
جيش الاحتلال يكشف وثائق جديدة حول تمويل حماس من قبل «إيزادي» عبر إيران
في تطور مثير، أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن مجموعة من الوثائق التي يزعم أنها تثبت تورط محمد سعيد إيزادي، قائد 'فرع فلسطين' الإيراني، في تمويل وتسليح حركة حماس الإرهابية، وفي تصريح له عبر منصته على 'إكس'، أشار أدرعي إلى أن الوثائق تتضمن محادثات بين إيزادي والجناح العسكري لحماس، مما يعزز الاتهامات بتورطه في دعم الأنشطة الإرهابية لصالح الحركة الفلسطينية.
جيش الاحتلال يكشف وثائق جديدة حول تمويل حماس من قبل «إيزادي» عبر إيران
مواضيع مشابهة: أمجد الوكيل يؤكد أن الضبعة النووية تفتح لمصر آفاقاً جديدة في قطاع الكهرباء والطاقة
ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، فقد تم العثور على هذه الوثائق خلال عملية نفذها جيش الدفاع والشاباك في النفق الواقع تحت المستشفى الأوروبي في خانيونس، والتي أسفرت عن تصفية المدعو محمد السنوار، وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذه الوثائق تقدم دليلًا قاطعًا على أن إيزادي كان منسقًا رئيسيًا لنقل الأسلحة والتمويل من إيران إلى حماس، بما في ذلك خطة 'طوفان 1' التي كانت تهدف إلى تحويل وسائل قتالية بقيمة تصل إلى 21 مليون دولار لصالح الحركة.
وأشار أدرعي إلى أن إيزادي لم يتوقف عن محاولات تسليح حماس، حيث كان يخطط أيضًا لتحويل أموال إضافية تصل إلى 25 مليون دولار في إطار خطة 'طوفان 2″، ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن جهوده تم إحباطها بفضل التعاون المكثف بين القيادة الجنوبية وهيئة الاستخبارات العسكرية.
وأضاف أدرعي في بيانه أن إيزادي كان يعمل بتوجيهات مباشرة من النظام الإيراني، وكان يواصل تنفيذ خطط تهدف إلى تقوية الجناح العسكري لحماس، مما يهدد الأمن الإسرائيلي، ومن جانبها، أعربت السلطات العسكرية عن إصرارها على القضاء على مثل هذه الأنشطة الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.
من نفس التصنيف: خسائر كبيرة لموسكو في المال والجيش بعد عملية 'شبكة العنكبوت'
جيش الدفاع يكشف النقاب عن وثائق داخلية تثبت قيام المدعو سعيد إيزادي على تسليح وتمويل حماس الإرهابية نيابة عن النظام الإيراني.
⭕️ يكشف جيش الدفاع النقاب أنه في إطار العملية التي نفذها جيش الدفاع والشاباك في النفق تحت المستشفى الأوروبي في خانيونس والذي قضي داخله على المدعو….
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee).
وفي سياق آخر، تأتي هذه التصريحات في وقت حساس يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وتهدف هذه الوثائق بحسب ما يراه الخبراء، إلى إرسال رسالة قوية حول دور إيران في دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، وخصوصًا حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل من أكبر التهديدات الأمنية.
اغتيال قائد 'فرع فلسطين'
وفي نفس السياق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال محمد سعيد إيزدي، قائد 'فرع فلسطين' في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك بعد سلسلة هجمات طالت مدينة قم، الواقعة على بُعد نحو 157 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طهران.
ووثقت مقاطع مصورة لحظة استهداف شقة سكنية داخل أحد الأبنية في المدينة، حيث كان يقيم إيزدي.
من هو محمد سعيد إيزدي؟
يُعد إيزدي من كبار القادة في فيلق القدس، وقد تولى قيادة 'فرع فلسطين'، وهو القسم المعني بالتواصل والتنسيق المباشر مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، كما ترأس سابقًا ما عُرف بـ'الوحدة الفلسطينية'، التي كانت تتمركز في لبنان وتعمل تحت إشراف مباشر من حزب الله.
اتهامات إسرائيلية سابقة
وتتهم إسرائيل إيزدي بالضلوع في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر 2023، إلى جانب تمويل حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وكان مسؤولاً عن الربط العملياتي والمالي مع تلك الفصائل، وتورّط إيزدي أيضًا، بحسب وثائق إسرائيلية نُشرت سابقًا، في علاقة وثيقة مع يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي.
