logo
أضاع "الحزب" كربلاء ويفتش في عوكر

أضاع "الحزب" كربلاء ويفتش في عوكر

مرّ عيد انتقال السيدة العذراء وسط ضوضاء تسبب بها الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. واختار الأخير ذكرى أربعينية الإمام الحسين كي يجمع بين هذه الضوضاء التي عكر فيها صفو عيد السيدة وبين التشويش على سيرة الامام الكبير تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا. ويمتلك محبو السيدة والامام الحق بأن يتصوروا أن هناك ضرورة لمقاضاة قاسم بسبب إقلاق راحة السيدة والسطو على سيرة الامام.
اعتبر اللبنانيون تلاقي المناسبات الدينية إشارة خير. وكان يمكن الاستفادة الجمعة الماضي من هذا التلاقي لولا خطاب قاسم المتلفز الذي اعتبره كثيرون بيانًا كتب يوم الأربعاء الماضي ولخص ما دار بين قاسم وبين الأمين العام للحزب وبين الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار لبنان في ذلك اليوم. وتضمن البيان الذي تلاه قاسم الجمعة كل الغضب الإيراني على الإهانة التي ألحقها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام تباعًا بالمسؤول الإيراني وأسمعاه كلامًا لم يسبق أن قيل مثله منذ حطت طائرة الامام الخميني عام 1979 في مطار طهران آتية من منفاه الباريسي وإيذانًا بوصول الأخير الى السلطة بدلًا من شاه ايران.
تحدث قاسم عن قرار الحكومة في 5 و7 آب الخاص بحصرية السلاح وتكليف الجيش مهمة تطبيقه في مهلة أقصاها نهاية الجارية. ولم يبرر أمين عام الحزب الدراج لماذا تأخر الرد حتى 15 آب، ما يبرّر الشك بأن قاسم انتظر لاريجاني كي يتلقى منه الرأي فكان بيان الجمعة.
يستطيع من استمع الى عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عيد السيدة أن يفهم بعضًا من تاريخ المناسبة حيث القى بعد تلاوة الإنجيل المقدس، عظة بعنوان: "ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم".
وفي المقابل، يستطيع من استمع وشاهد وقرأ خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" ان يقول العبارة الشهيرة: "شو جاب لجاب".
يجب التوضيح أن هذه السنة شهدت للمرة الأولى في تاريخ شيعة لبنان منذ فجر تاريخهم إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بعيدًا عن مكانين رئيسيين هما سوريا والعراق. نتحدث عن سوريا حيث يوجد مقام السيدة زينب شقيقة الامام الشهيد والذي تحول مزارها عبر الزمن مكانًا يقصد الشيعة من جميع الأقطار للتعبير عن ولائهم للسيرة الحسينية. لكن هذا المزار أصبح منذ انهيار نظام بشارة الأسد في نهاية العام الماضي خارج التوظيف من النظام الإيراني وتوابعه ولاسيما في لبنان. لذا، جرى التعويض عن خسارة هذا التوظيف هذه السنة بإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين في بعلبك حيث نظم الحزب مسيرة "موكب الأحزان" في مقام شيّده الإيرانيون منذ أعوام في مكان نسب الى ابنة الامام السيدة خولة.
ونتحدث عن العراق حيث المكان الأصلي لكل السيرة الحسينية من مبتدأها الى منتهاها. وكما حرم جماعة إيران في لبنان هذه السنة من مقام السيدة زينب في دمشق، حرموا كذلك من مزارات العراق بعد الحرب الدامية التي أتت أولا من إسرائيل في أيلول على معظم الحزب في لبنان وسقط فيها زعيمه التاريخي السيد حسن نصرالله. ثم أتت ثانية في حزيران الماضي على القدرات الجوية الإيرانية في حرب مشتركة من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
ولا يفوت كثيرون ان النبطية اعتادت منذ زمن بعيد على احياء الذكرى كربلاء. لكنها وبعد حرب الاسناد التي شنها "حزب الله" في 8 تشرين الأول عام 2023 خسرت النبطية هذا الامتياز الذي حافظت عليه طويلا.
لا يكفي الأمين العام للحزب أن وجد في خطابه يوم الجمعة بديلًا جغرافيًا عن سوريا والعراق بل سعى الى بديل تاريخي عندما قال: "نحن ضد يزيد العصر، المتمثل بالطاغية الأميركي، وبالطاغوت الإسرائيلي، والعدوان الإسرائيلي".
وبعد تحوّل الاتهام من يزيد بن معاوية الى الأميركي والإسرائيلي، أعطى قاسم عنوان يزيد الجديد عندما قال: "إذا فُرضت (المواجهة) علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب على السفارة الأميركية". وصاح قاسم باعلى صوت تلفزيوني قائلًا: "سنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي".
اذًا، لم يعد مستبعدًا أن الحزب الذي صارت قوته الضاربة في الضاحية الجنوبية دراجات نارية ان يعتبر السفارة الأميركية في عوكر مكانًا للتفتيش عن كربلاء بدلًا من مكانها الأصلي في بلاد ما بين النهرين. لكن لن يتأخر الوقت حتى يدرك قاسم أن هذا التمويه لن يستمر طويلًا. وسيتأكد أن الطريق من الضاحية الى مقر السفارة الأميركية مفتوحة فقط امام طالبي تأشيرات السفر الى الولايات المتحدة الأميركية. ولعلّ قاسم سيكون أحدهم إذا قرّر ذلك يومًا. من يدري؟
أحمد عياش - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان الرسمي للثنائي براك ــ اورتاغوس: الكرة في ملعب «اسرائيل» مصير «اليونيفل» يتحدد خلال أيام الشارع «الاسرائيلي» يضغط على نتنياهو لانهاء حرب غزة
لبنان الرسمي للثنائي براك ــ اورتاغوس: الكرة في ملعب «اسرائيل» مصير «اليونيفل» يتحدد خلال أيام الشارع «الاسرائيلي» يضغط على نتنياهو لانهاء حرب غزة

