logo
تعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم..الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج

تعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم..الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج

بوابة الفجرمنذ 17 ساعات

الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم: الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج.. تعرف على أبرز الفروق بين اضطراب التوحد وصعوبات التعلم من حيث الأعراض والتأثير والتشخيص وطرق العلاج، لتفهم كيفية التفرقة بين الحالتين بدقة.
التوحد وصعوبات التعلم: تعريفان مختلفان تعرف على الفرق بينهم
التوحد وصعوبات التعلم هما حالتان مختلفتان تؤثران على الأطفال منذ سن مبكرة وتستمران مدى الحياة، لكن لكل منهما خصائص تميزها عن الأخرى.
التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي والسلوكيات التكرارية، بينما تشير صعوبات التعلم إلى مشكلات خاصة في اكتساب مهارات التعليم الأساسية مثل القراءة أو الكتابة أو الرياضيات، دون أن تكون مرتبطة بمستوى الذكاء.
صعوبات التعلم
التأثيرات المترتبة على كل اضطراب التوحد وصعوبات التعلم
يمتد تأثير التوحد ليشمل مختلف نواحي النمو، كالمهارات اللفظية والحركية والتفاعل الاجتماعي.
في المقابل، تكون صعوبات التعلم أكثر تحديدًا وتتركز على مهارات تعليمية معينة، ما يجعلها أقل اتساعًا من حيث التأثير العام على الحياة.
الأعراض المتداخلة والمميزة بين التوحد وصعوبات التعلم
رغم وجود تشابه في بعض الأعراض مثل ضعف المهارات الاجتماعية وصعوبة التفاعل، إلا أن التوحد يتميز بسلوكيات كرفض التواصل البصري، وتكرار الكلمات، وردود أفعال غير متوقعة على المؤثرات الحسية.
أما صعوبات التعلم، فتشمل ضعف التركيز والذاكرة، وصعوبة في التمييز بين الحروف أو الأرقام، بالإضافة إلى مشاكل في التنسيق الحركي.
تعرف على طرق التشخيص بين الحالتين
يُشخّص التوحد من خلال تقييم القدرات اللغوية والمعرفية ومهارات الحياة اليومية باستخدام معايير دليل DSM-5، بينما تعتمد عملية تشخيص صعوبات التعلم على اختبار الذكاء واختبارات تحصيل أكاديمي تقيس الأداء في مهارات أساسية مثل القراءة والكتابة والحساب.
الفروق في أساليب العلاج والدعم
علاج التوحد يتضمن برامج تدريبية مخصصة تساعد الطفل على تحسين تواصله وتفاعله.
أما علاج صعوبات التعلم فيعتمد على تقنيات تعليمية مثل التدريب غير اللفظي، مع تكييف أساليب التعليم لتتناسب مع قدرات الطفل.
كلا الحالتين لا يمكن الشفاء منهما تمامًا، لكن التدخل المبكر يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في التقدّم.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم..الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج
تعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم..الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج

بوابة الفجر

timeمنذ 17 ساعات

  • بوابة الفجر

تعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم..الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج

الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم: الفروق الجوهرية في الأعراض والتشخيص والعلاج.. تعرف على أبرز الفروق بين اضطراب التوحد وصعوبات التعلم من حيث الأعراض والتأثير والتشخيص وطرق العلاج، لتفهم كيفية التفرقة بين الحالتين بدقة. التوحد وصعوبات التعلم: تعريفان مختلفان تعرف على الفرق بينهم التوحد وصعوبات التعلم هما حالتان مختلفتان تؤثران على الأطفال منذ سن مبكرة وتستمران مدى الحياة، لكن لكل منهما خصائص تميزها عن الأخرى. التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي والسلوكيات التكرارية، بينما تشير صعوبات التعلم إلى مشكلات خاصة في اكتساب مهارات التعليم الأساسية مثل القراءة أو الكتابة أو الرياضيات، دون أن تكون مرتبطة بمستوى الذكاء. صعوبات التعلم التأثيرات المترتبة على كل اضطراب التوحد وصعوبات التعلم يمتد تأثير التوحد ليشمل مختلف نواحي النمو، كالمهارات اللفظية والحركية والتفاعل الاجتماعي. في المقابل، تكون صعوبات التعلم أكثر تحديدًا وتتركز على مهارات تعليمية معينة، ما يجعلها أقل اتساعًا من حيث التأثير العام على الحياة. الأعراض المتداخلة والمميزة بين التوحد وصعوبات التعلم رغم وجود تشابه في بعض الأعراض مثل ضعف المهارات الاجتماعية وصعوبة التفاعل، إلا أن التوحد يتميز بسلوكيات كرفض التواصل البصري، وتكرار الكلمات، وردود أفعال غير متوقعة على المؤثرات الحسية. أما صعوبات التعلم، فتشمل ضعف التركيز والذاكرة، وصعوبة في التمييز بين الحروف أو الأرقام، بالإضافة إلى مشاكل في التنسيق الحركي. تعرف على طرق التشخيص بين الحالتين يُشخّص التوحد من خلال تقييم القدرات اللغوية والمعرفية ومهارات الحياة اليومية باستخدام معايير دليل DSM-5، بينما تعتمد عملية تشخيص صعوبات التعلم على اختبار الذكاء واختبارات تحصيل أكاديمي تقيس الأداء في مهارات أساسية مثل القراءة والكتابة والحساب. الفروق في أساليب العلاج والدعم علاج التوحد يتضمن برامج تدريبية مخصصة تساعد الطفل على تحسين تواصله وتفاعله. أما علاج صعوبات التعلم فيعتمد على تقنيات تعليمية مثل التدريب غير اللفظي، مع تكييف أساليب التعليم لتتناسب مع قدرات الطفل. كلا الحالتين لا يمكن الشفاء منهما تمامًا، لكن التدخل المبكر يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في التقدّم.

هل أنت مهووس بالأكل الصحي؟.. انتبه: هوس التغذية السليمة قد يتحول إلى اضطراب خطير
هل أنت مهووس بالأكل الصحي؟.. انتبه: هوس التغذية السليمة قد يتحول إلى اضطراب خطير

