
تمركم من الصين؟ أهلاً بالمنافسة
على مدار يوم واحد، تنقّل بين هواتفنا مقطع لسيدات صينيات يعملن على تعبئة التمور بأنواعها وأشكالها. الفيديو ذاته تكرر وصوله إلـيّ من أصدقاء عبر «واتس أب». المثير ليس في المشهد، بل في تعقيبات المتابعين التي جاءت بتدرج زمني ساخر: «بعد كم سنة راح يجيكم التمر من الصين»، ثم «بعد سنة»، فـ«بعد فترة قريبة»، وأخيراً «بعد شهرين فقط»، إلى أن ختم أحدهم بيقين عجيب: «تمركم هالسنة من الصين».
جميل هذا التفاعل الطريف، بل ومحبب، لكنه يخفي تحته قلقاً، أو ربما إحباطاً متنكراً في هيئة نكتة. فهل فعلاً التمر من الصين هو ما يستحق الدهشة؟ وهل الصين هي أول من دخل على خط المنافسة في هذا المنتج التراثي العربي؟
الحقيقة أن دولاً كثيرة سبقت الصين، ونجحت في إنتاج تمور بمذاق وجودة يُبهران من لم يعتد عليهما أصلاً. فـ«البِرحي» الذي كان يوماً ما نوعاً نادراً لا يُجلب إلا في موسم محدود، أصبح اليوم متاحاً طوال العام، ومغلفاً بأناقة على رفوف أسواق أوروبا وآسيا.
لكن ما يُحزن فعلاً ليس أنهم «أكلوا تمورنا»، وليتهم فعلوا منذ زمن. فطوال هذه الأعوام، ظلّت التمور حكراً علينا، كأنها براءة اختراع نخشى أن يتذوقها الآخرون.
على الرغم من غزارة الإنتاج، فإننا لم نفكر جدياً في تصدير التمور كمنتج غذائي أساسي، أو تقديمها كفاكهة منافسة لما يُصدّر إلينا من فواكه استوائية أو موسمية.
واليوم بعدما اكتشفوا سرّها وزرعوها وأتقنوا تسويقها وتصديرها، جلسنا نندب حظنا. في مقابل جهود الآخرين، ماذا قدّمنا؟ هل طوّرنا منتجنا؟ هل ابتكرنا طعمه أو شكله أو طريقة تعبئته؟ هل أنشأنا بيئات منافسة تدفع التمر من كونه «موروثاً» إلى كونه «صناعة عالمية؟». بعض الدول - كالإمارات - خطت خطوات واعدة في هذا المجال، وحوّلت النخلة إلى مصدر إلهام في الغذاء والدواء والتجميل، لكن المبادرات الفردية لا تكفي، بل يجب أن نراها بذرة لتحوّل جماعي.
العالم لا ينتظر، وإن لم تكن لمنتجك ميزة أو حماية قانونية، فسيتصدر لك آخرون، ويأخذونه منك ويطورونه، ثم يبيعونه لك من جديد في علبة أجمل وبسعر أرخص.
كفانا نُواحاً على منتجات كنا نمتلكها. لنفرح أن تمورنا لذيذة حتى إنهم قلدونا، ثم لننافسهم بها، لا بكلماتنا، بل بأفعالنا.
