logo
المحافظ ورموز بورسعيد يقدمون التعازي للمطران في وفاة القمص بطرس الجبلاوي

المحافظ ورموز بورسعيد يقدمون التعازي للمطران في وفاة القمص بطرس الجبلاوي

صدى البلدمنذ 4 أيام
قدم اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد و جميع قيادات ورموز المحافظة ، واجب العزاء مساء اليوم الأربعاء للانبا تادرس مطران محافظه بورسعيد وضواحيها و ولجميع كهنه إيبراشية المحافظة ، فى وفاة شيخ كهنة بورسعيد القمص بطرس الجبلاوي، وذلك خلال العزاءالذي أقيم بكنيسه مارجرجس بشارع محمد علي.
وكانت قد سادت حالة من الحزن الشديد بين جميع أهالي بورسعيد من المسلمين والمسيحين على حد السواء منذ أمس ، بعد وفاه القمص بطرس الجبلاوي كاهن كنيسة مارجرجس ببورسعيد و الذي يعتبر من اهم الرموز الدينيه والوطنيه بالمحافظه الباسله، حيث وافته المنية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد مشوار حافل من العطاء والأدوار الوطنية الجليلة.
وكان من أبرز الحضور النائب عادل لمعى عضو مجلس الشيوخ عن محافظه بورسعيد ، ووفد من قساوسة الكنيسه الانجيلية والمطران نارجيسوس مطران طائفة الروم الأرثوذكس ببورسعيد، والشيخ يوسف شمس الدين مدير منطقة وعظ بورسعيد الأزهرية ، بجانب لفيف من شيوخ منطقة وعظ بورسعيد الأزهرية وممثلو الأوقاف.
حبشي ورموز الباسلة يقدمون التعازي لمطران بورسعيد في وفاة القمص بطرس الجبلاوي
كما شارك في تقديم واجب العزاء سمر موافي رئيس حى الشرق ببورسعيد ، ولفيف من رجال الاعمال ورموز الشارع البورسعيدي مثل المهندس ورجل السياحه علي جبر ، و المهندس محمد السيد ، والدكتور طاهر الصرفي استاذ دكتور التحاليل الطبيه، هذا بالاضافه الى لفيف من القيادات التنفيذيه والشعبيه والحزبيه من اهالي بورسعيد.
وشهد العزاء، حالة من الحزن الشديد والبكاء من كل محبين القمص بطرس الجبلاوي الراحل ، والذي كان يتمتع بشعبيه كبيره لدى المسيحيين والمسلمين على حد السواء وبالاخص الكبار سنا، لدور البطولي في فتره المقاومه الشعبيه ببورسعيد عام 1956 ، مرورا بفترات الحروب 1967 و 1973 ، حيث كان يخطب الكاهن الراحل في الناس ويحفزهم للدفاع عن الوطن ضد العدو.
وتقدم اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد باسمه واسم جميع أهالي بورسعيد بخالص التعازي في وفاة القمص بطرس الجبلاوي مؤكدا بأن القمص الراحل كان مثالًا يحتذى به في الوطنية والإخلاص وقد ارتبط اسمه بمحطات مضيئة في تاريخ الوطن وكان نموذجًا مشرفًا للانتماء والوطنية.
واستكمل: 'القمص بطرس الجبلاوي كان رجل مصري عاشق للوطن من طراز فريد ، ومثال حقيقي على الوحدة الوطنية، حيث كانت من أبرز مشاركته الوطنية الوقوف على منبر المسجد العباسي كخطيب في الناس خلال حرب 1956، في مشهد تاريخي يجسد أسمى معاني الوحدة الوطنية ، كما أنه شارك في حمل السلاح مع أبطال المقاومة الشعبية'.
وكان في استقبال محافظ بورسعيد اللواء محب حبشي وجميع الحضور، الأنبا تادرس مطران بورسعيد وضواحيها موجها للجميع أسمى معاني التقدير والاحترام لمشاركتهم في تقديم واجب العزاء.
ووجه الأنبا تادرس مطران بورسعيد العزاء لعائلة الراحل القمص بطرس الجبلاوي ولكل محبيه ، داعيا الله أن يمنح للجميع الصبر والتعزية على ألم الفقدان.
كما أكد القس أرميا فهمي المتحدث الاعلامي باسم مطرانيه الاقباط الارثوذكس ببورسعيد أن ذكرى القمص بطرس الجبلاوي ستظل ذكرى محبه وخير على مر السنوات ، حيث كان خطيباً مفوهاً واسع المدارك و حكيماً وله فى قلوب ابناء بورسعيد مقدار ومكانه.
جدير بالذكر أن كنسية مارجرجس ببورسعيد استمرت يومين في إستقبال العزاء في وفاة القمص بطرس الجبلاوي كاهن الكنيسة ، بمجرد إعلان وفاته في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المرتقب أن يصل الجثمان لبورسعيد للدفن في مسقط رأسه بعد قرابة أسبوع أو عشرة أيام.
والقمص بطرس الجبلاوي قدولد عام 1932، وتمت رسامته كاهنًا عام 1954 عن عمر 22 عامًا، بعد أن لفت الأنظار بنبوغه وثقافته وحبه للناس، وعلى مدى 75 عامًا، خدم الكنيسة بوفاء، ونشر قيم الخير والمحبة،كما كان عضو فى المجلس التنفيذى لمحافظه بورسعيد وظل رمزا للمحبة حتى وافته المنية في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 93 عامًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس دينية الشيوخ: تدريب الصحفيين يعكس رسالة دار الإفتاء في بناء الوعي
رئيس دينية الشيوخ: تدريب الصحفيين يعكس رسالة دار الإفتاء في بناء الوعي

