logo
غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة

غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة

العربيةمنذ 2 أيام

الحالة فى غزة وحالة الغزاويين باتت تفوق الخيال، دمار فى كل مكان، قتلى، جرحى، جوعى، عطشى، والعالم السياسى يتفرج، بينما العالم الإنسانى يصرخ ويئن مع هؤلاء، ودولة الاحتلال تكمل جرائمها ولا تبالى رغم الأصوات من داخل المجتمع الإسرائيلى وأيضًا يهود العالم الرافض لهذه الانتهاكات الإنسانية، فمع توسيع جيش الاحتلال حربه على غزة فى إطار ما يسمى بعملية «مركبات جدعون» نزح أكثر من ١٠٠ ألف فلسطينى إلى وسط مدينة غزة ذاتها، فارين من الهجمات الإسرائيلية على شمال القطاع، لتتحول مدينة غزة، التى كانت ذات يوم المركز التجارى والثقافى النابض بالحياة فى الأراضى الفلسطينية، إلى مكان مكتظ بالركام والخيام المتهالكة، حيث يعيش الفلسطينيون فى ظل نقص حاد لأدنى المتطلبات الأساسية للحياة وسط تلال من الأنقاض.
وعلى صوت أنات الجوع والعطش والمرض، يلاحق شبح الموت آلاف الفلسطينيين، خاصة من الأطفال، مع تواصل جنازير القتل الإسرائيلية فى حصد الأرواح، حيث أودت الغارات الجوية والقصف المدفعى بحياة أكثر من ألف شخص فى أنحاء القطاع خلال الأيام الماضية، معظمهم من النساء والأطفال. وفى حصيلة إجمالية، وإن كانت لا تشمل آلاف المفقودين تحت الأنقاض، استشهد أكثر من ٥٣ ألف فلسطينى، جراء حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل منذ ٢٠ شهرًا.
وقد رصدت تقارير صحيفة غير عربية مشاهد من أرض الواقع لمأساة سكان غزة فى الوقت الحالى مع تصعيد العدوان وعرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع. وكما وصفت أن كل زاوية فى كل شارع مكتظة بالناس، إنهم يعيشون وسط مكبات النفايات وبرك الصرف الصحى من الذباب والبعوض، ولا يوجد ماء، ولا طعام، ولا شىء. الناس جائعون بشدة، لكن لا يوجد ما يُقدم لهم.
وكان خبراء الأمم المتحدة قد حذروا فى وقت سابق من أن القطاع بالكامل يواجه خطر المجاعة بشكل متسارع، وأصبحت المخازن التابعة للأمم المتحدة فى القطاع فارغة تقريبًا. ورغم ذلك تمكنت وكالات الإغاثة من إبقاء بعض المطابخ المجتمعية تعمل، وتنتج نحو ٣٠٠ ألف وجبة يوميًا.
بعد ضغوط دولية شديدة سمحت إسرائيل فى الأيام القليلة الماضية باستئناف دخول المساعدات إلى غزة بعد حصار كامل فرضته على القطاع منذ مارس الماضى. إلا أن الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل تعرقل إدخال المساعدات، ويستمر القصف بالتوازى مع توزيع بعض المساعدات، مؤكدة أن ما دخل غزة حتى الآن ما هو إلا «كملعقة شاى» فى حين يحتاج القطاع إلى طوفان من المساعدات بحسب وصف الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وتتضاعف معاناة المصابين المرضى على وجه الخصوص مع توقف معظم مستشفيات شمال القطاع بعد قصف أغلبها وتوقفها عن العمل وتكدس القليل المتبقى منها. هذه لا يمكن أن تكون حربًا بل هى إبادة للمدنيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متذرعين بأن الحمساويين مختبئون بين المدنيين.. فغزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولسان حال الغزاويين ونحـن معهم: «العالم لا يكترث حتى لو متنا جميعًا، إنه عالم مخادع ومنافق، يدّعى التحضر والإنسانية لكنه لا يرى إلا بعين واحدة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأخوان ناصر: اليأس دفعَنا لإخراج «كان ياما كان في غزة»
الأخوان ناصر: اليأس دفعَنا لإخراج «كان ياما كان في غزة»