www.ysalc.ae
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
تراث حلب في كتاب عن مشروع «كلمة»
أصدر مركز أبوظبي للغة العربية ضمن مشروع «كلمة» للترجمة، كتاب «حلب.. تراث وحضارة» للمفكر والباحث الفرنسي جان كلود دافيد، الذي نقلته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته كاظم جهاد. ويتناول الكتاب مدينة حلب بوصفها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم؛ إذ يقدم المؤلف قراءة معمقة في نشأتها وتطورها ضمن نسيجها الجغرافي والحضاري، متسائلاً عن سرّ استمراريتها عبر العصور مدينة نابضة بالحياة: أهو تعدّد الحيوات التي مرت بها منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد؟ أم أنها هوية حضارية متماسكة استطاعت تجاوز التقلبات السياسية والثقافية التي عرفتها المنطقة؟. ويطرح دافيد تساؤلات حول ما إذا كانت المدينة لا تزال تحتفظ بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحثي والأكادي، أو أن ما تبقى مجرد جدران وقطع أثرية صامتة، لا تنطق إلا بما تبقى من تاريخها. ويتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، ويقترح قراءة متعددة الأبعاد للمدينة، فهي في آنٍ واحد مدينة إسلامية ومسيحية ويهودية، عربية وآرامية وأرمنية وسريانية، كما أنها مدينة متوسّطية وسامية وشرقية وغربية. ويبرز الكتاب خصوصية المجتمع الحلبي، بما فيه من مشاهد الانتقاء والتفضيل والرفض لموروثات الماضي، ليظهر كيف تتجلى هذه المدينة بتراثها الغني ومهاراتها الحرفية التي تكونت بعيداً عن أنماط العولمة السائدة، بل أحياناً في مواجهتها، سواء بتعايش الثقافات أو بصراعاتها. ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ويسعى من خلال قراءة موضوعية، إلى تجاوز هذه النظرة النمطية وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة. والمؤلف جان كلود دافيد من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وقد بدأ شغفه بمدينة حلب من أطروحة الدكتوراه التي تناول فيها «المناظر الطبيعية الحضرية في حلب»، ليعمل لاحقاً متدرباً وخبيراً في بلديتها، ويشارك في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة، شغل دافيد مناصب بحثية في المعهد الفرنسي للدراسات العربية في دمشق، وكرّس مسيرته لدراسة عمارة المدن السورية ومدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. مترجمة الكتاب، الدكتورة هلا أحمد أصلان، باحثة معمارية سورية متخصصة في تاريخ الفن وتأهيل التراث الثقافي، حاصلة على دكتوراه من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا في باريس، واستشارية في مشاريع إعادة تأهيل الأسواق التاريخية في سورية بعد الحرب. شاركت في أكثر من ستين بحثاً علمياً، ونالت جوائز عالمية مرموقة، من بينها جائزة «تميّز» الدولية للمرأة في العمارة العام 2024، وجائزة خير الدين الأسدي الدولية العام 2022 عن تراث حلب.


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
هدايا المهنئين.. رسائل مغلفة بالقيم
