logo
"طريق" سمير الصايغ.. في كلّ حرف عبارة

"طريق" سمير الصايغ.. في كلّ حرف عبارة

العربي الجديدمنذ 3 أيام

"يمضي الخطّ إلى الكلمة: الله، الحبّ، الخير"، بهذه الكلمات يُقدّم الحروفي والشاعر اللبناني سمير الصايغ (1945) لمعرضه الجديد "الطريق" الذي افتُتح في "غاليري صالح بركات" ببيروت، في الثالث والعشرين من مايو/ أيار الجاري، ويتواصل حتى الخامس من يوليو/ تموز المُقبل، مستعيداً من خلال لوحاته علاقةً مديدة بـ
الحرف العربي
وتجلياته الجمالية.
الانشداد إلى
التراث
هو أول ما يمكن للمتلقّي أن يُشاهده، لكن هذا التراث يطوي القصص والأحداث بعضها داخل بعض، بما يحوّله إلى قوس مفتوحة لا فكرة ثابتة، إلى خطوط لا تستقيم إلا لتلتوي وتنكسر، في رؤية تُترجم مقولة أنّ الثابت الوحيد هو المتغيّر، وفي هذا الجوّ تُطالعنا بدايةً لوحتا: "تحية إلى سمعان العمودي" و"تحية إلى الحلاج" اللتين تنبنيان على أول حروف الأبجدية العربية: الألف.
خلفية صوفية لا تنفي الطابع الهندسي عن اللوحة (من المعرض/ العربي الجديد)
خلفيات الصايغ الصوفية، وانجذابه إلى التأويل، وهو من روّاد الجيل الثاني لمجلة "شعر"، لا تنفيان الطابع الهندسي عن لوحاته، سواء في الأعمال ذات القطع الصغير في الطابق العلوي من الغاليري، أو في مجموعة من أربع لوحات تُمثّل الألف والباء والتاء والثاء، حيث تظهر بوضوح ثنائية الخط والنقطة، بما هما شكلان هندسيان يمتدّان على مساحة من الفراغ اسمُه اللوحة. هنا يبلغ "التبيسط" حدوداً في منتهى الدقّة، الفراغ يأخذ لوناً والحرفُ المُسطَّر بصُحبة نقطته المُفارِقة لوناً آخر.
اتحادُ الثنائيات لا انفصالها هو الفَهم الكلّي للوجود عند الصوفي، فالمفارَقة هي "طريق" مُوصلة، كما عبّرت عن ذلك الفلسفات والرياضات التأمّلية التي تنشد وحدةً ما مع الوجود. وهذا لا يغيب عن صاحب "مقام القوس وأحوال السَّهم" (مجموعة شعرية، 1981)، حيث نقرأ في عملين (متعاكسين) كلمتَي مذكَّر ومؤنّث اللتين لا تلبثان أن تتبادلا الأدوار في لعبة الخطوط والنقاط أولاً، ثمّ في لعبة الضمائر "هو" و"هي" في استعادةٍ لبعض الأعمال التي قدّمها في معرض "هي" (2022) بالاشتراك مع الفنّانَين حسين ماضي ومحمد الرواس.
استقلالية الخطّ عن اللغة (من المعرض/ العربي الجديد)
يتمتّع الخطّ عند سمير الصايغ بالاستقلالية عن اللغة ببُعدها الوظيفي، وجماليته تقوم أساساً على فرادته بذاته، وهو ما يتجلّى في المعرض من حيث إن أغلب اللوحات مكوّنة من حرف/شكلٍ واحد فقط، وإن كان لا بدّ من جَمع فيظهر في أعلى مراحل التجريد كما في مجموعة لوحات بالأبيض والأسود "الله" و"أكبر" و"حبّ"، في حين لا يعمد على الإطلاق إلى تمثيل أو نقل عبارات شعرية أو أقوال مأثورة وما شابه، وكأن لوحته تقول: كلّ حرف عبارة.
درس سمير الصايغ تاريخ الفن في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس. وقد قاده بحثه في الخط التقليدي، إلى جانب اهتمامه بالتصميم المعاصر، إلى ابتكار خطوط جديدة وتصميم عدد من الشعارات. كما نشر العديد من المقالات والدراسات حول الفن والجماليات. بين عامي 2003 و2007، عمل محاضراً في قسم الهندسة المعمارية والتصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية ببيروت.
فنون
التحديثات الحية
صورة الحرب في الفن.. من غويا إلى بيكاسو

