
التفاحة؟!
إسحق نيوتن هو أعظم علماء الفيزياء، وما يعرفه عنه العامة أنه شهد تفاحة تسقط من الشجرة، فكانت نظريته عن «الجاذبية» وجوهرها المنطق المشتق من واقع نشاهده، فإذا ما أسقطنا عشرة آلاف تفاحة من شجر فإن النتيجة سوف تكون واحدة: يسقط كل التفاح على الأرض. ولا أدرى عما إذا كان هذا المجد للتفاح نتج عن هذه الواقعة التى غيرت نظرتنا للطبيعة؛ وحتى الإنسان الذى أتذكر فى مصرنا أنه عندما يمرض فإن أعظم الهدايا أن يحمل له التفاح فى المستشفى وتمنيات بالشفاء. ولكن «التفاحة»، كان لها مجد أن مدينة «نيويورك» قد أصبح اسم الدلال والشعار لها هو «التفاحة»؛ ولا أدرى عما إذا كانت «التفاحة» هى التى ألهمت «ستيف جوبز» إنشاء شركة «أبل» والتى جعلها مقضومة إشارة إلى شهوة يجب استيفاؤها. وقبل أربعة وعشرين عاما كتبت فى الأهرام الغراء عن «التفاحة» ولكن المناسبة كانت عندما جرت بها أفدح العمليات الإرهابية عندما انقضت على برجى مركز التجارة العالمى طائرتان تكفلتا بانهيار الأبراج ووفاة ثلاثة آلاف شخص.
هذه المرة كانت الزيارة إلى «نيويورك» مختلفة، والمهمة كانت رسمية وهى الترويج لكتاب شاركت فيه مع زميلين «العرب والإسرائيليون من 7 أكتوبر إلى صنع السلام». وفى المدينة العظيمة توجد ظواهر بارزة من الموسيقى والمسرح ومكانى المفضل فى ميدان «حديقة الزمن» المتوهج دائما بأضواء لامعة. ولكن المدينة معروفة أيضا بوجود جالية يهودية تتمتع بالغنى والنشاط السياسى والفكري. كان موعدنا مع هؤلاء بعد أن منعت ظروف الطقس مقابلات أخري، وما تميز به كان ما كنت أعتقده دائما أن يهود المهجر، وفى أمريكا بصفة خاصة، يمكنهم لعب دور مهم فى عملية السلام لأنهم جسر بين العرب وإسرائيل. كان معلوما لدى أن 78% من اليهود لم تنتخب ترامب، وأكثرهم من نيويورك، وفى اللقاء كانوا مؤمنين أولا بحل الدولتين، وثانيا كراهية نيتانياهو، وثالثا أن ترامب من المُربكات Disruption على عملية السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
جديد "ألتمان".. ماسح عيون محمول للتحقق من إنسانيتك!
أخبارنا : في تطور جديد لمشروع التحقق البشري العالمي، أعلنت شركة "أدوات من أجل الإنسانية"، وهي الشركة الناشئة التي يقف خلفها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن إطلاق جهاز محمول جديد يحمل اسم Orb Mini، يهدف إلى التمييز بين البشر والذكاء الاصطناعي على الإنترنت. وكُشف عن الجهاز الجديد خلال فعالية "أخيرًا" التي نُظمت في مدينة سان فرانسيسكو، حيث استعرضه ريتش هيلي، رئيس قسم الأجهزة في الشركة والمدير التنفيذي السابق في شركة أبل. ويأتي جهاز Orb Mini بتصميم مشابه للهواتف الذكية، مزوداً بمستشعرين أماميين لمسح قزحية العين، بهدف إنشاء هوية رقمية فريدة للمستخدم، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business". الجهاز يُعد نسخة مصغرة من الكرات المعدنية الشهيرة المستخدمة في مشروع "World" – المعروف سابقاً باسم "Worldcoin" – والذي شارك ألتمان في تأسيسه إلى جانب أليكس بلانيا. ويقوم المشروع على فلسفة مفادها أن التمييز بين الإنسان والآلة سيصبح أكثر صعوبة بمرور الوقت، لذلك تسعى الشركة لتوفير وسيلة رقمية تضمن إثبات الإنسانية. من مسح العين إلى هوية على البلوكشين يمنحك جهاز Orb Mini، بعد مسح قزحية العين، معرفًا فريدًا يتم تخزينه على شبكة البلوكشين، ما يتيح التحقق من أنك إنسان في العالم الرقمي. ورغم تصميمه الذي يشبه الهواتف، إلا أن الجهاز لا يهدف إلى إجراء المكالمات أو إرسال