صدى البلد

timeمنذ 31 دقائق

  • صدى البلد

رئيس دينية الشيوخ: تدريب الصحفيين يعكس رسالة دار الإفتاء في بناء الوعي

أكَّد الأستاذ الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن البرنامج التدريبي الذي أطلقته دار الإفتاء المصرية لتدريب الصحفيين والإعلاميين يمثل خطوة أساسية في تعزيز الوعي الديني الصحيح، وربط العمل الصحفي بالبلاغ الهادف والتوعية الرشيدة، مشيرًا إلى أن البرنامج يعكس ريادة الدار في إطلاق مبادرات نوعية تهدف إلى خدمة الوطن والدين. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لإطلاق البرنامج التدريبي، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، لتدريب الصحفيين والإعلاميين على تغطية القضايا الدينية بدقة ومهنية، بما يعزز من خطاب الفتوى الوسطي المعتدل ويواجه مظاهر التشويه والتطرف. وأوضح الدكتور عامر أن "الوعي يعني المعرفة الصحيحة والثقافة الأصيلة"، وهو ما يتطلب إدراكًا دقيقًا وكاملًا للأمور، مؤكدًا أن أساس هذا الوعي يكمن في "التواصل المباشر مع المتخصصين"، وهو الهدف الرئيس لهذا البرنامج التدريبي، الذي يأتي في إطار التعاون بين المؤسسات الدينية والهيئات الإعلامية. وأشار إلى أن النبوات حملت مهمتين عُظميين: البلاغ وبناء الوعي، وهما مسؤوليتان تتوزعان اليوم على العاملين في مجالات التعليم والإعلام والدعوة، مؤكدًا أن الوعي يسبق العمل، وأن البيان العلمي هو أساس البلاغ المؤثر. وأضاف أن البرنامج التدريبي يأتي في توقيت مهم، لما له من أثر في دعم الصحافة الوطنية وتمكينها من أداء رسالتها النبيلة في بناء الوعي وحماية الهوية المصرية، مشيدًا بالدور التاريخي للإعلام المصري في تشكيل الوعي الديني ليس فقط على المستوى المحلي، بل في المنطقة بأسرها. وأشاد عامر بتعاون دار الإفتاء مع الصحفيين والإعلاميين في سبيل الارتقاء بالمحتوى الديني الإعلامي، قائلًا: "ليس جديدًا على الدار هذا السبق، وتاريخها يشهد بدورها الرائد في تعزيز الفكر الرشيد". واستشهد رئيس اللجنة الدينية بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»، مؤكدًا أن "العلم قبل العمل"، وأن تحري الدقة في نقل الكلمة هو من أعظم صور الأمانة، محذرًا من أن "سوء الأداء أو تلوث الكلمة قد يُفسد أثر الرسالة مهما كانت سامية". كما استشهد بقول الإمام البخاري في كتاب العلم: "العلم قبل القول والعمل"، وبقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [محمد: 19]، مؤكدًا أن هذه القاعدة تمثل أساسًا لكل من يتصدى للبلاغ أو العمل العام. واختتم الدكتور يوسف عامر كلمته بدعوة الصحفيين إلى التزود بالمعرفة الدقيقة وتحري المصداقية في نقل القضايا الدينية، بما يضمن تقديم رسالة إعلامية متوازنة تحترم قدسية المضمون وتواكب متطلبات العصر، معتبرًا أن "أمانة الكلمة هي أعظم ما يجذب القارئ ويصنع الوعي"، وأن "بناء الوعي ثقافة ومسؤولية". يُذكر أن حفل افتتاح البرنامج شهد حضور نخبة من القيادات الدينية والفكرية والإعلامية، حيث شارك فيه كلٌّ من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إلى جانب عددٍ من الإعلاميين والصحفيين المهتمين بالشأن الديني.

