logo
الخطيب: نأمل أن لا تجرّ السلطة لبنان إلى حرب أهلية

الخطيب: نأمل أن لا تجرّ السلطة لبنان إلى حرب أهلية

المركزيةمنذ 2 أيام
المركزية - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في الحفل التأبيني الذي أقيم في حسينية حاروف لمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة المرحوم علي بدر الدين (نجل السيد محمد بدر الدين) بحضور حشد من علماء الدين والفاعليات الاجتماعية والتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين.
واستهل كلمته بتوجيه التعزية بالفقيد فقال: "أعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب واسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على والدي الراحل الشاب السيد علي بالصبر والأجر العظيم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). عزاؤنا للأخ فضيلة السيد محمد ولعائلته ولآل بدر الدين الكرام ولأهل حاروف ولإخوانه والمتعلقين به ولمن يعرفهم، وهو خادم منبر الامام الحسين (ع)، هذا المصاب في الولد الذي هو من المصائب الكبيرة، فقد الولد، الولد عزيز، وعلى مقدار ما يكون العزاء كبيراً والمصيبة كبيرة ويكون الصبر جميلاً، يكون الأجر كبيراً وعظيماً أيضاً، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقه شفاعة آبائه الكرام محمد وآله الطيبين الطاهرين، هذه إحدى المصائب التي هي عامة وليست خاصة لأن الناس تبتلى بالمصائب، من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد. هذه مصائب طبيعية، ولأنها كذلك تخفف من الالم وتخفف من الوجع، هناك مصائب كبرى، التي هي على مستوى الأمم التي لتي تبتلى بالإمتحان (ولنبلونكم لنختبركم) لأن الحياة هي مجال الاختبار للأمم، اختبار الإيمان، اختبار القوة، لأن الصبر على المصائب والذي يتحمل المصائب والذي يملك نفسه، والأمة التي تملك الصبر هي الأمة القوية، على مستوى الفرد الذي لا يملك الصبر يتحرك بانفعال وبردات الفعل وردات الفعل في أكثر الأحيان إذا لم نقل في كل الأحيان تكون خاطئة ونتائجها نتائج غير حميدة، هذا على مستوى الفرد فكيف على مستوى الأمة التي تبتلى بعدو وبأعداء، وعليها مواجهة هذا العدو في خضم هذه المعركة وخصوصا المعركة التي نحن نخوضها هي معركة تاريخية ومواجهة كبرى، وتلك ليست آنية وليست مرحلية وهي تؤسس لمستقبل، فإذا تحركنا بالعواطف وتحركنا بردات الفعل هذا لا يؤثر فقط على وضعنا الحالي وإنما يؤثر على وضعنا في المستقبل، لذلك نحن مجبرون على أن نتعامل مع ما نواجهه بعقل منفتح وبعقل كبير وليس بردات الفعل".
اضاف:" العدو يريدنا أن نتعاطى بردات الفعل حتى نخفق، لكن مصلحتنا ووجودنا وحاضرنا ومستقبلنا متوقف على أن نتصرف بوعي وأن نتصرف بتقدير صحيح للأمور وبعقل بارد وبعقل منفتح. و لهذا أنتم ترون إحدى أخطر المعارك التي تُخلق ضدنا هي عملية الاستفزاز بواسطة أدوات الإعلام والشائعات والتشويه من أجل استفزازنا وجرّنا إلى ما ليس في مصلحتنا، هم يرسمون الخطط ويحفرون الحفر ثم يستفزوننا لنقع فيها، لهذا يجب أن نملك من الوعي ما نُقدّر به مصلحتنا ونتعامل مع هذه القضايا بأعصاب باردة وبوعي وبتفكير وبتدبير صحيحين".
