
وفاة طفلة نازحة جراء سوء التغذية.. المجاعة تطرق أبواب اليمن
وتوفيت أشواق، بعد صراع طويل مع الجوع في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني وتوقف برامج الإغاثة التي كانت تقدمها منظمات دولية.
وتشير التقارير إلى أن الوضع ازداد سوءًا بعد أن علّقت منظمات دولية أعمالها الإغاثية نتيجة القيود المفروضة من قبل جماعة الحوثيين، واختطافها عدداً من موظفي الإغاثة، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي.
وتواجه مديرية عبس بمحافظة حجة، التي تحتضن مئات المخيمات التي تضم آلاف النازحين، كارثة إنسانية صامتة، وسط تفاقم المجاعة وغياب المساعدات.
وحذر الصحافي اليمني الاستقصائي عيسى الراجحي - وهو من أبناء المحافظة- من أن عشرات الأطفال والنساء والرجال في مخيمات النزوح "ينتظرون الموت بعد أن فقدوا الأمل في وجبة لم تأتِ"، داعيًا المنظمات الدولية إلى تدخل عاجل وفوري، ومؤكدًا أن "الوضع لا يحتمل التأخير".
ونشر الراجحي عبر صفحته على "فيسبوك" صورًا مروعة لأطفال ورجال يعانون من سوء تغذية حاد، مشيرًا إلى أن أكثر من 500 مخيم في مديرية عبس محرومون من المساعدات الإنسانية منذ أكثر من خمسة أشهر.
اليمن يقترب من "المجاعة الكاملة"
وتأتي هذه المأساة في وقت، أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في اليمن تشهد ارتفاعاً "مُقلقاً"، مع تسجيل قرابة 4 آلاف حالة خلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام، في ثلاث محافظات فقط، بينها حجة.
وأشارت إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال ترتفع "بمستويات مثيرة للقلق، بسبب الصراع وعدم القدرة إلى الوصول إلى الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة، ويعرض حياة عدد لا يحصى منهم للخطر".
كما أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرًا من أن اليمن يعيش ثالث أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم، بعد غزة والسودان، متوقعًا أن يواجه أكثر من 18 مليون يمني – أي ما يزيد على نصف السكان – انعدامًا حاداً في الأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، فيما يواجه نحو 41 ألف شخص خطر المجاعة الفعلية، وهي أسوأ التقديرات منذ عام 2022.
مؤتمر دولي بالرياض للأمن الغذائي
وفي خضم أزمة الأمن الغذائي الكارثية في اليمن، والتي يمثل ضعف التمويل الإنساني أحد أبرز العوامل التي فاقمت معاناة ملايين اليمنيين، وتسبّبت في إغلاق عدد كبير من البرامج الإغاثية الحيوية، تجري الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تحضيرات لعقد مؤتمر دولي للأمن الغذائي في اليمن، والمقرر عقده نهاية أكتوبر القادم في العاصمة السعودية الرياض.
ووجه رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، أثناء اجتماع تحضيري عقد، الخميس الماضي، في عدن، الوزارات والجهات الحكومية المعنية بضرورة العمل بوتيرة عالية لاستكمال كافة الترتيبات الفنية واللوجستية، والتحضير الجيد للوثائق والتقارير والاحتياجات والمشاريع التي ستقدم في المؤتمر.
وشدد بن بريك، على أهمية إبراز التحديات التي تواجهها حكومته بكل وضوح وشفافية، واقتراح حلول مستدامة لمواجهة تحديات فجوة الأمن الغذائي في اليمن، لافتا إلى أهمية المؤتمر في توفير منصة مشتركة للشراكة الاستراتيجية الإنسانية والتنموية طويلة الأمد وزيادة الاهتمام بمعالجة الفجوة الغذائية وتحدياتها وتعزيز التدخلات في القطاعات المتصلة بالأمن الغذائي.