أمين البحوث الإسلامية: الانحراف الفكري أول خطوات السقوط.. والعلم هو الحصن
أمين البحوث الإسلامية: الانحراف الفكري أول خطوات السقوط.. والعلم هو الحصن

صدى البلد

timeمنذ 31 دقائق

  • صدى البلد

أمين البحوث الإسلامية: الانحراف الفكري أول خطوات السقوط.. والعلم هو الحصن

ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، ظهر اليوم، كلمةً خلال الجلسة الافتتاحيَّة للملتقى الثقافي للشباب، الذي ينظِّمه المجمع بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، بمركز الأزهر للمؤتمرات، تحت عنوان: (الشباب وتحديات العصر)، وذلك بحضور فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة، وفضيلة أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والسفيرة سامية بيبرس، الأمين العام لمجلس الشباب المصري، والدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء المجلس، ولفيف من علماء الأزهر والباحثين والشباب. وأكَّد الدكتور الجندي في كلمته أنَّ وقوفه أمام الشباب وقوف أبٍ شفوق يرى في عيونهم آمال الغد، ويستشعر في همَّتهم قوَّة المستقبل، موضِّحًا أن عنوان الملتقى يعبِّر عن واقع متشابك ومستقبل يتطلَّب إعدادًا جادًّا ورؤًى واضحة، وأنه يخاطب في الشباب العقلَ المستنير والضميرَ الحي والهمَّةَ الوثَّابة، وأنَّ الأمَّة الإسلامية تجاوزت على مر العصور تحدياتٍ كثيرةً بفضل الله ثم بفضل سواعد أبنائها وشبابها الذين تحرِّكهم طاقات الإيمان والعلم والعمل، وأنَّ التحديات الراهنة، رغم اختلافها في صورتها، تحتاج إلى الروح والعزيمة نفْسِها التي تحلَّى بها أسلافنا. وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ جيل اليوم يواجه ضغوطًا غير مسبوقة في ظل تنافسيَّة شديدة على الفُرَص، وتطلُّعٍ واسعٍ للرفاهيات، بجانب الحاجيات الأساسية، فضلًا عن تحديات فكريَّة ومعرفية خطيرة قد تتسلَّل خفيةً لتشكِّل الهُويَّة، وتحدِّد الطموحات، وتتحكَّم في الوجهة؛ حتى يجد الشاب نفْسَه يلاحق سرابًا لا ينتهي. وبيَّن فضيلته أننا نعيش عصرًا تتعدَّد فيه مصادر المعرفة، وتتنازع فيه الروايات، وتروَّج فيه الشُّبهات في قوالبَ برَّاقةٍ، ممَّا يجعل التمييز بين الحق والباطل ضرورةً لا رفاهية، خاصَّة أنَّ الانحراف الفكري هو أوَّل خطوة أسقطت كثيرًا من المجتمعات في هاوية سحيقة. ووجَّه الدكتور محمد الجندي عدَّة رسائل مباشرة إلى الشباب؛ دعاهم فيها إلى تحصين عقولهم بالعِلم النافع والمعرفة المنهجيَّة؛ بوصفها الدِّرع الواقية ضد التضليل والأفكار الدخيلة، وإلى امتلاك وعي نقدي لا يقبل الأفكار على عِلاتها بل يسأل: «لماذا؟» و«كيف؟» و«ما الدليل؟»