logo
BMP-2 الروسية فخ موت للجنود

BMP-2 الروسية فخ موت للجنود

الدفاع العربي٢٢-٠٢-٢٠٢٥

BMP-2 الروسية فخ موت للجنود
كشفت الحرب الدائرة في أوكرانيا عن العيوب الخطيرة التي تعيب مركبات القتال المشاة التي صممها الاتحاد السوفييتي. وخاصة مركبات BMP-2.
واضطرت القوات الروسية إلى تنفيذ تعديلات مؤقتة للتعويض عن هذه العيوب، في محاولة لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة في القتال.
في الآونة الأخيرة، ظهرت صور تظهر مركبات BMP-2 المطورة مع مقصورات خارجية كبيرة للقوات مثبتة أعلى هيكل المركبة. وتنبع هذه التعديلات من عدم الراحة المتأصل والظروف الضيقة داخل مقصورة القوات القياسية، مما يضطر الجنود . إلى بناء هياكل أكبر بأبواب أوسع لتسهيل النزول.
الحرب السوفييتية الأفغانية
إن هذه الممارسة تذكرنا بتكتيكات تعود إلى الحرب السوفييتية الأفغانية عندما كان الجنود يركبون عادة فوق المركبات المدرعة. ويعتقد أن الجلوس فوق المركبة يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة في حالة وقوع هجوم بقذيفة آر بي جي . أو انفجار لغم مضاد للدبابات، لأنه يمنع الجنود من الوقوع في فخ داخل مركبة محترقة أو مدمرة.
وبسبب ضعف مركبات BMP-2، يختار الجنود الروس في كثير من الأحيان الركوب على السطح بدلاً من داخلها. هذا التكيف هو محاولة للتخفيف من خطر الإصابات الناجمة عن ضعف حماية المركبة ضد الألغام والأسلحة المضادة للدبابات.
في المقارنات المباشرة في ساحة المعركة، أثبتت BMP-2 القديمة أنها أدنى من ناقلات الجنود المدرعة الغربية الأقدم، مثل M113 الأمريكية . وعلى الرغم من درعها المصنوع من الألومنيوم، فإن M113 توفر قدرة أفضل على المناورة وراحة القوات وسهولة الصيانة.
ويتكون هيكل BMP-2 من عدة صفائح فولاذية ملحومة مرتبة بزوايا مختلفة، وهي بنية معقدة لا توفر أي ميزة حماية كبيرة. يبلغ سمك . درع المركبة 10 مم فقط، وهو غير كافٍ ضد التهديدات الحديثة.
وعلى النقيض من ذلك، يبلغ سمك الدرع الأمامي لـ M113 38 مم، بينما يبلغ سمك اللوحة الأمامية لـ BMP-2 15 مم فقط.
خواطر مميته
وعلاوة على ذلك، في حالة وقوع ضربة بسلاح مضاد للدبابات أو انفجار لغم، فإن طاقم وركاب BMP-2 هم أكثر عرضة للعواقب. المميتة مقارنة بمن هم داخل مركبات M113 – أو حتى أكثر من ذلك مقارنة بالمركبة القتالية الأمريكية . برادلي المدرعة الثقيلة، والتي اكتسبت سمعة قوية في القدرة على البقاء في ساحة المعركة.
إن تصميم BMP-2 غير مناسب بشكل خاص للتعامل مع تهديدات الألغام. حيث تم وضع عجلة الطريق. الأمامية اليسرى بطريقة تجعل السائق يُقتل على الفور تقريبًا في حالة مرور المركبة فوق لغم.
في حين كانت مركبات المشاة القتالية من الحقبة السوفييتية تقدَّر في وقت ما لتكاليف إنتاجها المنخفضة، فإن الاقتصاد الروسي . المتعثر والقدرة الصناعية المحدودة أعاقت الإنتاج على نطاق واسع لكل من BMP-2 وخليفتها المقصودة، BMP-3 .
ولا تزال الأخيرة، المصممة كتحسين، تعاني من العديد من نفس العيوب الأساسية، والتي تستمر في دفع القوات الروسية . إلى تفضيل الركوب فوقها بدلاً من داخلها.
وبحسب موقع Oryx الاستخباراتي مفتوح المصدر، فقدت روسيا 886 مركبة قتالية مدرعة من طراز BMP-1، و1471. مركبة قتالية مدرعة من طراز BMP-2، و427 مركبة قتالية مدرعة حديثة من طراز. BMP-3، مما يوضح مدى ضعف هذه المركبات في الحرب الحديثة.
وقد أبرزت حقائق ساحة المعركة أوجه القصور في المركبات المدرعة من الحقبة السوفييتية. مما سلط الضوء بشكل أكبر على الفجوة بين التصاميم القديمة ومتطلبات القتال الحديثة.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صديق منتصف الطريق !
صديق منتصف الطريق !

