logo
كيف يُدير الذكاء الاصطناعي الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

كيف يُدير الذكاء الاصطناعي الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

البوابةمنذ يوم واحد

قبل ساعات من الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة 13 يونيو الحالي، كشفت الصناعات الجوية الإسرائيلية عن تسليم نسخة جديدة من رادار متعدد المهام مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بقدرة على "منع الهجوم الصاروخي المقبل"، في إشارة إلى التهديدات الإيرانية.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، نقلاً عن مسؤولين، أن النسخة الـ250 من الرادار المتعدد المهام (MMR) باتت تشكل "قلب" أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل، بقدرات على اكتشاف مئات التهديدات الجوية في وقت واحد، بفضل دمج تقنيات مع الذكاء الاصطناعي.
هذه الأنظمة، التى أعلنتها إسرائيل طورتها شركة "إلتا" التابعة للصناعات الجوية، وهي المسؤولة حتى الآن عن اعتراض آلاف المحاولات لاستهداف إسرائيل جواً منذ هجوم حماس 7 أكتوبر فى عملية "طوفان الأقصى".
وكشفت الصحيفة أن الهجوم الباليستي الإيراني على إسرائيل فى 4 أبريل 2024، أسهم فى تغيير نظرة قادة العالم، ما دفع دولاً عديدة للاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي فى أنظمة الدفاع والهجوم.
والمتابع جيداً للتصريحات الإسرائيلية سيعلم جيداً أن توقيت هذا التصريح والإعلان الإسرائيلي ليس من قبيل الصدفة ولكنه رسالة واضحة قبل ساعات من هجومها على الأراضي الإيرانية واستهداف مواقع نووية وشخصيات عسكرية عسكرية وعلماء فى الطاقة النووية، وتوضح هذه الرسالة أن الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات تم توظيفها بشكل جيد فى عمليات الدفاع الإسرائيلية وتطويرها بشكل غير مسبوق وهذه التقنيات أيضاً ستسخدم فى الهجوم واستهداف المواقع والاشخاص، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي محركاً قوياً فى الملف الإسرائيلي الإيراني.. ولأهميته وخطورته، تتسابق الدولتان على استغلال هذه التقنيات فى محاولة تفوق دولة على أخرى.. ففى إطار حرب الذكاء الاصطناعي بين الدولتين، أعلنت القناة الرسمية الإيرانية في 13 يناير الماضي عن تسلُّم الجيش الإيراني نحو 1000 طائرة مسيّرة جديدة "طائرات بتقنيات ذكاء اصطناعي" لضمها إلى ترسانة فروعه الأربعة (القوات البرية، البحرية، الجوية، وفيلق القدس).
وقبل ذلك أعلنت طهران بداية 2025 تخصيص (115 مليون دولار) لأبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره.
وفى 18 مايو الماضي، وافق مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على الخطوط العريضة للخطة الوطنية للذكاء الاصطناعي، في إطار طموح إيران للانضمام إلى قائمة العشر قوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، وعزم طهران على التحول من مستهلك للذكاء الاصطناعي إلى مطور عالمي.
وفى المقابل أيضاً، أعلنت إسرائيل طبقاً لتقرير "معاريف" أنها قامت ببيع الأنظمة الإسرائيلية مدعومة بالتقنيات الحديثة "القبة الحديدية"، و"حيتس"، و"مقلاع داوود"، و"سبايدر"، لأكثر من 20 دولة عبر خمس قارات، بإجمالي صفقات تتجاوز 25 مليار شيكل ويُعد ذلك الأكثر مبيعاً في فئته عالمياً طبقا للتقرير.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت عن أن شركة جوجل عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الصحيفة أن التعاون بين جوجل ووزارة الدفاع الإسرائيلية بدأ عام 2021، حين طلبت إسرائيل توسيع استخدامها لخدمة "فيرتيكس" من جوجل لتطوير خدمات بالذكاء الاصطناعي.
وبعد.. إن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً قوياً وخطيراً على طاولة المفاوضات وعاملاً مؤثراً في المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية. إن استغلاله بالشكل الأمثل سيجعل الجميع يفكر ألف مرة قبل اتخاذ أى إجراءات سواء اقتصادية أو عسكرية ضدك وستكون الحسابات مختلفة مع مرور الوقت والدولة التى لا تمتلك منظومة ذكاء اصطناعي قوية لن يكون لها ثقل سياسي أو عسكري أو اقتصادي.
أخيراً، إن الذكاء الاصطناعي ليس برنامج شات جي بي تي أو برامج الشات وتغير الصور وعمل فيديوهات ساخرة وتركيب الأصوات وتغييرها، فالأمر أكبر وأعمق من ذلك بكثير.. لقد أصبح عامل فى تفوق دول على أخرى.
فى النهاية، إن ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية وضغوطات دولية، يدعونا إلى بذل مجهودات مضاعفة فى كل الملفات ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي مع التماسك الداخلي ودعم القيادة السياسية فى قراراتها ورؤيتها حتى نحافظ على بلادنا.. حفظ الله مصر من أى سوء.
*حاصل على دكتوراه فى حوكمة الذكاء الاصطناعي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وادي السيليكون.. ومنعطف الذكاء الاصطناعي
وادي السيليكون.. ومنعطف الذكاء الاصطناعي