كما ثمّن دعم مجلس التعاون لدول الخليج عقد واستضافة المؤتمر، وحرصهم على تبني قضايا الأمن الغذائي في اليمن، في ظل التحديات المتفاقمة التي يواجهها القطاع الغذائي نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، وما رافقها من تداعيات إنسانية واقتصادية مدمّرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
وفاة طفلة نازحة جراء سوء التغذية.. المجاعة تطرق أبواب اليمن
فارقت الطفلة أشواق علي حسن مهاب (7 أعوام) الحياة، بعدما أنهكها الجوع، في أحد مخيمات النزوح بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، في مشهد يلخص حجم "المأساة الإنسانية" التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. وتوفيت أشواق، بعد صراع طويل مع الجوع في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني وتوقف برامج الإغاثة التي كانت تقدمها منظمات دولية. وتشير التقارير إلى أن الوضع ازداد سوءًا بعد أن علّقت منظمات دولية أعمالها الإغاثية نتيجة القيود المفروضة من قبل جماعة الحوثيين، واختطافها عدداً من موظفي الإغاثة، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي. وتواجه مديرية عبس بمحافظة حجة، التي تحتضن مئات المخيمات التي تضم آلاف النازحين، كارثة إنسانية صامتة، وسط تفاقم المجاعة وغياب المساعدات. وحذر الصحافي اليمني الاستقصائي عيسى الراجحي - وهو من أبناء المحافظة- من أن عشرات الأطفال والنساء والرجال في مخيمات النزوح "ينتظرون الموت بعد أن فقدوا الأمل في وجبة لم تأتِ"، داعيًا المنظمات الدولية إلى تدخل عاجل وفوري، ومؤكدًا أن "الوضع لا يحتمل التأخير". ونشر الراجحي عبر صفحته على "فيسبوك" صورًا مروعة لأطفال ورجال يعانون من سوء تغذية حاد، مشيرًا إلى أن أكثر من 500 مخيم في مديرية عبس محرومون من المساعدات الإنسانية منذ أكثر من خمسة أشهر. اليمن يقترب من "المجاعة الكاملة" وتأتي هذه المأساة في وقت، أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في اليمن تشهد ارتفاعاً "مُقلقاً"، مع تسجيل قرابة 4 آلاف حالة خلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام، في ثلاث محافظات فقط، بينها حجة. وأشارت إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال ترتفع "بمستويات مثيرة للقلق، بسبب الصراع وعدم القدرة إلى الوصول إلى الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة، ويعرض حياة عدد لا يحصى منهم للخطر". كما أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرًا من أن اليمن يعيش ثالث أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم، بعد غزة والسودان، متوقعًا أن يواجه أكثر من 18 مليون يمني – أي ما يزيد على نصف السكان – انعدامًا حاداً في الأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، فيما يواجه نحو 41 ألف شخص خطر المجاعة الفعلية، وهي أسوأ التقديرات منذ عام 2022. مؤتمر دولي بالرياض للأمن الغذائي وفي خضم أزمة الأمن الغذائي الكارثية في اليمن، والتي يمثل ضعف التمويل الإنساني أحد أبرز العوامل التي فاقمت معاناة ملايين اليمنيين، وتسبّبت في إغلاق عدد كبير من البرامج الإغاثية الحيوية، تجري الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تحضيرات لعقد مؤتمر دولي للأمن الغذائي في اليمن، والمقرر عقده نهاية أكتوبر القادم في العاصمة السعودية الرياض. ووجه رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، أثناء اجتماع تحضيري عقد، الخميس الماضي، في عدن، الوزارات والجهات الحكومية المعنية بضرورة العمل بوتيرة عالية لاستكمال كافة الترتيبات الفنية واللوجستية، والتحضير الجيد للوثائق والتقارير والاحتياجات والمشاريع التي ستقدم في المؤتمر. وشدد بن بريك، على أهمية إبراز التحديات التي تواجهها حكومته بكل وضوح وشفافية، واقتراح حلول مستدامة لمواجهة تحديات فجوة الأمن الغذائي في اليمن، لافتا إلى أهمية المؤتمر في توفير منصة مشتركة للشراكة الاستراتيجية الإنسانية والتنموية طويلة الأمد وزيادة الاهتمام بمعالجة الفجوة الغذائية وتحدياتها وتعزيز التدخلات في القطاعات المتصلة بالأمن الغذائي. كما ثمّن دعم مجلس التعاون لدول الخليج عقد واستضافة المؤتمر، وحرصهم على تبني قضايا الأمن الغذائي في اليمن، في ظل التحديات المتفاقمة التي يواجهها القطاع الغذائي نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، وما رافقها من تداعيات إنسانية واقتصادية مدمّرة.


البلاد البحرينية
٣٠-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
بلجيكا تشارك في خطة أردنية لإسقاط مساعدات على غزة
أعلنت بلجيكا الأربعاء، أنها ستشارك مع عدة بلدان في عملية ينسقها الأردن لإلقاء المساعدات من الجو على غزة، في وقت حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن القطاع بات على شفير المجاعة. وقالت وزارتا الخارجية والدفاع بأن طائرة بلجيكية تحمل معدات طبية ومواد غذائية بقيمة 600 ألف يورو تقريبا (690 ألف دولار) ستتوجّه "قريبا" إلى الأردن حيث ستبقى في حالة استعداد لتنفيذ عمليات إلقاء المساعدات من الجو بالتنسيق مع عمّان. إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة بغزة عن 7 حالات وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 154، بينهم نحو 90 طفلا. ووفق تحذير صادر من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، صدر يوم أمس الثلاثاء، فإن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الشديد إذ وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أسوأ معدلاتها منذ بداية الحرب الحالية. وأوضح التقرير إلى تجاوز اثنين من العتبات الثلاث للمجاعة في أجزاء من قطاع غزة، مع تحذير برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من نفاد الوقت لإطلاق استجابة إنسانية شاملة. وذكر بيان صحفي مشترك صادر عن وكالات أممية أن "الصراع المستمر وانهيار الخدمات الأساسية والقيود الشديدة على توصيل وتوزيع المساعدات الإنسانية، المفروضة على الأمم المتحدة، كل ذلك أدى إلى ظروف كارثية للأمن الغذائي لمئات آلاف الأشخاص بأنحاء قطاع غزة". وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع الحرب التي تشنها إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة لاستمرار الحصار. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.


