
استحقاق بلدي مفصلي يضع جزين أمام مفترق طرق حاسم
"ليبانون ديبابت"
تستعد بلدة جزين لخوض استحقاق بلدي مفصلي، لا يشبه ما سبقه من انتخابات روتينية. إنها ليست مجرد مناسبة ديمقراطية، بل اختبار حقيقي لوعي الناس، وميزان دقيق يفرز بين من يملك رؤية ومشروعًا واضحًا لتطوير البلدة، ومن يدخل السباق بلا بوصلة، بلا ماضٍ شفاف، ولا حتى حاضر يبشّر بالخير.
من جهة، تبرز لائحة متكاملة، تعرف ماذا تريد وكيف ستحققه. تملك برنامجًا متينًا يضع مصلحة جزين فوق كل اعتبار، فتتحدث عن إنماء حقيقي، وبنية تحتية مستدامة، وتشجيع السياحة، وتحسين جودة الحياة لأبناء البلدة، بعيدًا عن الشعبويات والمزايدات الفارغة. إنها لائحة تضع خطة وتعرضها بشفافية، وتحاسب نفسها قبل أن تطلب من الناس أن يحاسبوها.
في المقابل، تطلّ لائحة أخرى… بلا مشروع، بلا خطة، بلا وجهة. يقودها شخص أثبتت التجربة أنه لا يستقر على موقف، يتنقل بين الجهات كمن يبحث فقط عن مصلحته. ماضيه السياسي رمادي، حافل بالتحولات والانقلابات، لا يقدّم أي ضمانة للمستقبل، بل يثير القلق والخشية على مصير البلدة إن تولّى إدارتها.
الأسوأ من ذلك ليس افتقاره للرؤية، بل الطريقة التي يُسوَّق بها من يدعمه: يُقدَّم على أنه 'رجل أعمال'، في محاولة لتلميع صورته أمام الناس، والتغاضي عمّا فعله فعلاً، لا ما يدّعيه. كيف يمكن لرجل أجرم بحق طبيعة جزين، وفتّت جبالها لصالح محافظه المالي، أن يُطرح كوجه إنمائي؟ كيف يمكن لمن دمّر البيئة التي من واجب أي مسؤول عام حمايتها، أن يتحدث عن مصلحة جزين؟
واللافت أن حتى من يُفترض أنهم داعموه بدأوا يراجعون أنفسهم. فقد سُئل نائب 'القوات اللبنانية' في المنطقة عن هذا المرشح على شاشة الـLBC، فجاء جوابه سريعًا وبديهيًا: 'هذا ليس مرشح الحزب'. ردّ يعكس بوضوح تململًا ضمنيًا، وكأن الحزب نفسه بدأ يدرك حجم خطئه ومدى سوء خياره، فاستبق المحاسبة الشعبية بمحاولة تنصّل مبكر.
