
سرطان اللسان... العوامل المؤدية... والإهمال الفموي القاتل
يُعد سرطان اللسان أحد أنواع سرطانات الفم التي تشكّل تهديدا صامتا للصحة العامة، رغم أن اللسان من الأعضاء الصغيرة في الجسم، إلا أنه قد يكون موضعًا لنوع خطير من السرطان يصعب اكتشافه في مراحله الأولى. هذا المرض يمكن أن يؤثر في الحياة اليومية للمريض، من حيث النطق، والبلع، والإحساس بالطعم، ويتطلب وعيًا مبكرًا بالأسباب المؤدية له والتداعيات الناتجة منه من أجل الوقاية والتعامل السريع مع الأعراض.
سرطان اللسان هو نوع من السرطانات يصيب خلايا اللسان، ويظهر إما على الجزء الظاهر من اللسان (الجزء الأمامي) وهو الأكثر شيوعا، أو على قاعدة اللسان القريبة من الحلق، وهو ما يُعرف بسرطان قاعدة اللسان. هذا المرض يصنّف ضمن سرطانات الخلايا الحرشفية، وهي الخلايا الرقيقة المسطحة التي تغطي سطح اللسان.
غير أنّ بعض العوامل تبرز بشكل خاص كمحفزات رئيسية للإصابة. في طليعة هذه الأسباب يأتي التبغ، سواء في شكله المدخّن أو الممضوغ، إذ يحتوي على مركبات كيميائية سامة تؤدي إلى إحداث طفرات جينية داخل الخلايا اللسانية، ما يساهم في تحوّلها إلى خلايا سرطانية. ويزداد الخطر عندما يقترن التدخين بالإفراط في شرب الكحول، حيث تشير الدراسات إلى أن الجمع بين هذين العاملين يضاعف احتمال الإصابة بسرطان اللسان بأكثر من أربعة أضعاف.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من العوامل الفيروسية المرتبطة بأنواع مختلفة من سرطانات الفم، لا سيما سرطان قاعدة اللسان. هذا الفيروس ينتقل عبر الاتصال الجنسي وقد يظل كامنًا في الجسم لفترة طويلة قبل أن يُظهر تأثيراته، مما يزيد من تعقيد اكتشافه المبكر. من جهة أخرى، يُسهم إهمال نظافة الفم وضعف العناية بصحة الأسنان في خلق بيئة خصبة لنمو السرطان، إذ تؤدي الالتهابات المزمنة أو وجود أسنان تالفة تُحدث جروحا مستمرة إلى تغيّرات في طبيعة الخلايا، ما يمهد الطريق لتطور الخلايا الخبيثة.
ولا يمكن إغفال الأثر الذي تؤديه العوامل الوراثية والجينية، إذ إن بعض الأفراد قد يحملون استعدادًا جينيًا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا تكررت حالات الإصابة بسرطان الرأس أو العنق ضمن تاريخهم العائلي. بناءً على ذلك، يصبح من الضروري تعزيز الوعي بهذه العوامل والتشجيع على الفحوصات الدورية والتوقف عن السلوكيات الخطرة، للحد من انتشار هذا المرض وتمكين الكشف المبكر عنه، بما يساهم في رفع معدلات الشفاء وتقليل نسب الوفاة المرتبطة به.
إنّ الإصابة بسرطان اللسان لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تشمل تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة. فالمريض قد يواجه صعوبات في تناول الطعام، والتحدث، وحتى التنفس في الحالات المتقدمة. كما أن الجراحات والعلاجات، خصوصا إذا كانت في مراحل متقدمة، قد تترك آثارا دائمة مثل فقدان جزء من اللسان، أو تغيير في الصوت.
على الصعيد النفسي، يعاني العديد من المرضى من القلق والاكتئاب نتيجة التغيّرات في مظهرهم أو وظائفهم الجسدية، ما يستدعي دعما نفسيا مستمرا خلال رحلة العلاج.
رغم خطورة المرض، فإن الوقاية منه ممكنة من خلال تجنّب العوامل المسببة له، وأهمها الإقلاع عن التدخين والكحول، والحفاظ على نظافة الفم، والفحص الدوري لدى طبيب الأسنان. كما يُنصح بالتطعيم ضد فيروس HPV، خاصة للشباب، للحد من فرص الإصابة.
الفحص الذاتي يؤدي أيضا دورا مهما، فإذا لاحظ الشخص ظهور تقرحات في اللسان لا تلتئم، أو بقع حمراء أو بيضاء، أو صعوبة مفاجئة في النطق أو البلع، فعليه استشارة طبيب مختص دون تأخير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
اليونيسيف: 1 من كل 3 أشخاص بغزة يقضي أياماً دون طعام!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن هناك مؤشرات واضحة على أن الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز عتبة المجاعة، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في القطاع يقضي أيامًا كاملة بلا طعام. في السياق نفسه، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة أن مستشفيات القطاع وثّقت سبع وفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة سياسة التجويع التي تنتهجها "إسرائيل" وسوء التغذية، من بينها وفاة طفل. ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة أن عدد ضحايا التجويع ارتفع إلى 169 شهيدًا، بينهم 93 طفلًا، في وقت يزداد فيه الحصار إحكامًا والموارد الحيوية تندثر. من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، دخول 36 شاحنة مساعدات فقط إلى القطاع، موضحًا أن معظمها تعرّض للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي". ومنذ 27 أيار الماضي، بدأت تل أبيب تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة "إسرائيليًا" وأميركيًا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية. ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع المساعدات من خلال هذه المؤسسة تهدف إلى تجميع السكان في نقاط محددة تمهيدًا لتهجيرهم من أراضيهم، في سياق خطة لإعادة احتلال القطاع. وفي وقت سابق من نهار السبت، أفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الشهداء المجوّعين من منتظري المساعدات بلغت 1422 شهيدًا، وأكثر من عشرة آلاف إصابة، منذ بدء العمل بهذه الآلية في 27 أيار. ومنذ انطلاق حرب الإبادة، بدعم أميركي، في 7 تشرين الأول 2023، بلغ عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين أكثر من 209 آلاف، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة متفاقمة أودت بحياة كثيرين.


