logo
"الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية": جاذبٌ بأسئلته ومناخه وتفاصيله المذهلة

"الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية": جاذبٌ بأسئلته ومناخه وتفاصيله المذهلة

العربي الجديدمنذ 6 أيام
فوز "الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية"، للسلوفاكي ميرو ريمو، بالجائزة الكبرى ـ الكرة البلورية (25 ألف دولار أميركي تُمنح للمخرج والمنتجين) للدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لـ
"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي"
، يُثير تساؤلاً غير نقديّ: إلى أي حدّ يُمكن لتوقّع الفوز بجائزة أنْ يتحقّق؟
بعد مشاهدته في عرضٍ صحافي سابق على إعلان النتائج (مساء 12 يوليو/تموز 2025)، وكعادة مُسلّية لا تخلو من سخرية من الذات أساساً، يتبارى زملاء/زميلات في توقّع (بل "تحديد") الفوز، والبعض يقول بالجائزة الكبرى، لأسبابٍ مرتبطة بالمحليّ التشيكي، وبحساسية الموضوع، وبرغبةِ المهرجان في كلامٍ نافعٍ بخصوص الحياة اليومية في مجتمعات استهلاكية، والانفضاض عنها إلى البرّية، أي إلى الطبيعة بما تملكه من مقوّمات عيشٍ مختلف.
والفوز، إذْ يؤكّد "صحّة" التوقّع/التحديد، يُلغَى من كلّ تفكيرٍ في نقاش نقدي، تتخلّله مقارنات بين
الأفلام المُشاهَدة
(هذا طبيعي في كلّ مهرجان، إذْ يصعب التخلّص كلّياً من تلك المقارنات لحظة المُشاهدة في مهرجان ما). فالفيلم، المأخوذ من كتاب بالعنوان نفسه (2019)، لأليش بالان ويان شيبيك (ثماني مقابلات مع أناس "يعيشون خارج الحضارة"، كما في تعريفٍ به)، جاذبٌ في تفاصيله المُصوّرة (دوشان هوسار وريمو) بعدسة تُسحر بجماليات المُلتَقط، والأخير (المُلتَقط) مُعبّأ بأسئلة تُتدَاول كثيراً، لكنّ قلّةً تتمكّن من إجابات شبه محسومة، تُترجَم (الإجابات) بالتزام محتواها.
الفيلم نفسه، بمفرداته الجمالية، يوهم (لكنّ الوهم يتبدّد سريعاً) باكتفائه بسرد حكاية شقيقين توأمين، فْرانْتيسك وأونْدرْجي كْليشيك، يُقرّران، بعد اختبارات حياتية جمّة، الانعزال المطلق في
مزرعة
بعيدة عن كل حياة خارجها، وهناك "تصبح الحياة والموت واحداً"، حيث "يستمتع توأمان ناسكان بصحبة أحدهما مع الآخر، كما مع حيواناتهما والمزرعة" (فكتور فْراغا، Dirty Movies ـ موقع إلكتروني باللغة الإنكليزية مقرّه لندن، 10 يوليو/تموز 2025).
سينما ودراما
التحديثات الحية
عن "مهرجان كارلوفي فاري 59": تأخّرٌ في الوصول يُعوِّضه المُقَدَّم
إنّه سؤال أساسي: أيُمكن للمرء أنْ يعيش حياة كاملة في عزلةٍ تامة، وإنْ تكن العزلة في قلب الطبيعة؟ وإنْ تكن العزلة رفقة شقيق وحيوانات؟ الإجابة، لوهلة، سهلة وإيجابية. لكنْ، ما يُصوّره ميرو ريمو في فيلمه هذا (يُصنّفه البعض وثائقياً، رغم أنّه حاضرٌ في المسافة الضيّقة بين
التوثيق
