
المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول: صفقة تبادل أسرى من دون هدنة
أعربت روسيا اليوم الجمعة على لسان رئيس وفدها المفاوض فلاديمير ميدينسكي في
المحدثات المباشرة
مع كييف عن "ارتياحها" واستعدادها "لمواصلة الاتصالات" مع أوكرانيا في وقت ندّدت كييف بمطالب "غير مقبولة" للتنازل عن الأرض. والتقى الوفدان بوجود وسطاء أتراك، في قصر دولما بهتشة، واستمر الاجتماع ساعة وأربعين دقيقة تقريباً وانتهى من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشكل "أولوية" بالنسبة لكييف وحلفائها. وأكد ميدينسكي في تصريح صحافي مقتضب أنه يتعيّن على الجانبين حاليا "عرض رؤيتيهما" للهدنة و"تفصيلها".
وأعلن الأوكرانيون والروس أنهم اتفقوا على تبادل "عدد كبير" من الأسرى، وأكد ميدينسكي أن العدد "يبلغ حوالي ألف مقابل ألف"، وأن التبادل سيحدث "خلال الأيام المقبلة". وفيما أكد رئيس الوفد الأوكراني رستم عمروف ذلك العدد، أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي بـ "نتيجة عظيمة". وأفاد عمروف وميدينسكي بأن الجانب الأوكراني ناقش أيضا احتمال عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين سيكون الأول منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وأشار المفاوض الروسي إلى أن موسكو "أخذت علماً بهذا الطلب". وأكد المفاوض الأوكراني في تصريح للصحافيين أنه يتعين أن تكون هذه "الخطوة التالية".
وقال مسؤول أوكراني لوكالة "فرانس برس"، إن "أعضاء الوفد الروسي قدموا مطالب غير مقبولة تتجاوز ما تمّ البحث به قبل الاجتماع"، من ضمنها "انسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، من أجل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار". وفي حديثه للصحافة، أكد تيخي أن وفد كييف تمكن من الحفاظ على "هدوئه" خلال المناقشات.
في الأثناء، جدد رئيس الوفد الروسي تأكيد موقف الكرملين الرافض للمقترح الأوكراني والغربي بإقامة هدنة مدتها 30 يوماً شرطاً مسبقاً للتفاوض، مقتبساً في ذلك الإمبراطور الفرنسي في القرن الـ19 نابليون بونابارت. وقال ميدينسكي، في تصريحات للإعلامي الموالي للكرملين بقناة "روسيا 1" الحكومية، يفغيني بوبوف، في ختام أول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ ربيع العام 2022، بهدف التوصل إلى حلّ للحرب: "يتحدث كثيرون الآن عن ضرورة
إقامة هدنة
أولاً لمدة 30 أو 60 يوماً. لا يهم (...) الحرب والمفاوضات تجري بالتوازي، كما كان يقول نابليون". وضرب ميدينسكي الذي يعد من المؤرخين مروّجي أيديولوجيا "العالم الروسي" التوسعية، مجموعة من الأمثلة التاريخية على ذلك، مستشهداً بالحروب الأميركية الفيتنامية والكورية والسوفييتية الفنلندية، قبل أن يضيف: "كانت المفاوضات تجري طوال الوقت بالتوازي مع أعمال القتال". من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن الخطوة القادمة في مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تكون تنظيم لقاء بين بوتين وزيلينسكي، مضيفاً أن هذا الأخير كان ينتظر نقاشاً عالي المستوى. وذكر عمروف أن موسكو "أخذت علماً بهذا الطلب"، مشيراً أيضاً إلى "إمكانية عقد اجتماع على مستوى القيادات".
واحتضنت إسطنبول اليوم أول جولة من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكنه جرى تأجيلها مرات عدة منذ أمس الخميس، واستمرت لنحو ساعتين فقط من دون أن تفضي إلى أي نتائج ملموسة في مسألة وقف إطلاق النار باستثناء إبداء الجانبين موافقة مبدئية على عقد لقاء جديد، وفق ما أكده وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي حضر المفاوضات.