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
ناصر الدين: إدخال أدوية جديدة لعلاج السرطان خطوة نحو العدالة العلاجية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتح وزير الصحة العامة، ركان ناصر الدين، أعمال المؤتمر الطبي المتخصص الذي نظمه مستشفى المقاصد في بيروت، تحت عنوان "الحالات المعقدة لمجرى الهواء وسبل معالجتها"، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لجراحة الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق، وبمشاركة نخبة من الأطباء والمتخصصين من مختلف المستشفيات اللبنانية. حضر الافتتاح ممثل نقيب الأطباء الدكتور محمد حاسبيني، والمديرة التنفيذية لمستشفى المقاصد السيدة جومانا نجار، وممثل رئيس المصلحة الطبية الدكتور وليد نصر الدين، إلى جانب رئيس الجمعية الدكتور رائد رطيل، ورئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة في المقاصد الدكتور باسل البابا، إضافة إلى الطاقم الطبي في المستشفى وحشد من الأطباء الاختصاصيين. وفي كلمته خلال الافتتاح، شدد الوزير ناصر الدين على أهمية المؤتمرات العلمية في تطوير القطاع الصحي، معتبرًا أنها تُجسد الشراكة المطلوبة بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات العلمية، بما يعزز جودة الرعاية الصحية على أسس علمية متقدمة. وأشار إلى أن وزارة الصحة العامة فعّلت عمل اللجان العلمية المتخصصة، حرصًا على إشراك أهل الاختصاص في صياغة السياسات الصحية، لافتًا إلى أن الوزارة تتبنى التوصيات الصادرة عن هذه اللجان، لا سيما في ما يتعلق بأدوية السرطان والأمراض المزمنة والمستعصية. وكشف ناصر الدين أن الوزارة، بناءً على تلك التوصيات، قررت إدخال عدد من الأدوية الجديدة ضمن البروتوكولات العلاجية في المناقصات الأخيرة التي نظّمتها وزارة الصحة العامة، بهدف تأمين علاجات حديثة وفعالة للمرضى. وفي ختام كلمته، أعرب وزير الصحة عن أمله في أن يُحقق المؤتمر أهدافه العلمية، وأن يُفضي إلى نتائج نوعية تسهم في تحسين العلاجات الخاصة بالحالات المعقدة لمجرى الهواء، بما يصب في مصلحة المرضى ويدعم تقدم الطب في لبنان.


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
ناصر الدين يعلن إدخال أدوية جديدة في البروتوكولات العلاجية للأمراض السرطانية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب إفتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين مؤتمرًا نظمه مستشفى المقاصد حول الحالات المعقدة لمجرى الهواء وكيفية معالجتها، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لجراحة الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق، وذلك بحضور ممثل نقيب الأطباء الدكتور محمد حاسبيني والمديرة التنفيذية في مستشفى المقاصد السيدة جومانا نجار وممثل رئيس المصلحة الطبية في المستشفى الدكتور وليد نصر الدين ورئيس الجمعية اللبنانية لجراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور رائد رطيل ورئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة في المقاصد الدكتور باسل البابا، والكادر الطبي في مستشفى المقاصد وحشد من الأطباء المتخصصين من مختلف المستشفيات اللبنانية. ولفت ناصر الدين إلى أهمية المؤتمرات التي تنظمها الجمعيات العلمية والتي تحقق هدف الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية العلمية، وهو تأمين الرعاية الصحية النوعية بناء على أحدث الأبحاث والإكتشافات العلمية. وتابع: "أن الوزارة فعلت اللجان العلمية بكل طاقاتها، من أجل أن يكون لصاحب الإختصاص رأيه الذي يسهم بفاعلية في الوصول إلى النتائج المطلوبة. وتابع أن الوزارة تتبنى التوصيات التي تقدمها اللجان العلمية، كما حصل مثلا في قطاع أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية والمزمنة. أضاف الوزير الدكتور ناصر الدين أنه بموجب التوصيات الصادرة عن اللجان العلمية، قررت وزارة الصحة العامة إدخال عدد مهم من الأدوية الجديدة في البروتوكولات العلاجية للأمراض السرطانية من ضمن المناقصات الجديدة التي أجرتها وزارة الصحة العامة". وأمل ناصر الدين نجاح المؤتمر والتوصل إلى نتائج علمية مثمرة تسهم في علاج نوعي للمرضى. كذلك ألقيت كلمات لكل من الدكتور وليد نصر الدين، والدكتور رطيل، والدكتور باسل البابا، والدكتور حاسبيني وقد ركز المتحدثون على التطور العلمي وأهمية مواكبة لبنان ومستشفياته لهذا التطور تحقيقًا لخدمة المرضى وتأمين علاجهم النوعي.