
أبوبكر الديب: من "هرمز" لـ "وول ستريت".. شظايا الحرب تحرق الأسواق
الحرب بين إسرائيل وإيران لم تقتصر على حدود الدولتين فقط، بل امتدت شظاياها الجيواقتصادية لتهز الأسواق الدولية، وأدخلت الاقتصاد العالمي مرحلة من الحذر الشديد، والتخطيط الاستراتيجي المحفوف بالمخاطر.
وأحدثت الحرب تقلبات عنيفة في مؤشرات الأسهم والعملات وأسعار الطاقة فقد سجل خام برنت ارتفاعا تجاوز 78 دولارا للبرميل وسط مخاوف من إغلاق مضيق هرمز وتهديد بتعطل الإمدادات النفطية وهو ما دفع التوقعات الي التحليق بالأسعار لنحو 120 دولارا إذا تصاعدت المواجهات بشكل أوسع.
هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط أعاد المخاوف من موجة تضخم عالمي جديدة وضغط على البنوك المركزية التي باتت بين خيارين أحلاهما مر إما رفع أسعار الفائدة مجددا لكبح التضخم أو التوقف خوفًا من إدخال الاقتصادات في ركود.
واستحابت الأسواق العالمية، بسرعة حيث تراجعت مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا بينما شهدت وول ستريت موجة بيع متقطعة كما ارتفع الذهب كملاذ آمن وكذلك الفرنك السويسري والين الياباني بينما تراجع اليورو والجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي الذي حافظ على مكاسبه بدعم من توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة. أما في المنطقة العربية فقد استفادت دول الخليج من صعود أسعار النفط لكن التوتر الإقليمي وتهديد الملاحة البحرية أثرا سلبا على ثقة المستثمرين فيما تواجه دول مثل مصر وتونس والمغرب ضغوطًا تضخمية بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد في ظل اعتماد كبير على الطاقة والغذاء فالأسواق تترقب تطورات الحرب بحذر شديد.
وهذه الزيادة الحادة في أسعار النفط أثارت من جديد شبح التضخم العالمي، لتجد البنوك المركزية نفسها أمام معضلة بين الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، والخشية من تباطؤ النمو الاقتصادي أو حتى الدخول في ركود.
وعبر بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي عن قلقهم من "الضبابية العالمية" في قراراتهم الأخيرة، مشيرين إلى صعوبة التنبؤ باتجاهات السوق في ظل هذا التصعيد.
كما تأثرت الأسواق المالية بشكل واضح، إذ تراجعت مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا، بينما شهدت السوق الأمريكية موجة بيع مؤقتة تلَتها حالة من التذبذب الحذر.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن، وسجلت العملات التقليدية الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني أداء جيدا، في حين تراجع اليورو والجنيه الإسترليني أمام الدولار الذي عاد ليلعب دور "العملة الآمنة".
وإقليميا، انعكست الحرب بشكل مزدوج على الدول العربية، إذ استفادت بعض دول الخليج كالسعودية والإمارات من ارتفاع أسعار النفط على المدى القصير، فيما زادت المخاطر على الأمن الملاحي والتجاري في الخليج العربي.
في المقابل، تواجه دول أخرى ضغوطا تضخمية متزايدة نتيجة اعتمادها الكبير على الواردات من الطاقة والمواد الأساسية.
ويبدو أن المرحلة المقبلة تتسم بمزيد من الحذر والترقب، مع ترقب المستثمرين لقرارات البنوك المركزية وتطورات الميدان، فالحرب التي بدأت في الشرق الأوسط تواصل إرسال شظاياها الاقتصادية إلى مختلف أنحاء العالم، وقد تعيد تشكيل خارطة الأسواق المالية عالميا خلال ما تبقى من عام 2025.