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حلا شيحة تعود للحجاب وتطلق قناة دينية
حلا شيحة تعود للحجاب وتطلق قناة دينية

القدس العربي

timeمنذ 13 ساعات

  • القدس العربي

حلا شيحة تعود للحجاب وتطلق قناة دينية

القاهرة – «القدس العربي»: كشفت الممثلة المصرية حلا شيحة أنها تشارك تجربتها مع القرآن من منظور شخصى وليس كداعية أو مفسرة، مشيرة إلى أن بعض الآيات كان لها تأثير عميق عليها، وأن الله هو الجمال وهو الذي يهدينا، وأنه يجب علينا دائمًا أن نحسن الظن به». وعن إطلاق قناتها الرسمية على موقع الفيديوهات «يوتيوب»والتي تقدم من خلالها محتوى دينيا، شاركت أول فيديو وقالت خلاله: «سعيدة جدًا إنى باتكلم عن ربنا، وسعيدة إن فى ناس بتبعتلى تقول لى إحنا بنحب طريقتك أكتر حاجة بتشغلنى وبتملأ قلبي هي حب ربنا ولما بعدت عنه، قدرت أرجع تاني لأن الآيات كانت محفورة جوايا». وتابعت: «ناس كتير بتسألني إزاي قدرت أرجع وأكون قوية، الموضوع مش سهل بس ربنا جميل ودايمًا بيهدينا». وحققت عدد مشاهدات تجاوز عشرات الآلاف على مدار الأيام القليلة الماضية عبر قناتها الجديدة.

وفاة 'سيدة المسرح العربي' سميحة أيوب عن 93 عاماً
وفاة 'سيدة المسرح العربي' سميحة أيوب عن 93 عاماً

القدس العربي

timeمنذ 3 أيام

  • القدس العربي

وفاة 'سيدة المسرح العربي' سميحة أيوب عن 93 عاماً

القاهرة: أعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، في مصر، وفاة 'سيدة المسرح العربي' الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب عن عمر ناهز الـ93 عاما. وكتب مكرم على صفحته بموقع فيسبوك اليوم :'الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمه الله'. وجاءت وفاة الفنانة سميحة أيوب بعد تاريخ فني طويل وحافل بدأ منذ عام 1947، تركت خلاله حضورا واسعا في المسرح والسينما والتلفزيون، وأثرى اسمها المشهد الثقافي في مصر والعالم العربي. وتنقلت سمية أيوب خلال مشوارها الفني بين خشبة المسرح، وأمام عدسات السينما والتلفزيون ، تعاونت خلالها مع نخبة من المخرجين والكتاب الكبار في مصر والعالم العربي. وشاركت الراحلة في عدد كبير من الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والتراجيدي، وإلى جانب مساهمتها في الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، برزت بأدوارها في عروض مسرحية شهيرة ظلت راسخة في الذاكرة الثقافية، وقدمت أكثر من 100 عرض منها 'سكة السلامة' و'السبنسة' و'رابعة العدوية' و'دماء على ستار الكعبة' و'سقوط فرعون' و'الفتى مهران'. وتميزت بصوتها القوي وحضورها المسرحي اللافت، ما جعلها من أبرز رموز الأداء الدرامي منذ منتصف القرن العشرين. وشغلت سميحة أيوب ، إلى جانب عملها كممثلة، مناصب إدارية في مؤسسات ثقافية، وكان لها حضور دائم في المحافل الفنية والمسرحية داخل مصر وخارجها، وتقلدت عددا من الجوائز والتكريمات من مؤسسات رسمية وهيئات ثقافية عربية ودولية، تقديرا لعطائها الطويل وتاريخها الفني المتنوع. وبحسب وسائل إعلام مصرية، نعت نقابة المهن التمثيلية، في بيان رسمي، و'ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي وافتها المنية اليوم، بعد مسيرة فنية حافلة أثرت خلالها المسرح والسينما والتلفزيون المصري بأعمال خالدة'. وجاء في بيان النقابة: 'إنا لله وإنا إليه راجعون، ننعى بمزيد من الحزن والأسى الفنانة القديرة سميحة أيوب، ونسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.' وأضاف: 'الراحلة كانت رمزا من رموز الفن المصري، ولقبت بـ/ سيدة المسرح العربي/، وقدمت خلال مشوارها أعمالا شكلت علامات فارقة في تاريخ الأداء المسرحي والتلفزيوني، كما شغلت مواقع قيادية مؤثرة في الحركة الثقافية'. (وكالات)

