logo
خدمة العلم .. رهان المستقبل وسلاح الوطن

خدمة العلم .. رهان المستقبل وسلاح الوطن

عمونمنذ 2 أيام
حين أعلن عن قرار إعادة خدمة العلم لم يكن وقع الخبر عادياً على مسامع الأردنيين بل كان أشبه بجرس نهضة يقرع في القلوب قبل العقول فيوقظ في النفوس مشاعر الفخر والعزيمة ويستنهض الهمم لمواجهة التحديات والوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الغاصب المجرم الذي لا يتوقف عن دس أطماعه الخبيثة في أرضنا ومقدساتنا وقد كان القرار تعبيراً صادقاً عن رؤية القيادة الهاشمية التي تؤمن بأن الدفاع عن الوطن ليس خياراً بل واجب مقدس وأن إعداد الأجيال هو خط الدفاع الأول عن الأردن الحصين.
لقد جاءت إعادة خدمة العلم كخطة استراتيجية تتجاوز بعدها العسكري لتصبح مشروعاً وطنياً شاملاً لبناء الإنسان الأردني ولترسيخ الهوية الوطنية والانتماء الحقيقي والانضباط الصارم في نفوس شبابنا فهي ليست مجرد فترة تدريب عسكري بل مدرسة متكاملة تصوغ الرجال وتمنحهم فرصة لاكتشاف قدراتهم وتغرس فيهم قيم الرجولة والتضحية وتحمل المسؤولية ومن خلالها يُبعد الشباب عن مستنقعات البطالة والتشتت ليكونوا طاقة فاعلة في بناء وطنهم بدلاً من أن يضيعوا في فراغ قاتل يبدد الطاقات.
وإذ يشكل الشباب غالبية المجتمع الأردني فإن هذا القرار جاء ليضعهم في مكانهم الطبيعي في مقدمة الصفوف ولأن القيادة الهاشمية أدركت دائماً أن المستقبل لا يُبنى إلا بسواعد الشباب وعزيمتهم كان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في طليعة الداعمين والمبادرين لمثل هذه القرارات فقد كان سموه منذ بداية عهده قريباً من قضايا الشباب حاملاً همومهم مؤمناً بقدراتهم معلناً أن الشباب هم ذخيرة الأردن وسر صموده إن حضوره بينهم وتواصله الدائم مع طموحاتهم يجعل من إعادة خدمة العلم فرصة لتجسيد رؤيته في صناعة جيل واثق قوي منضبط يعرف تماماً معنى أن يكون أردنياً هاشمياً.
إن خدمة العلم تعني في جوهرها إعداد جيل يدرك أن الدفاع عن الوطن شرف وواجب وأن الأردن بفضل الله ثم بقيادته وشعبه سيبقى عصياً على كل معتد غاصب وهي أيضاً رسالة مباشرة إلى العدو الاسرائيلي بأن الأردن ليس وحده محصناً بسلاحه وجيشه الباسل فقط بل محصن أيضاً بشبابه الذين تربوا على الولاء والانتماء ويقفون خلف قيادتهم الهاشمية صفاً واحداً لا يلين.
لقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة يؤكد دائماً أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في وحدته الداخلية وتماسك شعبه حول جيشه وأجهزته الأمنية واليوم يأتي قرار إعادة خدمة العلم ليجسد هذه الرؤية الملكية عملياً فيحوّل الشباب من متلق إلى مشارك ومن عاطل إلى فاعل ومن فرد عادي إلى جندي في مشروع الوطن الكبير ومع وجود ولي العهد الذي يمثل جيل الشباب ويعيش همومه وطموحاته تتجدد الثقة بأن الأردن يخطو بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر صلابة واستقراراً.
إنها مرحلة جديدة من مسيرة الدولة الأردنية تعلن أن الأردن لا يكتفي برد الفعل بل يبادر بالفعل فإعادة خدمة العلم ليست عودة إلى الماضي بل انطلاقة نحو المستقبل حيث تتجذر قيم الوطنية والانضباط والتضحية في نفوس أبنائنا إنها صمام أمان يضمن أن يبقى الأردن قوياً متماسكاً مستعداً لمواجهة أي خطر ومحافظاً على كرامته وسيادته.
ولعل أجمل ما في هذا القرار أنه يجمع بين الحكمة الملكية والرؤية الشبابية بين قيادة عليا تعرف حجم التحديات وتضع الخطط لمواجهتها وولي عهد يقف بين أبناء جيله ليؤكد أن الأردن لا يبنيه إلا شبابه ومعاً يشكلان معادلة وطنية قوامها الثقة والعزم والانتماء ليبقى الأردن كما كان دائماً صخرة تتحطم عليها أطماع المعتدين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شكر على تعاز بوفاة غالب عايد المجالي
شكر على تعاز بوفاة غالب عايد المجالي

