
'الحزب' رفض تفتيش موقع قصفته إسرائيل
جاء في 'الجريدة الكويتية':
تلقى لبنان رسائل دولية كثيرة منذ الاستهداف الإسرائيلي الكبير لموقع علي الطاهر العسكري، التابع لحزب الله في محيط مدينة النبطية يوم الخميس الفائت، تدور كلها حول ضرورة مواصلة العمل وتسريعه في سبيل حصر السلاح بيد الدولة، خصوصاً شمال نهر الليطاني.
وحملت الضربة الإسرائيلية رسالة واضحة، بأنه في حال لم تقدم الدولة اللبنانية على تفكيك بنية حزب الله العسكرية شمال نهر الليطاني، فإن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية وقد تصعّدها أكثر.
ووفق ما تشير مصادر متابعة، فإن جوهر الرسالة هو أنه لا جدوى من انتظار مسار التفاوض الإيراني – الأميركي، لأن إيران ستكون مجبرة على تقديم التنازلات الكاملة التي تطالب بها الولايات المتحدة، بما فيها التخلي عن حلفائها أو أذرعها في المنطقة، وبالتالي يمكن اختصار الوقت وتجنيب الدولة مزيداً من الضغوط، التي تربط بين سحب السلاح والمساعدات الخارجية المطلوبة لإنقاذ الاقتصاد وإعادة الإعمار.
وتشير المصادر المتابعة إلى أنه قبل استهداف هذا الموقع، وهو عبارة عن أنفاق محصنة تحت الأرض بقنابل خارقة للتحصينات، كانت لجنة المراقبة قد أبلغت الجيش اللبناني بضرورة مداهمة هذا الموقع، لكنّ حزب الله رفض ذلك بشكل كامل، ومنع الجيش أو قوات «يونيفيل» التابعة للأمم المتحدة من الدخول اليه، بذريعة أنه يقع شمال نهر الليطاني، وبالتالي هو غير مشمول بوقف إطلاق النار حسب تأويل حزب الله للاتفاق. وتخشى المصادر أن يتكرر هذا الموقف في مواقع أخرى، حيث يتمسك الحزب برفض تفتيشها من قبل الدولة اللبنانية، فتأتي الضربة من إسرائيل.
ويتزامن هذا مع محاولات إسرائيلية لحشد دعم دولي لتوسيع صلاحيات قوات «يونيفيل»، ومنحها حق حرية الحركة من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، وحق استخدام القوة، خصوصاً بعد تزايد الاعتداءات التي تتعرض لها هذه القوات أخيرا في مناطق مختلفة من الجنوب.
هذه العناوين ستكون في قلب زيارة ستجريها المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت أواخر الشهر الجاري، حيث ستواكب الإجراءات المتبعة من قبل الدولة اللبنانية لبسط سلطتها بشكل كامل على أراضيها، مذكّرة بأن الجهات الدولية لا تجد نفسها معنية بالتقسيم الذي يتحدث عنه اللبنانيون بين جنوب الليطاني وشماله، وذلك كنوع من الرد على بعض الكلام عن موافقة حزب الله على تسليم الجيش كل مواقعه جنوب النهر، ورفضه تسليم أي قطعة سلاح شماله.
وسوف تكون زيارة الموفدة الأميركية أكثر وضوحاً بعد ظهور نتائج زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي ستتحدد فيها ملامح المرحلة المقبلة، من دون إغفال احتمال عقد قمة رباعية في السعودية تجمع ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيسين اللبناني جوزيف عون، والسوري أحمد الشرع.
على وقع هذه التطورات المتسارعة، تواصل قنوات التواصل بين رئيس الجمهورية وحزب الله البحث في مسألة سلاح الحزب وسبل الوصول إلى استراتيجية دفاعية. ولا يزال رئيس الجمهورية يؤكد أن العمل جارٍ لتحقيق هذا الهدف، معبّراً عن ثقته بإمكانية معالجة هذا الملف بهدوء ومن دون صدام، من خلال اعتماد الحوار الداخلي مع الحزب كخيار أساسي.
في سياق متصل، برز اللقاء الذي جمع قبل فترة رئيس الحكومة نواف سلام والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين الخليل، بناءً على طلب الأخير. ووفق المعلومات، فقد استفسر الخليل عن خطة الحكومة لإعادة الإعمار، فردّ رئيس الحكومة بأن هناك مبلغاً مقدّراً بـ 250 مليون دولار مخصّصاً من البنك الدولي لإعادة بناء البنى التحتية، وتسعى الحكومة إلى رفع هذا المبلغ إلى مليار دولار. حينها سأل الخليل عن المناطق التي ستشملها هذه المساعدات، وإذا ما كان صحيحاً أن البنك الدولي يشترط أن تُخصّص فقط للقرى التي لا يزال سكانها فيها.
