
اختبار الديموقراطية الأمريكية
لم تعش الولايات المتحدة الأمريكية اختبارا صعبا لمتانة ديموقراطيتها كما هو الحال اليوم مع العهد الترامبي، الذي أخذ يستبد برأيه في كل شاردة وواردة، وبدأ في محاربة الحريات التي كفلها الدستور الأمريكي لكل الناس، وكانت الولايات المتحدة متميزة به طوال عهودها، لكنها اليوم تتراجع وتتحول إلى نظام ديكتاتوري مستبد إرضاء للحركة الصهيونية ودولة إسرائيل. والسؤال: هل تسقط المؤسسة الدستورية الأمريكية أمام مظاهر الاستبداد الترامبي؟
في السياق ذاته فقد اشتهرت الولايات المتحدة بمؤسساتها الديمقراطية المتنوعة، ودرجات قضائها المختلفة، ونظام ولاياتها المستقل في الإطار الفيدرالي، وكل ذلك قد شكل أعمدة في التجربة الديموقراطية التي حفظت للإنسان كرامته وحريته التي لا حدود لها في إطارها القانوني المسموح، والمسموح به كبير حتى أنه ليشمل انتقاد البيت الأبيض والتظاهر أمامه.
غير أن ذلك أخذ في التبدل بشكل مخيف، حين بدأت الأجهزة الفيدرالية باعتقال وطرد كل النشطاء الذين وقفوا في مواجهة جرائم الإبادة التي ارتكبتها دولة إسرائيل في حرب غزة الكارثية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تم منح سفير دولة جنوب أفريقيا مهلة قصيرة ليغادر البلاد، وحتما فكلنا يعرف السبب الجوهري وراء ذلك وهو تبني دولته رفع القضية الجنائية ضد نتنياهو وجنرالاته الذين ارتكبوا أبشع المجازر وجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة. وهو ما صدر في حقهم حكم جنائي دولي أغضب الرئيس ترامب كثيرا.
أمام ذلك فالديموقراطية الأمريكية في موقف صعب، وهي عمود ارتكاز الاتحاد الفيدرالي ورابطها المتين الذي أعطى للدولة حصانتها وقوتها، فهل تنتهي سمات تلك الديموقراطية في هذا العهد؟ أم ستدافع عن نفسها وتسقط كل ملامح الاستبداد القائم؟
واقع الحال فنحن أمام فترة رئاسية عصيبة ستواجه فيها أمريكا قبل غيرها صراعا مريرا بين مسارين متعاكسين، أحدهما يؤمن بالحريات، بل وأبعد فيه إلى درجة الاستبداد العقيم في فرض الشذوذ ومحاربة الجندرة؛ وآخر معاكس له تماما. وبالقدر الذي اكتسب المسار الآخر دعم كل شعوب الأرض المتزنة فيما يتعلق بمحاربة الشذوذ، لكنه أثار حنق كل المؤمنين بالحرية المسؤولة، وكل المؤمنين بالمسار الديموقراطي، بقراراته المستبدة، المنطلقة من رفضه لمواقف مبدئية أبداها عدد من النشطاء داخل حرم جامعة كولمبيا وغيرها، فقرر نفيهم من الوجود بالرغم من قانونية وجودهم، لمجرد أنه يعارضهم التوجه.
إذن نحن أمام مواجهة قائمة بين الحرية المسؤولة والديموقراطية التي تشدق بها الأمريكان، وشنوا باسمها حروبا على الآخرين، بل وأسقطوا حكومات باسمها، وبين الاستبداد الذي سيكون سمة لاسم الرئيس ترامب مستقبلا، لتصبح الترامبية كناية عن الديكتاتورية والاستبداد، فهل يدرك الرئيس ترامب ذلك؟ وهل يريد أن يجعل أثره في التاريخ الأمريكي والعالمي مرتبطا بأسوأ صفة في الوجود الإنساني؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 33 دقائق
- العربية
ترامب: إتمام عملية تبادل كبيرة لسجناء بين روسيا وأوكرانيا
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة، أن عملية تبادل كبيرة لسجناء اكتملت للتو بين روسيا وأوكرانيا. تبادل سجناء كبيرة وكتب ترامب على منصته تروث سوشال "اكتملت للتو عملية تبادل سجناء كبيرة بين روسيا وأوكرانيا. تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يُفضي هذا إلى أمرٍ مهم؟". أتى ذلك بعدما أعلن وزير الخاريجة الروسي، سيرغي لافروف، أن العمل على مذكرة تفاهم لوقف النار في أوكرانيا وصل إلى مرحلة متقدمة. وأضاف في مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، من موسكو، أن بلاده لا ترفض التواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوصل إلى اتفاق. كما تابع أن روسيا ستعقد جولة ثانية من المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، لافتا إلى أن مسألة "شرعية زيلينسكي" ستكون ذات أهمية عندما يتعلق الأمر بتوقيع اتفاق سلام. ورأى أن الاجتماع مع أوكرانيا في الفاتيكان أمر غير واقعي. كذلك اعتبر أن عسكرة الغرب لأوروبا اتجاه خطير للغاية، وأن أوكرانيا توقعت دعما أميركيا أبديا، وفق تعبيره. جاء هذا بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أنه تم