عكاظ

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

صديق منتصف الطريق !

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (السابق) كقطبين يحكمان العالم، ويتنافسان على تكوين حلفاء لهما في الشرق والغرب ليتمكنا من بسط هيمنتهما السياسية بل والاقتصادية عليه، وقد ظهر خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية مصطلح الحرب الباردة؛ الذي كان يعني التسابق الصناعي العسكري بين الدولتين في محاولة لإنتاج أفضل تقنية عسكرية تسيطر بها كل واحدة منهما على العالم. كان التسابق بين القطبين متسارعاً إلى أن وصل إلى ما عُرف بحرب النجوم؛ حيث رغب كل قطب في الاستحواذ على الفضاء من خلال نشر أقمار التجسس التي تراقب كل ما يدور فوق سطح الكرة الأرضية، إضافة إلى نشر الصواريخ البالستية بعيدة المدى والقادرة على حمل رؤوس نووية تستطيع ضرب أي دولة معادية. أما على الأرض فقد كان هناك تسابق على كسب العديد من الحلفاء وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ولذا سعت كل منهما لإمداد حلفائها بالتقنيات العسكرية المتنوعة، فخسارة أي حليف تعني سعيه لطلب الحماية من القطب الآخر في مواجهة أي تهديد عسكري، وخلال منتصف القرن الماضي كانت هناك دول عربية محدودة تحظى بالدعم العسكري السوفييتي من أهمها مصر وسوريا والعراق. غير أنه خلال خمسينيات القرن الماضي، ولا سيما عقب حرب 1956، اتضح تماماً أن الاتحاد السوفييتي لا يهتم كثيراً بمساعدة حلفائه، فعندما اندلعت حرب السويس لم يتخذ الاتحاد السوفييتي موقفاً حاسماً، حتى عندما طالب الإنذار السوفييتي- الأمريكي الدول المعتدية على مصر بالانسحاب، كانت الولايات المتحدة (بقيادة الرئيس أيزنهاور) هي الطرف الأكثر جدية في إنهاء العدوان أكثر من الاتحاد السوفييتي نفسه. اتبع الاتحاد السوفييتي استراتيجية مفادها تجنب الصدام المباشر مع الولايات المتحدة؛ بسبب كونه منهكاً اقتصادياً بسبب مساحته الجغرافية التي تعادل ضعف مساحة الولايات المتحدة، كما أن التسابق العسكري استهلك جل موارده الاقتصادية، لذلك كان أقصى ما يقدمه لحلفائه هو بيعه كميات محدودة من الأسلحة لهم تكفي بالكاد للدفاع عن حدودهم، ولم يكن الاتحاد السوفييتي بصورة عامة محبذاً لبيع أسلحته العسكرية باستثناء الأجيال القديمة منها مما فاضت به مخازنه، خوفاً من وقوعها في يد الولايات المتحدة عند خسارة أي معركة. عندما اندلعت حرب 1967 كان الموقف السوفييتي سلبياً لدرجة الخذلان، فلم يقدم الاتحاد السوفييتي أي دعم عسكري لحلفائه أثناء الحرب، بل اكتفى بمساعيه السياسية الداعمة لوقف الحرب مع احتفاظ إسرائيل بما احتلته من أراضٍ، وبعد الحرب كان الموقف السوفييتي من بيع الأسلحة للدول المتضررة حذراً تجنباً للاصطدام بالولايات المتحدة، لكون الاتحاد السوفييتي مدركاً بوضوح أن حرب العرب ليست ضد إسرائيل ولكنها ضد الولايات المتحدة أيضاً. ورغم شح الأسلحة بيد دول المواجهة العربية مع إسرائيل استطاع العرب بدء معركة تحرير الأرض عام 1973، ولقد كانت استراتيجية الرئيس السادات حذرة في هذه الحرب، لأنه كان يعلم مقدماً أن الحرب بحاجة لأكثر مما يمتلكه من سلاح، فالحرب كانت تستنزف يومياً الآلة العسكرية المصرية مما كان يعني حاجتها المستمرة لتعويض خسائرها في الحرب، وذلك في الوقت الذي أقامت فيه الولايات المتحدة جسراً جوياً على مدار الساعة لإمداد إسرائيل بأفضل ما تنتجه مصانعها العسكرية. انتظرت دول المواجهة دعماً سوفييتياً خلال تلك الحرب غير أنها لم تتلق الدعم الكافي مما دفعهم مضطرين لقبول قرار وقف إطلاق النار، على أن تبدأ مفاوضات جادة لإعادة الأراضي المحتلة عام 1967، وقد أدرك الرئيس السادات وقتئذٍ أن الاتحاد السوفييتي شريك غير موثوق به، ما دفعه للتخلي عنه والتوجه إلى كامب ديفيد كشريك أفضل. وعندما غزت إسرائيل لبنان في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كانت إسرائيل تدمر المقدرات العسكرية السورية في لبنان وسوريا يومياً، ولم يقدم الاتحاد السوفييتي حينذاك دعماً يذكر لسوريا. كثيرة هي الأحداث التي تثبت أن روسيا -وريثة الاتحاد السوفييتي- تتخذ نفس المنهاج، فروسيا لا تريد المخاطرة والاصطدام بالولايات المتحدة، كما أنها لا تستطيع تحمل تكلفة حرب باهظة لخصم عنيد كالولايات المتحدة، وبسبب تلقي أوكرانيا دعماً غير محدود من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بايدن تبدو روسيا حذرة للغاية في حربها ضد أوكرانيا؛ لإدراكها أنها محاصرة من دول حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولعل كافة هذه الأحداث التاريخية والراهنة تعد رسالة لبعض الأطراف التي لا تزال تراهن على دعم روسيا سياسياً أو عسكرياً في مواجهة النفوذ الأمريكي الداعم لإسرائيل، فالتاريخ يخبرنا بوضوح أن روسيا هي مجرد صديق منتصف الطريق، لا يستطيع المضي قدماً مع حلفائه حتى آخر المطاف، بل سرعان ما يعود أدراجه ليترك حلفاءه ليواجهوا مصيرهم بمفردهم. أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة
الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة

سعورس

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سعورس

الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة

وقد يكون الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للمساعدة في تحليل البيانات، لكنه لا يجب أن يُمنح السلطة لاتخاذ القرار النهائي. حيث أنقذ التدخل البشري العالم في الماضي، ويجب أن يبقى ذلك المبدأ ثابتاً في المستقبل. ثلاث لحظات ولإدراك مدى خطورة إسناد قرار نووي إلى الذكاء الاصطناعي، لا بد من مراجعة ثلاث أزمات تاريخية كان يمكن أن تنتهي بدمار شامل لو لم يكن العنصر البشري حاضراً: 01 أزمة الصواريخ الكوبية (1962): قرار ضبط النفس ينقذ العالم عندما اكتشفت الاستخبارات الأمريكية نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية في كوبا ، دعا معظم مستشاري الرئيس جون كينيدي، بمن فيهم قادة البنتاغون، إلى شن ضربات جوية استباقية. كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رد عسكري سوفييتي فوري، خصوصا من الغواصات المسلحة بطوربيدات نووية، أو من القوات المنتشرة في كوبا. لكن كينيدي اختار نهجاً أكثر حكمة، حيث فرض حصاراً بحرياً على الجزيرة، وأدار مفاوضات سرية مع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، انتهت باتفاق لسحب الصواريخ مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا. لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، المدرب على العقائد العسكرية السائدة في ذلك الوقت، لكان من المحتمل أن يوصي بالتصعيد العسكري استناداً إلى منطق الردع، مما قد يشعل مواجهة نووية شاملة. 02 إنذار كاذب كاد يشعل الحرب (1983): قرار فردي ينقذ البشرية في سبتمبر 1983، تلقى الضابط السوفييتي ستانيسلاف بتروف إنذاراً من أنظمة المراقبة يفيد بأن الولايات المتحدة أطلقت خمسة صواريخ نووية عابرة للقارات. كان ذلك نتيجة انعكاسات ضوئية على السحب، لكن الأجهزة لم تستطع التمييز. اعتماداً على حدسه، أدرك بتروف أن أي هجوم أمريكي حقيقي كان ليكون أضخم بكثير، وقرر عدم الإبلاغ عن الإنذار كتهديد فعلي، متجنباً بذلك رد فعل نووي كارثي من جانب الاتحاد السوفييتي. لو كان الذكاء الاصطناعي في موقع اتخاذ القرار، فمن المحتمل أن يستنتج أن الإشارات الواردة تعني هجوماً حقيقياً، خاصة إذا كان مدرباً على العقائد العسكرية التي تتطلب رداً فورياً. 03 مناورة «إيبل آرتشر» (1983): سوء فهم كاد يؤدي إلى نهاية العالم في نوفمبر 1983، أجرى حلف الناتو تدريبات عسكرية تحاكي استعداداً لضربة نووية، وسط توترات متزايدة مع الاتحاد السوفييتي. أساءت موسكو تفسير التحركات العسكرية للحلف، وردت بوضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، مما أثار قلق الاستخبارات الأمريكية. لحسن الحظ، أدرك الجنرال الأمريكي ليونارد بيروتز خطورة الوضع، وأوصى بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية. لكن لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن يفسر التصعيد السوفييتي على أنه نية لضربة أولى، ما كان سيدفع واشنطن إلى ردع