
عامان من الحرب.. كاتب سوداني يكشف لـ"الدستور" مستقبل السودان
كشف الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم مستقبل السودان بعد عامين من الحرب الدموية التي عصفت بالبلاد، مؤكدًا أن الوضع 'ما زال' يزداد سوءًا على مختلف الأصعدة.
أضاف المعتصم، لـ"الدستور" أن الصراع الذي دخل عامه الثالث خلّف وراءه ملايين من الضحايا، سواء من القتلى أو النازحين واللاجئين، إضافة إلى تدمير هائل للبنية التحتية وتدهور الوضع الاقتصادي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان الحديث.
150 ألف شخص فقدوا حياتهم
واوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن قرابة 150.000 شخص فقدوا حياتهم، في حين أن التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية تقارب 700 مليار دولار، وهى أرقام تعكس حجم الدمار الذي لحق بالبلاد.
ولفت المعتصم إلى أن السودان، الذي كان يشتهر بتنوعه الثقافي والديني، يشهد اليوم تحولًا كبيرًا في ملامحه جراء هذا النزاع المستمر، كما أن المناطق التي كانت في السابق تشهد حالة من الاستقرار النسبي أصبحت اليوم ساحات حرب، وأصبح التهجير القسري هو الواقع اليومي لملايين السودانيين.
وأوضح أن من بين المناطق التي شهدت تصعيدًا في العنف مؤخراً كانت معسكرات النازحين في شمال دارفور، مثل معسكر زمزم، إضافة إلى تزايد استخدام التقنيات العسكرية الحديثة مثل الطائرات المسيرة، التي غيّرت قواعد الاشتباك وأدت إلى تفاقم الأوضاع.
وفي إطار هذه المعاناة، أكد انه من الواضح أن هناك محاولات لتقسيم السودان بشكل غير معلن، رغم رفض بعض الأطراف لهذا السيناريو في التصريحات الرسمية، كما أن ميليشيا الدعم السريع، إلى جانب حلفائها من الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، يسعون إلى تعزيز وجودهم في مناطق معينة، وبناء ميثاق سياسي يقيم أرضية لتقسيم الدولة السودانية.
وتابع "على الرغم من أن هؤلاء القادة يرفضون الحديث العلني عن تقسيم السودان، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى أن هذه القوى تستغل الأوضاع لتحقيق مكاسب سياسية قد تكون خطوة نحو تقسيم مستقبلي.
الجيش السوداني يحقق تقدماً على الارض في الخرطوم
وأشار المعتصم إلى أن الجيش السوداني الذي يحقق تقدمًا على الأرض في الخرطوم ومدني وسنار، يبدو في موقف قوي يمكن أن يستخدمه في تعزيز موقفه على طاولة المفاوضات في المستقبل، ولقد تم تحصين الجيش بشكل جيد على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو يواجه اليوم تهديدات شديدة من حلفاء الدعم السريع، الذين يعانون من حصار سياسي واقتصادي، حيث فرض مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عقوبات على قادة هذه الميليشيات.
ولفت 'المعتصم' إلى أن الحديث عن المستقبل القريب يشير إلى أن الحرب في السودان لا يمكن أن تنتهي بدون التوصل إلى تسوية سياسية شاملة قد تكون المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء هذه المعركة الدموية، خاصة مع التصعيد المستمر واستخدام الأساليب العسكرية المتطورة، ما يشير إلى أن السودان قد يشهد تغييرات جذرية في بنيته السياسية والجغرافية في حال استمرار الحرب دون حل يحقق السلام والاستقرار لجميع أطراف النزاع.