وبحسب صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، كان إيزدي من الأهداف الأعلى تصنيفًا على قائمة التتبع لدى الاستخبارات الإسرائيلية.
اغتيال سعيد إيزدي
عقوبات دولية
وفي ديسمبر 2023، أدرجت الولايات المتحدة وبريطانيا اسم إيزدي على قوائم العقوبات، بصفته قائد فرع فلسطين ورئيس وحدة العمليات الخارجية في فيلق القدس، إلى جانب ستة مسؤولين آخرين في الحرس الثوري.
حتى الآن، لم تعلن السلطات الإيرانية رسميًا عن مقتل سعيد إيزدي، واكتفت وسائل إعلام محلية بالإشارة إلى 'وقوع عمليتي اغتيال في مدينة قم'، دون الكشف عن تفاصيل أو أسماء.
حملة اغتيالات مكثفة
وتأتي هذه العملية في سياق حملة اغتيالات مكثفة تنفذها إسرائيل منذ 13 يونيو، حيث أكّد مسؤول إسرائيلي قبل يومين أن قرابة 30 قائدًا عسكريًا رفيعًا في إيران قد تم تصفيتهم خلال الأيام الماضية.
من أبرز القتلى:
اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري منذ عام 2019.
الجنرال غلام علي رشيد، قائد مقر 'خاتم الأنبياء'.
أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري.
العميد طاهر بور، قائد وحدة الطائرات المسيّرة.
العميد داود شيخيان، قائد القيادة الجوية في سلاح الجو.
اللواء مهدي رباني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات، الذي قُتل مع زوجته وأولاده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
من عبد الناصر إلى السيسي.. 70 عاماً من العلاقات بين القاهرة وطهران
في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي على إيران، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان. أكد الرئيس السيسي خلال هذا الحوار "الرفض المصري الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران"، مشيراً إلى أن هذه التصرفات تمثل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تعصف بالمنطقة. حظي هذا الموقف بتقدير إيراني واضح، حيث وجه الرئيس بزشكيان الشكر للرئيس المصري، معبراً عن تقديره للجهود المصرية الرامية إلى "استعادة الاستقرار الإقليمي وتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية" . وجاء الاتصال في اليوم التاسع من الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي اندلعت في 13 يونيو 2025، والتي أسفرت عن مقتل 430 إيرانياً وإصابة أكثر من 3500 مدني وفقاً لوزارة الصحة الإيرانية . كما ركز الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فوراً، وتفعيل حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق السلام الدائم، مع التأكيد على تنسيق الجهود لحماية أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خاصة بعد الخسائر الاقتصادية الجسيمة التي تعرضت لها قناة السويس وتقدر بأكثر من 7 مليارات دولار خلال عام 2024 . مسار التحول تحت قيادة السيسي: من القطيعة إلى الثقة شهدت السنوات الأخيرة تحولاً غير مسبوق في العلاقات الثنائية، تجسد في سلسلة من المبادرات الدبلوماسية البناءة: لقاءات القمة التاريخية: في نوفمبر 2023، التقى الرئيس السيسي بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي على هامش قمة الرياض، في أول لقاء قمة بين البلدين منذ 46 عاماً. وتوج هذا المسار بزيارة تاريخية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقاهرة في مايو 2025، حيث أعلن أن "مستوى الثقة بين القاهرة وطهران لم يصل إلى هذا المستوى من قبل" . وفي خطوات رمزية بالغة الأهمية غيرت بلدية طهران اسم "شارع خالد الإسلامبولي" إلى "شارع الشهيد السيد حسن نصر الله"، كبادرة لحسن النوايا تجاه مصر . مستوى التعاون في المجالات