logo
الشرع في أذربيجان وتفاهم بشأن الطاقة بين دمشق وباكو

الشرع في أذربيجان وتفاهم بشأن الطاقة بين دمشق وباكو

الجزيرةمنذ 2 أيام
بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم السبت، زيارة رسمية إلى أذربيجان ، هي الأولى لهذا البلد منذ توليه منصبه.
والتقى الشرع والوفد المرافق له رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف في قصر زوغولبا بالعاصمة باكو.
ولم تحدد وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" التي نشرت الخبر مدة الزيارة أو تفاصيل أخرى عنها.
وزار الشرع بعد توليه رئاسة سوريا في 29 يناير/كانون الثاني 2025، تركيا وفرنسا ومصر والأردن والسعودية وقطر والبحرين والإمارات والكويت.
وعلى هامش زيارة الشرع لأذربيجان، وقّع البلدان مذكرة تفاهم تتضمن التعاون والتنسيق في مجالات الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا من تركيا.
ووقّع على التفاهم كلٌ من وزير الطاقة السوري محمد البشير ، وميكائيل جباروف، وزير الاقتصاد الأذربيجاني ورئيس مجلس الرقابة في شركة النفط الحكومية المعروفة اختصارا بـ"سوكار"، ونصت المذكرة على التعاون والتنسيق في استكشاف النفط.
وقال البشير، في منشور على حسابه في منصة إكس ، إن الوفد السوري ناقش مع المسؤولين الأذربيجانيين سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سوريا.
وأضاف "وقّعنا الاتفاق مع شركة سوكار لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا في خطوة نحو الاستقلال بالطاقة وبناء شراكات إستراتيجية تخدم الوطن والمواطن".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من يتحمل مسؤولية أحداث السويداء الدولة السورية أم حكمت الهجري؟
من يتحمل مسؤولية أحداث السويداء الدولة السورية أم حكمت الهجري؟

