
التزكية تقترب من خواتيمها في إنتخابات رابطة معلمي "الاساسي" إتصالات مع مرشحين اثنين للانسحاب لمصلحة الائتلاف بعد التمديد حتى ظهر اليوم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
من الانتخابات البلدية الى الاختيارية الى انتخابات النقابات وآخرها الأطباء، يسعى "الثنائي الشيعي" الى تجنيب مناصريه وحلفائه القيام بمعركة إنتخابية، إما تكون غير متكافئة كما حصل في بلديات الجنوب والضاحية والبقاع، او هي محسومة سلفاً لمصلحته، بفعل التحالف المتين بين حركة امل وجزب الله والتشابك الشعبي حولهما.
كما يربط "الثنائي" عدم رغبته في خوض الانتخابات وتفضيله التزكية نظراً للاوضاع التي يمر بها لبنان والجنوب، ومنذ الامس المنطقة برمتها مع تعرض ايران لعدوان دولي اميركي صهيوني كما تؤكد اوساطه لـ"الديار".
في المقابل يرى خصوم "الثنائي" ومنتقدوه، انه "يصادر" بالتزكية الرغبة في التغيير والخروج الشعبي من "مستقلين شيعة" عنه في الجنوب والبقاع وبيروت.
ووفق اوساط "الثنائي"، فإن الرد على ان هناك فئة "صامتة" ومستقلة داخل البيئة الشيعية هو بالركون الى صناديق الاقتراع، والتي اظهرت حجم هذه الفئة ومدى تمثيلها.
وهذه التزكية الانتخابية يسعى اليها "الثنائي الشيعي" في إنتخابات رابطة معلمي التعليم الأساسي، والتي تجرى لإنتخاب الهيئة الإدارية الجديده غداً الأحد في 15 حزيران 2025، في مدرسة ابتهاج قدورة – بئر حسن – مجمع المدارس، من الساعة 9.00 صباحاً حتى الساعة 3.00 بعد الظهر.
وتكشف معلومات لـ "الديار"، ان ما يعيق التزكية حتى الساعة هو وجود مرشحين اثنين يرفضان الانسحاب لمصلحة اللائحة الائتلافية. وتضم اللائحة كلاً من : أيمن قدور، جوني جرجورة، حسين جواد، خالد نصار، سامر العتر، سامر مبيض، سمر عسيلي، سلمى فوال، طوني الطحش، كريستيان بوسابا، محمد اسماعيل، محمد رجب، محمود السحمراني، معروف مشيك، منال حديفة، منصور العنز، ميرنا خطاب، نبيل عقيل.
وتمثل هذه اللائحة ائتلاف 8 أحزاب هي: حركة أمل، حزب الله، الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل، التيار الوطني الحر، تيار المردة، تيار الكرامة والمؤتمر الشعبي.
ووفق معلومات "الديار"، فإن المرشحين هما : هلال البعيني عن جبل لبنان من بقعاتا وهو "نصير" للحزب الاشتراكي. ويقول الاشتراكيون انه "نصير" له وليس حزبياً، وبالتالي لا "يمون" عليه علماً ان الاشتراكي سمى مرشحين له على اللائحة الائتلافية.
اما المرشح الثاني فهو يتحدر من الشمال واسمه خالد الشيخ، وهو منتم الى تيار الكرامة والذي يرأسه النائب فيصل كرامي. ويرفض الشيخ الانسحاب بعد ان سمى تيار الكرامة مرشحاً آخر غيره ليكون على اللائحة الائتلافية.
في المقابل يكشف رئيس الرابطة والمرشح مجدداً لرئاستها حسين جواد لـ"الديار"، عن تمديد مهلة الانسحاب الى اليوم ظهراً تمهيداً لانسحاب البعيني والشيخ، حيث تجري محاولات واتصالات شخصية وحزبية معهما لسحب ترشيحهما وتوفير المشقة على الاساتذة من مختلف المناطق اللبنانية وفي "الويك اند"، للذهاب الى انتخابات يمكن تجنبها ولن تغير في طبيعة التحالفات الحزبية، ولا في النتيجة المحسومة لمصلحة اللائحة الائتلافية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 35 دقائق
- المركزية
سينودوس الكنيسة المارونية: دعم للرئيس والحكومة
تلا المطران منير خيرالله البيان الختامي لسينودوس الكنيسة المارونية، مشيرًا إلى أنّ الآباء أعربوا عن فرحهم بانتخاب البابا لاون الرابع عشر، مؤكدين دعمهم له في مسيرته الروحية والرعوية. واستنكر الآباء ما يتعرّض له قطاع غزة منذ أكثر من سنة، ودعوا المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحيّة إلى الضغط على أطراف النزاع للوصول إلى حلّ عادل، على قاعدة حلّ الدولتين. كما تمنّوا أن تبني السلطات الجديدة في سوريا دولة قائمة على المواطنة والقانون، معربين عن أملهم في أن يُترجم رفع العقوبات إيجابيًا على صعيد أمنها واستقرارها وازدهارها. داخليًا، اعتبر الآباء أن لبنان يمرّ بأزمة خطيرة تهدّد كيانه وهويّته، لكنّهم أشاروا إلى بروز علامات رجاء، مثنين على إطلاق ورشة