الاستراتيجية يسعى البلدان إلى رفع حجم التبادل التجاري الذي بلغ 133 مليون دولار عام 2012، مع التركيز على مجالات حيوية مثل: الطاقة النووية السلمية، حيث تدرس مصر الاستفادة من الخبرة الإيرانية في هذا المجال، خاصة في مشروع تطوير "المنطقة الصناعية بقناة السويس"، الذي قد يشهد مشاركة شركات إيرانية . كما بحث الجانبان فرص الاستثمار المشترك في مشاريع النقل والطاقة المتجددة، انسجاماً مع رؤية مصر لتحويل قناة السويس إلى محور لوجستي عالمي . الأمن الإقليمي المشترك أصبحت حماية المصالح الحيوية للدولتين أولوية مشتركة، تجلت بتنسيق المواقف تجاه أزمتي غزة واليمن، حيث أكد عراقجي خلال زيارته للقاهرة أن هجمات الحوثيين "قرار مستقل" لدعم فلسطين، بينما شدد السيسي على ضرورة حماية أمن البحر الأحمر . التقارب الثقافي والعلمي - يعمل البلدان على تفعيل اتفاقيات التبادل الثقافي الموقعة سابقاً، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية المباشرة لتعزيز السياحة الدينية بين البلدين ذوي الإرث الحضاري العريق ، كما جرى تفعيل اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقعة عام 2010، مع التركيز على مجالات الابتكار والطاقة المتجددة . الجذور التاريخية: عصور التضامن الاستراتيجي بدأت العلاقات الدبلوماسية الحديثة عام 1928 بتوقيع اتفاقيات الصداقة، وبلغت ذروتها عام 1939 بزواج ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق. هذا الزواج جسد تحالفاً استراتيجياً وعائلياً عميقاً، ورغم انتهائه بالطلاق عام 1948، ظلت مصر تحتفظ بعلاقات وثيقة مع إيران، حيث استضافت الشاه الراحل حتى وفاته ودفنه في مسجد الرفاعي بالقاهرة عام 1980 . التضامن في وجه التحديات (1953-1979) في الخمسينيات، دعم الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق خلال أزمته السياسية مع الشاه، مما عزز مكانة مصر كحليف للتيارات التحررية، و خلال حرب أكتوبر 1973، قدم الشاه دعماً مالياً وعسكرياً حاسماً لمصر، وهو ما اعترف به الرئيس أنور السادات علناً، مجسداً تقارب المصالح في أحلك الظروف الإقليمية .


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
تصريحات الرئيس الأمريكي حول سد النهضة: غزل لمصر أم توريط في حرب؟
في ظل التوترات المتزايدة حول أزمة سد النهضة، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا، حيث وصف دعم واشنطن للمشروع الإثيوبي بأنه 'تمويل غبي'، مما أعاد تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة في هذه الأزمة، وسط تباين الآراء بين الخبراء والمسؤولين المصريين بشأن طبيعة هذا الدور وحجمه. تصريحات الرئيس الأمريكي حول سد النهضة: غزل لمصر أم توريط في حرب؟ مواضيع مشابهة: رئيس الوزراء يعقد اجتماع المجموعة الوزارية لريادة الأعمال اليوم وفي حديثه لـ'نيوز رووم'، أشار الدكتور محمود أبو زيد، وزير الموارد المائية والري المصري الأسبق، إلى ما أسماه 'الدور المحوري' الذي لعبته الولايات المتحدة في دعم مشروع سد النهضة، سواء من الناحية السياسية أو المالية. وأوضح أن واشنطن قدمت دعمًا سياسيًا قويًا لأديس أبابا في المحافل الدولية، وسعت لكسب تأييد قوى دولية مؤثرة مثل إسرائيل والصين، مما منح إثيوبيا دفعة كبيرة لمواصلة تنفيذ المشروع رغم التحفظات المصرية والسودانية. أما فيما يتعلق بالدعم المالي، فقد أشار أبو زيد إلى وجود مساهمات أمريكية محتملة، لكن تفاصيل هذا التمويل وحجمه لم تُعلن بشكل رسمي. من نفس التصنيف: عميد تجارة عين شمس: تركيزنا على تطوير الإنسان وخريج متميز وشكك الوزير الأسبق في نوايا الإدارة الأمريكية، معتبرًا أن دعم