logo
30 عامًا من النمو والتحول الاستراتيجي .. كابيتال بنك من المحلية إلى الإقليمية

30 عامًا من النمو والتحول الاستراتيجي .. كابيتال بنك من المحلية إلى الإقليمية

سرايا الإخباريةمنذ 19 ساعات
سرايا - ثلاثة عقود من النمو المتواصل والتميّز الاستراتيجي رسمت مسيرة كابيتال بنك، الذي لم يكتفِ بتعزيز حضوره المحلي في السوق المصرفي الأردني، بل وسّع رؤيته وحدود طموحه ليصبح اليوم أحد أبرز المجموعات المصرفية على مستوى المنطقة. خلال هذه السنوات، شكّل الابتكار والتوسع والاستثمار في الكفاءات دعائم أساسية في رحلته نحو الريادة، مدعومة بثقة متنامية من العملاء والشركاء، وبتصنيف ائتماني متقدم يعكس متانته المالية واستقراره.
من الاستحواذات النوعية في الأردن والعراق، إلى إطلاق حلول مصرفية رقمية رائدة، أثبت البنك أنه قادر على التكيّف مع المتغيرات واستباق المستقبل. واليوم، في ظل تسارع التحول الرقمي وتزايد أهمية الاستدامة والشمول المالي، يواصل كابيتال بنك العمل برؤية طموحة تركز على تقديم تجربة مصرفية ذكية وشخصية ومتكاملة.
وفي هذه المقابلة مع الرئيس التنفيذي لكابيتال بنك، تامر غزالة، نسلّط الضوء على أبرز محطات مسيرة البنك، ونناقش استراتيجياته في التحول الرقمي، والتوسع الإقليمي، إضافة إلى رؤيته لمستقبل القطاع المالي.
1. السؤال الأول: يحتفل كابيتال بنك بمرور 30 عاماً على تأسيسه؛ كيف تصفون مسيرة البنك خلال هذه السنوات، وما أبرز المحطات التي ساهمت في نجاحه؟
لقد تخللت مسيرة كابيتال بنك محطات مفصلية كان لها الأثر الأكبر في رسم ملامح نموه وتوسعه، حيث صنف في العام 2023 ضمن أكبر 50 بنكا في الشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية من قبل مجلة فوربس، عدا عن قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني برفع تصنيف البنك طويل الأجل من الدرجة (B1) إلى (Ba3)في 2024، بالإضافة إلى حصوله على عدد من الجوائز العديدة من الجهات المرموقة المختلفة محلياً وعالمياً.
فمنذ تأسيسه، خطا كابيتال بنك خطوات واثقة وثابتة نحو تحقيق رؤيته الطموحة، مُرسخاً مكانته كمجموعة مالية إقليمية ذات صيت واسع النطاق، شهدت مسيرة البنك العديد من التحولات الاستراتيجية الذكية التي قادته ليتبوأ مكانة مرموقة كأحد أبرز اللاعبين في المشهد المصرفي الأردني والإقليمي. لقد استند البنك في صعوده المضطرد على استراتيجية محكمة قوامها الابتكار المدروس والتوسع الطموح، مركزاً في صميم خططه على تعزيز العمليات الأساسية لتحقيق أهداف النمو المستدام ليُجسد بذلك نموذجاً للريادة في السوق المصرفي محلياً وإقليمياً.
يُعد العام 2005 علامة فارقة بانطلاقته الإقليمية الأولى عبر الاستحواذ الاستراتيجي على حصة الأغلبية في المصرف الأهلي العراقي ليثبت بذلك قدرته الفائقة على التوسع وإدارة العمليات في أسواق جديدة. فيما عمل على تنويع عملياته لتتواكب مع مستجدات الأسواق لتلبية احتياجات العملاء ودعم الأنشطة الاقتصادية المختلفة من خلال الشركات التابعة مثل كابيتال للاستثمارات، الذراع الاستثماري لكابيتال بنك والتي تخدم أسواق الأردن والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى شركة كابيتال للتأجير التمويلي التي توفر حلول تأجير تمويلي مبتكرة.
فيما واصل كابيتال بنك تعزيز حضوره المحلي والإقليمي من خلال الاستحواذ على عمليات بنك عوده في الأردن والعراق عام 2021، بالإضافة إلى استحواذه على بنك سوسيته جنرال في الأردن في عام 2022، ليصبح بذلك من أبرز البنوك في المنطقة من حيث الانتشار والحجم. وفي دلالة على توسع البنك وريادته في العمل المصرفي تم إصدار سندات دائمة من الشريحة الأولى لتعزيز قاعدته الرأسمالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، والتي تعد الأولى من نوعها لبنك أردني في السوق المحلية، والمدرجة في بورصة ناسداك دبي، بالإضافة إلى دخول صندوق الاستثمارات العامة السعودي والذي يعد أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم كشريك استراتيجي، الأمر الذي عمل على زيادة رأس مال البنك بفضل حصة قدرها 23.97% مكّنت المجموعة من مواصلة تنفيذ استراتيجيتها التوسعية، مع الاستمرار في تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تعود بالنفع على العملاء والمساهمين.