والمتخيّل/الروائي) يُحيّر، إذْ إنّ يومياتهما مشحونة بتناقضاتٍ خانقة، من دون أنْ يبلغا مرتبة رفض المُعاش. فهناك قناعةٌ، تكاد تكون ثابتة وأصيلة، تتمثّل بما يقوله أحد التوأمين، في بداية جديد ريمو، بصوت "صارخ في البرّية": "من الأرض مولودٌ أنا. على الأرض مزيّنٌ بالعقل. عبر الأرض أضع طُرقي، وفي الأرض أجد مسكني. في الأرض سأرتاح دائماً". أهذه قصيدة قديمة، أمْ كتابةٌ جديدة تليق بموقفٍ يتجاوز "عبوراً" من مدينة (الحضارة؟) إلى فضاء خالٍ من كلّ أنسٍ وضغطٍ؟
إنْ يكن الواقع صفة تُلائم تلك التجربة الحياتية التي يخوضها الشقيقان التوأمان، بعد ماضٍ حافلٍ بنضال ومواجهة وتحدّيات (في لقطةٍ، تظهر مسؤولة على شاشة التلفزيون في حفلة تكريمهما سابقاً بمناسبة إنجازاتهما ضد النظام الشيوعي، عبر "حركة الحرية المدنية")، فالسخرية (أهذه واقعية سحرية؟) تظهر في غرائبية ذاك العيش، كما في تصرّفات وسلوك وحوارات وغضبٍ دفين وآخر مُعلن، ومحاولات خروج على المعتاد يمارسها فْرانْتيسك وأونْدرْجي (الأخير مقطوع نصف يده)، كلّ بأسلوبه الخاص. أمّا الكلام، ففي كثيرٍ منه نفحات تأمّلية وفلسفية، وشديدة الواقعية والهزء أيضاً، بينما إحدى البقرات تتولّى مهمة
الراوي
في الحكاية، الذي يكشف بعض ذاك الماضي، وكثيراً من الراهن (لقطةٌ تُبيِّن أحد التوأمين يتبادل القبلات مع بقرة، تبدو سعيدةً بها، كسعادته هو).
إلى هذا، يبرع التصوير الجميل في إضافة مزيد من الغرائبية والسحر على الحكاية وسردها، بألوان متداخلة تجعل الأساسي أقرب إلى "بهتان" و"غموض"، رغم أنّ أضواء تشعّ غالباً، وفق حركة الشمس. التلاعب بالألوان نهاراً، كما في عتمة الليل، انعكاس إضافي لحالةٍ وسلوك فرديّين إزاء ذاتٍ وآخر.
في تقديمه "الأفضل أنْ أُجَنّ في البرّية" (ترجمة عربية للعنوان السلوفاكي الأصلي)، يكتب كارِلْ أوخ، المدير الفني للمهرجان (الكاتالوغ)، أنّ خصوصية ميرو ريمو تكمن، من بين أمور أخرى، "في أصالة الأسئلة التي تطرحها أفلامه"، ويُشير إلى أنّ جديده هذا، الذي "يُطوّر" موضوع الكتاب، "يتساءل بشكل استفزازي عمّا إذا كان يُمكن تمضية الحياة كلّها في مكان واحد". فالتوأمان يبدوان، في فعلتهما هذه، كأنّهما عائدان إلى حقبة غابرة، وهذا بحدّ ذاته قرارٌ صعب وقاسٍ: "أهما غريبا الأطوار، أمْ أنّهما من رواة القصص الذين يتمتّعون بكاريزما وهوس؟".
غير أنّ الأجمل من طرح
أسئلةٍ
، وجهد البحث عن إجابات عليها، رغم أهمية هذا كلّه، يبقى في متعة المُشاهَدة، لما في الفيلم من جماليات مكثّفة ومتتالية، ومن سحر تصرّفات، وعمق كلامٍ، وغرائبية عيش رغم واقعيته الشديدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستيفن كولبير يهاجم ترامب بعد إعلان "سي بي إس" عن إيقاف برنامجه
ستيفن كولبير يهاجم ترامب بعد إعلان "سي بي إس" عن إيقاف برنامجه