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

وادي السيليكون.. ومنعطف الذكاء الاصطناعي

وادي السيليكون.. ومنعطف الذكاء الاصطناعي في يومه الثاني بعد توليه منصبه العام الحالي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه المطلق لصناعة التكنولوجيا، وأعلن، وهو يقف على منصة بجوار قادة التكنولوجيا، عن مشروع «ستارغيت»، الذي يعتبر خطة لضخ 500 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة على مدى أربع سنوات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وبالمقارنة بذلك، أنفقت مهمة أبولو، التي أرسلت أول رجال إلى القمر، حوالي 300 مليار دولار بأسعار اليوم على مدى 13 عاماً. وقد قلل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» OpenAI، من شأن هذا الاستثمار، قائلاً: «يبدو المبلغ ضخماً للغاية الآن. أراهن أنه لن يبدو بهذا الحجم بعد بضع سنوات». وعلى مدى العقد الذي راقبت فيه وادي السيليكون، كمهندسة في البداية ثم كصحفية، شاهدت تحوّل الصناعة إلى نموذج جديد. ولطالما استفادت شركات التكنولوجيا من دعم الحكومة الأميركية الودي، إلا أن إدارة ترامب في شهورها الأولى أوضحت أن الدولة ستمنح الآن قوة دفع جديدة لطموحات هذه الصناعة. وكان إعلان مشروع «ستارغيت» مجرد إشارة واحدة، بينما كان مشروع قانون الضرائب الجمهوري الذي أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي إشارة أخرى، والذي يمنع الولايات من تنظيم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر القادمة. ولم تعد شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة الرائدة مجرد شركات متعددة الجنسيات، بل إنها تنمو لتصبح إمبراطوريات حديثة. ومع حصولها على دعم كامل من الحكومة الفيدرالية، ستتمكن قريباً من إعادة تشكيل معظم مجالات المجتمع كما تشاء، من السياسة إلى الاقتصاد إلى إنتاج العلوم. وكانت ثروة الصناعة ونفوذها يتوسعان بالفعل في وادي السيليكون قبل 10 سنوات، وكان لدى عمالقة التكنولوجيا مهام عظيمة، على سبيل المثال مهمة جوجل «نظيم معلومات العالم»، والتي استخدموها لجذب العمال الشباب والاستثمار الرأسمالي. لكن مع التعهدات بتطوير الذكاء الاصطناعي العام، أو ما يُعرف بـ «A.G.I»، تحولت تلك المهمات العظيمة إلى مهمات حضارية. وتزعم الشركات أنها ستنقل البشرية إلى عصر جديد من التنوير، وأنها وحدها من تمتلك الوضوح العلمي والأخلاقي للسيطرة على تقنية، بحسب زعمها، ستقودنا إلى الجحيم إذا طورتها الصين أولاً. ويقول داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي: «يجب أن تمتلك شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى نماذج أفضل من تلك الموجودة في الصين إذا أردنا النجاح». ويبدو ذلك بعيد المنال، كما أن وادي السيليكون له تاريخ طويل من الوعود التي لم تتحقق. إلا أن الرواية التي تقول إن الذكاء الاصطناعي العام قريب، وسيجلب «ازدهاراً هائلاً»، كما كتب ألتمان، تقود الشركات بالفعل إلى جمع رؤوس أموال ضخمة، والمطالبة بالبيانات والكهرباء، وبناء مراكز بيانات هائلة تسهم في تسريع أزمة المناخ. وستعزز هذه المكاسب نفوذ وقوة شركات التكنولوجيا وتضعف حقوق الإنسان حتى بعد أن يزول بريق وعود الصناعة. ويمنح السعي وراء الذكاء الاصطناعي العام الشركات غطاءً لجمع بيانات أكثر من أي وقت مضى، مع ما يترتب على ذلك من آثار عميقة على خصوصية الأفراد وحقوق الملكية الفكرية. وقبل الاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، جمعت شركة «ميتا» بيانات من أربعة مليارات حساب، قبل أن تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنها لم تعد ترى أن هذا الكم من البيانات كافٍ. ولتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، قامت الشركة باستخراج بيانات «الإنترنت» دون مراعاة تُذكر لحقوق النشر، بل وطرحت فكرة شراء شركة دار النشر «سايمون آند شوستر» لتلبية متطلبات البيانات الجديدة. ويدفع هذا الاتجاه الشركات إلى زيادة استهلاكها للموارد الطبيعية، حيث أشارت التقديرات الأولية لمشروع «ستارغيت» إلى أن حاسوبها العملاق للذكاء الاصطناعي قد يحتاج إلى طاقة تعادل استهلاك ثلاثة ملايين منزل. وتتوقع مؤسسة «ماكنزي» الآن أنه بحلول عام 2030، سيتعين على الشبكة الكهربائية