2. خلال العقود الثلاثة الماضية، كيف استطاع كابيتال بنك ترسيخ مكانته في السوق المصرفي؟
على مدى السنوات الماضية، خطا كابيتال بنك خطوات راسخة ليصبح مؤسسة مالية إقليمية رائدة، قمنا بتحقيق رؤيتنا الطموحة من خلال التركيز على ركائزنا الاستراتيجية التي تتمحور حول التميز التشغيلي، التركيز على العملاء، النمو المستدام، والاستثمار بفريق عملنا. فنحن نعمل مسترشدين برؤية استراتيجية طموحة ارتكزت على توسع مدروس داخل الأردن وخارجه، من خلال عمليات استحواذ استراتيجية عززت حصته السوقية وقاعدة عملائه بشكل كبير، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات المصرفية، تنويع مصادر الإيرادات، وتحسين إطار إدارة المخاطر لتحقيق نمو مستدام ومربح يُعظم قيمة المساهمين.
فمن خلال استحواذنا على غالبية أسهم المصرف الأهلي العراقي، عملنا على تطوير وتوسيع نطاق منتجاته وخدماته، وتعزيز حضوره في السوق العراقي، ودعم الشمول المالي على مستوى البلاد، بالإضافة إلى تقديم كافة الخدمات للشركات الأردنية العاملة في العراق. حيث نواصل العمل الآن على زيادة رأسمال المصرف الأهلي العراقي وافتتاح فروع جديدة وطرح حلول متطورة. بالإضافة إلى دخول أسواق هامة في المنطقة من خلال فرع للمصرف الأهلي العراقي في المملكة العربية السعودية لخدمة الشركات ورجال الأعمال في كل من العراق والسعودية والأردن، حيث يمثل هذا التوسع الإقليمي أهمية استراتيجية كبيرة عملت على تعزيز مكانة البنك كلاعب إقليمي مؤثر وقادر على المنافسة بفعالية في القطاع المصرفي.
أما من ناحية المنتجات والخدمات والحلول المصرفية، عمل كابيتال بنك على تقديم حزم مصرفية استثمارية وتجارية متكاملة تم تصميمها لتلبية متطلبات العملاء من الشركات والأفراد على حد سواء، بالإضافة إلى تبني التقنيات الحديثة وتسريع التحول الرقمي في مجال الخدمات المصرفية، وتعزيز الشمول المالي في المملكة، من خلال تبني العديد من الخطط الطموحة والتي تضم على سبيل المثال إطلاق "Blink by Capital"؛ القناة البنكية الرقمية في العام 2022 والتي تعد أحد الحلول الرائدة والأكثر انتشاراً ضمن فئة الشباب.
3. نفذ كابيتال بنك خلال السنوات الماضية استراتيجية طموحة عززت من مكانته محلياً وإقليمياً ما الذي يميز هذه الاستراتيجية مقارنة بالبنوك الأخرى في المملكة؟
تميّزت استراتيجية كابيتال بنك عن غيره من البنوك في المملكة بكونها لم تقتصر على النمو التقليدي أو التوسع في الحصة السوقية، بل انطلقت من فهم عميق للتحولات في القطاع المصرفي ومتطلبات المرحلة القادمة. فهي استراتيجية استباقية وليست رد فعل، تهدف إلى إعادة تعريف الدور المصرفي من خلال الدمج بين الخدمات المالية التقليدية والرقمية، والتركيز على تقديم تجربة عميل متكاملة ومتفوقة. كما أنها مبنية على تنويع مصادر الدخل، وتوسيع قاعدة العملاء عبر قطاعات وأقاليم مختلفة، مع الحفاظ على نهج مؤسسي رصين يعزز من ثقة المستثمرين والشركاء. هذا البعد الشمولي في التفكير والتنفيذ هو ما جعل استراتيجية كابيتال بنك أكثر تميزاً واستدامة.
4. كيف انعكست استراتيجية التوسع الإقليمي لكابيتال بنك على أدائه ومكانته المالية، خاصة بعد استحواذه على بنك عودة في الأردن والعراق وسوسيته جنرال؟
لقد كان لاستراتيجية التوسع الإقليمي التي انتهجها كابيتال بنك، انعكاسات إيجابية جوهرية على أدائه ومكانته المالية، حيث عمل استحواذ المجموعة على فروع بنك عوده في الأردن والعراق على زيادة قيمة أصولها لتبلغ 3.6 مليار دينار أردني ورفع القيمة الماليّة لمساهمي المجموعة لأكثر من 400 مليون دينار أردني. فيما رفعت عملية استحواذ كابيتال بنك على فروع سوسيته جنرال في الأردن من قيمة أصول مجموعة كابيتال بنك الى نحو إلى 6.5 مليار دينار أردني، وزيادة حقوق المساهمين إلى ما يقارب 600 مليون دينار أردني للعام 2022.
