
لماذا يُعتبر قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية، تغيّراً في السياسة البريطانية؟
وعلى الرغم من أن ستارمر عرض تأجيل هذا الاعتراف في حال اتخذتْ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروّع في غزة، ووافقت على وقف إطلاق النار، والتزمت بسلام مُستدام وطويل الأجل، على نحو يُحيي حَلّ الدولتين".
ويعني الرفضُ الإسرائيلي الفوريّ لبيان رئيس الوزراء البريطاني، أنّ بإمكان مَن يكتبون خطابات ستارمر أن يبدأوا في العمل من الآن على ما سيقولُه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.
إنّ قرار اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية يبدو "لا رجعة فيه"، وفقاً لمسؤول بريطاني رفيع المستوى.
وليس في توقعات ستارمر أن يُثمر هذا التغيير في السياسة البريطانية عن دولة فلسطينية مستقلة في أي وقت قريب، أمّا من وجهة نظر كثير من الإسرائيليين، فإن توقيت قيام مثل هذه الدولة الفلسطينية المستقلة يبدو مستحيلاً.
لكن النوايا البريطانية، بحسب مصادر دبلوماسية، تتمثل في تمكين المعتدلين من الجانبين - الإسرائيلي والفلسطيني؛ حيث يأمل البريطانيون في دفع الجميع إلى الاعتقاد بأن السلام يمكن أن يتحقق.
على أن ذلك لن يكون سهلاً، ليس فقط لأن حماس قتلت حوالي 1,200 شخص، بينهم مئات المدنيين الإسرائيليين، واحتجزت رهائن في السابع من أكتوبر 2023، لتنطلق إسرائيل في حملة انتقامية أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وتركت غزة أنقاضاً.
ولكنْ أيضاً لأن كلّ المحاولات لكي يحلّ السلام باءت بالفشل - سنوات من محادثات السلام في حقبة التسعينيات انتهت بإراقة الدماء، كما انهارت كل محاولات إحياء هذه المحادثات بعد ذلك.
وجاء رفض إسرائيل لبيان ستارمر بعد دقائق من الإعلان عنه من مقرّ الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت، ففي وقت لاحق من مساء اليوم ذاته، جاء رفْض رئيس الوزراء الإسرائيلي شديد اللهجة.
وكتب نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي يقول إن "ستارمر يكافئ الإرهاب الوحشي لحماس ويعاقب ضحايا هذا الإرهاب. إن دولة جهادية على حدود إسرائيل اليوم ستهدد بريطانيا غداً".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن محاولات "ترضية الإرهابيين الجهاديين دائماً تبوء بالفشل. وستفشل معكم أيضاً. لن تحدث".
ويُنكر نتنياهو وقوف إسرائيل وراء الجوع والوضع الكارثي في غزة. ولو أنّه قبِل بشروط بريطانيا الخاصة بالتأجيل، لانهار ائتلافه الحاكم.
ويعتمد نتنياهو على دعم متشددين يرغبون في ضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة وإخراج الفلسطينيين منها بالقوة، وعدم مَنْحهم أيّ شكل من أشكال الاستقلال.
على أنّ هؤلاء ليسوا مَن يمنعون نتنياهو؛ وهو الذي بنى إرثه السياسي على أساس رفْض حَلّ الدولتين، وفكرة أن السلام يمكن أن يَحلّ بقيام دولة فلسطينية مستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وفي وقت سابق من يوليو الجاري، قال نتنياهو إن دولة فلسطينية تعني "منصّة تنطلق منها" هجمات كثيرة، على غرار هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لتدمير إسرائيل.
ويعقِد نتنياهو آمالاً على دعم الولايات المتحدة، التي ترى أن الاعتراف بدولة فلسطينية الآن "يُعتبر مكافأة لإرهاب حماس".
وفي أثناء عودته إلى بلاده، قادماً من اسكتلندا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين إنه لا يدعم الخطوة البريطانية.
ويمكن لقضية السيادة الفلسطينية أن تصبح بمثابة نقطة خلافية جديدة على صعيد العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة.
وحتى أسابيع قليلة ماضية، لم يكن رئيس الوزراء البريطاني ستارمر مقتنعاً أن الوقت المناسب قد حان للاعتراف بدولة فلسطينية، لكنّ صور الأطفال الفلسطينيين في غزة وهم يقضون جوعاً كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد كل تلك الدماء وذلك الدمار.
هذا التوجّه لم يَشِع في مقرّ رئاسة الحكومة ومكتب الخارجية البريطانية وفقط، وإنما امتدّ إلى حزب العمال، ليجد طريقه إلى دوائر أوسع في عموم المملكة المتحدة.
