
إسرائيل وإيران تتبادلان «حرب الخرائط»... والمرشد يرفض «المساومة».. الحرس الثوري» يؤكّد استخدام صواريخ «فتاح» الأسرع من الصوت ضد إسرائ….. ضبط طائرات مُسيرة ووِرش لإنتاجها في إيران وتوقيف 5 أشخاص
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 18 يونيو
2025.
وكالات.. إسرائيل وإيران تتبادلان «حرب الخرائط»... والمرشد يرفض «المساومة»
دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السادس، حيث استمر الجانبان في تبادل الضربات الجوية والصاروخية.
وأعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، في سلسلة تدوينات نشرها فجر الأربعاء عبر منصة إكس، انطلاق ما وصفه بـ«المعركة» ضد إسرائيل، مشدداً على أن طهران لن تدخل في أي مساومة مع «الكيان الصهيوني».
وتبادل الجانبان خرائط المدن الموضح عليها مناطق مظللة بألوان محددة معرضة للقصف. وطالب «الحرس الثوري» الإيراني سكان مناطق في تل أبيب بالإخلاء، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للسكان الإيرانيين في «المنطقة 18» بطهران.
ضبط طائرات مُسيرة ووِرش لإنتاجها في إيران وتوقيف 5 أشخاص
نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية عن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي قوله، اليوم الأربعاء، إن قوات الشرطة ضبطت 14 طائرة مُسيرة، ورصدت وِرشاً مُعادية لإنتاج الطائرات المُسيرة ومَركبات تحمل طائرات مُسيرة في أقاليم مختلفة.
في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام محلية عدة في إيران أنه جرى توقيف خمسة أفراد قالت إنهم عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي «موساد»، بتهمة «تشويه» صورة البلاد عبر الإنترنت.
الشرق الاوسط.. بالقرب من نقاط توزيع المساعدات... مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائي
أفادت مصادر طبية بمقتل 30 مواطناً فلسطينياً؛ 11 منهم بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الأميركية، على أثر قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء.
ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، «استشهد ثمانية مواطنين، وأُصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً في محيط مسجد علي بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة».
وأشار إلى «استشهاد ستة مواطنين، وإصابة عدد آخر، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة».
وأفادت مصادر محلية بسماع دويّ انفجارات كبيرة في جباليا البلد، شمال قطاع غزة، ناجمة عن نسف الجيش الإسرائيلي منازل سكنية.
وكشف المركز عن «استشهاد 11 مواطناً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء قصف الاحتلال المواطنين المجوَّعين الذين يترقبون المساعدات على شارع صلاح الدين، وسط قطاع غزة».
فلسطينيون يحملون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع أول من أمس (أ.ب)
ولفت إلى «استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمنطقة العطار في مواصي خان يونس».
ترمب يتجاهل تقارير الاستخبارات ويصر على أن إيران «قريبة جداً» من امتلاك سلاح نوو
لم تترك تولسي غابارد أي مجال للشك، عندما شهدت أمام الكونغرس بشأن البرنامج النووي الإيراني في وقت سابق من هذا العام.
وأخبرت مديرة الاستخبارات الوطنية المشرعين أن البلاد لم تكن تبني سلاحاً نووياً، وأن المرشد الأعلى لم يُعِد تفعيل البرنامج الخامل رغم تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى.
ولكن الرئيس دونالد ترمب رفض تقييم وكالات الاستخبارات الأميركية خلال رحلة عودة ليلية إلى واشنطن؛ حيث قطع زيارته لكندا لحضور قمة مجموعة السبع، للتركيز على تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران.
وقال ترمب للمراسلين: «لا يهمني ما قالته». وفي رأيه أن إيران «قريبة جداً» من امتلاك قنبلة نووية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض شهر أبريل الماضي (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض شهر أبريل الماضي (د.ب.أ)
جاء تصريح ترمب ليكون أكثر انسجاماً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف إيران المسلحة نووياً كتهديد وشيك، مقارنة بمستشاره الاستخباراتي الأعلى.
والتقى ترمب بمسؤولي الأمن القومي، بما في ذلك غابارد، في غرفة العمليات يوم الثلاثاء، وهو يخطط للخطوات التالية.
