
يُمكنه استقبال السفن الكبيرة وآلاف السيّاح.. هل يتحوّل مرفأ جونية إلى أحد أفضل المرافئ على المتوسط؟
في عام 2008 صدر مرسوم بإنشاء مرفأ سياحي في جونية وحدّد موقع المرفأ بعد دراسة قامت بها شركةBMT الألمانية بتكليف من مجلس الإنماء والإعمار، وعليه تمّ اختيار الموقع الأفضل والأنسب مع الأخذ في الاعتبار التيّارات البحريّة.
وصدر القرار رقم 179 المتعلّق بإنشاء هذا المرفأ عن مجلس الوزراء وذلك بناءً على كتاب مرفوع من وزير الأشغال العامّة والنقل حينها محمد الصفدي، ورُصد له مبلغ 35 مليون دولار أميركي ككلفة إنجاز، ثم عاد ورفع إلى 47 مليون دولار، وسحب الملف من 'مجلس الإنماء والإعمار' وحوّل إلى المديريّة العامة للنقل البريّ والبحريّ في وزارة الأشغال، على اعتبار أن لديها استشاريين وعاملين يملكون ما يكفي من الخبرات في المنشآت البحريّة والمرافئ.
يتألف مرفأ جونية من 3 أحواض: واحد للصيادين وآخر للسياحة والثالث عسكري. وكان حوض الصيادين يُستخدم في الحرب الأهلية اللبنانية لنقل المسافرين من جونية إلى مدينة لارنكا القبرصية في ظل استحالة الوصول إلى مطار بيروت.
كما تم اعتماد الحوض العسكري للمرفأ لنقل البضائع للسفن التجارية الصغيرة.
حاليا يضم المرفأ حوض الصيادين وحوض السياحة وهو غير صالح لعدم اكتمال أعمال إنشاء الحوض واستحالة وصول السفن إليه، على الرغم من كون المرفأ مجهّزاً بصالة للمسافرين مع مكاتب مخصصة للأجهزة الأمنية ولإدارة المرفأ، لا تحتاج إلّا للتشغيل.
في عام 2018 بدأ إنشاء الحوض الرابع الذي يضم سنسولاً بطول 3 كيلومترات، بإمكانه استقبال 3 سفن كبيرة 'ميغا كروز' تتسع لـ 5 آلاف راكب، وأنفق نحو 10 ملايين دولار من أصل 70 مليوناً ككلفة إجمالية، لكن الأعمال توقفت فيه بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان.
أهميته الإقتصادية
وفي حال إعادة تشغيل المرفأ فإن الجدوى الاقتصادية ستكون ضخمة على الصعيد الإنمائي والاقتصادي والسياحي لمنطقة جونية حيث سيؤمن آلاف فرص العمل، كما ان تداعياته الإيجابية ستلحق بالمناطق التي تقع على مساحة 50 كلم حوالى المرفأ، وستوفر السفن السياحية التي تنقل 5 آلاف راكب يومياً إمكانية تعزيز السياحة ليس فقط في منطقة كسروان بل أيضا في المناطق اللبنانية كافة، حيث يُمكن تحضير برامج مختلفة للسياح الوافدين عبر المرفأ من خلال البواخر التي تصل صباحاً وتغادر مساء والتي تسيّر رحلاتها عبر عدة محطات في ساحل البحر الأبيض المتوسط.
أهميته السياحية
وعن أهمية المرفأ سياحيا، يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ 'لبنان 24' ان 'لبنان بحاجة ماسة لهذا المرفق على المستوى السياحة والسفر'، مشيرا إلى انه 'من غير المعقول أنّ بلداً مثل لبنان يقع على البحر الأبيض المتوسط لا يضم مرفأ بحرياً مخصصاً للسياحة'.
ولفت الأشقر إلى ان 'المرفأ حاليا غير مؤهل لاستقبال السفن السياحية الكبيرة التي تقل على متنها آلاف السيّاح بل يحتاج إلى إعادة تأهيل'، مشدداً على الأهمية السياحية والإقتصادية للمرفق.
وقال الأشقر: 'عندما ترسو باخرة على متنها آلاف السيّاح الذين سينزلون إلى البر سينعشون المنطقة اقتصاديا وسينعكس الأمر على المطاعم والأسواق التجارية والمعالم الأثرية، فهي حلقة مرتبطة ببعضها البعض'.
وأشار الأشقر إلى انه 'تم إعادة الحديث عن مرفأ جونية بهدف إيجاد مرفق آخر يكون بديلا عن مطار بيروت لكي يستطيع اللبناني أوالسائح مغادرة لبنان في حال تعرّض المطار للقصف'، مشددا على أهمية الأمن والاستقرار في البلد لإنعاش السياحة على كافة الأصعدة.