لو كانت للجبال التي شُقّت وانتهكت حرمتها فم، لنطقت بما لا يُقال، وصرخت بوجه من جعلها مجرد وسيلة لربح مادي، لا معلمًا طبيعيًا يجب أن يُصان ويُفتخر به. أما آن للناس أن يسألوا أنفسهم: من ننتخب؟ من يملك خطة لحياتنا اليومية ومستقبل أولادنا؟ أم من لا يملك إلا تاريخه المشبوه وسعيه الدائم وراء مصالحه الشخصية؟
انتخابات جزين اليوم ليست عادية. إنها مفترق طرق حقيقي. فإما أن تختار البلدة لائحة تحمل مشروعًا يُبنى عليه، وإما أن تسير خلف من لا يعرف حتى إلى أين يريد أن يأخذها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 21 ساعات
- LBCI
مقدمة النشرة المسائية ١٩-٥-٢٠٢٥
نهار أمس انتخابات ، ليلًا نتائج ، اليوم قراءات للنتائج، كانت العين على بيروت ، فهل تجيب وتستجيب لنداء المناصفة، ليلًا كانت المؤشرات إلى أن المناصفة تأمنت ، ليطلع الفجر على خرق للائحة " بيروت بتجمعنا"، فترنحت المناصفة. مَن "لعبها"؟ هل كثافة الإقتراع للشخصية التي خرقت؟ أم كثافة التشطيب للشخصية التي سقطت؟ كيف سيؤثر هذا المعطى على المجلس البلدي الجديد ؟ هل من خلال التدخل المباشر للأحزاب والقيادات؟ وإذا كانت الشخصية التي خرقت قريبة من تيار المستقبل، فهل من قطبة مخفية نسجها التيار؟ وما هي خلفيتها؟ ومع طي صفحة أمس، في المرحلة الثالثة، فُتِحَت المرحلة الرابعة والأخيرة ، الجنوب حيث التزكية في القرىالتي يسيطر عليها ثنائي حزب الله حركة أمل، أما هامش المعارك ففي المدن والقرى والبلدات الخارجة علىسيطرة الثنائي، كمدينة جزين مثلاً، بعيدًا من هذا الملف ، ملف قديم جديد يتقدم هو ملف السلاحالفلسطيني داخل المخيمات، وهذا ما سيناقشه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في زيارته للبنانهذا الأسبوع، كما ان هذا الملف كان في صلب محادثات الرئيس جوزاف عون في مصر ولقائه الرئيسالسيسي.


صوت لبنان
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- صوت لبنان
في انتخابات بلدية جزين: لعبة مزدوجة… وفخّ مفضوح باسم 'مرشح العائلات'
في مشهد لا يخلو من الدهشة، خرج نائب القوات اللبنانية في جزين على الهواء مباشرة لينفي أن يكون أحد المرشحين للانتخابات البلدية هو مرشح 'الحزب'، في خطوة لا يمكن وصفها إلا بمحاولة مكشوفة للهروب إلى الأمام. لكن الحقيقة، كما يبدو، أوضح من أن تُوارى خلف كلمات منمقة وإنكار متأخر: ما قاله النائب يفهمنا جيدًا. فمن هو هذا المرشح؟ ولماذا وقع عليه الخيار أساسًا؟ الواقع أن القوات اللبنانية في جزين وجدت نفسها أمام معضلة: تريد خوض الانتخابات البلدية، لكن دون أن تتحمل الكلفة السياسية أو المالية الكاملة. الحلّ؟ العثور على مرشح يتولى الحملات والمصاريف، ويُقدّم نفسه كمرشح 'العائلات'، بينما في الكواليس يُدار كل شيء بعناية حزبية فائقة. وهنا برز اسم الشخص، المعروف بشغفه المفرط بأي موقع سلطة – مهما كان حجمه – لغاية في نفس يعقوب. فبالنسبة له، لا مانع من دفع 'المعلوم'، ما دام الوصول إلى الكرسي يمرّ عبر هذا الطريق. القوات، من جهتها، كسبت مرتين: مرشح جاهز لتمويل الحملة بالكامل، ومعركة انتخابية تُخاض دون أن تدفع ثمنها. فإن ربح، يصبح النصر 'انتصار القوات اللبنانية في جزين'؛ وإن خسر، تخرج القوات نفسها من المعركة كما دخلتها، وتتبرأ منه تحت شعار 'مرشح العائلات وليس مرشحنا'. لكن الناس في جزين أذكى من أن تنطلي عليهم هذه المسرحية الرخيصة. فالمرشح لا يشبه في الحد الأدنى معايير القوات التي لطالما تغنّت بـ'الشفافية والنزاهة والكفاءة'. ومن يُرِد أن يزرع الثقة في الناس، لا يبدأ بزرع الضباب. ومن يريد أن يخوض معركة كريمة، لا يفعلها على حساب طامع بالسلطة ومستعد لدفع الفاتورة فقط ليُقال عنه 'رئيس بلدية'. المرحلة المقبلة ستُظهر ما إذا كانت جزين ستقع في فخّ التمويه الحزبي، أم أنها ستقرأ بين السطور، وتكشف المستور.