الرسائل، بل يُركز بشكل أساسي على عملية التحقق. وقال متحدث باسم الشركة، إن الجهاز لا يزال في مراحل التطوير، ولم يُحسم بعد ما إذا كان سيحتوي على وظائف إضافية، مثل ميزات الذكاء الاصطناعي أو دعم التطبيقات. كما أشار بلانيا إلى أن Orb Mini قد يتحول مستقبلاً إلى جهاز نقطة بيع متنقلة، مع احتمالية طرح تقنيته لمصنّعي أجهزة آخرين. توسّع في السوق الأميركية بالتزامن مع الإعلان عن الجهاز، أطلقت الشركة أيضاً شبكتها العالمية داخل الولايات المتحدة، بافتتاح فروع جديدة في مدن عدة من بينها أوستن، ولوس أنجلوس، وميامي، وسان فرانسيسكو. وتشبه هذه الفروع متاجر التجربة، حيث يمكن للزوار التحقق من هويتهم من خلال مسح قزحية العين باستخدام أجهزة الشركة. ووفقاً للأرقام الرسمية، فقد سجل المشروع حتى الآن أكثر من 26 مليون مستخدم، وتم التحقق فعلياً من هوية 12 مليون منهم في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في أميركا اللاتينية وآسيا. هل سيتقاطع مسار Orb مع "OpenAI"؟ يظل السؤال مفتوحاً حول إمكانية التعاون مستقبلاً بين مشروع "World" و"OpenAI"، خصوصاً مع الغموض المحيط بميزات Orb Mini التقنية. ولم تُؤكد الشركة حتى الآن ما إذا كان الجهاز الجديد سيتكامل مع مشروع الذكاء الاصطناعي المحمول الذي تعمل عليه "OpenAI" حالياً. لكن من المؤكد أن هذا الجهاز يُجسد الخطوة التالية في سباق إثبات "الهوية البشرية" في عصر الذكاء الاصطناعي المتسارع.


العرب اليوم
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- العرب اليوم
التفاحة؟!
إسحق نيوتن هو أعظم علماء الفيزياء، وما يعرفه عنه العامة أنه شهد تفاحة تسقط من الشجرة، فكانت نظريته عن «الجاذبية» وجوهرها المنطق المشتق من واقع نشاهده، فإذا ما أسقطنا عشرة آلاف تفاحة من شجر فإن النتيجة سوف تكون واحدة: يسقط كل التفاح على الأرض. ولا أدرى عما إذا كان هذا المجد للتفاح نتج عن هذه الواقعة التى غيرت نظرتنا للطبيعة؛ وحتى الإنسان الذى أتذكر فى مصرنا أنه عندما يمرض فإن أعظم الهدايا أن يحمل له التفاح فى المستشفى وتمنيات بالشفاء. ولكن «التفاحة»، كان لها مجد أن مدينة «نيويورك» قد أصبح اسم الدلال والشعار لها هو «التفاحة»؛ ولا أدرى عما إذا كانت «التفاحة» هى التى ألهمت «ستيف جوبز» إنشاء شركة «أبل» والتى جعلها مقضومة إشارة إلى شهوة يجب استيفاؤها. وقبل أربعة وعشرين عاما كتبت فى الأهرام الغراء عن «التفاحة» ولكن المناسبة كانت عندما جرت بها أفدح العمليات الإرهابية عندما انقضت على برجى مركز التجارة العالمى طائرتان تكفلتا بانهيار الأبراج ووفاة ثلاثة آلاف شخص. هذه المرة كانت الزيارة إلى «نيويورك» مختلفة، والمهمة كانت رسمية وهى الترويج لكتاب شاركت فيه مع زميلين «العرب والإسرائيليون من 7 أكتوبر إلى صنع السلام». وفى المدينة العظيمة توجد ظواهر بارزة من الموسيقى والمسرح ومكانى المفضل فى ميدان «حديقة الزمن» المتوهج دائما بأضواء لامعة. ولكن المدينة معروفة أيضا بوجود جالية يهودية تتمتع بالغنى والنشاط السياسى والفكري. كان موعدنا مع هؤلاء بعد أن منعت ظروف الطقس مقابلات أخري، وما تميز به كان ما كنت أعتقده دائما أن يهود المهجر، وفى أمريكا بصفة خاصة، يمكنهم لعب دور مهم فى عملية السلام لأنهم جسر بين العرب وإسرائيل. كان معلوما لدى أن 78% من اليهود لم تنتخب ترامب، وأكثرهم من نيويورك، وفى اللقاء كانوا مؤمنين أولا بحل الدولتين، وثانيا كراهية نيتانياهو، وثالثا أن ترامب من المُربكات Disruption على عملية السلام.