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

ستيفن كولبير يهاجم ترامب بعد إعلان "سي بي إس" عن إيقاف برنامجه

هاجم الفكاهي ستيفن كولبير بقوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، خلال أول حلقة من برنامجه ذا ليت شو (The Late Show) منذ إعلان شبكة سي بي إس عزمها على وقفه، مؤكداً أن "المواجهة فُتِحَت". واتهم كولبير المحطة التي ألغت برنامجه بالسعي إلى إرضاء ترامب لأسباب تجارية، متوجهاً إلى الرئيس بالقول: "تباً لك!". وحُدِّد مايو/ أيار 2026 موعداً لوقف "ذا لايت شو"، وهو برنامج تلفزيوني أميركي شهير انطلق عام 1993 وكان يقدمه ديفيد ليترمان، بحسب إعلان مفاجئ من شبكة سي بي إس الأسبوع الماضي. وتسعى مجموعة باراماونت المالكة منذ 2019 لشبكة سي بي إس إلى إتمام عملية اندماج مع استديوهات سكاي دانس للإنتاج السينمائي لإنشاء شركة موحدة تبلغ قيمتها نحو ثمانية مليارات دولار، لكنّ الصفقة تتطلّب موافقة لجنة الاتصالات الفدرالية التي يُعد رئيسها حليفاً للرئيس ترامب. وأعلنت "سي بي إس" عزمها على إيقاف "ذا ليت شو" بعد ثلاثة أيام من انتقاد ستيفن كولبير لها لإبرامها تسوية لدعوى قضائية مع الرئيس. واتهم مقدم البرنامج "سي بي إس" بدفع ما وصفه بـ"رشوة كبيرة" قدرها 16 مليون دولار لترامب في الدعوى التي رفعها ضد المحطة بتهمة تعديل مُضلِّل لمقابلة مع منافسته الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2024، كامالا هاريس، ضمن برنامج "60 مينتس" (60 دقيقة). من جهته، أعرب ترامب عن ارتياحه لصرف أحد أبرز منتقديه، وكتب على منصته تروث سوشال: "يسعدني أن كولبير طُرد". ستيفن كولبير يسخر من الرئيس وقال ستيفن كولبير مازحاً في حلقة الاثنين إن حلمه، منذ بداياته كفكاهي ارتجالي في شيكاغو في ثمانينيات القرن المنصرم، كان أن يرى رئيساً يحتفل خلال ولايته بنهاية مسيرته المهنية. كذلك اعتبر أن لا صحة لتعليل "سي بي إس" إلغاء برنامجه بأنه "قرار مالي بحت". ولمّحت الشبكة في تسريب خلال عطلة نهاية الأسبوع لم يُذكر اسم من صرّح به، إلى أن برنامج كولبير خسر 40 مليون دولار العام الماضي. وعلّق كولبير مازحاً بأنه يستطيع تبرير الخسارة السنوية البالغة 24 مليون دولار، لكنه ليس مسؤولاً عن الـ16 مليون دولار المتبقية، في إشارة إلى قيمة الصفقة بين شبكة سي بي إس وترامب. إعلام وحريات التحديثات الحية استبعاد صحيفة "وول ستريت جورنال" من تغطية رحلة ترامب إلى اسكتلندا وخلال كلمته الافتتاحية خلال حلقة الاثنين، سخر من طلب ترامب إعادة تسمية فريق واشنطن كوماندرز لكرة القدم الأميركية إلى اسمه السابق "واشنطن ريدسكينز" الذي يرى فيه البعض إهانةً للأميركيين الأصليين. وأظهرت فقرة فكاهية بعد ذلك ترامب ساعياً إلى تسمية الفريق "واشنطن إبستينز"، في إشارة إلى رجل الأعمال المدان بالتحرش جنسياً بقاصرات جيفري إبستين الذي كانت تربطه صداقة بترامب في تسعينيات القرن الماضي. وبعد تطرق كولبير إلى النهاية الوشيكة لبرنامج ذا لايت شو، وتأكيده أن ثمة من قتل برنامجه، عرض تحقيقاً مصوراً عن صداقة ترامب وإبستين، معتمداً أسلوبه المألوف، وهو نبرة جادة ظاهرياً ممزوجة بالفكاهة والتلميحات. وخارج مسرح "إد ساليفان ثياتر" في مانهاتن حيث كان يُصوَّر البرنامج، رفع متظاهرون لافتات كُتب عليها: "ابق يا كولبير! يجب أن يرحل ترامب!". "لعنة على سي بي إس" وقالت إليزابيث كوت، وهي مُعلِّمة تبلغ 48 عاماً، لوكالة فرانس برس: "إنه أمر مريع حقاً أن نصل إلى هذه المرحلة في هذا البلد، حيث تشعر الشركات بضرورة الامتثال والطاعة سلفاً". وأعربت الضيفة الرئيسية في حلقة، الاثنين، الممثلة ساندرا أو، عن دعمها للفكاهي بإلقائها "لعنةً على سي بي إس وباراماونت". وبرز ستيفن كولبير بدايةً في شخصيته الكوميدية ضمن برنامج ذا ديلي شو، وهي عبارة عن صحافي مزيّف مُحافظ يمثّل صورة كاريكاتورية عن المُعلِّقين اليمينيين. ثم أطلق برنامجه الخاص على قناة كوميدي سنترال عام 2005، وواصل فيه تجسيد هذه الشخصية، قبل أن يحصل عام 2015 على أحد أكثر المواقع المرغوبة في التلفزيون الأميركي كمُقدّم لبرنامج ذا ليت شو على قناة سي بي إس. وتخلى ستيفن كولبير عن الشخصية التي كان يجسّدها ليصبح واحداً من أكثر الوجوه المضحكة والمحترمة على الشاشة الصغيرة. وخلال الجائحة، كان حضوره مطمئناً لملايين الأميركيين، إذ استمر في البث من غرفة في منزله إلى جانب زوجته إيفلين. وعلى مدار العقد المنصرم، صار أيضاً ناقداً لاذعاً لترامب، يسخر من الرئيس في كل ما يقوله ويفعله. وفي نهاية تسجيل البرنامج الاثنين، اختتم كولبير حديثه مخاطبا جمهوره بالقول "سأفتقدكم". (فرانس برس)

