
الصيام... وصحتك الجسدية والذهنية والروحية
صحيح أن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة وهو فريضة واجبة على كل مسلم مكلّف، ولكنه أيضاً أسلوب حياة صحي يتميز بكونه أكثر من مجرد امتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة.
فلقد أكدت دراسات علمية عديدة أن للصيام فوائد صحية جسدية وذهنية ونفسية وروحية كبيرة.
وعن ذلك، يقول البروفيسور مارك ماتسون، عالم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز الأميركية: «لقد أثبتت عشرات من الدراسات البحثية المعتمدة أن الصيام بكل أشكاله يمكن أن يعزز وظائف الدماغ ويحسّن الصحة العامة للجسم»، وذلك وفقاً لما نقلته عنه مجلة «نيتشر ريفيوز نيوروساينس» الطبية.
وعبر التاريخ البشري - في الثقافات الإسلامية وغير الإسلامية - تم استخدام الصيام كوسيلة لتحسين الصحة الروحية والجسدية.
وفي الأديان الأخرى، تتم ممارسة الصيام كجزء من التقاليد الدينية. ومن منظور فكري، يقول الكاتب الفرنسي الشهير أندريه مالرو: «الصيام هو تعبير راق عن الانضباط الذاتي، وهو أيضاً مفتاح لتحقيق السلام الداخلي».
فوائد جسدية
يمنح الصيام الجسم فرصة لإعادة ضبط نفسه. فعندما نصوم، يبدأ الجسم في استهلاك مخزون الدهون الزائدة المخزنة ليحصل على الطاقة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الوزن الزائد بشكل صحي. وخلصت دراسة نُشرت في مجلة «سيل ميتابوليزم» الطبية إلى أن الصيام المتقطع يؤدي إلى تحسين ملموس في حساسية الأنسولين وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته.
وفضلاً عن ذلك، فإن الصيام هو أفضل طريقة لتخفيف العبء عن الجهاز الهضمي. ولذلك، يقول طبيب أمراض السمنة الإسباني كارلوس رودريغيز: «الصيام يمنح الجهاز الهضمي فترة راحة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز كفاءة عملية الهضم وتحسين امتصاص العناصر الغذائية».
فوائد عقلية وذهنية
لا تقتصر مزايا الصيام على تحسين الصحة الجسدية فقط، بل يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الصحة العقلية والذهنية والنفسية. فأثناء الصيام، ينتج الجسم مستويات مرتفعة من هورمون BDNF (هورمون «عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ») الذي يساعد في تحسين الوظائف الإدراكية وتقليل مستويات التوتر.
ومن الناحية النفسية، نقلت مجلة «سايكاياتريك ريسيرش» عن الدكتور فاليري فوغل، الباحث الفرنسي في مجال علم النفس: «لا شك في أنه يمكن للصيام أن يكون أداة قوية لمكافحة اضطرابات نفسية عدة من بينها الاكتئاب والتوتر الحاد والقلق.
وفي العالم الإسلامي عموماً، هناك إجماع على أن للصيام مزايا كثيرة من بينها أنه فرصة للتأمل والتفكير العميق، كما أنه يعلّمنا الصبر والتحكم في النفس، وهما مفتاحان لتحقيق السلام النفسي.
تأثيره على الصحة الروحية
من بين فوائد الصيام العديدة أنه يشكّل تجربة روحية عميقة. فخلال شهر رمضان، يركز المسلمون على زيادة العبادات.
وفي كتابه المعنون «The Sufi Path of Love»، يقول الكاتب البريطاني الباكستاني الأصل كريم خان: «الصيام يفتح قلب الإنسان ليصبح أكثر تقبلاً للمعاني الروحانية الراقية».
وفي المجتمعات الإسلامية عموماً، يُلاحظ أن للصيام تأثيرات اجتماعية إيجابية، إذ انه يعزّز مشاعر التعاطف مع المحتاجين، وهو الأمر الذي يخلق روابط تراحمية أعمق بين أفراد المجتمع، وينعكس ذلك بشكل إيجابي على نفسياتهم.
