logo
ناجون بوسنيون يروون شهاداتهم على أهوال معسكر الموت بأومارسكا

ناجون بوسنيون يروون شهاداتهم على أهوال معسكر الموت بأومارسكا

الجزيرة١٦-٠٧-٢٠٢٥
تحولت مدينة بريدور البوسنية من واحة للتعايش الحضاري بين الأديان والأعراق إلى مسرح مروع للتطهير العرقي والإبادة الجماعية خلال الحرب البوسنية في التسعينيات.
وشهدت هذه المدينة، التي كانت تجسد نموذجا مشرقا للتنوع الثقافي، حيث تتجاور المساجد والكنائس، تحولا جذريا عندما سيطرت القوات الصربية عليها في أبريل/نيسان عام 1992، وهذا أدى إلى إنشاء شبكة من معسكرات الاعتقال أشهرها معسكر أومارسكا سيئ الصيت.
وكانت الحياة في بريدور قبل الحرب تمثل نموذجا حيا للانسجام البوسني، حيث عاش المسلمون والصرب والكروات جنبا إلى جنب لعقود طويلة، يتشاركون الأفراح والأحزان ويتزاوجون فيما بينهم دون اعتبار للانتماءات الدينية أو العرقية.
ولكن تغير كل ذلك بشكل جذري عندما نفذت القوات الصربية انقلابا مسلحا أطاح بالسلطة المنتخبة، واستولت على المؤسسات الحيوية من شرطة ومحاكم وبنوك، وسيطرت على الإذاعة المحلية التي أصبحت بوقا للدعاية الصربية.
واستعرضت حلقة (2025/7/10) من سلسلة "أفلام الجزيرة" هذه المأساة الإنسانية من خلال شهادات مباشرة من الناجين والوثائق التاريخية التي تكشف الطبيعة المنهجية للجرائم المرتكبة.
وأوضحت الحلقة كيف تم تحويل منجم الحديد السابق في أومارسكا إلى معسكر اعتقال ضم آلاف المعتقلين من المسلمين والكروات، تحت إدارة قادة مثل ميلادو راديتش الملقب بـ"كراكان" وزوران جيجيتش، الذين أشرفوا على عمليات تعذيب وقتل منهجية.
وشكل معسكر أومارسكا نقطة تحول في الكشف عن حقيقة ما كان يجري في البوسنة، خاصة بعد زيارة الصحفيين الأجانب عام 1992.
وجاءت هذه الزيارة استجابة لتحدي زعيم صرب البوسنة رادوفان كراديتش ، الذي نفى وجود معسكرات اعتقال ودعا المراسلين الأجانب لزيارة المناطق الصربية والتحقق بأنفسهم.
ولكن ما شاهده الصحفيون كان صادما، حيث رأوا مئات الرجال النحيلين في حال يرثى لها، يتناولون وجبة واحدة يوميا من حساء مائي مع قطعة خبز صغيرة.
وكشفت الشهادات المروعة للناجين عن طبيعة الحياة داخل المعسكر، إذ تم حشر 600 شخص في غرفة لا تتجاوز مساحتها 150 مترا مربعا، في ظروف لا إنسانية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة.
وتعرض المعتقلون لعمليات تعذيب وحشية على يد الحراس، خاصة في مكان يسمى "البيت الأبيض" حيث كانت تتم عمليات الإعدام الجماعي تحت جنح الظلام.
ووصف الناجون كيف كان الحراس يختارون ضحاياهم بشكل عشوائي لممارسة أشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي.
واستهدفت عمليات الاعتقال والقتل بشكل خاص المثقفين والمتعلمين من أبناء المجتمع البوسني، في إطار إستراتيجية منهجية تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع المسلم والكرواتي في المنطقة.
وشملت هذه الإستراتيجية أيضا تدمير المعالم الدينية والثقافية، وطرد السكان من منازلهم، وارتكاب جرائم اغتصاب جماعية ضد النساء.
وتمكن الصحفيون الأجانب من توثيق جزء من هذه الجرائم رغم القيود المشددة والحراسة المكثفة التي فرضتها السلطات الصربية على زيارتهم.
ولكن ما تم تصويره والكشف عنه كان مجرد قمة جبل الجليد مقارنة بحجم الفظائع الحقيقية التي ارتكبت، فقد كان المعسكر يتم تنظيفه وإخفاء الأدلة قبل وصول الوفود الإعلامية، كما تم نقل المعتقلين الأكثر تضررا إلى أماكن أخرى لإخفاء حقيقة أوضاعهم.
ردود أفعال
وتراوحت ردود أفعال المجتمع الدولي بين الصدمة والاستنكار، وأدى هذا في النهاية إلى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
كما تمت محاكمة عدد من المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، لكن أحكام المحكمة لم ترق إلى مستوى توقعات الضحايا وذويهم.
وحصل زوران جيجيتش، المتهم بارتكاب أبشع الجرائم، على حكم بالسجن 27 عاما، بينما حصل آخرون على أحكام أخف بكثير مما تستحقه جرائمهم.
ولا يزال الناجون يواجهون تحديات نفسية واجتماعية معقدة، إذ يعيش كثير منهم في نفس المناطق التي تضم مرتكبي الجرائم ضدهم.
وتحكي إحدى الناجيات كيف اكتشفت أنها تقف في طابور شراء الزهور خلف الرجل الذي اغتصبها في المعتقل، بينما يصف ناج آخر لقاءه العرضي مع من قتل أصدقاءه وإخوانه.
ويسود الإنكار ونفي ما حدث في أوساط واسعة من المجتمع الصربي المحلي، حتى من قبل الأشخاص العاديين ناهيك عن أولئك الذين في السلطة.
ويرفض كثيرون الاعتراف بما شاهدوه أو علموا به، ويدعون عدم معرفتهم بأي شيء عما جرى، حتى لو كانوا يسكنون بالقرب من المقابر الجماعية أو معسكرات الاعتقال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة
بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة

الجزيرة

timeمنذ 5 دقائق

  • الجزيرة

بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة

غزة- فوق سطح بناية متهاوية لا تصلح للعيش الآدمي، وفي غرفة مستأجرة جدرانها متآكلة وسقفها من الصفيح الملتهب صيفا، بلا كهرباء التي يعاني الغزيون انقطاعها منذ بدء الحرب قبل 22 شهرا، أو أدنى مقومات للحياة يعيش عز الدين الباز (36 عاما) برفقة زوجته صفاء (33 عاما) وطفلتيه الصغيرتين مسك (سنتان) والرضيعة ماسة (4 أشهر). يضطر الباز أحيانا كثيرة إلى صعود درج البناية على عكازيه، متحملا مشقة كبيرة نتيجة إصابة بالغة تعرّض لها من جيش الاحتلال الاسرائيلي أدت إلى بتر قدمه اليمنى، وفاقمت معاناته جسديا ونفسيا، وتركته مجبرا على ذلك، ولا يملك خيارا آخر. يصل عز الدين إلى غرفته الصغيرة على السطح يتصبب عرقا، يضع عكازيه جانبا، ويأخذ نفسا عميقا ثم يقول للجزيرة نت "الشكوى لغير الله مذلة، لكن ما نمرّ به اليوم فاق كل التصورات، ولم نتوقع حدوثه حتى في خيالنا وأحلامنا". قبل الحرب وبعدها ويضيف متسائلا "كيف تطلب من شخص فقد جزءا غاليا من جسده وأصبح من ذوي الإعاقة أن يتحدث عن حياته أو ظروفه؟ صورتي ومنظري يغنيان عن كل الكلام". وتابع "لا كلام في حضرة الجوع، ولا عبارات تصف ألم البطون الخاوية، الجوع كافر، ومن جوّعنا كافر، ومن سكت عن تجويعنا كافر، نموت كل يوم بصمت، ليس بالرصاص هذه المرة، بل بالخذلان والإهمال وب التجويع البطيء الذي لا يُرى في نشرات الأخبار". يقاسي الباز كغيره من الغزيين صعوبة العيش ووجع الجوع، ويحصل على طعامه بصعوبة بالغة، تساعده في ذلك عائلته، حيث ترسل له والدته بعض الطحين لتعجنه وتخبزه زوجته، إضافة إلى طبق من الطعام ليأكلوه جميعا. وفي الليل، حين يسكن كل شيء يعلو أنين المعدة الخاوية، مع ضجيج الطائرات والصواريخ وصوت القذائف والانفجارات، ويصبح الطحين أملا، وكسرة الخبز حلما مؤجلا لأهل غزة ، ويغدو الحليب أمنية من الخيال للأطفال. ويضيف "قبل الحرب بالكاد كنت أستطيع العيش، فأنا مقعد ولا أستطيع العمل، وأعيش في بيت مستأجر، وقد تراكمت عليّ المبالغ، لكن صاحب المنزل كثيرا ما يتعاطف معي بسبب ظروفي". كان الباز يتقاضى راتبا حكوميا بصفته "جريحا"، وتم إيقافه منذ بداية الحرب بسبب وقف إسرائيل عائدات السلطة الوطنية الفلسطينية من المقاصة واستقطاع أموال الأسرى والجرحى منها بحجة "دعم الإرهاب"، ومنذ ذلك الحين لم يحصل على أي مساعدات أو معونات، مما زاد فقره وجوعه. الجوع ضاعف الهم وبينما يوفر له إخوته بعض المعلبات والخضروات تساهم شقيقاته في إعداد بعض أطباق الطعام التي لا تخلو من العدس أو الفاصولياء، كما يناشد المؤسسات وجمعيات الإغاثة المحلية والدولية توفير احتياجه من الطعام والحليب والحفاضات لطفلتيه. ويقول "عندما فقدت قدمي اليمنى وأصبحت عاجزا عن القيام بأبسط الأمور التي كنت أعتبرها عادية حينها فقط أدركت أنني فقدت شيئا لن يعود، ومنذ ذلك اليوم لم