واردف: "نحن اليوم نمر في مرحلة من أخطر المراحل التاريخية التي مررنا بها، بعد كل هذه التضحيات التي ضحينا بها، وبعد كل هذه الإنجازات التي أنجزناها، وقد كان يقال لنا واليوم يعاد لنا نفس المقولات السابقة، في المقابل من يواجهنا هي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وليس إسرائيل فقط، وما يملكون من أدوات الحرب المادية والقوة العسكرية والتقنية ما لا يمكن مقايسته مع ما نملكه نحن، وقد كنا في وقت من الأوقات إذا أردنا أن نقايس نحن تحت الصفر وهم فوق المئة، ولكن نتيجة صبرنا وإيماننا بالله سبحانه وتعالى الذي وعد الصابرين بالنصر، وبالحكمة التي تصرفنا بها وبعدم الإنجرار إلى الأفخاخ الداخلية لإيقاعنا في حروب داخلية ،وصلنا إلى تحرير لبنان في عام 2000 الذي أبهر العالم وحررنا لبنان من العدو الإسرائيلي ،وقد كان الواقع اللبناني الداخلي أصعب مما هو عليه الآن، بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للجنوب والحرب الأهلية، ونحن لم ندخل في هذه الحرب الأهلية ولم ننجر اليها. الإمام السيد موسى الصدر الذي وقف ضد الحرب الأهلية وقال للبنانيين بدل أن تتقاتلوا في الداخل الذي يشكل خطرا على لبنان ويجب مواجهته ليس هي الطوائف، وإنما هو العدو الإسرائيلي الذي يقبع على حدودنا وينتهز الفرص للانقضاض على لبنان، والدخول في الحرب الأهلية الداخلية يُمهّد لهذا العدو الأرضية للدخول إلى لبنان ولتحقيق أهدافه في تقسيم لبنان أو في ابتلاع لبنان وفي القضاء على القوى والقدرات اللبنانية التي يمكن أن تواجهه، لهذا ذهب إلى المقاومة ودعا اللبنانيين الى مواجهة العدو الإسرائيلي".
واضاف:" اليوم نحن نقول للبنانيين جميعاً إن ما ينشره البعض من أن الخطر يتهدّد الشيعة في لبنان وأن هذا السلاح هو سلاح شيعي وهو يبرّر للعدو الإسرائيلي أن يشنّ حرباً جديدة على لبنان، نقول لهم أن هذا غير صحيح، جرّبتم العدو الإسرائيلي الذي هو عدو لبنان كل لبنان، والخطر الذي يتهدد الشيعة في لبنان، إنما يتهدد لبنان جميعاً ويتهدد الطوائف جميعاً، لذلك السلاح الذي امتلكه الشيعة لم يمتلكوه من أجل الدفاع عن الشيعة وإنما الدفاع عن لبنان عن كل لبنان، فتصوير الموضوع على أن هذا السلاح هو المبرّر لعدوان الإسرائيلي في عملية تشويه الحقائق وإعطاء المبرر ومساندة العدو الإسرائيلي في التخلص من المقاومة ومن سلاح المقاومة، من هنا نقول لهم: إن تمسكنا بالسلاح ليس من أجل الشيعة في لبنان وليس دفاعاً عن الشيعة في لبنان، الشيعة بإمكانهم أن يكونوا كغالبية الطوائف في لبنان التي تمد أيديها للإرتباط بالخارج من أجل ما تتصوره دفاعاً عن وجودها الطائفي، هذا التصور الخاطئ، أسلحة بأيدي الميليشيات التي شاركت في الحرب الأهلية الداخلية، هذه شاركت في حروب صغيرة وفي حروب حقيرة بين اللبنانيين وبين الطوائف اللبنانية، بين المسلمين والمسيحيين، التي لم نشارك كما ذكرت فيها وكان الموقف التاريخي للإمام السيد موسى الصدر بالوقوف ضد الحرب الأهلية والاعتصام في مسجد الصفا في رأس النبع في بيروت. نحن الذي يهمنا هو السلام الداخلي والوحدة الداخلية وأن نكون جميعا على بيّنة من أمرنا بأن المشروع الإسرائيلي هو مشروع ضد لبنان كل لبنان وضد كل الطوائف اللبنانية، والضرر الذي يمكن أن يحصل على طائفة من الطوائف في لبنان سيهدد كل الطوائف الأخرى في لبنان، وجود لبنان هو على المحكّ، لذلك تمسكنا بالسلاح ليس خوفاً على أنفسنا وإن كنا نحن من أيدينا بالنار".
واشار الى ان" الإسرائيلي كان يجنّب بقية الأطراف اللبنانية الحرب حينما يعتدي على لبنان ليس حباً بهم، وإنما من أجل إيجاد الشرخ الداخلي والاتهامات بين الطوائف ولكي يستدعي بعض الطوائف للاستظلال بظلاله وبقوته، وهذه خدعة للبنانيين جميعاً.