علاوة على ذلك، قفزت هذه التوسعات بالبنك ليتبوأ مكانة مرموقة كواحد من أبرز اللاعبين في القطاع المصرفي على مستوى المنطقة من حيث حجم العمليات والانتشار الجغرافي، كما كان لها دور مباشر في تحقيق نمو قياسي في صافي أرباح البنك، مما يؤكد على جدوى هذه الاستراتيجية الطموحة، حيث انعكست استراتيجية التوسع الإقليمي ايجابياً على الأداء المالية للمجموعة حققت مع نهاية الربع الأول من العام 2025 أرباحاً صافية بعد الضرائب والمخصصات بلغت 50 مليون دينار، مع استقرار إجمالي الموجودات عند 8.2 مليار دينار، بينما بلغت مجموع ودائع العملاء حوالي 5.9 مليار دينار.
5. في ظل التغيرات المتسارعة في القطاع المصرفي، كيف يستعد البنك لمواكبة التحول الرقمي والتكنولوجي في الأعوام القادمة؟
يتبنى كابيتال بنك نهجاً شاملاً وجريئاً في التحول الرقمي، يقوم على إعادة صياغة التجربة المصرفية لتكون أكثر ذكاءً وسلاسة، وتتلاءم مع أسلوب حياة العملاء واحتياجاتهم المتغيرة. وقد شملت استراتيجيته تجديد وتحديث جميع قنواته الرقمية، إلى جانب تطوير بوابة موحدة تمكّن العملاء من إنجاز معاملاتهم المصرفية إلكترونيا بسهولة وأمان، دون الحاجة إلى زيارة الفروع. كما باتت تطبيقات الهاتف وأجهزة الخدمة الذاتية تمثّل الوجه الجديد للخدمة المصرفية، بما توفره من راحة وسرعة وتحكم كامل.
ولا تقتصر هذه الاستراتيجية على تطوير القنوات فقط، بل تشمل أيضاً دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، بهدف تقديم تجربة مصرفية ذكية وشخصية لكل عميل، عبر تقديم مشورات مالية ومقترحات مصممة خصيصًا لهم. ويسعى البنك إلى بناء منظومة متكاملة تضم خدمات من داخل وخارج القطاع المالي، تشمل التداول العالمي، والتحويلات، والمحافظ الرقمية، وخيارات الدفع المتقدمة، ما يجعله في موقع متقدم لصياغة مستقبل الخدمات المصرفية الرقمية في الأردن والمنطقة.
6. ما هي أبرز المبادرات والخطط الاستراتيجية التي يركز عليها كابيتال بنك في الوقت الحالي؟ وما هي القطاعات التي يرى فيها البنك فرصاً للنمو والتوسع؟
إضافة إلى إنجازاته الإقليمية، يركز كابيتال بنك حالياً على تعزيز مكانته كمزود رائد لحلول مالية متكاملة تلبي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء. ويتم تحقيق ذلك من خلال تطوير مجموعة متخصصة من المنتجات والخدمات، وتوسيع شبكة خدماته الرقمية لتوفير تجربة مصرفية سلسة ومريحة.
وبهدف التميز وترسيخ مكانته التفاضلية، يولي كابيتال بنك اهتماماً خاصاً بتعزيز دوره في قطاعات استراتيجية تشمل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم حلول التمويل الأخضر والمستدام للمساهمة في التنمية المستدامة. علاوة على ذلك، يسعى البنك إلى توسيع نطاق خدماته المصرفية الاستثمارية من خلال ذراعه المتخصص "كابيتال للاستثمارات"، والعمل على تقديم حلول تأجير تمويلي من خلال شركة كابيتال للتأجير التمويلي، ليقدم بذلك باقة شاملة من الحلول المالية والاستثمارية المتكاملة التي تتواكب مع مستجدات الأسواق لتلبية احتياجات العملاء ودعم الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
ويرى كابيتال بنك فرصاً واعدة في قطاعات حيوية متعددة، بما في ذلك قطاع الخدمات المصرفية الخاصةPrivate Banking الذي يركز على تلبية الاحتياجات المالية للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية. ويؤمن البنك بأن هذه القطاعات تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتتوافق مع رؤيته الاستراتيجية الشاملة.
مع الأولويات الوطنية، كما يسعى البنك إلى تعزيز الشمول المالي من خلال تقديم خدمات مصرفية متنوعة لجميع شرائح المجتمع.
7. كيف يساهم كابيتال بنك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية التحديث الاقتصادي من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية والاستدامة؟
يضع كابيتال بنك الاستدامة في صميم استراتيجيته، إدراكاً منه لدوره المحوري في قيادة التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة. ويتجلى هذا الالتزام في تبني نهج شامل يدمج بين النمو الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية والبيئية في كافة جوانب العمليات. ولا يقتصر دور البنك على مواكبة التطورات، بل يسعى ليكون في طليعة المبتكرين في القطاع المالي، خاصة في مجال التمويل الأخضر، وذلك انسجاماً مع رؤية الأردن واستراتيجية البنك المركزي الأردني 2023-2028.
