logo
دعوات إلى حظر "تيك توك" في مصر وحملات ملاحقة لمشاهيره

دعوات إلى حظر "تيك توك" في مصر وحملات ملاحقة لمشاهيره

النهارمنذ يوم واحد
تثير منصة "تيك توك" جدلاً كبيراً في مصر وتوجه اتهامات إلى ناشطين على المنصة تتعلق بالمحتوى الهابط الذي يقدمونه. محمد فاروق، مهندس مصري شاب، قرر خوض تجربة صناعة المحتوى عبر منصة "تيك توك"، تحدث إلى "النهار" عما يدور في هذه المنصة.
"اللايف" لتحقيق الأرباح
يقول فاروق: "لدي بضعة آلاف من المتابعين، لكن بعض فيديواتي تحقق ملايين المشاهدات، فليس شرطاً أن من يشاهد الفيديو يتابع الحساب نفسه، ورغم هذا الانتشار لا أجني أي أرباح، لأنها ترتبط بالظهور في البث المباشر (لايف)؛ لذا يقوم البعض بتقديم محتوى قد يكون مبتذلًا خلال اللايف لتحقيق الأرباح".
ورغم أن فاروق لا يحقق دخلًا من نشاطه جذبته المنصة: "يستهويني تقديم معلومات هادفة في شكل حكايات سواء تتعلق بمجال عملي في الهندسة، أم بمعارف عامة أحبذ مشاركتها مع الناس".
3 أشهر لضبط المحتوى
تصاعد الجدل في مصر أخيراً بشأن التطبيق وانطلقت حملات المطالبة بإغلاقه، وأعلنت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب منح مسؤولي "تيك توك" مهلة 3 أشهر لضبط المحتوى قبل اتخاذ قرار بحجبه، بالتوازي مع اعتقال السلطات الأمنية بعض مشاهير هذا التطبيق؛ بناء على بلاغات، أبرزهم: "سوزي الأردنية"، "أم سجدة" و"أم مكة" و"مداهم" و"شاكر"، بتهم تتراوح بين الخروج عن الآداب العامة والتعدي على قيم المجتمع ونشر الفسق والفجور وغسل الأموال.
في السياق ذاته، ذكر تقرير صادر عن "تيك توك" أن المنصة حذفت نحو 2.9 مليوني فيديو من مصر خلال الربع الأول من 2025، لمخالفتها إرشادات المجتمع.
وأبدت عضو مجلس النواب المصري مها عبد الناصر، رفضها القاطع مقترحات حجب "تيك توك" أو أي منصة رقمية أخرى، وقالت لـ"النهار" إن "فرض الوصاية على المجتمع ليس دور الدولة، ومن لا يعجبه محتوى معين يمكنه ببساطة تجاهله أو إغلاقه بنفسه"، مشددة على أن دور الدولة ينبغي أن يتركز في تنظيم المجال الرقمي عبر تحصيل الضرائب المستحقة على الأرباح، لا اللجوء إلى المنع أو الحجب، مضيفة: "حتى في حال الإغلاق، ثمة بدائل تقنية، والحجب لم يعد مجدياً في عالم مفتوح".
ويؤكد فاروق كذلك، بوصفه صانع محتوى، أن الحظر لا يعد حلًأ، فثمة سبل سهلة للتغلب على الحجب، وتقع المسؤولية على مستخدم التطبيق إذا وجد محتوى غير مناسب، فالاختيار بيده، ويمكنه عدم المشاهدة.
تباينت ردود الفعل بين الترحيب والرفض لتلك القرارات، وتجدد النقاش حول حدود الحرية الشخصية وازدواجية المعايير المجتمعية، ومحاولة استخدام الخطاب الأخلاقي؛ لتقييد حرية التعبير رقمياً. كما أثار المخاوف من فتح الباب أمام تقييد مزيد من المنصات في مصر. وأبدت النائبة مها عبد الناصر، تخوفها من أن يشكل حجب "تيك توك" سابقة تمتد لاحقاً إلى منصات أخرى، وهو ما وصفته بأنه "أمر غير مقبول".
الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أوضح لـ"النهار" أن محتوى "تيك توك" وديناميات التفاعل معه أصبحت شأناً عالمياً وليس مصرياً أو شرقياً فقط، فكثير من البلدان رأت أنه يمثل أخطاراً جزئية أو كلية، وبعض دول العالم الحر اتخذت قرارات تجاه محتواه، بينما حظرته دول عربية من دون إعلان ذلك.