نصائح لصيام صحي أكثر
1. احرص على تناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات وقليل من السكريات.
2. اشرب كمية كافية من الماء خلال فترة الإفطار لتجنب الجفاف.
3. مارس التأمل والاسترخاء النفسي خلال الصيام لتقليل التوتر وتحسين الصحة الذهنية.
4. تجنب الأطعمة عالية الدهون والسكريات عند الإفطار، وذلك لتحافظ على طاقتك.
5. استغل شهر رمضان لتعزيز علاقاتك بالآخرين من خلال أنشطة المشاركة الاجتماعية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
المشي 10 آلاف خطوة يومياً... أم الـ«شينرين-يوكو» الياباني؟
هناك حالياً اهتمام واسع إزاء نقاش بين خبراء في مجال الصحة العامة عن مدى أفضلية المشي الياباني لمدة 30 دقيقة مقابل تحقيق هدف 10 آلاف خطوة يومياً. ووفقاً للدكتور إيماو إيتو، وهو طبيب من جامعة هارفارد الأميركية، فإن المشي الياباني المعروف باسم «شينرين-يوكو» (الاستحمام في الغابة) يُعد أكثر فعالية لتحسين الصحة الذهنية والبدنية مقارنةً بهدف الخطوات العشرة آلاف. ما هو أسلوب الـ«شينرين-يوكو»؟ ويعتمد أسلوب «شينرين-يوكو» على المشي ببطء في بيئات طبيعية، مثل الغابات أو الحدائق، مع التركيز على التنفس العميق والانغماس في الطبيعة. ويُشجع ممارسوه على ملاحظة الأصوات والروائح والمناظر المحيطة، وهذا يُعزز الاسترخاء ويُقلل من التوتر. وتُظهر الدراسات أن هذا الأسلوب يُخفض مستويات هورمون «الكورتيزول» (هورمون التوتر)، ويُحسن الدورة الدموية، ويُعزز جهاز المناعة بنسبة تصل إلى 15 في المئة بعد جلسة واحدة. لماذا هو أفضل من الـ 10 آلاف خطوة؟ يُشير الدكتور إيتو إلى أن هدف الـ10 آلاف خطوة، الذي نشأ كحملة تسويقية في اليابان خلال ستينيات القرن العشرين، قد لا يكون مثالياً للجميع. فلربما يُشعر هذا الهدف البعض بالضغط، خصوصاً إذا تم تحقيقه في بيئات حضرية مُجهدة مثل الشوارع المزدحمة. وعلى سبيل المثال، فالمشي السريع للوصول إلى مكان العمل قد يُحقق ذلك العدد من الخطوات لكنه لا يُوفر الفوائد الذهنية للانغماس في الطبيعة. في المقابل، يُوفر المشي الياباني «شينرين-يوكو» لمدة 30 دقيقة (ما يعادل نحو 3 كيلومترات أو 1.86 ميل) فوائد صحية أكبر بوقت أقل. وتُظهر نتائج الأبحاث أن المشي في بيئة طبيعية يُقلل من ضغط الدم بنسبة 5 في المئة ويُحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ مقارنةً بالمشي في شوارع المدينة. كيف تبدأ؟ • اختر مكاناً طبيعياً، مثل حديقة أو غابة أو ما شابه ذلك. • امشِ ببطء مع التركيز على تنفسك وعلى الطبيعة المحيطة بك. • تفادَ استخدام أي أجهزة أو سماعات الأذن لتعزيز الانغماس. • مارس التمرين من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً للحصول على نتائج مستدامة. ويُوصي الدكتور إيتو بتجربة أسلوب المشي الياباني «شينرين-يوكو» كبديل أو مكمل لهدف الـ10 آلاف خطوة يومياً، خصوصاً لمن يعانون من التوتر أو يفتقرون إلى الوقت الكافي، مشيراً إلى أن هذا النهج يُبرز أهمية التوازن بين الصحة البدنية والذهنية في حياتنا اليومية.