وفي هذا الإطار، يلتزم كابيتال بنك بتطوير حلول تمويلية تدعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر، ويشمل ذلك تمويل مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتشجيع الشركات على تبني ممارسات مسؤولة بيئياً. لم تقتصر مساهمات كابيتال بنك على ذلك فحسب، بل على إحداث تأثير ملموس ومستدام في حياة الناس، حيث يسعى الببنك من خلال استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لمعالجة أبرز القضايا التي تواجه الأردنيين، والعمل على التركيز على شريحة الشباب في المجتمع، فجاءت ركائز استراتيجيته للمسؤولية الاجتماعية - والتي تشمل الثقافة المالية، ريادة الأعمال، تمكين المرأة، والبيئة - منسجمة ومتوافقة مع القضايا الرئيسية في الأردن وتساهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
علاوة على ذلك، يولي كابيتال بنك أهمية قصوى للحوكمة الرشيدة، حيث قام بتطوير نظام حوكمة قوي يعزز الشفافية والمساءلة، ويضمن تنفيذ معايير الاستدامة بأعلى مستويات الكفاءة. وقد شكل البنك لجنة متخصصة لمتابعة تنفيذ سياسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، ويعمل على تطوير استراتيجيات تسهم في الامتثال لأفضل الممارسات العالمية وتحقيق أثر إيجابي ملموس في المجتمع.
وإيماناً بأن الاستدامة تتطلب تعاوناً وثيقاً، يسعى كابيتال بنك إلى بناء نموذج مصرفي حديث يقوم على الابتكار والمسؤولية، ويعمل بالتعاون مع شركائه وعملائه وموظفيه لتحقيق أهداف الاستدامة والمساهمة في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة للأردن والمنطقة.
8. ما مدى جاهزية كابيتال بنك لتبني الحلول المالية الرقمية الجديدة مثل التكنولوجيا المالية (FinTech)؟ وكيف ترى الإدارة مستقبل القطاع المالي في هذا المجال؟
عن مدى جاهزية كابيتال بنك، أصبحت ثقافة الابتكار والبحث والتجريب جزءً من بيئة العمل داخل البنك، ما يعزز من قدرته على مواكبة التطورات المستمرة في هذا المجال. وترى الإدارة أن مستقبل القطاع المالي سيكون معتمداً بشكل كبير على التطور والتقدم في المجالات التقنية المختلفة، حيث استطعنا أن نمضي قُدماً في مسيرة تحولنا الرقمي، إذ نؤمن في كابيتال بنك أن الرقمنة هي المحرك الأساسي للنمو المستدام في القطاع المصرفي لنقوم على إعادة صياغة الخدمات المالية لتكون أكثر كفاءة، وشمولاً، وسرعة بالإضافة إلى تطوير منصاتنا الرقمية لتوفير حلول مبتكرة لعملائنا، سواء للأفراد أو للشركات.
ومن الجدير ذكره أننا نقوم حالياً من خلال مبادراتنا الداخلية بتحديث وتطوير وترقية القدرات التقنية الأساسية والقنوات الرقمية للبنك، مما ينعكس إيجاباً على الربحية والتميز التشغيلي وجودة الخدمات الرقمية، لتقديم خدمات مناسبة ومخصصة لعملائنا في قطاعي الشركات والأفراد تتناسب مع العالم الرقمي. حيث عملنا مؤخراً على تطوير وأتمتة العديد من العمليات والخدمات لتحسين تجربة العملاء، مثل التسجيل الرقمي وفتح حسابات الأفراد رقميا دون الحاجة لزيارة الفرع، وخدمة "اعرف عميلك" الإلكترونية، وإصدار البطاقات الفوري، بالإضافة إلى نظام متكامل لإدارة علاقات العملاء للأفراد والشركات، وغيرها الكثير. ونطمح لاستخدام التخصيص الفائق للعملاء لتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم على تنوعها واختلافها.
كما نقوم بالتركيز على دور منظومة البيانات والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة ودقة التقارير المالية والرقابية، حيث يعمل البنك على تنفيذ برنامج شمولي لحوكمة البيانات لضمان دقة واعتمادية المعلومات، وكذلك الامتثال في مختلف القطاعات، كما يعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي من شأنها تعزيز الاستفادة من البيانات واستخلاص المعلومات التي تساعد على اتخاذ القرارات واستهداف العملاء بخدمات تتماشى مع خصوصية كل عميل.