وتنتظر البنوك المركزية العالمية الإشارات المقبلة لاتخاذ قرارات نقدية مدروسة قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من عام 2025.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
ارتفاع الدولار يضغط على سعر أونصة الذهب لتخسر 0.6%
انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة في طريقها إلى تسجيل انخفاض أسبوعي، حيث نتج عن ارتفاع الدولار بشكل عام وتقلص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية زيادة في الاقبال على المخاطرة ليعوض تأثير المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط. سعر أونصة الذهب العالمي وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 3340 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3369 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3349 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون. الذهب في طريقه إلى تسجيل انخفاض هذا الأسبوع بنسبة 2.4% حيث يحاول السعر الآن كسر منطقة المستوى 3350 دولارا للأونصة وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من زخم الهبوط خلال الأيام القادمة في حال أغلق الذهب تداولات الأسبوع تحت هذا المستوى. تحليل جولد بيليون وأشار تحليل جولد بيليون إلى أنه في الشرق الأوسط حاليًا متقلب وهو ما يدفع المتداولين إلى تجنب اتخاذ مراكز شراء وبيع قوية على الذهب سواءً على المدى الطويل أو القصير. وتأتي خسائر الذهب اليوم بعد أن تزايد الإقبال على المخاطرة في الأسواق بعد أن أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب الجوية بين إيران والكيان الصهيوني، مما يزيد الضغط على طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقد ساعدت هذه الخطوة على تقليص بعض مخاوف السوق من هجوم أمريكي وشيك على إيران، خاصة بعد أن أشارت مجموعة من التقارير إلى ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يؤدي تحفيز بعض شهية المخاطرة حتى مع استمرار الهجوم المتبادل بين الكيان الصهيوني وإيران ليمتد الصراع بينهما إلى يومه الثامن. أسعار الفائدة من جهة أخرى، جدد الرئيس الأمريكي ترامب دعواته للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، قائلاً إنها يجب أن تكون أقل بمقدار 2.5 نقطة مئوية. وكان قد أبقى البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه يوم الأربعاء الماضي، ليبقي أعضاء البنك على توقعاتهم لخفضين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام. وقد أشار بنك ANZ في مذكرة أن التطورات الاقتصادية الكلية وخاصةً استقرار العوائد وتجدد قوة الدولار الأمريكي لم تدعم سعر الذهب. فقد أثر ارتفاع توقعات التضخم من قبل أعضاء الفيدرالي وموقف البنك الحذر بشأن تأثير التعريفات الجمركية على النشاط الاقتصادي على توقعات السوق بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام. أيضاً من المتوقع أن يسجل الدولار الأمريكي أكبر ارتفاع أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب على حاملي العملات الأخرى ليدفعه إلى التراجع في ظل العلاقة العكسية بينهما. وبالنسبة للطلب على الذهب المادي فقد أعلن مجلس الذهب العالمي هذا الأسبوع عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الرابع على التوالي، لتسجل التدفقات خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو ارتفاع بمقدار 21.7 طن ذهب وهو أعلى مستوى منذ 6 أسابيع.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
تذبذب أسعار الذهب محلياً مخالفا انخفاضه عالميا
يستمر سعر الذهب المحلي في التداول العرضي مما يدل على ضعف الزخم الحالي في السوق، ليخالف بذلك التراجع الذي يشهده سعر الذهب العالمي حتى وإن كان تدريجي. يأتي هذا في ظل الدعم الذي يحصل عليه الذهب المحلي من ارتفاع سعر الصرف. سعر الذهب اليوم افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 4780 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4785 جنيه للجرام، وذلك بعد أن تراجع يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 4790 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4800 جنيه للجرام. ولا يزال يحاول الذهب المحلي كسر المستوى 4800 جنيه للجرام بعد أن ظل يتداول حول هذا المستوى منذ أكثر من جلستين، لتسيطر التحركات العرضية على الذهب ويأتي التراجع بشكل محدود وتدريجي. يأتي هذا التحرك الضعيف في الذهب المحلي بالرغم من انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي، ويرجع هذا الانفصال المؤقت بين حركة السعرين إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، الأمر الذي يضغط بشكل سلبي على الجنيه وبالتالي يدعم تسعير الذهب المحلي. توقعات أسعار الذهب تراجع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة ليسجل أدنى مستوى في أسبوع في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي وذلك في ظل تزايد الطلب على المخاطرة وارتفاع الدولار الأمريكي بسبب الوضع المتقلب في الشرق الأوسط. ويشهد سعر الذهب المحلي تذبذب وتحركات عرضية وذلك على الرغم من انخفاض سعر الذهب العالمي، وقد أظهر الذهب المحلي تماسك وعدم استسلام للتراجع الكبير بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه الذي يحد من خسائر الذهب. وتحاول أسعار الذهب العالمي كسر المستوى 3350 دولار للأونصة حالياُ وفي حال نجح في هذا وأغلق تداولات الأسبوع تحت هذا المستوى سيزيد من الضغط السلبي على الأسعار على المدى القصير ليتراجع إلى منطقة 3330 دولار للأونصة. أما عن السعر المحلي يحاول سعر الذهب المحلي عيار 21 أن يكسر المستوى 4800 جنيه للجرام حيث ظل يتداول حول هذا المستوى منذ يومين ليسيطر الاتجاه العرضي بسبب ضعف الزخم الحالي في السوق، وقد يستمر هذا التحرك العرضي لفترة أطول في انتظار حافز جديد للسعر.