واعتبر الأشقر ان 'لبنان حاليا في حالة ترقب فصحيح ان الحرب توقفت بين ايران وإسرائيل الا ان القصف والاستهدافات مستمرة يوميا في الجنوب وبالتالي ينتظر الجميع معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع ومعرفة مصير الموسم السياحي'.
وقال الأشقر ان 'لبنان للأسف غير موجود على الخارطة السياحية الإقليمية والدولية علما انه من المفترض ان يكون بلدا سياحيا على مدار 365 يوما نظرا لموقعه ومعالمه وأهميته الجغرافية'.
إذا من المهم جدا إعادة تأهيل وتشغيل مرفأ جونية السياحي لما في ذلك من فائدة سياحية واقتصادية وإمكانية ان يكون مستقبلا من أفضل المرافئ السياحية في الشرق الأوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
سوريا تعفي مواطني لبنان و3 دول أخرى من تأشيرة الدخول لأراضيها
أعلنت وزارة الخارجية السورية عن بدء تطبيق رسوم جديدة على دخول الزوار العرب والأجانب إلى أراضيها، بدءًا من يوم الأحد، وفقًا للنشرة الجديدة الصادرة عنها، والتي تتضمن تعديلات على نظام الدخول والإعفاءات. وبحسب النشرة، أعفي مواطنو أربع دول من الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، وهي: لبنان، الأردن، ماليزيا، وموريتانيا. كما سُمح لمواطني صربيا بالدخول إلى سوريا مجانًا، دون دفع أي رسوم. في المقابل، تم تقسيم بقية الدول إلى 11 مجموعة، وفرضت رسوم دخول ومرور تختلف حسب نوع التأشيرة ومدتها، وعدد مرات الدخول المسموح بها. وقد حُددت هذه الرسوم بالدولار الأميركي أو ما يعادله، وتتراوح ما بين 25 و800 دولار. وسُجلت أعلى الرسوم على مواطني إيران، حيث فرضت عليهم رسوم مرور بقيمة 250 دولارًا، في حين بلغت رسوم الدخول بين 400 و800 دولار بحسب نوع التأشيرة ومدتها الزمنية. وتأتي هذه الإجراءات في إطار تنظيم دخول الأجانب إلى سوريا، وتحديث السياسة الحدودية والمالية المتعلقة بحركة السفر.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الفيومي: ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري تستمد من الإصلاحات الشاملة
أكد الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقليوبية، وأمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية، أن مؤسسات الدولة وثقت نجاح الدولة المصرية في إنعاش الاقتصاد رغم الأزمات التي يشهدها العالم، حيث أكد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على توقعات متفائلة لعام 2025. وأشار الفيومي في بيان له اليوم،إلى أن تلك الإشادات تعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي نفذتها الحكومة المصرية، والتي عززت النمو واستقرار العملة وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يضع مصر على طريق الازدهار الاقتصادي. وأكد الفيومي أن صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8% في العام المالي 2024/2025، مع تسارع إلى 4.3% في 2025/2026. أوضح الفيومي، في تصريحات صحفية له اليوم، أنه رغم هذه الإنجازات، إلا أن مصر تواجه تحديات مثل تراجع إيرادات قناة السويس بسبب التوترات في البحر الأحمر، حيث انخفضت من 9.4 مليار دولار في 2022/2023 إلى 7.2 مليار دولار في 2023/2024. أكد الفيومي أن ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري تستمد من الإصلاحات الاقتصادية الشاملة، وتحسين بيئة الأعمال، وارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي، واستقرار النظام المالي، بالإضافة إلى أن صفقات كبرى مثل 'رأس الحكمة'، إلى جانب دعم المؤسسات الدولية وتنوع القطاعات الاستثمارية، عززت مكانة مصر كوجهة استثمارية واعدة. وتوقع صندوق النقد الدولي تراجع الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 82.6% في 2024/2025، مع تحقيق فائض أولي بنسبة 3.5%، كما توقع البنك الدولي نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.2%، مما يعكس مرونة الاقتصاد المصري.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
خطوة نوعية في "تلفزيون لبنان": إعفاء شامل من ديون Nile Sat
تمكّن وزير الإعلام المحامي بول مرقص من تحقيق اختراق مهم في ملف ديون تلفزيون لبنان، المتراكمة منذ سنوات لصالح شركة البث الفضائي Nile Sat، والتي كانت تُقدّر بنحو مليون وثلاثمئة ألف دولار أميركي. فبدايةً نجح الوزير مرقص في خفض هذه الديون بنسبة 70%، فيما الخطوة النوعية الثانية جاءت بدعم مباشر من الرئيس جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث جرى التوصّل إلى اتفاق قضى بشطب الديون كاملة. ويتابع وزير الإعلام حالياً تنفيذ هذا الاتفاق، بالتنسيق مع الجهات المصرية المختصة، في خطوة تشكّل متنفساً حيوياً، وتفتح الباب أمام إعادة تنشيط تلفزيون لبنان وتحديثه.