أما فيما يتعلق بالتعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، قام البنك بإطلاق منصة فحص وتطوير الخدمات المصرفية والتمويل المفتوحة انطلاقاً من التزامه برؤية الأردن لدمج المؤسسات المالية مع النظام البيئي للتكنولوجيا المالية، وزيادة مستويات الشمول المالي وتحسين الكفاءة، ومواكبة أحدث التطورات العالمية في القطاع المصرفي.
وحرصا على مواكبة أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا المالية، نعمل باستمرار على تقديم خدمات مصرفية متطورة وآمنة من خلال "Blink by Capital"، وهي قناة بنكية رقمية بالكامل تهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية لتشمل شرائح أوسع من المجتمع.
وقد عمل البنك على استحداث وتنفيذ برنامج شمولي لأمن المعلومات واستمرارية الأعمال ومرونة الخدمات، بما يتوافق مع التشريعات والمعايير العالمية.
يطمح البنك للاعتماد على موارده الداخلية لتطوير الأنظمة والخدمات، وذلك من خلال استقطاب الكفاءات والخبرات المحلية، وإطلاق برامج أكاديمية تستهدف توظيف وتدريب حديثي التخرج المتميزين بما ينعكس على الكفاءة التشغيلية ويعزز الدور المجتمعي للبنك.
أما فيما يخص نظرة الإدارة لمستقبل القطاع المالي، يشهد القطاع تطوراً ملفتاً في التحول من خدمات الفروع إلى الخدمات الذاتية عبر القنوات الرقيمة، مما يوسع نطاق الخدمات المصرفية والمالية لتشمل شريحة أوسع من العملاء تتجاوز نطاق شبكات الفروع، وخصوصا مع توفر منصات وخدمات الكترونية للدفع والتحويل المالي، وقد يقود ذلك لتحول خدمات الفروع التقليدية لتصبح خدمات استشارية للعملاء في إدارة المال والاستثمار والاقتراض، وذلك يحتاج لأتمتة معظم العمليات والاستثمار في تقنيات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
كما نرى أن عدة عوامل مثل اعتماد معايير العمليات المصرفية المفتوحة، ترخيص مزودي الخدمات المالية الرقمية، إطلاق العملات الرقمية، وتشريع التداول بالعملات المشفرة سوف تساهم بفتح افاق واسعة لتوفير خدمات مصرفية ومالية رقمية جديدة، مثل رقمنة الأصول الحسية كالعقارات والسيارات، خدمات حفظ الأصول الرقمية، التداول الرقمي والفوري للأصول الرقمية، نقل الأموال عبر الحدود بشكل فوري، خدمات الدفع المؤجل، والخدمات المالية المدمجة بشكل عام.
يتطلب التميز في هذا القطاع التنافسي الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، البحث عن فرص شراكة بين البنوك وشركات الحلول المالية والوصول الى شبكة شراكات أوسع لمزودي الطرف الثالث، وكذلك اعتماد استراتيجيات طويلة الأمد لتطوير الخدمات وتهيئة الفرص لفتح قنوات وأنواع جديدة من الخدمات المالية والمصرفية.
9. ما هي الرسالة التي تودون توجيهها لعملاء البنك وموظفيه بمناسبة الذكرى الثلاثين على تأسيس كابيتال بنك؟
نود أولاً أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى القيادة الهاشمية الحكيمة على رؤيتها السديدة ودعمها المتواصل للاقتصاد الوطني عموما وللقطاع المصرفي على وجه الخصوص، حيث يعد هذا الدعم نبراساً لنا على الدوام. ونتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى البنك المركزي الأردني على جهوده القيمة وتوجيهاته الرشيدة التي ساهمت في تطور ونمو القطاع.
كما نتقدم بخالص الشكر والتقدير لعملائنا الكرام على ثقتهم وولائهم الذي كان الدافع الأساسي لنجاحنا على مدار هذه العقود. ولا ننسى أن نتوجه بتحية إجلال وتقدير لموظفينا الأعزاء، فهم الثروة الحقيقية للبنك وعماد إنجازاته، وبجهودهم وتفانيهم وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. ونؤكد لعملائنا التزامنا الراسخ بتقديم أفضل الخدمات والمنتجات المصرفية المبتكرة التي تلبي احتياجاتهم وتفوق توقعاتهم. ونتطلع بثقة وعزم نحو المستقبل، مستندين إلى إرثنا العريق وشراكتكم القيمة، لمواصلة مسيرة النمو والنجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات في خدمة مجتمعنا واقتصادنا الوطني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبراء: ورشات التحديث الاقتصادي تدعم تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
خبراء: ورشات التحديث الاقتصادي تدعم تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

