
السم في «العسل».. أهم عملية نصب في تاريخ مواقع التواصل الاجتماعي
يظن البعض أن العاملين في مجال التكنولوجيا، وخاصة هؤلاء الخبراء التقنيين أصحاب الصفحات المليونية، هم أكثر قدرة على التعامل مع عمليات السرقة والنصب الإلكتروني، باعتبارهم خبراء تقنيين قادرين على فهم التقنية والابتعاد عن القرصنة وعمليات السرقة الإلكترونية، ولكن هؤلاء الخبراء كانوا عرضة لأهم وأكبر عملية نصب إلكتروني في التاريخ.
ربما ينطبق الأمر على تأمين قنوات كبار اليوتيوبرز والمؤثرين التقنيين، تلك القنوات التي يعمل على تأمينها فرق من خبراء التأمين، ولكن عندما يأتي الغدر من عملاق له ثقله ووزنه، ولا يكون الأمر متعلقاً بقرصنة حسابات وإنما بعملية نصب بمعناها الحرفي هنا يكون الأمر طريفاً وفي الوقت نفسه خسارة بالملايين.
تبدأ القصة في عام 2012، عندما ابتكر ريان هودسون امتداد عبر المتصفح مهمته البحث عن كوبونات التخفيضات في متاجر التسوق الإلكتروني الكبرى، مؤسساً شركة «Honey» التي تعني عسل، وهي الشركة التي ارتفعت أسهمها، لتشتريها شركة باي بال الأمريكية مقابل 4 مليارات دولار في 2020، في ذلك الوقت الذي بدأت التجارة الإلكترونية في الازدهار في وقت كوفيد 19، لتبدأ باي بال في الترويج أكثر للامتداد.
الامتداد هو عبارة عن أداة بحث يتم تحميلها على المتصفح تعمل في الخلفية، وكلما المستخدم شراء سلعة من أحد تطبيقات التجارة الإلكترونية أو المواقع مثل أمازون أو غيره من مواقع التجارة الإلكترونية، يبحث امتداد «Honey» على قسيمة تخفيض أو خصم في كل مواقع الإنترنت، ليحصل المستخدم على أعلى خصم ممكن لسلعته.
وبالفعل بدأت شركة باي بال الشهيرة التي كانت في يوم ما مملوكة لإيلون ماسك، في الترويج للامتداد الذي يتم تحميله بسهولة على المتصفحات الشهيرة مثل جوجل «كروم» و«إيدج»، وعقدت الشركة اتفاقيات رعاية لحلقات أهم صناع المحتوى التقني في العالم مثل ماركيز براونلي «إم بي كيه إتش دي» وآرون روبيش «مستر هوز ذا بوس» ولاينس سباستيان «لاينس تيك تيبس» وغيرهم من أهم وأشهر صناع المحتوى التقني بل وغير التقني أيضاً في العالم، والذين روجوا للامتداد واعتبروه أنه «أموال» دون مقابل في إشارة إلى أن الامتداد يوفر الكثير من الأموال على المستخدمين، داعين ملايين من متابعينهم لتحميل الامتداد فوراً على متصفحهم.
إذاً أين هي عملية النصب؟ حتى الآن هو تطبيق خدمي يعطي تخفيضاً للناس عند الشراء، فما المشكلة؟ المشكلة كشفها النيوزيلاندي جونثان جونو صاحب قناة «ميغا لاغ»، والذي أجرى بحثاً على التطبيق فوجده يسرق صناع المحتوى ويستولى على أموال من حقهم.
سر النصب
أغلب صناع المحتوى بجانب أرباح يوتيوب نفسها ينتفعون مما يسمى «أفيليت لينك»، وهي خاصية تتيحها مواقع التسوق الإلكترونية لصناع المحتوى ليضعوا روابط لسلع يتحدثون عنها أو يروجون لها في صندوق وصف محتواهم، تلك الروابط تقودهم للمنتج في موقع التسوق الإلكتروني، والموقع يعطي نسبة لصانع المحتوى عند شراء أي مستخدم للمنتج من خلال هذا اللينك، وهنا دخل امتداد «هاني» ليضع السم في العسل، مستغلاً تحميله على متصفح المستخدم فمجرد أن يدخل المستخدم لموقع التسوق يعرض عليه «هاني» تخفيض أكبر، وسواء وافق المستخدم أو لم يوافق يستولي «هاني» على الرابط ويضع أكواد خاصة به بدلاً من أكواد صانع المحتوى فيحصل الموقع وشركة باي بال على الأموال التي كانت من المفترض أن تذهب لصانع المحتوى.