بوابة الفجر

timeمنذ 3 أيام

  • بوابة الفجر

هل أنت مهووس بالأكل الصحي؟.. انتبه: هوس التغذية السليمة قد يتحول إلى اضطراب خطير

في زمن تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على توجهاتنا اليومية، ووسط سيل من أنظمة الحمية الغذائية الحديثة والمقاطع التي تحذر من "الأطعمة السيئة"، أصبح من السهل الانجراف إلى هوس الصحة والتغذية. لكن المفارقة أن هذا الهوس قد يؤدي إلى اضطراب نفسي خطير يُعرف باسم هوس التغذية السليمة أو Orthorexia Nervosa، وهو اضطراب في الأكل لا يقل خطورة عن فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي. ما هو "هوس التغذية السليمة"؟ هوس التغذية السليمة هو اضطراب نفسي يتمثل في الانشغال المفرط بجودة الطعام ونقائه، وليس بكميته أو السعرات الحرارية. وهو مفهوم صاغه الطبيب ستيفن براتمان عام 1997. يعاني المصابون بهذا الاضطراب من رغبة قهرية في تناول "الطعام المثالي"، وقد يصل الأمر إلى استبعاد مجموعات غذائية كاملة، والتدقيق المفرط في المكونات، والقلق من تناول أطعمة "غير نقية"، مما يؤدي إلى سوء تغذية، وانعزال اجتماعي، واضطراب نفسي. أبرز علامات الإصابة بهوس التغذية: التركيز المفرط على المكونات والابتعاد عن أي طعام "مصنّع" أو "غير طبيعي". وضع قواعد غذائية صارمة والامتناع عن المشاركة في وجبات جماعية أو مطاعم. الضيق أو الذنب عند تناول أطعمة تُعتبر "غير صحية". فقدان الشهية واضطرابات الهضم، وتساقط الشعر، والإرهاق المزمن. الانعزال الاجتماعي والانتقاد المستمر لعادات الأكل لدى الآخرين. ما العلاقة بين هوس التغذية وفقدان الشهية العصبي؟ في حين أن فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) يرتبط غالبًا بالخوف من زيادة الوزن، فإن هوس التغذية يركز على نقاء وجودة الطعام فقط. لكن في الحالتين، قد يتعرض المصاب إلى نقص في العناصر الغذائية الحيوية، واضطرابات هرمونية، ومشاكل صحية ونفسية مزمنة. كيف نعالج هذا الاضطراب؟ رغم أن "هوس التغذية" غير معترف به رسميًا في DSM-5، إلا أن الأطباء يستخدمون استراتيجيات مجربة وفعالة من علاجات اضطرابات الأكل الأخرى، مثل: 1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعيد تشكيل الأفكار غير الواقعية حول "الطعام النقي" ويُساعد على استعادة علاقة صحية ومتوازنة مع الطعام. 2. العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يعزز التنظيم العاطفي، ويدرب المريض على مواجهة القلق المرتبط بالغذاء، وتقبل الذات. 3. العلاج الأسري (FBT): ضروري للمراهقين، ويُشرك الأسرة في دعم الفرد وإزالة الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالطعام. 4. الاستشارة الغذائية: يقوم أخصائي تغذية مرخص بإعادة إدخال الأطعمة تدريجيًا وتثقيف الفرد حول التوازن الغذائي الحقيقي. 5. الأدوية: عند وجود أعراض مرافقة مثل الاكتئاب أو القلق، قد تُستخدم مضادات الاكتئاب أو القلق بجانب العلاج النفسي. 6. اليقظة الذهنية وتمارين الاسترخاء: التأمل، اليوغا، وتمارين التنفس تُساعد في تقليل التوتر وبناء علاقة إيجابية مع الطعام. 7. مجموعات الدعم: توفر منظمات مثل NEDA بيئة تشاركية تساعد على الشفاء وتقوية الدعم النفسي والاجتماعي. ليس الهدف من الأكل الصحي أن يتحول إلى عبء نفسي أو سلوك قهري. فالصحة الجيدة لا تعني الحرمان، بل تتطلب المرونة، والاعتدال، والوعي إذا وجدت نفسك محاصرًا بقواعد غذائية خانقة أو تشعر بالذنب عند تناول بعض الأطعمة، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة المهنية.

عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟
عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟

سيدر نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • سيدر نيوز

عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟

ربما سمعت أحدهم يقول، وغالباً بالإنجليزية: 'أنا أو سي دي جداً' (أنا مصاب بالوسواس القهري)، بعدما عدّل لوحةً مائلة على الحائط مثلاً، أو ليُظهر مدى حرصه على التفاصيل أو التناظر أو ترتيب المنزل وتنظيمه. قد يبدو الأمر للوهلة الأولى غير مؤذٍ، وربما طريفاً حتى. لكنّه ليس كذلك بالنسبة للأشخاص المصابين فعلاً باضطراب الوسواس القهري. فمن اختبر الألم الذي يسبّبه هذا الاضطراب، تبدو له هذه التصريحات أشبه بصفعةٍ مؤلمة. الوسواس القهري ليس صفةً ولا سلوكاً غريباً. لا يُعدّ سِمةً شخصية تجعل شخصاً ما غريب الأطوار أو تعكس ميله إلى النظام والنظافة. إنّه اضطراب نفسي خطير يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، غالباً بصمتٍ يرافقه ألمٌ نفسي كبير. وفي عالمنا، لا يزال يُساء فهم اضطراب الوسواس القهري بشكلٍ واسع. فعلى الرغم من دخوله الثقافة الشعبية كتعبيرٍ مختزل عن الهوس بالنظافة أو الحاجة إلى السيطرة، إلا أنّ الواقع أكثر تعقيداً وإنهاكاً. يشمل هذا الاضطراب أفكاراً دخيلة وغير مرغوب فيها (وساوس)، وسلوكيات متكرّرة أو طقوساً ذهنية (قهرية) تهدف إلى التخفيف من القلق الناتج عن تلك الأفكار. وأحياناً تكون هذه الأفعال القهرية مرئية، كغسل اليدين، أو التحقّق المتكرر، أو ترتيب الأشياء. وأحياناً تكون داخلية بالكامل، كالتعداد الذهني، أو مراجعة الأفكار، أو طمأنة الذات. وهذا النمط الأخير يُعرف غالباً باسم 'الوسواس المحض' أو 'الوسواس القهري الصامت' Pure O. ماذا يحصل مع المصاب؟ قد تمرّ امرأة وضعت مولودها الأول للتوّ بنوبات من الوسواس القهري لم يسبق أن اختبرتها من قبل. تتجسّد هذه الوساوس في شكل أفكار وصور ذهنية متكرّرة، لا تفارق عقلها، عن احتمال أن تؤذي طفلها جسدياً. وغالباً ما يُستَشهد بهذه الحالة (الشائعة لدى الأمهات الجدد) كمثالٍ دقيق لتوضيح طبيعة الوسواس القهري لمن لم يختبره. فهو حالة متطرّفة من القلق، تتجلّى في أفكار غير مرغوب فيها تلتصق بالذهن وتستهدف نقاطاً حسّاسة جداً لدى المصاب. فالأم الجديدة تشعر بخوفٍ عميق على مولودها، وترغب في السيطرة على كل ما يحيط به لحمايته من أي أذى. وقد يبلغ هذا الخوف في بعض الأحيان مستويات عالية جداً، تتحوّل معها إلى نوبات وسواسية تجعلها تخاف على طفلها حتى من نفسها. وقد تلجأ إلى تكرار عباراتٍ دينية أو جملٍ تطمئن بها نفسها، تؤكّد من خلالها أنها لن تُقدم على فعلٍ مؤذٍ. هذا هو السلوك القهري. فإلى جانب الوساوس – أي الأفكار المجرّدة – يعاني معظم المصابين بالوسواس القهري من سلوكيات قهرية وطقوس محدّدة تهدف إلى 'إسكات' العقل/ القلق ولو للحظات. لكنها دائرة مفرغة، تُحوّل حياة المصاب إلى كابوسٍ حقيقي. يُدرج اضطراب الوسواس القهري اليوم ضمن فئة 'اضطرابات الوسواس القهري وما يرتبط بها'، بحسب التصنيف الحديث في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، بعدما كان يُعدّ سابقاً من اضطرابات القلق. ويقول الطبيب اللبناني والأستاذ المشارك في الطب النفسي وعلوم الأعصاب في جامعة روتشستر الأمريكية، بول جحا، في حديث إلى بي بي سي عربي، إن اضطراب الوسواس القهري يتألّف من عنصرين رئيسيين: الوساوس والأفعال القهرية. الوساوس قد تكون أفكاراً أو صوراً ذهنية، والأفعال القهرية تتجلّى في سلوكيات وطقوس عملية. عادةً ما تكون الوساوس أفكاراً أو صوراً دخيلة (Intrusive)، غير إرادية، يصفها المرضى بأنها غريبة عنهم