وكان بوتين قد اقترح في مؤتمر صحافي عقده ليلة الأحد الماضي، على السلطات الأوكرانية استئناف المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة بهدف "إزالة الأسباب الجذرية للنزاع" و"إقامة سلام مستديم"، محملاً كييف المسؤولية عن فشل الهدن التي أعلنها في المرات السابقة. وفي معرض رده على تصريحات الرئيس الروسي، أكد زيلينسكي أنه بشخصه سينتظر بوتين في إسطنبول، مطالباً بإقامة هدنة فورية مدتها 30 يوماً، من دون أن يتوجه سيد الكرملين إلى
إسطنبول
في نهاية المطاف، مكتفياً بتعيين وفد من المفاوضين اعتبر مستوى أعضائه أقل من التوقعات برئاسة ميدينسكي الذي ترأس الوفد الروسي خلال مفاوضات ربيع عام 2022 في الأسابيع الأولى من الحرب.
أسواق
التحديثات الحية
تراجع مؤشر بورصة موسكو بعد مفاوضات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن المسؤولين الأوكرانيين والروس الذين عقدوا محادثات مباشرة في إسطنبول اتفقوا من حيث المبدأ على الاجتماع مجدداً لإجراء مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وذكر فيدان الذي ترأس المحادثات بين المفاوضين من روسيا وأوكرانيا، في منشور على منصة "إكس" بعد اتّفاق الطرفين على تبادل ألف أسير حرب لكل منهما أنّ الخطوة هدفها بناء الثقة، مضيفاً أنهما سيتبادلان أيضاً كتابياً شروطهما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ردات فعل دولية
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني أنه ناقش مع عدد من قادة الدول الأوروبية والرئيس الأميركي دونالد ترامب آخر مستجدات محادثات السلام في إسطنبول. وأوضحت وكالة "الأناضول" أن ذلك جاء في اجتماع مشترك عُقد عبر الهاتف مع ترامب، وضم كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك، على هامش القمة السادسة للمجتمع السياسي الأوروبي المنعقدة في العاصمة الألبانية تيرانا. وقال زيلينسكي، في تصريح نشره عبر حسابه على "تليغرام"، إن الاجتماع المشترك تناول مجريات اجتماع إسطنبول، مؤكدًا أن "أوكرانيا مستعدة لاتخاذ أسرع الخطوات من أجل تحقيق سلام حقيقي، وأن الموقف القوي للعالم في هذا الملف له أهمية كبيرة".
وشدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده ترفض وقفاً مشروطاً لإطلاق النار، مجدداً دعوته إلى الضغط على روسيا حتى توافق على وقف شامل وغير مشروط للعمليات العسكرية. وقال زيلينسكي: "يجب أن يستمر الضغط على روسيا إلى أن تُظهر استعداداً حقيقياً لإنهاء الحرب"، موجهاً شكره لجميع الدول والجهات التي تقدم الدعم لأوكرانيا حول العالم. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني إن أوكرانيا تسعى لتحقيق السلام، لكن الرئيس الروسي "لا يبدو جادًا" في هذا المسار، داعيًا إلى اتخاذ خطوات جماعية لحماية الأمن والاستقرار الأوروبيين. وشدد على أن بوتين يجب أن يجلس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، قائلا: "لقد وجهنا إنذارًا، ويجب أن نكون مستعدين للمضي قدمًا في ذلك"، مؤكدًا أن الطرف الأوكراني هو الذي يسعى للسلام بالفعل.
بدوره، قال ماكرون إن الرئيس الأميركي اعتبر تجاهل نظيره الروسي لمطالب وقف إطلاق النار في أوكرانيا "غير مقبول"، مشيراً إلى أن الموقف الروسي يُضعف فرص التوصل إلى تسوية سلمية. وأكد أن المسؤولين عن اتخاذ القرار في موسكو لم يشاركوا بعد في مفاوضات مباشرة. وأوضح ماكرون، أن المحادثات تناولت مفاوضات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، ومساعي فرض وقف إطلاق النار، إضافة إلى العقبات التي تحول دون تقدم المفاوضات.