الشارقة: سارة المزروعي تُجسّد لحظة عودة الحاج إلى دياره مشهداً لا يُنسى، تختلط فيه الدموع بالضحكات، والحنين بالفخر، ليُصبح كل ركن في البيت شاهداً على عظمة الرحلة ومكانة صاحبها. في تلك اللحظة، لا تقتصر المشاعر على التهاني والدعوات، بل تتجلى أيضاً في هدايا مُختارة بعناية، تعبّر عن الامتنان والتقدير، وتُصبح عادة محببة تعبّر عن مكانة هذه الشعيرة العظيمة في قلوب الجميع. ورغم تغير أنماط الحياة، لا تزال هذه العادة حاضرة بقوة، لما تحمله من دلالات على الاحترام والتلاحم وروح الجماعة، ففي زمن كثرت فيه الرسائل الرقمية، تظل لحظة استقبال الحاج مناسبة حقيقية للّقاء، والاحتفاء، وتجديد روابط المحبة بين الأجيال، ويتقاطع هذا التقليد مع التوجهات الوطنية في ترسيخ القيم الأسرية والاجتماعية، ليكون كل حاج مرآة للقيم التي يحملها وطنه، وكل بيت مستقبِل له عنواناً للوفاء والتكاتف. مع عودة الحجاج، تستعيد المجالس العائلية وهجها ودفئها، فيتوافد الأقارب والجيران، وتُزهر اللقاءات بحكايات الطواف والدعاء، وفي قلب هذه الأجواء، يتبادل الأهل الهدايا مع الحاج، في لفتة رمزية تعبّر عن الاحتفاء والامتنان. تتنوّع هذه الهدايا بين العطور والمجوهرات والصكوك الوقفية ذات الطابع المعنوي، لتُعزّز قيم التواصل الاجتماعي، وتُعيد إلى المجالس روح المشاركة والحكاية. تقول أم فهد، وهي تستعد لاستقبال شقيقها الحاج: «من سنوات طويلة وهو يحلم بالحج، وكان يتقدّم كل عام دون نصيب، الحمد لله هذا العام تم له الأمر... وفرحتنا لا توصف، وكأن قدومه أعاد للبيت بركته وحنينه». وتتابع:«قررت أن أهديه صكاً وقفياً من مشروع وقف «جيران النبي»، لأن الهدية لابد أن تكون في مستوى الرحلة، رحلة فيها بركة وأجر، وتبقى ذكراها طول العمر». وترى أن الهدية، في جوهرها، رسالة حب ودعاء وامتنان، تعبّر عن حجم الفرح بعودة الحاج سالماً، بعد أن أدى فريضة العمر. وفي السنوات الأخيرة، أعاد الكثير من الأفراد إحياء هذا التقليد بروح متجددة، فباتت الهدايا ذات الطابع الديني والمعنوي تحظى باهتمام أكبر، مثل الصدقات الجارية أو الصكوك الوقفية التي تُهدى باسم الحاج، وتُضاف إلى رصيده الروحي ليكون التقدير معنوياً وروحياً في آنٍ معاً. يختار البعض تقديم الهدايا النقدية أو السبائك الذهبية والمجوهرات الفاخرة، خاصة للحجاج كبار السن أو لمن يحج للمرة الأولى، تكريماً للمناسبة ومكانة الحاج. من البيوت إلى الأحياء.. امتداد للبهجة لا تقتصر فرحة الاستقبال على حدود العائلة، بل تمتد إلى الحي بأكمله، فيبادر الجيران والأصدقاء وزملاء العمل إلى تقديم التهاني، وإهداء باقات ورد أو عطور، تعبيراً عن فرح جماعي وسرور مشترك. تقول مريم المهيري:«من عاداتي أنا وأخواتي أن نزور كل من يرجع من الحج ومعنا هدية بسيطة أو باقة ورد، نسلّم ونسمع دعواتهم ومواقفهم الجميلة». وتُضيف: «تعلّمنا من أمهاتنا أن الفرح بالحاج يكون بالفعل قبل القول، والهدية رمز للتقدير، وليست فقط واجباً اجتماعياً».


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
القرية العالمية تستقبل طلبات فئات المقاهي والمطاعم والأسواق المفتوحة
دعت القرية العالمية، إحدى أهم المتنزهات الثقافية في العالم، والوجهة العائلية الأولى للثقافة والترفيه والتسوق في المنطقة، الراغبين في الانضمام إلى موسمها الـ30 المرتقب، إلى تقديم مقترحاتهم ضمن فئات المطاعم والمقاهي والأسواق المفتوحة. وتوفر هذه الفئات فرصة متميزة لأصحاب المشاريع لابتكار تجارب طعام أو مفاهيم جديدة في مواقع رئيسة داخل الوجهة، مثل طريق آسيا المتنوع، وركن التشات الهندي الشهير، كما تشمل الدعوة تقديم مقترحات لمفاهيم جديدة ضمن فئة السوق المفتوح. وشهد شركاء القرية العالمية من أصحاب المطاعم والمتاجر، على مدار مواسمها، نجاحاً كبيراً، بفضل ما تتمتع به الوجهة من بنية تحتية مستقرة ومحفزة، حيث استقطب الموسم الـ29 رقماً قياسياً بلغ 10.5 ملايين زائر، واحتضن أكثر من 3500 منفذ تسوق، وما يزيد على 250 خياراً لتجارب الطعام، إلى جانب أكثر من 75 شريكاً جديداً.