العالمية أن تضيف طاقة تعادل ما بين مرتين إلى ست مرات القدرة التي احتاجت إليها ولاية كاليفورنيا بأكملها في عام 2022، فقط لمواكبة وتيرة توسع وادي السيليكون. ووصفت «ماكنزي» هذه الأرقام بأنها «استثمارات هائلة في أي سيناريو». وقال أحد موظفي «أوبن إيه آي»، إن الشركة تعاني نقصاً في الأراضي والكهرباء. وفي الوقت نفسه، تضاءل عدد الخبراء المستقلين في مجال الذكاء الاصطناعي القادرين على محاسبة وادي السيليكون. ففي عام 2004، لم ينضم إلى القطاع الخاص سوى 21% من خريجي برامج الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي. أما في عام 2020، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى نحو 70%، بحسب إحدى الدراسات. وقد اجتذبهم وعد الرواتب التي قد تتجاوز بسهولة حاجز المليون دولار سنوياً، ما يسمح لشركات مثل «أوبن إيه آي» باحتكار المواهب. وقد تقوم شركات الذكاء الاصطناعي بالفعل بمراقبة الأبحاث المهمة حول عيوب ومخاطر أدواتها. وقبل أربع سنوات، أعلن قادة فريق «غوغل» الأخلاقي للذكاء الاصطناعي أنهم أُقيلوا بعد أن كتبوا ورقة بحثية أثارت تساؤلات حول التركيز المتزايد للصناعة على نماذج اللغة الكبيرة، وهي التقنية التي تدعم «شات جي بي تي» ومنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى. وتمر تلك الشركات بمنعطف حاسم، فمع انتخاب ترامب، ستبلغ قوة وادي السيليكون آفاقًا جديدة، لاسيما بعد أن عيّن ترامب الملياردير المغامر ديفيد ساكس، وهو مستثمر في الذكاء الاصطناعي، في منصب قيصر الذكاء الاصطناعي، كما اصطحب ترامب مجموعة من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في رحلته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية. وإذا صوّت «الجمهوريون» في مجلس الشيوخ على منع الولايات من تنظيم الذكاء الاصطناعي لمدة 10 سنوات، فسيتم ترسيخ حصانة وادي السيليكون في القانون، مما يعزز وضع هذه الشركات كإمبراطوريات. ويتجاوز تأثير تلك الشركات نطاق الأعمال التجارية بكثير، فنحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى عالم تستطيع فيه شركات التكنولوجيا الاستحواذ على الأراضي، وإدارة عملاتها الخاصة، وإعادة تنظيم الاقتصاد، وإعادة صياغة سياساتنا كما نشاء دون عواقب تُذكر. إلا أن ذلك له ثمن، فعندما تسود الشركات، يفقد الناس قدرتهم على التعبير عن آرائهم في العملية السياسية، ولا تصمد الديمقراطية. إلا أن التقدم التكنولوجي لا يتطلب من الشركات أن تتصرف كالإمبراطوريات. فبعض أكثر إنجازات الذكاء الاصطناعي تأثيرًا لم يأتِ من عمالقة التقنية الذين يسابقون الزمن لتقليد الذكاء البشري، بل من تطوير نماذج بسيطة غير مكلفة وموفرة للطاقة لأداء مهام محددة، مثل التنبؤ بالطقس. وقد طورت «ديب مايند» نموذج ذكاء اصطناعي غير توليدي يُدعى «ألفافولد» يتنبأ بالبنية البروتينية استناداً إلى تسلسل الأحماض الأمينية، وهي وظيفة بالغة الأهمية في اكتشاف الأدوية وفهم الأمراض. وحصل مبتكروه على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024. ولا يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التي تخدم الجميع أن تنشأ من رؤية تنموية تتطلب انصياع الأغلبية لأجندة نخبوية تخدم القلة. ولن يكون الانتقال إلى مستقبل أكثر عدالة واستدامة في مجال الذكاء الاصطناعي سهلاً، حيث سيتطلب من الجميع، صحفيين، ومجتمع مدني، وباحثين، وصانعي سياسات، ومواطنين، التصدي لعمالقة التكنولوجيا، ووضع لوائح حكومية مدروسة كلما أمكن، وزيادة الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي الأصغر حجماً. فعندما ينهض الناس، تسقط الإمبراطوريات.لا يمكن أن تولد أدوات الذكاء الاصطناعي التي تخدم الجميع رؤية للتنمية تفرض على الغالبية الانصياع لأجندة نخبوية تخدم القلة. إن الانتقال إلى مستقبل أكثر عدلاً واستدامة في مجال الذكاء الاصطناعي لن يكون سهلاً: سيتطلب من الجميع - صحفيين، ومجتمعاً مدنياً، وباحثين، وواضعي سياسات، ومواطنين - أن يواجهوا عمالقة التقنية، وأن يدفعوا نحو تنظيم حكومي مدروس أينما أمكن، وأن يستثمروا أكثر في تقنيات ذكاء اصطناعي صغيرة النطاق. *صحفية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومحررة بمجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