التعيينات والتشكيلات إيذانًا ببدء مسار الإصلاح، كما جدّدوا دعمهم لرئيس الجمهورية والحكومة، آملين أن يُواصلا عملهما بوتيرة أسرع. ودعا الآباء الدولة اللبنانية إلى تحمّل كامل مسؤولياتها في حماية المؤسسات التربوية، مشدّدين على ضرورة إعادة الودائع كاملة، وهيكلة القطاع المصرفي، وحصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ القرار 1701، وضبط الحدود ووقف التهريب، وبدء ورشة إعادة الإعمار. مقدمة 1. التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته العادية من 4 إلى 14 حزيران 2025 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى، وحضور أصحاب السيادة المطارنة والاكسرخوس والخورأسقف الوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين في قلوبهم شؤون أبنائهم وبناتهم وشجونهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم. شاركوا في مرحلة أولى، من 4 إلى 7 حزيران 2025، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب فاليري بيطار الكرملي في موضوع « الرجاء الذي لا يخيّب » (روما 5/5). وفي مرحلة ثانية، من 9 إلى 14 حزيران2025، شاركوا بأعمال السينودس استهلّها صاحب الغبطة والنيافة بكلمة افتتاحية شكر فيها الله على حضور الكنيسة المارونية الشاهد للمسيح في العالم واستعرض جدول الأعمال. وبعد أن صلّوا معًا وأصغوا إلى صوت الله والى ما يقوله الروح القدس لكنيستهم في أول أيام زمن العنصرة وفي سنة الرجاء اليوبيلية، شكروا الله على نعمة الإيمان والرجاء التي تتجلّى في علامات الأزمنة. ثم تدارسوا شؤونًا كنسية وراعوية، متوقفين بنوع خاص على الشأنين الإجتماعي والوطني، وناقشوها بروح أخوية وشراكة سينودسية تجلّت في الإصغاء المتبادل والحوار الصريح والتمييز المشترك. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة. وفي ختام المجمع أصدروا البيان التالي : أولاً: في الشأن الكنسي أ. انتخاب البابا. 2. أعرب الآباء عن فرحهم البنوي بانتخاب قداسة البابا لاوون الرابع عشر الذي أتت كلماتُه الأولى لتشمل المحاور التالية : بناء السلام العادل والحقيقي والدائم عبر الحوار ومدّ الجسور بين الأفراد والشعوب ؛ الاهتمام بالشؤون الاجتماعية وحقوق العمال والفقراء والمهاجرين ؛ الانفتاح على الكنائس الشرقية وترسيخ حضورها في الشرق كما في بلدان الانتشار واحترام تراثها ؛ تدعيم أواصر الوحدة في الكنيسة وروابط الأخوّة الإنسانية. وقد سرّهم ما أعلنه في مقابلته العامة الأولى متوجهًا الى المشاركين في يوبيل الكنائس الشرقية، ومستشهدًا بالبابا لاوون الثالث عشر وبالبابا فرنسيس : "الكنائس الشرقية هي كنائس شهيدة يجب أن نحبّها، فهي تحفظ تقاليد روحية مليئة بالحكمة الفريدة، وتحمل مهمة فريدة ومميزة لأنها البيئة الأصلية للكنيسة الناشئة ولأن عمل الفداء بدأ في الشرق". لذا أوصى بأن يُستجاب لنداء هذه الكنائس" من أجل ان نحفظ ونعزز الشرق المسيحي بتراثه وتقاليده، لا سيما في بلدان الإنتشار". وهذه كانت المطالب التي تقدم بها مندوبو الكنائس الشرقية الكاثوليكية في سينودس الأساقفة في موضوع السينودسية وتبنّتها الجمعية العامة في الوثيقة الختامية. ب. الإصلاح الليتورجي. 3. اطّلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدّم رئيسها تقريرًا وعرض على المناقشة والتصويت ملفات عشرة نصوص من الكتب التالية التي كان السينودس قد درسها وقدّم فيها ملاحظات : كتاب الارشادات الطقسية، رتبة العماد والميرون، رتبة الخطبة والتكليل، رتب سيامة المرتل والقارىء والشدياق، رتب جنازات الشماس والكاهن والأسقف، والروزنامة الليتورجية أو الكلندار الماروني. وناقش الآباء مسألة الاحتفال بسبت النور وبمفهومه اللاهوتي ورمزيته الروحية وموجباته الرعوية. واتخذوا فيها القرار الليتورجي المناسب. وناقشوا أخيرًا موضوع الترجمات الى اللغات التي يعتمدها الموارنة في الانتشار، لا سيما الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والألمانية واليونانية، مشدّدين على انه يجب ان تنطلق هذه الترجمات من النص الأصلي السرياني وتأخذ في الاعتبار المعطيات الثقافية والحاجات الرعوية في عالم اليوم. ولفتوا الى أن كتاب القداس الماروني سيصدر قريبًا باللغتين الفرنسية والألمانية. أثنى الآباء على الجهود التي يقوم بها أعضاء اللجنة الطقسية بهدف توعية الموارنة على أهمية الليتورجيا التي هي من عناصر وحدة كنيستنا ودعوهم الى الحفاظ عليها. ج. التنشئة الكهنوتية. 