وختم تصريحاته أنه يبقى مراقبة تطورات الأوضاع في السودان عن كثب، فالحرب قد تأخذ البلد إلى مفترق طرق حاسم، وقد يحدد المستقبل القريب مصير السودان وأبناءه الذين عانوا وما زالوا يعانون من ويلات هذه الحرب المستمرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
"سيرة ليست باليسيرة".. كتاب يرصد الحياة الاجتماعية والسياسية في الكويت
صدر مؤخرا عن دار كنوز للنشر والتوزيع، كتاب جديد تحت عنوان "سيرة ليست باليسيرة"، من تأليف، الكاتب الكويتي، عامر ذياب التميمي. تطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في الكويت في "سيرة ليست باليسيرة" ويشير 'التميمي' في مقدمته للكتاب، إلى: عندما قررت أن أدون سيرتي في الحياة لم أشأ التركيز على المسيرة الشخصية، بقدر ما أردت أن أبيّن تطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في الكويت وفي العالم العربي وربما العالم أجمع. إن الحديث عن مسيرة ثمانية عقود من الزمن ليست باليسيرة، ولكن هذه الفترة الممتدة من أواسط أربعينيات القرن العشرين حتى يومنا هذا كانت حافلة. ويوضح: جرت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تحولات هامة في الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مختلف بلدان العالم. كما أن المتغيرات الصناعية والتكنولوجية ظلت تلاحقنا وتعبر بنا من أوضاع إلى أخرى أكثر تميزًا وكفاءة. لا شك أن تطورات الاقتصاد النفطي منذ أواسط أربعينات القرن غيّرت من أوضاعنا الحياتية في الكويت، وعدد آخر من البلدان العربية. نحمد الله أن الكويت تمكنت بفضل قيادتها الحكيمة من تثمير أموال النفط من أجل الارتقاء بالمستويات المعيشية، وتمكين المواطنين والمقيمين من الالتحاق بالأنظمة التعليمية والاستفادة من الخدمات الصحية بما أحدث تحسنًا كبيرًا في نوعية الحياة. ويضيف مؤلف كتاب 'سيرة ليست باليسيرة': هناك الكثير من الأمور التي أسعدتنا، وغيرها مما أحزننا على مدار هذه الفترة الزمنية الطويلة، ولكن لا شك أننا تعلمنا من تجاربنا وتجارب الآخرين، أرجو ذلك. لكن التكاليف التي دفعتها الشعوب العربية إنسانيًا واقتصاديًا كانت باهظة. نحن في الكويت دفعنا ثمنًا باهظًا نتيجة للاحتلال العراقي الغاشم في عام 1990م، لكننا لابد أن نؤكد امتناننا للحلفاء بقيادة الولايات المتحدة ومؤازرة بريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول التي حررت البلاد من ذلك الاحتلال بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. بعد التحرير مررنا بأوضاع غير مريحة محليًا، وتزايدت الآلام في بلدان عربية عديدة، وتصاعدت الآمال بالتغيير في أكثر من بلد عربي، ولكن الفشل الذي واجهته تلك المحاولات دفعت الكثير للتشاؤم في إمكانية إصلاح الأوضاع. ويختتم صاحب سيرة ليست باليسيرة، مشددا على: لا شك أن هناك الكثير من الأمور الخاصة التي مررت بها، ولكنني لم أكن أسعى إلى طرح أوضاعي الخاصة، والتي لا تهم غالبية القراء، فالأكثر أهمية هو سرد سيرة الحياة، وتأثرها بما يجري حولها من تطورات سياسية واقتصادية وتقنية.


