
روسيا: دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية
قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف إن دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية.
وأكد مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الأحد، أن مخزون اليورانيوم المخصّب لا يزال سليمًا، بعد الضربة الأمريكية.
وذكرت إيران، أن المصابون جراء ضربات أميركا لم تظهر عليهم أي أعراض تشير لعدوى إشعاعية.
ونقلت الإيكونوميست عن خبراء، أن منشأة فوردو لا يمكن تدميرها بالقنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، وهو موقع محصن لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تفجره.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إنه لا يوجد أي خطر على سكان المناطق المجاورة للمواقع النووية، وعلى أهالي نطنز وأصفهان وفوردو الاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي.
وأضافت مهاجراني أن وزير الداخلية أعلن زيادة عدد الدوريات بمدن (نطنز وأصفهان وفوردو) من أجل تعزيز الأمن.
وأعربت الصين عن "إدانتها الشديدة" للهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قائلة إن "الهجوم الأمريكي يعد انتهاكا جسيما لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي" ويفاقم بشكل كبير التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
ودعت الصين، في بيان اليوم، أطراف النزاع "خاصة إسرائيل"، إلى وقف إطلاق النار، وحماية السكان المدنيين، وتهيئة الطريق أمام الحوار والمفاوضات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
كيف خسرت إيران
*نشر هذا المقال قبل الضربة الأميركية ولكنه يسلط الضوء على مسائل بارزة في الـ12 من يونيو (حزيران) الجاري، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات التي ألحقت أضراراً بالمنشآت النووية ومواقع الصواريخ الإيرانية، ودمرت مستودعات للغاز، وقضت، في ضربة حاسمة، على عشرات من كبار مسؤولي النظام. ما زال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على قيد الحياة، لكن أبرز نوابه، بمن فيهم محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، وحسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، قتلوا. قبل أعوام قليلة، كان من غير الممكن تصور أن يقتل باقري وسلامي وعدد كبير من كبار القادة في وقت واحد تقريباً وبصورة مفاجئة. فعلى مدى ثلاثة عقود، بنى المتشددون الذين يسيطرون على النظام الإيراني ما بدا أنه نظام ردع هائل. فخزنوا الصواريخ الباليستية، وطوروا برنامجاً لتخصيب اليورانيوم وعملوا على رفع مستواه. والأهم من ذلك، أنهم أنشأوا شبكة من الوكلاء الأجانب القادرين على استهداف القوات الإسرائيلية والأميركية باستمرار. لكن المتشددين الإيرانيين بالغوا في تقدير قدراتهم. بعد أن هاجمت "حماس" إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عام، اختار قادة النظام شنّ حملة عدوانية شديدة للغاية. بدلاً من ترك حركة "حماس" وإسرائيل تحسمان الصراع في ما بينهما، أطلقوا وكلاءهم لضرب أهداف إسرائيلية. وبدورها، اضطرت إسرائيل إلى توسيع هجومها خارج غزة، ونجحت في إضعاف "حزب الله"، أقوى وكلاء طهران، بصورة كبيرة، وتدمير المواقع الإيرانية في سوريا، مما أسهم على نحو غير مباشر في انهيار نظام الأسد. وردّت إيران على هذا العدوان من خلال إطلاق أكبر هجومين بصواريخ باليستية في تاريخها ضد إسرائيل. لكن هذه الأخيرة، بدعم من الجيش الأميركي وشركاء آخرين، صدت تلك الهجمات ولم تتكبد سوى أضرار طفيفة. ثم ردت بضربة مضادة. وبذلك انهارت ركائز استراتيجية الردع الإيرانية. وأصبح النظام الحاكم في إيران أكثر ضعفاً وانكشافاً من أي وقت مضى منذ الحرب الإيرانية- العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. أما إسرائيل التي كانت تحلم منذ عقود بتوجيه ضربة إلى إيران، فوجدت فرصة لم تستطِع تجاهلها. غطرسة ثورية منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عمل