4. اطّلع الآباء على تقارير المدارس الإكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد وهي الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير، واكليركية مار انطونيوس البادواني في كرمسده، واكليركية سيدة لبنان في واشنطن، بالإضافة الى المعهد الماروني الحبري في روما. كما اطّلعوا على تقرير اللجنة المولجة تأمين التنشئة الدائمة لكهنة الغد. اثنى الآباء على الجهود التي يبذلها المسؤولون عن التنشئة الكهنوتية بالتعاون مع البطريرك والأساقفة في ظل الظروف الإقتصادية والمالية والإجتماعية الضاغطة في لبنان، وعلى تضامن أبرشيات الإنتشار لرفع التحدي المالي وتأمين تنشئة تتناسب مع حاجات الكنيسة اليوم. وأشاروا الى أنهم يعملون على ضع برنامج خاص بالتنشئة الرسالية لتهيئة كهنة يخدمون في أبرشيات الإنتشار وفي رعاياها ورسالاتها. كما شدّدوا على تشجيع وتعزيز كلّيات ومعاهد اللاهوت والتثقيف الديني على أنواعها إذ تطال عددًا كبيرًا من العلمانيين، والشبيبة بنوع خاص، الذين يتوقون الى تنشئة مسيحية معمّقة تسمح لهم الالتزام في كنيستهم وفي العالم بإعلان إنجيل الخلاص بالشهادة للمسيح القائم من الموت. د. مواكبة مسيرة تطبيق الوثيقة الختامية لسينودس الأساقفة في موضوع السينودسية. 5. قدّم مندوب الكنيسة المارونية في سينودس الأساقفة في موضوع السينودسية الذي عقد في روما على دورتين (تشرين الأول 2023 وتشرين الأول 2024) تقريرًا عن الوثيقة الختامية التي تشدّد على التوبة والارتداد وعلى تعميم طريقة المحادثة بالروح القدس على الكنائس المحلية والأبرشيات والمؤسسات الكنسية بهدف الإصغاء والحوار والوصول الى التمييز في القرارات الكنسية الواجب اتخاذها على المستويات كافة. وعرض خطة عملية لمواكبة مسيرة تقبّل وتطبيق توصيات السينودس الواردة في الوثيقة الختامية "بطريقة تتناسب مع الثقافات المحلية واحتياجات الكنائس"، واضعًا روزنامة زمنية اقترحتها الأمانة العامة لسينودس الأساقفة في روما وتنتهي مراحلها في جمعية كنسية تعقد في الفاتيكان في تشرين الأول 2028. ه. الشؤون القانونية وخدمة العدالة. 6. استمع الآباء الى تقارير الأساقفة المولجين السهر على خدمة العدالة في محاكمنا المارونية الابتدائية والاستئنافية. وأشاروا الى أنهم يبذلون الجهود الكبيرة لاستقبال المتقاضين والإصغاء اليهم ومرافقتهم قبل السير بالدعاوى، بغية اقتراح المصالحات، وبعدها بهدف تخفيف التشنجات والنظر الى مصلحة الأولاد وتسريع إصدار الأحكام. ويعملون على منح المعونات القضائية لمن هم في حاجة. ولاحظوا تفاقم الأزمات الأخلاقية والنفسية والروحية والمادية التي تؤدي غالبًا الى تفكك العائلة واللجوء الى المحكمة. وعبّروا عن حاجتهم الماسّة الى كهنة يتخصصون في الحق القانوني للعمل في المحكمة والى تعيين قضاة لتسهيل عمل المحكمة وتسريعه. وأثنوا على الجهود التي يقدمها العاملون في المحاكم وعلى البرامج المحاذية للعمل القضائي والمكمّلة له التي تنظمها المحاكم والأبرشيات، من مثل مركز الإصغاء والوساطة والمرافقة القانونية والنفسية، قبل تحويل الدعاوى الى المحكمة، وأثناء التداعي وبعدها، بالتعاون مع مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية الذي يُنظم دورات تنشئة للإكليروس والعلمانيين بهدف تهيئتهم لتولي مسؤوليات في الأبرشيات، بالاشتراك مع جامعتي الحكمة والقديس يوسف. و. الشؤون الإدارية والراعوية. 