الجزيرة

timeمنذ 40 دقائق

  • الجزيرة

من يتحمل مسؤولية أحداث السويداء الدولة السورية أم حكمت الهجري؟

تباينت الروايات بشأن أسباب اندلاع الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا بين مجموعات مسلحة من أبناء العشائر البدوية وأخرى درزية، في حين احتدم الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول الجهة المسؤولة عن حالة الانفلات وانتشار السلاح بالمنطقة، خاصة بعد إعلان وزارة الدفاع السورية عن ارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 6 خلال فض الاشتباك في السويداء، إضافة إلى 30 قتيلا وأكثر من 100 مصاب من طرفي الاشتباكات. وتقول إحدى الروايات إن مجموعة مجهولة اختطفت أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما دفع المجلس العسكري التابع لحمكت الهجري -وهو أحد زعماء الطائفة الدرزية في سوريا- إلى خطف 10 أشخاص من أبناء العشائر البدوية، لتندلع بعدها اشتباكات عنيفة بين الطرفين. بالمقابل، تشير رواية أخرى إلى تعرّض تاجر خضار من السويداء لاعتداء مسلح أثناء عودته من دمشق، حيث تم إنزاله بالقوة من مركبته والاعتداء عليه بالضرب وتوجيه شتائم طائفية إليه، قبل أن تُسرق شاحنته المحملة بـ5 أطنان من الخضار ويُرمى في منطقة وعرة تبعد 5 كيلومترات عن الطريق الرئيسي، بعد تعذيبه. ومع انتشار هاتين الروايتين المتضاربتين اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين. وفي ظل تصاعد التوتر كتب وزير الداخلية أنس الخطاب منشورا أكد فيه أن غياب مؤسسات الدولة -خاصة العسكرية والأمنية- هو السبب الرئيسي لما تشهده السويداء وريفها من توترات مستمرة، مشددا على أن الحل يكمن في فرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها. إعلان من جانبه، صرح الناطق باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا بأن الأزمات الأمنية المتكررة في السويداء سببها "تعنت التيار الانعزالي ورغبته في سلخ السويداء عن الوطن"، مؤكدا أن الحل يتمثل في عودة هيبة الدولة وتفعيل أجهزتها الأمنية والعسكرية للقيام بدورها في حماية المدنيين. بدورها، أشارت صفحة "السويداء 24" إلى تجدد موجة العنف في ريف السويداء الغربي بعد تعرّض عدد من القرى لهجمات مفاجئة بطائرات مسيّرة في ساعات الفجر الأولى، بالتزامن مع تقدم آليات عسكرية من جهة ريف درعا الشرقي، مما أدى إلى سقوط ضحايا واندلاع اشتباكات مسلحة بين القوى المهاجمة والفصائل المحلية والمدنيين المدافعين عن قراهم. أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فنقلت عن مراسلها مقتل عناصر من الجيش السوري أثناء انتشارهم لوقف الاشتباكات وحماية الأهالي، بعد استهدافهم من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون. ومع تسارع الأحداث في السويداء انقسم رواد مواقع التواصل بشأن المسؤولية، هل تقع على عاتق الدولة السورية أم على حكمت الهجري وجماعته؟ فقد طالب مغردون بتدخل الدولة بشكل مباشر لسحب السلاح من جميع الأطراف وبسط سلطتها الكاملة على المحافظة، محذرين من أن استمرار الفوضى يعني مزيدا من إراقة دماء السوريين. وأكدوا أن العشائر والدروز أبناء وطن واحد، وأن سفك الدم السوري على أيدي السوريين جريمة يتحمل مسؤوليتها كل من يذكي نار الفتنة. وأعاد آخرون التذكير بما جرى في الساحل السوري من فتنة وتحريض طائفي، محذرين من تكرار المأساة في السويداء، إذ راح ضحيتها قرابة 1500 سوري من المدنيين وعناصر الأمن. واعتبروا أن الحل إذا كان القضاء على "فلول الهجري" فإن ذلك يجب أن يكون بحذر ومسؤولية من قبل الدولة فقط، مع ضرورة تحييد المدنيين وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية. وأشار بعض المدونين إلى أن نزع السلاح بقوة السلاح هو الحل الوحيد، معتبرين أن أعمال بعض المسلحين الدروز لا تعبر عن تطلعات الطائفة في الانخراط بالعملية السياسية، وأن تسليم السلاح يجب أن يشمل كل من يعمل خارج مؤسسات الدولة من مدنيين وعسكريين. وحمّل ناشطون حكمت الهجري ومليشياته المسؤولية عن الأحداث، مشيرين إلى أن الرد على سرقة سيارة أدى إلى مقتل طفلين وعشرات الضحايا من البدو والدروز، محذرين من خطر التغيير الديمغرافي جراء محاصرة آلاف المقاتلين الدروز أحياء مدنية.

بيان نويهض الحوت "أيقونة الذاكرة الفلسطينية"
بيان نويهض الحوت "أيقونة الذاكرة الفلسطينية"

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

بيان نويهض الحوت "أيقونة الذاكرة الفلسطينية"