تعد خطواتي كما كانت، ولا أيامي كما عهدتها"، ويتساءل "بعد أن فقدت عملي الذي يتطلب مني الوقوف والحركة كيف يمكنني فعل ذلك وأنا بقدم واحدة؟!". جاءت الحرب وزادت معها مأساة الباز وتضاعف همه، فالجوع زاد وأصبح قاتلا، وحمله صار ثقيلا، ولم يعد قادرا بكل معنى الكلمة، وكل أحلامه صارت مرهونة بكسرة خبز أو حفنة طحين وطبق طعام. ويعاني الباز وزوجته وطفلتاه من جوع حاد، ويمكثون أياما دون أن يدخل الخبز بيتهم، ويعيشون على ما يقدمه أهالي الخير والجيران من طعام، فهو لا يستطيع الذهاب للحصول على المساعدات القريبة من المناطق الخطرة بسبب حالته. الكل جائع وتشير الزوجة صفاء إلى حجم الألم الذي يختلج صدرها من همّ الفقر والحاجة ووجع الجوع، وتقول للجزيرة نت "في زمن الجوع كلنا سواسية، ورغم مساعدة الأقارب والجيران لنا فإنه لا يمكنك طلب أي شيء منهم، فالكل جائع، والكل بالكاد يجد طعامه، رغيف الخبز اليوم يساوي حياة لكثير من الناس، والتنازل عنه في هذه الظروف أشبه بالمستحيل". ولا تعرف صفاء كيف تتدبر أمورها لسد جوعهم، خاصة أنه لديها طفلتين تحتاجان للحليب، وهو غير متوفر أصلا، وبصعوبة تحصل عليه من بعض الجمعيات والمؤسسات الداعمة، وإن وُجد في السوق فيكون سعره مرتفعا جدا ولا تستطيع شراءه، وفي الوقت نفسه لا تقدر على الرضاعة الطبيعية لمعاناتها شخصيا من الجوع ونقص الغذاء. وتضيف "كثيرون يساعدوننا من أهل الخير، فبعضهم يقدم المال، وآخرون يعطوننا قسائم المساعدات والطحين وأرغفة الخبز رغم قساوة الظروف على الجميع، وهكذا تسير حياتنا بكل صعوبة وقسوة". ويواجه الأطفال الرضّع في قطاع غزة كوارث صحية بسبب نقص ونفاد حليب الأطفال من المستشفيات والأسواق، ويحذر الأطباء من أن الأطفال الذين يعتمدون عليه قد يواجهون خطر الموت إذا حُرموا من غذائهم الوحيد، في ظل عجز كثير من الأمهات عن الإرضاع الطبيعي نتيجة سوء التغذية الحاد. الاستسلام للجوع وقد تسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ بدء الحرب بحرمان القطاع بالكامل من دخول حليب الأطفال، مما فاقم خطورة الأوضاع الصحية التي بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور وسوء التغذية بين الصغار. وراكمت الحرب معاناة عائلة الباز، ويحكي الزوج أكثر الجوانب وجعا فوق مأساة التجويع التي يتعرض لها وأسرته، لا بيت ولا مال ولا طحين أو خبز سوى ما يجود به عليه الخيّرون، ومع ذلك يصبر هو وزوجته على الجوع، ويقول إنه يتحمل ذلك، لكن كيف بطفليته تصبران على نقص الحليب والطعام؟ يتساءل بقهر. ويختم قصة معاناته "أعيش على سطح بناية قديمة، كل درجة فيها معركة، وكل صباح تحدّ جديد مع الألم والجوع، صرت أُجبر على الصعود والنزول على عكازين، أقاوم التعب ونظرات الشفقة وشعور الانكسار، وأهرب من جوعي وجوع زوجتي وطفلتَيّ، من عتاب نفسي ولومها، كيف استسلمت أمام تحدّ لطالما كنت قادرا على تجاوزه، قبل أن يهزمني الجوع في منتهى ضعفي".

