logo
مواجهة بين طائرتين أميركية وروسية.. من يفوز PAK DA أم B-21؟

مواجهة بين طائرتين أميركية وروسية.. من يفوز PAK DA أم B-21؟

الشرق السعودية١٠-٠٢-٢٠٢٥

تتسابق أميركا والصين وروسيا للحصول على أفضل قاذفة قنابل استراتيجية بعيدة المدى، وتفوقت الولايات المتحدة في هذا المجال منذ فترة طويلة، لكن هذه الهيمنة التي اكتسبتها أميركا بعد الحرب الباردة، أصبحت موضع شك كبير، بحسب مجلة The National Interest.
ولم تكتف الصين بالكشف عن سلسلة من الطائرات الحربية التي يمكنها مواجهة التفوق الأميركي المفترض في تكنولوجيا التخفي، بل إن روسيا تحاول الانخراط في هذا السباق أيضاً، إذ تعمل على تطوير ما تعتقد أنه يشكل ثقلاً موازناً لأحدث قاذفة أميركية استراتيجية بعيدة المدى B-21 Raider.
وتطلق روسيا على نسختها من هذا النظام اسم PAK DA، وسط جدل في الغرب بشأن ما إذا كانت الطائرة، التي بناها مكتب تصميم Tupolev الشهير ستحلق في أي وقت قريب.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا عزمها مواصلة إنتاج طائرة PAK DA، لكن هناك تقارير أفادت بأن الطائرة لن يجري بناؤها حتى ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، بسبب القيود المفروضة على القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حال نجحت روسيا في بناء طائرة الجيل السادس، فإن المواجهة التخيلية بين PAK DA ونظيرتها الأميركية B-21 Raider مثيرة للاهتمام.
دون سرعة الصوت
من المتوقع أن تكون الطائرة الروسية دون سرعة الصوت، وأن تصل إلى سرعة 497 ميلاً في الساعة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن المصممين الروس فضلوا المدى والتخفي على السرعة لهذه الطائرة على وجه التحديد.
ويقترح المصممون أن يتراوح مدى الطائرة بين 4000 و 7500 ميل دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.
وسيكون لطائرة PAK DA سقف خدمة يبلغ 65617 قدماً، مع أقصى وزن للإقلاع يبلغ حوالي 145 طناً.
ومع ذلك، لا يوجد شيء مؤكد معروف عن مواصفات الطائرة، ويُعتقد أن تعتمد على 4 محركات turbofan من طراز Kuznetsov، وتطوير محرك جديد، يُعرف باسم "Product RF" مصمم خصيصاً للطائرة.
وبالنسبة لحمولتها، أفادت تقارير بأن الطائرة ستحمل ما بين 60 و 70 ألف رطل من الأسلحة، ويرجح أن تشمل الأسلحة صواريخ كروز، مثل Kh-102 وKh-555 وKh-101/102، كما ستكون مصممة لحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية والنووية.
علاوة على ذلك، تستغل روسيا مزاياها على أميركا في تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت من خلال وضع مشتقات من Kh-47M2 Kinzhal وربما صواريخ كروز Kh-95 الأسرع من الصوت على هذه الطائرة.
وألمحت مصادر روسية إلى احتمال سفر PAK DA بأسراب من الطائرات دون طيار لتشكيل سرب Loyal Wingman أيضاً، وتمنح الطائرة روسيا قدرات هجومية كبيرة تفتقر إليها قوات موسكو.
القاذفة B-21
في الوقت نفسه، طورت الولايات المتحدة قاذفة شبحية بعيدة المدى من الجيل التالي متمثلة في طائرة B-21 Raider، وجرى كشف النقاب عنها لأول مرة، العام الماضي، فوق سماء منشأة بالمديل في قاعدة إدواردز الجوية بكاليفورنيا.
وصُممت الطائرة B-21 بمواد فريدة تمتص الرادار في شكل جناح طائر، ويستند هذا النظام إلى الدروس المستفادة من برنامج القاذفة الشبحية بعيدة المدى B-2 Spirit الأقدم.
ووفقاً لمصمميها، فإن القاذفة B-21 قادرة على حمل حمولات تقليدية ونووية، ويمكنها نشر مجموعة متنوعة من الذخائر، مثل القاذفة PAK DA.
ويعتزم الأميركيون أن تطلق القاذفة B-21 أسلحة نووية، مثل قاذفات الجاذبية B61 وB83، بالإضافة إلى الأسلحة النووية بعيدة المدى (LRSO)، كما صممت القوات الجوية الأميركية أيضاً صاروخ كروز فرط صوتي لمنافسة صواريخ كروز فرط الصوتية التي ينوي الروس نشرها من قاذفة PAK DA.