مؤرخة ومفكرة لبنانية الأصل فلسطينية المولد والنشأة، سليلة أسرة مناضلة جمعت بين العمل الوطني والاهتمام بالثقافة والمعرفة ، وهذا أسهم في تكوين شخصيتها الفكرية في سن مبكرة. عايشت النكبة عام 1948 بكل ما خلفته من فقد وتشرد، لتغادر مع أسرتها إلى لبنان ف الأردن ثم سوريا قبل العودة للاستقرار في بيروت حيث بدأت مسيرتها العلمية والصحفية والسياسية. عرفت بيان بالتزامها العميق بالقضية الفلسطينية، فجمعت بين العمل الأكاديمي والبحث التاريخي والنشاط الإعلامي والسياسي، وقدّمت أثناء مسيرتها مؤلفات توثيقية مهمة أرخت لتاريخ فلسطين الحديث، وظلت صوتا بارزا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وحفظ ذاكرته، حتى رحيلها في 12 يوليو/تموز 2025. المولد والنشأة والحياة الأسرية ولدت بيان عجاج نويهض عام 1937 في مدينة القدس لعائلة من أصول لبنانية، إذ ينحدر والدها المؤرخ والمناضل القومي عجاج نويهض (1897-1982) من رأس المتن، بينما ترجع أصول والدتها الشاعرة جمال سليم إلى منطقة جباع الشوف. عاش والداها اللبنانيان في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان، حين كانت بلاد الشام أرضا واحدة لا حدود بينها آنذاك. ونشأت في بيت أسرتها بحي "البقعة الفوقا" بالقدس الغربية رفقة أخيها خلدون وأخواتها الثلاث: نورا وسوسن وجنان. تزوجت عام 1962 من الصحفي الفلسطيني شفيق الحوت أحد مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بين عامي 1964 و1993، ورزقا بـ3 أبناء؛ حنين وسيرين وهادر. علاوة على تأثرها البليغ بوالديها في مراحل نشأتها الأولى، كان لخالها المجاهد فؤاد سليم وابنة خالتها الشاعرة والناقدة سلمى الخضراء الجيوسي بصمة بارزة في تشكل وعيها في سن مبكرة. الدراسة والتكوين العلمي بدأت تعليمها في مدرسة "شميدت" الألمانية للراهبات في حي باب الساهرة على مقربة من البلدة القديمة للقدس. اضطرت بعد النكبة عام 1948 للانتقال مع عائلتها إلى لبنان ثم الأردن، فتابعت دراستها بمدرسة "الملكة زين الشرف"، قبل أن تنال شهادة المعلمات في رام الله عام 1956. واصلت لفترة قصيرة دراستها الجامعية في كلية التربية بجامعة دمشق ، قبل أن تلتحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية تزامنا مع عودة أسرتها بشكل نهائي للاستقرار في لبنان عام 1959. حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1963، وشهادة عليا في القانون العام وأخرى في العلوم السياسية أوائل سبعينيات القرن الـ20، لتتوج بعد ذلك مسارها الأكاديمي بنيلها شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1978 بأطروحة تحت عنوان: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" التي أشرف عليها الدكتور أنيس صايغ. الفكر والتوجه الأيديولوجي تميز فكر بيان نويهض الحوت بالتزام قومي عربي واضح، وتمحوّر اهتمامها خاصة حول القضية الفلسطينية باعتبارها قلب الصراع العربي‑الإسرائيلي. التحقت بـ" حزب البعث العربي الاشتراكي" ذي التوجه القومي انطلاقا من إيمانها بضرورة الوحدة العربية، واستقالت منه بعدما شعرت بـ"عدم التوافق مع مواقف قياداته"، لا سيما بعد انفصال الوحدة السورية-المصرية عام 1961. وظّفت بيان التاريخ أداة مقاومة للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، وجمعت في رؤيتها بين الانتماء الوطني والموضوعية التي يستوجبها البحث التاريخي الأكاديمي. المسار السياسي انخرطت بيان نويهض الحوت في العمل السياسي مبكرا متأثرة بوالدها عجاج نويهض الذي كان من مؤسسي "حزب الاستقلال العربي". وبعد انتقالها إلى عمان في خمسينيات القرن الـ20، انضمت إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وتولت في بيروت قيادة "شعبة الشياح" التي كانت تضم عشرات الأعضاء معظمهم من العمال، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى "شعبة فلسطين" تحت قيادة توفيق الصفدي. وشكلّت أحداث الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 محطة مفصلية في مسيرتها، إذ اعتبرت أن موقف القيادة القومية للحزب لم يكن حاسما بما يكفي لمواجهة الانفصال، وقدمت مذكرة توضح موقفها وقرار الاستقالة من هياكل الحزب. ومع بدايات ستينيات القرن الـ20، التحقت بهيئة سياسية جديدة أكثر تخصصا في الشأن الفلسطيني، وهي "جبهة تحرير فلسطين-طريق العودة"، وجاورت في هذا التنظيم شخصيات فكرية ومناضلين فلسطينيين، أبرزهم زوجها شفيق الحوت، وإبراهيم أبو لغد