logo
من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟

من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟

بي بي سي
توسّعت خلال الأيام رقعة الاشتباكات التي شهدتها محافظة السويداء، وذلك بالتزامن مع انتشارٍ مسلّحٍ وتقارير عن سقوط مزيدٍ من الضحايا.
وأعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة الثلاثاء وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء عقب الاتفاق مع وجهاء المدينة، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.
وكان الشيخ الدرزي البارز حكمت الهجري قد رحّب بدخول القوات الحكومية، لكنه سرعان ما استأنف ودعا إلى 'التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة'. وقال في بيان مصور لاحق 'رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العُزّل'.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الجيش السوري بدأ بسحب الآليات الثقيلة من السويداء، تمهيداً لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.
من هي الشخصيات الفاعلة في المشهد الدرزي السوري؟
هناك أكثر من مرجع روحي واجتماعي يحظى بدعم وتأييد واحترام داخل طائفة الموحدين السوريين.
وأهمّ هذه الشخصيات، هي المرجعيات الروحية في الطائفة، أي مشايخ العقل الثلاث؛ الشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع.
بالإضافة إلى وجوه تتزعم وتقود فصائل مسلحة تشكلت خلال سنوات النزاع، أبرزها الشيخ ليث البلعوس قائد 'قوات الكرامة'، وهو نجل الشيخ وحيد البلعوس المعارض للنظام السوري، ومؤسس قوات الكرامة الذي توفي في حادث سيارة عام 2015.
وهناك أيضاً الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد قوات 'أحرار الجبل'.
من معركة عين جالوت إلى الثورة الكبرى
يُشير أبناء طائفة الموحدين الدروز إلى أنفسهم باسم 'الموحدون'، أي المؤمنون بتوحيد الله، كما يُطلق عليهم أيضاً 'بنو معروف'. ويُقال إن اسم 'دروز' يعود إلى نشتكين (محمد بن إسماعيل) الدرزي، الذي نشر دعوته في لبنان وسوريا.
ويتوزع الموحدون الدروز بشكل رئيسي في لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن، إضافةً إلى مناطق أخرى متفرقة.
يرجع تاريخ وجود الموحدين الدروز في سوريا إلى مئات الأعوام.
وقد لعبوا دوراً أساسياً في بلاد الشام عبر مراحل تاريخية مختلفة، حيث شاركوا في معركة حطين ضد الصليبيين عام 1187، وتولّوا مهام قيادية بعد نيلهم ثقة الأيوبيين والزنكيين. كما انخرطوا لاحقاً مع المماليك ضد المغول في معركة عين جالوت.
وفي القرن التاسع عشر، وقف الدروز إلى جانب العثمانيين ضد حملة محمد علي باشا على بلاد الشام، وكبّدوا الجيش المصري خسائر كبيرة في جبل العرب جنوبي دمشق، بقيادة الشيخ يحيى الحمدان، الذي كان يحكم الجبل آنذاك.
لكن العلاقة مع الدولة العثمانية تدهورت لاحقاً، إذ ثار الدروز ضدها إثر محاولاتها المتكررة فرض سيطرتها على الجبل. وفي عام 1911، أعدم العثمانيون عدداً من زعماء الجبل بعد إحكام قبضتهم عليه، كان أبرزهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر.
بعد ذلك، أعلن دروز سوريا ولاءهم للشريف حسين، وانضم المئات منهم إلى الجيش العربي، وكان الزعيم سلطان باشا الأطرش في طليعة مَن رفع علم الثورة العربية الكبرى، أولاً في الجبل ثم في دمشق.