ذكاء جوجل يهلوس.. خطأ فادح في تحديد طائرة الهند المنكوبة
ذكاء جوجل يهلوس.. خطأ فادح في تحديد طائرة الهند المنكوبة

الاتحاد

timeمنذ 2 ساعات

  • الاتحاد

ذكاء جوجل يهلوس.. خطأ فادح في تحديد طائرة الهند المنكوبة

في أعقاب حادث جوي مأساوي في الهند أسفر عن سقوط مئات الضحايا، تعرّضت شركة جوجل لانتقادات لاذعة بعد أن قدّمت معلومات مغلوطة حول هوية الطائرة المنكوبة، مشيرة إلى طراز مختلف تمامًا عن الطائرة الحقيقية. معلومات مضلّلة بثقة مفرطة وفقًا لموقع"Ars Technica" الخطأ ورد ضمن ميزة "اللمحة العامة بالذكاء الاصطناعي" (AI Overview)، وهي ميزة تعرض إجابات توليدية مباشرة في نتائج البحث. ورغم وجود تنويه أسفل هذه الميزة بأن "الذكاء الاصطناعي قد يخطئ"، إلا أن الثقة التي تبدو في صياغة الإجابة جعلت كثيرين يأخذونها كحقيقة، ما أثار جدلاً واسعًا وشعورًا بالارتباك لدى المستخدمين. تباين وتضارب في الإجابات المثير أن المستخدمين تلقّوا إجابات متناقضة حول هوية الطائرة، بعضها يذكر طرازاً معيناً، وبعضها طرازاً آخر، بل إن بعض النتائج دمجت بين طرازين مختلفين تماماً بطريقة غير منطقية، مما كشف خللاً واضحًا في قدرة النظام التوليدي على فهم السياق الإخباري بدقة. اقرأ أيضاً.. مفاجأة من جوجل.. ذكاء اصطناعي على هاتفك بلا إنترنت خلط بين الحادث ومقالات الطيران ويرجّح محللون أن يكون هذا الخطأ ناتجًا عن خلط الذكاء الاصطناعي بين الخبر الفعلي ومقالات أخرى تتناول التنافس بين شركات تصنيع الطائرات، دون التمييز بين السياقات المختلفة أو التحقق من الوقائع. جوجل ترد.. لكن القلق مستمر من جانبها، أعلنت جوجل أنها أزالت الإجابة المضللة، مؤكدة التزامها بتحسين أنظمتها، وذكرت أن دقة ميزة "اللمحة العامة" تقارب دقة ميزات البحث التقليدية. لكن خبراء التقنيات شددوا على أن مثل هذه "الهلاوس المعلوماتية" لا يمكن التساهل معها، خاصة عندما يتعلق الأمر بحوادث تمسّ أرواح البشر وتؤثر على شركات ضخمة في قطاع الطيران. إسلام العبادي(أبوظبي)

جوجل تطلق ميزة جديدة: بودكاست بالذكاء الاصطناعي يلخص نتائج البحث
جوجل تطلق ميزة جديدة: بودكاست بالذكاء الاصطناعي يلخص نتائج البحث