رصين
منذ ساعة واحدة
- رصين
ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية"
أ ف ب - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه. وفي نهاية كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
جامعة السادات تشارك في افتتاح المرحلة الأولى من مدينة «مستقبل مصر» الصناعية بالضبعة
شاركت جامعة مدينة السادات، اليوم الأربعاء، بدعوة قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري للمشاركة في فعاليات افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية بالضبعة، وذلك بحضور وتشريف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. من جانبها أكدت الدكتورة شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، أن الجامعة داعمة باستمرار لمبادرات الدولة وتوجهاتها الاستراتيجية، بما يعزز من دورها كمؤسسة تعليمية في بناء الإنسان المصري والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية، مشيرة إلى أنه شارك في هذا الحدث الوطنى الكبير وفد طلابي من شباب الجامعة، حيث عبروا عن فخرهم بالمشاركة في هذا المشروع الواعد، الذي يُعد أحد ركائز الجمهورية الجديدة، ويعكس رؤية الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة وتمكين الشباب. وأشادت "معاويه"، برؤية فخامة الرئيس السيسي للاستفادة من مشروع مستقبل مصر الزراعية، وذلك من خلال فتح آفاق أوسع لمشروعات أخرى مثل التصنيع الزراعي وإنشاء مصانع عدة، ومجمعات مثل مجمع الصوامع لاستيعاب خيرات مصر من الغلة ومشروعات تنمية الثروة الحيوانية، مؤكدة ان المشروع العملاق سيسهم في تحقيق مصر للاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، والاتجاه نحو تصدير المنتجات الزراعية، وأن الرئيس السيسي حريص علي إحداث طفرة تنموية واقتصادية وزراعية في البلاد، والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، لافتة إلى أن القطاع الزراعي واستصلاح الاراضي الصحراوية شهد دعما غير مسبوق من القيادة السياسية، لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. تأتي مشاركة الجامعة تحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، وإشراف الأستاذ حافظ زايد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، رافق الوفد المقدم أمير يسري، مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة، والدكتور السيد بدوي، مدير إدارة الجوالة والخدمة العامة ومسئول إعداد القادة، والأستاذه رشا عباس عبد الفتاح، والأستاذه حنان عبدالوهاب عبدالحميد عبد الله. وفى سياق متصل القى العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، كلمة تناول فيها أبرز أنشطة ومشروعات الجهاز، مستعرضًا تطورات مشروع مدينة "مستقبل مصر الصناعية" المتخصصة في مجال التصنيع الزراعي، واستهداف استصلاح ٤،٥ مليون فدان، بما في ذلك اضافة ٨٠٠ الف فدان مستصلحة للرقعة الزراعية المصرية بحلول شهر سبتمبر ٢٠٢٥، ليصبح اجمالى الاراضي القابلة للزراعة في مصر ١٣،٥ مليون فدان بحلول عام ٢٠٢٧، لضمان تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات من المنتجات الزراعية والغذائية وتقليل فاتورة استيراد مصر للسلع الغذائية، التي تبلغ سنويا نحو ٢٠ مليار دولار، كما تطرقت الكلمة إلى جهود الجهاز في تطوير قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، إلى جانب أنشطته في التعدين واستغلال الموارد المحجرية الواقعة في الاراضي التابعة له، وقيام الجهاز بطرح ٣٠٪ من اسهم الشركات التابعة له في البورصة لتوسيع قاعدة المشاركة الفعالة والاستفادة من ثمار التنمية، اخذا في الإعتبار أن حجم أعمال الشركات التابعة للجهاز في المجالات المختلفة (النقل - توزيع الكهرباء - الميكنة الزراعية - البتروكيماويات - مقاولات وحفر الآبار - السلع الوسيطة) يبلغ نحو ١٠٠ مليار جنية سنويًا، كما تم استعراض نشاط الجهاز في مجالات انتاج الطاقة المتجددة والتحول الرقمي، وانشاء صوامع تخزين الغلال، ومجمع ثلاجات لتبريد وتجميد المحاصيل، ومصنع للمجففات واخر للاعلاف. وخلال الفعالية، شهد الرئيس السيسى، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، افتتاح موسم الحصاد في عدة قطاعات زراعية، شملت حصاد القمح بقطاع الجنوب (شرق العوينات)، حصاد بنجر السكر بقطاع الجنوب (أسوان)، وحصاد بنجر السكر بقطاع السادات، إلى جانب افتتاح مقر جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بألماظة.