ويأتي قرار بريطانيا الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بفلسطين بمثابة علامة أخرى على زيادة عُزلة إسرائيل دبلوماسياً.
وتُعدّ فرنسا وبريطانيا، حليفتين غربيتين كُبرَيين لإسرائيل، كما أنهما تمتلكان عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد رفضت الدولتان محاولة إسرائيل عرقلة اعترافهما بفلسطين في أُثناء انعقاد الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر/أيلول.
وفي نيويورك أيضاً، بعد بيان ستارمر، حظي وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بموجة من التصفيق الحاد فور إعلان قرار بلاده في مؤتمر الأمم المتحدة بخصوص حلّ الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية.
ورفض لامي الاتهام بأن الاستقلال الفلسطيني ستكون له تبعات مدمّرة على إسرائيل، وقال وزير الخارجية البريطاني إن "العكس هو الصحيح؛ فلا تَعارُض بين دعم أمن إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية".
وأضاف لامي: "دعوني أكون واضحاً، إن حكومة نتنياهو مخطئة في رفضها حلّ الدولتين – خطأً أخلاقياً واستراتيجياً".
وقال مسؤول بريطاني إن الأجواء كانت مشحونة بالحماس عندما أخبر وزير الخارجية الوفود بأن إعلان بلاده اتُّخذ "ويدُ التاريخ على أكتافنا"، على حدّ تعبيره.
ومضى لامي متحدثاً عن الماضي الاستعماري لبريطانيا في فلسطين، هذا الماضي المتشابك بقوة مع جذور الصراع بين اليهود والعرب للسيطرة على الأرض التي كانت تحت التاج البريطاني ذات يوم.
واستولتْ بريطانيا على القدس من رُقعة الإمبراطورية العثمانية في عام 1917 وظلتْ تسيطر على فلسطين حتى عام 1948، قبل أن تُسلّم مسؤولية هذه الأرض للأمم المتحدة وتغادرها ساحةً لصراع شامل آنذاك بين العرب واليهود.
وعلى الفور، أعلن ديفيد بن غوريون، أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، استقلال الأخيرة التي تمكنت لاحقاً من صدّ هجوم شنّتْه الجيوش العربية وإنزال الهزيمة بتلك الجيوش.
وفي رواق الأمم المتحدة، استدعى ديفيد لامي من التاريخ وَعْد بلفور، وزير الخارجية البريطانية في عام 1917، الذي أمهر بتوقيعه خطاباً مكتوباً على الآلة الكاتبة انطوى على وعْد "بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
على أنّ وعْد بلفور، نَصّ أيضاً على "عدم الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية في فلسطين"، دون استخدام لفظة "عرب"، لكنّ هذا هو ما كان مَعنياً.
وقال لامي إنّ لبريطانيا أنْ تفتخر بالطريقة التي أسهمتْ بها في تأسيس إسرائيل، لكنّ الوعد للفلسطينيين لم يُحفَظ، وهذا "ظُلمٌ تاريخيٌّ لا يزال قائماً".
وقد غذّت الوعود المتضاربة من جانب بريطانيا هذا الصراع على الأرض وشَكّلتْ قوامه، ولو أنّ مسافراً عبر الزمن استطاع الذهاب إلى فلسطين في حقبة العشرينيات من القرن الماضي لتسنّى له أنْ يلمس أجواء العُنف والتوتر بشكل مثير للإحباط.
ومن أجل علاج هذا الظُلم التاريخي، وصف لامي حلّ الدولتين؛ حيث تأمل المملكة المتحدة في إنهاء الوضع البائس في غزة، وفي إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وكانت فرنسا والسعودية تترأسان مؤتمر نيويورك الذي شهد حديث وزير الخارجية البريطاني. وأثمر المؤتمر عن بيان من سبع صفحات يستهدف تمهيد الطريق لإحياء حلّ الدولتين.