كنوز فنية خلف الجدران في مصر
كنوز فنية خلف الجدران في مصر

العربي الجديد

timeمنذ 14 ساعات

  • العربي الجديد

كنوز فنية خلف الجدران في مصر

في مدينة تحتضن آثار حضارات متعاقبة، يبدو من البديهي أن تكون المتاحف الفنية في قلب المشهد الثقافي. لكن في القاهرة، حيث تزدحم الحياة وتتضارب الأولويات، تظل بعض الكنوز حبيسة خلف أبواب مغلقة ، أو في قاعات لا يصلها الضوء الكافي من الاهتمام. لوحات أصلية لفنانين كبار مثل فان غوخ ورودان ورينوار وروبنز، ومقتنيات إسلامية نادرة، وسجاد وتحف خزفية من عصور مختلفة، ترقد في انتظار لحظة العرض. بعض هذه الأعمال والمقتنيات لم يرها الجمهور منذ سنوات طويلة، وبعضها الآخر يُعرض في صمت، دون تفاعل حقيقي أو حضور جماهيري يليق بقيمتها. وسط هذه المفارقة، تُطرح هنا أسئلة ملحة حول الأسباب التي تؤخر عودة هذه المؤسسات إلى الحياة، ولماذا تغيب بعض المتاحف عن الفضاء العام، رغم ما تملكه من تراث بصري وإنساني؟ جُمعت هذه القطع المحجوبة على مدى قرون لتصبح مع الوقت جزءاً أصيلاً من الذاكرة المصرية، لكنّها اليوم تعاني عزلةً وإهمالاً يهدّد وجودها. متحف محمد محمود خليل وحرمه المطلّ على النيل، ومتحف الجزيرة بساحة الأوبرا، يكشفان حجم المعضلة، فهما يضمان مقتنيات فريدة تستقر في صمت خلف أبواب مغلقة أو قاعات خاوية من الزائرين. لا يروي متحف محمد محمود تاريخ فنون مستوردة فحسب، بل يسرد حكاية شغف فردي تحوّل إلى تراث وطني، هي حكاية عشق جمعت بين السياسي المصري الثري في زمن الملكية والفن الأوروبي، خاصة الفرنسي. بدأت هذه الرحلة عام 1903 عندما اقتنى خليل لوحة "ذات رابطة العنق من التل الأبيض" لأوغست رينوار مقابل 400 جنيه مصري فقط. وقد أتاحت ظروف الحربَين العالميتَين له فرصة تكوين مجموعة فنية استثنائية. يضم المتحف اليوم أكثر من 300 لوحة و50 تمثالاً لفنانين عالميين مثل فان غوخ وغوغان ومانيه وسيزان ورودان. وتبرز بين هذه المقتنيات لوحة "زهرة الخشخاش" ل فان غوخ التي تقدر قيمتها بنحو مئة مليون دولار، والتي تحولت إلى أيقونة للمتحف رغم فقدانها. تعرضت هذه اللوحة للسرقة مرتين، الأولى في ثمانينيات القرن الماضي مع شكوك حول أصالتها عند استعادتها، والثانية في 2010 وهي ما زالت مفقودة حتى اليوم. تجهيزات العرض التقليدية لا تليق بقيمة المقتنيات المعروضة ورغم الضجة التي أثارتها السرقة الأخيرة، ووعود وزارة الثقافة بتعزيز أنظمة الحماية، يلاحظ الزائر أن إجراءات الأمان ما تزال دون المستوى المطلوب لمتحف يضم مثل هذه الأعمال، كما أن تجهيزات العرض التقليدية لا تليق بقيمة المقتنيات المعروضة. فبعد إعادة افتتاحه، يواجه المتحف أزمات مزمنة، تبدأ بضعف الترويج الذي ينعكس مباشرة على أعداد الزوار، وتصل إلى