هلا اخبار

timeمنذ 3 ساعات

  • هلا اخبار

خبراء: ورشات التحديث الاقتصادي تدعم تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

هلا أخبار – ناقش ممثلو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أبرز ما تحقق من مبادرات خلال المرحلة الأولى من رؤية التحديث الاقتصادي، وأهم الإنجازات والتحديات والفرص المتاحة للقطاع. وأكد الخبراء، خلال ورشة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن محرك الخدمات المستقبلية التي عقدت في الديوان الملكي الهاشمي، اليوم الاثنين، أن رؤية التحديث الاقتصادي وضعت لتمتد على مدى 10 سنوات ضمن ثلاث مراحل، لافتين إلى أهمية مراجعة التنفيذ بعد كل مرحلة. وقالوا، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن عقد مثل هذه الورشات خطوة مهمة لتحسين القطاع، مشددين على أن هذا هو التوقيت المناسب لمراجعة المرحلة الأولى من رؤية التحديث الاقتصادي. وأكد رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات 'إنتاج'، أمجد الصويص، أهمية قياس أثر المبادرات، فبالرغم من سيرها في الاتجاه المطلوب ضمن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلا أنه لا بد من التركيز على قياس الأثر المباشر على المواطن. وفيما يتعلق بأهمية دعم جمعية 'إنتاج' لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أشار الصويص إلى أن الجمعية تمثل جزءا من القطاع الخاص، ومن أبرز أهدافها دعم هذا القطاع من خلال فتح الأسواق، وتعزيز التشبيك مع الدول المجاورة، إضافة إلى تطوير الخبرات في القطاع. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة 'زين الأردن'، فهد الجاسم، إن عقد مثل هذه الورشات يعد خطوة مهمة للارتقاء بالقطاع، خصوصا لشركات الاتصالات، لما تمنحه هذه الرؤية من أهداف واضحة. وأوضح أن قطاع الاتصالات يشكل عنصرا أساسيا في جميع قطاعات الدولة، ويمثل داعما رئيسيا للنمو بشكل كبير. من جهتها، قالت الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بروفيشنال للتكنولوجيا الذكية، رولا عموري، إن مراجعة المرحلة الأولى للرؤية تهدف لوضع أفكار وخطط لتطويرها وتجويد المبادرات في هذا السياق. ويتمتع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنقاط قوة أهمها: تميز الأردن بموقع استراتيجي متميز في قلب منطقة الشرق الأوسط وبين قارتي آسيا وأوروبا ما يسهل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، ووجود قاعدة واسعة من الخريجين المؤهلين في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى التحاق ما بين 5 – 8 آلاف خريج بسوق العمل بشكل منتظم، وتوفر بنية تحتية رقمية موثوقة تشمل شبكة الجيل الرابع ذات التغطية القوية وشبكة ألياف ضوئية، بالإضافة إلى خدمات الجيل الخامس. كما أن لدى القطاع في الأردن سجلا حافلا بالإنجازات مدعوما بمجموعة من الشركات الرائدة والراسخة، بالإضافة إلى الانخراط بالأسواق العربية المجاورة، ويتميز بالمرونة وسرعة النمو لا سيما في مجال الاستعانة بمصادر خارجية للأعمال إذ شهدت الإيرادات نموا ملحوظا خلال عامين فقط، حيث ارتفعت من 55 مليون دولار في عام 2018 إلى 110 ملايين دولار عام 2020، وكذلك إمكانية الوصول إلى 1.5 مليار عميل في 161 دولة بفضل 7 اتفاقيات للتجارة الحرة والعديد من الاتفاقيات الثنائية الأخرى، وأخيرا توفر الدعم الحكومي للقطاع من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الحوافز. وتشمل أهداف القطاع ضمن رؤية التحديث الاقتصادي: تعزيز مكانة الأردن كمركز استثماري جاذب في مجال الابتكار الرقمي، وكمنصة انطلاق للحلول الرقمية القابلة للتوسع على المستويين الإقليمي والدولي، تسريع عملية التحول الرقمي في القطاع الحكومي، ودعم وتشجيع الشركات الناشئة من خلال توفير فرص أوسع. وتضمنت أبرز مبادرات القطاع – المرحلة الأولى: إعداد قوى عاملة مؤهلة للمستقبل وقادرة على تلبية متطلبات سوق العمل من خلال برامج تدريب وتعليم تركز على أحدث مخرجات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، تأسيس جهة مختصة بالبيانات العامة تتولى مسؤولية توفير البيانات، وتسهيل الوصول إليها ودعم عملية صنع القرار، وتسريع وتيرة التحول الرقمي الحكومي من خلال إقامة شراكات مع القطاع الخاص، وكذلك تحسين حزم الحوافز الاستثمارية وبما يسهم في جذب الاستثمارات وتنمية المواهب على نطاق واسع، وإنشاء منطقة حرة افتراضية لتكون حاضنة للابتكار والريادة. ويركز القطاع ضمن الرؤية على دعم ونمو الشركات الناشئة، وإنشاء بيئة تنظيمية مخصصة لاختبار التقنيات الثورية وتقييمها بهدف دعم الابتكار، وإنشاء صندوق متخصص في دعم البحث والتطوير، وابتكار الملكية الفكرية، وإطلاق خدمات الجيل الخامس بهدف تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتسريع التحول الرقمي، إضافة إلى إنشاء وحدة متخصصة بمشاريع التحول الإلكتروني. ومن أبرز منجزات القطاع في المرحلة الأولى: إنشاء وتشغيل 9 مراكز خدمات حكومية شاملة في 8 محافظات وتخصيص مواقع لإنشاء 6 مراكز جديدة في المملكة، رقمنة أكثر من 1600 خدمة حكومية، بنسبة 68.5 بالمئة من الخدمات الحكومية المستهدفة، وإطلاق وتنفيذ مجموعة من البرامج الهادفة إلى دعم وتمكين وتدريب الشباب في مجالات المهارات الرقمية، بهدف تعزيز فرصهم في التوظيف، إضافة إلى إطلاق نسخة محدثة من تطبيق سند، حيث بلغ عدد الهويات الرقمية المفعلة 1.8 مليون هوية حتى النصف الأول من عام 2025.

الدين العام الأوكراني يصل إلى 184 مليار دولار
الدين العام الأوكراني يصل إلى 184 مليار دولار

الوكيل

timeمنذ 4 ساعات

  • الوكيل

الدين العام الأوكراني يصل إلى 184 مليار دولار

الوكيل الإخباري- صرح عضو مجلس الاتحاد الروسي أليكسي بوشكوف بأن الدين العام لأوكرانيا بلغ 184.84 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريبا حجم الناتج المحلي الإجمالي الرسمي لأوكرانيا. وكتب في قناته على "تلغرام": "الدين العام لأوكرانيا وصل إلى 184.84 مليار دولار، أي ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي الرسمي لأوكرانيا". اضافة اعلان وبحسب رأي بوشكوف، إذا انطلقنا من أن حجم الناتج المحلي الإجمالي "مضخم" جدا لأنه يشمل كل المساعدات المالية الغربية والمنح من مصادر خارجية، فإن الدين العام لأوكرانيا يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي الحقيقي بـ 1.5 إلى 2 مرة. وأشار عضو مجلس الاتحاد الروسي إلى أن "أوكرانيا تعتمد على المساعدات المالية الغربية كالمدمن على الإبر. وفي الوقت نفسه، لا يهتم الغرب مطلقا لا بالصحة ولا بالحالة الاقتصادية ولا الاجتماعية لأوكرانيا. إنها تفنى عمدا في صراعهم مع روسيا".

