
دول الجوار السوريّ تجتمع في الأردن... هل تنجز ما عجزت عنه خلال عهد الأسد؟
يستضيف الأردن يوم الأحد اجتماعاً لدول الجوار السوري لبحث آليات التعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.
كما سيبحث الاجتماع سبل إسناد الشعب السوري في جهوده لإعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره، وتخلصه من الإرهاب، وتضمن ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتحفظ حقوق جميع أبنائه.
وبالإضافة إلى الأردن، يضم الاجتماع وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء أجهزة المخابرات في تركيا وسوريا والعراق ولبنان.
اجتماع مماثل العام الماضي
ويعيد ذلك إلى الأذهان، اتفاق وزراء داخلية الأردن والعراق وسوريا ولبنان في اجتماع عقدوه بعمان شباط (فبراير) من العام الماضي، على تأسيس "خلية اتصال مشتركة" لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود بين الدول الأربع.
إلا أن تلك الخلية لم تأت بأي نتيجة وظل الأردن مضطراً إلى الخيار العسكري في التصدي لمحاولات تهريب المخدرات وكذلك السلاح، في حين شكل سقوط النظام السوري السابق بارقة أمل لعمّان في طي صفحة التهريب في ظل الحكم الجديد في سوريا.
إلا أن ذلك أيضاً لم يحدث وإن كانت خفت وتيرة محاولات التهريب، حيث أعلن الأردن أكثر من مرة عن خوض اشتباكات مع مهربين كان آخرها يوم أمس عندما اشتبكت قوات حرس الحدود الأردنية، مع مجموعات مسلحة من المهربين حاولت اجتياز الحدود الشمالية للمملكة، ونتج عن الاشتباكات مقتل 4 مهربين وتراجع الباقين إلى العمق السوري، وتم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، إضافة إلى سلاح أوتوماتيكي (كلاشنكوف).
تعويل على النظام السوري الجديد
في شأن ذلك، يقول المدير التنفيذي في مؤسسة "مسارات" الأردنية للتنمية والتطوير طلال غنيمات لـ"النهار" إن "استضافة الأردن لاجتماع دول الجوار السوري بعد يومين، تعبر عن إصرار المملكة على ضرورة الوصول إلى حلول جذرية تطوي صفحة ملفات ظلت تشكل مصدر قلق لها، وفي مقدمتها محاولات تهريب المخدرات والسلاح، لا سيما أن الأردن يعوّل كثيراً على قدرة النظام السوري الجديد في ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود بين البلدين التي تمتد إلى نحو 375 كيلومتراً".
ويمتد الأمر وفق غنيمات، إلى الموقف الأردني الثابت والمحوري في مواصلة العمل على مواجهة الإرهاب وتضييق الخناق على أي جماعات إرهابية وتحديداً تنظيم داعش، وهي مصلحة ترى عمان أنها مشتركة في الإقليم ولا تخصها وحدها".
ويشير إلى أن "ملف اللاجئين كذلك الأمر، فهو مؤرق لتركيا ولبنان كما للأردن، والدول الثلاث معنية بإجراءات تسهّل وتسرّع العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، خصوصاً أن وتيرة العودة لا تزال متواضعة مع مرور 3 أشهر على سقوط نظام الأسد".
تفاؤل أردني بالواقع الجديد
ومن وجهة نظر دكتور العلوم السياسية بدر عارف الحديد، فإن "التفاؤل الأردني في اجتماع الأحد يفوق بأضعاف مضاعفة آماله في اجتماعات كثيرة عقدت سابقاً في عهد نظام الأسد، ذلك أن تلك الاجتماعات كانت بالنسبة لذلك النظام شكلية لا أكثر، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات حقيقية وعملية من قبله لوقف تهريب المخدرات، فضلاً عن أن عودة اللاجئين السوريين في ظل وجوده كان أمراً مستحيلاً، لكن الآن هناك واقع جديد تريد المملكة أن تستثمره لطي صفحة كل الملفات التي ظلت تشكل مصدر قلق وتهديد لها".