وبالنسبة للأسلحة التقليدية، سيضع الأميركيون مجموعة من الأنظمة في طائرة B-21، وتشمل هذه الأنظمة الذخائر الموجهة بدقة، مثل ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، التي تسمح لها بتنفيذ المهام دون الحاجة إلى قواعد أمامية.
وتوقعت دوائر عسكرية أن يبلغ مدى طائرات B-21 نحو 7456 ميلاً، ما يسمح للطائرة بتنفيذ مهام على مستوى العالم دون الحاجة إلى قواعد أمامية.
ومع إقدام الصين وروسيا وإيران على تطوير أنظمة متقدمة لمنع الوصول أو منع دخول المنطقة (A2/AD) يمكنها منع غالبية القوات الأميركية من نشر قواتها في المناطق التي توجد بها تلك الأنظمة، يمكن استخدام طائرات B-21 لتفجير فقاعات منع الوصول ومنع دخول المنطقة.
وكما هو الحال مع القاذفة الروسية PAK DA، تخطط القوات المسلحة الأميركية لنشر طائرات B-21 في أسراب مختلطة.
وعلى الرغم من أن طائرات B-21 ستكون نظاماً مأهولاً، إلا أنها ستعمل في بعض الأحيان جنباً إلى جنب مع أنظمة غير مأهولة في شكل Loyal Wingman.
وتعلم مصممو القاذفة B-21 من القاذفة B-2 Spirit، والتي كانت مكلفة وصيانتها صعبة، وجرى تصميم القاذفة B-21 لتكون ما يسمى بـ "الطائرة اليومية".
وكما يوحي هذا المصطلح، فإن القاذفة B-21 مصممة لتكون جاهزة للمهام في جميع الأوقات، وبالتالي فإن متطلبات صيانتها أقل تعقيداً.
وفي الواقع، يعتقد الأميركيون أن القاذفة B-21 ستكون أرخص في الصيانة بمرور الوقت من سابقاتها من القاذفات الشبحية الأخرى.
وتوجد مشكلة كبيرة واحدة تتعلق بطائرة B-21، فهي باهظة التكلفة إلى حد كبير.
وبسبب تكلفتها الضخمة، استقرت القوات الجوية الأميركية التي تحتاج إلى 300 وحدة من هذه الطائرات لكي يكون لديها قوة فعّالة من طائرات B-21، على شراء 150 طائرة فقط.
ونظراً لأن تكلفة كل طائرة ستبلغ نحو 700 مليون دولار، فإن احتمال حصول القوات الجوية على أكثر من حفنة منها ضئيل في أفضل تقدير.
من يفوز؟
لن يكون من الممكن أن تتنافس طائرة B-21 Raider أو طائرة Tupolev PAK DA في قتال مباشر.
وفي حال اندلعت مواجهة بين واشنطن وموسكو، أو إذا تصاعدت حرب أوكرانيا إلى حرب مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، فإن قدرات الطائرتين ستكون حاسمة بالنسبة للجانبين.
ويبدو أن طائرة PAK DA تتفوق على منافستها B-21 Raider.
ويواجه الأميركيون صعوبة بالغة في بناء منصات متقدمة، فضلاً عن أن القاعدة الصناعية في روسيا أفضل بكثير من القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.
وبالإضافة إلى ذلك، ستتمتع بسعة إقلاع أكبر بكثير من تلك الموجودة في B-21، وهذا يعني أن PAK DA يمكنها حمل المزيد من الذخيرة إلى هدفها.
ويمتلك الروس ترسانة أسلحة فرط صوتية قوية وموثوقة ومتنامية، بخلاف الولايات المتحدة.
وبفضل اتفاقية New Start التي جرى توقيعها في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بين الولايات المتحدة وروسيا، تمتلك موسكو ترسانة نووية أكثر حداثة من واشنطن.
وحتى لو كانت قدرات التخفي لدى طائرة B-21 متفوقة بشكل كبير على قدرات PAK DA، فإن روسيا يمكنها نظرياً إنتاج هذه الأنظمة بكميات كبيرة، ويمكنها تحميلها بصواريخ أكثر فتكاً من تلك التي يمكن لأميركا تحميلها، ويمكنها مهاجمة أهداف بعيدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسرعة أكبر بكثير من الولايات المتحدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين Pak Da الروسية وB-21 الأميركية.. من يحسم سباق القاذفات النووية؟
بين Pak Da الروسية وB-21 الأميركية.. من يحسم سباق القاذفات النووية؟