كويت نيوز
منذ 5 أيام
- كويت نيوز
الاتحاد الدولي للسكري يعترف رسمياً بالنوع الخامس للمرض
اعترف الاتحاد الدولي للسكري رسميا بالنوع الخامس من داء السكري، الذي هو شكل خاص من المرض يرتبط بسوء التغذية في سن مبكرة. وتشير صحيفة The Conversation، إلى أن الاعتراف يكشف مدى تعقيد وتنوع تشخيص داء السكري، حيث بالإضافة إلى التسميات المعتادة 'النوع 1' و'النوع 2″، هناك حاليا أكثر من عشرة أشكال مختلفة من المرض، يختلف كل منها في الأسباب وآلية التطور وطرق العلاج. – النوع الأول: هو مرض مناعي ذاتي، حيث تهاجم منظومة المناعة خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. ويمكن أن تتطور هذه الحالة في أي عمر ولا ترتبط بأسلوب الحياة أو النظام الغذائي. ويعالج هذا النوع باستخدام الأنسولين باستمرار. وقد يتطلب الأمر أحيانا اللجوء إلى زراعة الخلايا المتبرع بها أو الجذعية، ما قد يقلل جزئيا أو كليا من الحاجة إلى الأنسولين، ولكن هذا الأسلوب يظل صعب المنال. – النوع الثاني: يعتبر الأكثر انتشارا، وغالبا ما يرتبط بالوزن الزائد وانخفاض حساسية الأنسولين. ولكن يمكن أن يصيب الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وخاصة مع الاستعداد الوراثي. ويقدم الطب الحديث العشرات من الأدوية وخطط العلاج الفردية. وقد ثبت أن فقدان الوزن واتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يعمل على عكس مسار المرض لدى نسبة كبيرة من المرضى. أما سكري الحمل فيتطور أثناء الحمل، عادة بين الأسبوع 24 و28، بسبب التغيرات الهرمونية. ويختفي عادة بعد الولادة، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري في المستقبل. يتضمن العلاج تعديل النظام الغذائي والنشاط البدني، وإذا لزم الأمر، الأنسولين. وهناك أشكال أقل انتشارا من داء السكري ناجمة عن طفرة في جين واحد، أو الجراحة، أو الالتهاب، أو تناول أدوية (مثل الهرمونية). وتشمل هذه الأشكال مثلا داء السكري MODY (الذي يبدأ في مرحلة النضج عند الشباب)، والنوع 3c من داء السكري، الذي يتطور بسبب الإصابة بأمراض البنكرياس. ويعتبر النوع الخامس من داء السكري شكلا جديدا من أشكال المرض الذي يرتبط مباشرة بسوء التغذية لدى الأطفال. وقد أظهرت الدراسات أن نقص البروتين والعناصر الغذائية المهمة الأخرى يمكن أن يعطل التطور الطبيعي للبنكرياس. ويؤدي هذا إلى تخفيض قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، على الرغم من بقاء منظومة المناعة سليمة. ويعتبر النوع الخامس شائعا خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض ويعتقد أن حوالي 25 مليون شخص في العالم يعاني منه.


الأنباء
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الأنباء
عدد مرات تشميت العاطس
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإن زاد على الثلاثة فهو مزكوم ، ولا تتشمته بعد الثلاث، لأن الناس يحتارون، وإنما يدعى له بالشفاء، يدعون الله عز وجل ان يعافيه من هذا البلاء ومن هذا المرض الذي حل به. وكذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: تشميت المسلم اذا عطس ثلاث مرات، فإن عطس فهو مزكوم، يعني اذا عطس بعد ذلك فهو مزكوم. يستفاد من الحديث أن من يعطس الواجب تشميته، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث مرات.