وبهذه الحركة استولت الشركة على ملايين الدولارات من أغلب صناع المحتوى في العالم، بعض الناس قالت عندما تكشف الأمر في نهاية 2024 إن المستخدم العادي ليس متضرراً وان الضرر واقع فقط على صانع المحتوى، ولكن جونو أكد أن الموقع لا يعطي الحد الأقصى من التخفيض للمستخدم، بل على العكس يكون حريصاً على أن يحصل المستخدم على أقل نسبة خصم وأضعف قسيمة شراء ممكنة، عارضاً تسجيلاً صوتياً في بودكاس علني لمديرة التسويق بشركة «Honey» وهي تجيب على سؤال حول علاقة الشركة بمواقع التسوق الإلكتروني الكبرى، لتؤكد أن شرتها تحرص على مواقع التسوق وأنه بناء على اتفاقيات تسويقية يحصل المستخدم على أقل قسيمة خصم متاحة، حتى لا تخسر الشركات!
وفور كشف الفضيحة تهاوت أسهم شركة «هاني» لأقل معدلاتها، حتى تلقت الطعنة الأولى في 29 ديسمبر 2024 بأول دعوى قضائية بالفساد ضد باي بال باعتبارها مالكة لـ«هاني»، تبع ذلك مجموعة من الدعاوي القضائية ضد الشركة من أصحاب قنوات يوتيوب وصناع محتوى وصحفيين، انهالت الدعاوي على الشركة من كل حدب وصوب، البعض منها بتهم الفساد، والبعض الآخر مطالبات بالتعويضات، والتي ما تزال حتى الآن في القضاء الأمريكي، وعلى الأغلب سيكون مصير الشركة الغلق وقد تنال باي بال الكثير من العقوبات والتعويضات التي قد تهز سمعة الشركة في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ ساعة واحدة
- الشارقة 24
إيلون ماسك يؤكد تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي
الشارقة 24 – أ ف ب : أعلن الملياردير إيلون ماسك، يوم الأربعاء، تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث قاد طوال أشهر وزارة أطلق عليها اسم "هيئة الكفاءة الحكومية"، بهدف خفض الإنفاق الفدرالي . شكر ترامب وكتب ماسك في منشور على منصته "إكس" للتواصل الاجتماعي، أنّه مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق . وأضاف ماسك، أنّ مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، حيث ستصبح أسلوب حياة في جميع أنحاء الحكومة . عجز الحكومة الفدرالية وكان قطب التكنولوجيا المولود في جنوب إفريقيا، صرّح بأنّ مشروع قانون طرحته إدارة ترامب ويتم إقراره في الكونغرس حالياً، سيزيد من عجز الحكومة الفدرالية ويقوّض عمل وزارة هيئة الكفاءة الحكومية التي سرّحت حتى اليوم، عشرات آلاف الموظفين . كبش فداء وماسك الذي كان دائماً إلى جانب ترامب قبل أن ينسحب للتركيز على أعماله في سبايس إكس وتيسلا، اشتكى كذلك من أنّ هيئة الكفاءة الحكومية أصبحت "كبش فداء"، بسبب الخلاف بينها وبين الإدارة . وأوضح ماسك، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس نيوز"، وبُثّت مقتطفات منها، مساء الثلاثاء، بصراحة، لقد شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي يزيد عجز الموازنة ويُقوّض العمل الذي يقوم به فريق هيئة الكفاءة الحكومية . إعفاءات ضريبية واسعة النطاق ومشروع القانون، الذي ينتقده ماسك أقرّه مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الماضي، وانتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، وهو يقدّم إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وتخفيضات في الإنفاق . تقليص الرعاية الصحية لكنّ منتقدي هذا النصّ، يحذّرون من أنه سيؤدّي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني، بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد من الزمن . التقليل من شأن خلافات ترامب وماسك وسعى البيت الأبيض، إلى التقليل من شأن أي خلافات بين الرئيس الجمهوري ومالك تيسلا حول الإنفاق الحكومي، لكن من دون أن يسمّي ماسك مباشرة .