7. اطّلع الآباء على تقارير مكاتب الدائرة البطريركية والمؤسسات البطريركية والمارونية. واستمعوا تواليًا الى تقارير أنشطة وخدمات مكتب راعوية الشبيبة، ومكتب راعوية الزواج والعائلة، ومكتب راعوية المرأة، والمركز الماروني للتوثيق والأبحاث، ومكتب الإعلام والتواصل الرقمي الذي أطلق الموقع الرسمي الجديد للبطريركية، والمؤسسة البطريركية للإنماء الشامل، والمؤسسة المارونية للإنتشار، والرابطة المارونية. وكل هذه المكاتب والمؤسسات تعمل بإشراف صاحب الغبطة البطريرك في سبيل تأدية الخدمة الروحية والإنسانية والإجتماعية والوطنية المطلوبة منها بالتعاون والتضامن والمشاركة بين الإكليروس والعلمانيين لشهادة مسيحية مستمدّة من تعليم الكنيسة الاجتماعي. ثانيًا: في الشأن الرعوي. أ. الأبرشيات في النطاق البطريركي 8. استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات في لبنان وبلدان النطاق البطريركي. وأقلقتهم الحرب الجارية الآن بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على المنطقة وهم يدعون الى وقف الحرب والعودة الى منطق الحوار والحلول الديبلوماسية. وتوقفوا عند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والأمنية والصراعات القائمة في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان وسوريا والأراضي المقدسة جرّاء الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وما تجرّه على الفلسطينيين وعلى أبناء المنطقة من ويلات ودمار وضحايا بشرية. وانتخبوا مطارنة للأبرشيات الشاغرة، ونقلوا سيادة المطران يوحنا رفيق الورشا المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ورئيس المعهد الماروني في روما الى النيابة البطريركية في منطقة جونية ونقل سيادة المطران الياس نصار مطران صيدا شرفًا الى الكوريا البطريركية. يعبّر الآباء عن استنكارهم الشديد لما يتعرض له قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر، ويدعون المجتمع الدولي وكل أصحاب الضمائر الحيّة في العالم إلى الضغط على كل أطراف النزاع من أجل متابعة الحوار للوصول إلى وقف نهائي لاطلاق النار تمهيدًا لبدء مفاوضات على قاعدة الاعتراف بحلّ الدولتين وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 181. أما في سوريا، فيتمنّى الآباء على السلطات الجديدة ان تبني دولة القانون والمواطنة والديمقراطية على أسس الوحدة والحرية والعدالة والمساواة واحترام جميع مكوّنات المجتمع السوري. ويأملون ان يرتدّ رفع العقوبات المالية والاقتصادية ايجابيًا على أمن سوريا واستقرارها ووحدة شعبها؛ فتتوافر لها إمكانات الإستثمار المطلوب والمؤمِّن لفرص العمل وللنهوض الاقتصادي الذي سيخفف بالتأكيد من وطأة نزوح أبنائها الى دول الجوار، وعلى رأسها لبنان، مقدمة لعودتهم الى ديارهم وإسهامهم في إعادة بنائها وإعمارها. وتوقف الآباء عند أوضاع ابنائهم في بلدان الخليج وحاجاتهم الروحية والكنسية من تأمين كهنة لخدمتهم الراعوية حفاظًا على روحانيتهم وتراثهم السرياني الانطاكي. ب. أبرشيات الانتشار. 9. تناول الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار في أوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا وحاجات بعضها. وتوقفوا بشكل خاص عند أبرشيتي فرنسا والمكسيك الشاغرتين. واستمعوا إلى التقارير المقدمة الى السينودس وتدارسوا حاجاتهما وانتخبوا لهما لائحة أسماء ترفع الى الكرسي الرسولي كي يتخذ قداسة البابا القرار بتعيين مطران لكل منهما. وتوقفوا عند ظاهرة هجرة أبنائهم الموارنة من لبنان ومن سائر بلدان الشرق الأوسط نحو بلدان الانتشار وهي تتعاظم باستمرار وتطرح إشكالية تناقص عددهم في الأوطان الأم وتزايد الحاجات الرعوية لخدمتهم في الأوطان الجديدة والمضيفة. وكان مطارنة الإنتشار قد عقدوا مؤتمرهم السابع في بكركي في 2 و3 حزيران الجاري بعنوان "الأبرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي هي علامات رجاء في قلب الكنيسة المارونية". وأصدروا توصيات تشدّد على توطيد التواصل بين أبرشياتهم والأبرشيات والرهبانيات في لبنان وتبادل الخبرات وتأمين كهنة غيورين للخدمة في الإنتشار وشدّ أواصر الروابط مع البطريركية في لبنان الأساس والمرجع. وشدّدوا على الالتزام بالنصوص والطقوس الليتوجية رمز وحدة الموارنة في العالم. قدّر الآباء ما يقوم به مطارنة الإنتشار من جهود في سبيل جمع أبنائهم وتوعيتهم على الحفاظ على تاريخهم وتراثهم، وحثهم على التضامن مع أوطانهم الأم وبلداتهم