صحيفة الخليج
منذ 5 ساعات
- صحيفة الخليج
الدولار يقترب من تسجيل مكاسب أسبوعية
يتجه الدولار، الجمعة، لتسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدت المخاوف بشأن الحرب المستعرة في الشرق الأوسط والتداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي إلى زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة التقليدية. ولا تظهر أي مؤشرات على انحسار الصراع بين إسرائيل وإيران، ويشعر المتعاملون في السوق بالقلق إزاء احتمالية دخول الولايات المتحدة للصراع، ما أدى إلى ارتفاع الدولار. ويتجه مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات، للارتفاع 0.45 بالمئة هذا الأسبوع. ودعم انخفاض أسعار النفط الخام عملات الاقتصادات المستوردة الصافية للنفط مثل اليورو والين. وارتفع اليورو 0.24 بالمئة إلى 1.1527 دولار، بينما ارتفع الين 0.1 بالمئة إلى 145.35 للدولار. بيانات التضخم واستفاد الين أيضاً من بيانات التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع والتي أبقت على التوقعات برفع أسعار الفائدة. ودعم هذا الرأي محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان هذا الأسبوع والذي أظهر اتفاق صانعي السياسة على الحاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة التي لا تزال عند مستويات منخفضة للغاية. واستقر الفرنك السويسري عند 0.816 مقابل الدولار، ولكنه يتجه لأكبر انخفاض أسبوعي له منذ منتصف أبريل نيسان بعد أن خفض البنك المركزي في البلاد تكاليف الاقتراض. ووصلت أسعار الفائدة السويسرية الآن لصفر بالمئة. وارتفع الدولار الأسترالي وكذلك النيوزيلندي 0.1 بالمئة لكل منهما، بينما زاد الجنيه الإسترليني 0.2 بالمئة إلى 1.349 دولار. ورغم تمسك مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في وقت سابق من هذا الأسبوع بتوقعاته بتخفيض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، حذر رئيسه جيروم باول من إعطاء هذا الرأي أهمية كبيرة. ورأى المحللون أن ما أعلنه البنك المركزي بمنزلة «ميل لتشديد السياسة النقدية» مما عزز من مكاسب الدولار هذا الأسبوع. التوتر الجيوسياسي وبينما كان التوتر الجيوسياسي محور التركيز الرئيسي للسوق هذا الأسبوع، تظل المخاوف بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على التكاليف وهوامش أرباح الشركات والنمو عاملاً مؤثراً. وتراجع الدولار تسعة بالمئة حتى الآن هذا العام بفعل الضغوط الناجمة عن سياسات ترامب الجمركية. ويحل في أوائل يوليو / تموز الموعد النهائي الذي حدده ترامب لتطبيق الرسوم الجمركية. وقالت مصادر: إن المسؤولين الأوروبيين أصبحوا متقبلين بشكل متزايد لفكرة أن يكون معدل الرسوم الجمركية «المتبادلة» عند عشرة بالمئة هو الأساس في أي اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وصعد اليوان في أحدث التعاملات إلى 7.18 بعد أن أبقت الصين على أسعار الفائدة القياسية للإقراض دون تغيير كما كان متوقعاً. (وكالات)