استباقي، وبالتالي إشعال حرب نووية فعلية. نقاشات عميقة ففي أواخر عام 2024، توصل الرئيسان الصيني شي جين بينج والأمريكي جو بايدن إلى اتفاق تاريخي ينص على عدم السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرار شن حرب نووية. وجاء هذا الاتفاق بعد خمس سنوات من النقاشات العميقة في الحوار الأمريكي الصيني حول الذكاء الاصطناعي والأمن القومي، برعاية مؤسسة بروكينغز ومركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغهوا. استندت هذه المحادثات إلى دروس مستخلصة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث طُرحت تساؤلات حول ما كان يمكن أن يحدث لو أنظمة الذكاء الاصطناعي آنذاك كانت مسؤولة عن قرارات إطلاق الأسلحة النووية. في عالم تحكمه العقائد العسكرية الصارمة والمخاوف المتبادلة، كان بإمكان ذكاء اصطناعي مُدرب على بيانات تلك الحقبة اتخاذ قرارات كارثية تؤدي إلى نهاية العالم. قرار بايدن وشي وإدراكاً لهذه المخاطر، جاء قرار بايدن وشي ليؤكد ضرورة استبعاد الذكاء الاصطناعي من قرارات الحرب النووية، وهو قرار ينبغي أن يحظى بإجماع عالمي. فلا يمكن لأي آلة، مهما بلغت دقتها، أن تمتلك الحكمة أو الإحساس الأخلاقي اللازم لمثل هذه القرارات المصيرية. قرارات أفضل قد يظن البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر دقة في تقييم المخاطر، أو أنه قادر على تقليل الأخطاء البشرية. لكن الحقيقة أن جميع الأزمات الثلاث التي كادت تؤدي إلى كارثة نووية تم تجنبها بفضل قرارات اتخذها أشخاص امتلكوا الحدس والإدراك العاطفي والتاريخي للحالة. على سبيل المثال، خلال أزمة الصواريخ الكوبية، كان ذكاء اصطناعي مدرب على استراتيجيات الحرب الباردة قد أوصى بهجوم استباقي. كذلك، في حالة الإنذار الكاذب عام 1983، كان من الممكن أن يختار الذكاء الاصطناعي الرد النووي بناءً على تحليل البيانات دون إدراك السياق السياسي والعسكري. لماذا يوصى بعدم ترك القرار للذكاء الاصطناعي: 1. غياب الفهم العاطفي والأخلاقي: الذكاء الاصطناعي لا يمتلك مشاعر أو قيما أخلاقية، مما يجعله غير قادر على تقييم القرارات من منظور إنساني شامل. 2. محدودية السياق والإدراك: الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المتاحة له، وقد يفتقر إلى الفهم العميق للسياقات المعقدة أو غير المتوقعة. 3.احتمالية التحيز والخطأ: الأنظمة الذكية قد تتعلم من بيانات منحازة أو غير دقيقة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة أو غير عادلة. 4. المسؤولية والمساءلة: عند ترك القرار للذكاء الاصطناعي، يصعب تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء أو نتائج غير مرغوبة. 5. التأثير على الإبداع والمرونة: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يحد من الإبداع والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة بطرق غير تقليدية. 6. الأمان والمخاطر الأمنية: بعض القرارات قد تؤدي إلى مخاطر أمنية إذا تُركت لأنظمة غير قادرة على التنبؤ بالعواقب البشرية والاقتصادية والسياسية بشكل دقيق.

الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة
الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة

الوطن

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • الوطن

الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة

مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات العالم يواجه أسئلة جوهرية حول مدى قدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات مصيرية، خاصة في المجالات العسكرية. فهل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي لإدارة أزمات قد تؤدي إلى إبادة جماعية؟ وهل يمكن لنظام غير بشري أن يفهم التعقيدات السياسية والعاطفية التي تحكم قرارات الحرب والسلم؟ وقد يكون الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للمساعدة في تحليل البيانات، لكنه لا يجب أن يُمنح السلطة لاتخاذ القرار النهائي. حيث أنقذ التدخل البشري العالم في الماضي، ويجب أن يبقى ذلك المبدأ ثابتاً في المستقبل. ولإدراك مدى خطورة إسناد قرار نووي إلى الذكاء الاصطناعي، لا بد من مراجعة ثلاث أزمات تاريخية كان يمكن أن تنتهي بدمار شامل لو لم يكن العنصر البشري حاضراً: 01 أزمة الصواريخ الكوبية (1962): قرار ضبط النفس ينقذ العالم عندما اكتشفت الاستخبارات الأمريكية نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية في كوبا، دعا معظم مستشاري الرئيس جون كينيدي، بمن فيهم قادة البنتاغون، إلى شن ضربات جوية استباقية. كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رد عسكري سوفييتي فوري، خصوصا من الغواصات المسلحة بطوربيدات نووية، أو من القوات المنتشرة في كوبا. لكن كينيدي اختار نهجاً أكثر حكمة، حيث فرض حصاراً بحرياً على الجزيرة، وأدار مفاوضات سرية مع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، انتهت باتفاق لسحب الصواريخ مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا. لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، المدرب على العقائد العسكرية السائدة في ذلك الوقت، لكان من المحتمل أن يوصي بالتصعيد العسكري استناداً إلى منطق الردع، مما قد يشعل مواجهة نووية شاملة. 02 إنذار كاذب كاد يشعل الحرب (1983): قرار فردي ينقذ البشرية في سبتمبر 1983، تلقى الضابط السوفييتي ستانيسلاف بتروف إنذاراً من أنظمة المراقبة يفيد بأن الولايات المتحدة أطلقت خمسة صواريخ نووية عابرة للقارات. كان ذلك نتيجة انعكاسات ضوئية على السحب، لكن الأجهزة لم تستطع التمييز. اعتماداً على حدسه، أدرك بتروف أن أي هجوم أمريكي حقيقي كان ليكون أضخم بكثير، وقرر عدم الإبلاغ عن الإنذار كتهديد فعلي، متجنباً بذلك رد فعل نووي كارثي من جانب الاتحاد السوفييتي. لو كان الذكاء الاصطناعي في موقع اتخاذ القرار، فمن المحتمل أن يستنتج أن الإشارات الواردة تعني هجوماً حقيقياً، خاصة إذا كان مدرباً على العقائد العسكرية التي تتطلب رداً فورياً. 