وأضاف عبد العزيز: 'حرية الرأي والتعبير تمثل قيمة أساسية ومصلحة إنسانية عامة ومصلحة للدولة، لكن هناك بعض أنماط تعبير تخرج عن هذا الإطار، وتندرج في أبواب أخرى منها الكراهية والتمييز وإشاعة الأخبار الكاذبة، أو الاصطدام بالقيم الحيوية المُعرفة في كل دولة، مثلا المحتوى الإباحي مُعرف أنه يتصادم مع قيم للمجتمعات الشرق أوسطية؛ لذا غير مسموح به. والطعن في الأديان مُعرف في بعض بلدان الشرق بأنه ازدراء، ومعاداة السامية في بعض الدول الغربية مُعرفة كمخالفة قانونية. فبالتالي حرية الرأي والتعبير قيمة مصانة يجب الدفاع عنها، وهي ضرورة إنسانية ومجتمعية لكن لوحظ بعض أنماط محتوى عبر تيك توك تجاوزت مفهوم حرية الرأي والتعبير، وتحولت إلى أحد أشكال الجريمة التي يحظرها القانون المصري. وأخيراً، أعلن تيك توك نفسه عن حذف ملايين الفيديوات في دول عربية منها مصر؛ لعدم توافقها مع القواعد المجتمعية التي يتبعها. وبالتالي فإن الأزمة الجارية لها ذرائع موضوعية".
ثقافة سطحية أم مرآة صادقة للواقع؟
يعكس "تيك توك" واقعاً اجتماعياً حقيقياً، وبات منصة تنتج ثقافة خاصة بها، ربما تكون ضحلة وسطحية وعشوائية في أحيان كثيرة، لكنها تعبّر عن واقع بلا رتوش أو تجميل لفئات تنتمي إلى لطبقة الدنيا لم يعرف المجتمع عنها شيء واكتشفها عبر تلك المنصات، كما تحول التطبيق إلى ساحة للجيل الجديد، الذي لجأ إلى كاميرا هاتفه ليقول ما لا يُقال على المنابر التقليدية، وصناعة شهرة ومكاسب.
كما أضحى مصدر دخل رئيسياً لعدد من المستخدمين الذين وجدوه مصدر ربح يساعدهم في الهروب من واقع اقتصادي ضاغط عبر صناعة أي محتوى، حتى وإن كان مبتذلًاً.
ويرى عبد العزيز أن "الجانب الإيجابي للقصة هو أن يكون تيك توك صوت من لا صوت له، لكنه أن يصبح وسيلة لإشاعة مفاهيم لا يقبلها المجتمع والحصول على أرباح بطرق غير مشروعة، والانخراط في عمليات إجرامية مثل غسل الأموال التي أوردتها الاتهامات الرسمية. فهنا يغدو المجتمع مطالباً بإحداث التوازن بين مزايا الإتاحة التي يوفرها وغيره من المنصات، وبين التكاليف الباهظة لأنماط المحتوى الرديئة المقدمة من خلاله".
تيك توك ليس المتهم الوحيد
المفارقة الأبرز في "تيك توك" هي تناقض قطاع كبير من المجتمع المصري تجاهه. ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب من فيديواته، يحقق محتواه أرقام مشاهدة ضخمة. وهو ما يسلط الضوء على أزمة أكثر عمقاً في بنية المجتمع بين الجهر بالفضيلة ورفضه علناً ومشاهدة محتوى يراه مبتذلاً سراً.
وهو ما يؤيده عبد العزيز قائلا: "تيك توك ليس المتهم الوحيد، فثمة حالة انفصام لدى قطاعات من الجمهور التي تمارس الاحتيال عبر مهاجمة أنماط المحتوى الرديئة والمنفلتة، وفي الواقع تروج هذا المحتوى وتكافئ نجومه، وتعزز استمراريته، وتلك مسألة تتعلق بغياب ثقافة "التربية الإعلامية" التي تًعد فريضة غائبة في الثقافة والإعلام العربيين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شركة تعرض شراء "كروم" من "غوغل" مقابل 34.5 مليار دولار
شركة تعرض شراء "كروم" من "غوغل" مقابل 34.5 مليار دولار