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

لبنان الرسمي للثنائي براك ــ اورتاغوس: الكرة في ملعب «اسرائيل» مصير «اليونيفل» يتحدد خلال أيام الشارع «الاسرائيلي» يضغط على نتنياهو لانهاء حرب غزة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يحُط المبعوثان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس اليوم الاثنين في بيروت في زيارة ستكون حاسمة لملفين، الاول تحديد مصير الورقة الاميركية التي وافق عليها مجلس الوزراء مطلع الشهر الحالي بعد ابلاغه بالرد الاسرائيلي عليها. اما الملف الثاني فهو مصير القوات الدولية «اليونيفيل» والذي سيُبت التجديد لها في جلسة يعقدها مجلس الامن الدولي نهاية آب الحالي. وكشفت مصادر رسمية لـ«الديار» أن «لبنان ينتظر ما سيحمله المبعوثان الاميركيان وهو يترقب بشكل اساسي ما اذا كانا سيوصلان موافقة اسرائيلية - سورية على السير بالورقة الاميركية باعتبار ان التزام لبنان وحيدا بها ورفض الطرفين الآخرين المعنيين بها تنفيذ مضامينها يجعلها ساقطة حكما». وأوضحت المصادر ان «رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة سيشددان امام الضيفين الاميركيين على ان لبنان نفّذ ما هو مطلوب منه لجهة اتخاذ قرار حكومي بحصرية السلاح ووكّل قيادة الجيش بوضع خطة تنفيذية وحدد مهلا زمنية لذلك، وبالتالي آن الاوان ان تنفذ بالمقابل اسرائيل ولو جزءا مما هو مطلوب منها سواء لجهة وقف الخروقات، أو الانسحاب من الاراضي المحتلة وتحرير الاسرى»، لافتة الى انه خلاف ذلك سيكون من الصعب على لبنان مواصلة القيام وحيدا بالخطوات المطلوبة منه». مواقف عون وفي حديث تلفزيوني، أوضح الرئيس عون ان الورقة الأميركية التي حملها براك، وضع لبنان ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، «وهي لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها». ولفت في هذا المجال الى انه كان امام خيار من اثنين: «اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندئذ سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه.» مصير «اليونيفل» وعلمت «الديار» ان مرافقة اورتاغوس لبراك سببها الاساسي انها الممسكة راهنا من الجانب الاميركي بملف التجديد لقوات اليونيفل. وفي هذا الاطار، شددت المصادر الرسمية اللبنانية على ان «لبنان سيؤكد لها اصراره على التجديد للقوات الدولية وفق القواعد المعمول بها راهنا ومن دون توسيع صلاحياتها، من منطلق ان دورها اساسي راهنا في مساعدة ومساندة الجيش لتطبيق المطلوب منه جنوبي الليطاني كما استلام مهمة التنسيق مع اسرائيل التي لا تزال تحتل قسما من اراضيه، هذا عدا المهام الاجتماعية والانسانية التي تقوم بها في منطقة لا تزال منكوبة وتحتاج الى الكثير للنهوض من جديد». وليس واضحا حتى الساعة ما اذا كانت واشنطن ستوافق على طلب لبنان التجديد لهذه القوات والمحافظة على عديدها دون شروط خاصة، في ظل الضغوط الاسرائيلية لانهاء مهام «اليونيفل». حزب الله: المرحلة خطرة ولا يبدو حزب الله متفائلا كثيرا بما سيحمله المبعوثان الاميركيان وبأداء السلطة اللبنانية. اذ رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، أن «المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطرة ومعقّدة»، معتبرا خلال احتفال تأبيني، أن «السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على احتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الإنسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية». واذ شدد على أن «قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي»، أكد فياض أن « حزب الله حرص منذ تفاهم وقف إطلاق النار أن يقدِّم أداء مرناً وإيجابياً آخذاً بعين الاعتبار، خصوصية الوضع اللبناني وضروراته، وأن يفتح الطريق أمام السلطة اللبنانية لمسار المعالجة، ولكن يبدو أن هذه السلطة، اختارت الرضوخ لمسار الفرض والإملاء من قبل الخارج والاستسلام للشروط الإسرائيلية، وهذا مسار مكلف وخطر على المستويات كافة». ضوء في النفق؟ وفي ظل الضبابية والسواد المحيط بالوضع العام، كان لافتا في عطلة نهاية الاسبوع خروج وكالة «ستاندرد أند بورز» لرفع التصنيف الائتماني للدين المحلي اللبناني بالعملة المحلية إلى CCC مع نظرة مستقبلية «مستقرة». ويعتبر الخبير المالي الدكتور محمود جباعي ان ما حصل في هذا المجال «خطوة جيدة، لكن وجودنا تحت خانة الـC يعني اننا لا نزال في خطر»، لافتا في حديث لـ«الديار» الى ان قرار رفع التصنيف ارتكز على «نجاح الحكومة والمصرف المركزي بالحفاظ على الاستقرار النقدي طوال عامين ونصف كما بالايفاء بالتزاماتها بالليرة اللبنانية، ما يعطي نظرة مستقبلية شبه مستقرة للعملة المحلية، وبالتحديد خلال الاشهر الـ12 المقبلة». ويضيف جباعي:»اما ابقاؤنا بتصنيف SD بالعملة الاجنبية، فمرده لكون لبنان لم يفاوض بعد بشكل واضح حملة اليوروبند ولم يقم بجدولة ديونه الخارجية «. ضغوط داخلية على نتنياهو اما على خط الحرب في غزة، فقد عاد الشارع الاسرائيلي ليضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لوقف الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. وخرج مئات المتظاهرين، الأحد، إلى الشوارع في كل أنحاء فلسطين المحتلة وأغلقوا طرقاً رئيسية في المدن، من بينها الطريق السريع الذي يربط تل أبيب بالقدس، وأشعلوا إطارات سيارات، ما تسبب باختناقات مرورية. ودعا المتظاهرون و «منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين» إلى إضراب شامل في كل أنحاء الدولة العبرية مطالبين الحكومة بالتراجع عن قرارها الأخير بتوسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة. من جهته، اعتبر نتنياهو أن «من يدعو اليوم لإنهاء الحرب دون التخلص من حماس يعزز موقفها ويبعد تحرير الأسرى ويضمن تكرار 7 أكتوبر»، مشددا على ان «السيطرة لأمنية المستمرة على قطاع غزة هي أحد شروطنا لإنهاء الحرب والتي ترفضها حماس»، مضيفاً «نحن مصرون على نزع سلاح حماس وسننزع سلاح القطاع على المدى الطويل من خلال العمل ضد أي محاولة للتسلح». وعن الوضع في لبنان، قال:»عملنا في لبنان يتم وفق اتفاق وقف إطلاق النار وسنستهدف أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله». مصير الحرب الروسية - الاوكرانية في هذا الوقت، تتجه الانظار اليوم الى واشنطن حيث يُعقد اجتماع بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي يرافقه عدد من القادة الاوروبيين وأبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واعلن ترامب عشية اللقاء أن «هناك تطوراً كبيراً بشأن حرب روسيا وأوكرانيا»، مضيفا:»ترقبوا الأخبار»، فيما أعلنت رئيسة «المفوضية الأوروبية»، الأحد، أن قادة أوروبيين سيرافقون زيلنسكي إلى واشنطن، الاثنين، للقاء ترمب، فيما أفاد مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى واشنطن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب قادة أوروبيين آخرين اليوم الاثنين. وأضاف البيان أن الزعماء سيواصلون «العمل المنسق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحفظ المصالح المهمة لأوكرانيا وأمن أوروبا». في وقت تحدثت وكالة «إنترفاكس» للأنباء الاحد عن احباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هجوماً أوكرانياً بطائرة مسيرة على محطة سمولينسك للطاقة النووية.