حماس: الاحتلال حول غزة إلى معسكر اعتقال أسوأ من معسكرات النازية
حماس: الاحتلال حول غزة إلى معسكر اعتقال أسوأ من معسكرات النازية

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

حماس: الاحتلال حول غزة إلى معسكر اعتقال أسوأ من معسكرات النازية

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان إن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان تحويل جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بغزة إلى الحديث عن أسرى الاحتلال في القطاع، متجاهلين المأساة الإنسانية التي يعيشها مليونا فلسطيني بسبب حرب الإبادة. وأضاف في كملة مصورة أن الاحتلال حول غزة إلى معسكر اعتقال نازي كامل أسوأ من معتقل أوشفتس سيء الذكر، وأنه يمارس في غزة ممارسات إبادة تجاوزت الهولوكوست. وأكد أنه آن للعالم "وقف هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبيها وإلزام الكيان الصهيوني بتطبيق القانون الدولي الإنساني". انتهاكات الاحتلال ضد الأسرى وقال حمدان إن "الجرائم الصهيونية الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في سجون الاحتلال تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023″، لافتا إلى أن عدد الأسرى وصل إلى 10 آلاف و800 أسير بحلول يوليو/تموز الماضي. وبين هؤلاء الأسرى 49 أسيرة و495 طفلا و3926 معتقلا إداريا وأكثر من 2454 معتقلا من قطاع غزة ، وفق حمدان الذي قال إن هذه الأرقام لا تشمل كثيرين تم إخفاؤهم قصرا. ولفت القيادي في حماس إلى تعرض الأسرى الفلسطينيين إلى جحيم من التجويع الإذلال وتكسير الأطراف وصولا إلى استشهاد العشرات منهم بسبب الإهمال الطبي والتعذيب والحرمان من الطعام والدواء". وقال إن الشهادات الصادرة عن الأسرى المفرج عنهم والتي أكدت تعرضت الأسرى لمخلتف أنواع التعذيب والتجويع والحرمان من الحقوق. ووفقا لحمدان، فقد اسشتهد 76 أسيرا فلسيطينيا بسبب التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الممنهج في سجون الاحتلال التي يشرف عليها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. ونشر حمدان صورة سربها بعض الجنود من داخل أحد سجون الاحتلال وتظهر اعتداءات قاسية على الأسرى الفلسطينيين، وقال إن على أعضاء مجلس الأمن الاطلاع عليها. وقال إن الاحتلال غيب المنظمات المعنية بمتابعة أوضاع الأسرى المختطفين والمحتجزين في سجونه منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، ولا سيما في معتقل سيدي تيمان سيء السمعة، الذي أكدت بعض التقارير الإسرائيلية تعرض بعض المعتقلين فيه للاغتصاب والتعذيب وامتهان الكرامة.