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
الذهب يسجل أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع
لامس الذهب أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع يوم الخميس بعد أن منعت محكمة اتحادية أميركية دخول الرسوم التي فرضها الرئيس دونالد ترامب حيز التنفيذ، مما قلل من الإقبال على المعدن الذي يعد ملاذاً آمناً، في حين زاد الضغط عليه بفعل ارتفاع الدولار. وبحلول الساعة 0242 بتوقيت جرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.7 بالمئة إلى 3268 دولار للأوقية بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ 20 مايو. وهبطت انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 3265 دولار. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 33.12 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1075.50 دولار، وزاد البلاديوم 0.9 بالمئة إلى 971.30 دولار.


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
ماسك يغادر إدارة ترامب.. نهاية مغامرة سياسية محفوفة بالجدل
تم تحديثه الخميس 2025/5/29 05:29 ص بتوقيت أبوظبي في خطوة تضع حدًا لأكثر التجارب الحكومية إثارة للجدل في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الملياردير إيلون ماسك، الأربعاء، استقالته من منصبه كمستشار حكومي خاص. جاء ذلك بعد أن قاد طوال أشهر هيئة حكومية أُنشئت خصيصًا له، حملت اسم «هيئة الكفاءة الحكومية» أو «DOGE»، وكان هدفها المعلن خفض الإنفاق الفيدرالي وإعادة هيكلة البيروقراطية الأمريكية. وقال ماسك في منشور مقتضب عبر منصته «إكس»: «مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإنفاق المُبذر». دخول الحكومة من بوابة المليارات تعيين ماسك في منصب حكومي غير انتخابي جاء تتويجًا لعلاقة شخصية متصاعدة بينه وبين ترامب، تحوّلت خلال العام الماضي إلى شراكة سياسية علنية، حيث أسند إليه ترامب مهمة قيادة هيئة جديدة أُنشئت بقرار رئاسي، مهمتها تقليص الهدر و«رقمنة الدولة»، كما عبّر ترامب حينها. وبخلاف المجالس الاستشارية التقليدية، مُنح ماسك صلاحيات تنفيذية شبه كاملة، بما في ذلك الإشراف المباشر على فرق مراجعة داخل وزارات مثل الدفاع والطاقة، كما أنشأ وحدات تدقيق داخل وزارة الخزانة، وفقًا لمذكرات تنفيذية اطّلعت عليها "أكسيوس". الجدير بالذكر أن هذا الدور لم يكن مصحوبًا بموافقة الكونغرس، مما أثار اعتراضات دستورية من بعض النواب الديمقراطيين، وُصف فيها تعيين ماسك بأنه «تعيين رجل أعمال فوق القانون الفيدرالي». تعهدات ضخمة.. وإنجازات موضع جدل زعم ماسك وفريقه أنهم استطاعوا – خلال أشهر فقط – توفير نحو 175 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب عبر إجراءات تقشفية وإعادة هيكلة العقود الحكومية. كما تحدث في مقابلة مع CBS News عن «مشروع استعادة الانضباط المالي» الذي بدأ مع تأسيس DOGE. غير أن مصادر في مكتب الموازنة بالكونغرس شككت في دقة هذه الأرقام، مشيرة إلى أن الكثير من "الوفورات" كانت محاسبيّة وليست فعلية، وجاءت نتيجة تأجيل مشاريع لا إلغائها، أو وقف التوظيف مؤقتًا