واشنطن لم يكن يهدف إلى تنمية إثيوبيا، بل إلى استخدام السد كورقة ضغط سياسية على مصر. من جهته، دعا السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ترامب إلى تحويل تصريحاته إلى خطوات ملموسة من خلال إعادة إحياء الاتفاق الذي صاغته الولايات المتحدة والبنك الدولي عام 2020 بشأن ملء وتشغيل السد. وذكر أن مصر كانت قد وقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق، بينما تغيبت إثيوبيا عن جلسة التوقيع النهائي، وهو ما اعتبره 'مفارقة دبلوماسية'. بدوره، أعرب الدكتور عبد المنعم سعيد، المحلل السياسي، عن تحفظه على ما ورد في تصريحات ترامب، مؤكدًا عدم وجود أي وثائق رسمية تثبت تمويلاً مباشراً أمريكياً لسد النهضة. وأوضح أن أغلب التمويل جاء من شركات وبنوك دولية، أبرزها مؤسسات صينية وشركات أوروبية، بالإضافة إلى مساهمات داخلية من الشعب الإثيوبي. أما الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فقد أبدى شكوكه في دقة تصريحات ترامب، قائلاً: 'من غير المنطقي أن يكون هناك تمويل أمريكي مباشر لمشروع بلغت كلفته نحو 8 مليارات دولار، في حين أن المساعدات الأمريكية المقدمة لإثيوبيا كانت لا تتجاوز عشرات الملايين' وأشار شراقي إلى أن الولايات المتحدة اكتفت برعاية مفاوضات استمرت أربعة أشهر خلال عام 2020، لكنها فشلت بسبب غياب إثيوبيا عن التوقيع على الاتفاق المقترح. وأضاف: 'لو كانت لدى أمريكا إرادة حقيقية، لحُلت الأزمة منذ سنوات، لكنها لم تبذل أي جهود حقيقية لاحقًا، لا في عهد ترامب ولا بعده' وفي رد مباشر على تصريحات ترامب، قال وزير المياه والطاقة الإثيوبي، هبتامو إتيفا، إن مشروع سد النهضة تم بناؤه بإرادة الشعب الإثيوبي ومن أجل مصلحته، دون الحاجة لأي مساعدات خارجية. يُذكر أن مصر كانت قد أعلنت في ديسمبر 2023 فشل المفاوضات مع إثيوبيا بشأن السد، مؤكدة احتفاظها بحقها في اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها المائي والقومي وفقًا للمواثيق الدولية. وتأتي تصريحات ترامب الأخيرة في وقت حساس، وسط توترات إقليمية متزايدة، واستعداد إثيوبيا لتشغيل التوربينات النهائية للسد خلال الأشهر القادمة، وفي ظل غياب أي تحركات دولية حقيقية، تبقى أزمة سد النهضة واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في منطقة شرق إفريقيا، دون مؤشرات واضحة على اقتراب حل نهائي لها.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
خرافة الرابح الوحيد
هل يمكن لشخص أن يقبل بأن يفقد إحدى ساقيه، مُقابل فقدان الآخرين كامل سيقانهم ليظل هو الأقوى. للأسف مع دخول العالم للعقد الثانى من القرن الحادى والعشرين تنامت أفكار اليمين المُتطرف التى تزايد تأثيرها على القرار السياسى للقوى الكبرى فى العالم، حيث لم يعد لتك القوى أن تتفهم واقع سقوط بعض ثمار العولمة على الآخرين، ليدفع الاقتصاد العالمى ثمن الانقلاب الخفى على آليات الحرية الاقتصادية، وتعمد بعض القوى فرض اضطرابات تعصف بما تحقق لغيرها من مكاسب حتى لو كان الثمن هو تعرضها لآثار سلبية. ومع استمرار التأثيرات السلبية لجائحة كورونا، التى مازالت نشأتها وإدارتها تتسم بالغموض والانتهازية، استمرت أيضا سياسات الضغط على الاقتصاد الصيني، وإنهاك الاقتصاد الروسى بحرب استنزاف فى أوكرانيا، وانتهاز عملية حماس فى 7 أكتوبر 2023 لتأجيج الصراع فى المنطقة من أجل هدف مُستحيل، وهو الرغبة فى البقاء والاستمرار دون الآخرين. وأخيراً أتت حرب إسرائيل ضد إيران لتصب مزيدا من الوقود على النار الملتهبة، فبعد أن شهدت نهاية عام 2024 تراجعاً ملحوظاً فى أسعار الغذاء والطاقة عالمياً، وتزايدت الآمال بأن