ويضيف الحديد لـ"النهار" أن "ذلك التفاؤل الأردني ليس مندفعاً ويدرك جيداً أن معالجة تلك الملفات تحتاج لبعض الوقت ولتنسيق مشترك عالي المستوى بين الدول ذات الصلة، إلا أن عمّان مصرة على المضي قدماً حتى الوصول إلى حلول جذرية دائمة".
ويؤكد أن "خطر الإرهاب لا يزال حاضراً في المنطقة والإقليم وإن كان شهد انحساراً، إلا أن مواصلة جهود التصدي له بالنسبة إلى الأردن تعدّ أولوية ولا يمكن التراخي فيها"، معتبراً أن "الفلتان الأمني في عهد الأسد شكّل بيئة حاضنة ومتنامية للجماعات الإرهابية لا سيّما داعش، بينما الآن تتجه الأنظار إلى إقصائها بشكل كامل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 11 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
طوق داعش يتفكّك؟... اتفاق بين دمشق و"الأكراد" حول مخيم الهول
أعلنت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، يوم الإثنين، التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق يقضي بوضع آلية مشتركة لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول، الذي يضم عشرات الآلاف من الأفراد المرتبطين أو المشتبه بارتباطهم بجماعات إرهابية، أبرزها تنظيم داعش. وقال شيخموس أحمد، وهو مسؤول في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد وتسيطر على أجزاء واسعة من شمال شرق البلاد، إن الاجتماع الذي عُقد مع ممثلين عن الحكومة المركزية في دمشق ووفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أفضى إلى التوافق على خطة لإعادة العائلات السورية من المخيم. ونفى أحمد ما تردّد عن نيّة تسليم إدارة المخيم إلى دمشق في المستقبل القريب، مؤكّدًا: "لم تجرِ أي مناقشات حول هذا الأمر، لا مع الوفد الزائر، ولا مع ممثلي الحكومة في دمشق". ويُعدّ مخيم الهول واحدًا من أكثر الأماكن إثارة للقلق في سوريا، حيث تشير تقارير حقوقية منذ سنوات إلى تفشي العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية داخله. ويضم المخيم حوالي 37,000 شخص، معظمهم من زوجات وأطفال مقاتلي داعش، إضافة إلى عراقيين ومواطنين من دول غربية انضموا إلى التنظيم. وعلى مدى سنوات، اعتمدت الإدارة الكردية آلية لإعادة من يرغب من السوريين في المخيم إلى مجتمعاتهم في مناطق سيطرتها، بما يشمل افتتاح مراكز خاصة لإعادة الدمج. غير أنّ هذا الاتفاق يُعتبر الأول من نوعه مع الحكومة المركزية لإعادة السوريين إلى المناطق الخاضعة لها. ويأتي هذا التطوّر في سياق جهود متزايدة لتعزيز التعاون بين الإدارة الذاتية الكردية والسلطة الجديدة في دمشق، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في هجوم معارض نهاية كانون الأول ٢٠٢٤. ففي آذار الماضي، وُقّع اتفاق بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، يقضي بدمج "قسد" في قوام القوات المسلّحة السورية الجديدة. وينصّ الاتفاق كذلك على أن تُنقل السيطرة على المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، والمطارات، وحقول النفط في شمال شرق البلاد إلى الحكومة المركزية، إلى جانب تسلّم إدارة السجون التي يُحتجز فيها قرابة 9,000 مشتبه بانتمائهم إلى داعش. ويُعد هذا الاتفاق خطوة بارزة على طريق إعادة توحيد الفصائل المتناحرة التي قسّمت سوريا فعليًا إلى كيانات متفرّقة منذ اندلاع النزاع في العام 2011، عقب الحملة العنيفة التي شنّها نظام الأسد على المتظاهرين. ورغم أهمية الاتفاق، فإن تنفيذه لا يزال بطيئًا، في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها لتسريع تسليم إدارة السجون إلى الحكومة المركزية، باعتبارها أحد أبرز البنود العالقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