عون: سلاح حزب الله شأن داخلي ووضعنا ملاحظات على الورقة الأميركيّة وهي أضحت ورقة لبنانيّة تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام وغير مبرر... والجيش موجود على الحدود وفي الداخل
عون: سلاح حزب الله شأن داخلي ووضعنا ملاحظات على الورقة الأميركيّة وهي أضحت ورقة لبنانيّة تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام وغير مبرر... والجيش موجود على الحدود وفي الداخل

الديار

timeمنذ 3 ساعات

  • الديار

عون: سلاح حزب الله شأن داخلي ووضعنا ملاحظات على الورقة الأميركيّة وهي أضحت ورقة لبنانيّة تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام وغير مبرر... والجيش موجود على الحدود وفي الداخل

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان "ايران هي دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة. ويجب عليها ان تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة"، مشددا ًعلى ان لبنان لا يتدخل في شؤون أي دولة، ولكنه لا يسمح بتدخل أي دولة في شؤونه". وعن الورقة الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي السفير توماس براك، أوضح الرئيس عون ان "لبنان وضع ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، وانها "لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و "إسرائيل" عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها". مواقف الرئيس عون جاءت خلال مقابلة تلفزيونية، وقال عن زيارة علي لاريجاني: "كنت واضحاً معه. قلت اذا كنتم ترغبون بصداقة لبنان، فأهلاً وسهلاً بكم، ولكن يجب ان تكون مرتكزة على الاحترام المتبادل. ذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني الى لبنان في الرابع من حزيران الماضي، حيث تكلمت معه على أسس العلاقات بين أي بلدين، والتي تقوم على 4 ركائز: الشفافية، الصراحة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين. ويجب على ايران ان تكون صديقة لكل مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة. المساعدة تكون استناداً الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية"، مضيفا "نحن لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون الدولة الإيرانية او أي دولة أخرى، ولكن في المقابل لا نقبل ان يتدخل احد في شؤوننا. سلاح حزب الله شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع. اذا عدنا الى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، فهي واضحة في موضوع حصر السلاح. وحتى خطاب القسم والبيان الوزاري أشارا الى حصر السلاح، ولا اعتقد ان أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح." وتابع "عندما جاء السفير توم براك الينا، قال ان هناك اتفاقية تم التوقيع عليها في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وهي اتفاقية وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية السابقة بكل أطيافها، فكيف تريدون منا مساعدتكم على تطبيقها؟ وعند عودته ثانية، حمل الينا ورقة تتضمن لائحة أفكار كخريطة طريق. تمت دراسة هذه الورقة من قبل الرؤساء الثلاثة، وشكلنا لجنة لذلك، وتم وضع ملاحظات عليها من قبلنا، وتسليمها اليه، وحصل تبادل للملاحظات على هذه الورقة. كما قلت، هذه الورقة هي خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، فأضحت بذلك ورقة لبنانية، وأجرينا إضافات عليها، أهمها تحت بند ملاحظات، وهو الاتي: لا تصبح هذه الاتفاقية نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و"إسرائيل" عليها. وهناك أيضا إضافات أخرى ضمن بند ملاحظات أيضاً، والامر الثاني الذي اكدنا عليه هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، اذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها. والورقة في حد ذاتها، تحتوي على 4 مواضيع أساسية: اولاً الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات على لبنان، ثانياً انعاش الاقتصاد اللبناني، ثالثاً إعادة الاعمار، ورابعاً ترسيم الحدود مع سوريا. وفي هذا الاطار، أود أن أثمّن الموقف السوري تجاه هذه الورقة، حيث قالت وزارة الخارجية السورية تعليقا على بنودها: في ورقة براك والمرتبطة بسوريا، ترسيم الحدود مع لبنان والتنسيق الأمني بيننا هما من أهم الملفات لأنها تقود الى تعاون اقتصادي كبير بين البلدين، لذلك نحن منفتحون على التعاون". وأردف "اذاً، هذه هي النقاط او المواضيع الأربعة الأساسية في ورقة براك، وأنا كرئيس للدولة، همّي مصلحة لبنان، لدي خيار من اثنين: اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة "إسرائيل" عليها، فيتم بالتالي الانسحاب وتحرير الاسرى وترسيم الحدود ووقف الاعتداءات وانعاش الاقتصاد، وإما لا أوافق على الورقة، وعندئذ "إسرائيل" سترفع وتيرة اعتداءاتها، ومن الممكن ان يتم ذلك بدعم من المجتمع الدولي، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان احدهم يعتقد موهوماً بأن أحداً سيساعدنا ويقاتل عنا، فهو مخطىء. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه. الموضوع حساس ودقيق، وعلينا ان نختار ما هو افضل لجميع اللبنانيين وليس لفئة على حساب اخرى". وقال الرئيس عون: "لم نتلق أي تهديد، ما قاله الأميركيون هو انكم اذا اردتم تنفيذ الورقة فأهلاً وسهلاً، واذا لم تريدوا تنفيذها، فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا"، مضيفا "ان اتفاق الطائف واضح في موضوع حصر السلاح، ومن اساسيات قيام الدولة قرار السلم والحرب وحصر السلاح بيدها. هناك احتلال إسرائيلي، واسرى لبنانيون في السجون الإسرائيلية، وحدود غير مرسَّمة مع "إسرائيل"، وأريد اتفاقا مع الطرف الآخر، برعاية فرنسية او أميركية او دولية لا فرق، لأتمكن من مقاربة هذا الملف. لماذا عليَّ أن أقاربه من طرف واحد؟ صحيح أنه أمر داخلي، ولكن هناك ورقة تقدم لي أفضليات، فلماذا لا أستفيد منها؟ وكما ذكرت، إما أن نتبع مسار هذه الورقة ونفك عزلة لبنان، وتحصل الولايات المتحدة على موافقة "إسرائيل" عليها، واما لا نسير بالورقة، فيسوء الوضع أكثر مما هو الآن". أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً أضاف "انا لا احكم على النوايا، ولا اعرف ما هي الحسابات وراء المواقف، ولكن ما يعنيني، هو أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً، ليس لدي حسابات انتخابية او حزب يشغل بالي، ولا تطلعات سياسية لاحقة بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، همي ان احمي البلد وان ابني دولة، فقط لا غير. ومن يريد ان يزايد فهو حر". وعن موضوع المحادثات مع حزب الله، قال: "انا منفتح على ان ابحث أي موضوع تحت سقف الدولة، ومن يرغب فاهلاً وسهلاً به. اعود وأكرر ان همّي ليس المحاور ولا انقل لبنان من محور الى آخر، بل همّي ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الامن والازدهار والاستقرار، لانه من دون استقرار سياسي وأمني ليس هناك من ازدهار وانتعاش اقتصادي. لدي احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور الى آخر. من يرغب بمساعدة لبنان من دون تدخل بشؤونه فاهلاً وسهلاً به". نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا وأكد أننا "نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا امنياً وعسكرياً برعاية المملكة العربية السعودية، وترسيم الحدود أساسي في هذا الإطار. ولكن هذا الخوف غير مبرر. وكما قلت إذا كان هناك من خوف ما، فالدولة اللبنانية بقواها المسلحة تعنى به. والجيش موجود على الحدود وهو جاهز للحفاظ على الأمن من أي محاولة تستهدف لبنان. وحتى في الداخل، فإننا نلاحظ ان جميع الأفرقاء كلمتهم واحدة لجهة تحصين لبنان وتحييده، من المفتي دريان الى مشيخة العقل، وصولا الى جميع الفاعليات السياسية والدينية. الكل مع تحييد لبنان، وهذا ما يقويه ويحصنه تجاه أي تحديات تواجهه من أي جهة كانت". أضاف "منذ تأليف الحكومة الى اليوم، حصلت عدة إنجازات لجهة الإصلاح المالي والإقتصادي والمصرفي. واليوم وقَّعت على قانون إصلاح المصارف، وقبله قانون السرية المصرفية، وتعيين حاكم المصرف المركزي. وأصبحت هناك لجنة رقابة، ونواب للحاكم. وتم التواصل مع البنك الدولي، ووفد منه اتى الى لبنان، فالخطوات قائمة لتحقيق الإصلاح. وحتى المؤشرات الاقتصادية مشجعة. وبالأمس، مؤشر اليوروبوند بلغ نحو 20%، في حين انه قبل ذلك كان بحدود 6%. هذه مؤشرات مشجعة، عدا عن السياحة. بالتالي، اننا نقوم بخطوات. وحتى في القضاء، محاربة الفساد ومعالجة ملفاته هي باتجاه الإصلاح الإقتصادي والمالي والمصرفي. يبقى البحث في موضوع الفجوة المالية، الذي بدأته الحكومة. بذلك، نكون قد قمنا بكل الخطوات مبدئيا بإتجاه وضع لبنان على السكة الصحيحة لإستعادة الثقة". وعن ملفات الفساد، قال الرئيس عون: "ان التوقيفات التي حصلت، والملفات التي فتحت، تشمل كل الطوائف، وهذا واضح للجميع. والتشكيلات الجديدة والمدعون العامون الجدد سيتابعون هذه الملفات. ونحن في بداية مرحلة جديدة في مقاربة موضوع الفساد". والازدهار والانتعاش الاقتصادي وعن السلام، قال الرئيس عون: "نحن منطلقون من مبادرة السلام العربية