النهار

timeمنذ 8 ساعات

  • النهار

شركة تعرض شراء "كروم" من "غوغل" مقابل 34.5 مليار دولار

قالت شركة (بيربليكسيتي إيه آي) إنها قدمت عرضاً قيمته 34.5 مليار دولار أميركي نقداً بالكامل لشراء المتصفح (كروم) التابع لشركة "غوغل" المملوكة لألفابت، وهو عرض منخفض لكنه يحتاج إلى تمويل أكبر بكثير من القيمة السوقية للشركة الناشئة نفسها. وليس من الغريب على بيربليكسيتي التي يديرها أرافيند سرينيفاس، تقديم عروض تتصدر عناوين الأخبار. فقد عرضت في يناير/كانون الثاني الاندماج مع تطبيق (تيك توك) في الولايات المتحدة لتبديد المخاوف الأميركية بشأن امتلاك صينيين لتطبيق المقاطع المصورة القصيرة الشهير. ومن شأن شراء كروم السماح للشركة الناشئة بالاستفادة من أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم للمتصفح، للحصول على أفضلية في سباق البحث بالذكاء الاصطناعي مع تهديد الضغوط التنظيمية هيمنة "غوغل" على القطاع. ولم تعرض الشركة المتصفح كروم للبيع وتخطط للطعن في قرار محكمة أميركية العام الماضي خلص إلى احتكارها البحث على الإنترنت. وتسعى وزارة العدل إلى تصفية كروم في إطار تسوية القضية. ولم تكشف بيربليكسيتي اليوم عن كيفية تخطيطها لتمويل العرض. وجمعت الشركة التي أنشئت قبل ثلاث سنوات نحو مليار دولار من التمويل حتى الآن من مستثمرين، بينهم (إنفيديا) و(سوفت بنك) اليابانية. وبلغت أحدث قيمة سوقية لها 14 مليار دولار. وقال شخص مطلع إن صناديق كثيرة عرضت تمويل الصفقة بالكامل، دون ذكر أسماء الصناديق.

تطبيقات شهيرة تخترق خصوصيتك.. أي منها يراقبك أكثر؟
تطبيقات شهيرة تخترق خصوصيتك.. أي منها يراقبك أكثر؟

ليبانون 24

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون 24

تطبيقات شهيرة تخترق خصوصيتك.. أي منها يراقبك أكثر؟

أصبحت اليوم البيانات الرقمية عملةً ثمينة، تكشف تقارير متزايدة أن العديد من التطبيقات تجمع معلومات تفوق ما تحتاجه لتقديم خدماتها، وأحيانًا تبيعها لأطراف ثالثة. حتى تطبيقات الطقس قد تُبقي تتبع موقعك نشطًا على مدار الساعة. - غوغل كروم: التصفح بثمن الخصوصية يُعرف غوغل كروم بتتبع نشاط المستخدمين على الإنترنت، مستخدمًا ملفات تعريف الارتباط وبيانات Google Analytics لتخصيص الإعلانات. للحد من ذلك، يمكن اعتماد متصفحات تركز على الخصوصية مثل DuckDuckGo. - أمازون أليكسا: المساعد الصوتي الذي يسمع كل شيء أمازون ألغت إمكانية المعالجة المحلية لتسجيلات أليكسا، ما يعني إرسال كل التسجيلات إلى خوادم الشركة. هذا يثير مخاوف بشأن من يمكنه الاستماع. من البدائل الأكثر أمانًا، المساعدات الصوتية مفتوحة المصدر مثل Home Assistant. - فيسبوك: الشبكة التي تعرفك أكثر مما تتصور تجمع ميتا بيانات ضخمة عن نشاطك داخل فيسبوك وإنستغرام لاستخدامها في الإعلانات المستهدفة، من المنشورات المعجب بها إلى سجل التصفح داخل التطبيق. ينصح بضبط إعدادات الخصوصية ومراجعة الأذونات. - تيك توك: التطبيق المثير للجدل عالميًا يتتبع تيك توك استخدامك وموقعك وجهازك، ما أثار مخاوف حكومات عدة ومنعته بعض الدول. في الولايات المتحدة ، يواجه ضغوطًا لبيع نشاطه المحلي وتخزين بيانات المستخدمين داخليًا. هل هناك خصوصية رقمية فعلًا؟ رغم صعوبة إيجاد تطبيق "نظيف" تمامًا، إلا أنه يمكن للمستخدمين حماية بياناتهم عبر تقليل الأذونات، واستخدام أدوات حماية الخصوصية، والوعي بسياسات التطبيقات.