لا تقليصه جذريًا. وفي سياق متصل، قال مسؤول رفيع سابق في وزارة النقل لـ«أكسيوس»: «ماسك تصرّف كما لو كان يدير شركة ناشئة، لكن الحكومة ليست وادي السيليكون. بعض الإصلاحات كانت مفيدة، لكن التعميم أضر بالكفاءات». البنتاغون يُنهي سياسة ماسك الصارمة من أكثر السياسات المثيرة للجدل التي فرضها ماسك داخل DOGE، كانت إلزام موظفي الإدارات الفيدرالية بإرسال تقارير أسبوعية بعنوان «ماذا أنجزت الأسبوع الماضي؟»، وهي سياسة قوبلت بامتعاض واسع في الدوائر الحكومية. وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أصدرت بيانًا الأربعاء، أعلنت فيه رسميًا وقف هذه السياسة، معتبرة أنها «أنشأت مناخًا من الخوف لا الشفافية». وقد أدّت السياسة إلى دعاوى قضائية ضد الحكومة من موظفين فدراليين، خصوصًا بعد تهديد ماسك في فبراير بأن عدم الرد على البريد الأسبوعي سيُعتبر استقالة ضمنية. مسافة محسوبة.. لا قطيعة مع ترامب رغم الإعلان الرسمي عن تنحيه، لا يبدو أن ماسك ابتعد بالكامل عن إدارة ترامب. مصادر في البيت الأبيض أكدت أنه سيواصل العمل كمستشار غير رسمي في ملفات التكنولوجيا والفضاء، وربما الأمن السيبراني، وهي ملفات يحظى فيها بثقة ترامب المطلقة. ماسك نفسه لمح إلى ذلك حين قال لـ«واشنطن بوست»: «ربما أمضيت وقتًا أكثر من اللازم في السياسة... لكنني لم أترك الشركات، الإعلام فقط ضخم من الأمور السياسية». وأعاد التأكيد في مقابلة مع «أرس تكنيكا» أنه يريد الآن التركيز على تجربة الإطلاق الحاسم لصاروخ «ستارشيب»، معتبرًا أن المرحلة تتطلب «تركيزًا مهووسًا». ردود فعل متباينة داخل الكونغرس الجمهوريون أشادوا بدور ماسك، واعتبر بعضهم أن تجربته «أثبتت جدوى الاستعانة بأهل الابتكار لإصلاح الدولة». النائب الجمهوري مات غايتس كتب على منصة «إكس»: «ماسك خفض الإنفاق أكثر مما فعله أي بيروقراطي خلال 20 سنة. إنه بطل أمريكي». الديمقراطيون، بالمقابل، وصفوا تجربته بأنها «تغوّل غير دستوري للقطاع الخاص على وظائف الدولة». النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز علّقت قائلة: «لا يمكن إصلاح الدولة بمنطق شركات التكنولوجيا. لا يمكنك طرد موظف حكومي كما تطرد مهندسًا في تسلا». إلى أين يتجه ماسك الآن؟ خارج منصبه الحكومي، يبدو أن ماسك يسعى لإعادة ترميم صورته العامة التي تضررت خلال الأشهر الماضية، خصوصًا بعد تصاعد دعوات المقاطعة ضد تسلا، واتهامات بإهماله لإدارة «سبيس إكس» لصالح طموحاته السياسية، وفق «أكسيوس». وتراجعت أسهم تسلا 11% منذ بداية العام، وسط قلق المستثمرين من انشغال ماسك بالسياسة. أما داخل «سبيس إكس»، فقد تسرّب أن بعض المهندسين عبّروا عن استيائهم من غياب ماسك المتكرر عن الاجتماعات التقنية الحاسمة. وفي ختام مقابلته مع سي بي إس، قال ماسك ما يشبه الاعتراف: «أنا مهندس ومبتكر... ربما لم يكن عليّ أن أغوص في الحكومة بهذا العمق. لكنني حاولت». ولا يعني رحيل إيلون ماسك من موقع رسمي داخل إدارة ترامب لا يُنهي بالضرورة طموحاته السياسية، بل يضعها في سياق جديد: التأثير من الظل بدل الضوء، وفق «أكسيوس». aXA6IDQ1LjgyLjE5OS45MiA= جزيرة ام اند امز PL