التي انبثقت عن قمة بيروت العام 2002. وفي هذا الإطار، اريد ان اشيد بدور وجهود الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى بكل جهده لأخذ المنطقة الى السلام. ولقد رأينا في الفترة الأخيرة، المؤتمر الذي حصل برعاية سعودية-فرنسية وقام على اساس حل الدولتين، إضافة الى كل المحاولات الجدية التي يقوم بها الأمير لأخذ الوضع في المنطقة الى السلام. نحن موجودون ضمن الإجماع العربي، وخطة السلام القائمة على السلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها. ووفقا لمبادرة السلام العربية، لبنان سيكون في هذا القطار"، مضيفا "كل ما نقوم به هو باتجاه السلام، والازدهار والانتعاش الاقتصادي، لأن الاستقرار السياسي والأمني يؤدي الى الاقتصاد وليس الى العكس. نحن نعمل على هذا الموضوع، وتحديداً على خطين: القضاء والإصلاحات الاقتصادية، وبالتأكيد الوضع الأمني". وعن موضوع توطين الفلسطينيين، قال: "انه امر مرفوض كليا من قبلنا". وعن موضوع نزع سلاح المخيمات، قال الرئيس عون: "لقد تم تأخيرها لسببين: الأحداث التي حصلت والاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وكذلك بعض الاعتبارات الداخلية عند السلطة الفلسطينية. لقد حصل تأخير، ولكن لم يقفل هذا الملف. هناك سلطة فلسطينية، ورئيس لها اتى الى لبنان وقال: هذا وعدي لكم. ونحن بانتظار الترتيبات الداخلية لكي ننسق وإياهم حول كيفية التنفيذ. لكن القرار اتخذ من قبلهم. ونحن تلقفناه، وهو قرار مرحب به". لا أحد بإمكانه إخراج أحد وعن التخوف من أي حرب او إقتتال داخلي، قال: "لبنان تعب من الحروب والأزمات. نحن سنحاول قدر المستطاع وأكثر، تجنيب لبنان أي خضات داخلية او خارجية"، مضيفا "لا أحد بإمكانه إخراج أحد. الطائفة الشيعية موجودة في لبنان، وهي فاعلة في الحياة السياسية اليومية، وفاعلة في الحياة البرلمانية، وما من احد يستطيع إخراجها من حيث هي موجودة. ولكن للأسف، البعض لأهداف سياسية خاصة ولأهداف إنتخابية، يحاول تخويف اللبناني من الآخر، وهذه مشكلتنا في لبنان. هناك دائما طرف يعمد الى اخافة مجتمعه من الطرف الآخر. والآن نحن في مرحلة إنتخابية. ولكن ما من خوف على اية طائفة، وما من طائفة لها فضل على أخرى، وما من طائفة اقوى من أخرى، جميعنا موجودون تحت سقف لبنان، ولدينا هوية واحدة، ولدينا الفرص نفسها، ونواجه التحديات نفسها. موقفنا ووحدته هو اهم سلاح. فلا ندع أحدا يحاول إخافة الآخر من احد، فمحاولات التخويف هذه كلها باطلة، وانا مسؤول عن كلامي". لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة واعتبر الرئيس عون "لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة. ورأيي ان 90% من المشكلة في لبنان تكمن في الفساد الذي كان مستشرياً لأنه لم تكن هناك من محاسبة. اليوم بات لدينا قضاء يحاسب ويفتح ملفات. ولبنان يتمتع بإمكانات هائلة، ولديه شبان وشابات من ذوي الخبرات. واللبنانيون الذين يعملون في الخارج وفي مختلف دول الخليج وهم يكبّرون القلب اذ نسمع عن انجازاتهم كلما سافرنا يشكلون رأسمالنا الأساسي، وهو موجود في الخارج كما في الداخل اللبناني. من هنا، فإن لبنان بقدراته ليس مفلسا، لكنه كان منهوبا". الجيش محصَّن وعن دور الجيش للمرحلة المقبلة، قال: "الجيش محصَّن، والدليل على ذلك المرحلة السابقة التي مرت، فعلى الرغم من كل الذي حصل، بقي الجيش قلباً واحداً. وهو ينفذ مهامه في كافة المناطق اللبنانية بجميع عناصره، ويقدِّم الشهداء من كافة الطوائف والمذاهب والمناطق. والجيش يأتمر بالسلطة الإجرائية المسؤولة عنه والتي تصدر اوامرها اليه، فلا يخف احد. الجيش محصن، وهو يقوم بكافة مهماته". وختم الرئيس عون بالقول: "انا افهم اللبناني وهو يعيش منذ فترة في قلق امني واقتصادي ومالي، يتوق الى الخلاص. ولكن انا ليس لدي عصا سحرية. ما تم تحقيقه في ستة أشهر يشكِّل إنجازات. وانا أعد اللبناني في الداخل والخارج اننا سنتابع ولا عودة الى الوراء، ولكن يجب اعتماد بعض الصبر لكي نتمكن من اخذ لبنان الى بر الأمان. 40 سنة، ليس من السهل بين ليلة وضحاها ان نقوم بتغييرها، ولكن التغيير بدأ وهو ملموس. لقد بدأ لبنان بالعودة الى ما يريده منه العالم العربي، ونحن نريد مساعدة العرب لنا. وكما كانوا يقولون قبلا من ان لبنان هو شرفة العرب، فإن لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة العرب"، مضيفا "لقد قلت لكل العالم: لا اريد هبات بل اريد إستثمارات، تعالوا استثمروا في لبنان بلدكم الآخر، والاستثمارات تكون على أشكال عدة، ولدينا قطاعات كثيرة يمكنكم الاستثمار فيها".