"طريق" سمير الصايغ.. في كلّ حرف عبارة
"طريق" سمير الصايغ.. في كلّ حرف عبارة

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

"طريق" سمير الصايغ.. في كلّ حرف عبارة

"يمضي الخطّ إلى الكلمة: الله، الحبّ، الخير"، بهذه الكلمات يُقدّم الحروفي والشاعر اللبناني سمير الصايغ (1945) لمعرضه الجديد "الطريق" الذي افتُتح في "غاليري صالح بركات" ببيروت، في الثالث والعشرين من مايو/ أيار الجاري، ويتواصل حتى الخامس من يوليو/ تموز المُقبل، مستعيداً من خلال لوحاته علاقةً مديدة بـ الحرف العربي وتجلياته الجمالية. الانشداد إلى التراث هو أول ما يمكن للمتلقّي أن يُشاهده، لكن هذا التراث يطوي القصص والأحداث بعضها داخل بعض، بما يحوّله إلى قوس مفتوحة لا فكرة ثابتة، إلى خطوط لا تستقيم إلا لتلتوي وتنكسر، في رؤية تُترجم مقولة أنّ الثابت الوحيد هو المتغيّر، وفي هذا الجوّ تُطالعنا بدايةً لوحتا: "تحية إلى سمعان العمودي" و"تحية إلى الحلاج" اللتين تنبنيان على أول حروف الأبجدية العربية: الألف. خلفية صوفية لا تنفي الطابع الهندسي عن اللوحة (من المعرض/ العربي الجديد) خلفيات الصايغ الصوفية، وانجذابه إلى التأويل، وهو من روّاد الجيل الثاني لمجلة "شعر"، لا تنفيان الطابع الهندسي عن لوحاته، سواء في الأعمال ذات القطع الصغير في الطابق العلوي من الغاليري، أو في مجموعة من أربع لوحات تُمثّل الألف والباء والتاء والثاء، حيث تظهر بوضوح ثنائية الخط والنقطة، بما هما شكلان هندسيان يمتدّان على مساحة من الفراغ اسمُه اللوحة. هنا يبلغ "التبيسط" حدوداً في منتهى الدقّة، الفراغ يأخذ لوناً والحرفُ المُسطَّر بصُحبة نقطته المُفارِقة لوناً آخر. اتحادُ الثنائيات لا انفصالها هو الفَهم الكلّي للوجود عند الصوفي، فالمفارَقة هي "طريق" مُوصلة، كما عبّرت عن ذلك الفلسفات والرياضات التأمّلية التي تنشد وحدةً ما مع الوجود. وهذا لا يغيب عن صاحب "مقام القوس وأحوال السَّهم" (مجموعة شعرية، 1981)، حيث نقرأ في عملين (متعاكسين) كلمتَي مذكَّر ومؤنّث اللتين لا تلبثان أن تتبادلا الأدوار في لعبة الخطوط والنقاط أولاً، ثمّ في لعبة الضمائر "هو" و"هي" في استعادةٍ لبعض الأعمال التي قدّمها في معرض "هي" (2022) بالاشتراك مع الفنّانَين حسين ماضي ومحمد الرواس. استقلالية الخطّ عن اللغة (من المعرض/ العربي الجديد) يتمتّع الخطّ عند سمير الصايغ بالاستقلالية عن اللغة ببُعدها الوظيفي، وجماليته تقوم أساساً على فرادته بذاته، وهو ما يتجلّى في المعرض من حيث إن أغلب اللوحات مكوّنة من حرف/شكلٍ واحد فقط، وإن كان لا بدّ من جَمع فيظهر في أعلى مراحل التجريد كما في مجموعة لوحات بالأبيض والأسود "الله" و"أكبر" و"حبّ"، في حين لا يعمد على الإطلاق إلى تمثيل أو نقل عبارات شعرية أو أقوال مأثورة وما شابه، وكأن لوحته تقول: كلّ حرف عبارة. درس سمير الصايغ تاريخ الفن في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس. وقد قاده بحثه في الخط التقليدي، إلى جانب اهتمامه بالتصميم المعاصر، إلى ابتكار خطوط جديدة وتصميم عدد من الشعارات. كما نشر العديد من المقالات والدراسات حول الفن والجماليات. بين عامي 2003 و2007، عمل محاضراً في قسم الهندسة المعمارية والتصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية ببيروت. فنون التحديثات الحية صورة الحرب في الفن.. من غويا إلى بيكاسو

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store