الشرق السعودية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

بين Pak Da الروسية وB-21 الأميركية.. من يحسم سباق القاذفات النووية؟

يواصل سلاح الجو الأميركي، إحراز تقدم في برنامج القاذفة الشبحية B-21 من الجيل التالي، فيما تعمل دول أخرى على نشر منصاتها المنافسة. وكشفت كل من روسيا والصين عن أهدافهما لتطوير منصتي Pak Da وH-20 على الترتيب، وتقترب القاذفة الروسية الشبحية من تصميم Tupolev من مرحلة الإنتاج، وفق مجلة The National Interest الأميركية. وصُممت الطائرة الروسية لمنافسة قاذفات Spirit وRaider الأميركية، وهي تتميز بسرعة أقل من سرعة الصوت ومقطع راداري مُخفض. ومع ذلك، لا تزال موسكو تُعاني من عقوبات دولية ومخزون موارد مُتناقص بسبب غزو أوكرانيا. ويبدو أن إطلاق Pak Da في الوقت المناسب أمر مستبعد، وفقاً للمجلة الأميركية. وحسب تقارير أولية، صُممت القاذفة الشبحية الروسية من الجيل التالي لتعتمد بشكل كبير على قاذفة Tu-160 الأسرع من الصوت. ومع ذلك، تؤكد تصريحات صادرة عن مسؤولين في الكرملين أن القاذفة ذات تصميم جديد كلياً. وبينما لا تزال المواصفات والقدرات الدقيقة المحيطة بطائرة PAK DA غامضة، فحص المحللون العديد من الصور المنتشرة للنموذج الأولي للمنصة. ويعزز تصميم جناح الطائرة ومقطعها الراداري المصغر من قدرتها على التخفي وكفاءتها الديناميكية الهوائية. كما تحاكي العديد من ميزات PAK DA قاذفة B-2 Spirit الأميركية الصنع، وتتميز طائرة H-20 الصينية المستقبلية بتصميم مماثل. ومن المتوقع أن يبلغ مدى PAK DA نحو 7500 ميل، وأن تحمل على الأرجح ما يزيد عن 30 طناً من الأسلحة، وتشمل حزمة الأسلحة أسلحة هجومية تقليدية، بالإضافة إلى أسلحة نووية وأسلحة فرط صوتية، كما يتوقع أن تُصبح القاذفة الشبحية B-21 Raider، من شركة Northrop Grumman، رائدة في مجال قدرات الجيل التالي عند دخولها الخدمة رسمياً. وُلدت Raider من برنامج قاذفات الضربات بعيدة المدى التابع لسلاح الجو الأميركي، وتتميز بميزات متطورة، مثل جناحيها القصيرين وقدرتها على حمل أسلحة أكبر، ما يميزها عن سابقاتها. وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تدمج القاذفة الشبحية Raider أنظمة معيارية تتيح تحديثها مع توفر التقنيات المستقبلية. وتُطلق الصين أيضاً أول قاذفة شبحية لها على الإطلاق، تُسمى H-20. وبينما لم تُكشف سوى تفاصيل محدودة بشأن البرنامج المُرتقب، يُرجح أن تتميز القاذفة الجديدة بمقطع عرضي مُصغر، ما يُصعب على الطائرات المعادية اكتشافها. ويعتقد محللون غربيون أن القاذفة الصينية ربما يكون لها مدى واسع يُمكنها من الوصول إلى ما وراء سلسلة الجزر الأولى قبالة سواحل الصين، وصولاً إلى الفلبين، أو اليابان، أو حتى جزيرة جوام الأميركية.