، ويحكم على كل معلومة بالعقل والحُجَّة. وشدّد الدكتور الجندي على ضرورة التمسُّك بالهُويَّة والثقافة والقِيَم الدِّينيَّة والوطنيَّة واللُّغة والتاريخ والتراث؛ بوصفهم السياج الذي يحمي الشباب من الذوبان في ثقافات التغريب والاستهلاك، مؤكِّدًا أنَّ الانفتاح لا يعني التنازل عن الثوابت، وأنَّ الانغلاق لا يغني عن الحوار، كما حثَّ الشباب -عند الاختلاف في الرأي- على التحلِّي بعقل متفتِّح، والسعي لأفكار توسِّع الآفاق وتثري الفهم، دون الانجراف إلى جدل عقيم يرهقهم، أو تعصُّب قد يرديهم، مبيِّنًا أن الشباب هم نبض الأمَّة وسرُّ نهضتها؛ ففي سواعدهم قوة البناء، وفي عقولهم نور الإبداع، وفي قلوبهم حرارة الإيمان والعزيمة، وأنهم مَن يَكتب تاريخًا جديدًا للوطن، ويحيي فيه روح الحضارة والتقدُّم. ودعا فضيلته الشبابَ إلى عدم الالتفات إلى اليأس أو الانسياق وراء الإحباط، مؤكِّدًا أنهم جيلٌ خُلِقَ ليُغيِّر ويحمل الرسالة بعقل واعٍ وقلب صادق، وحثَّهم على استثمار كل يوم في تحصيل علمٍ نافع أو فكرةٍ بنَّاءة، وأن تكون رؤيتهم واسعة كالأفق، وهمَّتهم عالية كالجبال، وخطواتهم ثابتة أمام العثرات، خاصَّة في ظل التحديات الإقليميَّة. وقدَّم الأمين العام للشباب عدَّة نصائح مباشرة قال فيها: «حافظوا على هُويَّتكم في عالَم تتعدَّد فيه النعرات والتيارات؛ فهُويَّتكم هي سر قوتكم، طوِّروا من أنفسكم باستمرار، ولا تتوقفوا عن التعلُّم، فالعالَم لا ينتظر المتأخرين، احذروا من الأفكار الهدَّامة والمتطرِّفة؛ فالعقل النَّقي لا يسمح للشر أن ينمو فيه، واجعلوا لكم أثرًا طيبًا في أُسَركم ومجتمعكم ووطنكم؛ فالنجاح الحقيقي أن ينفع الإنسان غيره، اصنعوا المستقبل بأيديكم ولا تنتظروا الظروف المثاليَّة؛ بل اصنعوها بعزيمتكم وجهدكم الصادق، وكونوا قادةً لا تابعين؛ ولا تنسوا أنَّ القيادة الحقيقيَّة تبدأ من الانضباط الذاتي والأخلاق العالية». وأوضح الدكتور الجندي أنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف دِين عقل وفِكر يدعو إلى النظر والتدبُّر، ويحترم كرامة الإنسان، ويحثُّ على العمل والبناء، ويرفض الجمود والانغلاق، وأنَّ الانتماء للإسلام لا يتعارض مع الإبداع والانفتاح، بل يوجِّهه ويهذِّبه لخدمة الإنسان والمجتمع. واختتم فضيلته بتأكيد أنَّ الأزهر الشريف -بعلمائه ومؤسَّساته- سيبقى حريصًا على دعم الشباب وتأهيلهم والوقوف إلى جوارهم؛ إدراكًا لحجم التحديات، وثقةً في قدرتهم على تجاوزها، سائلًا الله -تعالى- أن يسدِّد خطاهم، ويوفقهم لما فيه خير الأمَّة وصلاح المجتمع، وأن يكونوا من الذين يحملون الرسالة بوعي، ويؤدُّون الأمانة بإخلاص. وتستمر أعمال ملتقى (الشباب وتحديات العصر) على مدار يومَي الأحد والاثنين، ويناقش مجموعةً مِنَ المحاور المهمَّة التي تمسُّ واقع الشباب بشكل مباشر؛ من بينها: مخاطر الانحرافات السلوكيَّة وسُبُل معالجتها، والتحديات التي يفرضها الغزو الثقافي وآليَّات مواجهته، والانحرافات المعاصرة المرتبطة بقضايا المرأة والأسرة وما تمثِّله من تهديد للمجتمع، إضافةً إلى تسليط الضوء على الاضطرابات النفسيَّة وتأثيراتها السلوكيَّة، وكيف عالجتها الشريعة الإسلاميَّة بمنهجٍ متكامل يجمع بين الجوانب الدِّينيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة.