ونقولا الدر والكاتبة سميرة عزام التي أدارت القسم النسائي في الجبهة. عملت الجبهة على توعية اللاجئين ودعم فكرة العودة إلى فلسطين عبر النشاط السياسي والثقافي والإعلامي، لكنها حلت لاحقا عام 1968 في سياق إعادة ترتيب الفصائل الفلسطينية بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة. إلى جانب العمل الحزبي، نشطت بيان نويهض الحوت في العمل النسائي الفلسطيني، إذ انخرطت في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأسهمت في التثقيف والتوعية السياسية والاجتماعية بين النساء الفلسطينيات في لبنان وخارجه. وبعد توقف عملها الحزبي المباشر، ركزت على العمل الفكري والبحث الأكاديمي واستخدمت التأريخ والتوثيق أداة للدفاع عن القضية الفلسطينية. إعلان كما كانت عضوا في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، ومجلس إدارة مؤسسة القدس، وشاركت في مؤتمرات وندوات عربية ودولية طرحت خلالها القضية الفلسطينية من منظور تاريخي وسياسي شامل، وأكدت على مركزية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني. الوظائف والمسؤوليات امتد المسار المهني لبيان نويهض الحوت بين التدريس الجامعي والصحافة والبحث الأكاديمي والتوثيق التاريخي، واتسم بالتنوع والاستمرارية على مدى عقود. ومن أبرز المناصب التي تقلدتها: عملت معلمة في مدرسة سكينة بنت الحسين في عمّان بعد تخرجها من دار المعلمات عام 1956. بدأت العمل الصحفي في بيروت من بوابة مجلة "دنيا المرأة" تحت إدارة إدفيك شيبوب في مطلع الستينيات. عملت محررة وكاتبة سياسية في مجلة الصياد (1960-1966)؛ وأجرت مقابلات مع شخصيات عربية بارزة ونشرت مقالات عديدة عن الثورة الجزائرية. ترأست قسم التوثيق في مركز الأبحاث الفلسطيني-بيروت (1977–1987). عملت أستاذة في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية-الفرع الأول، ودرّست مواد القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط (1979-2001). عينت في منصب مديرة قسم التوثيق في مركز دراسات الوحدة العربية عام 1979، وانضمت عضوا في هيئة تحرير مجلة المستقبل العربي. عقب عام 2001 عملت باحثة متفرغة في الصراع العربي-الإسرائيلي، وكتبت أبحاثا ومؤلفات تاريخية وتوثيقية. كما سبق لها أن شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية والتاريخية منذ 1981، من أهمها: مؤتمر "حقوق الشعب الفلسطيني" المنعقد في هافانا-كوبا عام 1981. ندوة "الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني" المنعقدة في بون-ألمانيا الاتحادية عام 1985. ندوة "الاتجاهات الحديثة في العالم العربي" المنعقدة في شيكاغو- الولايات المتحدة عام 1985. ندوة "الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والمنافي" المنعقدة في نيوجيرسي-الولايات المتحدة عام 1986. شغلت بيان كذلك عضويات بارزة في منظمات عدة: عضو في المؤتمر القومي العربي في الفترة (1992-2025). عضو في الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين في الفترة (1995-2025). عضو في المؤتمر القومي الإسلامي في الفترة (1996-2025). عضو في مجلس إدارة مؤسسة القدس في الفترة (2000-2025). عضو في الجمعية الدولية للمترجمين العرب (واتا) في الفترة (2004-2025). المؤلفات فضلا عن العديد من المقالات، ألفت بيان نويهض مجموعة من الكتب، أبرزها: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" عام 1981. "الشيخ المجاهد عز الدين القسام في تاريخ فلسطين" عام 1987. "فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين" عام 1991. "مذكرات عجاج نويهض: ستون عاما مع القافلة العربية" عام 1993. كتاب " صبرا وشاتيلا: أيلول 1982″ عام 2003، وهو دراسة توثيقية ردت عبرها على تقرير لجنة كاهانا مثبتة بأن ما حدث مجزرة عنصرية. الجوائز والتكريمات حصلت عام 1964على الجائزة الأولى في مسابقة للقصة القصيرة نظمتها مجلة "الحوادث" اللبنانية، عن قصتها: "كانوا أربعة..". كرمها النادي الثقافي العربي في بيروت عام 2013. كرمتها سفارة فلسطين بلبنان عام 2014 تقديرا لعطائها الوطني والثقافي. حصلت عام 2015 على "جائزة القدس للثقافة والإبداع" لإنجازاتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتوثيق تاريخها. رحلت بيان نويهض الحوت في 12 يوليو/تموز 2025 في بيروت بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الفكري والنضالي دفاعا عن القضية الفلسطينية.