وفي عام 1925، لعب الدروز دوراً محورياً في مقاومة الاحتلال الفرنسي لسوريا، إذ رفضوا مشروع تأسيس دولة درزية، وأشعلوا شرارة الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش.
يبلغ عدد الموحدين الدروز في سوريا اليوم نحو 700 ألف نسمة، يتوزعون في مناطق مختلفة من بينها السويداء والجولان، وبالقرب من دمشق وفي إدلب.
من هي الشخصيات الفاعلة اليوم في المشهد الدرزي السوري؟
هناك أكثر من مرجع روحي واجتماعي يحظى بدعم وتأييد واحترام داخل طائفة الموحدين السوريين.
وأهمّ هذه الشخصيات، هي المرجعيات الروحية في الطائفة، أي مشايخ العقل الثلاث؛ الشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع.
بالإضافة إلى وجوه تتزعم وتقود فصائل مسلحة تشكلت خلال سنوات النزاع، أبرزها الشيخ ليث البلعوس قائد 'قوات الكرامة'، وهو نجل الشيخ وحيد البلعوس المعارض للنظام السوري، ومؤسس قوات الكرامة الذي توفي في حادث سيارة عام 2015.
وهناك أيضاً الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد قوات 'أحرار الجبل'.
الدروز والانتفاضة في سوريا عام 2011
لم تنضم الغالبية من أبناء الطائفة إلى صفوف المعارضة للنظام، وحاولوا في الوقت نفسه تحييد أنفسهم عن الصراع الداخلي.
لكنّ عام 2015 حققت كتائب إسلامية بقيادة جبهة النصرة مكاسب في مناطق في درعا والجولان وهددت مطار الثعلة العسكري الحكومي في محافظة السويداء، فانضمّ عدد من الدروز إلى القتال جنباً إلى جنب مع قوات النظام.
وبرز الشيخ وحيد البلعوس، في معارضته للنظام السوري علناً حتى وفاته في حادث سيارة عام 2015، لكن أغلب أبناء الطائفة لم يحملوا السلاح إلا لتشكيل لجان مسلحة محلية تهدف إلى حماية مناطقهم.
وفي عام 2014، حاصر أبناء الطائفة مراكز الأمن التي احتجزت أبناءهم بسبب رفضهم التجنيد الإجباري، وتمكنوا من إطلاق سراحهم.
وبعد تزايد الدعوات لرفض التجنيد في صفوف الجيش، توصّل الطرفان إلى تسوية تقضي بانضمام أبناء طائفة الموحدين إلى الخدمة العسكرية داخل المحافظة.
وتعرضت بعض مناطقهم لهجمات قليلة، على يد مجموعات تنتمي إلى ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وبشكل خاص بين 2012 و2015.
ووقعت صدامات عنيفة بين جنود من الجيش السوري ومقاتلين من السكان دروز من جهة ومقاتلين من هيئة تحرير الشام وفصائل موالية من جهة أخرى، في بلدة الحضر عام 2017 على الجانب السوري من هضبة الجولان.
وفي 2018 شهد ريف السويداء هجمات واسعة نفذها مقاتلو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، بدأت بتنفيذ عمليات انتحارية في سيارات مفخخة، وراح ضحيتها أكثر من 200 شخص.
عام 2023، ومع هدوء مشهد الصراع المسلّح نسبياً في سوريا، نظّم قسم من دروز السويداء احتجاجات ضد النظام، وبدعم من المراجع الروحية – باستثناء الشيخ يوسف الجربوع المؤيد للنظام – للمطالبة علناً بإسقاط بشار الأسد.
وتركزت الاحتجاجات حينها في ساحة الكرامة قرب ضريح سلطان باشا الأطرش في السويداء.
دروز إدلب وهيئة تحرير الشام
بعد سيطرة فصائل المعارضة على إدلب في نهاية عام 2014 وفي مقدمتها جبهة النصرة، نشب خلاف تطوّر الى اشتباك مسلّح بين مقاتلين من جبهة النصرة وسكان من طائفة الموحدين الدروز في قرية قلب لوزة في ريف إدلب.