الحديدي: الفتوى المؤسسية هي صمام أمان للأسرة المسلمة في الغرب
الحديدي: الفتوى المؤسسية هي صمام أمان للأسرة المسلمة في الغرب

صدى البلد

timeمنذ 44 دقائق

  • صدى البلد

الحديدي: الفتوى المؤسسية هي صمام أمان للأسرة المسلمة في الغرب

ألقى الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كلمة افتتاحية للندوة الدولية المنعقدة في العاصمة البريطانية لندن التي ينظمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع هيئة الإفتاء والشئون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، تحت عنوان: (النوازل الفقهية في الزواج والطلاق)، وبحضور نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، وقيادات دينية وشبابية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية، وصحفيين، ومتابعين للشأن الديني والفقهي في الغرب. وفي كلمته، أعرب الدكتور الحديدي عن بالغ سعادته بالتعاون والمشاركة في هذا المحفل الدولي المهم، داعيًا الله أن تكون هذه الندوة صوت هداية ورشاد للمسلمين في كل مكان، سيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. وأكد الحديدي أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر أفرزت نوازل فقهية عديدة في مختلف مجالات الحياة، وفي مقدمتها الأسرة، وهو ما يستلزم اجتهادًا شرعيًّا رصينًا وقادرًا على التعامل مع هذه النوازل بوعي وفقه وتكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية. وشدد مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن الشريعة الإسلامية -بوصفها خاتمة وعالمية وصالحة لكل زمان ومكان- تمتلك من مقومات المرونة والانضباط ما يجعلها قادرة على استيعاب المتغيرات، وضبط المستجدات، بما يوافق أصولها ويحقق مصالح الناس في الحال والمآل؛ مشيرًا إلى أن فقهاء كل عصر بذلوا جهودًا كبيرة في تكييف مستجدات عصرهم تكييفًا علميًّا سليمًا، واستنباط أحكام وفتاوى تناسبها. وخلال كلمته أشار أيضًا إلى أن الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية لم تكن بمنأى عن التحولات العالمية والثقافية، بل تأثرت بها تأثرًا مباشرًا في بنيانها القيمي والاجتماعي، نتيجة تعرضها لأيديولوجيات دخيلة، وعوامل معاصرة خطيرة، أبرزها: الغلو، والعولمة الثقافية، والصراعات الإلكترونية، وحملات التشويه التي تستهدف تشكيل وعي الأفراد، وتسطيح الهوية الحضارية للمسلمين. وأكد الحديدي أن مثل هذه التحديات تفرض على المؤسسات الفقهية والاجتماعية أن تعمل بتكامل، وأن تتحمل مسؤوليتها في دراسة النوازل المتعلقة بالزواج والطلاق بدقة، وتضع حلولًا فقهية تحفظ كيان الأسرة واستقرارها، وتحقق مقاصد الشريعة في بناء أسر متماسكة. وبيّن فضيلته أن الفتوى المؤسسية -الصادرة عن جهات دينية معتمدة ووسطية- تمثل الركن الأصيل في ضبط القضايا