من هنا السلاح الذي بأيدينا هو السلاح للدفاع عن لبنان ،عن مصير لبنان ،عن كل الطوائف في لبنان، لأننا نحن أساساً في اعتقادنا وهو ما عبّر عنه الإمام السيد موسى الصدر والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وكل قادتنا ، كان هذا رأيهم أنه نحن الشيعة في العالم العربي ليس لدينا مشروع سياسي مستقل، نحن مشروعنا هو مشروع المواطنة وهو مشروع أن يكون هناك دولة وأن تكون هناك دولة قوية تستطيع أن تدافع عن سيادتها، نحن حينما تم الاتفاق على تطبيق القرار 1701 مشينا بهذا الاتفاق أو بهذا المشروع، الدولة ماذا قالت؟ المسؤولون ماذا قالوا؟ قالوا نحن بواسطة الدبلوماسية نستطيع أن نحرر الأرض وأن نحقق الأمن والاستقرار اللبناني وأن ندفع الحرب، ثمانية أشهر ونحن نسأل الحكومة و اليوم بعد ثمانية أشهر أين هي الدبلوماسية؟ الذي نراه أن هذه الدبلوماسية هي موجهة ضد الشعب اللبناني، دبلوماسية لتبرير ولتمهيد الأرض للعدو الإسرائيلي، و حينما تضع بند حصر السلاح ونزع السلاح وسحب السلاح بالتعابير المختلفة هي تمهد الأرض لخلع القوة من يد اللبنانيين وإفساح المجال أمام العدو الإسرائيلي لاجتياح لبنان مرة جديدة، لذلك لن نرضى ولن نقبل، الدولة بمعنى الحكومة بمعنى السلطة السياسية الحالية هي السلطة بما تتخذه من مواقف وخصوصاً بهذا الموقف الأخير هو موقف متواطئ مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من أجل حفظ أمن إسرائيل ولإيجاد الطريق ولتمهيد الطريق أمام هذا العدو ليفعل في لبنان كما يشاء، كما يفعل الآن في جنوب سوريا وكما يفعل في غزة، أي اتفاق طبقه هؤلاء؟ أي قرار للأمم المتحدة احترموه؟ أي حقوق للإنسان؟ لن نرضى بهذا، ولذلك قلنا نحن ما زال لدينا الأمل في عقلانية السلطة وأن تتخلى عن هذا الموقف وألا تجر لبنان إلى صدام داخلي وإلى حرب أهلية داخلية. سنتفادى الحرب الاهلية الداخلية، وانا اقول لاخواننا الا يقوموا بردود فعل تجرنا الى ما لا يحمد عقباه والى ما يرسمه لنا العدو بتوترات داخلية".
وقال: "نحن نُعبّر عن موقفنا بكل صراحة وبكل وضوح لكن لا نريد ان نعطي الاعداء مبرراً وخصوصا لمن يتواطئ مع العدو الاسرائيلي ومع الولايات المتحدة الاميركية ومع بعض الدول العربية من اجل جرنا الى مشكلة داخلية، كما حصل في الماضي ووجهت المقاومة بافخاخ طائفية كما حصل في شويا وكما حصل في الطيونة وغيرها.
لهذا يجب ان نملك ارادتنا ورد فعلنا، وان نعلم اننا باذن الله سبحانه وتعالى سنعبر هذه المرحلة كما عبرناها في الماضي، كان عام 1982 اجتياح اسرائيلي للبنان واحتلال عاصمته بيروت ،ولكن النتيجة كانت في عام 2000 وتحرير لبنان، الآن نحن في وضع صعب لكن يجب أن نتحلى بالعقلانية وبالانفتاح وبعدم ردات الفعل التي يمكن أن يجرنا إليها العدو وأن نخطئ في الموقف".
وختم:" أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي هؤلاء المسؤولين ليأخذوا القرار الصحيح وليكونوا مع مصلحة بلدهم وأن يكونوا مع مصلحة شعبهم وأن يكونوا مع مصلحة لبنان، لا أن يجروا وأن يفتحوا الباب للخارج لكي يخرب الداخل اللبناني".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"المقاومة" نقيض للدولة... هذا ما ورد في اتفاق الطائف
"المقاومة" نقيض للدولة... هذا ما ورد في اتفاق الطائف