03 مناورة «إيبل آرتشر» (1983): سوء فهم كاد يؤدي إلى نهاية العالم في نوفمبر 1983، أجرى حلف الناتو تدريبات عسكرية تحاكي استعداداً لضربة نووية، وسط توترات متزايدة مع الاتحاد السوفييتي. أساءت موسكو تفسير التحركات العسكرية للحلف، وردت بوضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، مما أثار قلق الاستخبارات الأمريكية. لحسن الحظ، أدرك الجنرال الأمريكي ليونارد بيروتز خطورة الوضع، وأوصى بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية. لكن لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن يفسر التصعيد السوفييتي على أنه نية لضربة أولى، ما كان سيدفع واشنطن إلى ردع استباقي، وبالتالي إشعال حرب نووية فعلية. نقاشات عميقة ففي أواخر عام 2024، توصل الرئيسان الصيني شي جين بينج والأمريكي جو بايدن إلى اتفاق تاريخي ينص على عدم السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرار شن حرب نووية. وجاء هذا الاتفاق بعد خمس سنوات من النقاشات العميقة في الحوار الأمريكي الصيني حول الذكاء الاصطناعي والأمن القومي، برعاية مؤسسة بروكينغز ومركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغهوا. استندت هذه المحادثات إلى دروس مستخلصة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث طُرحت تساؤلات حول ما كان يمكن أن يحدث لو أنظمة الذكاء الاصطناعي آنذاك كانت مسؤولة عن قرارات إطلاق الأسلحة النووية. في عالم تحكمه العقائد العسكرية الصارمة والمخاوف المتبادلة، كان بإمكان ذكاء اصطناعي مُدرب على بيانات تلك الحقبة اتخاذ قرارات كارثية تؤدي إلى نهاية العالم. قرار بايدن وشي وإدراكاً لهذه المخاطر، جاء قرار بايدن وشي ليؤكد ضرورة استبعاد الذكاء الاصطناعي من قرارات الحرب النووية، وهو قرار ينبغي أن يحظى بإجماع عالمي. فلا يمكن لأي آلة، مهما بلغت دقتها، أن تمتلك الحكمة أو الإحساس الأخلاقي اللازم لمثل هذه القرارات المصيرية. قرارات أفضل قد يظن البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر دقة في تقييم المخاطر، أو أنه قادر على تقليل الأخطاء البشرية. لكن الحقيقة أن جميع الأزمات الثلاث التي كادت تؤدي إلى كارثة نووية تم تجنبها بفضل قرارات اتخذها أشخاص امتلكوا الحدس والإدراك العاطفي والتاريخي للحالة. على سبيل المثال، خلال أزمة الصواريخ الكوبية، كان ذكاء اصطناعي مدرب على استراتيجيات الحرب الباردة قد أوصى بهجوم استباقي. كذلك، في حالة الإنذار الكاذب عام 1983، كان من الممكن أن يختار الذكاء الاصطناعي الرد النووي بناءً على تحليل البيانات دون إدراك السياق السياسي والعسكري. لماذا يوصى بعدم ترك القرار للذكاء الاصطناعي: 1. غياب الفهم العاطفي والأخلاقي: الذكاء الاصطناعي لا يمتلك مشاعر أو قيما أخلاقية، مما يجعله غير قادر على تقييم القرارات من منظور إنساني شامل. 2. محدودية السياق والإدراك: الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المتاحة له، وقد يفتقر إلى الفهم العميق للسياقات المعقدة أو غير المتوقعة. 3.احتمالية التحيز والخطأ: الأنظمة الذكية قد تتعلم من بيانات منحازة أو غير دقيقة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة أو غير عادلة. 4. المسؤولية والمساءلة: عند ترك القرار للذكاء الاصطناعي، يصعب تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء أو نتائج غير مرغوبة. 5. التأثير على الإبداع والمرونة: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يحد من الإبداع والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة بطرق غير تقليدية. 6. الأمان والمخاطر الأمنية: بعض القرارات قد تؤدي إلى مخاطر أمنية إذا تُركت لأنظمة غير قادرة على التنبؤ بالعواقب البشرية والاقتصادية والسياسية بشكل دقيق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store