نقص المرشدين المؤهلين، وغياب أي أنشطة تفاعلية يمكن أن تربط الجمهور بالمكان ومقتنياته، كما أن طريقة العرض لا تزال تقليدية وتفتقر إلى الوسائط البصرية الحديثة، مما يحوّل التجربة إلى زيارة صامتة لا تحفّز الاكتشاف أو التأمل. على مسافة ليست ببعيدة عن متحف محمد محمود خليل ينهض متحفٌ آخر لا يقل عنه أهمية، وهو متحف الجزيرة الكائن بسراي النصر، أحد قصور العصر الملكي. شُيّد القصر عام 1936 ليستقبل الملك فاروق في استراحاته، ثم تحوّل سنة 1957 إلى متحف للمقتنيات والأعمال الفنية المُصادرة من العائلة الملكية. اليوم يحتفظ هذا المبنى بأكثر من أربعة آلاف قطعة نادرة، من زجاج وخزف إسلامي من مصر وسورية وإيران، وسجاد فاخر من أصفهان، وتحف معدنية مملوكية، ولوحات لفنانين عالميين مثل رودان وديلاكروا وماتيس ورينوار. هذا المتحف الذي يضاهي في مقتنياته متاحف عالمية كبرى أغلق عام 1988 بحجة التطوير، وكان من المفترض أن يُعاد افتتاحه في 2012، ثم أُرجئ المشروع مراراً. وبينما تنتظر الأعمال المخزَّنة منذ أكثر من ثلاثة عقود ظروف عرض تليق بها، يُحذِّر المختصون من أن أي خلل في درجة الحرارة أو الرطوبة قد يُعرّض القطع الفنية والمنسوجات والأعمال الدقيقة للتلف. لا يجد الزوار هذه المتاحف على خرائطهم السياحية هذه الحالة لا تبدو استثناءً بل تكشف عطباً بنيوياً يُثقل كاهل معظم المتاحف الفنية في مصر؛ فأنظمة الحماية القديمة وسوء التهوية وغياب تجهيزات العرض الحديثة تكاد تكون سِمةً مشتركة، يُفاقمها تشتّت الجهات المشرفة بين الثقافة والسياحة والدفاع، ما يعرقل أي رؤية موحَّدة للتطوير ويُطيل أمد البيروقراطية. وإلى جانب ضعف التمويل والميزانيات المحدودة، يغيب الترويج الفعّال داخلياً وخارجياً، فلا يجد الزوار هذه المتاحف على خرائطهم السياحية، بينما يمرّ معظم الجمهور المحلي بجوارها دون أن يلحظ وجودها. في مدنٍ عالمية كبرى، تحوّلت المتاحف إلى فضاءات مجتمعية نابضة بالحياة، تستضيف ورشاً للأطفال، وتقدّم جولات تعليمية، وتحتضن عروضاً فنية وموسيقية. أما في مصر، فما زالت المتاحف أسيرة تصوّر قديم يجعلها أماكن مغلقة يقصدها المتخصّصون وحدهم، ما يفقدها قدرتها على التفاعل مع الجمهور. ولعل غياب هذه الرؤية المجتمعية لا يؤدي إلى انخفاض أعداد الزوار فحسب، بل يخلق فجوة معرفية وعاطفية بين الناس وبين هذه المؤسّسات. فالمتحف حين يُقدَّم مكاناً رسمياً جافاً، لا يمكن أن يصبح مصدر إلهام أو فضاءً للتعلّم. من هنا، تبدو الحاجة ماسة لإعادة دمج المتحف في المجال العام، ليس بوصفه مكاناً لمشاهدة القطع فحسب، بل بصفته منصةً للحوار، وبيئة تعليمية، وتجربة ثقافية حيّة. فنون التحديثات الحية معارض الصيف في القاهرة.. ضرورات السوق وتحوّلات المشهد الفني