"قاعدة أمامية" لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذربيجان بالتواطؤ؟
"قاعدة أمامية" لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذربيجان بالتواطؤ؟

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

"قاعدة أمامية" لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذربيجان بالتواطؤ؟

طهران، القدس المحتلة- تتصاعد حدة التوتر بين إيران وجارتها أذربيجان ، عقب اتهام طهران لباكو بتقديم تسهيلات عسكرية واستخباراتية لإسرائيل في الهجوم الذي استهدف أراضيها في 13 يونيو/حزيران الماضي، إلا أن أذربيجان نفت هذه الاتهامات، داعية إلى حل الخلافات عبر الحوار ووفق القانون الدولي. ورغم فرض إسرائيل رقابة مشددة على تفاصيل تعاونها مع باكو، ولا سيما في فترات التوتر والحرب، فإن المؤشرات على الشراكة الوثيقة بين الطرفين في مجالات الأمن والدفاع والطاقة تتزايد، مما يعكس تعميق العلاقات الثنائية في مرحلة بالغة الحساسية إقليميا. وترى طهران أن أذربيجان تحولت إلى ما يشبه "القاعدة الأمامية" لإسرائيل على حدودها الشمالية، في ظل تعاون علني بين البلدين يمتد منذ تسعينيات القرن الماضي. ورغم تأكيد باكو على التزامها بسياسة الحياد، ترى إيران أن هذا التعاون يفاقم التوتر الإقليمي ويهدد الاستقرار، وتلوح بإمكانية الرد إذا تكررت الاعتداءات من أراض أذربيجانية. وتزامنا مع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثفت تل أبيب إظهار علاقتها الإستراتيجية مع باكو، ووصفتها بأنها "موطئ قدم" مهم قرب الحدود الإيرانية، في حين تشير تقارير إعلامية إلى أن صفقات السلاح بين الجانبين تتيح لإسرائيل الاقتراب أكثر من العمق الإيراني. وفي المقابل، صرح السفير الإيراني في أرمينيا مهدي سبحاني بأن إيران بدأت تحقيقات رسمية لتحديد ما إذا كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلية انطلقت من أراضي أذربيجان أو أجوائها، مؤكدا أن "ثبوت ذلك سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي". وأضاف سبحاني أن طهران طالبت باکو بإجراء تحقيقات مماثلة وتقديم نتائج شفافة، مؤكدا أن رد إيران سيتحدد بناء على نتائج هذه التحقيقات. قرائن وعمليات سرية ويرى الباحث في الأمن الدولي عارف دهقاندار أن "شواهد وقرائن متعددة تشير إلى احتمال استخدام إسرائيل لأراضٍ أو قواعد تابعة لأذربيجان لتنفيذ عمليات ضد إيران، بما في ذلك خلال الحرب التي استمرت 12 يوما". وأوضح دهقاندار، في حديثه للجزيرة نت، أن "رغم نفي المسؤولين الأذربيجانيين المتكرر لهذه الادعاءات، فإن ما هو موثق من سوابق، إلى جانب طبيعة العلاقات الأمنية والعسكرية الوثيقة بين تل أبيب وباكو، يظهر بوضوح أن هذا التعاون قائم بالفعل". وأشار إلى أن "عملية سرقة الوثائق النووية من موقع تورقوزآباد في عام 2018، التي نسبت إلى جهاز الموساد ، تمثل مثالا بارزا على هذا التعاون، إذ فر عملاء الموساد بعد تنفيذ العملية من طهران عبر الحدود الشمالية الغربية لإيران باتجاه أذربيجان، بمساعدة شبكات التهريب وعصابات محلية أمنت لهم هذا المسار الآمن". ويضيف دهقاندار أن العلاقات بين الجانبين تعززت منذ عام 1992، مع توقيع صفقة تسليحية ضخمة بقيمة 1.6 مليار دولار شملت طائرات مسيرة من طراز "هيرمس 450" و"هيرون تي بي"، إلى جانب صواريخ "سبايك". مسارات الطيران من الشمال ويتابع دهقاندار أن وجود فرق فنية إسرائيلية في أذربيجان، وتقارير عن استخدام قاعدة "سيطالجاي" لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات بالطائرات المسيرة، جعل من