وقلل مسؤولو الإدارة من التناقض بين ترمب وغابارد، قائلين إن تخصيب اليورانيوم يمكن أن يضع إيران على المسار الصحيح لامتلاك سلاح نووي.
وكالات.. منظمة حقوقية: هجمات إسرائيل على إيران أسفرت عن مقتل 585 شخصا
شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران في وقت مبكر من صباح الأربعاء، في إطار صراع قالت منظمة حقوقية إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 585 شخصا في أنحاء إيران وإصابة 1326 آخرين.
وقالت منظمة «نشطاء حقوق الإنسان»، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إنها تمكنت من تحديد هوية 239 من القتلى على أنهم مدنيون، و126 آخرين على أنهم من عناصر الأمن. وتعتمد المنظمة، التي وفرت أيضا أرقاما تفصيلية للضحايا خلال احتجاجات عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني، على تقاطع تقارير محلية من داخل إيران مع شبكة من المصادر التي طورتها داخل البلاد.
من جهتها، لم تنشر السلطات الإيرانية أرقاما منتظمة للضحايا خلال هذا الصراع. وكان آخر تحديث رسمي صدر يوم الاثنين، قد أفاد بمقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين. وتشهد المنطقة حالة من الغموض والقلق، حيث فر سكان طهران من منازلهم بأعداد كبيرة في اليوم السادس من الحملة الجوية الإسرائيلية التي تستهدف البنية العسكرية والبرنامج النووي الإيراني.
طهران.. الحرس الثوري» يؤكّد استخدام صواريخ «فتاح» الأسرع من الصوت ضد إسرائيل
قال «الحرس الثوري» الإيراني الأربعاء إن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت استخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة بين البلدين يومها السادس.
وأوضح «الحرس الثوري» في بيان بثه التلفزيون الرسمي أنه تم تنفيذ «الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام صواريخ فتاح 1» مؤكدا أن القوات الإيرانية اكتسبت «سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة». وأكد «الحرس الثوري» أن صواريخ «فتّاح» أوصلت رسالة اقتدار إيران إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب.
وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء "أثبت الهجوم الصاروخي الليلة أن لدينا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكّانها أصبحوا بلا أي حماية أمام ضربات الصواريخ الإيرانية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
"حان الوقت لربط الأفعال بالأقوال"، والحرب قد تكون "بلا حدود"
دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل صريح ومباشر على خط المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وذلك من خلال سلسلة منشورات مثيرة على منصته "تروث سوشال"، كان أبرزها منشور قال فيه: "نحن نسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران". وطالب ترامب في منشور آخر طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"، مضيفاً: "صبرنا ينفد ... لا نريد استهداف جنودنا". هذه التصريحات، كانت محل اهتمام الصحف الإيرانية والإسرائيلية. وفيما يلي نعرض أبرز ما تناولته الصحف الصادرة من طرفي المواجهة، وما تقترحه من رؤى وسيناريوهات للمواجهة القادمة. اشترك في قناتنا على واتساب ليصلك يومياً أبرز ما تتناوله الصحف حول العالم اضغط هنا "على ترامب اتخاذ إجراء حاسم ضد إيران" دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال لهيئة تحريرها، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "مساعدة إسرائيل في إتمام مهمة تفكيك نظام خامنئي". وأشارت الهيئة في مقالها إلى العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل مؤخراً ودمرت فيها قاعات تخصيب اليورانيوم في نطنز، بحسب قولها، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثوري الإسلامي، وتعجبت من صمود آية الله خامنئي، الذي شبهته بـ"ظلام الصحراء". وذكّرت الصحيفة بعدد من تصريحات خامنئي العلنية المعادية لإسرائيل، وتشير إلى أنه "يكره الولايات المتحدة أيضاً، ربما أكثر من إسرائيل" على حد قولها. وترى الصحيفة أن تصريحات خامنئي تلك ليست مجرد "انتقادات لاذعة"، بل "تهديدات استراتيجية، مُعدّة لحشد المتشددين في الداخل وترهيب الخصوم في الخارج"، في وجه إسرائيل وأمريكا اللتين يعتبرهما "تجسيداً مزدوجاً للغطرسة العالمية والعدوان الصهيوني" على حد وصف الصحيفة. وتقول هيئة التحرير في المقال، إن الرئيس الأمريكي لم يعد يملك رفاهية الانتظار، وقد "حان الوقت لربط الأقوال بالأفعال، واتخاذ خطوات حاسمة تجاه النظام الإيراني". وتنصح الصحيفة الرئيس الأمريكي بأن "يتبنى تغيير النظام الإيراني كسياسة أمريكية رسمية"، باعتبار أن طهران - بحسب الصحيفة - أثبتت مراراً أنها "محصنة أيديولوجياً ضد الردع، وأن الضربات العسكرية التقليدية تزيد من صلابة خطابها الدعائي". وتطالب الصحيفة واشنطن بأن تعلن صراحة أن "نظام آية الله خامنئي هو نظام خارج عن القانون، وأن يكون إسقاطه هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة". وتختم الصحيفة بأن خطاب خامنئي ضد إسرائيل والغرب يتطلب "رداً جذرياً"، مشيرة إلى أن العقوبات الجزئية والضربات المحدودة "لن تؤدي إلا إلى إطالة عمر النظام". نحن في قلب "حرب بلا حدود" أما في الصحف الإيرانية، فنشرت صحيفة "رسالت" مقالاً للكاتب محمد كاظم أنبارلويي تحت عنوان "الحرب بلا حدود"، اعتبر أن إيران تخوض حالياً "حرباً غير تقليدية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً إسرائيل". ويرى الكاتب أن هذه الحرب تجاوزت المفاهيم الكلاسيكية للمعركة، مشيراً إلى "تراجع خطوة" بعد تهديدات قبل أشهر بالهجوم على إيران، وهو ما قابلته طهران "بحكمة وقوة عبر عباس عراقجي"، الذي أوصل رسالة مفادها أن أي "عدوان" سيُقابل بردّ إيراني "بلا حدود". وأشار الكاتب إلى أن مفهوم "الحرب بلا حدود"، هو صراع لا يعتمد على ساحات قتال تقليدية أو خطوط جبهات معروفة، بل ينطلق في الجو، وفي الفضاء السيبراني، وأحياناً في عمق أراضي الخصم، دون الحاجة إلى حدود مشتركة، مؤكداً أن إيران الآن "في قلب هذا النوع من الحرب". ويرى الكاتب أن القيادة العليا في البلاد - التي تتمثل في خامنئي - "تدير المشهد بصبر وحكمة وشجاعة"، بينما يقف "الشعب الإيراني والجيش والحرس الثوري صفاً واحداً خلف قيادته" على حد تعبيره. ويعتبر الكاتب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مقامرة سياسية"، إذ "دخل مغامرة عسكرية ستكون الأخيرة في حياته السياسية والاقتصادية" بحسب وصف الكاتب. ويشير الكاتب إلى أن "أصابع طهران على الزناد، لا على مفاتيح التفاوض" حسب تعبيره، مضيفاً أنه "لا خط أحمر" في هذه الحرب، معتبراً أن "انتصار إيران سيغير معادلات القوة في المنطقة، بما يضمن السلام والهدوء والأمن في العالم" على حد قوله. " ترامب لا يسعى لقيادة الغرب بل لتفكيكه" ترامب كان أيضاً محور حديث الصحف الغربية، إذ كتب رافاييل بير مقالاً في صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان " قادة مجموعة السبع لا يتحركون بسبب خوفهم من إزعاج دونالد ترامب". ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي لم يعد مجرد "حالة سياسية" في الغرب، بل أصبح مشروعاً واضحاً لـ"تفكيك النظام الليبرالي من الداخل"، بدءاً من تعامله مع حلفائه في قمة مجموعة السبع، وصولًا إلى إعجابه العلني بـ"الحكام المستبدين" على حد وصفه. ويشير الكاتب إلى أن ترامب، وخلال قمة مجموعة السبع الأخيرة، وصف طرد روسيا من المجموعة بأنه "خطأ كبير"، متجاهلاً تعليق عضويتها الذي كان بسبب ضمّها غير القانوني لشبه جزيرة القرم. كما انتقد الكاتب انسحاب ترامب المبكر من القمة، مذكّراً بأنه سبق أن انسحب من قمة 2018 للقاء كيم جونغ أون، ويقول: "بالنسبة لترامب، الجلوس على طاولة مستديرة مع المستشارة الألمانية أو رئيس وزراء كندا هو أمر مهين، لأنه لا يؤمن بفكرة الشراكة المتساوية". يرى الكاتب أن مبدأ "أمريكا أولاً" لم يكن يوماً مجرد شعار انتخابي، بل هو عقيدة ترفض فكرة الالتزامات المتبادلة، معتبراً أن "لا وجود للمجموعة في عقل ترامب، بل فقط يوجد دولة واحدة (أمريكا)". ويحذّر المقال من صمت الحلفاء، خصوصاً في بريطانيا، التي "لطالما اعتبرت العلاقة الخاصة مع واشنطن أولوية استراتيجية"، مختتماً بأن "تجنّب قول الحقيقة باسم الواقعية السياسية، يجعل القادة متواطئين في مشروع لتجريد الديمقراطية الأمريكية من جوهرها" على حد وصفه.


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
أثار تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط في العالم. ويمر حوالي خُمس النفط الخام العالمي عبر القناة التي يبلغ عرضها في أضيق نقطة 40 كيلومتراً. وقد تفكر إيران في إغلاق المضيق، بحسب قائد القوات البحرية الإيرانية. وهو ما يقول رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني السابق "إم آي 6"، السير أليكس يانغر خلال حديثه مع بي بي سي، إنه أسوأ سيناريو محتمل، إذ إن "إغلاق المضيق سيمثّل بلا شك مشكلة اقتصادية هائلة، بالنظر إلى تأثيره على أسعار النفط". ما هي كمية النفط التي تمر عبر مضيق هرمز؟ تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنّ حوالي 20 مليون برميل من النفط مرّت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من عام 2023. وهذا يُعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنوياً، تمرُّ عبر الطرق البحرية. أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب بتأخيرات كبيرة في توصيل النفط على الصعيد العالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار. ويُحذّر المحللون من أنّ تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، قد يكون له عواقب أكثر خطورة، إذ إن الصراع يمكن أن يستقطب دولاً أخرى، بينها الولايات المتحدة، التي تعتمد على واردات النفط من دول الخليج. ما مدى ضيق مضيق هرمز؟ مضيق هرمز هو قناة تربط بين إيران وسلطنة عُمان، وعلى الرغم من أن عرضه عند مدخله ومخرجه يبلغ حوالي 50 كيلومتراً، فيما تبلغ أضيق نقطة في منتصفه حوالي 40 كيلومتراً، إلاً أن الجزء الأوسط في المضيق، هو الجزء العميق بما يكفي لمرور السفن الكبيرة. تحدد خرائط الملاحة البحرية مساراً آمناً للدخول والخروج من المضيق، ومنطقة عازلة، لناقلات النفط الثقيلة. وإجمالاً، يجب على السفن الكبيرة الإبحار عبر قناة لا يتجاوز عرضها 10 كيلومترات. عند مرور ناقلات النفط في الخليج، فإنها تقترب من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى - وهما منطقتان متنازع عليهما بين إيران والدول العربية. ويعتبر العديد من الخبراء، أن العمل العسكري هو الوسيلة الأكثر ترجيحاً لتعطيل حركة الملاحة البحرية، إذ حدث ذلك سابقاً خلال الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988. عقيدة دفاعية؟ يقول المحللون إن إغلاق مضيق هرمز بالنسبة لإيران، يُعدّ شكلاً من أشكال "القوة الرادعة" - وهو أشبه بامتلاك سلاح نووي. ويعارض المجتمع الدولي منذ فترة طويلة، سعي إيران إلى برنامج نووي عسكري، إذ أكدت القوى الكبرى مراراً وتكراراً أنها لن تسمح لطهران باستخدام موقعها الجغرافي الاستراتيجي للتحكم في إمدادات الطاقة العالمية. ويتوقع الخبراء، أنّ إيران قد تتمكن من إغلاق المضيق مؤقتاً، لكن الكثيرين منهم يثقون في قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على إعادة تدفق حركة الملاحة البحرية بسرعة باستخدام الوسائل العسكرية. كيف يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز؟ أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي عام 2012 إلى أن إيران قد تتبع نهجاً تدريجياً لإغلاق المضيق، يشمل ما يلي: إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز، دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح. الإعلان عن خضوع السفن المارة للتفتيش أو المصادرة. إطلاق عيارات تحذيرية على السفن. استهداف سفن محددة. زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج. استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية. وخلال الحرب العراقية - الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم (دودة القز) وزرعت الألغام البحرية في مياه الخليج. أصاب أحد هذه الألغام المدمرة الأمريكية "يو إس إس صامويل بي روبرتس"، ما دفع الجيش الأمريكي إلى الرد. وأخفقت إيران في إغلاق مضيق هرمز بالكامل، لكنها استطاعت التسبب في رفع أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير، وتسببت في ازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج. القدرات العسكرية الإيرانية وزار اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، منتصف الأسبوع الماضي، الوحدات البحرية المتمركزة في مضيق هرمز، قبل يومين من مقتله بغارة جوية إسرائيلية على طهران. ووصف سلامي الخليج البحري والمناطق المحيطة به، بأنها واحدة من المناطق الدفاعية الأكثر أهمية للجمهورية الإسلامية. وأشار قائد الحرس الثوري السابق - على وجه التحديد - إلى السفن عالية السرعة المزودة بالصواريخ، والقادرة على قطع مسافة 10 كيلومترات في أقل من ثلاث دقائق. وقال سلامي حينها، إن هذه الزوارق الهجومية السريعة والسفن القتالية الثقيلة والصواريخ، ستُستخدم في العمليات الدفاعية، مشيراً إلى أنّ الألغام البحرية المضادة للسفن "من أكثر الأسلحة حسماً في الحرب البحرية". وقال سلامي إنّه تمّ تحسين الزوارق البحرية المسيّرة "من حيث المدى والقدرات وتنوع المهام". ماذا يتوقع المحللون؟ يتوقع الخبراء أن تكون إحدى أكثر الطرق الإيرانية فعالية لوقف حوالي 3000 سفينة تمرّ عبر الممر المائي كل شهر، هي زرع الألغام باستخدام قوارب هجومية سريعة وغواصات. ومن المحتمل أن تشن البحرية الإيرانية والبحرية التابعة للحرس الثوري، هجمات على السفن الحربية والتجارية الأجنبية. في المقابل يمكن أن تصبح السفن العسكرية الإيرانية الكبيرة، أهدافاً سهلة للغارات الجوية الإسرائيلية أو الأمريكية. ويملك النظام الإيراني مجموعة من السفن السطحية والزوارق شبه الغاطسة والغواصات، وعادةً ما تكون القوارب السريعة التي يملكها مسلحة بصواريخ مضادة للسفن. في الوقت الحالي، تقوم مواقع التتبع البحري التي تستخدم صور الأقمار الصناعية بالإبلاغ عن تحركات السفن العسكرية الإيرانية بالقرب من الحدود البحرية الجنوبية للبلاد. ما هي الدول الأكثر تضرراً من إغلاق المضيق؟ وتشير أبحاث شركة التحليلات "فورتيكسا"، إلى أن المملكة العربية السعودية تصدّر حوالي 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً عبر مضيق هرمز - وهو أعلى رقم بين كل الدولة المجاورة. بينما تُعتبر كل من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكبر مستوردي النفط الخام الذي يمر عبر المضيق. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أنه في عام 2022، كان نحو 82 في المئة من النفط الخام والمكثفات (الهيدروكربونات السائلة منخفضة الكثافة التي توجد عادة مع الغاز الطبيعي) قد غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية. وفي 16 أبريل/نيسان 2025، أي قبل ثلاثة أيام فقط من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على الدفاعات الجوية الإيرانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، قوله إن 60 في المئة من إمدادات بلاده من النفط تمرّ عبر مضيق هرمز. وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أيضاً، إنّ الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً ـ وهو ما يمثل نحو 11 في المئة من إجمالي وارداتها من النفط و3 في المئة من استهلاكها من البنزين. ويبدو أن حصة أوروبا مجتمعة من النفط الذي يمرّ عبر المضيق، تبلغ أقل من مليون برميل يومياً. وفي ضوء ذلك، يبدو أن الدول العربية والآسيوية ستخسر أكثر من أي جهات أخرى من أي إغلاق محتمل لمضيق هرمز مقارنةً بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي تحالفت سياسياً مع إسرائيل خلال التصعيد الأخير. بينما تحتفظ عدد من الدول الآسيوية بعلاقات جيدة أو ربما وثيقة مع إيران. نفوذ الصين وتعتبر الصين من أكبر مستهلكي النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز، إذ تبيع إيران جزءاً كبيراً من هذا النفط بأسعار أقل من أسعار السوق العالمية، ويعتبر شريان حياة اقتصادياً حيوياً يساعد طهران على مواجهة العقوبات الأمريكية. وبصفتها مستهلكاً رئيسياً للنفط الإيراني، من غير المرجح أن ترحب بكين بأي ارتفاع في أسعار النفط أو أي اضطرابات في طرق الشحن، ومن المتوقع أن تستخدم الصين كامل ثقلها الدبلوماسي لمنع أي إغلاق لهذا الممر الحيوي للطاقة. وقال أنس الحجي، الشريك في شركة استشارات الطاقة "أوتلوك أدفايزرز"، لشبكة "سي أن بي سي"، إن إغلاق مضيق هرمز سيضر على الأرجح بحلفاء إيران أكثر من أعدائها، مضيفاً أنهم [الإيرانيين] "لا يريدون القيام بشيء من شأنه أن يضر أنفسهم أولاً". هل يمكن للطرق البديلة أن تعوّض إغلاق المضيق؟ دفع التهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز على مر السنين، الدول المصدرة للنفط في منطقة الخليج إلى تطوير طرق تصدير بديلة. ووفقاً تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فعَّلت المملكة العربية السعودية خط أنابيب "شرق - غرب"، وهو خط بطول 1200 كيلومتر قادر على نقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يومياً. وفي عام 2019، أعادت السعودية استخدام خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتاً لنقل النفط الخام. كما ربطت دولة الإمارات العربية المتحدة حقولها النفطية الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عمان عبر خط أنابيب بطاقة يومية تبلغ 1.5 مليون برميل. وفي يوليو/تموز 2021، دشنت إيران خط أنابيب غوره - جاسك، المخصص لنقل النفط الخام إلى خليج عُمان. ويستطيع هذا الخط حالياً نقل حوالي 350 ألف برميل يومياً، مع أنّ التقارير تشير إلى أنّ إيران لم تحقق هذا القدر بعد. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أنّ هذه الطرق البديلة مجتمعة، قد تمكّن من تصدير نحو 3.5 مليون برميل من النفط يومياً - وهو ما يمثل نحو 15 في المئة من النفط الخام الذي يتم شحنه حالياً عبر المضيق.