التمويل الإسلامي يحقق أسرع وتيرة نمو في العالم
التمويل الإسلامي يحقق أسرع وتيرة نمو في العالم

الدستور

timeمنذ 5 ساعات

  • الدستور

التمويل الإسلامي يحقق أسرع وتيرة نمو في العالم

وسط اضطرابات الأسواق العالمية والتقلبات الحادة في معدلات الفائدة وأسعار الأصول، يواصل التمويل الإسلامي تسجيل معدلات نمو استثنائية جعلته يتصدر مشهد الخدمات المالية الأسرع نموا حول العالم. فخلال عام 2024 وحده، قفزت أصول القطاع بنسبة 12% لتتجاوز حاجز 5.5 تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخه، محققا أداء يتفوق على الأنظمة المصرفية التقليدية والأسواق الناشئة مجتمعة، وفقا لتحليل صادر عن مجموعة بورصة لندن (LSEG)، ونشر ضمن تقرير يوليو/تموز 2025 لبنك «ستاندرد تشارترد».وأظهرت بيانات التقرير الصادر عن بنك ستاندرد تشارترد، بعنوان «التمويل الإسلامي للمؤسسات المالية.. فتح النمو وسط التحولات العالمية»، أن النمو التراكمي للأصول الإسلامية بلغ 43%، على مدى خمس سنوات (2020–2024)، وهو ما يضع القطاع في صدارة قائمة قطاعات التمويل المنظمة الأسرع نموا على مستوى العالم. ولا يقتصر هذا الصعود على حجم الأصول، بل يشمل اتساعا جغرافيا لافتا وابتكارات تنظيمية ورقمية تعيد تشكيل مستقبل الصناعة المالية الإسلامية. وكشفت بيانات التقرير أن التمويل الإسلامي لم يتأثر بالضغوط التضخمية العالمية، ولا بتغيرات أسعار الفائدة الحادة التي شهدتها البنوك المركزية في الدول الغربية.وأكد التقرير- الذي نشره موقع العربي الجديد - أن صناعة التمويل الإسلامي حافظت على استقرارها بفضل بنيتها القائمة على الأصول، ونموذج المشاركة في المخاطر، والابتعاد عن أدوات الدين التقليدية. وتشير التقديرات إلى أن الأصول الإسلامية ستتجاوز 7.5 تريليون دولار بحلول 2028، ما لم تحدث انعطافات كبرى في الأنظمة الرقابية أو التشريعية المعتمدة في الأسواق الرئيسة. فما الذي يدفع بهذا النمو المتسارع؟ ومن يقوده؟ وأين تتركز فرصه الأكبر؟ هذا ما يجيب عنه التقرير التالي: سر النمو المتسارعللتمويل الإسلامي : أظهر تقرير «ستاندرد تشارترد» أن تسارع نمو التمويل الإسلامي خلال عام 2024 يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي: الطلب المحلي المرتفع، والدعم التنظيمي، والتوسع الرقمي. وبحسب نتائج استطلاع «نبض المصارف الإسلامية 2025» المضمن في التقرير، قال 43% من المشاركين من القيادات المصرفية إن الطلب المحلي هو المحرك الأساسي للنمو، مشيرين إلى ازدياد توجه الأفراد والمؤسسات نحو المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة، خاصة في دول مثل السعودية وباكستان وإندونيسيا.إلى جانب ذلك، أشار 20% من المشاركين إلى أن وجود بيئة تنظيمية داعمة يمثل عاملا حاسما في نمو القطاع، إذ شهد عام 2024 تحولات تنظيمية بارزة، أبرزها في باكستان التي أقرت تعديلا دستوريا لإلغاء التعاملات الربوية بحلول نهاية 2027، ما أطلق عملية تحول مصرفي شامل نحو النظام الإسلامي. كما فرضت إندونيسيا على البنوك التقليدية التي تتجاوز نسبة أصولها الإسلامية 50% أن تفصل وحداتها الإسلامية إلى كيانات مستقلة خلال عامين. ووفقا للتقرير، فإن التوسع الرقمي شكل المحرك الثالث للنمو، حيث أشار التقرير إلى أن 50% من البنوك الإسلامية بدأت فعليا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو تخطط لاعتمادها قريبا، مع التركيز على أتمتة الخدمات، وتحليل البيانات، وتخصيص المنتجات بما يتناسب مع احتياجات العملاء الجدد. وبين التقرير أن هذا التوجه الرقمي ساهم في توسيع قاعدة العملاء، خصوصا في فئة الشباب، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والفئات غير المخدومة مصرفيا.من يقود النمو فيالتمويل الإسلامي عالمياً؟