الدويري: قرار احتلال غزة ليس جديدا لكنه يتم بالتدريج
الدويري: قرار احتلال غزة ليس جديدا لكنه يتم بالتدريج

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

الدويري: قرار احتلال غزة ليس جديدا لكنه يتم بالتدريج

لا يعتبر الحديث الإسرائيلي عن توسيع العمليات العسكرية واحتلال قطاع غزة بشكل كامل حديثا قديما جرى الإعداد له بشكل متدرج خلال الشهور الـ20 الماضية، كما يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري. ووفق ما قاله الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- فإن قرار الاحتلال اتخذ منذ بداية الحرب، وسيكون توسيع العمليات من خلال دخول المناطق الثلاث التي لم يعمل فيها جيش الاحتلال بشكل كامل خلال الشهور الماضية، وهي مخيمات الوسط ودير البلح والمواصي جنوبا. ولم يعمل جيش الاحتلال في هذه المناطق بشكل واسع رغم قيامه بقصفها وتدميرها، ومحاولته دخول دير البلح مرتين في السابق، مما يعني أنه يعمل على تهجير السكان. وسبق لجيش الاحتلال أن دخل مدينة رفح جنوب القطاع رغم الرفض الأميركي، وقد دمرها متجاهلا وجود أكثر من مليون و400 ألف مدني. وتاريخيا، يتخذ الساسة القرار وينفذه العسكريون، لكن القائد العسكري يمكنه مواجهة القيادة السياسية ويلزمها بالتراجع عن القرارات الخاطئة، كما يقول الدويري. ويمكن لإسرائيل تنفيد العملية الواسعة بسبب فائض القوة التي تمتلكها رغم كل خسائرها مقابل تراجع القدرة القتالية للمقاومة، بسبب نفاد متطلبات القتال وانحسارها في استخدام المتاح. لكن هذه القدرة على الدخول لا تعني أنه سيكون قادرا على فرض السيطرة، لأنه لم ينجح في السيطرة بالمناطق التي دخلها، ومن ثم فإن توسيع العملية هدفه إبقاء الحرب لفترة أطول، حسب الدويري. واليوم الاثنين، نقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحه ضوءا أخضر لاحتلال غزة بالكامل بعد وصول المفاوضات لطريق مسدود. ووفقا للصحيفة، فقد أكد نتنياهو أن الأمور تتجه تحو احتلال القطاع تماما، وأن على رئيس الأركان إيال زامير الاستقالة من منصبه إذا لم يناسبه هذا القرار. وسبق أن حذر زامير من احتلال القطاع بشكل كامل، وقال إنه سيجعل الجيش مسؤولا بشكل كامل عن حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store