وأهلهم. ثالثًا: في الشأن الاجتماعي والتربوي وخدمة المحبة 10. تداول الآباء في الأوضاع المعيشية الصعبة والأزمات الإقتصادية والتربوية والإستشفائية التي يعاني منها أولادهم في لبنان، ولا سيما في ظل عجز المؤسسات الحكومية والرسمية عن القيام بواجباتها لتسهيل حياة المواطنين والحفاظ على كرامتهم. وتوقفوا عند واقع المؤسسات الكنسية، وبخاصة تلك التربوية والصحية والإجتماعية، التي تمرّ في مرحلة دقيقة وصعبة على المستوى المالي. وبحثوا واقع التربية والتعليم بقسمَيْه الخاص والرسمي. وهم يطالبون الدولة بتحمّل مسؤولياتها كاملة بالمحافظة على المؤسسات التربوية، المدرسية والجامعية، وبإنهاء عملية تحديث البرامج وبتعزيز روح المواطنة والحوار بين الطلاب، ما يرتدّ خيرًا على المجتمع الوطني. 11. ويعي الآباء ما يعانيه الوالدون في سبيل تأمين العلم والتربية السليمة لأولادهم في ظل الظروف الصعبة. لذلك هم يطلبون من القيّمين على المؤسسات التربوية أخذ التدابير اللازمة لملاقاة الأهل في التحديات التي تواجههم مع السهر على تأمين استمرار هذه المؤسسات في تأدية رسالتها. ويدعون في الوقت عينه الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الى التواصل الدائم مع السادة النواب ونقابة المعلمين وأصحاب المؤسسات التربوية من أجل وضع تشريعات تحمي حقوق المعلمين في الحياة الكريمة. 12. ويطلب الآباء من الأبرشيات والرهبانيات أن تقوم بكل ما يلزم حتى لا يُحرم أي راغبِ علمٍ من التعلّم بسبب ضيق الأحوال الإقتصادية. وليتذكّر الجميع أن التربية والعلم يسهمان في بناء الكنيسة والأوطان. ويؤكّد الآباء وقوفهم الى جانب شعبهم وأنهم سيعملون كما عملوا في السابق، على تقديم كل المساعدات الممكنة عبر مؤسساتهم الكنسية المختصة وبالتعاون مع أبرشيات الإنتشار والهيئات العالمية المانحة للمساهمة في دعم التعليم والاستشفاء والدواء لأبنائهم وبناتهم. رابعًا: في الشأن الوطني 13. يتعرض لبنان اليوم، وبعد خمسين سنة على اندلاع الحرب فيه، لأزمة خطيرة تهدّد كيانه وهويته وتضعه في مأزق وجودي مصيري بالغ الخطورة. ولكن علامات رجاء بدأت تظهر منذ بداية السنة الجارية مع انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس لمجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة. وقد وعدوا جميعهم ببناء دولة القانون وإعادة الثقة الى اللبنانيين. لذا يثني الآباء على إطلاق عجلة التشكيلات والتعيينات في الإدارة العامة والجسم القضائي والمؤسسات العسكرية والأمنية، إيذانًا ببدأ تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والمنتظرة من جميع اللبنانيين. ويجدّدون دعمهم لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة آملين ان يستمرّوا في هذه المسيرة بوتيرة أسرع ويتخذوا القرارات الجريئة والصائبة. 14. يدرك الآباء خطورة التحديات التي تواجهها الحكومة في إجراء الإصلاحات الهيكلية الأساسية التي من شأنها ان تُخرج البلاد من دوامة الإنهيار. والتي تتجلى في النقاط التالية: أولوية إعادة الودائع كاملةً، تنفيذ كامل وتام للقرار الدولي 1701، حصر السلاح بيد الدولة، إصلاح واستقلالية الجسم القضائي، إعادة الإعمار، إعادة هيكلة المصارف والدَيْن العام، إصلاح القطاع المصرفي والنظام الضريبي وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، تحسين بيئة الأعمال والإستثمار، وضبط المعابر الحدودية ومنع التهريب. لذا هم يتمنون النجاح للحكومة بالتعاون مع مجلس النواب ومع القوى السياسية والحزبية. 15. يتابع الآباء باهتمام كبير تسارع الأحداث السياسية والديبلوماسية في الشرق الأوسط وما يمكن ان تنعكس تأثيراتها على لبنان. ويجدون في الدعم الدولي للبنان ولحكومته فرصة، لا يمكن أن تتكرر ولا يجب أن تضيع، بل ينبغي أن يستفيد منها أركانُ الحكم، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، ويتخذوا خطوات جريئة وحازمة وحاسمة ينتظرها جميع اللبنانيين على صعيد تعافي الدولة وحصرية مرجعيتها في شؤونهم المصيرية والحياتية. 