كشف تقرير «ستاندرد تشارترد» أن قيادة النمو المتسارع في قطاع التمويل الإسلامي تعود بشكل أساسي إلى تحالف من الأسواق النشطة والبنوك الكبرى والهيئات التنظيمية، مع تصدر السعودية وماليزيا المشهد العالمي. وبحسب التقرير، جاءت السعودية في مقدمة الأسواق الدافعة للنمو، بعدما تجاوزت هدفها المعلن بتحقيق 22.5% من إجمالي أصول التمويل الإسلامي العالمي بحلول 2025، لتصل فعليا إلى 23% في عام 2024. ويعزو التقرير هذا التقدم إلى السياسات الوطنية ضمن «رؤية السعودية 2030»، التي وضعت التمويل الإسلامي أحدَ ركائز تطوير القطاع المالي، إلى جانب الدور النشط الذي تلعبه البنوك السعودية، مثل «الراجحي» و»البلاد»، في قيادة الابتكار والتوسع داخل المملكة وخارجها.أما ماليزيا، فقد حافظت، بحسب التقرير، على موقعها أكثرَ الأسواق نضجا من حيث البنية التحتية التنظيمية، بفضل اعتمادها نهج التمويل القائم على القيم الذي تبناه البنك المركزي، ويهدف إلى مواءمة المنتجات المصرفية الإسلامية مع أهداف التنمية المستدامة. كما تحتفظ ماليزيا بريادة إصدار الصكوك، وتمتلك قاعدة متنوعة من البنوك الإسلامية والمؤسسات الاستثمارية. من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن الهيئات التنظيمية الدولية، مثل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) ومجلس الخدمات المالية الإسلامية، تلعب دورا متناميا في توحيد المعايير الفنية والرقابية بين الأسواق، ما يعزز ثقة المستثمرين ويدفع بتوسع التمويل الإسلامي في بيئات قانونية مختلفة.كما ساهمت المؤسسات المالية الإسلامية الكبرى، مثل بيت التمويل الكويتي والبنك الإسلامي للتنمية، بحسب التقرير، في تمويل مشروعات عابرة للحدود، وتوفير أدوات مبتكرة مثل الصكوك الخضراء وصناديق الزكاة الوقفية، وهو ما يدعم استدامة النمو في الأسواق الناشئة. وأوضح التقرير أن هذا النمو لا يدار فقط من العواصم الإسلامية التقليدية، بل أصبح يتسارع أيضا بفعل اهتمام عالمي متزايد من دول غير إسلامية، على غرار المملكة المتحدة ولوكسمبورغ وجنوب أفريقيا، التي تسعى لاقتناص فرص التمويل الإسلامي ضمن استراتيجياتها لتنويع القطاع المالي.إلى أين تتجه فرص التمويل الإسلامي القادمة؟أفاد تقرير «ستاندرد تشارترد» بأن الفرص المستقبلية الكبرى في قطاع التمويل الإسلامي ستتركز بشكل واضح في الأسواق الحدودية والناشئة، لا سيما في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، مدفوعة بتزايد الطلب، وتوسع القنوات الرقمية، والدعم التنظيمي المتصاعد. وبحسب نتائج استطلاع «نبض المصارف الإسلامية» المرفق بالتقرير، صنف 24% من قادة البنوك الإسلامية الممرات الاقتصادية الناشئة بين الخليج وأفريقيا وجنوب شرق آسيا أهمَّ مناطق التوسع الاستراتيجي خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتشمل هذه الممرات أسواقا مثل كينيا ونيجيريا ومصر وبنغلادش وكازاخستان، حيث يتزايد الاهتمام بالحصول على حلول تمويلية متوافقة مع الشريعة، خاصة في القطاعات التي تعاني من فجوات تمويلية مثل الزراعة والإسكان والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.ويشير التقرير إلى أن العديد من هذه الدول يمتلك كتلا سكانية كبيرة من المسلمين غير المخدومين مصرفيا، إضافة إلى حاجة واضحة إلى منتجات مالية مرنة وعادلة يمكن أن توفرها نماذج التمويل الإسلامي. فعلى سبيل المثال، تزداد فرص التمويل الإسلامي في الفيليبين بالتزامن مع التعديلات التشريعية الأخيرة التي أقرها البنك المركزي لإنشاء أول بنوك إسلامية مرخصة في البلاد. ومن جانب آخر، يؤكد التقرير أن التمويل الأخضر والمستدام يمثل حاليا أحد أسرع مجالات النمو ضمن القطاع الإسلامي. ويعكس ذلك تنامي إصدار الصكوك الخضراء، وتوجه عدد من المؤسسات الإسلامية الكبرى نحو تأسيس صناديق استثمار تركز على البنية التحتية منخفضة الانبعاثات والطاقة النظيفة والتعليم والصحة. ويرى التقرير أن اعتماد التكنولوجيا المالية الإسلامية سيلعب دورا أساسيا في تسريع هذا التوسع، خصوصا في المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى البنية المصرفية التقليدية. ويتوقع التقرير أن تشهد السنوات القادمة توسعا في البنوك الإسلامية الرقمية ومنصات التمويل الجماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يسمح بتقديم خدمات مالية متوافقة مع الشريعة للمجتمعات الريفية والناشئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store