ولا تعبّر عن شخصيتهم أو قناعاتهم. مثلاً، قد يشعر المريض برغبة في إيذاء شخصٍ يحبّه، أو تداهمه صورة ذهنية تُظهره وهو يُسيء إلى أحد، أو يتخيّل نفسه داخل الكنيسة أو المسجد وهو يجدّف على الله. آخرون يشعرون بخوفٍ شديد من العدوى، فيقلقون بمجرد لمسهم لسطحٍ معيّن، ويعتقدون أنهم قد يُصابون ببكتيريا خطيرة. ويضيف جحا: 'من أكثر الأشكال شيوعاً أيضاً: وسواس التحقّق، كإقفال باب السيارة أو إطفاء الغاز، حيث يشعر المريض بأنه مضطر للعودة مراراً للتأكد، برغم معرفته العقلانية بأنه سبق أن فعل ذلك'. هذه الأفكار مزعجة جداً، وتولّد قلقاً شديداً، وتدفع المصاب إلى تكرار أفعال قهرية لا منطقية. فقد يتحقّق من الشيء نفسه عشرين مرة مثلاً. هذا النمط يولّد توتراً مزمناً ونوبات هلع، وقد يقود مع الوقت إلى الاكتئاب. 'وفي بعض الحالات التي نراها سريرياً، يصل الأمر إلى حدّ الشلل التام. مثلاً، مريض يدخل إلى الحمّام ليغتسل ويبقى فيه لساعات غير قادر على الخروج، أو يغسل يديه باستمرار دون توقّف. يصبح أسيراً للوسواس والطقوس المرتبطة به، وتسيطر هذه الدورة على حياته'، يوضح جحا. غالباً ما تقسّم ثيمات الوسواس القهري إلى أربعة أنواع: -الخوف من الأمراض/ التلوّث. -الخوف من إيذاء الآخرين (قتل أو اعتداء جنسي…). -أفكار تجديفية وغالباً ما تظهر لدى الأشخاص الملتزمين دينياً. -الحاجة المستمرّة إلى التحقّق. متى يظهر الاضطراب وما هي أسبابه؟ يقول جحا إن الإحصاءات في الولايات المتحدة تشير إلى أن ما بين 1 إلى 2 بالمئة من السكان مصابون باضطراب الوسواس القهري، وأن الدراسات تُظهر تأثراً أعلى قليلاً لدى النساء مقارنةً بالرجال. كما أن نحو 25 بالمئة من الحالات تبدأ في سنّ المراهقة المبكرة، وأحياناً حتى قبلها، في الطفولة. ويُعدّ العامل الوراثي حاسماً، لا سيما في الحالات التي تظهر في وقتٍ مبكر. ويوضح جحا: 'إذا كان أحد الأشقاء في العائلة مصاباً باضطراب الوسواس القهري، فإن احتمال إصابة أخٍ آخر يتضاعف. وإذا ظهر المرض في سنّ المراهقة، فإن خطر تكراره بين الأشقاء يزيد بعشرة أضعاف'. ومع أن العامل الوراثي يُعدّ السبب الأبرز، إلا أن جينات هذا الاضطراب قد تبقى 'نائمة' في الجسد، ولا تنشط إلا بعد التعرّض لضغطٍ نفسي شديد أو تغيّر جذري في حياة الشخص.' وبحسب جحا، فإن الاضطراب يظهر عادةً في سنّ المراهقة أو العشرينيات، ومن النادر أن يُشخّص للمرة الأولى بعد سن الخامسة والثلاثين. طبيعة 'متنافرة مع الذات' من أكثر الجوانب التي يُساء فهمها في اضطراب الوسواس القهري هي طبيعته المتنافرة مع هوية المصاب. أي أن الأفكار أو الصور الوسواسية تكون متعارضة مع نظرة الشخص إلى ذاته أو مع قيمه الأساسية، ما يجعلها غريبة عنه، دخيلة، ومزعجة إلى حدٍ بالغ. وهنا يشير جحا إلى ضرورة التمييز بين اضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب الشخصية الوسواسية القهرية (OCPD)، بالرغم من تشابه الاسمين واحتواء كليهما على عنصر 'الوسواس'. الفرق الجوهري يكمن في أن الوساوس في اضطراب الوسواس القهري تُعدّ متنافرة مع الذات (Ego-dystonic)، أي أنها تتصادم مع قِيَم المصاب وهويته وتسبّب له ضيقاً نفسياً شديداً. أما في اضطراب الشخصية الوسواسية، فالأفكار تكون منسجمة مع الذات (Ego-syntonic)، أي أنها تتماشى مع قناعات الشخص، مثل حبّ الترتيب والدقة والسعي إلى الكمال. في هذه الحالة، لا يشعر الشخص بالانزعاج منها، بل بالرضا. ويقول جحا إن وساوس الأذى أو الاعتداء على الآخرين غالباً ما تصيب أكثر الناس مسالمةً، ولذلك تكون مؤلمة جداً. فالشخص الذي يُكرّس