إنّ نافذة السلام عبر حلّ الدولتين تبدو موصَدة بقوة بعد انهيار عملية السلام التي بدأتْ محادثاتها في حقبة التسعينيات، ويأتي قرار بريطانيا الخاص بالاعتراف بفلسطين بمثابة خطوة "دبلوماسية" على طريق إعادة فتْح هذه النافذة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
الكويت رحبت بإعلان البرتغال بدء الإجراءات تمهيداً لاعترافها رسمياً بدولة فلسطين
أعربت الكويت عن ترحيبها بإعلان الجمهورية البرتغالية الصديقة بدء الاجراءات التي تمهد لاعترافها رسميا بدولة فلسطين الشقيقة. وذكرت في بيان اصدرته «الخارجية» أن «دولة الكويت تشيد بهذه الخطوة الهامة والتي من شأنها الإسهام في تحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بشأن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، مؤكدة ضرورة اتخاذ سائر الدول خطوات مماثلة من أجل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
ترامب يردّ على تصريحات مدفيديف «الاستفزازية» بنشر غواصتين «نوويتين»: فاشل يعتقد أنه ما زال رئيساً لروسيا
أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويتين، في تصعيد كبير لسجال كان دائرا على شبكات للتواصل الاجتماعي مع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف بشأن أوكرانيا والرسوم الجمركية. وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، قال ترامب: «استنادا إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري مدفيديف.. أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبا لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك». وتابع: «الكلمات مهمة جدا، وغالبا ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات». ويأتي ذلك على خلفية تحديد ترامب مهلة لروسيا تنقضي نهاية الأسبوع، من أجل اتخاذ خطوات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإلا مواجهة عقوبات جديدة. ولم يحدد ترامــــب في منشوره موقع نشر الغواصتين، وما إذا المقصود بنوويتين أنهما تعملان بالطاقة النووية أو تحملان صواريخ مزودة رؤوسا نووية. والغالبية العظمى من الأسلحة النووية في العالم بيد الولايات المتحدة وروسيا، كما أن واشنطن تسير على الدوام دوريات لغواصات مزودة أسلحة نووية، في إطار ردعها النووي برا وبحرا وجوا. ولم يحدد ترامب ماهية التصريحات التي أدلى بها مدفيديف واستدعت رده، لكن مدفيديف كان انتقد بشدة الخميس الرئيس الأميركي في منشور على تليغرام، تطرق فيه إلى «اليد الميتة»، وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوره الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية. وأتى تعليق مدفيديف بعدما انتقد ترامب «الاقتصاد الميت» لروسيا والهند. وفي منشور على إكس الإثنين الماضي، اعتبر مدفيديف أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة «تهديد وخطوة نحو الحرب». ونصح الرئيس الأميركي بأن «عليه أن يتذكر» أن روسيا تمتلك قوة هائلة. ورد ترامب بوصف مدفيديف بأنه «الرئيس السابق الفاشل لروسيا الذي يعتقد أنه ما زال رئيسا». والأربعاء الماضي وجه ترامب تحذيرا مباشرا لمدفيديف بوجوب «الانتباه لكلماته»، وأضاف: «إنه يدخل نطاقا بالغة الخطورة!». وعلى الرغم من المهلة والضغوط الأميركية، تواصل روسيا حربها مع أوكرانيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لطالما رفض الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار أمس الأول، إن موسكو تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا، لكنه شدد على أن شروط بلاده لإرساء السلام «لم تتغير». تشمل الشروط الروسية تخلي أوكرانيا عن أراض استولت عليها روسيا وعن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوتين هو القادر على إنهاء الحرب، مجددا دعوته لعقد لقاء معه. وجاء في منشور له على منصة إكس: «لقد اقترحت الولايات المتحدة هذا الأمر. وأوكرانيا أيدته. ما نحتاج إليه هو استعداد روسيا». ومدفيديف من أبرز المدافعين عن الحرب التي بدأها بوتين في أوكرانيا، وهو عموما من المعادين للعلاقات مع الغرب. وتولى مدفيديف رئاسة روسيا بين عامي 2008-2012، وهو عمليا أبقى سدة الرئاسة محجوزة لبوتين الذي أقر تعديلات دستورية تتيح بقاءه طويلا في السلطة. ميدانيا، قتل 3 أشخاص في روسيا جراء ضربات أوكرانية بمسيرات فجر أمس في منطقتي روستوف وبنزا (جنوب)، كما في منطقة سمارا البعيدة عن الجبهة، على ما أعلنت السلطات المحلية. من جانبه، أفاد الجيش الروسي بأنه اعترض خلال الليل 112 مسيرة أطلقت من أوكرانيا. وفي حدث نادر، طال القصف منطقة سمارا على مسافة حوالي 800 كلم من الحدود الأوكرانية، حيث سقط أحد الضحايا وهو «رجل مسن»، على ما أوضح الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف فيدوريشتشيف.