اتهم الأهالي عناصر جبهة النصرة بالبدء في إطلاق النار وذهب ضحية الحادثة نحو 20 شخصاً من الموحدين الدروز مقابل مقتل ثلاثة من جبهة النصرة.
ردّت جبهة النصرة ببيان جاء فيه أنّ مقاتليها تصرفوا 'دون الرجوع إلى أمرائهم'.
وحاولت الجبهة في بيانها طمأنة الأهالي وقالت إن 'أبوابها مفتوحة للجميع، ومثل هذه الأخطاء وارد حدوثها'.
ومع تحوّل جبهة النصرة إلى 'هيئة تحرير الشام'، استمرت الحوادث التي أثارت مخاوفاً لدى طائفة الموحدين في إدلب.
وثّقت منظمة 'سوريون من أجل الحقيقة والعدالة' في تقرير نشر على موقعها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انتهاكات ارتكبتها مجموعات إسلامية مسلّحة من بينها جبهة النصرة سابقاً ولاحقاً هيئة تحرير الشام ضدّ المواطنين من طائفة الموحدين الدروز في دلب.
وإلى جانب ذكر حادثة قرية قلب لوزة، أشارت المنظمة إلى وقوع 53 حالة خطف في المناطق ذات الأغلبية الدرزية بين 2012 و2022، وجاء في التقرير أنّ هيئة تحرير الشام مسؤولة عن أكبر عدد من حالات الخطف (23 حالة).
وأشار التقرير إلى انتهاكات أخرى مثل التضييق والاضطهاد الديني والاستيلاء على الممتلكات والعقارات.
لكنّ أبو محمد الجولاني ظهر في يونيو/حزيران، أي قبل صدور التقرير، في فيديو على يوتيوب خلال لقائه وجهاء من طائفة الموحدين في ريف إدلب على هامش تدشينه بئر مياه في القرية.
وحرص الجولاني خلال اللقاء المصوّر على طمأنة الأهالي بأنهم لن يتعرضوا لأي ظلم قائلاً 'نحن أهل الحق'.
ويوجد الموحدون الدروز في 14 قرية في جبل السماق غرب إدلب، وهي المنطقة التي تقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ التي تشكلت في إدلب منذ 2017.
وعقب أجواء التوتر التي سادت بين الموحدين الدروز وعناصر من الجهاز الأمني في الإدارة الجديدة في منطقة جرمانا في دمشق، نقلت وسائل إعلام عن وجهاء في الطائفة من إدلب رسالة إلى أبناء طائفتهم في السويداء. دعوهم من خلالها إلى رأب الصدع بينهم وبين الحكومة الجديدة وإعطائها فرصة للحكم بناء على تجربتهم مع حكومة الإنقاذ في إدلب.
ماذا بعد سقوط حكم الأسد؟
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، شنت الفصائل المسلحة المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً مفاجئاً انطلق من إدلب نحو حلب ومن ثم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة النظام السوري.
سقطت منطقة تلو الأخرى بسرعة في يد المعارضة، حتى وصلت قواتها إلى الشام بعد عشرة أيام، وسط تأكيد أنباء عن فرار الرئيس السابق بشار الأسد وعائلته إلى موسكو.
سقط النظام في سوريا بعد أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث، وبدأت التساؤلات تُطرح حول مصير سوريا بمختلف أطيافها في هذا المشهد الجديد.
كانت العلاقة بين الدروز والإدارة الجديدة في سوريا أمام اختبار جدي.
فالسلطة الجديدة تتكون غالباً من أعضاء هيئة تحرير الشام، وهي نفس الهيئة التي هاجمت في السابق السويداء عندما كانت تُعرف باسم جبهة النصرة تحت قيادة أحمد الشرع، الذي كان يُعرف وقتها بـ أبو محمد الجولاني.
أما المسألة الثانية التي تشكّل هاجساً للسلطة الجديدة في سوريا، فهي السلاح. فخلال سنوات النزاع، شكّل الدروز فصائل محلية مسلحة لحماية بلداتهم ومناطقهم.