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

الأخوان ناصر: اليأس دفعَنا لإخراج «كان ياما كان في غزة»

حصد الفيلم الفلسطيني «كان ياما كان في غزة» جائزة «أفضل مخرج» في قسم «نظرة ما» بالنسخة الماضية من مهرجان «كان» السينمائي الدولي، وهو العمل الذي أخرجه التوأمان طرزان وعرب ناصر، وتدور أحداثه في غزة عام 2007، حيث تتقاطع مسارات ثلاثة رجال وسط واقع اجتماعي وسياسي معقد، في عمل يمزج بين الدراما والكوميديا السوداء، ويعتمد على معالجة واقعية لا تخلو من البعد الرمزي. لا يطرح الفيلم خطاباً سياسياً تقليدياً، بل يستعرض واقعاً يعيش فيه الأفراد محاصَرون بلا خيار في غزة. وكما يبدو في الفيلم، فإن السياسة ليست سياقاً خارجياً، بل هي جزء من المطبخ، من الشارع، من صمت الليل وضجيج الكهرباء المقطوعة، لا يتعمد الفيلم تقديم شخصيات رمزية، بل شخصيات تتشكل من ظروفها، وتعيش التناقضات. يتتبع الفيلم قصة يحيى (نادر عبد الحي)، شاب جامعي منغلق وحالم، تتقاطع حياته مع أسامة (مجد عيد)، صاحب مطعم يتمتع بكاريزما ودهاء، في ظل الانهيارين الاقتصادي والاجتماعي بالقطاع المحاصَر، ينخرطان معاً في تجارة المخدرات متخفّيين خلف توصيلات ساندويتشات الفلافل. الصراع يشتد حين يظهر في طريقهما الشرطيُّ أبو سامي (رمزي مقدسي)، الذي يمثل نموذجاً للسلطة الفاسدة والهيمنة المتضخمة. طرزان ناصر قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن اختيار عام 2007 ليكون محور أحداث الفيلم لم يكن عبثياً، بل يعود إلى كونه العام الذي أعقب فوز حركة «حماس» بالانتخابات التشريعية، وما ترتب عليه من حصار سياسي واقتصادي مطبق، رسم معالم مرحلة جديدة من العزلة والضيق في القطاع. وأوضح أن الشخصيات ليست رموزاً نمطية بقدر ما هي انعكاسات لتأثير الواقع القاسي على الأفراد الذين عانوا اليأس والحصار سنوات طويلة، مشيراً إلى أن شخصية «أبو سامي» ليست تجسيداً لحكومة أو حزب، بل شخصية ذات طموح سُلطوي هش، اختار أن يبني قوته من خلال الشارة والسلاح. في المقابل، يحاول «أسامة» خلق مساحته الخاصة، ويبني سلطته من علاقاته وقدرته على المناورة، دون اللجوء إلى أدوات الدولة. مشهد من الفيلم - الشركة المنتِجة وعن اختيار الممثلين، أشار طرزان ناصر إلى أن «هذه العملية كانت حاسمة ومبنية على طاقة كل ممثل ومدى اقترابه من الجوهر الداخلي للشخصية، فالممثل نادر عبد الحي، الذي يؤدي دور «يحيى»، جرى اختياره بعد مشاهدة صورة واحدة له. وقال إن ملامحه تحمل ذلك الحزن الساكن، والضعف الهادئ، وهو ما كان مطلوباً لإضفاء عمق على شخصية الطالب