16. يلفت الآباء انتباه السياسيين والأحزاب والكتل النيابية الى الأهمية القصوى المعلّقة على متابعة تنفيذ وثيقة اتفاق الوفاق الوطني وسدّ الثغرات في ما نُفّذ منها استنسابيًا. وهذا يحتاج برأيهم الى إطلاق مسيرة وطنية لتنقية الذاكرة، كان من المفترض أن تحصل بين اللبنانيين بعد اتفاق الطائف لتضع حدًا نهائيًا للحرب. لهذا أعلنوا في حزيران من السنة الماضية عن تأليف لجنة أسقفية تعمل على تهيئة الأجواء ووضع خطة عمل وآلية التنفيذ والتواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين. في 14 نيسان 2025، وخلال اللقاء مع السادة النواب المسيحيين في مزار سيدة لبنان في حريصا، أطلق صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مسيرة تنقية الذاكرة وكلّف اللجنة البدء بعملها، آملًا أن تكون هذه السنةُ اليوبيلية، سنةُ الرجاء، بدايةً لمسيرة المصالحة الوطنية ووحدة اللبنانيين بغية إعادة بناء لبنان وطنًا ورسالة. خاتمة 17. في الختام يتوجه الآباء الى أولادهم المنتشرين في كل أنحاء العالم، ويقولون لهم : أنتم تنظرون إلينا نحن الرعاة، خلفاء الرسل، باحترام وتقدير وأحيانًا بريبةٍ وخشيةٍ، وتطلبون منا شهادة صادقة في حياتنا بينكم. إننا نصغي إليكم ونسمع صوتكم، ونتفهّم مواقفكم، ونتحسّس وجعكم، ونحاول بكل إمكاناتنا أن نبلسم جراحكم. ونؤكد وقوفنا الى جانبكم عبر مؤسساتنا الكنسية وتضامن ابنائنا في بلدان الإنتشار. لقد اختارنا الله من بينكم في ضعفنا، وأقامنا لنكون في خدمتكم ونحبّكم أكثر، ونشهد للمسيح الخادم والمعلّم ونخدم باسمه كل فقير ويتيم ومريض ومظلوم ومنبوذ ومهجّر ومهاجر. وبالرغم من الأوضاع الكارثية التي تحمل على اليأس، نقول لكم إننا في سنة الرجاء نحمل معًا الرجاء بالرب يسوع المسيح الذي لا يخيّب. ونقول لكم مع قداسة البابا لاوون الرابع عشر : "من يمكنه، أكثر منكم، ان يترنّم بكلام الرجاء في زمن العنف، انتم الذين اختبرتم أهوال الحرب؟ تعالوا نبني معًا، بنور وقوة الروح القدس، كنيسة "قائمة" على محبة الله وعلامةً للوحدة، كنيسةً مُرسَلة تفتح ذراعيها للعالم وتبشر بكلمة الله وتعلن إنجيل الخلاص، وتسمح للتاريخ بأن يقلقها، وتصير خميرةَ انسجام ووفاق للبشرية". لا تخافوا إذًا، يقول لنا الرب يسوع، فكنيستنا قوية به وبتضامننا ووحدتنا. فلنطلب من الله، بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان ونجمة الرجاء، وجميع قديسينا، لا سيما آخر المعلنين فيها الإخوة الشهداء المسابكيين والبطريرك اسطفان الدويهي، أن يجعل منا رُسل محبة وأنبياء رجاء وصانعي سلام.

المدن
منذ 39 دقائق
- المدن
مَن يجيب على السؤال الإسرائيلي الكبير؟
ليس خبراً القصفُ الإسرائيلي لمنشآت إيرانية نووية وأخرى عسكرية، واستهداف شخصيات كبرى ذات صلة بالمضمارين. الخبر هو في تفاصيل الضربات الإسرائيلية فجر يوم الجمعة. فليس تفصيلاً على الإطلاق أن تشارك مئتا مقاتلة إسرائيلية في ضربات على أهداف بعيدة جداً عن تل أبيب، ولا هو بالتفصيل العابر استهدافُ شخصيات من الصف الأول بنجاح، أو مشاركة عناصر كوماندوس في الهجوم، أو مشاركة مسيَّرات انتحارية كانت معدّة على الأراضي الإيرانية في انتظار أوامر الإطلاق، بالتزامن مع القصف الذي نفّذته الطائرات المقاتلة من الجو. حدث مماثل، من حيث اجتماع العناصر الاستخباراتية والعسكرية، كان عندما نفّذت إسرائيل عملية "البيجر"، وما رافقها وتلاها من استهداف لقيادات في حزب الله. وبعيداً عن المكابرة، يمكن الجزم بأن الحزب لم يعد تلك القوة المرهوبة داخلياً، أو حتى خارجياً بوصفه درّة التاج الإيراني، وبوصف صواريخه أداةً تردع تل أبيب عن استهداف طهران. وكما هو معلوم، بدأ الأمر كله بعملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حماس في السابع من أكتوبر 2023، ولم يكن أقوى المتشائمين بصيرةً ليتوقع عدم انتهاء الرد الإسرائيلي بعد ما يزيد عن عشرين شهراً. في الأصل، أتى الرد الإسرائيلي غير متناسب إطلاقاً مع عملية حماس، ومن الواضح أن مراميه أبعد بكثير من مجرد الرد، أو من مجرد استئصال قدرات حماس بأكملها. نحن نعجز حتى عن وصف الجحيم الذي عاشه فلسطينيو غزة خلال هذه الفترة، وحتى تمنّي نجاتهم بأي ثمن لا يبدو