حزب الله: الدولة لم تفعل شيئاً على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام اتفاق وقف إطلاق النار
حزب الله: الدولة لم تفعل شيئاً على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام اتفاق وقف إطلاق النار

الديار

timeمنذ 3 ساعات

  • الديار

حزب الله: الدولة لم تفعل شيئاً على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام اتفاق وقف إطلاق النار

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب *اعتبر رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن أن "التهديدات الإسرائيلية باقية، والتهديدات التكفيرية باقية، والتي جاءت على لسان الأميركي باراك حينما قال إننا سنضم لبنان إلى سوريا. ومع وجود هذه التهديدات، من المنطقي أن يتفق اللبنانيون على كيفية مواجهتها قبل البحث في أي موضوع، وهذا ما نص عليه خطاب القسم". وقال خلال لقاء سياسي نظمه قسم العلاقات العامة في حزب الله في بلدة سرعين الفوقا: "إن الحكومة في 5 و7 آب قفزت فوق خطاب القسم وفوق بيانها الوزاري، وذهبت إلى تنفيذ إملاءات براك الذي هدد بالحرب الأهلية. لم نسمع صوت أحد من الحكومة حينما قال براك إن عدم تنفيذ هذه الورقة أو سحب السلاح سيؤدي إلى حرب أهلية وحرب إقليمية. لم تحرك ساكناً حينذاك الحكومة، بل ضربت الميثاقية حين أكملت الجلسة بعد مغادرة الوزراء الشيعة ولم تحترمها"، مضيفا "الدولة لم تفعل شيئاً، على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً، أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام الاتفاق. لذلك، الخطر على لبنان ليس من مكوّن لبناني، إنما من الأميركي والإسرائيلي، والانخداع بالأميركي بات مستشرياً". وختم الحاج حسن: "موقفنا واضح، أوقفوا العدوان، ولنستعد الأسرى، وتبدأ عملية إعادة الإعمار، ولتنسحب إسرائيل من النقاط الخمس، وبعد ذلك، نحن كجزء من الدولة اللبنانية والشعب اللبناني جاهزون لأي نقاش في كل القضايا. أما أي استجابة للمطلب الأميركي الإسرائيلي اليوم قبل تحقيق هذه الأهداف، هي استجابة للوحوش الكاسرة بلا ضمانات، ولن تحقق أي مصلحة إلا لصالح دولة الكيان". *رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، أن "المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطرة ومعقّدة، وينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق، وإن السبب في ذلك، هو حجم الاستهدافات التي يتعرض لها لبنان بإدارة أميركية-إسرائيلية، وبالتعاون الوثيق مع قوى أخرى، تبذل كل إمكاناتها وقدراتها وضغوطاتها في نفس الإتجاه الذي يعمل عليه الأميركيون والإسرائيليون، وما زاد الطين بلة، والمشهد تعقيداً، هي سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في موضوع حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، وبخلفية إستهداف المقاومة وسلاحها، أي بما يخدم أيضاً الإتجاه الذي يريده الأميركي والإسرائيلي". وشدد خلال احتفال تأبيني لمحمد مدلج في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، على أن "قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي، وبمعزلٍ عن أي خلاف سياسي، فإن