أخبار
التحديثات الحية
زيلينسكي يحضّ ترامب على السفر إلى إسطنبول لإقناع بوتين بالمفاوضات
وأشار ماكرون إلى أن ترامب اعتبر، خلال الاتصال الهاتفي، تجاهل الرئيس الروسي، للمرة الثانية، مطالب الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار "أمرًا غير مقبول"، مضيفاً: "حتى الآن، لم تُعقد أي لقاءات مباشرة بين أصحاب القرار من الجانبين، وهذا ما يُبقي فرص تحقيق تقدم حقيقي محدودة للغاية". ولفت إلى أهمية المضي قدمًا في التنسيق الأوروبي الأميركي من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
تشديد الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم بعد إطلاق النار بواشنطن
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إنه أوعز بتعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم بعد مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار خارج مقر فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن العاصمة. وزعم نتنياهو أن إطلاق النار هو نتيجة للتحريض ضد إسرائيل، في إشارة منه إلى الانتقادات الدولية الواسعة والمتصاعدة في الأيام الأخيرة، بسبب حرب الإبادة على قطاع غزة. وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوانه: "نحن نشهد الثمن الفظيع لمعاداة السامية وللتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل. إن الافتراءات ضد إسرائيل تكلف أرواحاً ويجب محاربتها بلا هوادة. قلبي يتألم مع عائلتي الشاب والشابة المحبوبين، اللذين فقدا حياتهما فجأة على يد قاتل معادٍ للسامية. أوعزت بتعزيز الإجراءات الأمنية في ممثليات إسرائيل حول العالم وتعزيز حماية ممثلي الدولة". وعبّر نتنياهو بحسب البيان عن صدمته جراء إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه تحدث مع سفير إسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، واستمع منه إلى تحديث فوري حول تفاصيل الحادثة. وأشار البيان إلى أن "المدعية العامة للولايات المتحدة بام بوندي تحدثت مع رئيس الوزراء ووضّحت له جميع المعلومات المتاحة حتى هذه اللحظة حول هوية القاتل وموظفي السفارة اللذين تعرضا للقتل. وقالت المدعية بوندي لرئيس الوزراء إنها تشعر بأسف عميق، وأكدت أن الرئيس دونالد ترامب مشارك في إدارة الحدث، وأن الولايات المتحدة ستعمل على تقديم القاتل للعدالة". أخبار التحديثات الحية مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار بواشنطن وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحادثة، كاتبا على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" أن "هذه الجرائم الفظيعة... المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقّف الآن!"، مشيرا إلى أنه "لا مكان للكراهية والتعصّب في الولايات المتحدة". وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم قد قالت في منشور على إكس إنّ "اثنين من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية قتلا بطريقة عبثية هذا المساء قرب المتحف اليهودي في واشنطن. ونحن باشرنا التحقيق". وأكد مسؤولون في واشنطن أن المشتبه به في إطلاق النار الذي دخل المبنى بعد العملية هو قيد الاحتجاز. كما قالت رئيسة الشرطة في واشنطن باميلا سميث خلال إحاطة إعلامية، بحسب ما تنقل وكالة فرانس برس: "قبل عملية إطلاق النار، شوهد رجل يسير ذهابا وإيابا خارج المتحف. وهو اقترب من مجموعة من أربعة أشخاص وأخرج سلاحا يدويا وأطلق النار"، وأشارت إلى أن "العملية ارتكبت على الأرجح من شخص واحد وهو قيد التوقيف"، وقالت إن المشتبه به هتف "فلسطين حرّة حرّة" أثناء توقيفه. وقدّمته الشرطة باسم الياس رودريغيز (30 عاما)، وهو من شيكاغو في شمال الولايات المتحدة.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
5 دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل بعد استهداف وفد دبلوماسي في جنين
أعلنت كلّ من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والبرتغال، اليوم الأربعاء، أنها ستستدعي سفراء إسرائيل لديها للحصول على توضيحات بشأن ما حصل في جنين من استهداف لوفد دبلوماسي في وقت سابق اليوم. وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي في أثناء زيارته محيط مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، للاطلاع على معاناة المواطنين، من دون تسجيل إصابات. إيطاليا وقال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، اليوم الأربعاء، إنه وجه السكرتير العام لوزارة الخارجية باستدعاء سفير إسرائيل لدى روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين. واعتبر