صواريخ LRHW الأسرع من الصوت.. "النسر المظلم" في الجيش الأميركي
صواريخ LRHW الأسرع من الصوت.. "النسر المظلم" في الجيش الأميركي

الشرق السعودية

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

صواريخ LRHW الأسرع من الصوت.. "النسر المظلم" في الجيش الأميركي

أعلن الجيش الأميركي تسمية سلاحه الأسرع من الصوت بعيد المدى (LRHW) رسمياً بـ"النسر المظلم" (Dark Eagle)، والذي شهد اختبار طيران ناجح من البداية إلى النهاية في ديسمبر الماضي. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن جزءاً من الاسم يُشيد بالنسر، وهو الصيَّاد الماهر المعروف بسرعته وخفة حركته ورشاقته، وذلك بفضل مزيج السرعة والدقة والمناورة، إضافة إلى القدرة على البقاء والتنوع في منظومة LRHW الصاروخية، فضلاً عن أن النسر الأصلع، يُمثّل "الاستقلال والقوة والحرية"، بحسب مجلة "The National Interest". وأضافت أن كلمة "المظلم" تستحضر بشكل أكبر "قدرة LRHW على تفكيك قدرات الخصم"، والتي تشمل أنظمة منع الوصول/ومنع المنطقة (A2/AD) المحتملة، وقدرة الاتصالات، وإطلاق النار بعيد المدى، أو غيرها من الأهداف عالية المردود. وتابع بالقول "النسر المظلم يذكّرنا بقوة وتصميم الولايات المتحدة وجيشها؛ لأنه يُمثّل روح وقوة الأسلحة الأسرع من الصوت التي يستخدمها الجيش والبحرية". الأسلحة الأسرع من الصوت وقال باتريك ماسون، مساعد قائد الجيش الأميركي لشؤون المشتريات واللوجستيات والتكنولوجيا، إن الأسلحة الأسرع من الصوت من شأنها أن تُعقّد حسابات الخصوم، وتعزز عملية الردع. يُذكر أنه يتم تطوير منظومة LRHW في إطار جهد مشترك بين مكتب القدرات السريعة والتقنيات الحيوية في الجيش الأميركي، وبرامج الأنظمة الاستراتيجية في البحرية الأميركية. وتهدف هذ المنظومة إلى توفير سلاح يمكن نشره بسرعة براً أو بحراً، مع إمكانية تسريع عملية التطوير، وتوفير التكاليف للخدمتين. منظومة إطلاق أرضي متحركة وسيستخدم الجيش الأميركي LRHW كمنظومة إطلاق أرضي متحركة، بمدى 1725 ميلاً، مع قدرة على الوصول إلى سرعة قصوى تتجاوز 3800 ميل في الساعة. ويستطيع الصاروخ التحليق حتى حافة الغلاف الجوي للأرض، متجاوزاً بذلك نطاق أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، إذ يتكون من جسم انزلاقي فرط صوتي مشترك (C-HGB)، ومعزِّز بحري بقياس 34.5 بوصة. وجرى بناء الجسم الانزلاقي C-HGB على نظام إعادة الدخول البديل الذي طوَّره الجيش الأميركي، والمختبرات الأميركية. وتتعاقد شركة Dynetics، التابعة لشركة Leidos، لإنتاج نماذج أولية من الجسم الانزلاقي C-HGB للجيش والبحرية في الولايات المتحدة. ويستخدم C-HGB محرك صاروخي معزز بسرعة تفوق سرعة الصوت بكثير، ثم يتخلص من المعزز الصاروخي المستنفَد. سهل المناورة وأوضحت دائرة أبحاث الكونجرس (CRS) في تقريرها للمشرّعين أن C-HGB، الذي يمكنه السفر بسرعة 5 ماخ أو أعلى بمفرده، من المخطط أن يكون سهل المناورة، ما قد يزيد من صعوبة اكتشافه واعتراضه. ويتم إطلاق منظومة Dark Eagle الصاروخية من شاحنة، وتتألف من مُعزز صاروخي ثنائي المراحل، طورته شركتا Lockheed Martin وNorthrop Grumman، وهو مصمم لحمل نظام C-HGB التابع للبحرية الأميركية إلى سرعة وارتفاع كافيين. وبمجرد انطلاق الصاروخ، ينفصل نظام C-HGB عن مُعززه، ويبدأ انزلاقاً عالي السرعة نحو هدفه، محافظاً على سرعات تتجاوز 5 ماخ أثناء المناورة. ويجعل هذا المزيج من السرعة وعدم القدرة على التنبؤ من مهمة اعتراض مثل هذا السلاح "شبه مستحيلة" مع معظم أنظمة الدفاع الجوي الحالية.

