
مرض يمثل عبئاً صحياً كبيراً... التصلب اللويحي يرهق الآلاف في لبنان
يصادف شهر أيار من كل عام، الشهر العالمي للتوعية حول التصلب المتعدد والمعروف بالتصلب اللويحي. وهذا المرض، الذي على الرغم من انتشاره بين عدد كبير من المرضى، إلا أنه يبقى غامضاً بعض الشيء، ما يستدعي الإضاءة على مختلف جوانبه لضمان المزيد من التوعية ولتطوير استراتيجيات فعالة للتشخيص والعلاج والدعم.
من هنا، أعلن "مركز نعمة وتيريز طعمة للتصلب المتعدد" في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت Friends Of MS رسمياً إطلاقَ حملة 2025/2026 للتوعية حول مرض التصلب اللويحي، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ، وهدفها نشر الوعي عن المرض بين الناس، إضافة إلى توفير الدعم للمرضى في لبنان بشتى الطرق.
وشدد رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري على أهمية نشر الوعي حول الأمراض التي يمكن إحداث فارق فيها، خصوصاً أن مرض التصلب اللويحي أصبح من الأمراض القابلة للمعالجة، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن يلقى المريض العلاج ما لم تكن لديه المعرفة اللازمة بشأن المرض وما لم يملك الوعي حوله.
يُعرف مرض التصلب اللويحي بأنه حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي. يتميز هذا المرض بمهاجمة الجهاز المناعي للغشاء الواقي للأعصاب، مما يعيق الاتصال بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة.
يُصنف التصلب اللويحي كأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة العصبية بين الشباب في كل أنحاء العالم، وتتنوع أعراضه بشكل كبير من شخص لآخر وتعتمد على موقع وشدة الضرر الحاصل في الجهاز العصبي.
غالبًا ما تبدأ الأعراض الأولية للمرض بعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها، وألم في العين ، وعمى الألوان، وفقدان موقت للرؤية. تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الشعور بالخدر والتنميل في أجزاء مختلفة من الجسم، والتعب والإرهاق الشديد ، ومشاكل في التوازن والتنسيق ، بالإضافة إلى تشنجات وتصلب في العضلات.
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بمرض التصلب اللويحي غير معروف ، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية. تشمل عوامل الخطر المحتملة بعض الالتهابات الفيروسية، مثل فيروس إبشتاين بار، وانخفاض مستويات فيتامين د في الجسم، ووجود أمراض مناعة ذاتية أخرى. يُلاحظ أن مرض التصلب اللويحي أكثر شيوعًا بين النساء ويتم تشخيصه غالبًا في الفئة العمرية بين 20 و 40 عامًا. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي في وقت لاحق من الحياة.
أما في لبنان، فلا توجد إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد مرضى التصلب اللويحي، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود الآلاف من الحالات.
كما أشارت دراسة صادرة عن الجامعة الأميركية في بيروت إلى أن لبنان يقع ضمن المناطق الجغرافية ذات الخطورة المتوسطة إلى العالية من حيث عدد الإصابات بمرض التصلب اللويحي، ما يعني أن المرض يمثل عبئًا صحيًا كبيرًا في البلاد.
لقد كان للأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان تأثير كبير على القطاع الصحي بشكل عام وعلى مرضى التصلب اللويحي بشكل خاص. أدت الأزمة إلى نقص حاد في الأدوية وارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الصحية، مما زاد من الأعباء على المرضى وجعل من الصعب عليهم الالتزام بخطط العلاج الموصوفة لهم.
وعلى الرغم من مرور سنوات على الأزمة، إلا أن عدداً كبيراً من المرضى لا يزال يواجه تحديات كبيرة في الحصول على الأدوية والعلاج اللازمين، فضلاً عن صعوبات نفسية واجتماعية كبيرة يواجهونها.
تشمل خيارات العلاج المتاحة لمرضى التصلب اللويحي في لبنان العلاجات الدوائية المعدلة للمرض (DMTs)، والتي تهدف إلى تقليل الانتكاسات وإبطاء تقدم المرض، وتتوفر أدوية أخرى للتعامل مع أعراض محددة مثل تشنجات العضلات والتعب ومشاكل المثانة.
هي حرب مؤلمة يخوضها من يصارع هذا المرض. وعلى الرغم من أن مجال علاج التصلب اللويحي يشهد تقدمًا مستمرًا، إلا أن الدعم والتوعية يبقيان حجر الأساس في مواجهة هذا المرض وسواه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 3 أيام
- الديار
الطحال المتضخم... الأعراض التي لا يجب تجاهلها!