دعوات إلى حظر "تيك توك" في مصر وحملات ملاحقة لمشاهيره
دعوات إلى حظر "تيك توك" في مصر وحملات ملاحقة لمشاهيره

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

دعوات إلى حظر "تيك توك" في مصر وحملات ملاحقة لمشاهيره

تثير منصة "تيك توك" جدلاً كبيراً في مصر وتوجه اتهامات إلى ناشطين على المنصة تتعلق بالمحتوى الهابط الذي يقدمونه. محمد فاروق، مهندس مصري شاب، قرر خوض تجربة صناعة المحتوى عبر منصة "تيك توك"، تحدث إلى "النهار" عما يدور في هذه المنصة. "اللايف" لتحقيق الأرباح يقول فاروق: "لدي بضعة آلاف من المتابعين، لكن بعض فيديواتي تحقق ملايين المشاهدات، فليس شرطاً أن من يشاهد الفيديو يتابع الحساب نفسه، ورغم هذا الانتشار لا أجني أي أرباح، لأنها ترتبط بالظهور في البث المباشر (لايف)؛ لذا يقوم البعض بتقديم محتوى قد يكون مبتذلًا خلال اللايف لتحقيق الأرباح". ورغم أن فاروق لا يحقق دخلًا من نشاطه جذبته المنصة: "يستهويني تقديم معلومات هادفة في شكل حكايات سواء تتعلق بمجال عملي في الهندسة، أم بمعارف عامة أحبذ مشاركتها مع الناس". 3 أشهر لضبط المحتوى تصاعد الجدل في مصر أخيراً بشأن التطبيق وانطلقت حملات المطالبة بإغلاقه، وأعلنت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب منح مسؤولي "تيك توك" مهلة 3 أشهر لضبط المحتوى قبل اتخاذ قرار بحجبه، بالتوازي مع اعتقال السلطات الأمنية بعض مشاهير هذا التطبيق؛ بناء على بلاغات، أبرزهم: "سوزي الأردنية"، "أم سجدة" و"أم مكة" و"مداهم" و"شاكر"، بتهم تتراوح بين الخروج عن الآداب العامة والتعدي على قيم المجتمع ونشر الفسق والفجور وغسل الأموال. في السياق ذاته، ذكر تقرير صادر عن "تيك توك" أن المنصة حذفت نحو 2.9 مليوني فيديو من مصر خلال الربع الأول من 2025، لمخالفتها إرشادات المجتمع. وأبدت عضو مجلس النواب المصري مها عبد الناصر، رفضها القاطع مقترحات حجب "تيك توك" أو أي منصة رقمية أخرى، وقالت لـ"النهار" إن "فرض الوصاية على المجتمع ليس دور الدولة، ومن لا يعجبه محتوى معين يمكنه ببساطة تجاهله أو إغلاقه بنفسه"، مشددة على أن دور الدولة ينبغي أن يتركز في تنظيم المجال الرقمي عبر تحصيل الضرائب المستحقة على الأرباح، لا اللجوء إلى المنع أو الحجب، مضيفة: "حتى في حال الإغلاق، ثمة بدائل تقنية، والحجب لم يعد مجدياً في عالم مفتوح". ويؤكد فاروق كذلك، بوصفه صانع محتوى، أن الحظر لا يعد حلًأ، فثمة سبل سهلة للتغلب على الحجب، وتقع المسؤولية على مستخدم التطبيق إذا وجد محتوى غير مناسب، فالاختيار بيده، ويمكنه عدم المشاهدة. تباينت ردود الفعل بين الترحيب والرفض لتلك القرارات، وتجدد النقاش حول حدود الحرية الشخصية وازدواجية المعايير المجتمعية، ومحاولة استخدام الخطاب الأخلاقي؛ لتقييد حرية التعبير رقمياً. كما أثار المخاوف من فتح الباب أمام تقييد مزيد من المنصات في مصر. وأبدت النائبة مها عبد الناصر، تخوفها من أن يشكل حجب "تيك توك" سابقة تمتد لاحقاً إلى منصات أخرى، وهو ما وصفته بأنه "أمر غير مقبول". الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أوضح لـ"النهار" أن محتوى "تيك توك" وديناميات التفاعل معه أصبحت شأناً