المنكفئ على ذاته، جرى العمل معه عن بُعد لفترة طويلة، خصوصاً لتدريبه على اللهجة الغَزّية؛ لكونه سورياً بالأساس، أما الممثل مجد عيد فقد جرى ترشيحه، منذ وقت سابق أثناء التحضير لفيلم «غزة مون آمور». ولاحظ المخرجان في أدائه طبيعة صلبة ولكنها إنسانية، فصوتُه الأجشّ وحضوره القوي أضافا أبعاداً إلى شخصية «أسامة»، التي تتأرجح بين الرغبة في الاستقلال، والوقوع في أخطاء أخلاقية. وقال عرب ناصر إن الموسيقى التصويرية كانت عنصراً أساسياً في صياغة الحالة الشعورية العامة، رغم أنها لم تكن مكتوبة مسبقاً، مشيراً إلى التعاون مع المؤلف الموسيقي أمين بوحافة، الذي يمتلك قدرة خاصة على التقاط المشاعر الغامضة وتحويلها إلى لغة صوتية. ووصف العمل معه بأنه تجربة قائمة على الإحساس، حيث لم تُقدَّم له توجيهات مباشرة، بل ملاحظات عامة عن الإيقاع والمزاج، ليحولها إلى مقطوعات تعكس التوتر الكامن والحس الإنساني في المشاهد. وأشار إلى أن «الموسيقى لم تكن مصممة لتُبرز، بل لتخدم الصورة وتندمج معها، ألحان بوحافة في الفيلم تحمل طابعاً داخلياً، لا تسعى لإثارة، بل للتفسير الهادئ لما يحدث على مستوى اللاوعي، وهي معالجة جعلت الصوتيات جزءاً أصيلاً من البناء الدرامي». صُناع الفيلم خلال العرض الأول في «كان» - الشركة المنتِجة أما الصورة فتولّاها مدير التصوير كريستوف جرايلوت، الذي تعاون معه الأخوان مسبقاً، وقال عرب ناصر إن التصوير كان مبنياً على فهم دقيق لروح غزة، لا لشكلها المتداول في الإعلام، لافتاً إلى أن جرايلوت أسهم في خلق بيئة بصرية قادرة على تمثيل غزة، رغم أن التصوير جرى في الأردن، وهو تحدٍّ فرض عليهم العناية المفرطة بالتفاصيل المرتبطة بالإضاءة، ومواقع التصوير، وزوايا الكاميرا، والخلفيات، حتى يبدو المكان حقيقياً لمن يعرف المدينة جيداً. غياب العنصر النسائي في الفيلم كان قراراً مدروساً، وفقاً لعرب ناصر الذي يفسره بوصفه عكس الفراغ العاطفي، والحنان الغائب، والوحدة التي تعصف بالشخصيات الثلاث، يحيى، على سبيل المثال، يفتقد والدته وأخته اللتين تعيشان في الضفة الغربية، وهو غارق في عزلة مركبة، وانعكاس لواقع عاطفي ممزّق، حيث العلاقات الإنسانية تُبتَر بفعل الجغرافيا والسياسة. وعن اختيار اسم الفيلم، قال طرزان ناصر إن «كان ياما كان» هو أكثر ما يعكس واقع غزة، ففي هذا المكان لا شيء مضمون، الحياة نفسها قد تتحول إلى ذكرى في لحظة، بالأمس كنت تضحك، واليوم صرت من الأرقام، وغزة ليست فحسب ميدان الصراع كما تُصورها وسائل الإعلام، ولكنها مكان مليء بالحياة، والموسيقى والبحر، لكنه تحت الحصار.