إستراتيجية التفاوض للسلطة اللبنانية باتت فارغة وهزيلة، وقدمت أداءً غبياً، عندما رمت أوراقها بالمجان ودون أي مقابل، سوى الوعود الفارغة والرهانات البائسة، وبالمحصلة، أراحت قرارات الحكومة اللبنانية الإسرائيلي، ووسعت هامش ذرائعه في تصعيد الأعمال العدائية والإغتيالات اليومية وتعليق إنسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة على شروط غير قابلة للتطبيق، مما يعني تأييد إحتلاله بقرارات لبنانية وإلى أمدٍ غير معلوم. وإن كل هذا يحصل، في وقت يصعِّد فيه الإسرائيلي من اعتداءاته، وتغيب في مواقفه وسلوكه أية مؤشرات عن إستعداده للإلتزام بالإنسحاب أو وقف الأعمال العدائية راهناً أو مستقبلاً، بل أكثر من ذلك، إن مسؤوليه باتوا يتحدثون عن المناطق التي دخلوها في جنوب سوريا وجنوب لبنان، كأحزمة أمنية غير مستعدين للانسحاب منها في المدى القريب، كما أن حديث نتنياهو عن إسرائيل الكبرى يضع لبنان، مثل باقي دول المنطقة، في مواجهة تحديات شديدة الخطورة، وتخلط المعطيات رأساً على عقب". ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي يعلن صراحة أنه يريد أن يجعل من لبنان وفلسطين وسوريا ومناطق أخرى، مسرحاً دائماً لعملياته الأمنية، الآن ومستقبلاً، تحت عنوان "إزالة تهديد محتمل"، وهي ذريعة فضفاضة تتجاوز أية حدود أو ضوابط، وتحوِّل حياة البشر في هذه المجتمعات إلى جحيم لا يطاق. وبالتالي، ليس أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الإنسحاب الإسرائيلي وإيقاف الأعمال العدائية، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس". *رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب رائد برو، أن "ما أقرته الحكومة اللبنانية خلال الجلسة المشهورة هو قرار استسلام لبنان وتجريده من نقطة قوته". وسأل الحكومة خلال مجلس أربعين الإمام الحسين الذي أحيته القرى الكسروانية في قاعة حسينية بلدة زيتون: "كيف تسلمون أهم نقطة قوة في أول مرحلة؟ وهل فكر أحد من أركان الدولة في حال لم يلتزم العدو بالمراحل التالية ماذا سيقوم به في لبنان هذا العدو المتغول المجرم الذي يرتكب المجازر والإبادة في غزة؟" مضيفا "إن رفضنا لهذا القرار واستعدادنا للذهاب إلى أي سيناريو يعتمد على عدم تحصيل إجابات على هذه الأسئلة فضلا عن تجربتنا مع هذا العدو الذي نشاهد يوميا انتهاكاته التي يقوم بها ضاربا بعرض الحائط أبسط القوانين الدولية التي يراهن عليها البعض كضامن للاستقرار". ورأى أن "ورقة براك تتعاطى مع الجانب اللبناني لغة الفرض والإخضاع والذل، بينما مع الجانب الصهيوني لغة التمني والتسويف. ومن أجل دفع هذا الذل عن لبنان وشعبه بكل مكوناته، اعتبرنا هذا القرار غير السيادي بأنه قرار غير موجود". وختم: "نحذر من أن يستثمر العدو من خلال توفر النية الى تنفيذ ما تريده الدولة، وعلينا ألا نقدم الذرائع لهذا العدو. العدو يقول بأن النية متوافرة، اذا نفذ العدو ما يلمح به من نيات عدوانية تجاه لبنان، فما هو موقف الدولة اللبنانية؟ ما سيحصل سيكون وصمة عار في وجه الدولة التي تتعاطى بخفة والقليل من الحرص".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store