الوطن
٢٦-٠٧-٢٠٢٥
- الوطن
«لعبة رماية على مدنيين جوعى»... جراح بريطاني يروي فظائع الجيش الإسرائيلي بغزة
أكد الجراح البريطاني الدكتور نيك ماينارد الذي عاد مؤخراً من غزة في حديث لشبكة «سكاي نيوز» وجود «سوء تغذية حاد» بين الغزيين، كاشفاً عن أن جنود الجيش الإسرائيلي يطلقون النار على المدنيين في نقاط الإغاثة «كما لو كانوا يمارسون لعبة الرماية». وبحسب الشبكة، أمضى ماينارد أربعة أسابيع يعمل داخل مستشفى ناصر، حيث أدى نقص الغذاء إلى معاناة المسعفين في علاج الأطفال والرضع. وقال الدكتور ماينارد: «التقيتُ بعدة أطباء كانوا يحملون صناديق من حليب الأطفال الصناعي في حقائبهم، وقد صادرها حرس الحدود الإسرائيليون جميعها. لم يُصادر أي شيء آخر، سوى حليب الأطفال الصناعي». وأضاف: «توفي أربعة أطفال خُدّج خلال الأسبوعين الأولين من وجودي في مستشفى ناصر، وستكون هناك وفيات كثيرة أخرى ما لم يسمح الإسرائيليون بدخول الطعام المناسب إلى هناك». «رضع يتغذون بالماء والسكر» ويزور الدكتور ماينارد غزة منذ 15 عاماً، وهذه هي زيارته الثالثة للقطاع منذ بدء الحرب. وأضاف الجراح البريطاني أن جميع الأطفال تقريباً في وحدة طب الأطفال بمستشفى ناصر يتغذون بالماء المُحلى بالسكر. وحذر قائلاً: «لديهم كمية قليلة من حليب الأطفال الصناعي للأطفال الصغار جداً، لكنها غير كافية». وأشار الدكتور ماينارد إلى أن نقص المساعدات كان له أيضاً تأثير كبير على زملائه، وأضاف: «رأيت أشخاصاً أعرفهم منذ سنوات، ولم أتعرف على بعضهم. فقد زميلان 20 و30 كيلوغراماً من وزنيهما. كانوا جائعين للغاية. يذهبون إلى العمل كل يوم، ثم يعودون إلى خيامهم حيث لا يجدون طعاماً». وأكد أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على سكان غزة عند نقاط الإغاثة. «لعبة رماية» وخلال المقابلة، قال الدكتور ماينارد إن الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على المدنيين عند نقاط الإغاثة «كما لو كانوا يلعبون لعبة رماية». وأشار الدكتور ماينارد إلى أنه أجرى عمليات جراحية لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 عاماً تعرضوا «لإطلاق النار في نقاط توزيع المساعدات» التي تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية». وقال: «ذهبوا للحصول على طعام لعائلاتهم الجائعة، فأُطلق عليهم النار». ولفت إلى أنه أجرى عملية جراحية لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً «توفي على طاولة العمليات بسبب إصاباته البالغة». وأكد الدكتور ماينارد أن «الأمر الأكثر إيلاماً هو نمط الإصابات التي رأيناها، وتجمع الإصابات في أجزاء معينة من الجسم في أيام معينة»، شارحاً أنه «في يوم كانوا يأتون غالباً بطلقات نارية في الرأس أو الرقبة، وفي يوم آخر في الصدر، وفي يوم آخر في البطن». وأضاف: «قبل اثني عشر يوماً، جاء أربعة فتيان مراهقون، جميعهم مصابون بطلقات نارية في الخصيتين، وبشكل متعمد. هذا ليس مصادفة. كان الأمر واضحاً جداً بحيث لا يمكن اعتباره مصادفة، وبدا لنا الأمر أشبه بلعبة رماية». وتابع: «لم أكن لأصدق هذا أبداً لو لم أشاهده بأم عيني». وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو (أيار) الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة «مؤسسة غزة الإنسانية»، حيث يقصف الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات. ولـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، الممولة أميركياً وإسرائيلياً، أربعة مواقع لتوزيع المساعدات، تقع جميعها في مناطق عسكرية إسرائيلية، ويُمنع الصحافيون من دخولها. ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 1000 شخص أثناء محاولتهم تسلم مساعدات غذائية منذ تولي المؤسسة المسؤولية. وطالبت أكثر من 170 منظمة إغاثة دولية بإغلاق «مؤسسة غزة الإنسانية» فوراً، لأنها تعرّض المدنيين لخطر الموت، والإصابة.