خرداد-15.. نظام صاروخي إيراني لحماية المنشآت النووية
خرداد-15.. نظام صاروخي إيراني لحماية المنشآت النووية

الشرق السعودية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

خرداد-15.. نظام صاروخي إيراني لحماية المنشآت النووية

أظهر مقطع فيديو انتشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إيران نقلت أعداداً كبيرة من أنظمة "خرداد - 15" الصاروخي أرض - جو، محلي الصنع إلى مواقع استراتيجية رئيسية في جميع أنحاء البلاد، في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن، يمنعها من الحصول على قنبلة نووية. ويحمل النظام اسم اليوم الخامس عشر من شهر خرداد (الشهر الثالث في التقويم الهجري الشمسي الإيراني)، إحياءً لذكرى حدث مهم في الثورة الإيرانية عام 1979. ويمثل النظام الصاروخي "علامة فارقة" في سعي إيران لتحقيق الاكتفاء الذاتي عسكرياً، بحسب مجلة The National Interest. وجرى تطوير "خرداد-15" بواسطة منظمة صناعات الطيران الإيرانية، التابعة لوزارة الدفاع، وهو عبارة عن منصة دفاع جوي متوسطة إلى طويلة المدى تهدف إلى مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات، بداية من الطائرات المقاتلة والطائرات الشبحية والطائرات دون طيار، وصواريخ كروز. قدرات النظام وباستخدام رادار مصفوفة المسح الإلكتروني السلبي (PESA)، يُعتقد أن النظام الإيراني قادر على اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية بدرجة من التطور غير شائعة في الأنظمة الإيرانية الأخرى المنتجة محلياً. ويُعتقد أن النظام قادر على اكتشاف الطائرات النفاثة والطائرات المسيرة على مدى يصل إلى 93 ميلاً، ويمكنه تتبع الأهداف في نطاق 74 ميلاً، والاشتباك مع الأهداف على بعد نحو 46 ميلاً من النظام بصواريخ "صياد-3". وبالنسبة للأهداف الخفية، يتوقع أن نظام "خرداد-15" قادر على رصد الأهداف على بُعد 52 ميلاً، والاشتباك معها على بُعد 28 ميلاً. ويبلغ أقصى ارتفاع تشغيلي للنظام حوالي 15 ميلاً، ما يعني أنه قادر على اعتراض الأهداف عالية الارتفاع أيضاً. ويتم تركيب كل قاذف على شاحنة عسكرية، ويحمل 4 علب صواريخ مُرتبة في صفين، مع أنه يعمل عادة بصف واحد من علبتين في كل مرة. وتحتوي شاحنة منفصلة على هوائي الرادار الدوار، ما يُعزز سهولة الحركة والمرونة، وهما ميزتان أساسيتان لمواجهة القوة الجوية للجيشين الأميركي والإسرائيلي. والتسليح الأساسي لنظام الدفاع الجوي "خرداد-15" هو صاروخ "صياد-3"، وهو صاروخ محلي الصنع يبلغ مداه بين 74 و124 ميلاً، اعتماداً على الطراز. ويستخدم صاروخ "صياد-3" أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS) للتوجيه في منتصف مساره، وتوجيه راداري نشط للاستهداف النهائي. وصُمم هذا النظام لاستهداف ما يصل إلى 6 أهداف في آن واحد، وإطلاق ما يصل