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
بينما تشتد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، يجد عدد من السودانيين المقيمين في مدن إيران أنفسهم محاصرين بتداعيات نزاع متصاعد، تختلط فيه مشاعر الغربة والقلق على المستقبل، مع واقع الحرب الذي يطاردهم في وطنهم المضطرب، وزحف وراءهم إلى دولة لجوئهم للدراسة أو العمل. في مدينة أصفهان وسط إيران، إحدى المدن التي استُهدفت مؤخراً بسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية، يعيش الطالب السوداني سليم محمود حالةً من القلق المتزايد. يروي سليم محمود، وهو اسم مستعار للطالب الذي فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من أن يصاب بأذى، لبي بي سي كيف تحوّل ليل المدينة، الذي اعتاد أن يكون هادئاً طوال خمس سنوات، إلى سماء مضطربة يعكر صفوها أزيز الطائرات المسيرة، والانفجارات التي تُسمع بين فينةٍ وأخرى. يقول محمود إن الهجوم الأول على أصفهان لم يثر ذعره كثيراً، لكن تسارع وتيرة الأحداث غيَّر حساباته. فمع كل قصف جديد كان الخوف يتصاعد ومعه خيار الخروج من المدينة، حسب الطالب السوداني الذي يوضح: "أصبحت أحمل همين، وطني السودان الذي أنهكته الحرب، وإيران التي احتضنتني والتي كذلك أصبحت ساحة حرب جديدة". ويضيف الطالب السوداني الذي يدرس الهندسة الميكانيكية، أنه كان شاهداً على الانفجار الأول، "دوّى صوته في أرجاء المدينة، وعرفنا لاحقاً أن ضربة استهدفت موقعاً استراتيجياً". في اليوم الثاني من الهجمات، قرر محمود الانتقال مؤقتاً إلى مدينة كاشان، التي تبعد نحو 210 كيلومترات عن أصفهان، هرباً من احتمالات التصعيد والاضطراب. أما الآن، فيقول إنه يدرس خياراً أكثر جذرية يتمثل في مغادرة إيران كلياً إلى ماليزيا لمواصلة دراسته، ويرى أن العودة إلى السودان في ظل الحرب الحالية "ليست خياراً مطروحاً". وفي وقت سابق، أعلنت السفارة السودانية في طهران عن فتح باب الإجلاء للراغبين من أفراد الجالية السودانية، إذ صرّح السفير السوداني لدى إيران، عبد العزيز صالح، أن أول فوج في عملية الإجلاء سيشمل نحو 25 شخصاً من أصل قرابة 200 سوداني مسجلين لدى السفارة في عموم إيران، بينما يُعتقد أن عدد السودانيين في إيران أضعاف ذلك. وتعرضت محافظة أصفهان لهجمات جوية متفرقة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران، الذي استهدف مواقع عسكرية ومرافق نووية من بينها منشآت لتحويل اليورانيوم ومنصات لإطلاق صواريخ باليستية. ورغم قوة الهجمات، لم تعلن السلطات الإيرانية عن عمليات إخلاء جماعية، لكن تم تسجيل نزوح واضح من بعض المناطق القريبة من المنشآت العسكرية نحو مدن أكثر هدوءاً، مثل كاشان ويزد. وأدانت الحكومة السودانية المُشكَّلة من قبل مجلس السيادة الانتقالي - وقامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل نحو خمس سنوات - الهجوم الإسرائيلي ضد الأراضي الإيرانية، مؤكدةً على أن موقفها ثابت في دعم سيادة الدول ورفض الاعتداءات العسكرية على أي دولة. وكانت العاصمة طهران الأقل تأثراً بالضربات، بحسب شهادات سودانيين مقيمين في المدينة، إذ يقول علي نور - وهو سوداني مقيم في طهران استخدمنا له أيضاً اسماً مستعاراً - لبي بي سي نيوز عربي إن الهجمات الإسرائيلية تركزت على مناطق محددة، ولم تشمل كل أرجاء العاصمة. ويضيف أن ما ينقل عن الوضع الأمني في إيران فيه قدر عالٍ من التهويل، مؤكداً أنه "لا يفكر حالياً في مغادرة البلاد". ويشير إلى أنه رغم قلة عدد الجالية السودانية إلا أنهم منتشرون في مختلف المدن الإيرانية، وليس فقط في طهران. وأشار إلى أنه يحاول فقط البقاء حياً إلى حين أن يتمكن من تدبير أموره في أحد دول الجوار، مختتماً حديثه بقوله: لا معنى للخروج من إيران والعودة للسودان الذي كذلك يعاني من فظائع الحرب". السودانيون بين حربين بالنسبة لكثير