ليبانون 24

timeمنذ 39 دقائق

  • ليبانون 24

"المقاومة" نقيض للدولة... هذا ما ورد في اتفاق الطائف

لو كان حارس "أسرار الطائف"، الرئيس حسين الحسيني، لا يزال على قيد الحياة، لما كان سمح أي كان لنفسه بأن ينسب إلى وثيقة الوفاق الوطني ما يناسب وضعيته السياسية، ولما كان كل هذا الجدل السياسي قد أخذ كل هذه المساحة الاعلامية حيال ورود كلمة "مقاومة" في هذه الوثيقة، وبالتالي في الدستور اللبناني، الذي لا يزال بالنسبة إلى البعض "وجهة نظر". فالدستور واضح، وإن كان يحتاج من حين إلى آخر إلى إدخال بعض التعديلات على مواده لكي يجاري التطورات المتسارعة في المفاهيم العامة، إضافة إلى أن عددًا من هذه المواد يحمل أكثر من معنىً، وذلك تماشيًا مع موقع كل طرف وظرفه السياسي، تمامًا كلوحة "الموناليزا"، التي يظّن الناظر إليها، سواء أكان واقفًا إلى يمين اللوحة أو إلى يسارها، أن "حسناء ليوناردو دافنتشي" تخصّه بنظرة خاصة دون سواه من الناظرين إليها. أمّا الذين لا يزالون على قيد الحياة من النواب الذين شاركوا في مؤتمر الطائف (أطال الله بأعمارهم)، والذين لا يزالون ناشطين سياسيًا، فهم النواب السابقون: بطرس حرب وادمون رزق وطلال المرعبي ونجاح واكيم. ولكن لكل منهم رأي مخالف للرأي الآخر في تفسير ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني بالنسبة إلى موضوع حصرية السلاح. وهذا التجاذب السياسي ينسحب على جميع القوى السياسية، ويختلفون على تفسير ما لا يحتاج إلى أي تفسير. وكل تفسير غير التفسير الوارد في النصّ الحرفي هو كمن يفسّر الماء بالماء بعد جهد جهيد. فـ "دستور الطائف" لا يتضمن، لا من قريب ولا من بعيد، كلمة واحدة عن " المقاومة" أو أي إشارة تلميحية لهذه الكلمة، أو أي عبارة، سواء أكانت صريحة أو غامضة حول هذا الأمر. ولا يختلف اثنان بأن ليس كل ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، أي اتفاق الطائف، لم ترد في متن الدستور، ومن بينها البند الذي يتعلق بـ "تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي"، وتضمّن ما يلي: أولًا: استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولیاً تتطلب الآتي: أـ العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة. ب ـ التمسك باتفاقية الهدنة الموقعة في 23 آذار 1949. ج ـ اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جمیع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سیادة الدولة على جمیع أراضيها ونشر الجیش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولیاً والعمل على تدعيم وجود قـوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني لتأمين الانسحاب الإسرائيلي ولإتاحة الفرصة لعودة الأمن والاستقرار إلى منطقة الحدود." إذا كان الأمين العام لـ " حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يقصد بقوله بأن اتفاق الطائف أشار إلى المقاومة في العبارة الواردة في الفقرة (ج) أي "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحریر جمیع الأراضي اللبنانیة من الاحتلال..."، فإن قوله هذا يتناقض مع ما ورد في البند الأول أي "استعادة سلطة الدولة"، أي أن المعنيّ باتخاذ هذه الإجراءات الرامية إلى التحرير هو الدولة حصرً، وهي صاحبة السلطة المطلوب استعادتها، وليس أي جهة أخرى. ولأن كل القوى العسكرية والأمنية تتبع دستوريًا للقائد الأعلى لهذه القوى، أي رئيس الجمهورية، ولأن هذه القوى تخضع لسلطة مجلس الوزراء وفقًا للمادة 49 من الدستور، فإن كل قوة خارجة عن هاتين السلطتين تُعتبر قانونًا خارجة عن الشرعية الدستورية. وهذا ما طالب به الرئيس العماد جوزاف عون في خطاب القسم، الذي أكد أن حصرية السلاح هي في يد الدولة وحدها. وهذا ما شدّد عليه البيان الوزاري، الذي على أساسه نالت الحكومة ثقة مجلس النواب. أمّا القول بأن جلسة مجلس الوزراء التي تقرّر فيها تكليف الجيش مهمة جمع سلاح "حزب الله" وغيره من قوى الأمر الواقع غير ميثاقية فهو قول مردود، وذلك أن الدستور قد حدّد شرعية كل جلسة لمجلس الوزراء بنصاب الثلثين، ولم يشر لا من قريب أو من بعيد إلى النصاب الميثاقي الطائفي لعمل المؤسسات، خصوصًا أن دستور الطائف تحدّث عن المناصفة فقط أو ما يمكن أن يسمّى "ميثاقية" في مسألة عدد النواب بين المسيحيين والمسلمين، وفي وظائف الفئة الأولى. ولو أراد المشرّع الإشارة إلى "الميثاقية الطائفية" لنصاب الجلسات الحكومية والنيابية بكل تأكيد. أمّا وأنه لم يتطرق إلى هذه النقطة بالذات فإن جميع الذين يدّعون بعدم ميثاقية جلستي 5 و7 آب انما يأخذون البلد إلى الطائفية السياسية، التي لم تُلغ حتى الآن، وهي واردة في نص وثيقة الطائف.

نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس
نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس

شبكة النبأ

timeمنذ 43 دقائق

  • شبكة النبأ

نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس

ثورة إصلاحية وجودية انطلقت من أعماق التوحيد، وارتكزت على رسالة السماء في مقاومة الظلم والفساد والانحراف. إنه إصلاح لا يقف عند حدود المظهر، بل يمتد إلى الإصلاح العقدي والفكري والأخلاقي والاجتماعي. فكانت كربلاء حركة لتثوير الضمير الإنساني وتحريك سواكن الفطرة. وكذا فهي حركة لتنوير العقل المسلم وترسيخ الوعي... مقدمة حينما تطلّ علينا ذكرى عاشوراء، لا نقف أمام مجرد حدث تاريخي أو مأساة عاطفية، بل نجد أنفسنا أمام أعظم مدرسة في التاريخ البشري، مدرسةٍ سطرها الدم الطاهر على أرض كربلاء، ليتحول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رمز أبدي للحق والحرية والكرامة. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: كيف يمكن أن نترجم هذه الذكرى الخالدة إلى مشروع حيّ يغير النفوس ويصلح المجتمعات ويجسد القيم الحسينية في واقعنا؟ أولاً: في فهم جوهر الثورة الحسينية لم تكن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) مجرد صراع سياسي عابر أو نزاع على سلطة زمنية، بل كانت ثورة إصلاحية وجودية انطلقت من أعماق التوحيد، وارتكزت على رسالة السماء في مقاومة الظلم والفساد والانحراف. لقد لخص الإمام هدفه بقوله: «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي». إنه إصلاح لا يقف عند حدود المظهر، بل يمتد إلى الإصلاح العقدي والفكري والأخلاقي والاجتماعي. فكانت كربلاء حركة لتثوير الضمير الإنساني وتحريك سواكن الفطرة. وكذا فهي حركة لتنوير العقل المسلم وترسيخ الوعي والبصيرة سواء على المستوى الديني او على المستوى السياسي. إن عظمة الشعائر الحسينية -من البكاء واللطم والمسيرات وغيرها- لا ينبغي أن تبقى غايةً في ذاتها، بل لا بد أن تكون وسيلة للبعث الروحي والتغيير السلوكي. ومن هنا فإن تفعيل المنهج الحسيني في المجتمع يقتضي عدة مرتكزات: 1- ترسيخ العقيدة الصحيحة بيان أن الحسين (عليه السلام) خرج دفاعًا عن التوحيد المحض، ورفضًا للإسلام الأموي المزيف. وعودة الى الإسلام المحمدي الأصيل. ويكون ذلك من خلال ربط العقيدة بالحياة اليومية بأن يكون الله حاضراً في وعي الناس، وألا تقتصر العقيدة على مظاهر فارغة. 2- تزكية النفوس وتعزيز معالي الأخلاق كربلاء مدرسة للصبر والإيثار والوفاء والصدق، وهي القيم التي ينبغي غرسها في الأفراد عبر الخطب والدروس والورش التربوية. ويكون ذلك من خلال إحياء روح التوبة والعودة إلى الله في هذه الأيام، فكما قال الإمام جعفر الصادق (ع): «إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها». 3- بناء الوعي الفكري والاجتماعي تسليط الضوء على خطر الاستبداد والفساد السياسي والظلم الاجتماعي. وتربية الناس على مقاومة الذل والمهانة في كل مظاهر الحياة من البيت إلى المجتمع إلى الدولة. ويكون ذلك من خلال جملة من الامور منها: أ. الخدمة الاجتماعية باسم الحسين (ع) إقامة مشاريع خيرية، ومبادرات تنموية ترفع مستوى المجتمع الفقير والمحروم. فيجب اعتبار كل عمل خيري امتداداً لكلمة الإمام: «كونوا أحرارًا في دنياكم». ب. محاربة الرذائل الاجتماعية من خلال نشر ثقافة الحسين في مقاومة الظلم والفساد الأخلاقي. وإقامة حملات شعبية ضد الآفات الاجتماعية امثال: المخدرات، الفساد الإداري، العنف الأسري. ج. تهذيب الذات ومجاهدة النفس فلابد من اعتبار كل فرد عاشورائي مشروع حسيني مصغَّر: يثور على هوى النفس، ويرتقي في درجات الإيمان. الشباب هم جنود عاشوراء الجدد، ومن هنا وجب: استخدام الوسائل العصرية (التكنولوجيا، الإعلام، الفنون) لزرع الوعي الحسيني. مضافا الى إشراكهم في مجالس التنظيم والتخطيط، وفي نشر رسالة الحسين بلغات العالم. كربلاء ليست نهاية الحكاية بل بدايتها، والمهدي (عجل الله فرجه) هو الوارث الشرعي لدم الحسين. فشعار: «يا لثارات الحسين» ليس مجرد شعار بل دعوة دائمة لإعداد الذات والمجتمع لظهور العدل المطلق. واخيرا اقول: عاشوراء ليست ذكرى عابرة، بل هي صوت خالد ينادي كل الأجيال: أن انهضوا في وجه الفساد كما نهض الحسين. أن أصلحوا أنفسكم ومجتمعاتكم كما أراد الإمام. أن اجعلوا الحسين في قلوبكم نهجاً، وفي عقولكم فكراً، وفي سلوككم خُلُقاً. إننا حين نجعل من الحسين (ع) مشروعاً يومياً لا موسماً عابراً، حينها فقط ستتحقق مقولة: «كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء».