أخبارنا
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- أخبارنا
رمزي الغزوي : حجر!
أخبارنا : كان عالم الرياضيات والفيزياء الشهير إسحق نيوتن يحمل دوما طبشورة في جيبه، وأينما واتته فكرة يروح يدبّجها بمعادلاته الطويلة على أي جدار يصادفه. وذات مرة كتب على عربة متوقفة معتقداً أنها جدار حتى حدثت المفاجأة فانطلقت ليجري وراءها متوسلاً معادلته الهاربة. مثل ذلك الركض الجنوني مارسه ايضا عالم اليونان الشهير (أرخميدس) الذي دخل حماماً عاماً، وجاءه وحي الإلهام وهو مسترخٍ في الماء الساخن؛ فاكتشف قانون الأجسام الطافية، ليخرج عارياً صارخاً بفرح كطفل، يوريكا يوريكا، أي وجدتها وجدتها. العالم آينشتاين الذي رفض أن يتولى رئاسة إسرائيل لأنها كيان صهوني معتد، وهو صاحب النظرية النسبية، فاقعة الصيت، فقد كان يتلقى دعوات كثيرة من نوادٍ أو منتديات أو مؤسسات؛ لإلقاء محاضرات حول نظريته، وكان يتعبه هذا التجوال والطواف والتنقل، وحدث ذات مرة أن سائقه الخاص، اقترح عليه أن يلقي هو المحاضرة بدلاً عنه، فهو ولكثرة ما سمع النظرية قد حفظها عن ظهر قلب (كرجة مي). في بلدة بعيدة لا يعرف أهلها شكله، طبق آينشتاين الخطة مع سائقه (البصيم) الذي يحفظ المحاضرة صماً، فاعتلى المنصة على أنه أينشتاين، وصار يبحر بسلاسة وثقة في النظرية النسبية، وكأنه صاحبها ومبدعها، وظل مسيطراً على زمام الأمور، وبالطبع كان اينشتاين جالساً بعيداً، وكأنه السائق الخاص، وأخذ يستمتع بهذه العملية التي أراحته قليلاً، حتى جاءه سؤال صعب من أحد المشاكسين الحضور. السؤال أحرج السائق فقد كان قوياً حائراً، لكن السائق وبأسلوبه الطريف تنحنح قائلاً وساخراً: من العجيب أيها الصديق، أن تسأل هذا السؤال البسيط الفج، ولبساطته فلن أجيبك عليه، ولكن سأدع سائقي الخاص، وأشار إلى اينشتاين، سأدعه يجيب عليه!، وهكذا تخلص السائق وتملص من إحراجه، وترك الخبز لخبازه. كانت إسرائيل دوما المحاضر المتفرغ للشرق الأوسط والعالم، وكان لها كثير من السواقين والصبيان والمعيدين والحراس الأبواش، الذين نابوا عنها في كل صغيرة وكبيرة وشرحوا وجهة نظرها، وتدخلوا في الوقت اللازم بدلا عنها لتثبيت اعتدائها وتقوية عدوانها. في هذه المرحلة الدقيقة، ونحن على عتبات بوابة جديدة عنوانها التأزيم، نرى أمريكا سائقا معتمدا ووحيدا لها في شوارع هذه العالم، وكأن نتنياهو استطاع من جديد أن يلعب بعقل ساكن البيت الأبيض ويستفزه في قيادة متهورة ليدخل أمريكا في دروب لم تكن يوما تريدها. وهذه المرة لن يكتفي ترمب بالإجابة عن الأسئلة الصعبة التي تواجه الربيبة إسرائيل بل ها هو يطرح أسئلة خارج السياق وعلى شكل حجر رمي في بئر عميقة. ــ الدستور