وقال الشيخ حكمت الهجري في مقابلة على إحدى القنوات الفضائية العربية في يناير/كانون الثاني، إن التواصل مع الإدارة الجديدة بدأ فوراً بعد سقوط النظام.
وجّه الشيخ حكمت الهجري رسالة إلى أحمد الشرع خلال المقابلة، مطالباً بـ 'التشاركية في الحوار والأفكار حتى نتمكن من تجاوز المرحلة الانتقالية بنجاح، وتأمين المرحلة المقبلة التي يجب أن تكون أكثر دقة، إضافة إلى بناء قاعدة متينة لسوريا المستقبل'.
جاءت هذه الرسالة بعد لقاء وفدٍ من الطائفة الدرزية مع أحمد الشرع في منتصف ديسمبر/كانون الأول، حيث قال الشرع خلال اللقاء إنّ سوريا 'يجب أن تبقى موحَّدة، وأن يكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية'.
وأكد الشرع في كلمته أمام الوفد قائلاً: 'ما يهمنا هو أن لا تكون هناك محاصصة ولا خصوصية تؤدي إلى انفصال'.
شكلت أعمال العنف في منطقة جرمانا أولى تحديات العلاقة بين الطرفين، حيث وقعت اشتباكات بين مسلحين من الطائفة الدرزية وقوات من الأمن في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية في بداية مارس/آذار.
لكن الأحداث الدامية الأخيرة في منطقة الساحل السوري، حيث تفيد التقارير بمقتل مئات المدنيين العلويين، دفعت الشيخ الهجري إلى التصريح مطالباً بوقف العمليات العسكرية في الساحل.
وأعلن الهجري في 8 مارس/آذار رفضه لما وصفه بـ 'القتل الممنهج'.
إسرائيل تدخل على خط دروز سوريا
وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، قد أوضح أن إدارته الجديدة ستعترف باتفاقية 1974 مع إسرائيل.
ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، الغالبية منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين واندمجوا بالفعل في المجتمع الإسرائيلي وجيشه. بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ويتسمك غالبيتهم بالهوية السورية، رافضين الجنسية الإسرائيلية.
وصرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 17 فبراير/شباط قائلاً 'لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق. ونطالب بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء'.
كما حذر نتنياهو من استمرار 'تهديد' المجتمع الدرزي وانتشار السلاح في محافظات جنوب سوريا.
وشهدت مدن سورية عدة بينها دمشق والسويداء، التي تقطنها غالبية درزية، تظاهرات الثلاثاء ندّدت بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن أن بلاده لن تسمح لقوات الجيش السوري بالانتشار جنوب دمشق.
واجتمع أحمد الشرع بوفد درزي على أثر تصريحات نتنياهو في 25 فبراير/شباط، ضمّ قائدَيْ 'قوات الكرامة' و'أحرار الجبل' – وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا.
قال الشرع خلال اللقاء إنّ السويداء جزءٌ لا يتجزأ من سوريا.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن قرار السماح لدروز سوريين بالدخول إلى الجولان، للعمل، بدءاً من 16 مارس/آذار.
Leave a Comment
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر لـ «الأنباء»: ترتيب «الخطوات» وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي.. وتعليق إضراب موظفي الإدارة العامة
مصادر لـ «الأنباء»: ترتيب «الخطوات» وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي.. وتعليق إضراب موظفي الإدارة العامة

الأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • الأنباء

مصادر لـ «الأنباء»: ترتيب «الخطوات» وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي.. وتعليق إضراب موظفي الإدارة العامة

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين بين الرد اللبناني على الورقة الأميركية، ورسالة السفارة في إطار سلسلة الردود المتبادلة، عادت إلى الأذهان مرحلة تبادل الرسائل التي سبقت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، والذي أدى إلى وقف الحرب على لبنان. ولم تشأ إسرائيل أن تكون بعيدة عن المشاركة في الرد، ولكن على طريقتها من خلال سلسلة الغارات التي استهدفت مناطق واسعة في البقاع الشمالي، تحت ذريعة استهداف موقع يتم تحصينه وتحديثه لـ «وحدة الرضوان» القوة الأساسية في «الحزب». وتعكف اللجنة الخاصة المكلفة من الرؤساء الثلاثة التعاطي مع الورقة الأميركية، على دراسة الرد الأخير الذي نقلته السفارة الأميركية في بيروت كسبا للوقت. فقد أصبح الأمر واضحا أن النقاش والحوار يتركزان على أمرين هما: الجدول الزمني لتسليم السلاح، وإقرار علني من «حزب الله» بالموافقة على المبدأ بتسليم السلاح والالتزام بتنفيذه ضمن المهل الزمنية التي يتم التوافق عليها، شرط ألا تتجاوز نهاية السنة الحالية. ورأت مصادر نيابية متابعة لـ «الأنباء» ان حصول إعلان رد «الحزب» بالموافقة على تسليم السلاح بعدما كان وافق ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي على الانسحاب من جنوب الليطاني وتسليم السلاح الموجود هناك، يكون بمنزلة الالتزام بانتهاء الحرب مع إسرائيل، ما يمهد لخطوات أخرى، وهي الانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة في الأراضي اللبنانية، ومن ثم تنفيذ بقية البنود الأخرى لجهة الاتفاق على النقاط الحدودية الـ 13 المعلقة منذ التحرير في 25 مايو من العام 2000، وإطلاق سراح الأسرى، وفتح الباب أمام المساعدات للبنان لإعادة إعمار ما هدمته الحرب. واعتبرت المصادر أن إرسال الرد الأميركي عبر السفارة، يشير بوضوح إلى إرادة حازمة من واشنطن لعدم الغرق في الردود المتبادلة، وهي تتطلع إلى وجود أجوبة واضحة ونهائية عند عودة الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان، خصوصا لجهة موقف «الحزب» بشكل علني، وإن كانت الموافقة الضمنية موجودة لدى الرؤساء الثلاثة، ومشروطة بضمانات يريدها «الحزب» حول إزالة تداعيات الحرب. على صعيد آخر، فاجأت جلسة المجلس النيابي لمناقشة الحكومة في سياستها الكثيرين لجهة تميزها بأمرين: أولا هدوء النقاش بعيدا من السجالات والتحديات أو السقوف العالية. وثانيا أنها شكلت ما يشبه رافعة ودعم للحكومة للسير بخطواتها، خصوصا لجهة الوقوف خلفها في موضوع سحب السلاح وفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. وذكرت مصادر نيابية لـ «الأنباء» أن عقد الجلسة جاء بترتيب بين الرؤساء الثلاثة لتحقيق هدفين، أولهما تنفيس الاحتقان السياسي والنيابي حول عدم اطلاع الكتل النيابية والوزراء على