باكو قاعدة مناسبة لأنشطة خفية ضد إيران، خاصة أن موقعها الجغرافي وحدودها المشتركة مع طهران يعززان من هذه الإمكانية. وفيما يتعلق بالهجوم الأخير، أوضح أن "اكتشاف بقايا طائرات مسيرة من طراز هيرمس 900 في مدينة أصفهان، بالإضافة إلى خزانات وقود أجنبية في المناطق الشمالية لإيران، يشير إلى أن مسارات الطيران جاءت من الشمال، وهو ما يتطابق مع موقع أذربيجان الجغرافي". وأضاف أن "وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد لمحت إلى تنفيذ عمليات من أراضي دولة قريبة من إيران، وهو ما يعزز هذا الاحتمال، رغم نفي باكو المتكرر، والذي لا يتعدى في الغالب الإطار الدبلوماسي للحفاظ على المظاهر الرسمية". وختم دهقاندار بأن إيران لطالما أكدت تمسكها بمبدأ حسن الجوار، إلا أن باكو خرقت هذا المبدأ عبر تقاربها مع إسرائيل وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرا إلى أن نشاط الطائرات المسيرة والتحركات الحدودية تكشف عن دور غير مباشر تؤديه أذربيجان في دعم الهجمات ضد إيران. وتماشيا مع ما أشار إليه الباحث عارف دهقاندار، قال عبد الرحيم سرايي، المسؤول الإداري لممثلية المرشد الأعلى في فيلق "عاشوراء"، إن إسرائيل أنشأت مطارا كبيرا في المنطقة المقابلة لقرية "عاشقلو" التابعة لمدينة خداآفرين، على بعد 17 كيلومترا فقط من الحدود الإيرانية، مشددا على أن "الوجود الإسرائيلي العلني يمثل دليلا على السيطرة الصهيونية الكاملة على القرار الأمني في باكو". تكتم رسمي من جانبه، يرى الباحث الإسرائيلي أنطوان شلحت أن التعتيم الإعلامي والسرية التي تفرضها تل أبيب على عملياتها الاستخباراتية المنطلقة من أذربيجان يعكسان حساسية الموقع الجغرافي وحدود باكو الطويلة مع طهران. وقال للجزيرة نت إن العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان تعود لسنوات طويلة، لكنها شهدت تطورا متسارعا منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى والحرب متعددة الجبهات، التي انتقلت إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. ويرى شلحت أن أذربيجان شكلت ساحة حيوية لاختراق البرنامج النووي الإيراني ، خصوصا من خلال تقديم الدعم الاستخباراتي لسلاح الجو الإسرائيلي، مما نقل المواجهة إلى العمق الإيراني. وأكد أن إسرائيل لا تعتمد فقط على جهاز الموساد، بل تستفيد من تعاون استخباراتي واسع مع أجهزة دولية أخرى، وهو ما ساعدها في توجيه ضربات دقيقة داخل إيران، مستشهدا بتصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس التي أشار فيها إلى أن إسرائيل تقوم بأعمال استخباراتية نيابة عن الغرب. صمت إستراتيجي وأوضح شلحت أن تل أبيب تعتمد على التعتيم والخداع ضمن إستراتيجية حربية جديدة تخالف الأساليب التقليدية، حيث تتجنب الكشف عن حجم الدمار الذي تلحقه الصواريخ الإيرانية، أو تفاصيل استهداف قيادات حزب الله. وأشار إلى أن إسرائيل قد تكشف أحيانا معلومات محدودة، لكن الصورة الكاملة تظل طي الكتمان، لافتا إلى أن هذا النهج شمل أيضا جولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة في الولايات المتحدة، وهو المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، حيث أحاطتها حكومته بسرية مطلقة. وختم الباحث الإسرائيلي بأن أذربيجان تبقى متمسكة بالنفي الرسمي لأي دور في الهجمات ضد إيران، بينما تساعدها إسرائيل على التزام الصمت لتجنب ردود فعل طهران، التي تصر من جانبها على مواصلة التحقيقات، مما يجعل القضية مفتوحة وقابلة لمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store