القادة في طهران على إنشاء شبكة من الوكلاء، تشمل "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق، كما أقاموا علاقات وثيقة مع نظام الأسد في سوريا. وهذه التحالفات الإقليمية، إلى جانب برنامج طهران القوي للصواريخ الباليستية، مكّنت إيران من تهديد خصومها بصورة مباشرة وعن بعد، مما منح المتشددين في النظام مصادر قوة أساسية. ولم تكُن قيادة البلاد بمنأى عن الضغوط: فقد دخلت في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة عام 2015، على سبيل المثال، لتخفيف المعاناة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات. ومع ذلك، أسهمت هذه المحادثات نفسها في تعزيز مكانة إيران كقوة إقليمية، إذ إن الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" منحها تخفيفاً واسع النطاق للعقوبات من دون فرض قيود على قدراتها الدفاعية، سوى بعض الضوابط الموقتة على التخصيب النووي. وعام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات. لكن الاستفزازات النووية التي أقدمت عليها إيران بعد ذلك تحولت إلى وسيلة لامتصاص الضغوط الخارجية وتحصين سلوكياتها الخبيثة الأخرى من التدخل الدولي. في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها، إذ كانت تمتلك تأثيراً قوياً في منطقة جغرافية واسعة تمتد من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، كان وكلاء إيران، المسلحون بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة، يمارسون ضغطاً مستمراً على إسرائيل. في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها بدا هجوم السابع من أكتوبر في البداية وكأنه يعزز موقف إيران. فخصمها الإقليمي الرئيس وجد نفسه فجأة غارقاً في صراع مستنزف بالكامل. ولذا شجعت طهران وكلاءها على الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل، مما أدى إلى إنشاء جبهة إقليمية موحدة تحت قيادتها. فالقصف الصاروخي المستمر من "حزب الله" أجبر المدنيين في شمال إسرائيل على الفرار من القرى القريبة من الحدود اللبنانية. وفي اليمن، وسّع الحوثيون هجماتهم لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما شكل ضغطاً شديداً على التجارة العالمية وأجبر الولايات المتحدة على حشد قوة بحرية كبيرة وتكريس موارد مهمة للتصدي لعدوانهم. وبحلول منتصف عام 2024، كانت إيران ووكلاؤها يضغطون فعلياً على النظام الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن في غضون أشهر قليلة، انهار تقريباً الإطار الإقليمي الذي شيّدته إيران. فسحقت العمليات العسكرية الإسرائيلية حركة "حماس" في غزة، ودمرت "حزب الله" في لبنان، وهما عنصران أساسيان في حملة الضغط الإيرانية المستمرة منذ عقود ضد إسرائيل. ثم جاء السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر (كانون الأول). وكانت سوريا تشكل ركيزة أساسية في استراتيجية الردع الإيرانية الأوسع، ليس فقط لأنها تمثل جبهة أخرى ضد إسرائيل، بل لأن أراضيها التي تشترك في حدود طويلة مع لبنان وشمال إسرائيل، كانت تمثل المعبر الرئيس الذي تستخدمه إيران لنقل السلاح إلى "حزب الله" والمقاتلين الفلسطينيين في الضفة الغربية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مواجهة هذه النكسات، كان بإمكان إيران أن تختار إعادة تنظيم صفوفها. لكنها بدلاً من ذلك قررت تصعيد الصراع مع إسرائيل عن طريق شن ضربات مباشرة في أبريل (نيسان) وأكتوبر 2024. ومن خلال اتخاذ مثل هذا الإجراء، كان الحرس الثوري يأمل في إظهار قوته العسكرية وإعادة إرساء الردع. لكن النتيجة كانت عكسية، إذ كشفت تلك الضربات عن محدودية قدرات إيران الصاروخية. وعلى رغم أن هجومَي أبريل وأكتوبر كانا الأكبر من نوعهما في تاريخ الهجمات الباليستية ضد إسرائيل، فإن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي كثيراً ما يشاد بها، إلى جانب دفاعات الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، اعترضت معظم الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية. أما العدد القليل الذي تمكن من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، فإما أخطأ أهدافه أو تسبب في أضرار طفيفة. وكشفت تلك الهجمات عن ضعف إيران. كما دفعت إسرائيل إلى الرد على إيران مباشرة، باستخدام تفوقها الجوي لتدمير بطاريات الدفاع الجوي الرئيسة والمنشآت العسكرية الإيرانية في أكتوبر، مما أدى إلى تحطيم الحاجز الأخير الذي كان يمنع خصوم طهران من استخدام القوة العسكرية ضد أراضيها. وبهذا، انهار الردع الإيراني. رياح التغيير على رغم الانتكاسات التي مُني بها النظام الإيراني، فإن قيادته العليا وقادته العسكريين كانوا بعيدين كل البعد من الاعتراف بالهزيمة في مطلع عام 2025. في خطاب ألقاه في مارس (آذار) الماضي، رفض سلامي فكرة أن إيران فقدت تفوّقها على منافسيها، معتبراً أن بقاء الجمهورية الإسلامية بحد ذاته دليل على فاعلية استراتيجيتها الكبرى. فالنظام، في نهاية المطاف، لم يكُن في حال حرب مع قوى صغيرة، بل مع قوى كبرى تمتلك أحدث الأسلحة والمعدات والجيوش. وقال سلامي: "إنها لمعجزة أن تتمكن أمتنا من الصمود في وجه القوى المتغطرسة". واعتمد نبرة مشابهة خلال خطاب ألقاه في مايو (أيار) الماضي، قائلاً: "الأمة التي لا تُستذل [تُستعبد]، الأمة التي ترفع راية المقاومة وتعمل بأقوال قائدها الأعلى بكل إخلاص، لن تهزم على الإطلاق". لكن سلامي الآن قُتل، وأصبح من الأصعب على إيران أكثر من أي وقت مضى أن تزعم أنها خرجت منتصرة من هذه المواجهات. ففي غضون أيام قليلة فحسب، ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بالبرنامجين العسكري والنووي لطهران. وعلى رغم أن الحجم الحقيقي للدمار لا يعلمه إلا قادة إيران، فمن غير المرجح أن تتمكن البلاد من التعافي بسهولة من هذا التراجع الكبير. وربما الأهم من ذلك، أن إيران فقدت تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء. فمنظومات الدفاع الجوي التي كانت تُعد مصدر فخر دمرت أو أصبحت عاجزة عن العمل في معظم أنحاء البلاد. كما أن مخزوناتها من الصواريخ استنزفت، ودمر كثير من منصات الإطلاق المتنقلة، وتحولت المرافق التي كانت تستخدم في تصنيع الصواريخ ومعالجة وقودها إلى أنقاض مشتعلة. وأخيراً، تضرر أو دمر جزء كبير من برنامج التخصيب النووي الإيراني. وربما لا تزال إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وبعض أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض. لكن على المدى القريب، لم يعُد التخصيب النووي يشكل وسيلة فاعلة للردع. ويضاف إلى ذلك فقدان النخبة القيادية في المؤسسة الدفاعية. فاغتيال عدد كبير من القادة والضباط العسكريين المخضرمين، بمن فيهم اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة "الجوفضائية" في الحرس الثوري الإيراني ومهندس استراتيجيته الصاروخية، سيترك ثغرة كبيرة في النظام ويمحو رصيداً معرفياً تراكم على مدى عقود من الزمن. وعلى رغم أن النظام عيّن بدائل عن هؤلاء القادة بالفعل، فإن ما لا يمكن استبداله بسرعة هو الثقة التي اكتسبها أسلافهم من خامنئي، القائد الأعلى، والنفوذ الذي كانوا يتمتعون به في صياغة الاستراتيجية الكبرى للنظام. فقدت إيران تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء أمام هزيمة بهذا الحجم، قد يختار النظام الاعتراف بالخسارة، وتقليص خسائره، والسعي نحو تسوية مع إسرائيل والولايات المتحدة. وهذا المسار سيتطلب، على أقل تقدير، تخلّي إيران عن التخصيب النووي. وقد يعني أيضاً أن تضطر طهران إلى التخلي عن برنامجها الصاروخي وإنهاء دعمها للوكلاء والتراجع عن هدفها المعلن بتدمير إسرائيل. ولكن، على رغم أن الشعب الإيراني على الأرجح يفضل هذا المخرج، فإن النظام سيعتبر ذلك بمثابة استسلام كامل، ينظر إليه على أنه حل ينذر بانهيار النظام الثيوقراطي الحاكم في نهاية المطاف. ولتفادي هذا الاستسلام الكامل، قد يختار خامنئي مواصلة القتال. وربما يشمل ذلك السعي إلى تحقيق اختراق