مضمون الورقة الأميركية. والثاني إعطاء الدعم المطلوب للحكومة للتقدم في خطواتها، لجهة سحب السلاح من جميع الأطراف اللبنانية والفلسطينية، وقد تحقق هذا الأمر. في المواقف، أعلن السفير المصري علاء موسى في احتفال أقامه في منزله في العيد الوطني لمصر (الذكرى 73 لثورة يوليو) ان «لبنان الكبير ليس دولة وظيفية عابرة، بل هو رسالة أبدية وخالدة لتمجيد السلام والتعايش والتنوير. لبنان ليس قابلا لا للضم ولا التقسيم ولا الاحتلال ولا لأي صورة من صور انتقاص السيادة». وقال:«انطلاقا من هذا، فإن مصر، شعبا وقيادة، كانت وستبقى حريصة على دعم سيادة ووحدة لبنان وسلامة أراضيه، وستستمر في مساندة كل ما من شأنه أن يسهم في نهوضه وازدهاره. وستواصل مصر جهودها مع كل الأطراف الإقليمية والدولية للتأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الفوري وغير المشروط من كامل الأراضي اللبنانية والتوقف عن انتهاكات السيادة اللبنانية تنفيذا للقرار 1701 ولاتفاق وقف الأعمال العدائية، حتى تتمكن مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمتها الجيش من بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كاملة. وأجدد دعوة مصر للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه لبنان، سواء فيما يتعلق بضرورة لجم الممارسات الإسرائيلية التي تمثل التهديد الأكبر للأمن والاستقرار الإقليمي، أو تجاه إعادة إعمار لبنان ودعم الجيش اللبناني ليتمكن من الاضطلاع بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه». وفي الشق المعيشي، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة د.بشارة الأسمر، ووفد رابطة موظفي الإدارة العامة برئاسة وليد جعجع. وأعرب رئيس الجمهورية عن تفهمه لمعاناة الموظفين منذ كان قائدا للجيش. وقال: «نحن على أبواب موسم سياحي، والمطلوب التعاون لإنجاحه، لأنه جزء من عجلة إنعاش الاقتصاد.. وخلال الجلسة الأخيرة للحكومة تحدثنا عن إعادة دراسة شاملة لرواتب القطاع العام وهذا حقكم. وسأتحدث الخميس في مجلس الوزراء عن هذا الواقع المرير للإدارة العامة، وبابي مفتوح لكم». وبعد اللقاء، أعلن كل من الأسمر وجعجع تعليق الإضراب في سياق «مبادلة رئيس الجمهورية إيجابيته وتفهمه للمطالب». وفي نشاط القصر الجمهوري، استقبل الرئيس عون النائبة الفرنسية أميليا لاكرافي، وعرض معها تعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية ودور البرلمانيين فيها. كما استقبل عون الموفد الرئاسي التشيكي مستشار الأمن القومي توماس بويار، الذي نقل إليه دعوة لزيارة الجمهورية التشيكية من الرئيس بيتر بافيل. وفي مجلس النواب، تم تجديد الثقة بالحكومة بـ 69 صوتا من أصل 82 نائبا حضروا اليوم التالي من جلسة المناقشة. وحجب 9 نواب الثقة، وامتنع 4 عن التصويت. وقال رئيس الحكومة في كلمة رد فيها على مطالب النواب: «نجدد التزامنا وإصرارنا على الإصلاح والإنقاذ، ولن نوفر جهدا لحشد الدعم العربي والدولي للضغط على إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها».