نيمار يشتري سيارة بـ1.3 مليون يورو.. لا يستطيع قيادتها
نيمار يشتري سيارة بـ1.3 مليون يورو.. لا يستطيع قيادتها

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

نيمار يشتري سيارة بـ1.3 مليون يورو.. لا يستطيع قيادتها

لا يختلف حال مهاجم نادي سانتوس البرازيلي نيمار دا سيلفا (33 عاماً) عن نجوم كرة القدم الذين يحبون شراء السيارات الباهظة، من أجل تعزيز الأسطول الكبير الذي يمتلكونه وتُقدر أسعاره بالملايين، لكن لاعب برشلونة السابق خالف جميع التوقعات، بعدما قام باقتناء سيارة لا يمكنه قيادتها. وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الأحد، أن نيمار دا سيلفا يُحب متابعة الأفلام الخيالية، وبطله المُفضل هو "باتمان"، لذلك حرص على اقتناء إحدى السيارات التي تُشبه ما ظهر في الفيلم الشهير، إذ قام بدفع 1.3 مليون يورو من أجل إضافة هذه السيارة إلى أسطوله الكبير، بعدما ظهر في الكثير من الأحيان وهو يقود سيارة من نوع أودي R8، وأيضاً "فيراري" و"بنتلي" و"أستون مارتن" و"لامبورغيني". وتابعت أن السيارة، التي اشتراها نيمار، لا يستطيع قيادتها، وهي واحدة من عشر سيارات طلبت شركة وارنر براذرز تصنيعها احتفالاً بالذكرى الخامسة والثمانين لفيلم باتمان، الذي بلغت تكلفته حينها نحو ثلاثة ملايين دولار أميركي، لكن أكثر ما يلفت في الأمر هو تصميم السيارة التي يبلغ طولها أربعة أمتار و65 سنتيمتراً، وعرضها 2.8 متر، ومصنعة على شكل هيكل أنبوبي من ألياف الكربون، ومحرك بثماني أسطوانات بسعة 6.2 ليترات وبقوة 525 حصاناً، ولا يمكن ركنها في المرآب العادي. وأوضحت أن أكثر ما يميّز سيارة نيمار الجديدة هي التكنولوجيا داخلها، بعدما صُممت داخلياً على الشكل نفسه الذي ظهر في آخر فيلم لـ"باتمان" عام 2022، إذ يمكنها إطلاق قنابل دخانية، وتحتوي على محرك نفاث غير حقيقي، ورشاشات غير قابلة للاستخدام، بالإضافة إلى مقعدين فقط رغم ضخامتها، ما يعني عدم السماح لنجم نادي برشلونة السابق بقيادتها في الشارع، لأنه سيحتفظ بها فقط حتى ترتفع قيمتها المالية خلال الأعوام المقبلة، خاصة أنها نادرة ولا يوجد منها سوى عشر نسخ فقط. كرة عالمية التحديثات الحية عملية جراحية محتملة لتير شتيغن.. هل يستفيد برشلونة؟ وختمت صحيفة ماركا الإسبانية تقريرها بأن نيمار من مُحبي فيلم "باتمان"، وعبر عن ذلك في أكثر من مناسبة، بل إنه يحمل وشماً لشعار "باتمان" على ظهره، وحضر العرض الأول للفيلم الشهير عام 2022، وركب السيارة التي ظهرت في الفيلم التي أعجبته كثيراً، بالإضافة إلى حرص مهاجم نادي سانتوس البرازيلي حالياً على ارتداء ملابس تحمل شعار فيلمه المفضل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store