المستحدثة، بخلاف الفتاوى الفردية أو الصادرة عن غير المتخصصين أو الجماعات المتشددة، والتي تسهم في تشويه صورة الإسلام وتعميق مشكلات المسلمين في الغرب، بل وتغذي ظواهر مثل "الإسلاموفوبيا". وأوضح الحديدي أن الاختيار الفقهي في قضايا النوازل لا بد وأن يبنى على قواعد الترجيح المعتمدة، ومراعاة المقاصد الشرعية الأصيلة والتكميلية، ومعرفة الأعراف والعادات، والنظر في مآلات الأفعال ونتائجها الواقعية. كما أبرز الحديدي أهمية الإحاطة التامة بحيثيات النوازل ومسائلها؛ لافتًا إلى أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وهو ما يقتضي فهمًا دقيقًا للبيئة الأوروبية، وللأحوال النفسية والاجتماعية لأطراف الحياة الزوجية وتحديات استقرارها، حتى لا تكون الفتوى بعيدة عن واقع الناس، أو سببًا في مشكلات إضافية. وأشار الحديدي إلى ضرورة التكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، مبينًا أن القضايا المعاصرة في مسائل الزواج والطلاق تتقاطع وجوانب اجتماعية ونفسية وقانونية كثيرة، وهو ما يجعل الاعتماد على الرأي الشرعي الفردي غير كافٍ، ويفرض على الفقهاء الاستفادة من الخبرات المتخصصة في العلوم المختلفة لتقديم حلول متكاملة. وتابع الحديدي: إن الاجتهاد الجماعي -المستند إلى الشورى وتبادل الآراء بين العلماء المتخصصين- هو السبيل الأمثل لصياغة أحكام دقيقة للنوازل المعاصرة، وهو أقرب للصواب من الاجتهاد الفردي؛ خاصة في المسائل الدقيقة والشائكة التي تمس الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. ودعا الحديدي إلى أهمية الاستناد للعمل الفقهي الجماعي، والاستفادة من الدراسات البينية والتكميلية، للانتقال بالفقه من الإطار التقليدي إلى آفاق التجديد والتطوير، بما ينسجم مع التحديات الواقعية، دون إخلال بأصول الدين ومقاصده. وفي ختام كلمته، أكد الدكتور أسامة الحديدي أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبتوجيه مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعمل على تقديم الدعم الشرعي والعلمي للمسلمين في أوروبا، عبر أقسامه المتخصصة باللغات الأجنبية، ونخبة من العلماء المؤهلين، الذين يتعاملون مع الفتاوى المتنوعة وفق ضوابط منهجية دقيقة. كما أعلن الحديدي عن جاهزية المركز الكاملة للتعاون مع المراكز الإسلامية في أوروبا، وتقديم كل ما يلزم من مشورة علمية وفقهية في قضايا الزواج والطلاق، وكافة الإشكالات الفكرية والشرعية التي تواجه أبناء الجاليات المسلمة في الغرب. وختم كلمته بالدعاء بالتوفيق والرشاد للقائمين على الندوة والمشاركين فيها، معتبرًا أن مثل هذه اللقاءات الفقهية تمثل خطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الأسري والفكري للمسلمين في الغرب، وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store