إلى 4 صواريخ في وقت واحد، ما يشير إلى قدرة قوية على استهداف أهداف متعددة. ويزعم المسؤولون الإيرانيون أن منظومة "خرداد-15" جاهزة للعمليات في غضون 5 دقائق من نشرها. وتجعل قدرة "خرداد-15" على الحركة واستهداف الأهداف المتعددة النظام مكوناً أساسياً في استراتيجية الدفاع الجوي الإيرانية المتعددة الطبقات، والتي تجمع بين أنظمة قصيرة المدى، وأنظمة متوسطة المدى مثل "رعد"، ومنصات طويلة المدى مثل "باور-373". ومن خلال نشر "خرداد-15" حول المواقع الحساسة، مثل منشأة نطنز النووية، وهي هدف مؤكد لأي ضربة جوية مستقبلية محتملة ضد إيران، ترسل طهران إشارة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها ستبذل قصارى جهدها لحماية البنية الأساسية الرئيسية، بحسب مجلة National Interest. نظام لم يختبر.. وفعالية غير مؤكدة المجلة الأميركية، أشارت إلى أن إيران ربما لا تكون مهتمة بالتراجع عن التزامها بتطوير الأسلحة النووية، حتى مع حشد إسرائيل أسطول طائراتها الحربية من طراز F-35I Adir، وبناء الولايات المتحدة جناحها الجوي من القاذفات الشبحية بعيدة المدى B-2 Spirit في قاعدة دييجو جارسيا الجوية. ولكنها أشارت إلى أن نظام "خرداد-15" لم يُختبر بعد. وأثبت سلاح الجو الإسرائيلي، في أكتوبر الماضي، "قدرته على الانتشار في عمق المجال الجوي الإيراني وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الأساسية المحيطة بمنشآت تطوير الأسلحة النووية المشتبه بها". وتوجد أسباب تدعو للاعتقاد بأن نظام "خرداد-15" لن يكون قادراً على اعتراض المهاجمين من الجو، نظراً لأن العديد من مكوناته قديمة جداً، وفق المجلة. ورادار PESA الذي دمجته إيران في هذه الأنظمة لا يقترب بأي حال من تطور تقنية مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) الموجودة على العديد من منصات الدفاع الجوي الأخرى، ما يعني أن الأنظمة ستواجه صعوبة في العمل بشكل صحيح عند تعرضها للتشويش الإلكتروني أو الهجمات المكثفة من النوع الذي ستستخدمه أي ضربة جوية أميركية شاملة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية. وقالت المجلة الأميركية، إن فعالية نظام الدفاع الجوي الإيراني غير مُثبتة بشكل كاف، ولكن الانتشار الواسع الحالي للأنظمة يُشير إلى مدى معارضة طهران لأي نوع من نزع السلاح النووي. وعند دمج هذا النظام الإيراني مع أنظمة روسية أكثر فعالية، مثل نظام S-300، أو ربما S-400، من المُحتمل أن تواجه الطائرات الحربية الإسرائيلية والأميركية مشكلة إضافية تتمثل في نظام الدفاع الجوي "خرداد-15". واعتبرت المجلة أن إيران لديها خطوات يمكن اتخاذها رداً على ضربة جوية إسرائيلية وأميركية محتملة، لكنها لا تملك الكثير لتفعله لمنع الضربة نفسها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store