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)

شبكة النبأ

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة النبأ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)

أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فلَم يضحِّي من أَجلِ حاكميَّةِ الإِسلام، أَيّاً كانت، وإِنَّما من أَجلِ قيَمهِ ومبادئهِ والتي تقِف على رأسِ أَولويَّاتِها العَدل ولذلكَ قالَ (ع) مثلي لا يُبايِع مِثلهُ فهوَ (ع) رسمَ منهجاً. وعندما تتعارَض الحاكميَّة مع القِيم فالأَولويَّة للثَّانية وعندَها تصبَح قيمة الأُولى عفطةُ عنزٍ أَو شِسعُ... أَوليسَ هو الإِسلام الذي ضحَّى من أَجلهِ جدَّ الحُسين السِّبط (ع) رسولُ الله (ص) بالغالي والنَّفيس وتحمَّل من أَجلهِ كُلَّ عذابات الدُّنيا حتَّى قالَ (ص) (ما أُوذِيَ نبِيٌّ مِثلَ ما أُوذِيت) وكُلُّ ذلكَ لتحقيقِ حاكميَّتهِ في المُجتمعِ؟!. أَوليسَ هو الإِسلام الذي قاتلَ للدِّفاع عنهُ رسولُ الله (ص) في الصُّفوف الأَماميَّة لم يتقدَّمهُ أَحدٌ حتَّى وصفهُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرسول الله (ص) فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ) وكُلُّ ذلكَ من أَجلِ أَن تتكحَّلَ عيونَ الخَلقِ بحاكميَّتهِ لإِقامةِ القسطِ والعدلِ بين العبادِ من دونِ تمييزٍ؟!. أَوليسَ هو الإِسلام الذي [تقاتلَ] عليهِ الأَهل والأَقارب عندما انقسمُوا إِلى فريقَينِ؛ فريقٌ يريدُ العودةَ بالمُجتمعِ إِلى حاكميَّةِ الجاهليَّةِ الأُولى وفريقٌ يريدُ تثبيتَ حاكميَّة السَّماء لإِزاحةِ الظُّلمِ ونشرِ العدلِ وحمايةِ الحقوقِ لكُلِّ المُواطنينَ في الدَّولةِ، كما وصفَ هذا التَّقاتلَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (ولَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه (ص) نَقْتُلُ آبَاءَنَا وأَبْنَاءَنَا وإِخْوَانَنَا وأَعْمَامَنَا؛ مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وتَسْلِيماً ومُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الأَلَمِ وجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ، ولَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا والآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا؛ أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا ومَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللَّه صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الإِسْلَامُ مُلْقِياً جِرَانَه ومُتَبَوِّئاً أَوْطَانَه). أَولَيست هذهِ الحاكميَّة هي التي قاتلَ من أَجلِ حمايتِها والذَّودِ عنها الحُسين السِّبط (ع) كَتِفاً لكَتفٍ مع أَخيهِ الحَسن السِّبط (ع) في حروبِ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) الثَّلاثة