حياته لتفادي الأذى، سيتألم بشدة من مجرّد تخيّل هذه الأفكار، لا سيما عندما تتعلّق بأشخاص مقرّبين إلى قلبه. كذلك الأمر بالنسبة للوساوس الدينية، إذ غالباً ما تصيب المؤمنين وتسبب لهم ضيقاً بالغاً، لأنها تستهدف نقطة حسّاسة في منظومة معتقداتهم. وهذا ينطبق خصوصاً على الحالات التي تشمل ما يعرف بـ'المواضيع المحرّمة' أو 'التابوهات'، مثل أفكار مؤذية تجاه الأحبّة، أو صور جنسية غير لائقة، أو أفكار تجديفية تتعارض مع القيم الدينية. وبعيداً عن تبنّي هذه الأفكار أو الاستمتاع بها، فإن المصابين بالوسواس القهري يشعرون في العادة برعبٍ شديد منها. وكلّما كانت الفكرة أكثر إزعاجاً، ازداد التصاقها بالذهن. ولهذا السبب تحديداً، كثيراً ما يتجنّب المصابون الحديث عن هذه الوساوس، خوفاً من الحكم عليهم أو إساءة فهمهم أو حتى اعتبارهم خطراً على من حولهم. فهم خاصية 'التنافر مع الذات' أمرٌ أساسي لفهم مدى إنهاك هذا الاضطراب، ولماذا يساء تشخيصه في كثيرٍ من الأحيان. إذ أن غياب الوعي بهذه الخاصية قد يدفع حتى بعض الأطباء إلى الخلط بينه وبين اضطرابات أخرى، مثل القلق العام أو الاكتئاب، أو في بعض الحالات القصوى، الذُهان أو اضطرابات الشخصية. رغم عدم وجود علاج 'نهائي' لاضطراب الوسواس القهري بالمعنى التقليدي، إلا أنّه قابل للعلاج بدرجةٍ عالية. ويستطيع عدد كبير من المصابين أن يحققوا تحسّناً ملحوظاً في أعراضهم، وأن يستعيدوا جودة حياتهم بفضل تدخلات علاجية متكاملة. الخطوة الأولى، كما يؤكد جحا، هي التثقيف النفسي. أي أن يدرك المريض أن دماغه لديه قابلية لتوليد أفكار متكرّرة على هذا النحو، وأن هناك سبيلاً للخروج من هذه الدوامة عبر كسر الحلقة الوسواسية. ثانياً، يمكن للأدوية، لا سيّما مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، أن تكون فعّالة، خصوصاً في الحالات المتوسطة إلى الشديدة. ويوضح جحا أن هذه الأدوية تُستخدم لتخفيف القلق وردّات الفعل الانفعالية. لكن ما يُميّز الوسواس القهري عن الاكتئاب أو القلق العام هو أن جرعة الدواء غالباً ما تحتاج إلى أن تكون أعلى بكثير حتى تُحدث الأثر المطلوب في القضاء على الوساوس. كذلك يعدّ العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وتحديداً تقنية التعرّض ومنع الاستجابة (ERP)، من أكثر الوسائل العلاجية نجاعة. وتقوم هذه التقنية على تعريض المريض للمثيرات التي تقلقه من دون السماح له باللجوء إلى الطقوس المعتادة. مثلاً: إذا كان المريض يخشى التلوّث أو العدوى، يطلب منه أن يلمس الأرض ويبقي نظره موجّهاً إلى يده لفترة طويلة، من دون أن يسمح له بغسلها. ويوضح جحا أنه مع الوقت، يضعف هذا الدافع الداخلي، ويتعلّم الدماغ أن القلق لا يساوي الخطر الحقيقي، وهو ما يعرف في علم النفس باسم 'التكيّف البافلوفي العكسي' (Pavlovian extinction). كثيرٌ من المرضى، بمجرّد أن يفهموا طبيعة ما يمرّون به، ويبدأوا العلاج السلوكي ويأخذوا الدواء المناسب، يشعرون بتحسّن تدريجي. ويبقى أن المفتاح الأساسي في العلاج هو فهم أن الإصابة بالوسواس القهري ليست 'عيباً' في الشخصية، ولا تعني بأي حال أن الأمل مفقود. فمع العلاج الملائم، يستطيع العديد من الأشخاص أن يعيشوا حياة طبيعية، حتى وإن بقي الاضطراب موجوداً بشكلٍ ما. والتعرف إلى حقيقة الوسواس القهري كما هو فعلاً، ومواجهة الخرافات الثقافية التي تشوّهه، هما خطوة ضرورية لمساندة من يعانون منه. ويبدأ ذلك بأنسنة هذا الاضطراب، وإخراجه من خانه التنميط أو الكاريكاتور. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store