تاياني، في منشور عبر منصة إكس، أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتّجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات "غير مقبولة". وكتب: "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة". وأضاف تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الإيطالي أليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحاً أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين". Ho appena parlato con Alessandro Tutino il vice console d'Italia a Gerusalemme che sta bene e che era fra i diplomatici che sarebbero stati attaccati a colpi di arma da fuoco vicino al campo profughi di al governo di Israele di chiarire immediatamente… — Antonio Tajani (@Antonio_Tajani) May 21, 2025 فرنسا أعلن وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، أن السفير الإسرائيلي لدى باريس سيُستدعى لتقديم توضيحاته بشأن ما حصل. وكتب عبر منصة إكس: "تعرضت زيارة لجنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال. هذا أمر غير مقبول. سيُستدعى السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحاته"، مبدياً الدعم الكامل لوكلاء فرنسا في الموقع، وعملهم الرائع في ظل الظروف الصعبة، وفق قوله. Une visite à Jénine, à laquelle participait un de nos diplomates, a essuyé des tirs de soldats israéliens. C'est inacceptable. L'ambassadeur d'Israël sera convoqué pour s'expliquer. Plein soutien à nos agents sur place et leur travail remarquable dans des conditions éprouvantes. — Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) May 21, 2025 إسبانيا أفادت وكالة فرانس برس عن مصدر في وزارة الخارجية الإسبانية، بأن مدريد استدعت القائم بالأعمال الإسرائيلي، وذلك بعد وقت قصير من تنديد مدريد "بشدّة" بإطلاق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية باتّجاه دبلوماسيين أجانب كانوا يشاركون في زيارة من تنظيم السلطة الفلسطينية في جنين. وجاء في بيان مقتضب نشرته "فرانس برس" أن "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة". البرتغال أعلن وزير الخارجية البرتغالي، الأربعاء، أن بلاده استدعت السفير الإسرائيلي للاحتجاج على إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار خلال زيارة دبلوماسيين أجانب للضفة الغربية المحتلة. وقالت الوزارة، في بيان: "في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال"، مضيفة أنها "تدين بشدة" إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليًا كان ضمن مجموعة الدبلوماسيين الأجانب. ألمانيا وفي أعقاب إطلاق النار، أجرى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اتصالًا هاتفيًا بنظيره الإسرائيلي جدعون ساعر. جاء ذلك حسب تصريح أدلت به وزارة الخارجية الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين، اليوم الأربعاء. وردًا على سؤال عمّا إذا كانت برلين قد استدعت السفير الإسرائيلي لديها على خلفية هذه الواقعة، وذلك على غرار ما حدث في دول أوروبية أخرى، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن "وزير الخارجية فاديفول تحدث اليوم مباشرة مع وزير الخارجية الإسرائيلي عبر الهاتف". وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد دانت "بشدة" إطلاق الجيش الإسرائيلي النار في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان إنه "يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فوراً عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين. وهذا ما سيُبلغه أيضاً وزير الخارجية يوهان فادفول لنظيره الإسرائيلي". بلجيكا طالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو إسرائيل، بـ"توضيحات مقنعة" بعد عيارات نارية تحذيرية أطلقها جنود إسرائيليون، واستهدفت بحسب قوله "عشرين دبلوماسياً" في الضفة الغربية المحتلة، بينهم بلجيكي. وقال بريفو عبر منصة إكس، إن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، مؤكداً أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين جرى تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي، ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح". أخبار التحديثات الحية قوات الاحتلال تطلق النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي في جنين تركيا استنكرت وزارة الخارجية التركية "بأشد العبارات" إطلاق النار على دبلوماسيين، من بينهم أتراك، خلال