عمون

timeمنذ 10 دقائق

  • عمون

شكر على تعاز بوفاة غالب عايد المجالي

عمون - تتقدم عشيرة المجالي كافة بعظيم الشكر والامتنان والعرفان إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله والذين غمرونا بمشاعرهم النبيلة الطيبة والذي خفف مصابنا ولتفضلهما بانتداب معالي رئيس الديوان الملكي العامر معالي يوسف العيسوي لتقديم التعازي بفقيدنا الغالي المرحوم ( غالب عايد المجالي / أبو بسام ) فالشكر لمقامكم السامي لهذه اللفتة الهاشمية الكريمة وقد عودتمونا على مشاركة شعبكم أفراحهم وأحزانهم. كما ونتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة والوجهاء وشيوخ العشائر وكبار ضباط وأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من الأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني والمخابرات العامة، وممثلي المؤسسات الرسمية والخاصة والزملاء جميعاً من الحكام الإداريين والموظفين من وزارة الداخلية وأبناء الوطن جميعاً، الذين قدموا واجب العزاء سواء الحضور إلى بيت العزاء أو الاتصال الهاتفي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذين شاركونا مصابنا الجلل مما كان له عميق في تخفيف المصاب وترسيخ العلاقة الاجتماعية الراقية التي تزين نسيج العائلة الأردنية الواحدة. داعين المولى عز وجل أن يحفظ قيادتنا الهاشمية وطننا الغالي ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. ولا أراكم الله مكروه في عزيز.

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ
خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

الانباط اليومية

timeمنذ 44 دقائق

  • الانباط اليومية

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

الأنباط - خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ أ. د. اخليف الطراونة ــــــــــــــــــــــــــــــــ جاء قرار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإعادة تفعيل قانون خدمة العلم خطوة استراتيجية في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني، لما تحمله من دلالات عميقة تتجاوز البعد العسكري إلى بناء الإنسان الأردني وتعزيز هويته وانتمائه. فخدمة العلم في جوهرها ليست إجراءً إداريًا عابرًا، بل مشروع وطني لإعادة وصل الأجيال بجذورهم، ولغرس قيم الانضباط والمسؤولية والتضحية، في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتعاظم التحديات. لقد دعوت، بصفتي الأكاديمية، منذ عام 2010 – بصيغة مختلفة – إلى تفعيل هذا المسار، إيمانًا بأن الشباب هم الركيزة الأولى في معادلة النهضة الوطنية. وما زلت أؤكد أن خدمة العلم لا ينبغي أن تكون تجربة معزولة، بل جزءًا من منظومة تعليمية وتربوية متكاملة تعزز رسالة الجامعة وتعيد الاعتبار لدورها في إعداد جيل متوازن: عالمٍ في تخصصه، ثابتٍ على قيمه، قادرٍ على حمل مسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه. وانطلاقًا من هذه الرؤية، أعيد طرح مقترحي القائم على دمج مادتي التربية الوطنية والعلوم العسكرية في مادة عملية واحدة (بواقع ست ساعات معتمدة)، تُنفذ على شكل تدريب ميداني مكثف في أحد الفصول الصيفية، وتشمل جميع طلبة الجامعات والكليات الجامعية وكليات المجتمع، ذكورًا وإناثًا، دون استثناء. وتُموَّل هذه التجربة من خلال رسوم المادة، بحيث يُخصص جزء منها لدعم الجامعات، ويُوجَّه الجزء الآخر لتغطية كلفة التدريب وتنظيمه. ولا يقتصر هذا التدريب على المحاضرات الصفية، بل يُبنى على أسس عملية واضحة: * الذكور يتلقون تدريبات ميدانية عسكرية بإشراف المتقاعدين العسكريين، مقرونة بمحاضرات في الهوية الوطنية والانضباط. * الإناث يشاركن في برامج تدريبية نوعية، مثل الخدمات الطبية، والشرطة النسوية، والأمن الوطني، والعمل المجتمعي، بما يعكس أن خدمة الوطن مسؤولية مشتركة. إن دمج البعدين الوطني والعسكري في تجربة تعليمية واحدة سيُحدث نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي، إذ يربط الطالب بالواقع العملي، ويمنحه خبرات حياتية ومجتمعية لا تقل أهمية عن تحصيله الأكاديمي. وبهذا تصبح الجامعات الأردنية أكثر التصاقًا برسالتها التربوية والوطنية، وأقرب إلى دورها التاريخي في صياغة وعي الأجيال وصناعة مستقبل الدولة. إن خدمة العلم حين تقترن بالتربية الوطنية والتدريب الميداني، تتحول إلى مشروع دولة، لا مجرد برنامج مؤقت. مشروع يعيد للشباب ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم، ويمنحهم أدوات القوة والمعرفة، ويصوغ جيلًا مسلحًا بالعلم والانضباط والهوية. جيل يعرف أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو هوية وواجب ورسالة ومسؤولية. ومن هنا، فإنني أتوجه بهذا المقترح إلى أصحاب القرار، وإلى مجلس التعليم العالي، وإلى شبابنا وطلبتنا، ليكون تعزيزًا لخدمة العلم وإضافة نوعية لأهدافه، لا بديلاً عنه. فخدمة العلم تبقى في جوهرها مشروعًا عسكريًا وطنيًا، وما أقترحه هو تكامل بين الجامعة والدولة، بين قاعة الدرس وساحة التدريب، ليكون شبابنا أكثر وعيًا وانتماءً، وأقدر على حمل مسؤوليات المستقبل.