حصار بين الجوع والهدنة: حماس تدرس الرد على المبادرة الأمريكية
حصار بين الجوع والهدنة: حماس تدرس الرد على المبادرة الأمريكية

سعورس

timeمنذ 3 ساعات

  • سعورس

حصار بين الجوع والهدنة: حماس تدرس الرد على المبادرة الأمريكية

مقترح ويتكوف وفي الأثناء، أعلنت حركة حماس أنها ستقدم ردها على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار، والذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وأكدت مصادر مطلعة أن الحركة تميل نحو القبول بالمقترح، لكنها ستقدّم تحفظات تتعلق بمسائل رئيسية، أبرزها غياب ضمانات دولية لوقف الحرب، وطريقة الإفراج عن الأسرى. ووفقًا لتلك المصادر، ستطالب حماس بأن يتم الإفراج عن الأسرى على مراحل خلال مدة الهدنة البالغة 60 يومًا، بدلًا من جدول زمني ضاغط من يومين فقط. كما ستشدد في ردها على ضرورة تقديم واشنطن ضمانات حقيقية بعدم استئناف إسرائيل القتال بمجرد انتهاء الهدنة، إلى جانب ضمانات بالانسحاب من غزة. مأساة إنسانية وتتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مع دخول الأزمة شهرها التاسع وبلوغ المجاعة مستويات حرجة، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن الوضع الإنساني بلغ مرحلة «خطيرة للغاية». وقال البرنامج في بيان إن الحاجة أصبحت ملحة لضخ كميات ضخمة من الغذاء خلال الأيام المقبلة «لتهدئة المخاوف وبناء الثقة مجددًا مع المجتمعات المحلية». ويأتي هذا التطور بينما تواصل إسرائيل فرض حصار خانق على القطاع منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، وتمنع دخول كميات كافية من الغذاء، ما يضع أكثر من مليون فلسطيني على حافة المجاعة بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ما المقصود بالمجاعة؟ بحسب «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» (IPC)، تُعلن المجاعة رسميًا عند تحقق ثلاثة معايير رئيسية: 1. %20 من الأسر تواجه نقصًا حادًا في الغذاء أو تتضور جوعًا. 2. %30 من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد (هزال شديد). 3. معدل وفيات يومي مرتفع: وفاة اثنين من البالغين أو أربعة أطفال لكل 10.000 شخص يوميًا بسبب الجوع ومضاعفاته. يمكن أن تحدث المجاعة في مناطق صغيرة محددة، ويستدعي إعلانها رسميًا توفر بيانات دقيقة، وهو أمر صعب في أماكن مغلقة كغزة. هل تم إعلان المجاعة في غزة؟ لا، لم تُعلن مجاعة رسمية بعد، لكن: • خبراء ومنظمات دولية حذروا منذ شهور من أن غزة «على شفا المجاعة». • الأمم المتحدة وصفت الوضع الغذائي في القطاع بأنه كارثي، مع استمرار الحصار الإسرائيلي. • تدفق الغذاء يوصف بأنه «قطرة في بحر» مقارنة بحجم الاحتياج الإنساني. من يملك صلاحية إعلان المجاعة؟ • لا توجد جهة واحدة مخولة بإعلان المجاعة رسميًا. • عادةً ما يتم الإعلان استنادًا إلى تحليل من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي. • يُصدر الإعلان غالبًا عبر الأمم المتحدة أو الحكومات أو مجموعة تقييم متعددة المنظمات. قال ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة: «لا يجب انتظار إعلان رسمي لاعتبار الوضع مجاعة، عندما تُظهر البيانات الوصول إلى حدّ المجاعة، فهي كذلك بالفعل». ماذا يحدث عند إعلان المجاعة؟ • يُفترض أن يتحرك المجتمع الدولي لتوفير مساعدات جماعية عاجلة. • تُفتح خطوط تمويل ويتم تكثيف التوزيع الغذائي داخل المناطق المنكوبة. لكن الواقع في غزة يشير إلى أن الوضع مختلف تمامًا: • بعد شهرين ونصف من الحصار الكامل، دخلت كميات ضئيلة من الغذاء. • عمليات التوزيع تعرقلها الفوضى والغارات الإسرائيلية. • إسرائيل تقول إنها أدخلت 1000 شاحنة في 12 يومًا، لكن الرقم أدنى بكثير من حاجة القطاع.

«الداخلية»: قرارات إدارية بحق 20 مخالفاً لأنظمة وتعليمات الحج
«الداخلية»: قرارات إدارية بحق 20 مخالفاً لأنظمة وتعليمات الحج

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

«الداخلية»: قرارات إدارية بحق 20 مخالفاً لأنظمة وتعليمات الحج

تابعوا عكاظ على أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة (5) وافدين و(15) مواطناً لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم (94) مخالفاً لا يحملون تصاريح لأداء الحج. وأصدرت الوزارة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين قرارات إدارية عبر اللجان الإدارية الموسمية، تضمنت عقوبات بالسجن وغرامات مالية تصل إلى (100,000) ريال، والتشهير بالناقلين وترحيل الوافدين منهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات بعد تنفيذ العقوبة، والمطالبة بمصادرة المركبات المستخدمة في النقل قضائياً، ومعاقبة من حاول أداء الحج دون تصريح بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال. أخبار ذات صلة ودعت وزارة الداخلية جميع المواطنين والوافدين إلى التقيد والالتزام بأنظمة وتعليمات الحج لينعم ضيوف الرحمن في أداء نسكهم بالأمن والأمان. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store