ويُبدي حزب الله قلقاً كبيراً من هذا الشرط، إذ يرى فيه خطراً حقيقياً من احتمال تكريس منطقة عازلة، كما تسعى إسرائيل، من خلال عرقلة عودة دورة الحياة إلى القرى الحدودية الأمامية. فهذا الشرط يعني عملياً أن المساعدات ستتوجّه إلى قرى الخطّ الخلفي فقط، فيما تبقى القرى التي لم يعد إليها سكانها خارج دائرة الاهتمام.
غير أن رئيس الحكومة شدّد على أن الحكومة تواصل جهودها الدبلوماسية للضغط باتجاه انسحاب إسرائيلي كامل، ولضمان عودة الحياة إلى جميع القرى اللبنانية.
من جهته، دعا الخليل الحكومة إلى إنشاء صندوق مخصّص لإعادة الإعمار، تُجمع فيه كل الهبات والمساعدات الدولية، مشيراً إلى أن عدداً من الدول والجهات عبّر عن رغبته في تقديم الدعم للبنان، وعلى رأسها العراق الذي يعتزم تقديم ملياري دولار، إلى جانب جهات أخرى.
وقد وافق رئيس الحكومة على مبدأ إنشاء الصندوق، معتبراً أن العمل يجب أن يتركّز على بلورة الصيغة المناسبة لذلك، ومشدداً على ضرورة ربط هذه الخطوة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنان وبآلية إعادة الإعمار، إلى جانب أهمية الاستمرار في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 34 دقائق
- ليبانون 24
في منطقة لبنانية.. الصوت بـ300 دولار
عُلِم أن " الأصوات" في يتصاعد تدريجياً بعدما تبيّن أن لوائح طرحت على المواطنين تقاضي 300 دولار مقابل الصوت الواحد. Advertisement المسألة هذه باتت تنتشر في أوساط أبناء المدينة الذين يتجهون إلى اعتماد "التشطيب" وتشكيل "لوائح مشكلة" من أسماء مختلفة.

المدن
منذ 42 دقائق
- المدن
بعد الإساءة إلى سلام... بيان توضيحيّ من حزب الله
شهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضيّة في بيروت، عصر اليوم الجمعة، حضورًا سياسيًّا بارزًا خلال مباراة كرة القدم بين فريقي الأنصار والنجمة، والّتي تُعدّ من أكثر المباريات شعبيةً في الدوري اللّبنانيّ. وتقدّم الحضور الرسميّ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ترافقه وزيرة الشباب والرياضة نوار بيرقداريان، إلى جانب رئيس الاتحاد اللّبنانيّ لكرة القدم هاشم حيدر، في إشارة واضحة إلى حرص الحكومة الجديدة على الانخراط في الحياة الرياضيّة ودعم الرياضة اللبنانيّة. إلّا أنّ الأجواء الرياضيّة لم تخلُ من التوتر السّياسيّ، حيث رُفعت في مدرجات الملعب أعلام "حزب الله"، كما هتف بعض المشجعين بعبارات لافتة موجّهة لرئيس الحكومة، من بينها: "يا نواف اسمعنا منيح، يا الله باسم الله حسن نصر الله". وفي هذا السّياق، أصدرت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله بيانًا أعربت فيه عن رفضها واستنكارها الشديدين للهتافات الّتي وُجّهت ضدّ رئيس الحكومة نواف سلام. واعتبر البيان أنّ "مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم الوطنيّة والأخلاق الرياضيّة، ولا تخدم الاستقرار والوحدة الوطنيّة الّتي يحتاجها لبنان في ظلّ الظروف الراهنة". وأضاف البيان: "ندعو جميع اللبنانيين إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنيّة وعدم الانجرار خلف شعاراتٍ مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلّا إلى مزيدٍ من التوتر والانقسام، لا سيّما في هذه المرحلة الدقيقة الّتي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيليّة على بلدنا لبنان".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
عشية الانتخابات البلدية: بلدة جنوبية خارج توافق "الثنائي"
شب خلاف سياسي بين قيادتي حركة أمل وحزب الله في بلدة كفرا الجنوبية – قضاء بنت جبيل، على خلفية انتخابات المجلس البلدي، على الرغم من تحالفهما في القرى الأخرى والتي معظمها انتهت فيها الانتخابات البلدية بالتزكية. وبحسب المعلومات ، فإن التفاهم المسبق بين الجانبين في بلدة كفرا نصّ على مبدأ المداورة في رئاسة البلدية خلال السنوات الست المقبلة، بحيث يتناوب ممثل عن كل من الحزبين على رئاسة المجلس البلدي، غير أن مسؤول "حزب الله" في البلدة، أخلّ بهذا الاتفاق، من خلال تشكيل لائحة تضم غالبية المرشحين المحسوبين على الحزب، ورفض مبدأ المداورة بشكل قاطع. وردًّا على هذا الخرق، قررت حركة "أمل" سحب مرشّحيها من المعركة الانتخابية، ما يعني عمليًا انسحابها من السباق البلدي في البلدة وترك الميدان لمرشحي "حزب الله". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News