متاحاً، ولا يُعرف تحديداً الـ(أي ثمن) الذي تقبل به تل أبيب. على مستوى متدنٍّ، قصفت الطائرات الإسرائيلية هدفاً في الضاحية الجنوبية قبل أيام قليلة، وهي ليست المرة الأولى التي تقصف فيها، مخترقةً وقف إطلاق النار المعلن بينها وبين الحزب. في غزة، حالةُ مدّ وجزر العمليات العسكرية مستمرة، وقد شهدت الأيام الأخيرة أيضاً تصعيداً إضافياً، إلا أن الوصف الأخير فقد دلالته اللغوية لكثرة ما استُخدِم، فلم نعد نعرف ما هو التصعيد الاعتيادي ليُعرَف الإضافي. في سوريا، توغّلت القوات الإسرائيلية مسافة إضافية في الأيام الأخيرة، وأخبار التوغّل صارت معتادة، ويجوز القول إن تل أبيب فرضت حدوداً جديدة لتواجد قواتها منذ سيطرت على المنطقة المنزوعة السلاح في الجانب السوري، بموجب اتفاقية الهدنة لعام 1974، ولم تكترث بالإشارات الإيجابية تجاهها الآتية من دمشق. في واحد من جوانبها، غير الأساسية أو المقصودة بذاتها، يمكن اعتبار العملية الإسرائيلية الأخيرة رسالة للعديد من الدول في الإقليم، مفادها طول الذراع العسكرية الإسرائيلية عند اللزوم. هذا قد يكون له آثار على العديد من الملفات الإقليمية. ومنذ مدة تسرّبت أخبار عن تراجع أنقرة عن إقامة قواعد عسكرية في سوريا، بعد قصف إسرائيل المواقع المفترضة لإقامتها، قبل الشروع في ذلك. الضربات الإسرائيلية لطهران وحلفائها مبعثُ فرح للمتضررين من المشروع الإيراني في المنطقة، وفي مقدمهم أولياء الضحايا الذين قتلتهم الميليشيات الإيرانية في سوريا، وهناك في القائمة ذاتها متضررين في اليمن وغيره. وكان ثمة قناعة رائجة من قبل، مفادها أن النفوذ الإيراني يتضخم بلا ممانعة إسرائيلية، وأن تل أبيب قادرة على الإجهاز عليه عندما تحين لحظة المواجهة. لكن، رغم هذه القناعة، لم يكن متوقَّعاً حدوث ذلك بالسهولة التي حدث بها في سوريا ولبنان، حيث يفترض أن النفوذ الإيراني فيهما هو خط التماس بين الجانبين. أيضاً، كانت هناك فرضية رائجة، خصوصاً مع وجود الحزب الديموقراطي في البيت الأبيض، فحواها المقايضة بين البرنامج النووي والنفوذ الإقليمي، بحيث تكسب طهران في الثاني بمقدار تنازلاتها في الأول. وظهر خلال حكم بايدن أن طهران تسعى إلى تقويض المساومة التي كانت أيام أوباما، وكسب النووي والنفوذ الإقليمي معاً. الضربات الإسرائيلية الأخيرة تقول بوضوح أن على طهران القبول مرغمة بخسارة الاثنين. والانصياع الإيراني، إذا حدث، سيكون إعلاناً مدوّياً عن فشل حكم الملالي في مضمارين استثمر فيهما على مختلف الأصعدة، ويكفي منها ما أهدره من ثروات طائلة انتُزعت من لقمة عيش الإيرانيين. ما حدث من ارتدادات بعد "طوفان الأقصى" أكبر بكثير من ربطه بالعملية ذاتها، وإن تسببت به. فإعلان العصر الإسرائيلي يمكن ردّه إلى ربع قرن مضى، تغيّرت خلاله إلى حد كبير نغمة الخطاب الإسرائيلي الموجَّه للمنطقة، وتوارت فيه الدعوات إلى السلام. نشير تحديداً إلى تخلّي النخبة السياسية بأكملها عن مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وتبنّيها مبدأ "السلام مقابل السلام"، وحتى الثاني منهما من المرجّح أنه صار مصحوباً بشروط من جهة تل أبيب، أو غير مرغوب فيه. نتوقع أن تكون القوة العسكرية الإسرائيلية قد تطورت منذ ربع قرن إلى مستوى أثّر على التوجهات السياسية للنخبة، فلم يعد لديها من حافز للتخلي عن بعض الأرض مقابل السلام. ما تشير إليه عمليتا البيجر ثم عملية فجر يوم الجمعة هو وجود هوة تكنولوجية شاسعة، ليست ابنة اليوم، ولا يُستبعد ازديادها عمقاً واتساعاً كل يوم مع المزيد من التطور التقني والمعلوماتي. فداحة اختلال التوازن التقني بين إسرائيل والجوار لا تتوقف عنده فحسب، بل تمتد إلى آثاره على مجمل السياسات الإسرائيلية التي نرى مؤشرات على دخولها طوراً جديداً. مثلاً، قد لا تمانع تل أبيب بقاء الحزب في لبنان، ضمن مستوى لا يهددها، ويُبقي لها ذريعة لإبقاء لبنان في حالة من عدم الاستقرار. ورغم "الإيجابية" التي تبديها السلطة الجديدة في دمشق، مدعومة بجمهورها الذي صار يدعو إلى السلام، فلا يظهر في المدى المنظور أي دافع لدى تل أبيب لإبرام صفقة سلام، بينما تستطيع إبقاء الجار