عرب هاردوير

timeمنذ 11 ساعات

  • عرب هاردوير

جوجل تطلق ميزة جديدة: بودكاست بالذكاء الاصطناعي يلخص نتائج البحث

بدأت شركة جوجل باختبار ميزة جديدة قد تغيّر طريقة تفاعل المستخدمين مع محرك البحث بشكل جذري، إذ أطلقت خياراً صوتياً يحمل اسم Audio Overview، يتيح للمستخدمين الاستماع إلى ملخّصات نتائج البحث في شكل محادثة بين صوتين اصطناعيين، يشبه إلى حد كبير البودكاست، لكنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي بالكامل. من دفتر الملاحظات إلى محرك البحث لا تُعد الميزة الجديدة وليدة اللحظة بالكامل، بل ظهرت لأول مرة داخل أداة NotebookLM التي طورتها جوجل سابقاً لتساعد المستخدمين في تحليل مستنداتهم الخاصة باستخدام نموذج Gemini للذكاء الاصطناعي. أضافت الشركة حينها خاصية "نظرة صوتية" تُنتِج ملخصات مسموعة للمحتوى النصي. ومع مرور الوقت، بدأت جوجل بتوسيع استخدام هذه الميزة إلى أدوات ومنصات أخرى، حتى وصلت اليوم إلى واجهة البحث الأساسية في شكل اختبار محدود ضمن ما يُعرف بـ Search Labs. وتُتيح جوجل للمستخدمين تفعيل هذه الخاصية يدوياً عبر الإعدادات، ولا تُفعّل تلقائياً. بمجرد الانضمام إلى البرنامج التجريبي، سيلاحظ المستخدم وجود مشغّل صوتي مدمج يظهر أسفل قسم "يسأل الآخرون أيضاً"، ويعرض خيار "توليد بودكاست صوتي" لتلخيص نتائج البحث حول أي موضوع. طريقة عمل الميزة الجديدة عند اختيار توليد نظرة صوتية، يبدأ الذكاء الاصطناعي بتوليد محادثة افتراضية بين صوتين رقميين، يناقشان موضوع البحث بطريقة مبسطة وسلسة. يتم ذلك خلال ثوانٍ قليلة، ويعرض المشغّل قائمة بالمصادر التي اعتمد عليها الذكاء الاصطناعي لبناء المحادثة، إلى جانب أدوات للتحكم بسرعة التشغيل. على سبيل المثال، إذا كتب المستخدم عبارة "كيف تعمل سماعات إلغاء الضجيج؟"، سيستمع إلى حوار تفسيري بين شخصيتين افتراضيتين تشرحان المبدأ العلمي والتقني خلف هذه التقنية. الطريف أن المستخدم يستطيع أيضاً البحث عن "Google Audio Overviews"، ليستمع إلى بودكاست يشرح ماهية النظرات الصوتية نفسها، فيما يشبه الحلقة المفرغة من التقنية التي تشرح ذاتها بنفسها، بأسلوب يصفه البعض بأنه مزيج بين الابتكار والسخرية. فرص ومخاطر في آن واحد رغم أن الميزة تُظهر أداء جيداً في تبسيط المواضيع العامة والمباشرة، إلا أن اعتمادها على نتائج البحث المفتوحة يجعلها عرضة لبعض المخاطر. فعلى عكس