عالمياً وليس مصرياً أو شرقياً فقط، فكثير من البلدان رأت أنه يمثل أخطاراً جزئية أو كلية، وبعض دول العالم الحر اتخذت قرارات تجاه محتواه، بينما حظرته دول عربية من دون إعلان ذلك. وأضاف عبد العزيز: 'حرية الرأي والتعبير تمثل قيمة أساسية ومصلحة إنسانية عامة ومصلحة للدولة، لكن هناك بعض أنماط تعبير تخرج عن هذا الإطار، وتندرج في أبواب أخرى منها الكراهية والتمييز وإشاعة الأخبار الكاذبة، أو الاصطدام بالقيم الحيوية المُعرفة في كل دولة، مثلا المحتوى الإباحي مُعرف أنه يتصادم مع قيم للمجتمعات الشرق أوسطية؛ لذا غير مسموح به. والطعن في الأديان مُعرف في بعض بلدان الشرق بأنه ازدراء، ومعاداة السامية في بعض الدول الغربية مُعرفة كمخالفة قانونية. فبالتالي حرية الرأي والتعبير قيمة مصانة يجب الدفاع عنها، وهي ضرورة إنسانية ومجتمعية لكن لوحظ بعض أنماط محتوى عبر تيك توك تجاوزت مفهوم حرية الرأي والتعبير، وتحولت إلى أحد أشكال الجريمة التي يحظرها القانون المصري. وأخيراً، أعلن تيك توك نفسه عن حذف ملايين الفيديوات في دول عربية منها مصر؛ لعدم توافقها مع القواعد المجتمعية التي يتبعها. وبالتالي فإن الأزمة الجارية لها ذرائع موضوعية". ثقافة سطحية أم مرآة صادقة للواقع؟ يعكس "تيك توك" واقعاً اجتماعياً حقيقياً، وبات منصة تنتج ثقافة خاصة بها، ربما تكون ضحلة وسطحية وعشوائية في أحيان كثيرة، لكنها تعبّر عن واقع بلا رتوش أو تجميل لفئات تنتمي إلى لطبقة الدنيا لم يعرف المجتمع عنها شيء واكتشفها عبر تلك المنصات، كما تحول التطبيق إلى ساحة للجيل الجديد، الذي لجأ إلى كاميرا هاتفه ليقول ما لا يُقال على المنابر التقليدية، وصناعة شهرة ومكاسب. كما أضحى مصدر دخل رئيسياً لعدد من المستخدمين الذين وجدوه مصدر ربح يساعدهم في الهروب من واقع اقتصادي ضاغط عبر صناعة أي محتوى، حتى وإن كان مبتذلًاً. ويرى عبد العزيز أن "الجانب الإيجابي للقصة هو أن يكون تيك توك صوت من لا صوت له، لكنه أن يصبح وسيلة لإشاعة مفاهيم لا يقبلها المجتمع والحصول على أرباح بطرق غير مشروعة، والانخراط في عمليات إجرامية مثل غسل الأموال التي أوردتها الاتهامات الرسمية. فهنا يغدو المجتمع مطالباً بإحداث التوازن بين مزايا الإتاحة التي يوفرها وغيره من المنصات، وبين التكاليف الباهظة لأنماط المحتوى الرديئة المقدمة من خلاله". تيك توك ليس المتهم الوحيد المفارقة الأبرز في "تيك توك" هي تناقض قطاع كبير من المجتمع المصري تجاهه. ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب من فيديواته، يحقق محتواه أرقام مشاهدة ضخمة. وهو ما يسلط الضوء على أزمة أكثر عمقاً في بنية المجتمع بين الجهر بالفضيلة ورفضه علناً ومشاهدة محتوى يراه مبتذلاً سراً. وهو ما يؤيده عبد العزيز قائلا: "تيك توك ليس المتهم الوحيد، فثمة حالة انفصام لدى قطاعات من الجمهور التي تمارس الاحتيال عبر مهاجمة أنماط المحتوى الرديئة والمنفلتة، وفي الواقع تروج هذا المحتوى وتكافئ نجومه، وتعزز استمراريته، وتلك مسألة تتعلق بغياب ثقافة "التربية الإعلامية" التي تًعد فريضة غائبة في الثقافة والإعلام العربيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store