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
موظفون بالاتحاد الأوروبي يدعون إلى تعليق العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل وفرض عقوبات مالية وتجارية على مسؤوليها
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنه يعمل على وضع خطة جديدة للمساعدات في غزة، مشيرا إلى أنه سيقدم للرئيس دونالد ترامب «شرحا وافيا» للوضع الإنساني في القطاع. جاء ذلك عقب لقاء ويتكوف عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تظاهروا وسط تل أبيب أمس، وغداة زيارته لمركز مساعدات في مدينة رفح جنوبي غزة، امتدت 5 ساعات أمس الاول. والتقى المبعوث الاميركي الخاص للشرق الأوسط، عائلات الرهائن، الذين تجمعوا وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها «ساحة الرهائن»، وطالبوا بوقف القتال وضرورة التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، وذلك إثر نشر حركة «الجهاد الاسلامي» الفلسطينية شريطي فيديو لأسيرين، ظهرا متعبين ونحيلين، في مشاهد يحاكي الوضع الإنساني الراهن في غزة، بحسب صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ذوي أسرى التقوا ويتكوف لمدة 3 ساعات، قولهم إنه ردد: «شعارات بأن حركة حماس لا تريد صفقة»، مشيرين إلى انه أكد في الوقت ذاته ان الاولوية عند الرئيس ترامب «هي إعادة المحتجزين في قطاع غزة». ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فقد نقل ذوو الرهائن عن ويتكوف تأكيده خلال اللقاء على أن لدى واشنطن «خطة لإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن». من جهتها، أكدت حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس) أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني مادام الاحتلال قائما وقد أقرته المواثيق والأعراف الدولية، مشددة على ان سلاح المقاومة باق حتى إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ونفت الحركة في بيان امس ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن ويتكوف خلال لقائه عائلات الرهائن الإسرائيليين من أن «حماس وافقت على نزع سلاحها». وقالت «حماس» إن زيارة ويتكوف إلى مراكز توزيع المساعدات في غزة امس الأول هي «مسرحية معدة مسبقا لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال»، لافتة إلى ان هدف هذه الزيارة «منح الاحتلال غطاء سياسيا لإدارة التجويع واستمرار عمليات قتل الأطفال والمدنيين في القطاع». في هذه الأثناء، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن «المعركة ستستمر بلا هوادة» ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وقال زامير «بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا.. فإن المعركة ستستمر بلا هوادة». وزعم أن «حركة حماس هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم». وأشار بيان صادر عن رئاسة الاركان الاسرائيلية أن ذلك جاء خلال زيارة ميدانية قام بها زامير لتقييم الوضع في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش أمس الاول. وأضاف البيان «الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا» معتبرا أن «الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات». في الغضون، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس» في غزة أن «73 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة أمس الأول» مطالبا «بإدخال عاجل وكاف للغذاء وحليب الأطفال وفتح المعابر فورا». وقال المكتب إن «الاحتياجات الفعلية اليومية للقطاع لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية». ولفت إلى أن «غالبية شاحنات المساعدات تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال». من جهتها، وجهت الحكومة الفلسطينية نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية والإغاثية لممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل من أجل فتح معابر غزة، وذلك في ظل تكدس آلاف شاحنات المساعدات عند مداخل القطاع. وقالت الحكومة في بيان صحافي أمس إن مستويات انعدام الأمن الغذائي في غزة «وصلت إلى 100% بحسب تقارير مؤسسات أممية مختصة»، مشددة على ضرورة «وقف تصاعد استخدام الجوع سلاحا لقتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية». وفي سياق متصل، دعا أكثر من ألف موظف في الاتحاد الأوروبي إلى تعليق العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل وسحب سفير الاتحاد من تل أبيب. وطالب هؤلاء الموظفين في رسالة موجهة إلى رئاسة الاتحاد، بإيقاف التعاون مع الكيانات الإسرائيلية خصوصا برامج البحث العلمي، مشددا على أن الاتحاد أمام اختبار يتطلب تحركا عاجلا لحماية المدنيين والحفاظ على مصداقيته. كما دعوا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات مالية وتجارية على المسؤولين الإسرائيليين، معتبرين أنه صمت الاتحاد حيال الأزمة في غزة «تواطؤ ويقوض القيم الأوروبية». على الصعيد الميداني، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينيا قتلوا أمس بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم 8 قرب مراكز توزيع المساعدات في القطاع. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن 13 شخصا قتلوا في مناطق مختلفة من غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية. وأوضح أن «10 شهداء على الأقل بينهم سيدتان» قتلوا في غارات استهدفت خياما للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلا في بلدة الزايدة وسط القطاع. كما قتل 3 فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وسط القطاع. وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو عشرة منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وشرق مدينة غزة.