NotebookLM الذي يبني نتائجه على مستندات يقدمها المستخدم بنفسه، تُولّد النظرة الصوتية الجديدة ملخصاتها استناداً إلى محتوى متعدد المصادر وغير مُنقح، مما يزيد احتمال الخطأ أو سوء الفهم. وقد لاحظ المتابعون هذه المخاطر مسبقاً مع ميزة الملخصات النصية الآلية التي أطلقتها جوجل سابقاً، والتي قدمت في بعض الحالات إجابات مضللة أو غير دقيقة، ما يجعل الاعتماد الكامل على التلخيص الصوتي خياراً محفوفاً بالتحفّظ، خاصة في المواضيع الحساسة أو التي تتطلب دقة علمية ومهنية. هل ستحل الأصوات الاصطناعية محل القراءة؟ ترى جوجل أن هذه الخطوة تشكل نقلة جديدة في تجربة المستخدم، وتتناسب مع الاتجاه المتزايد نحو استهلاك المحتوى السمعي، خصوصاً في أوساط الشباب أو من يفضلون الاستماع أثناء التنقل والعمل. لكن في المقابل، تظل هناك تساؤلات حول مدى طبيعة هذه المحادثات، التي قد تبدو مصطنعة أو آلية بشكل واضح، مما يُفقدها بعض الجاذبية أو المصداقية لدى شريحة من المستخدمين. كما أن هذه الميزة تفتح الباب أمام سؤال أكبر: هل سيصبح البحث عبر الصوت بديلاً حقيقياً للقراءة التقليدية؟ وهل ستنتقل تجربة محرك البحث من نصوص ساكنة إلى مقاطع صوتية تفاعلية بالكامل؟ لا تحمل هذه الأسئلة إجابات واضحة بعد، لكنها باتت تُطرح بقوة مع كل خطوة جديدة تتخذها جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. توسع تدريجي متسارع لم تكتفِ جوجل بإدخال النظرة الصوتية إلى نتائج البحث، بل بدأت فعلاً بدمجها في خدمات أخرى مثل محرر مستندات جوجل، ووضع البحث العميق ضمن Gemini، ما يعكس رغبة واضحة في تحويل التجربة النصية إلى تجربة متعددة الوسائط. وقد تعزز هذا التوجه حين لاحظ المستخدمون أن ميزة "الملخصات النصية" لم تبق طويلاً في المختبرات، بل تحوّلت إلى جزء من نتائج البحث الافتراضية، مما يوحي بأن البودكاستات المزيفة قد تلحق بها قريباً. لا شك أن ميزة Audio Overview تمثل إضافة مبتكرة قد تسهّل على كثير من المستخدمين الوصول السريع للمعلومة، لكن استخدامها يحتاج إلى وعي نقدي وتقييم شخصي مستمر. فهي أداة مساعدة، لا بديل مطلق. وعلى الرغم من إغراء الاستماع إلى محادثة سريعة تشرح لك كل ما تحتاج إليه، إلا أن القراءة العميقة والتحقّق من المصادر يظلان ضرورة لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضها بالكامل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store