوأ من ذلك، أن سوء استخدام القوة البحرية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة – إذ يتطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد لإقناع الدول الديمقراطية بدفع مبالغ طائلة لشراء سفن حربية متطورة ضرورية وذات فائدة كبيرة، ولكن ليس هذه السفينة.
قال باتالانو: 'ما أراه أكثر إثارة للقلق هو أنهم يُقوّضون الفائدة القصوى للقوة البحرية. في المستقبل، عندما يقول الناس: 'لماذا نحتاج إلى قوة بحرية؟ لم نفعل شيئًا ضد الحوثيين'، فسيكونون مُحقين'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية
لغياب الشفافية والخضوع للحوثيين.. يمنيون ينتقدون المنظمات الدولية وجه يمنيون انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية وطبيعة عملها في اليمن، معتبرين أن غياب الشفافية والتعامل مع الحوثيين أفقدا هذه المنظمات مصداقيتها وساهما في استمرار معاناة اليمنيين. ومن جهتها، حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثية أممية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني لليمنيين، بسبب استمرار الصراع أكثر من عقد، في ظل زيادة الاحتياجات، وتراجع تمويل خطة الاستجابة الأممية من الداعمين. وأشارت نحو 116 منظمة، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى أن العام الجاري قد يكون الأصعب بالنسبة لليمنيين والأسر الأكثر احتياجا. ونوهت بخطورة التراجع الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وأثر ذلك على تقليص المساعدات الأساسية التي تصل إلى ملايين اليمنيين المحتاجين. وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، قد سلّط الضوء في إحاطة قدمها الأربعاء الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة خُصصت لمناقشة الملف اليمني، على العواقب الوخيمة جراء نقص التمويل وانعكاس ذلك على عمل عدد من المشاريع والبرامج الصحية والغذائية؛ ما سيؤثر على ملايين المستفيدين. وأعلنت الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، يوم الجمعة الماضي، تعديل خطتها الإغاثية في اليمن، خلال العام الجاري، جراء نقص التمويل العالمي، واكتفت بتخصيص 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 مليون شخص، بانخفاض يصل إلى نحو أكثر من 50% من خطة الاستجابة الإنسانية الأصلية. *نهب المساعدات* ووجه مصدر يمني يرأس منظمة حقوقية محلية انتقادات للمنظمات الدولية، وقال لـ"إرم نيوز" إن "70 إلى 80% من أموال المساعدات الإنسانية تُنهب وتُسرق وتتقاسمها تلك المنظمات الدولية مع الحوثيين". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "الهدف من مثل هذه الأرقام والإحباطات هو الضغط على المانحين لضخ أموال تمكن المنظمات الدولية والأممية من استمرار استثمارها في ضحايا النزاعات المسلحة خصوصا بعد توقف الدعم الأمريكي وتقلص الدعم الأوروبي". وأكد المصدر أنه "لن يكون لأي استجابات تمويلية أي أثر على المستفيدين المفترضين في اليمن، مهما بلغ حجم التمويلات"، لافتا إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني لليمنيين رغم عشرات مليارات الدولارات التي أُعلن عن إنفاقها باسم العمل الإنساني، بحسب قوله. وأشار إلى أنه "لا تمتلك أي منظمة دولية الحق في تمويل أي منظمة محلية سواء في عدن أو صنعاء لتوزيع مواد غذائية وإغاثية إلا بعد أخذ الموافقة من قبل الحوثيين، الذين يملون عليهم توجيه الدعم إلى أي منظمة ومنعها عن أي جمعية". وأكد أن "أكثر من ثلثي اليمنيين الذين يعانون فقرا شديدا، يعيشون على التكافل الاجتماعي فيما بينهم وعلى الاكتفاء بالحد الأدنى في المعيشة، دون حصولهم على أي مساعدات". *حلول ترقيعية* بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبد الرحمن برمان، إلى أن "المجتمع الدولي لم يعد يقدّم إغاثة كافية تتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون". وأضاف برمان، لـ"إرم نيوز": "بالرغم من أن هناك شحا كبيرا في ما يُقدَّم من مساعدات، إلّا