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ
خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

جاء قرار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإعادة تفعيل قانون خدمة العلم خطوة استراتيجية في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني، لما تحمله من دلالات عميقة تتجاوز البعد العسكري إلى بناء الإنسان الأردني وتعزيز هويته وانتمائه. فخدمة العلم في جوهرها ليست إجراءً إداريًا عابرًا، بل مشروع وطني لإعادة وصل الأجيال بجذورهم، ولغرس قيم الانضباط والمسؤولية والتضحية، في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتعاظم التحديات. لقد دعوت، بصفتي الأكاديمية، منذ عام 2010 – بصيغة مختلفة – إلى تفعيل هذا المسار، إيمانًا بأن الشباب هم الركيزة الأولى في معادلة النهضة الوطنية. وما زلت أؤكد أن خدمة العلم لا ينبغي أن تكون تجربة معزولة، بل جزءًا من منظومة تعليمية وتربوية متكاملة تعزز رسالة الجامعة وتعيد الاعتبار لدورها في إعداد جيل متوازن: عالمٍ في تخصصه، ثابتٍ على قيمه، قادرٍ على حمل مسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه. وانطلاقًا من هذه الرؤية، أعيد طرح مقترحي القائم على دمج مادتي التربية الوطنية والعلوم العسكرية في مادة عملية واحدة (بواقع ست ساعات معتمدة)، تُنفذ على شكل تدريب ميداني مكثف في أحد الفصول الصيفية، وتشمل جميع طلبة الجامعات والكليات الجامعية وكليات المجتمع، ذكورًا وإناثًا، دون استثناء. وتُموَّل هذه التجربة من خلال رسوم المادة، بحيث يُخصص جزء منها لدعم الجامعات، ويُوجَّه الجزء الآخر لتغطية كلفة التدريب وتنظيمه. ولا يقتصر هذا التدريب على المحاضرات الصفية، بل يُبنى على أسس عملية واضحة: * الذكور يتلقون تدريبات ميدانية عسكرية بإشراف المتقاعدين العسكريين، مقرونة بمحاضرات في الهوية الوطنية والانضباط. * الإناث يشاركن في برامج تدريبية نوعية، مثل الخدمات الطبية، والشرطة النسوية، والأمن الوطني، والعمل المجتمعي، بما يعكس أن خدمة الوطن مسؤولية مشتركة. إن دمج البعدين الوطني والعسكري في تجربة تعليمية واحدة سيُحدث نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي، إذ يربط الطالب بالواقع العملي، ويمنحه خبرات حياتية ومجتمعية لا تقل أهمية عن تحصيله الأكاديمي. وبهذا تصبح الجامعات الأردنية أكثر التصاقًا برسالتها التربوية والوطنية، وأقرب إلى دورها التاريخي في صياغة وعي الأجيال وصناعة مستقبل الدولة. إن خدمة العلم حين تقترن بالتربية الوطنية والتدريب الميداني، تتحول إلى مشروع دولة، لا مجرد برنامج مؤقت. مشروع يعيد للشباب ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم، ويمنحهم أدوات القوة والمعرفة، ويصوغ جيلًا مسلحًا بالعلم والانضباط والهوية. جيل يعرف أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو هوية وواجب ورسالة ومسؤولية. ومن هنا، فإنني أتوجه بهذا المقترح إلى أصحاب القرار، وإلى مجلس التعليم العالي، وإلى شبابنا وطلبتنا، ليكون تعزيزًا لخدمة العلم وإضافة نوعية لأهدافه، لا بديلاً عنه. فخدمة العلم تبقى في جوهرها مشروعًا عسكريًا وطنيًا، وما أقترحه هو تكامل بين الجامعة والدولة، بين قاعة الدرس وساحة التدريب، ليكون شبابنا أكثر وعيًا وانتماءً، وأقدر على حمل مسؤوليات المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store