من السودانيين في إيران، فإنهم عالقون بين حربين؛ واحدة في وطنهم الذي فروا منه بسبب الصراع الدائر منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأخرى تندلع نيرانها أمام أعينهم في البلد المضيف. وبينما تنفتح التكهنات بشأن مسار الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لا يبدو أن خيارات السودانيين العالقين بين الخرطوم وأصفهان ستكون سهلة، في ظل القيود السياسية والظروف الاقتصادية والتحديات التعليمية. يقول الشاب السوداني، أنور عبده، الذي يقيم في إيران منذ ثلاث سنوات، ويعمل في مجال الترجمة والتعليم للوافدين في طهران: "كل شيء تغير في الأسبوع الماضي، لم نعد نسمع في طهران إلا صفارات الإنذار، ونداءات التحذير، بجانب أصوات الانفجارات المتتالية". ويضيف عبده: "لم أكن أتوقع أن أعيش لحظة اضطر فيها إلى الهروب داخل بلد لجأت إليه أصلاً بحثاً عن الاستقرار". وذكر أنه بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب كان موجوداً في حي نارمك شرقي طهران حين سمع دوي غارات جوية تبعتها انفجارات عنيفة، ثم انتشرت أنباء عن استهداف منشآت تابعة للحرس الثوري. واسترسل في حديثه: "خلال الساعات التالية، بدأت الأخبار تتحدث عن موجة ثانية من القصف الإسرائيلي، وردود إيرانية بالصواريخ في اتجاهات مختلفة. أما بالنسبة لنا كأجانب، أصبح الوضع أكثر تعقيداً. الاتصالات كانت مقطوعة أحياناً، وهنالك ازدحام مروري خانق". في اليوم التالي، قرر أنور أن يغادر إلى مدينة كرج التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً غرب طهران، وهي مدينة آمنة نسبياً، ولا تحتوي على قواعد عسكرية ولا مقرات أمنية. ويواصل: "استأجرتُ شقة صغيرة مؤقتة لدى عائلة إيرانية أعرفها من قبل، وكانوا متعاونين ومرحبين بي جداً. ورغم استقراري الحالي إلا أن الحياة هنا لا تخلو من التوتر، لكن على الأقل لا صافرات إنذار ولا طائرات مسيرة". وأفاد بأن الوضع الإنساني في طهران كان صعباً عند خروجه، موضحاً أن خدمات الاتصالات غير مستقرة، والمستشفيات مكتظة، والمواصلات العامة تعمل بشكل متقطع. تُقدر أعداد السودانيين المقيمين في إيران بحوالي ألف شخص، بحسب ما أفاد به الباحث والكاتب الصحفي عاطف حسن لبي بي سي. ويقول حسن إن الغالبية يقيمون في مدينة قم التي تعد مركزاً دينياً وثقافياً شيعياً بارزاً. ويتابع: "معظمهم يدرسون في جامعة المصطفى العالمية، ويتخصصون في مجالات إنسانية ودينية، بجانب علوم دينية شيعية". وتعرف مدينة قم بأنها من أبرز معاقل التعليم الديني في إيران، وتستقطب طلاباً من مختلف الجنسيات، خاصةً من أفريقيا وآسيا، لدراسة الفقه، والفكر الإسلامي الشيعي واللغة الفارسية. وكانت العلاقات بين السودان وإيران قد شهدت تقارباً ملحوظاً في تسعينيات القرن الماضي، خاصة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، حيث قويت الروابط الدبلوماسية والعسكرية، وافتتحت طهران مركزاً ثقافياً في الخرطوم، ونشطت برامج التبادل الطلابي والديني، ولا سيما مع مؤسسات شيعية في مدن مثل قم وطهران. وفي عام 2016، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران على إثر إحراق السفارة السعودية في طهران، ما أدى إلى إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وتقليص التمثيل الدبلوماسي. لكن رغم ذلك، لا يزال يقيم عدد من السودانيين في إيران لأسباب دراسية أو عقدية. وأشارت تقارير صحفية عدة إلى أن طهران زودت الخرطوم بطائرات مسيّرة استخدمتها في معارك ضد قوات الدعم السريع. ورغم نفي الجيش السوداني ذلك، تؤكد تقارير غربية أن هذا الدعم غيّر ميزان القوة ميدانياً. ولم تكن إيران تاريخياً وجهة مفضلة للطلاب السودانيين، لكن بعد التقارب بين البلدين في عهد البشير قُبل كثير من الطلاب في منح دراسية بالجامعات الإيرانية، خاصة العلوم الشرعية والعلوم التطبيقية.