تركيا ستنشئ قواعد عسكرية في سوريا؟!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الأحد بأن القوات المسلحة التركية، تخطط لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا "في إطار مكافحة الإرهاب". ونقلت صحيفة "توركية" Türkiye عن مصادر في الأجهزة الأمنية التركية أن القوات المسلحة التركية تتوقع إنشاء قاعدة جوية وأخرى بحرية في سوريا لمحاربة تنظيم داعش. وقالت تقارير نشرتها وسائل الإعلام التركية: "أنقرة ستقدم المساعدة للسلطات السورية في مجال تنظيم الجيش وقوات الأمن". وذكرت صحيفة "توركية" إن اجتماعات منتظمة تعقد بين 5 دول، من بينها تركيا، ضمن آلية منسقة لمكافحة تنظيم داعش في سوريا، دون أن يتم تحديد الدول الأخرى المشاركة. وأكدت المصادر أن تركيا ستقدّم مساهمة كبيرة في تعزيز الأمن داخل أراضي الجمهورية العربية السورية. وأشارت أيضا إلى أن الوجود العسكري التركي الحالي يتركز بشكل رئيسي في شمال سوريا. وكان مصدر في وزارة الدفاع التركية أفاد في وقت سابق، بأن بلاده تواصل دراسة إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا لأغراض التدريب، موضحا أن الهدف هو تعزيز قدرات الجيش السوري. وأفادت تقارير سابقة بأن مسؤولين أتراك يجرون دراسة لمواقع محتملة لإقامة هذه القواعد. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
منذ 2 أيام
- المركزية
دمشق ستساعد واشنطن على العثور على أميركيين مفقودين
تعهّدت السلطات السورية بمساعدة واشنطن في البحث عن أميركيين مفقودين في سوريا، وفق ما أفاد المبعوث الأميركي الى دمشق توماس باراك الأحد، في إعلان يأتي بعيد رفع العقوبات الاقتصادية وفتح صفحة جديدة في العلاقات. وقال توماس باراك، في منشورات على منصة إكس "خطوة قوية الى الأمام. لقد وافقت الحكومة السورية الجديدة على مساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن المواطنين الأميركيين أو رفاتهم" لإعادتهم الى بلدهم. وأضاف "أوضح الرئيس دونالد ترامب أن إعادة المواطنين الأميركيين إلى ديارهم أو تكريم رفاتهم بكرامة، هو أولوية قصوى في كل مكان. وستساعدنا الحكومة السورية الجديدة في هذا الالتزام". وعدّد من بين المفقودين أوستن تايس وماجد كمالماز وكايلا مولر. وخطف تايس، في 14 أغسطس 2012 قرب دمشق وكان عمره 31 عاما ويعمل صحفيا مستقلا مع مجموعة ماكلاتشي وواشنطن بوست ووكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى. ولم تتوفر معلومات عن مصيره. وقد زارت والدته دمشق والتقت الرئيس احمد الشرع بعد إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد. وخطف تنظيم داعش عاملة الاغاثة مولر في حلب في اغسطس 2013، وأعلن في فبراير مقتلها في غارة جوية شنتها طائرات أردنية على مدينة الرقة، التي شكلت حينها المعقل الابرز للتنظيم في سوريا. وأكدت واشنطن لاحقا مقتلها لكنها شككت في صحة رواية داعش. وفُقد المعالج النفسي ماجد كمالماز، وهو أميركي ولد في سوريا، بينما كان في زيارة خاصة الى دمشق بعد توقيفه على نقطة امنية عام 2017. وكان متخصصا في العلاج النفسي للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وعمل مع اللاجئين السوريين في لبنان بعد اندلاع النزاع. وأفادت تقارير غير مؤكدة لاحقا عن وفاته في السجن. وبحسب مصدر سوري مطلع على المحادثات بين الحكومتين السورية والأميركية بشأن ملف المفقودين، فإن 11 اسما آخرين موجودون على قائمة واشنطن، وهم سوريون لديهم جنسيات أميركية. وجاء إعلان الدبلوماسي الأميركي بعدما كانت واشنطن سعت مرارا خلال حكم الأسد للحصول على معلومات حول رعاياها المفقودين في سوريا. وتعمل السلطة الجديدة على تحسين علاقاتها مع الدول الغربية، التي ترفع عقوباتها تباعا عنها، وآخرها الولايات المتحدة، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية تجاه سوريا.