ليبانون ديبايت
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون ديبايت
استحقاق بلدي مفصلي يضع جزين أمام مفترق طرق حاسم
"ليبانون ديبابت" تستعد بلدة جزين لخوض استحقاق بلدي مفصلي، لا يشبه ما سبقه من انتخابات روتينية. إنها ليست مجرد مناسبة ديمقراطية، بل اختبار حقيقي لوعي الناس، وميزان دقيق يفرز بين من يملك رؤية ومشروعًا واضحًا لتطوير البلدة، ومن يدخل السباق بلا بوصلة، بلا ماضٍ شفاف، ولا حتى حاضر يبشّر بالخير. من جهة، تبرز لائحة متكاملة، تعرف ماذا تريد وكيف ستحققه. تملك برنامجًا متينًا يضع مصلحة جزين فوق كل اعتبار، فتتحدث عن إنماء حقيقي، وبنية تحتية مستدامة، وتشجيع السياحة، وتحسين جودة الحياة لأبناء البلدة، بعيدًا عن الشعبويات والمزايدات الفارغة. إنها لائحة تضع خطة وتعرضها بشفافية، وتحاسب نفسها قبل أن تطلب من الناس أن يحاسبوها. في المقابل، تطلّ لائحة أخرى… بلا مشروع، بلا خطة، بلا وجهة. يقودها شخص أثبتت التجربة أنه لا يستقر على موقف، يتنقل بين الجهات كمن يبحث فقط عن مصلحته. ماضيه السياسي رمادي، حافل بالتحولات والانقلابات، لا يقدّم أي ضمانة للمستقبل، بل يثير القلق والخشية على مصير البلدة إن تولّى إدارتها. الأسوأ من ذلك ليس افتقاره للرؤية، بل الطريقة التي يُسوَّق بها من يدعمه: يُقدَّم على أنه 'رجل أعمال'، في محاولة لتلميع صورته أمام الناس، والتغاضي عمّا فعله فعلاً، لا ما يدّعيه. كيف يمكن لرجل أجرم بحق طبيعة جزين، وفتّت جبالها لصالح محافظه المالي، أن يُطرح كوجه إنمائي؟ كيف يمكن لمن دمّر البيئة التي من واجب أي مسؤول عام حمايتها، أن يتحدث عن مصلحة جزين؟ واللافت أن حتى من يُفترض أنهم داعموه بدأوا يراجعون أنفسهم. فقد سُئل نائب 'القوات اللبنانية' في المنطقة عن هذا المرشح على شاشة الـLBC، فجاء جوابه سريعًا وبديهيًا: 'هذا ليس مرشح الحزب'. ردّ يعكس بوضوح تململًا ضمنيًا، وكأن الحزب نفسه بدأ يدرك حجم خطئه ومدى سوء خياره، فاستبق المحاسبة الشعبية بمحاولة تنصّل مبكر. لو كانت للجبال التي شُقّت وانتهكت حرمتها فم، لنطقت بما لا يُقال، وصرخت بوجه من جعلها مجرد وسيلة لربح مادي، لا معلمًا طبيعيًا يجب أن يُصان ويُفتخر به. أما آن للناس أن يسألوا أنفسهم: من ننتخب؟ من يملك خطة لحياتنا اليومية ومستقبل أولادنا؟ أم من لا يملك إلا تاريخه المشبوه وسعيه الدائم وراء مصالحه الشخصية؟ انتخابات جزين اليوم ليست عادية. إنها مفترق طرق حقيقي. فإما أن تختار البلدة لائحة تحمل مشروعًا يُبنى عليه، وإما أن تسير خلف من لا يعرف حتى إلى أين يريد أن يأخذها.