نووي. فإذا افترضنا أن إيران لا تزال تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وتحتفظ بالخبرة الفنية، فقد يحاول النظام اختبار جهاز نووي، على أمل أن يؤدي تحول إيران إلى دولة نووية إلى استعادة شيء من قدرتها المفقودة على الردع. كما يمكن لطهران أن تواصل الحرب، على أمل إنهاك عزيمة إسرائيل على القتال، أو كسب مزيد من التأييد الشعبي للنظام داخل إيران. ويأمل النظام في أن توسع إسرائيل نطاق ضرباتها معتقداً بأنه إذا سقط مزيد من المدنيين، فإن المجتمع الإيراني سيزداد تعاطفاً مع المدافعين الوحيدين عن البلاد: أي النظام نفسه. هذا التأثير المعروف باسم "الالتفاف حول العلم" يعدّ في هذه المرحلة الأمل الأخير الباقي للنظام من أجل حشد التأييد الشعبي في الداخل. لكن تصعيد العدوان رهان شديد الخطورة، وقد يؤدي إلى عزل النظام وتجريده من موارده. فكلما طال أمد الحرب، زاد حجم الدمار الذي ستتكبده البلاد، مما سيضعف قدرة النظام حتى على الاستمرار في العمل. وإذا لم يتحقق تأثير "الالتفاف حول العلم"، أو إذا تلاشى مع الوقت، فقد ينقلب المواطنون الإيرانيون في نهاية المطاف على النظام. وإذا حصلت الحكومة على سلاح نووي لضمان بقائها في السلطة، فقد تصبح إيران شبيهة بكوريا الشمالية، وهذا سيناريو لا يرغب فيه أي إيراني. بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور، فإن النظام الإيراني خسر بلا شك صراعه الطويل مع إسرائيل. وسيتعين عليه إما أن يتخلى عن أيديولوجيته السياسية الأساسية، ويسعى إلى الاندماج مع بقية المنطقة من خلال الانفتاح الدبلوماسي والاقتصادي، أو أن يضاعف تمسكه بعقيدته ويتقوقع أكثر على ذاته. علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني خسرا؛ والوضع الإقليمي الذي أرسياه انتهى. أفشون أوستوفار أستاذ مساعد في كلية الدراسات العليا البحرية، وزميل رفيع الشأن غير مقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومؤلف كتاب: "حروب الطموحات بين الولايات المتحدة وإيران والصراع في الشرق الأوسط". مترجم عن "فورين أفيرز" 18 يونيو (حزيران) 2025

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
بين الصواريخ والخرائط.. تساؤلات استراتيجية حول أبعاد الحرب الإسرائيلية
.في خضم تصاعد وتيرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تتجه الأنظار إلى تفاصيل الضربات الجوية والهجمات الصاروخية، ولكن السؤال الأهم يظل خلف هذه النيران: ما الدوافع الحقيقية لهذه الحرب؟ وهل يختزل هذا الصراع في مسألة تخصيب اليورانيوم وصناعة القنبلة النووية، أم أن هناك أهدافاً أوسع ترتبط بإعادة تشكيل النظام العالمي نفسه؟ إن المشهد الإقليمي والدولي اليوم لا يمكن قراءته فقط من زاوية ما يحدث فوق الأرض، بل لا بد من فهم ما يجري خلف الكواليس، وفي غرف صنع القرار الكبرى، حيث تُرسم خرائط جديدة ويتحدد مصير تحالفات إقليمية ودولية كانت في طور التشكل. لطالما اتخذت المواجهات بين إيران وإسرائيل شكلًا غير مباشر، عبر ساحات مثل سوريّا ولبنان وغزة، لكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة داخل العمق الإيراني –والتي استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة– تشكل نقطة تحوّل، فالرد الإيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات الانتحارية المسيّرة، واستهدافه للمدن المحتلة ، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن هذه الحرب خرجت من عباءة "الرسائل المحدودة" إلى مواجهة مباشرة تُنذر بتبعات خطيرة على المنطقة. في حين يصوّر الإعلام العالمي أن السبب الرئيس لهذه المواجهة هو المشروع النووي الإيراني ، فإن تحليلاً أعمق يكشف أبعادًا أخرى، منها أن إيران في السنوات الأخيرة عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين وروسيا ، وشاركت في مبادرات استراتيجية كبرى مثل الحزام والطريق، فضلًا عن رغبتها بالتخلي عن الدولار لصالح عملات أخرى في عمليات بيع النفط، كما أبدت اهتمامًا واضحًا بالانضمام إلى مجموعة "بريكس". وهو ما قد يمنحها –في نظر الساسة الإيرانيين - محاور أكثر قوة واستقلالًا عن المنظومة الغربية. من هنا، يبرز سؤال استراتيجي: هل كانت واشنطن وإسرائيل تسعيان من خلال هذه الحرب إلى كسر هذه العلاقات ومنع إيران من التحول إلى ركيزة في محور دولي بديل؟ أم أن المسألة لا تتعدى كونها ضربة استباقية لمنع امتلاك السلاح النووي فقط؟ على الرغم من أن الضربات نُفّذت بأيدٍ إسرائيلية، فإن مؤشرات كثيرة تدل على وجود تنسيق عسكري واستخباراتي مع واشنطن ، سواء من خلال تزويد إسرائيل بأنظمة اعتراض متقدمة، أو عبر دعم لوجستي ومعلوماتي، فإن حضور الولايات المتحدة في المشهد لا يمكن إغفاله. لكن الأهم من ذلك هو التساؤل: هل تسعى واشنطن من خلال هذا التصعيد إلى فرض واقع جديد في الشرق الأوسط يمنع توسع الصين ونفوذ روسيا ، ويفرض مجددًا هيمنة أميركية على المنطقة؟ وهل ما نشهده هو حرب عسكرية ذات غطاء جيوسياسي أوسع يهدف إلى إعادة ضبط مسار النظام العالمي؟ من خلال ما قرأته وسمعته من تحليلات متعمقة، فإن هذه الحرب لم تقع في فراغ، بل تتفاعل تداعياتها مع قضايا الطاقة، وتحالفات الخليج، وأسواق المال العالمية، وقد ارتفعت أسعار النفط، وأبدت بعض دول المنطقة قلقها من تهديد استقرار مضيق هرمز وأمن المنطقة، كذلك، فإن امتداد الحرب إلى مناطق أخرى مثل سوريّا أو العراق أو لبنان قد يفتح جبهات جديدة يصعب احتواؤها. كما أن تأخر انضمام إيران لمجموعة "بريكس"، أو تحجيم نفوذها في التحالفات الاقتصادية والسياسية مع القوى الكبرى، قد يكون من الأهداف غير المعلنة لهذه الحرب. رغم ضجيج السلاح، تبقى الخيارات مفتوحة، فإما أن يستمر التصعيد نحو مواجهة أوسع بمشاركة قوى إقليمية ودولية، أو أن يتم احتواء الصراع بوساطات دبلوماسية تحفظ ماء وجه الأطراف المتصارعة. لكن من يضمن أن هذه الحرب لن تُستخدم كذريعة لإعادة ترتيب توازنات القوة؟ أو كمدخل لتأسيس نظام دولي جديد لا يتسع لخصوم واشنطن وبكين وموسكو في آنٍ معًا؟ في النهاية، هذه الحرب ليست فقط حربًا بين طهران وتل أبيب، بل هي فصل جديد من فصول الصراع على النفوذ في عالم يتغير بسرعة، لذا، السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل نشهد ولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب أم محاولة أخيرة من قوى كبرى للحفاظ على تفوقها؟ هذه الأسئلة ينبغي ألا تُهمَل، بل تُطرح بعمق على طاولة النقاش العربي، لتحديد موقعنا كدول وشعوب وسط هذه التحولات المتسارعة.. دمتم بخير.


شبكة عيون
منذ ساعة واحدة
- شبكة عيون
مصر والسعودية والبحرين تؤكد أهمية وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران
مصر والسعودية والبحرين تؤكد أهمية وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران ★ ★ ★ ★ ★ القاهرة- مباشر: أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبدالعاطي، اليوم السبت، اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، في إطار التنسيق والتشاور المستمر بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة . تناولت المباحثات التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران وما يحمله من تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين، حيث أكد الوزراء خلال الاتصالين ضرورة الوقف الفوري للتصعيد ووقف إطلاق النار، مع التشديد على أن الحلول السياسية والدبلوماسية تُمثل السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي . كما شدد الجانبان على أهمية احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وضرورة تضافر الجهود لتفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر . حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات تعطيل العمل بالبنوك كافة في مصر الخميس 3 يوليو السيسي يحذر من التبعات الجسيمة لتوسع دائرة الصراع في المنطقة مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه مصر السعودية السيسي اقتصاد