رياح وأوتاد: تعقيبات المتابعين عن التكبّر والتفرقة
رياح وأوتاد: تعقيبات المتابعين عن التكبّر والتفرقة

الجريدة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجريدة

رياح وأوتاد: تعقيبات المتابعين عن التكبّر والتفرقة

حظي مقالاي الأخيران حول اقتراحات تعديل قانون الجنسية، وعن التكبر والتفاخر والتفرقة بين المواطنين، بأكثر من 200 ألف متابعة في وسائل التواصل، وقد رأيت أن أنقل بعض الصور التي رأى فيها المتابعون نوعاً من التكبر أو التفرقة بين المواطنين. فمنهم من أشار إلى تكبّر بعض الأثرياء وحرصهم على إعلان وإظهار ثرواتهم والتباهي بها في كل مناسبة، وهناك مَن تحدث عن وجود مَن يفاخر بنسبه ويرفض الزواج من أسر وعائلات يرى أنها أدنى من نسبه، وهذا خلاف حديث «إنك امرؤ فيك جاهلية». وقال أحد المتابعين إن الأمر وصل بالبعض إلى الفخر بالمدينة أو القرية التي قَدِم منها أجداده قبل أكثر من مئة عام، مع نظرة بعدم المساواة مع مَن قَدِم من بلد آخر. وقد انعكس هذا على الانتخابات، فلاحظ بعض المتابعين كيف تجمّع ناخبون في دوائر معينة حسب الأصل أو المدن التي قَدِموا منها إلى الكويت منذ حوالي قرنين من الزمان للفوز فيها على الآخرين، مما أدى إلى التفرق المذموم في العملية الانتخابية. ومن المتابعين مَن رأى أن هناك مَن يفرّق بين المواطنين حسب درجة الجنسية ويعتقد أنهم يجب ألا يتساووا بنفس المعاملة، وهناك من ذكر حديثاً نبوياً يفهمه كثير من الناس بتفسير خاطئ، وهو حديث «لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية»، وهو حديث صحيح، ولكن ليس معناه أبناء القبائل، وإنما المقصود هو مَن سكن البادية وغلبت عليه الجهالة بأحكام الشرع وعدم القدرة على الإتيان بالشهادة على وجهها لبُعده عن القرى والمدن ومعاملاتهما. ويستمر وصول صور التفرقة، فينقل أكثر من متابع نماذج مما يعتبره تكبّر بعض المسؤولين بمحاباة بعض الموظفين بسبب قربهم منه أو مذهبهم، فيفضلهم على الآخرين، وهذا من الظلم الذي حاربته الشريعة الإسلامية، وأشار بعض المتابعين إلى تدخّل بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين بالواسطة لخدمة المقربين والمفاتيح الانتخابية وتكبّرهم حتى عن إجابة الاتصالات الهاتفية من بقية الناخبين، وأكد بعض المتابعين أن بعض الوزراء يمارس الفعل نفسه في عدم الاستجابة لطلب مقابلات أو قضاء حاجات بعض المواطنين، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَن ولّاه الله من أمر الناس شيئاً فاحتجب عن حاجتهم احتجب الله عن حاجته يوم القيامة». وبالتأكيد، فإن عرض هذة الصور لا يعني أنها الأغلب في مجتمعنا، ولكن لنسأل أنفسنا بأمانة: هل هذه العيوب والتفرقة موجودة؟ وهل كان لها انعكاس على حياتنا الاجتماعية والسياسية؟ وهل هناك خوف من أن تغزو توجهات التفرقة (apartheid) بلادنا العزيزة؟ وهل تقوم السلطات بمكافحتها، أم على العكس يتم استغلالها وتقنينها؟ أليس إصلاحها هو دور الحكومة والجماعات السياسية وقادة الرأي في بلادنا من أجل مستقبل أفضل؟ وذلك حسب قول النبي الكريم: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً».

دار الفتوى في راشيا: لعدم السماح للطابور الخامس بالدخول بين أبناء القضاء
دار الفتوى في راشيا: لعدم السماح للطابور الخامس بالدخول بين أبناء القضاء

المدى

timeمنذ 12 ساعات

  • المدى

دار الفتوى في راشيا: لعدم السماح للطابور الخامس بالدخول بين أبناء القضاء

رفضت دار الفتوى في راشيا في بيان، 'كل محاولات الاعتداء على المواطنين والمقيمين في لبنان'، مشيرة إلى أنها 'لا تسمح أبدا بقطع الطرق على أي يكن من اللبنانيين والمقيمين فيه'. كما رفضت 'الاعتداء على الناس والعمل على طردهم من أماكن عملهم'، مشيرة إلى أنها 'على تواصل مستمر مع فاعليات المنطقة لحظة بلحظة للجم أي فتنة يحاول أي أحد أن يقوم بها'. وطالبت 'الأجهزة الأمنية بعدم التساهل والسماح لأي يكن بالاعتداء على المواطنين والمقيمين في لبنان أو قطع الطرق على الناس'، وقال: 'هذا ليس من أخلاقنا ولا قيمنا'. أضافت: 'ما يجري في سوريا شأن داخلي لا نتدخل فيه، بل نرجو الله أن يحمي سوريا من الفتنة وأن تستقر وتزدهر لأنها إن كانت بخير، فالأمة كلها بخير'. وطالبت بـ'تحكيم العقل والمنطق وعدم السماح للطابور الخامس بالدخول بين أبناء قضاء راشيا'، وقال: 'نحن نفخر بهذه العلاقات المجتمعية، ولا نسمح لأحد بتعكيرها'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store