يشهد عام 2025 مزيدا من الانخفاض يعوض الخسائر التى تحملها العالم من ارتفاع أسعار مُبالغ فيه لكل شيء، نجد أنفسنا أمام حالة اقتصادية خارج نطاق التفسير، وحرب غير تقليدية بين طرفين لا تربطهما حدود مُشتركة، وقواعد اشتباك غير مُحددة المعالم، تؤكد وجود خسائر ضخمة لطرفى النزاع، وللاقتصاد العالمي، لكن يعجز الجميع عن تحديدها بدقة، فى ظل غموض سيناريوهات المُستقبل. وإذا كانت التقديرات تُشير إلى أن إسرائيل قد خسرت بالفعل خلال حربها فى غزة، ما يزيد على 67 مليار دولار حتى نهاية 2024 إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تُشعل حرباً جديدة مع إيران تُكلفها ما يزيد على 725 مليون دولار يومياً، تلك الحرب التى تخسر فيها إيران أيضاً ما بين 300 إلى 600 مليون دولار يومياً، مع توقعات بخسائر أكبر للطرفين مُستقبلاً. والأمر يتعدى ذلك، حيث نجد أن سوق البترول والغاز قد أُصيب باضطراب شديد دفعها إلى تذبذب يومى فى مسار تصاعدى مُرتبط بتطور الصراع لتسجل أسعار البترول ارتفاعاً بنحو 10%، مع توقعات بأنه فى حالة إغلاق مضيق هُرمز أن تتجاوز أسعار البترول حاجز الـ100 دولار للبرميل، وقد حذر البنك الدولى من احتمال وصولها إلى نحو 150 دولارا للبرميل. وهو الأمر الذى سيدفع التضخم العالمى لمُستويات قياسية جديدة، لاسيما مع ارتفاع مُتوقع لأسعار الغذاء عالميا التى تتأثر تكاليف إنتاجها بأسعار الطاقة، والنقل، والخدمات اللوجستية، ويتأثر توافرها بمدى انتظام سلاسل الإمداد، وقد بدأت إرهاصات ذلك بالفعل بارتفاع أسعار القمح عالميا بنحو 2%، وزيت الصويا بنحو 11% فى ظل ترقب بورصات الغذاء لتطور الحرب، ومدى استمرارها. والأصعب فى رصد تلك الحرب هو الإجابة عن سؤال، متى ستنتهي؟ الاقتصاد العالمى قادر على امتصاص الآثار السلبية لتلك الحرب إذا انتهت خلال أيام فى مُستوى قواعد الاشتباك الحالية، أما استمرار العمليات لأسابيع وتطورها لمُستويات أكثر خطورة بما فيها التأثير على الملاحة فى مضيق هُرمز، أو مضيق باب المندب، أو كليهما فإن ذلك سوف يُشعل التضخم فى جسد الاقتصاد العالمى المُثقل بالجراح. وإذا كان الرئيس الأمريكى ترامب قد وعد فى برنامجه الانتخابي، وفى تصريحاته مُنذ بداية ولايته أنه سيدفع نحو أسعار طاقة عادلة، إلا إنه بدا يتعامل مع الأسواق بمنطق التاجر حيث يُطلق تصريحات تهدئة تتراجع بها الأسعار فى لحظة يُحددها تستغلها بعض الكيانات للشراء، ثم يعود ويُطلق تصريحات تُحفز على الحرب فترتفع الأسعار بما يُساعد من قام بالشراء على البيع بمكاسب كبيرة. لا يُمكن أن يُدار الاقتصاد بمنطق التُجار، ومن المُستحيل أن يحصل طرف على كل الغنائم، ولا يترك شيئاً للآخرين، ربما تأثر البعض بفكر المالتوسيين الجدد الذين يرون فى الحروب إحدى وسائل ضبط التركيبة السكانية للكوكب، ولكن يبقى السؤال هو أنه إذا كان الأثر الأساسى لحالة الحروب والإفقار لدول العالم وخفض الدخول الحقيقية لمواطنيها، فمن سيقوم بشراء مُنتجات القوى الكبرى التى تُنتجها مصانعها؟. فشلت نظرية الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهر وفشل بناء خط بارليف كحائط صد فى تأمين إسرائيل، وفشلت أيضاً القبة الحديدية فى حماية مُجتمعها المُغلق، ومازالت إسرائيل تبحث عن بناء أمنها القومى خصماً من حقوق الآخرين، مهما تكلف الأمر من فقدان لأرواح، وأرزاق البُسطاء فى العالم. لن تنعم إسرائيل بالأمان، والاستقرار، والرخاء وحدها، ولن ينعم أى طرف فى العالم بذلك وحده، فالعالم أصبح قرية صغيرة تعيش مرحلة تحول، وتبحث عن مُستقبل عادل، فى عالم يتشكل مُستقبله بصورة عشوائية مُلوثة بالدماء، البقاء فيها سيكون للأكثر صموداً.