فكانَا يتقدَّمان الصُّفوف ويقتحِمان الأَهوال فلم يكونا ليوفِّرا شيئاً من شجاعتهِما وعزيمتهِما وجَّدَهِما في قتالِ العدوِّ حتَّى قالَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) (امْلِكُوا عَنِّي هَذَا الْغُلَامَ لَا يَهُدَّنِي فَإِنَّنِي أَنْفَسُ بِهَذَيْنِ [يَعْنِي الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ (ع)] عَلَى الْمَوْتِ لِئَلَّا يَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللَّه (ص)). أَوليسَ هو الإِسلام الذي تنازلَ من أَجلِ إِعلاءِ كلمتهِ وتثبيتِ حاكميَّتهِ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) عن كُلِّ حقوقهِ الشَّخصيَّة وأَكثر حتَّى قالَ (فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (ص) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلَامَ وأَهْلَه أَنْ أَرَى فِيه ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِه عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وزَهَقَ واطْمَأَنَّ الدِّينُ وتَنَهْنَهَ) وقولهُ (لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي ووَ اللَّه لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ ولَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لأَجْرِ ذَلِكَ وفَضْلِهِ وزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وزِبْرِجِهِ) و (فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وفِي الْعَيْنِ قَذًى وفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً)؟!. فلماذا إِذن خرجَ الحُسين السِّبط (ع) على [حاكميَّةِ الإِسلام] عندما اعتلى الخلافةَ يزيد بن مُعاوية؟!. هل أَنَّهُ (ع) إِنقلبَ على ما ضحَّى من أَجلهِ فقُتِلَ بسيفِ جدِّهِ، كما يشيعُ الأَمويُّونَ؟! أَم أَنَّهُ غيَّر رأيهُ في الحاكميَّة؟! أَو حصلَ لهُ بِداءٌ؟! أَم أَنَّهُ (ع) ندمَ على تضحياتهِ السَّابقة؟! أَم ماذا؟!. أ/ إِنَّ حاكميَّةَ الإِسلام تتجلَّى حصراً بالعدلِ فهوَ مدارُ الخلافةِ والسُّلطةِ والإِدارةِ والعدلُ وهوَ لا يتحقَّقُ بخليفةٍ أَو حاكمٍ أَو مسؤُولٍ فاسدٍ ظالمٍ متهتِّكٍ يسحق حقُوقَ الرعيَّةِ ولا يخالف الله فيهِم! فإِذا لم يتحقَّق العدلُ في مُمارسةِ الحاكميَّةِ فلا معنى لاعتبارِها شيءٌ من الدِّينَ أَبداً. ب/ إِنَّ كُلَّ ما جاءَ بهِ رسولُ الله (ع) وما ضحَّى من أَجلهِ كانَ الهدفُ منهُ هو تحقيق كَرامة الإِنسان التي تتجلَّى في الحريَّةِ وتحديداً حريَّة الفِكر والرَّأي والإِختيار (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فإِذا لمسَ المُجتمعُ كُلَّ ذلكَ على أَرضِ الواقعِ وفي حياتهِ اليوميَّةِ وفي العلاقةِ بينَ الرَّاعي والرعيَّة قالَ؛ هذهِ هيَ حاكميَّةُ الإِسلام، وعكسَها حاكميَّة الشَّيطان