زيارتهم مدينة جنين، مضيفة أن أنقرة تدعو إلى تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين. وقالت الوزارة في بيان: "هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مضيفة أن دبلوماسياً من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة. وتابعت: "يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديداً خطيراً ليس فقط لسلامة الأفراد، بل للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول". الأمم المتحدة إلى ذلك، نددت الأمم المتحدة بإطلاق النار، مطالبة السلطات الإسرائيلية بإجراء "تحقيق دقيق". وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك، إن "هؤلاء الدبلوماسيين، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول". الاتحاد الأوروبي حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إسرائيل على محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار الذي جرى بالقرب من مدينة جنين ومخيمها. مصر دانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، واقعة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على موكب دبلوماسي ضم سفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية من عدة دول، بينهم السفير المصري لدى فلسطين، وذلك خلال زيارتهم مدينة جنين الفلسطينية. وأوضحت الخارجية المصرية أن الوفد الدبلوماسي الدولي كان في زيارة لجنين ضمن جولة تنسيقية نظمتها وزارة الخارجية الفلسطينية، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على إطلاق قنابل نارية صوب الموكب خلال تحركه في المدينة، في سلوك وصفته القاهرة بأنه "منافٍ للأعراف الدبلوماسية كافة". وشدد البيان على "الرفض المطلق لتلك الواقعة"، وطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات الحادث، مؤكداً أن ما جرى يمثل "انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية التي تحكم حرمة البعثات الدبلوماسية". الأردن أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، بأشدّ العبارات، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه الوفد الذي ضمّ السفير الأردني في رام الله عصام البدور، معتبرة أنه انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاستهداف الذي يُعدّ انتهاكاً للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصاً اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية. وثائق نص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961 ودعا السفير القضاة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة فوراً، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقّه ومحاسبة المسؤولين عنها. مساعدات إنسانية أوروبية إضافية لغزة والضفة وفي سياق منفصل، أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم، تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 50 مليون يورو (56.7 مليون دولار) لغزة والضفة الغربية ضمن حزمة مساعدات أكبر للمنطقة. وقالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حجة لحبيب، إن الأموال التي سيجري توفيرها لمنظمات المساعدات في المنطقة، تهدف "للمساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة وتخفيف معاناة الفلسطينيين". وأضافت: "ولكن لا يمكن أن تصل المساعدات للذين يحتاجونها دون دخول آمن ودون عوائق للعاملين في مجال الإغاثة الانسانية. يجب ضمان ذلك". وبذلك يبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة والضفة الغربية خلال العام الحالي 170 مليون يورو. وأعلنت المفوضية كذلك أنها ستقدم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 20 مليون يورو لسورية لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والرعاية الصحية، ليبلغ الإجمالي هذا العام 202.5 مليون يورو. وقالت لحبيب: "في سورية، نحن نعزز التمويل لمنطقة شمال شرقي البلاد، حيث يحتاج المواطنون بشدة الرعاية الصحية والحماية، ونحن نقوم بذلك بحيادية ودون أي تمييز". وستُخصَّص 13 مليون يورو إضافية للبنان.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
انخفاض أسعار النفط بعد تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات
انخفضت أسعار النفط بنحو واحد بالمائة اليوم الاثنين، بعد إحراز تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ما قلل المخاوف من أن يؤدي النزاع إلى تقليص إمدادات المنتج الرئيسي في الشرق الأوسط. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 70 سنتاً، أو 1.03%، إلى 67.26 دولارا للبرميل عند الساعة 00.30 بتوقيت غرينتش بعدما أغلقت على ارتفاع 3.2% يوم الخميس. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتاً، أو 1.05%، إلى 64 دولاراً للبرميل بعدما أغلق على ارتفاع 3.54% في الجلسة السابقة. وكان يوم الخميس هو آخر يوم للتسوية الأسبوع الماضي بسبب عطلة الجمعة العظيمة. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أميركي بأنها حققت "تقدما جيدا للغاية". يأتي التقدم في المناقشات النووية في أعقاب عقوبات إضافية فرضتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي شملت مصفاة النفط الصينية "تيبوت" بسبب تعاملها مع النفط الخام الإيراني، وهو ما زاد الضغط على طهران في خضم المحادثات. دفعت المخاوف بشأن نقص إمدادات النفط الإيراني والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كلا من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5% الأسبوع الماضي، مسجلين أول مكسب أسبوعي لهما في ثلاثة أسابيع. وعلى نحو منفصل، تبادلت روسيا وأوكرانيا أمس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار ليوم واحد بمناسبة عيد القيامة، والذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتهم كل طرف الآخر بشن مئات الهجمات، بينما نفى الكرملين صدور أمر بتمديد وقف إطلاق النار. أسواق التحديثات الحية الريال الإيراني يتعافى سريعاً جراء المفاوضات مع أميركا روسيا تخفض توقعات أسعار النفط في 2025 في السياق ذاته، خفضت وزارة الاقتصاد الروسية، اليوم الاثنين، توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 بنحو 17% عن توقعاتها في شهر سبتمبر /أيلول لما سيكون عليه السعر هذا العام. وتعتقد الوزارة، وفقا لوكالة إنترفاكس للأنباء، في السيناريو الأساسي للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68 دولارا تقريبا للبرميل، انخفاضا من 81.7 دولارا للبرميل عما افترضته في توقعاتها في سبتمبر/أيلول. وتتوقع الوزارة أن يبلغ سعر خام الأورال، وهو مزيج النفط الرئيسي في روسيا، 56 دولارا للبرميل مقابل 69.7 دولارا للبرميل الذي استندت إليه روسيا في ميزانيتها لعام 2025. ونقلت الوكالة عن ممثل للوزارة قوله "نعتقد أن هذا تقدير متحفظ إلى حد ما". ويحتل سعر نفط الأورال الخام أهمية بالغة في ميزانية الدولة، حيث تُشكل عائدات النفط والغاز ثلث إجمالي إيرادات الميزانية. ونبه البنك المركزي الروسي في وقت سابق من إبريل/نيسان من أن أسعار النفط قد تكون أقل من المتوقع لعدة سنوات نتيجة انخفاض الطلب العالمي. وانخفضت أسعار الأورال في أوائل إبريل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2023، لتتداول عند حوالي 53 دولاراً للبرميل، وجرى تداولها دون 60 دولاراً الأسبوع الماضي. وأكدت الوزارة أيضا أنها لا تتوقع مخاطر ركود كبيرة بسبب الحروب التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً هذا العام يزيد قليلا عن اثنين بالمائة. ونقلت وكالة إنترفاكس عن ممثل الوزارة قوله "لا يزال العالم أوسع من الولايات المتحدة، لذلك ستتم إعادة توجيه بعض التدفقات". وأبقت الوزارة على توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا عند 2.5%، ورفعت توقعاتها للتضخم إلى 7.6% من 4.5% سابقاً، وقالت أيضا إنها تتوقع أن يكون الروبل أقوى قليلا مما افترضته في وقت سابق، بمتوسط 94.3 روبلا مقابل الدولار هذا العام، في حين كانت التوقعات السابقة 96.5 روبلا. اقتصاد دولي التحديثات الحية ثُلث الشركات الأميركية تفقد حق إعادة شراء أصولها في روسيا ويتوقع غولدمان ساكس أن يسجل خام برنت 63 دولاراً للبرميل في المتوسط، في حين سيسجل خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارا للبرميل على مدى بقية العام الحالي، مع توقع أن يسجل خام برنت 58 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 55 دولاراً للبرميل في 2026. وخفض بنك يو.بي.إس توقعاته لسعر خام برنت 12 دولارا للبرميل ليصل إلى 68 دولاراً للبرميل. في الوقت نفسه، يتوقع البنك أن يتداول خام غرب تكساس الوسيط عند 64 دولارا للبرميل. وقررت أوبك التي تضم 12 دولة مصدرة للنفط بقيادة السعودية، وحلفاءها في تجمع أوبك+ بقيادة روسيا، زيادة الإنتاج تدريجياً اعتباراً من الشهر الحالي، بهدف استعادة مستويات الإنتاج التي كانت قائمة قبل أكثر من عامين. ومن المقرر أن يعقد تجمع أوبك+ اجتماعا في نهاية مايو/أيار المقبل لمناقشة مصير قرار زيادة الإنتاج تدريجياً في ضوء الصراع التجاري العالمي الناجم عن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على مجموعة واسعة من الواردات. (رويترز، العربي الجديد)