يُعد الطحال أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، إذ يؤدي دورًا مهمًا في تنقية الدم، وتنظيم خلايا الدم، والمساهمة في عمل الجهاز المناعي. يوجد الطحال في الجزء العلوي الأيسر من البطن، تحت القفص الصدري، وعادةً ما يكون حجمه صغيرًا ولا يمكن الشعور به عند الفحص الجسدي. إلا أن بعض الحالات الصحية قد تؤدي إلى تضخم الطحال، وهي حالة مرضية تستوجب الانتباه الطبي والمتابعة الدقيقة. تضخم الطحال هو حالة يصبح فيها هذا العضو أكبر من حجمه الطبيعي، ويبدأ في احتباس كمية أكبر من الدم وخلايا الدم، مما قد يؤدي إلى ضعف أدائه لوظائفه، وزيادة خطر الإصابة بمضاعفات صحية مثل فقر الدم، والعدوى المتكررة، والنزيف بسهولة. في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري استئصال الطحال إذا أصبح مصدرًا لمشكلات صحية مستمرة. هذا وتعود أسباب تضخم الطحال إلى مجموعة متنوعة من العوامل المرضية. في مقدمتها تأتي الالتهابات، سواء كانت فيروسية مثل فيروس إبشتاين-بار الذي يسبب داء كثرة الوحيدات، أو بكتيرية مثل السل، أو طفيلية كالإصابة بالملاريا. كما أن أمراض الكبد، لا سيما التهابه المزمن وتليّفه، تؤثر بشكل مباشر في الدورة الدموية البابية، مما يؤدي إلى احتقان الطحال وتضخمه. أضف إلى ذلك، أن أمراض الدم، كفقر الدم الانحلالي أو سرطان الدم واللمفوما، قد تؤدي إلى زيادة نشاط الطحال في محاولة لتصفية الدم، مما يؤدي إلى تضخمه بمرور الوقت. في حالات أخرى، قد يُعزى تضخم الطحال إلى اضطرابات مناعية ذاتية مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة، ويصبح الطحال مفرط النشاط في محاولته لمواجهتها. كما يمكن للأورام، سواء الحميدة أو الخبيثة، أن تتسببب تضخم الطحال نتيجة انتشارها أو تأثيرها الموضعي. وتكمن خطورة تضخم الطحال في مضاعفاته المحتملة، لا سيما إذا تُرك دون علاج. فقد يُؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم السليمة في الجسم، مما يضعف المناعة ويزيد من فرص الإصابة بالعدوى. كما قد يشعر المريض بألم مستمر أو ضغط في البطن، ويُعاني من تعب عام. وفي بعض الحالات النادرة، يُمكن أن يتعرض الطحال المتضخم للتمزق، خصوصًا عند التعرض لإصابة جسدية أو حادث، وهو أمر طارئ يُهدد الحياة نتيجة النزيف الداخلي الحاد الذي قد يسببه. أما من حيث الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتضخم الطحال، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة، أو من اضطرابات الدم الوراثية مثل الأنيميا المنجلية أو الثلاسيميا، هم أكثر الفئات حاجة للمتابعة الدقيقة. كما أن سكان المناطق الموبوءة بأمراض طفيلية مثل الملاريا، وكذلك المرضى المصابون بأمراض مناعية أو من يتلقون علاجات تضعف الجهاز المناعي، يُعدون من الفئات المُعرّضة بشدة لتضخم الطحال. في الختام، يمكن القول إن تضخم الطحال ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مؤشر على وجود مشكلة صحية أعمق تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مناسب. المتابعة الطبية المنتظمة، والانتباه للأعراض المبكرة مثل الألم في الجانب الأيسر من البطن، والتعب غير المبرر، يُمكن أن تسهم في الكشف المبكر عن هذه الحالة. ومن خلال المعالجة المناسبة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بتضخم الطحال والحفاظ على صحة الجسم وسلامته.


ليبانون 24
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
مرض يمثل عبئاً صحياً كبيراً... التصلب اللويحي يرهق الآلاف في لبنان
يصادف شهر أيار من كل عام، الشهر العالمي للتوعية حول التصلب المتعدد والمعروف بالتصلب اللويحي. وهذا المرض، الذي على الرغم من انتشاره بين عدد كبير من المرضى، إلا أنه يبقى غامضاً بعض الشيء، ما يستدعي الإضاءة على مختلف جوانبه لضمان المزيد من التوعية ولتطوير استراتيجيات فعالة للتشخيص والعلاج والدعم. من هنا، أعلن "مركز نعمة وتيريز طعمة للتصلب المتعدد" في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت Friends Of MS رسمياً إطلاقَ حملة 2025/2026 للتوعية حول مرض التصلب اللويحي، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ، وهدفها نشر الوعي عن المرض بين الناس، إضافة إلى توفير الدعم للمرضى في لبنان بشتى الطرق. وشدد رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري على أهمية نشر الوعي حول الأمراض التي يمكن إحداث فارق فيها، خصوصاً أن مرض التصلب اللويحي أصبح من الأمراض القابلة للمعالجة، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن يلقى المريض العلاج ما لم تكن لديه المعرفة اللازمة بشأن المرض وما لم يملك الوعي حوله. يُعرف مرض التصلب اللويحي بأنه حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي. يتميز هذا المرض بمهاجمة الجهاز المناعي للغشاء الواقي للأعصاب، مما يعيق الاتصال بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة. يُصنف التصلب اللويحي كأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة العصبية بين الشباب في كل أنحاء العالم، وتتنوع أعراضه بشكل كبير من شخص لآخر وتعتمد على موقع وشدة الضرر الحاصل في الجهاز العصبي. غالبًا ما تبدأ الأعراض الأولية للمرض بعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها، وألم في العين ، وعمى الألوان، وفقدان موقت للرؤية. تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الشعور بالخدر والتنميل في أجزاء مختلفة من الجسم، والتعب والإرهاق الشديد ، ومشاكل في التوازن والتنسيق ، بالإضافة إلى تشنجات وتصلب في العضلات. لا يزال السبب الدقيق للإصابة بمرض التصلب اللويحي غير معروف ، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية. تشمل عوامل الخطر المحتملة بعض الالتهابات الفيروسية، مثل فيروس إبشتاين بار، وانخفاض مستويات فيتامين د في الجسم، ووجود أمراض مناعة ذاتية أخرى. يُلاحظ أن مرض التصلب اللويحي أكثر شيوعًا بين النساء ويتم تشخيصه غالبًا في الفئة العمرية بين 20 و 40 عامًا. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي في وقت لاحق من الحياة. أما في لبنان، فلا توجد إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد مرضى التصلب اللويحي، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود الآلاف من الحالات. كما أشارت دراسة صادرة عن الجامعة الأميركية في بيروت إلى أن لبنان يقع ضمن المناطق الجغرافية ذات الخطورة المتوسطة إلى العالية من حيث عدد الإصابات بمرض التصلب اللويحي، ما يعني أن المرض يمثل عبئًا صحيًا كبيرًا في البلاد. لقد كان للأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان تأثير كبير على القطاع الصحي بشكل عام وعلى مرضى التصلب اللويحي بشكل خاص. أدت الأزمة إلى نقص حاد في الأدوية وارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الصحية، مما زاد من الأعباء على المرضى وجعل من الصعب عليهم الالتزام بخطط العلاج الموصوفة لهم. وعلى الرغم من مرور سنوات على الأزمة، إلا أن عدداً كبيراً من المرضى لا يزال يواجه تحديات كبيرة في الحصول على الأدوية والعلاج اللازمين، فضلاً عن صعوبات نفسية واجتماعية كبيرة يواجهونها. تشمل خيارات العلاج المتاحة لمرضى التصلب اللويحي في لبنان العلاجات الدوائية المعدلة للمرض (DMTs)، والتي تهدف إلى تقليل الانتكاسات وإبطاء تقدم المرض، وتتوفر أدوية أخرى للتعامل مع أعراض محددة مثل تشنجات العضلات والتعب ومشاكل المثانة. هي حرب مؤلمة يخوضها من يصارع هذا المرض. وعلى الرغم من أن مجال علاج التصلب اللويحي يشهد تقدمًا مستمرًا، إلا أن الدعم والتوعية يبقيان حجر الأساس في مواجهة هذا المرض وسواه.


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
في الشهر العالمي للتوعية حول التصلب المتعدد... التزام يتجدد
أعلن مركز نعمة وتيريز طعمة للتصلب المتعدد في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت Friends Of MS رسمياً إطلاقَ حملة 2025/2026 للتوعية حول مرض التصلب اللويحي، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، وبحضور الدكتور بيار أنهري ممثلاً وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين؛ وذلك بمناسبة الشهر العالمي للتوعية حول التصلب المتعدد. تهدف الحملة إلى نشر الوعي بالمرض بين عامة الناس، إضافة إلى توفير الدعم للمرضى في لبنان بشتى الطرق. في هذه المناسبة، تحدثت المديرة المؤسسة لمركز نعمة وتيريز طعمة البروفيسورة ساميا خوري عن مسيرة المركز من 14 سنة، وعن الدور الذي لعبه في مساندة المرضى، رغم التحديات المتعددة، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية وانقطاع أدوية التصلب المتعدد. هذا، وأشارت إلى الدور المهم الذي لعبه المركز على المستويين المحلي والدولي في الأبحاث والرعاية الشاملة وعبر التعاون مع شركاء محليين ودوليين. من جهتها، أشارت العضو المؤسس للمركز إلى أنه الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ويستمرّ من خلال الإعلان عن إطلاق الحملة في الوفاء بالعهد الذي قطعه من أكثر من عشر سنوات بالوقوف إلى جانب كلّ مريض مصاب بالتصلّب المتعدّد في لبنان. وقد استمرّ بدعم المرضى من 14 سنة من خلال الأبحاث التي يقوم بها ويدعمها، ومن خلال نشر الوعي والتمويل. تحدث أيضاً في هذه المناسبة رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن التزام الجامعة الأميركية بتقديم رعاية صحية مثلى، إضافة إلى الالتزام المستمر تجاه المجتمع. هذا، وأكد على أهمية نشر الوعي حول الأمراض التي يمكن إحداث فارق فيها، خصوصاً أن مرض التصلب اللويحي أصبح من الأمراض القابلة للمعالجة. "لا يمكن أن يلقى المريض العلاج ما لم تكن لديه المعرفة اللازمة بشأن المرض وما لم يملك الوعي حوله. فبغير ذلك، هو لا يشعر إلا بالخوف من المرض. وهذا ما هي عليه الرسالة الأساسية لمركز نعمة وتيريز طعمة للتصلب اللويحي في المركز الطبي للجامعة الأميركية".