الرَّجيم القائِمة على الغشِّ والتَّدليسِ والكذبِ وخلفِ الوعدِ والظُّلمِ والعبوديَّةِ وسحقِ حقوقِ الرعيَّةِ والإِحتكارِ والتَّدليسِ والتستُّرِ بالدِّينِ والمُقدَّسِ. ج/ تأسيساً على ذلكَ فإِنَّ الحُسين السِّبط (ع) لم يخرُج على [حاكميَّة الإِسلام] عندما رفضَ البَيعة للطَّاغية يزيد وإِنَّما رفضَ [الحاكميَّة المُتستِّرة بالدِّين] والمُتجلبِبة بلباسِ قيمِ السَّماءِ زوراً وبُهتاناً. ولو كانَ (ع) قد قبلَ بهذهِ الحاكميَّة المُزيَّفة لشرعنَ للأُمَّةِ [حاكميَّة الشَّيطان المُتلبِّس بلباسِ الرَّحمن] ولشرعَن لها القَتل باسمِ الدِّين وتكميمِ الأَفواه باسمِ الدِّين وفرْضِ البَيعة وإِجبار النَّاس على نوعٍ معيَّنٍ من الإِختيارِ باسمِ الدِّينِ ولشرعنَ عدم جَواز الخرُوج على [خليفةِ المُسلمينَ] حتَّى إِذا وُجدَ يزني في محرابِ الصَّلاةِ أَو يُصلِّي بالنَّاسِ ثمِلاً سكراناً، كما ذهبَ إِلى ذلكَ الكثير من [فُقهاء الأُمَّة]. لا أَدري كيفَ كان ينتظِر البعض من الحُسين السِّبط (ع) مُمارسة عمليَّة [خِداع الذَّات] فيغضَّ النَّظر عن كُلِّ ذلكَ ويُبايع الطَّاغية الأَرعن ويتمثَّل بالقَولِ المشهور [حشرٌ مع النَّاسِ عيدٌ] ويسلِّم أَمرهُ للحاكميَّةِ الجديدةِ [المُزوَّرة] ويعيشَ أَيَّامهِ وحياتهِ كما يعيش الآخرونَ؟!. لقد تجلَّت مسؤُوليَّة الحُسين السِّبط ع في حمايةِ الإِسلام كدينٍ وقِيمٍ ومبادئ وأَخلاق وسلوكيَّات صالِحة من العبثِ والإِتِّجارِ غيرِ المَشروعِ بالمُقدَّسِ حتَّى إِذا جاءَت على حسابِ [حاكميَّتهِ] المزعومةِ لأَنَّها مُزيَّفةٌ يُمارسها الدجَّالة والحيَّالة. إِنَّ الدِّفاع عن القِيمِ أَهم وأَعظم من الدِّفاع عن [الحاكميَّةِ] وعن [الخلافةِ] ولذلكَ لاحظنا أَنَّ أَميرَ المُؤمنينَ (ع) يتنازل عن الخلافةِ مرَّتَينِ من أَجلِ حمايةِ القِيم والمبادِئ. وكذلكَ فعلَ الحسنُ السِّبط (ع). أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فلَم يضحِّي من أَجلِ حاكميَّةِ الإِسلام، أَيّاً كانت، وإِنَّما من أَجلِ قيَمهِ ومبادئهِ والتي تقِف على رأسِ أَولويَّاتِها [العَدل] ولذلكَ قالَ (ع) [مثلي لا يُبايِع مِثلهُ] فهوَ (ع) رسمَ منهجاً. وعندما تتعارَض الحاكميَّة مع القِيم فالأَولويَّة للثَّانية وعندَها تصبَح قيمة الأُولى [عفطةُ عنزٍ] أَو [شِسعُ نعلٍ] أَو [ورقةً في فمِ جرادةٍ تقضِمُها] كما يصفُها أَميرُ المُؤمنينَ (ع). وهذا هو الفَرق الجَوهري بينَ مدرسةِ أَهل البيت (ع) ومدرسة الخِلافة! بينَ مَن يرى في الوحي [ديناً] وبينَ مَن يكفُرُ بالوحي قائلاً [تلاقفُوها يا بني أُميَّة تلاقُفَ الصِّبيانِ للكُرةِ فالذي يُقسِمُ بهِ أَبو سُفيان لا جنَّةَ ولا نارٍ ولا حشرٍ ولا قيامةَ وإِنَّما هوَ المُلكُ].

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store