اتخاذ قرار بإنشاء منطقة عازلة أمنية على طول الحدود بين روسيا وأوكرانيا، مبيناً أن القوات الروسية تعمل حالياً على ذلك. بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الخميس، إن القرار بشأن مكان انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا سيتخذ عندما يحين الوقت، مؤكدا عدم وجود أي تفاصيل بهذا لشأن حتى الآن. وحول مقترح بوتين بشأن المنطقة العازلة على طول خط الحدود الفاصل بين روسيا وأوكرانيا، أحال بيسكوف الأمر لوزراة الدفاع الروسية، باعتبارها الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذا الأمر. أول محادثات سلام منذ 2022 يشار إلى أن موسكو وكييف كانتا عقدتا أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا، الجمعة الماضي، لكن الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. بالمقابل، ترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كذلك تطالب كييف، إلى جانب حلفائها الغربيين، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
لورانس سامرز يصف إجراءات ترامب ضد هارفارد بالاستبداد ويدعو الجامعة للرد
انتقد وزير الخزانة الأمريكي السابق "لورانس سامرز" قرار إدارة الرئيس "دونالد ترامب" بمنع جامعة "هارفارد" من تسجيل الطلاب الدوليين، مشيرًا إلى أن مثل هذه الإجراءات تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة في جذب العقول والمهارات من الخارج. ودعا "سامرز"، جامعة "هارفارد" للرد، واصفًا ما يحدث بأنه "استبداد"، وأشار إلى أن حرمان الطلاب الأجانب من فرص التبادل الطلابي سيضر بالاقتصاد الأمريكي والأمن القومي، ويتعارض مع مبادئ دولة ديمقراطية كالولايات المتحدة. وقال خلال لقاء مع " بلومبرج": "هذا قرار ظالم، وغير قانوني، وغير حكيم، ومضر للغاية. كيف يُعقل منع 6000 شاب موهوب للغاية، يرغبون في القدوم إلى الولايات المتحدة للدراسة، من الحصول على هذه الفرصة؟". وأضاف الرئيس الفخري لجامعة "هارفارد": "أنا مذهول من وجود إدارة قد تفكر في اتخاذ مثل هذه الإجراءات، ولو كنت عضوًا في إدارة صدرت عنها أوامر غير قانونية كهذه من البيت الأبيض، لاستقلت فورًا". منع "ترامب" جامعة "هارفارد" من تسجيل الطلاب الدوليين، مبررًا ذلك بوجود بيئة غير آمنة في الحرم الجامعي وادعاءات بوجود ارتباطات مع الحزب الشيوعي الصيني، فيما أعلنت وزارة الأمن الداخلي أن على الطلاب الدوليين الحاليين الانتقال إلى جامعة أخرى، وإلا سيفقدون وضعهم القانوني.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مخاوف المالية الأميركية تدفع الذهب لأفضل أداء أسبوعي في شهر ونصف
ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، وتتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 3329.69 دولار للأونصة بحلول الساعة 06:54 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن 4% منذ بداية الأسبوع ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل/نيسان. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.1% إلى 3329.80 دولار، وفقًا لـ "رويترز". اقرأ أيضاً وهبط الدولار بأكثر من 1% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل/نيسان، مما يجعل الذهب المسعر به أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى كيه.سي.إم تريد "التفاؤل بشأن التجارة هذا الأسبوع أفسح المجال إلى حد ما لمخاوف بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة، وعاد الذهب إلى نطاق اهتمام المستثمرين بسبب ما ترتب على ذلك من تردد حيال الإقبال على الأصول الأميركية". وأضاف "من المحتمل أن يظل الذهب عند المستويات التي تتجاوز الثلاثة آلاف دولار في وقت لا تزال الأسواق المالية مثقلة فيه بتأثيرات الرسوم الجمركية والدين الأميركي و(التوتر) الجيوسياسي". ووافق مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وينتقل مشروع القانون بهذا إلى مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهامش 53 إلى 47 مقعدا. وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران. وعادة ما يُنظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 33.16 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين 0.9% إلى 1091.43 دولار، ونزل البلاديوم 0.1% إلى 1014 دولارا.