الجديد تحت الضغط، وإبقاء سوريا في حالة من عدم الاستقرار. في المثالين اللبناني والسوري، تستطيع القوة العسكرية الإسرائيلية، بثمن بخس، أن تعيق أي مشروع للتنمية والانتعاش الاقتصادي المستدام. بالطبع، ليست إسرائيل كلية القوة، لكن الحديث التقليدي عن نقاط ضعفها لم تثبت صحته أيضاً. والحديث السوري عن السلام كأنه ذهاب إلى حيث كانت إسرائيل قبل ربع قرن، وربما كذلك هو حال بلدان الجوار جميعاً التي يفكّر أبناؤها في الانكفاء عن الشأن الفلسطيني، إلا أن الانكفاء لا يضمن حقاً البقاء خارج دائرة السؤال الإسرائيلي الكبير، والذي يطرح تحديات عديدة لا تتعلق بالعجز عن المقاومة، بل وبإفلاس مشاريع السلام كلها، وبعدم القدرة على اقتراح مشروع سلام مقبول إسرائيلياً. لقد عاشت المنطقة من قبل لعقود حالة اللاسلم واللاحرب، ليس هذا ما يُخشى منه حالياً؛ الخشية هي من حالةٍ دون الاثنين تتحكم بها تل أبيب، وتتحكم تالياً بتفاصيل لم تكن تمسك بمفاتيحها من قبل. قد تجيب طهران يوم الأحد المقبل على الاختبار النووي بما يجنبها جولة جديدة من القصف الإسرائيلي. أما السؤال الإسرائيلي المطروح على دول الجوار فهو مديد ومعقّد، والإجابات السهلة البسيطة لا تصلح، إن كانت لها صلاحية فيما مضى.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 43 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
بعد حرب 'الأذرع'… إسرائيل تضرب 'الرأس'
بالإنكليزية اسمها 'rewind'، وبالعربية 'إعادة'، ما المقصود؟ في إعادة لترتيب الأحداث منذ السابع من تشرين الأول عام 2023، في ما عُرِف بعملية 'طوفان الأقصى'، التي قادتها حركة حماس، وما استتبع ذلك من دخول 'حزب الله' المعركة تحت عنوان 'الإسناد والمشاغلة'، ثم استخدام الأراضي السورية، ولا سيما تلك المواجِهة للجولان، ودخول الحوثيين المعركة، يتبيَّن أن إسرائيل واجهت الأطراف الأربعة تحت مسمَّى 'الأذرع'، لكن عينها بقيت على الرأس. لم تعطِ إسرائيل ضرب إيران كأولوية، لأنها كانت تخشى من ردود فعل الأذرع. كانت ترصد استعدادات حزب الله لمهاجمة شمالها، وتابعت بدقّة مناورة وحدة الرضوان التي جرت قبل فترة من بدء حرب 'طوفان الأقصى'، وتمّت المناورة تحت شعار 'سنعبر'، وكان المقصود عبور الحدود. كما كانت تتابع بدقّة التغلغل الإيراني لدى الحوثيين، وكيف استخدمت إيران اليمن لضرب إسرائيل. بسياسة القضم، قضت إسرائيل على الأذرع، ضربت بالتوازي حركة حماس وحزب الله، وأضعفت الحوثيين، وسقطت ورقة المواجهة عبر سوريا بعدما انسحبت إيران منها إثر سقوط الرئيس بشار الأسد ونظامه. عند هذا الحدّ، بدأت إسرائيل تعدّ العدة لتوجيه ضربة إلى إيران، إذ لم تكن مقتنعةً بمسار التفاوض بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للجمهورية الإسلامية والتي كانت ستين يومًا، أفاد منها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأدارت إيران ظهرها لهذه المدة، ولم تكترث لها ولم تلتزم بها، لكنّ إسرائيل كانت تحسبها بالدقائق، وما إن انتهت الستون يومًا، حتى حددت إسرائيل الساعة الصفر وضربت ضربتها، وليس من قبيل المصادفة أنّ الضربة فجر الجمعة كانت في اليوم الواحد والستين، أي في اليوم التالي لانتهاء المهلة التي حدّدها الرئيس ترامب لإيران. هكذا أصبحت المواجهة على طريقة 'التصفيات النهائية' في المباريات، خرجت 'فرق الدرجة الثانية'، إذا صح التعبير، ليبقى في الميدان 'فريقا الفئة الأولى'، إسرائيل وإيران، وبعد معركة 'اليوم الأول'، لا تبدو المباراة متكافئةً بل تميل لمصلحة إسرائيل التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية. أبعد من ذلك، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد 'لزَّمت' المنطقة لإيران منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها عام 1979، وغضَّت الطرْف عن تصدير الثورة، ما أتاح لإيران الوصول إلى أربعة بلدان عربية، وما أتاح لقادتها أن يقولوا: 'إننا نسيطر على أربع عواصم عربية'. السؤال اليوم: هل انتهى هذا التلزيم؟. جان الفغالي -'هنا لبنان' انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News