أن ما يُقدَّم عبارة عن جزء بسيط جدا منها لسد الاحتياجات الفعلية، بسبب تُعرقل عملية وصول هذه المساعدات، فضلًا عن مصادرتها خصوصا من قبل الحوثيين". وبحسب برمان، فإن "الأمم المتحدة تقدم حلولًا ترقيعية، بل على العكس، ما تقوم به يسهم في عملية موت بطيء لليمنيين". وانتقد ما وصفه بـ"التعامل الناعم" للأمم المتحدة مع الجماعات المسلحة، وخصوصا ميليشيا الحوثيين، على أنها أمر واقع. وتابع برمان: "كان من المفترض أن يقف المجتمع الدولي موقفا جادا ضد الجماعات المسلحة، وأن يُجبرها على إلقاء السلاح، لا أن يتعامل معها". وأكد برمان ضرورة حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة والجيش النظامي، والتوجه نحو حل سياسي شامل. *غياب الشفافية* من جهته، دعا الكاتب الصحفي والباحث الحقوقي همدان العليي، إلى ترسيخ مبدأ الشفافية في العمل الإغاثي، مطالبا المنظمات الأممية والدولية بإطلاع اليمنيين على كشوفات دقيقة توضح كيفية صرف أموال المساعدات. وأكد العليي، لـ"إرم نيوز": "يجب أن تكون هناك شفافية في العمل الإغاثي، لاسيما أن اليمنيين أصبحوا اليوم لا يثقون بمصداقية هذه المنظمات، التي تتلقى أموالًا طائلة عبارة عن منح لمساعدة اليمنيين وباسم اليمنيين، لكن في نهاية الأمر لا يوجد أثر ملموس وواضح لتلك الأموال". وأشار العليي إلى أن "المنظمات الدولية والأممية العاملة في اليمن، لا تقوم ببذل أي جهود أو تنفذ مشاريع في الجانب التنموي، بمعنى المشاريع التي تتجاوز فكرة تقديم السلال الغذائية، وتسهم في تحسين أوضاع المواطنين بشكل دائم، من خلال خلق فرص عمل وما شابه ذلك، والعمل على إشراك الناس في تحديد احتياجاتهم". يذكر أن كبار المسؤولين الإنسانيين لمساعدة اليمن يعتزمون في وقت لاحق اليوم الأربعاء عقد الاجتماع السابع في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في محاولة جديدة منهم لحشد الدعم المالي اللازم لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الحكومة بحاجة الى دعم مالي خارجي
أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة عدن د. سامي نعمان اهمية الدعم المالي الخارجي للحكومة او ما يسمى بطاقة دافعة، لتسيير أمورها في هذه المرحلة. وقال نعمان في تصريح لقناة عدن الحكومية ان تصريحات رئيس الوزراء بشأن الوضع الكارثي واقعية، في ظل توقف 80 بالمائة من إيرادات الحكومة، وحاجة الحكومة الى اكثر من ملياري دولار لتغطية الالتزامات الحتمية وأهمها وقود الكهرباء الذي يتجاوز مليار و 200 مليون دولار سنويا، وهو ما يستحيل توفيره من الإيرادات المحلية حاليا في ظل توقف عملية تصدير النفط والغاز. واشار في حديثه الى ان رئيس الوزراء يمتلك خلفية كبيرة حول المشكلات الراهنة خلال عمله وزيرا للمالية وهو الاقدر على معالجتها، لافتا الى ان المرتبات ووقود الكهرباء في اعلى قائمة الاوليات حاليا بالنسبة للحكومة، لأن توقفها سيةلد موجة غضب شعبي وتوقف للحياة العامة. من : د. سامي نعمان


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الاتحاد الأوروبي يخصص 90.624 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن
أعلنت المفوضية الأوروبية، الأربعاء/ تخصيص مبلغ 80 مليون يورو، اي ما يعادل نحو (624. 90 مليون دولار) كمساعدات إنسانية عام 2025، لدعم الفئات الأكثر احتياجا في اليمن. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان، إن هذه المساعدات ستنفذ عبر شركاء الاتحاد الأوروبي الإنسانيين ومن بينهم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الذين يواصلون تقديم الإغاثة للفئات الأكثر تضررا من النزاع والنزوح والأزمات المناخية المتكررة. وأشارت إلى أن البرامج الإنسانية ستتضمن تقديم خدمات الحماية بما في ذلك إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها لحماية المدنيين وتعزيز سلامتهم. وتزامن الإعلان مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، حاجة لحبيب، إلى جانب عدد من ممثلي الدول والجهات المانحة.